السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل للخير مفاتيح والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله محمد المبعوث بالدين الصحيح. وعلى اله وصحبه اولي الفضل الرجيع اما بعد فهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الثالث من برنامج مفاتيح العلم في السنة السادسة سبع وثلاثين واربع مئة والف وثمان وثلاثين واربع مئة والف. بمدينته التاسعة مدينة البجادية وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المعروف شهرة بالاربعين النووية. العلامة يحيى ابن الشرف ابن مري النووي. رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة فقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله الحديث التاسع عشر نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر كن لنا ولشيخنا اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللحاضرين ولجميع المسلمين. قال المصنف رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين النووية الحديث التاسع عشر عن ابي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا شيء قد كتبه الله لك. وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الاقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وفي رواية غير الترمذي احفظ الله تجده امامك. تعرف الى الله في يعرفك في الشدة واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك. واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا هذا الحديث اخرجه الترمذي وحده من اصحاب الكتب الستة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما واسناده حسن واما رواية غير الترمذي التي ذكرها المصنف فرواها عبد بن حميد في مسنده واسنادها ضعيف ولجملها شواهد تثبت بها سوى قوله فيها واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وان ما اصابك لم يكن ليخطئك فهذا لم يثبت ذكره في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس. وثبت في احاديث اخرى صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله اعلمك كلمات تقليل لهن ترغيبا في اخذهن تقليل لهن ترغيبا في اخذهن فانه اذا علم انهن كلمات معدودات قويت نفسه في اخذهن بحفظهن والعمل بهن وقوله احفظ الله اي احفظ امره وقوله احفظ الله اي احفظ امره وامر الله نوعان احدهما امر الله القدري وحفظه بالصبر على اقدار الله وحفظه بالصبر على اقدار الله والاخر امر الله الشرعي وحفظه بتصديق الخبر وامتثال الطلب واعتقاد حل الحلال وحفظه بتصديق الخبر وامتثال الطلب واعتقاد حل الحلال والمراد بامتثال الطلب امتثال الامر والنهي. والمراد بامتثال الطلب امتثال الامر والنهي وقوله يحفظك وفي الجملة الثانية تجده تجاهك وفي الرواية الاخرى تجده امامك فيه بيان جزاء من حفظ امر الله فيه بيان جزاء من حفظ امر الله انه يحرز امرين انه يحرز امرين احدهما ترفض الله له حفظ الله ده في قوله يحفظك والاخر معونة الله وتأييده معونة الله وتأييده في قوله تجده امامك وفي الرواية الاخرى تجده تجاهك والفرق بينهما ان الاول مقام وقاية والثاني مقام رعاية ان الاول مقام وقاية. والثاني مقام رعاية ففي مقام الوقاية يحفظ العبد من الافات ففي مقام الوقاية يحفظ العبد من الافات وفي مقام الرعاية يعان العبد على الكمالات وفي مقام الرعاية يعان العبد على الكمالات وقوله اذا سألت فاسأل الله. واذا استعنت فاستعن بالله امر بقصر سؤال العبد واستعانته على الله امر بقصر العبد سؤاله واستعانته على الله عز وجل. فاذا سأل الله فاذا سأل داعيا سأل الله واذا استعان استعان بالله. فاذا سأل داعيا سأل الله واذا استعان استعان بالله وقوله واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك امر بالتسليم لقدر الله وان ما شاء الله كان وما لم يشأ الله لم يكن. امر بالتسليم لقدر الله. وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فالناس لا يغيرون فيه شيئا. من نفع او ضر. فالناس لا يغيرون فيه شيئا من نفع او ضر وقوله رفعت الاقلام وجفت الصحف اي فرغ من المقادير اي فرغ من المقادير. فالاقلام هنا اقلام القدر فالاقلام هنا اقلام القدر والصحف الصحف التي كتبت فيها الاقدار الصحف التي كتبت فيها الاقدار وقوله تعرف الى الله في الرخاء ليعرفك في الشدة فيه بيان عمل وجزاء فاما العمل فهو تعرف العبد الى ربه تعرف العبد الى ربه واما الجزاء فهو معرفة الرب عبده فهو معرفة الرب عبده فاما العمل وهو تعرف العبد الى ربه فهو نوعان فاما العمل وهو تعرف العبد الى ربه فهو نوعان احدهما معرفته بربوبيته معرفته بربوبيته اي بما له من الملك والخلق والتدبير والرزق وهذه يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر فهذه هي الشرك فيها المؤمن والكافي والبر والفاجر والاخر معرفته بالوهيته معرفته بالوهيته اي بعبادته بالاقبال عليه والاستعانة به ودعائه سبحانه وهذه تختص بالمؤمن دون الكافر وليس البر فيها كالفاجر وهذه تختص بالمؤمن دون الكافر. وليس البر فيها كالفاجر فالمؤمنون هم الذين يعرفون الله بالوهيته والابرار منهم اعلى مقاما وارفع منزلة منزلة من فجار المسلمين واما الجزاء وهو معرفة الرب عبده فهو نوعان. واما الجزاء وهو معرفة الرب عبده فهو نوعان احدهما معرفة عامة احدهما معرفة عامة بالاحاطة به والاطلاع عليه بالاحاطة به والاطلاع عليه فلا يخفى على الله منه شيء فلا يخفى على الله منه شيء والاخر معرفة خاصة معرفة خاصة تقتضي تأييد الله واعانته له تقتضي تأييد الله واعانته له نعم الحديث العشرون عن ابي مسعود عقبة ابن عمر الانصاري البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. رواه البخاري. هذا الحديث رواه البخاري وحده دون فهو من افراده عنه فقوله ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اي مما اثر عن الانبياء السابقين وصار منشورا شائعا نقله في الناس اي مما اثر عن الانبياء السابقين وصار منشورا شائعا ذكره في الناس وقوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت له معنيان صحيح ان له معنيان صحيح ان احدهما انه امر على ظاهره انه امر على ظاهره فهو امر للعبد فيما يفعل فهو امر للعبد فيما يفعل انه اذا كان لا يستحيا منه فليصنعه انه اذا لم يكن يستحيا منه فليصنعه فلا لوم عليه فلا نوم عليه والاخر انه لا يراد به حقيقة الامر انه لا يراد به حقيقة الامر والقائلون بهذا يحملونه على معنيين. والقائلون بهذا يحملونه على معنيين الاول انه امر بمعنى التهديد والوعيد انه امر بمعنى التهديد والوعيد اي اذا لم يكن لك حياء فاصنع ما شئت فستلقى ما تكره اي اذا لم يكن لك حياء فاصنع ما شئت فستلقى ما تكره والاخر انه امر بمعنى الخبر انه امر بمعنى الخبر فهو خبر عما يفعله الناس مع ما لهم من الحياء فهو خبر عما يفعله الناس مع ما لهم من الحياء فمن كان له حياء منعه من فعل ما يستحيا منه فمن كان له حياء منعه من فعل ما يستحيا منه ومن لم يكن له حياء لم يمنعه شيء ومن لم يكن له حياء لم يمنعه شيء وكل هذه المعاني صحيحة يحتملها الحديث. وكل هذه المعاني صحيحة يحتملها الحديث نعم. الحديث الحادي والعشرون عن ابي امر وقيل ابي عمرة سفيان بن عبدالله رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك قال قل امنت بالله ثم استقم. رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه وقوله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك اي لا احتاج بعده الى سؤال غيرك اي لا احتاج بعده الى سؤال غيرك لوفائه بمعرفة ما يلزمني في ديني. لوفائه بمعرفة ما يلزمني في ديني فامره النبي صلى الله عليه وسلم بامرين احدهما الايمان بالله في قوله قل امنت بالله اي قولا مقترنا بالاعتقاد والعمل اي قولا مقترنا بالاعتقاد والعمل والاخر الاستقامة على دين الله والاستقامة شرعا هي اقامة العبد نفسه على الصراط المستقيم اقامة العبد نفسه على الصراط المستقيم. وهو دين الاسلام ابوك الله وهو دين الاسلام. فاذا اقام العبد نفسه على دين الاسلام سمي مستقيما والناس متفاوتون في الاستقامة على قدر ما يقيمونه من دين الاسلام والناس متفاوتون في استقامة على قدر ما يقيمونه من دين الاسلام فهم درجات متفاوتة. نعم الحديث الثاني والعشرون عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنهما ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت اذا صليت الصلوات المكتوبات؟ وصمت رمضان واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا اادخل جنة؟ قال نعم رواه مسلم. ومعنى حرمت الحرام اجتنبته. ومعنى احللت الحلال فعلته معتقدا حلة هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري وهو من افراده عنهم وقوله صلى الله عليه وسلم نعم اي تدخل الجنة اذا عملت بما ذكرت اي تدخل الجنة اذا عملت بما ذكرت وقد ذكر في الحديث اربعة اعمال. وقد ذكر في الحديث اربعة اعمال. اولها في قوله صليت الصلوات اتي المكتوبة اولها في قوله صليت الصلوات المكتوبات اي صليت الصلوات الخمسة في اليوم والليل اي صليت الصلوات الخمسة المكتوبة في اليوم والليلة وثانيها صيام رمضان في قوله وصمت رمضان اي صمت شهر رمضان من كل سنة وثالثها تحليل الحلال في قوله واحللت الحلال اي اعتقدت حله اي اعتقدت حله ولو لم يفعله فقيد الفعل الذي ذكره المصنف في قوله فعلته معتقدا حله فيه نظر فقيد الفعل الذي ذكره المصنف في قوله فعلته معتقدا حله فيه نظر لتعذر الاحاطة بافراد الحلال فعلا. لتعذر الاحاطة بافراد الحلال فعلا فتعاطي جميع انواع الحلال مما يتعذر عادة. فتعاطي جميع انواع الحلال مما يتعذر عادة كانواع المطعومات كانواع المطعومات فانه يتفق لاحد الا يأكل كثيرا من المطعومات التي يعرفها الناس فيكفيه في كونه محلا للحلال ايش اعتقاد انها حلال ولو لم يتناولها ورابعها تحريم الحرام في قوله وحرمت الحرام اي اجتنبته معتقدا حرمته اي اجتنبته معتقدا حرمته فلا يكفي اعتقاد الحرمة فقط بل لا بد من الاجتناب ففي تحريم الحرام يجمع بين الاجتناب واعتقاد الحرمة ففي تحريم الحرام يجمع بين الاجتناب واعتقاد الحرمة وهؤلاء الاعمال الاربعة هن من اسباب دخول الجنة وهؤلاء الاعمال الاربعة كن من اسباب دخول الجنة لقوله بعد سؤاله بعد ذكرهن ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم اي تدخل الجنة اذا جئت بهذه الاعمال الاربعة بحسب ما يكون من اجتماع الشروط وانتفاء الموانع بحسب ما يكون من اجتماع الشروط وانتفاء الموانع. نعم الحديث الثالث والعشرون عن ابي مالك الحارث بن عاصم الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماوات والارض والصلاة والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك او عليك. كل الناس يغدوا فبائع نفسه فمعتقها او رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه وقوله الطهور شطر الايمان الطهور بضم الطاء وهو فعل التطهر الطهور بضم الطاء وهو فعل التطهر والشطر هو النصف والشطر هو النصف ففعل التطهر بالوضوء والغسل وما ينوب عنهما وهو التيمم هو نصف الايمان ففعل التطهر بالوضوء والغسل او ما ينوب عنهما وهو التيمم نصف الايمان ووجه ذلك ان شعائر الايمان باعتبار تطهير العبد نوعان ان شعائر الايمان باعتبار تطهير العبد نوعان احدهما شعائر تطهر ظاهره شعائر تطهر ظاهره وهي الوضوء والغسل والتيمم النائب عنهما وهي الوضوء والغسل والتيمم النائب عنهما والاخر شعائر تطهر باطنه شعائر تطهر باطنه وهي بقية قصار الايمان وهي بقية خصال الايمان. كالصلاة والزكاة والصيام والحج كالصلاة والزكاة والصيام والحج واشباهها فالعبد اذا توضأ او اغتسل او تيمم تطهر في ظاهري واما الباطن فتطهره بقية خصال الايمان فصار فعل الطهارة شطر الايمان بهذا المعنى. فصار فعل الطهارة شطر الايمان بهذا المعنى وقوله الحمد لله تملأ الميزان اي تملأ الة الوزن في الاخرة وهي الميزان اي تملأ الة الوزن في الاخرة وهي الميزان فاذا وضعت الحمد لله في الميزان ملأت تعظيما لشأنها فاذا وضعت الحمد لله في الميزان وضعته تعظيما لشأنها وقوله وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماء والارض ووقعت هذه الرواية على الشك من كون الكلمتين مجتمعتين تملآن ما بين السماء والارض او كون كل واحدة تملأ ما بين السماء والارض فالسماء فسبحان الله وحدها تملأ ما بين السماء والارض والحمدلله وحدها تملأ ما بين السماء والارض وهذا هو الموافق لرواية تملآن اي كل واحدة منهما تكون كذلك او يكون المعنى ان هاتين الكلمتين اذا اقترنتا فانهما يملئان ما بين السماء والارض والمحفوظ في هذه الجملة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والتسبيح والتكبير يملآن ما بين السماء والارض والمحفوظ في هذه الجملة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والتسبيح والتكبير يملئان ما بين السماء والارض. رواه النسائي وغيره فهذه الرواية مقدمة من جهتين فهذه الرواية مقدمة من جهتين احداهما انها اصح اسنادا واقوى رجالا انها اصح اسنادا واقوى رجالا والاخرى انها اصح في المعنى انها اصح في المعنى فان الحمد وحدها كما في الجملة الثانية تملأ الميزان فان الحمد وحدها كما في الجملة الثانية تملأ الميزان. الذي هو اعظم مما بين السماء والارض الذي الذي هو اعظم مما بين السماء والارض فاذا قرنت بالتسبيح نقص قدرها فصارت تملأ ما بين السماء والارض فقط فاذا قرنت بالتسبيح نقص قدرها فصارت تملأ ما بين السماء والارض فقط فهذه الرواية غلط والمحفوظ في الحديث هي الرواية التي عند النسائي والتسبيح والتكبير يملئان ما بين السماء والارض وقوله والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء ذكر مقادير هذه الاعمال بما لها من الانوار. ذكر مقادير هذه الاعمال بما لها من الانوار فالصلاة نور مطلق الصلاة نور مطلق والصدقة برهان وهو الشعاع الذي يلي قرص الشمس وهو الشعاع الذي يلي قرص الشمس فالهالة الضوئية التي تحيط بقرص الشمس تسمى برهانا. فالهالة الضوئية التي تحيط بقرص الشمس تسمى برهانا والصبر ضياء وهو النور الذي فيه اشراق بلا احراق وهو النور الذي فيه اشراق بلا احراق فهذه الاعمال الثلاثة مثلت بمقادير ما لها من الانوار وتلك الانوار لها موضعان وتلك الانوار لها موضعان. احدهما باعتبار منفعتها للروح في الحال باعتبار منفعتها للروح في الحال فالصلاة مثلا نور للروح فالصلاة مثلا نور للروح والاخر منفعتها للعبد في المآل منفعتها للعبد في المآل فتكون لها انوار على هذه المقادير المذكورة في الحديث فتكون لها انوار على هذه المقادير المذكورة في الحديث فيكون نور الصلاة اعظم من غيرها من الاعمال المذكورة. فيكون نور الصلاة اعظم من غيرها من الاعمال المذكورة. وقوله والقرآن حجة لك او عليك ان يكون القرآن بالنسبة للعبد حجة شاهدة له او حجة شاهدة عليه حجة شاهدة له او حجة شاهدة عليه وقوله كل الناس يغدوا ان يسعى واصل الغدو هو الخروج في اول النهار واصل الغدو هو الخروج في اول النهار لانه محل انبعاث الخلق في طلب ما ينفعه لانه محل انبعاث الخلق في طلب ما ينفعهم فعادة الناس ان من ابتغى ما ينفعه من اكتساب برزق او قضاء حاجة فانه يخرج في اول النهار وقوله فبائع نفسه فمعتقها او موبقها اي فيكون الناس بين ساع يسعى في انجاء نفسه بعتقها من النار بين ساع يسعى في انجاء نفسه بعتقها من النار. وبين ساع يسعى في ايباقها اي في اهلاكها. وبين ساع يسعى في اباقها اي اهلاكها. فمن سعى في الطاعات فهو ساع في النجاة بعتق نفسه فمن سعى في الطاعات فهو ساع في عتق نفسه. ومن سعى في المحرمات فانه ساع في اهلاك نفسه. نعم الحديث الرابع والعشرون عن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن ربه عز وجل انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم. يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب فاستغفروني اغفر لكم. يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افتر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألتهما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر. يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه. وهو من الاحاديث التي رواها النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه وتسمى احاديثا الهية او تسمى احاديث الهية او ربانية او قدسية وقوله يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا خبر عن تحريم الله الظلم على نفسه خبر عن تحريم الله الظلم على نفسه ثم تحريمه على خلقه ثم تحريمه على خلقه والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه. والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه وهذا احسن ما قيل في حده وهو اختيار ابن تيمية الحفيد فاخبر الله عز وجل انه حرم الظلم على نفسه ثم حرمه علينا فقال وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا فالمنهي عنه من الظلم نوعان فالمنهي عنه من الظلم نوعان. احدهما ابتداء احد به ابتداء احد به وهو المذكور في قوله وجعلته بينكم محرما والاخر مقابلة ظالم به مقابلة ظالم به وهو المذكور في قوله فلا تظالموا وهو المذكور في قوله فلا تظالموا فالعبد منهي ان يبتدئ احدا بظلمه فالعبد منهي عن ان يبتدي احدا بظلمه واذا ظلمه احد فهو منهي عن مقابلته بالظلم واذا ظلمه احد فهو منهي عن مقابلته بالظلم فمن عصى الله فيك لم يكن مأذونا لك ان تعصي الله فيه فمن عصى الله فيك لم يكن مأذونا لك ان تعصي الله فيه. بل تسلك الطريق الشرعية المبينة في كلام الله او كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر في الحديث بعد هذه الجملة تسع جمل مقسومة ثلاثة اقسام. ثم ذكر بعد هذه الجملة تسع جمل مقسومة ثلاثة اقسام فالقسم الاول في ذكر افتقار العبد وبيان ما يغنيه في ذكر افتقار العبد وبيان ما يغنيه وذلك في قوله يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهديكم. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته. فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسل توته فاستكسوني اكسكم يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم فهذه الجمل الاربع فيها بيان فقر المخلوق فهو محل للوصف بالضلال والجوع والعري والخطيئة وفيها بيان ما يغني العبد فظلاله يدفع باستهداء الله وجوعه يدفع باستطعام الله وعريه يدفع باستكساء الله وخطيئته تدفع باستغفار الله والقسم الثاني بيان غنى الله سبحانه وتعالى وسؤدده بيان غنى الله تعالى وسؤدده. وهو في اربع جمل ايضا وهو في اربع جمل ايضا في قوله يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فهذه الجمل الاربع كلها في بيان غنى الله وسؤدده وكماله والقسم الثالث في بيان الحكم الفصل بين المفتقرين الى الله والمستغنيين عنه في بيان الحكم الفصل بين المفتقرين الى الله والمستغنيين عنهم. وذلك في قوله يا عبادي انما هي اعمالكم لكم ثم اوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه فمن افتقر الى الله فسيجد خيرا ومن استغنى عن الله فسيلوم نفسه فمن افتقر الى الله فسيجد خيرا ومن استغنى عن الله فسيلوم نفسه وهذه الجملة فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه لها معنيان صحيحان لها معنيان صحيح ان احدهما انها امر على ظاهرها بان من وجد خيرا فهو مأمور ان يحمد الله بان من وجد خيرا فهو مأمور بان يحمد الله وان من وجد غير ذلك فهو مأمور بلوم نفسه وان من وجد غير ذلك فانه مأمور بلوم نفسه والاخر انه امر بمعنى الخبر انه امر بمعنى الخبر بان من وجد خيرا فسيكون حامدا لله بان من وجد خيرا فسيكون حامدا لله وان من وجد غير ذلك فسيكون لائما نفسه وان من وجد غير ذلك فسيكون لائما نفسه وكلاهما صحيح كما تقدم فالمعنى الاول محله الدنيا والمعنى الثاني محله الاخرة وكلاهما صحيح كما تقدم بل معنى الاول محله الدنيا والمعنى الثاني محله الاخرة ففي المعنى الاول ان من وجد خيرا في الدنيا فهو مأمور بان يحمد الله على ما هيأ له من الخير ومن وجد غير ذلك فهو مأمور بان يبادر الى لوم نفسه لكفها عن غيها وفي المعنى الثاني خبر عما ستكون عليه حال الخلق في الاخرة بان الواجدين خيرا سيحمدون الله فيقولون اذا دخلوا الجنة الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله وان الواجدين غير ذلك فسيلومون انفسهم ويسألون الله ان يردهم الى الدنيا ليعملوا صالحا ولا تمندم اي في حال ذهاب زمن الندم والتحسر نعم الحديث الخامس والعشرون عن ابي ذر رضي الله عنه ايضا ان ناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور. يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون طول اموالهم. قال اوليس قد جعل الله لكم ما تتصدقون؟ ان بكل تسبيحة صدقة. وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع احدكم صدقة قالوا يا رسول الله ايأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر؟ قال ارأيتم لو وضعها في حرام اكان فيها وزر فكذلك اذا وضعها في الحلال كان له اجر. رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري بهذا اللفظ ورواه في موضع اخر بلفظ مختصر مع زيادة في اوله واخره وقوله ذهب اهل الدثور اي اهل الاموال فان فقراء الصحابة شكوا الى النبي صلى الله عليه وسلم حالهم انهم لا يجدون ما يتصدقون به. بخلاف الاغنياء منهم فهم يجدون من المال ما يتصدقون به. فارشدهم النبي صلى الله عليه وسلم الى انواع من الصدقة والصدقة شرعا اسم جامع لانواع المعروف والاحسان اسم جامع لانواع المعروف والاحسان. وهي نوعان احدهما صدقة مالية احدهما صدقة مالية والاخر صدقة غير مالية صدقة غير مالية وهي التي اعتنى النبي صلى الله عليه وسلم ببيانها في الحديث مراعاة لحال الفقراء. وهي التي اعتنى النبي صلى الله عليه وسلم ببيانها في الحديث مراعاة لحال الفقراء فذكر سبعة انواع منها فذكر سبعة انواع منها اولها التسبيح وهو قول سبحان الله وثانيها التكبير وهو قول الله اكبر وثالثها التحميد وهو قول الحمد لله ورابعها التهليل وهو قول لا اله الا الله وخامسها الامر بالمعروف وسادسها النهي عن المنكر وسابعها اتيان الرجل اهله بقوله وفي بضع احدكم صدقة فالبضع بضم الباء هو اتيان الرجل اهله ويكنى به ايضا عن الفرج ويكنى به ايضا عن الفرج وكلا المعنيين تصح ارادته في الحديث وكلا المعنيين تصح ارادته في الحديث. ذكره المصنف نفسه في شرح صحيح مسلم وقوله ارأيتم لو وضعها في حرام اكان عليه وزر فكذلك اذا وضعها في الحلال كان له اجر ظاهره ان العبد يؤجر على اتيان اهله ولو لم تكن له نية صالحة. ظاهره ان العبد يؤجر على اتيان اهله. ولو لم تكن له نية صالحة وهو فعل من افعال المباحات ومن المتقرر انه لا اجر على مباح ومن المتقرر انه لا اجر على مباح. فهذا الحديث يرد الى تلك القاعدة الجامعة ان المباحات لا اجر عليها الا اذا اقترنت بنية صالحة. الا اذا اقترنت بنية صالحة فمن اتى اهله وله نية صالحة اجر فمن اتى اهله وله نية صالحة اجر ومن اتى اهله بلا نية فقد اتى فعلا مباحا. ومن اتى اهله بلا نية فقد اتى مباحا فلا يؤجر عليه ولا يوزر. فلا يؤجر عليه ولا يوزر وانواع النية الصالحة في اتيان الرجل اهله كثيرة كأن يأتي اهله طالبا اعفاف نفسه او اعفاف اهله او ابتغاء الولد الصالح او تكثير سواد المسلمين او غير ذلك من انواع النيات الصالحة في اتيانه اهله فيؤجر على ذلك ويكون الحديث متعلقا بهذه الحال. ويكون الحديث متألقا بهذه الحال من انه يأتي اهله وله نية صالحة من انه يأتي اهله وله نية صالحة نعم الحديث السادس والعشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة. وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها او ترفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة وتميط الاذى عن الطريق صدقة رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه وقوله كل سلامة اي كل مفصل. وقوله كل سلامة اي كل مفصل فالسلامى هو المفصل وجمعه سلاميات اي مفاصل. وعدة مفاصل الانسان ثلاث مئة وستون مفصلا وعدة مفاصل الانسان ثلاث مئة وستون مفصلا ثبت هذا في حديث عائشة عند مسلم وقوله عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس اي ان كل مفصل من المفاصل كتب علينا فيه صدقة كل يوم كتب علينا فيه صدقة كل يوم شكرا لنعمة اتساق العظام وانتظامها. شكرا لنعمة اتساق العظام وانتظامها. فان ترتيب صورة بانسان على هذه الحال من كثرة مفاصله نعمة عظيمة تهيأ له بسببها تعاطي مصالحه العاجلة والاجلة فمن شكر الله سبحانه وتعالى ان يتصدق عن كل مفصل بصدقة كل يوم فمن شكر الله تعالى ان يتصدق عن كل مفصل بصدقة كل يوم فتكون الصدقات المطلوبة من العبد في اليوم والليلة تم ثلاث مئة وستون صدقة فتكون الصدقات المطلوبة من العبد في اليوم والليلة ثلاثمئة وستون صدقة وانواع الصدقات كثيرة. كما تقدم بيان حقيقة الصدقة. وانواع الصدقات كثيرة كما تقدم بيان انواع الصدقة. وسبق في الحديث المتقدم سبعة انواع منها وسبق في الحديث المتقدم سبعة انواع منه. وفي هذا الحديث خمس انواع من الصدقات وفي هذا الحديث خمس انواع من الصدقات فالاول العدل بين اثنين اي الاصلاح بينهما. العدل بين اثنين اي الاصلاح بينهما والثاني اعانة الرجل في دابته بحمله عليها اي برفعه عليها او رفع متاعه اليه اذا استوى عليه. او رفع متاعه اليه اذا استوى عليها. وثالثها الكلمة الطيبة وثالثها الكلمة الطيبة ورابعها الخطى الى المساجد فالخطوة الواحدة تكون صدقة. فالخطوة الواحدة تكون صدقة وخامسها اماطة الاذى عن الطريق اي تنحيته وتحويله اي تنحيته وتحويله فهذه خمسة انواع من الصدقات مع السبع المتقدمة يكون في هذين الحديثين ممنوع اثنا عشر نوعا من انواع الصدقات فالعبد مأمور بان يأتي بثلاث مئة وستين صدقة كل يوم اما من جنس واحد واما من اجناس مختلفة فيمكن ان يأتي بها بالتسبيح او التهليل او ان يأتي بها بالمشي الى المسجد او غير ذلك ووقع في حديث ابي ذر المتقدم عند مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى اي يكفي العبد في وقوع الصدقات الثلاث مئة والستون صدقة ان يصلي ركعتين من الضحى ان يصلي ركعتين من الضحى. فمن اراد التعجيل بقضاء صدقات اليوم المأمور بها فانه يصلي ركعتين من الضحى فانه يصلي ركعتين من الضحى. واختير هذا العمل بامرين واختير هذا العمل لامرين احدهما انه في صلاة ركعتين يستعمل جميع مفاصله انه في صلاة ركعتين يستعمل جميع مفاصله فتكون كلها مستعملة في طاعة الله فتكون كلها مستعملة في طاعة الله والاخر ان وقت الضحى وقت غفلة ان وقت الضحى وقت غفلة ومن قواعد الشرع تعظيم الاجر في وقت الغفلة ومن قواعد الشرع تعظيم العمل في وقت الغفلة وقد تقدم معنا في حديث ابي ثعلبة الخشني بالسنن في ذكر العمل في ايام الصبر والقبض على الجمر ان للعامل اجر خمسين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فعظم الجزاء لغلبة الغفلة على الناس وتركهم شعائر الدين. فكان العامل حينئذ بالدين يؤتى خمسين اجر خمسين عامل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بذلك العمل نعم الحديث السابع والعشرون عن النواسم سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البر حسن الخلق والاثم ما في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس. رواه مسلم. وعن وابسة ابن معبد رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر؟ قلت نعم. قال استفت قلبك استفت قلبك البر ما اطمأنت اليه النفس اطمأن اليه القلب والاثم ما حاك بالنفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتوك. حديث حسن رويناه في مسند رويناه في مسندي الامامين احمد بن حنبل والدارمي باسناد حسن هذه الترجمة الحديث السابع والعشرون مشتملة على حديثين هما حديث النواس ابن سمعان وحديث وابسة ابن معبد رضي الله عنهما فصارت بيانا لما تقدم من ان احاديث الاربعين باعتبار التفصيل كم ثلاثة واربعين حديثا واما باعتبار التراجم فهي اثنان واربعون حديثا لان هذه الترجمة فيها حديثان لان هذه الترجمة فيها حديثان. فاما الحديث الاول فهو حديث النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال البر حسن الخلق. الحديث رواه مسلم. واما الحديث الثاني فهو حديث ابيصة ابن معبد. رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر. الحديث رواه احمد والدارمي في مسنده لديهما واسناده ضعيف وله شاهد من حديث ابي ثعلبة الخشني عند الطبراني في المعجم الكبير واسناده حسن. فيكون الحديث حسنا بشاهده وجمع المصنف بينهما لماذا جمع بين هذين الحديثين ليش ما حطتوا الحديث لوحده لاشتراكهما في بيان البر والاثم لاشتراكهما في بيان البر والاثم تبين النبي صلى الله عليه وسلم البر من جهتين. فبين النبي صلى الله عليه وسلم البر من جهتين احداهما من جهة حقيقته فقال البر حسن الخلق والاخرى من جهة اثره فقال البر ما اطمأن اليه النفس ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب واما الاثم فبينه النبي صلى الله عليه وسلم من جهة واحدة وهي بيان اثره وهي بيان اثره. فقال في الحديث الاول والاثم ما حاك في النفس وكرهت ان يطلع عليه الناس وقال في الحديث الثاني والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتوك فاما البر فهو كما تقدم مبين في الحديث بحقيقته واثره. فاما حقيقته ففي قوله صلى الله عليه وسلم البر حسن الخلق وقد تقدم ان الخلق له معنيان احدهما عام وهو الدين والاخر خاص وهو المعاملة والمعاشرة مع الخلق فالبر يكون بحسن دينه عامة وبحسن معاملته خاصة. فالبر يكون بحسن دينه عامة ويكون بحسن معاملته خاصة واثر البر هو اطمئنان القلب والنفس واثر البر هو اطمئنان القلب والنفس فتسكن النفس اليه وترتاح معه فتسكن النفس اليه وترتاح معه واما الاثم فقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم بذكر اثره لانه اعظم في ظهور معناه لانه اعظم في ظهور معناه واما باعتبار حقيقته فالاثم هو ما بطأ عن الخير واخر عن الفلاح هو ما بطأ عن الخير واخر عن الفلاح فكل ما كان كذلك فهو اثم والاثر المذكور له في الحديث والاثر المذكور له في الحديث درجة الدرجة الاولى وجود حيك في النفس مع كراهية اطلاع الناس على ذلك وجود حيك في الناس مع كراهية اطلاع الناس على ذلك العمل والدرجة الثانية وجود حيك في النفس وتردد في الصبر مع وجود من يفتيه من الناس بانه ليست من مع وجود من يفتيه في الناس بانه ليست من واي المرتبتين الدرجتين اشد على النفس والدرجة الثانية اشد على النفس لانه مع وجود الحيك والتردد فيه يجد في الناس من يفتيه انها انه ليس باثم وقوله صلى الله عليه وسلم استفت قلبك امر بطلب الفتوى من القلب. امر بطلب الفتوى من القلب ومحله تعيين الوصف الذي علق عليه الحكم. ومحله تعيين الوصف الذي علق عليه الحكم لا الحكم على الشيء لا الحكم على الشيء. فالحكم على الشيء مرده الى دليل الشرع. فالحكم على الشرع فالحكم على الشيء دليل مرده الى دليل الشرع وانما يرجع الى القلب في وجود الوصف الذي علقت عليه الحرمة او الحلم. انما يرجع الى القلب بتحقيق المعنى او الوصف الذي علقت عليه الحرمة او الحل فمثلا اذا رأى صائد صيدا لا يعرفه فاستفتى قلبه اهو حلال او حرام فغلب على قلبه انه حلال فاستفتاؤه جائز ام غير جائز غير جائز لانه لابد من دليل شرعي على ان هذا الصيد باسمه ووصفه يكون حلالا او يكون حراما فلا عبرة حينئذ بالرجوع الى القلب لكن لو قدر ان هذا الصائد رأى غزالا فرماه ثم فقده ثم وجده من غد ساقطا في في ماء فاستفتى قلبه اهوى مات برميته ام مات بغرقه حتف انفه فغلب على ظنه انه مات برميته كأن يكون رماه في رأسه والمسافة بينه وبين الماء طويلة والماء قليل فغلب على ظنه انه مات برميته فيكون رجوعه الى القلب هنا ليس في كون الغزال في نفسه حلال وانما في وجود الوصف الذي علق عليه الحل فلو وجد هذا الغزال قد رماه في رجله وسقط في ماء كثير فيغلب على القلب حينئذ انه مات بسبب الماء لا بسبب الرمي فمثلها لا يقتل فحينئذ محل استفتاء القلب هو تحقيق الوصف الذي علق عليه الحكم الشرعي. لا في الحكم الشرعي نفسه فالقلب لا يدل على حرمة شيء او حله بنفسه لانه ليس مصدرا لاحكام الشرع. وانما يرجع اليه في تحقيق وجود الوصف الذي علق عليه حكم الشرع نعم الحديث الثامن والعشرون عن ابي نجيح البعض بن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت من منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا فقال اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة رواه ابو داوود والترمذي وقال الترمذي حديث حسن صحيح هذا الحديث رواه ابو داوود والترمذي وابن ماجه ايضا فهو مما رواه اصحاب السنن سوى النسائي واسناده قوي فهو حديث صحيح من اصح حديث الشاميين. قاله ابو نعيم الاصبهاني والحديث المذكور مؤلف من امرين فالحديث المذكور مؤلف من امرين احدهما موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. موعظة وجدت منها القلوب وذرفت منها العيون ولم يقع في شيء من طرق الحديث ذكر هذه الموعظة ولم يقع في شيء من الفاظ الحديث ذكر هذه الموعظة فوقع ذكرها اجمالا ولم تفصل بذكر الفاظها والموعظة ليش ما هي الموعظة لا تستعجل استأجر نعم انت من ذكره والموعظة هي الامر والنهي المقرونان بالترغيب والترهيب الامر والنهي المقرونان بالترغيب والترهيب. ذكره ابن تيمية الحفيد و ابن ابي العز في شرح الطحاوية. فاذا ذكر الامر او النهي مقرونان بالترغيب والترهيب سمي هذا موعظة فلا تختصوا الموعظة بذكر احوال اليوم الاخر من الموت او الجنة او النار بل تلك من افراد المواعظ لكن الموعظة شرعا ان يؤتى بالامر او النهي ويقرن بما يرغب او يرطب فمثلا من خطب عن الوضوء ثم ذكر ما له من الفضائل وذكر ما جاء من الاحاديث في الترهيب من تركه او التقصير فيه فان خطبته تسمى موعظة موعظة وكذا اذا خطب عن النكاح فذكر ما جاء في الشرع من الترغيب فيه وذكر ما جاء في الترهيب من الوقوع في غيره من انواع الفواحش فان هذا يسمى موعظة وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الخطب فكانت خطب النبي صلى الله عليه وسلم مواعظا فكانت خطب النبي صلى الله عليه وسلم مواعظا. فمن اراد ان ينتفع هو وان ينفع الناس في خطبه فليلزم كونها مواعظ بان يحرص على قرن ما يذكره من امر او نهي بما جاء في ذلك من الترغيب والترهيب. وكل باب من ابواب مصالح الخلق في الدين والدنيا ففي الشرع الترغيب والترهيب فيها. ولاجل هذا كان من الكتب وبالمعظمة عند الناس كتاب الترغيب والترهيب للمنذرين. فهذا كتاب عظيم جدا. وقد كان هذا الكتاب يستعمل يقرأ في المساجد في هذه البلاد خاصة وكان مقررا في سلم التعليم في الحديث في بعظ حلق العلم ثم ظعفت العناية به مع شدة الحاجة اليه فهو كتاب عظيم النفع ينبغي ان ان يحرص عليه طالب العلم خاصة وكل مسلم لما فيه من ذكر الترغيب والترهيب المتعلق وباحكام الشرع في جميع ابواب الدين واما الامر الثاني فهو وصية ارشد فيها النبي صلى الله عليه وسلم الى اربعة اصول اولها تقوى الله اولها تقوى الله وتقدم ان التقوى هي اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه. بامتثال خطاب الشرط اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع وثانيها السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا وان كان عبدا يألف الاحرار حال الاختيار من امرته. وان كان عبدا يأنف الاحرار حال الاختيار من امرته فامرنا بان نسمع له ونطيع ما الفرق بين السمع والطاعة ها حمد والفرق بين السمع والطاعة ان السمع هو القبول والطاعة هي الامتثال ان السمع هي القبول. والطاعة هي الامتثال. فيقبل العبد فاذا قبل صار سامعا. ثم يمتثل فاذا امتثل صار مطيعا. وهذه هي حقيقة في البيعة شرعا لولي الامر فالبيعة شرعا لولي الامر هي عقد السبع والطاعة له عقد السمع والطاعة له فلا تتحقق الا باجتماعهما وثالثها الامر باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين. الامر باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وقوله عضوا عليها بالنواجذ اي بالاضراس اشارة الى شدة التمسك بها وقوله عضوا عليها بالنواجذ اي بالاضراس اشارة الى شدة التمسك بها ورابعها الامر باجتناب البدع وهي محدثات الامور. في قوله واياكم ومحدثات الامور لان كل بدعة ضلالة فكل بدعة من البدع التي تقع في الخلق هي من اسباب ضلالهم وهذا حديث عظيم خطب النبي صلى الله عليه وسلم به وما فيه من هذه الاصول تشتد اليها حاجة الناس في كل حين وان وفي كل موضع ومكان فهو من الاحاديث العظيمة الجامعة نعم الحديث التاسع والعشرون عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه. تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت. ثم قال الا ادلك على ابواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. وصلاة الرجل من جوف في جوف الليل ثم تلا تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى يأمنون ثم قال الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه وذروة سنامه الجهاد ثم قال الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله فاخذ بلسانه وقال كف عليك هذا قلت يا نبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال ثكلتك امك وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث رواه الترمذي وابن ماجة ايضا واسناده ضعيف ويروى من وجوه لا يخلو شيء منها من ضعف ومن اهل العلم من يراه حديثا حسنا بمجموع تلك الطرق وقوله لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه. ثم قوله الا ادلك على ابواب الخير؟ الصوم فيه ذكر جوامع الفرائض والنوافل. فيه ذكر جوامع الفرائض والنوافل فاما جوامع الفرائض ففي قوله صلى الله عليه وسلم تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وتقيموا الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت وهذه هي اركان الاسلام الخمسة التي تقدمت في حديث ابن عمر رضي الله عنه بني الاسلام على خمس وهو الحديث الثالث واما جوامع النوافل ففي قوله صلى الله عليه وسلم الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ ماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل فجوامع النوافل ثلاثة فجوامع النوافل ثلاثة اولها الصوم وهو جنة اي وقاية للعبد فهو وقاية له من الاثام ووقاية له من النار فهو وقاية له من الاثام ووقاية له من النار وتانيها الصدقة وهي تطفئ الخطيئة اي تذهب ضررها اي تذهب ضررها فان للخطيئة ضررا كالنار فاذا تصدق العبد اطفأ تلك الخطيئة كما يطفئ الماء النار وثالثها قيام الليل في قوله وصلاة الرجل في جوف الليل اي في وسط الليل وذكر الرجل خرج مخرج الغالب فالمرأة مثله ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم الاية لبيان مال اهل قيام الليل من الاجور عند الله سبحانه وتعالى وقوله الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه؟ قلت بلى يا رسول الله قال الجهاد في سبيل الله هكذا وقع في كتاب الاربعين النووية تبعا لرواية النووي لسنن الترمذي. فرواية النووي سنن الترمذي وقع الجواب فيها هكذا ووقع في نسخ اخرى من الترمذي مفصلا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله وهذه الرواية المفصلة هي المحفوظة في الحديث وهذه الرواية المفصلة هي المحفوظة في الحديث وقوله رأس الامر الاسلام اي رأس الدين الاستسلام لله اي رأس الدين الاستسلام لله وقوله وعموده الصلاة اي هي في الدين بمنزلة العمود للخيمة التي يرفع عليها. اي هي بالنسبة ديني كالعمود للخيمة التي يرفع عليها. فلا يرفع الاسلام الا بالصلاة. وقوله وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. اي اعلاه والجهاد في سبيل الله فذروة الشيء بكسر الذال وضمها هي اعلاه وارفعه. فاعلى وارفع ما ايكون به ظهور الاسلام هو الجهاد في سبيل الله. وقوله الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ اي بما يجمعه اي بما يجمعه ويرد اليه وملاك الشيء بكسر الميم وفتحها هو قوامه ونظامه وملاك الشيء بكسر الميم وفتحها هو قوامه ونظامه. فالامر الذي ينتظم به ما تقدم كله هو اذكروا في قوله قلت بلى يا رسول الله. فاخذ بلسانه وقال كف عليك هذا فمدار صلاح العبد حبس لسانه وامساكه فانه اذا كف لسانه اعين على الفرائض والنوافل فانه اذا كف لسانه اعين على الفرائض والنوافل. واذا اطلق لسانه شغله شغله لسانه عن الفرائض والنوافل واذا اطلق لسانه شغله لسانه عن الفرائض والنوافل. ولهذا رد النبي صلى الله عليه وسلم الامر كله الى اللسان من ان صلاح عبدي وفساده وبملاحظته امرا لسانه وقوله قلت يا نبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به اي لمعاقبون بما نتكلم به. فقال ثكلتك امك اي فقدتك وهي كلمة لا يراد بها حقيقتها. وهي كلمة لا يراد بها حقيقتها بل المراد منها الحظ على ما يذكر معه بل المراد منها الحث على ما يذكر معها بالاعتناء به والحرص عليه به والحرص عليه قال وهل يكب الناس في النار اي يطرحهم فالكم هو الطرح فيكبون على وجوههم او قال على مناخرهم اي انوفهم الا حصائد السنتهم والحصائد جمع حصيدة وحصيدة اللسان هي ايش ما الجواب من ذكره فهمت وحصيدة اللسان ما قيل في الناس وقطع به عليهم ما قيل في الناس وقطع به عليهم. ذكره ابن فارس فليس المقصود بالحصيدة جميع عمل اللسان جميع قول اللسان وانما يقصد فعل مخصوص من افعاله وهو القول في الناس بشيء والجزم عليهم به. القول في الناس بشيء والجزم عليهم به مثل قول احدهم فلان ما فيه خير فلان ما فيه خير هذا من اشد الكلام اذا كان فيه خير وانت تقول ما فيه خير هذا من اعظم ما يطرح الناس على وجوههم او قول فلان فاسق او قول فلان ضال او قول فلان مبتدع او غير ذلك مما يحكم به على الناس ويلزم به عليهم. اذا لم تكن للعبد فيه بينة شرعية فانه من اعظم اسباب دخول النار فينبغي ان يتوقى الانسان في حفظ لسانه. وما احسن قول ابن مسعود ما رأيت شيئا احق بطول حبس من لسان رواه ابن ابي الدنيا في الصمت واسناده صحيح. ما رأيت شيئا احق بطول حبس من لسان. يعني ليس شيء مستحقا طول حبسه من لسان الانسان لعظم جنايته عليه وثبت في الصحيح ان الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا تهوي به في نار جهنم سبعين خريفا بكلمة واحدة تسقطه في النار مسيرة سبعين سنة الخريف عند العرب يعني السنة. سبعين سنة وهو يمشي اذا قدر ذلك كلمة تسقطه سبعين خريفا فكم تسقطه الكلمات والكلمات كلمات كثيرة تجري على لسان الانسان لا يراعي فيها ربه سبحانه وتعالى فتكون من اعظم اسباب دخول النار وفي حديث ابي هريرة المشهور عند ابي داود انه قال تكلم بكلمة اوبقت دنياه واخرته الكلمة ما هي؟ قال والله لا يغفر الله لفلان جملة واحدة اوبقت ايش الدنيا والاخرة يعني افسدت الدنيا والاخرة. كلمة واحدة هذي اعظم من مما يتخوفه الناس يقولون القنابل النووية تأتي على كل شيء هذي كلمة واحدة تأتي على دنياك واخرتك خسارة لا نجاة بعدها وبوارا لا صلاح بعده. فالواجب على الانسان ان يتحرز في لسانه. ومن امسك لسانه استنار قلبه ومن اطلق لسانه اظلم قلبه فان كثرة الكلام من اسباب فساد القلب. وقلة الكلام من اسباب صلاح القلب. ومن اعظم مفسدات القلب كما بسطه ابن القيم في اغاثة خلافان وغيره قبول الكلام فالانسان ولا سيما طالب العلم ينبغي ان يعتاد قلة الكلام. والا يتكلم بشيء الا وهو يعرف منزلته من الكلام وكان بعض السلف يعد كلامه من الجمعة الى الجمعة يعني في الاسبوع تستطيع تعد كلامه لتحرزهم من كثرة الكلام وهل واحد منا الان لا يستطيع ان يعرف ماذا قال تمشي الايام ويقال انت قلت كذا يقول ما اذكر وهو قاله حقيقة ان كنت لا تذكر فوراءك كتاب حفيظ لا ينسى فيه شيء الواجب على الانسان ان يحفظ لسانه حفظا شديدا فانه من اعظم فساد الاديان واحوال الخلق في دينهم ودنياهم نعم الحديث الثلاثون عن ابي ثعلبة الخسني عن ابي ثعلبة الخسني جرثوم ابن ناشر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم وحرم افلا تنتهكوها وسكت عن اشياء رحمة لكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها. حديث حسن رواه الدارقطني وغيره هذا الحديث رواه الدارقطني في السنن واسناده ضعيف وفي الحديث جماع احكام الدين فانها جعلت اربعة مع بيان الواجب فيها فانها جعلت اربعة مع بيان الواجب فيها. فالقسم الاول الفرائض والواجب فيها عدم اضاعتها. والواجب فيها عدم اضاعتها والقسم الثاني الحدود والمراد بها في الحديث ما اذن الله به. والمراد بها في الحديث ما اذن الله به فتشمل الفرض والنفل والمباح فتشمل الفرض والنفل والمباح. والواجب فيها عدم تعديها. والواجب فيها عدم تعديها. اي عدم مجاوزة ما اذن لنا فيه شرعا. عدم مجاوزة ما اذن لنا فيه شرعا والقسم الثالث المحرمات والواجب فيها عدم انتهاكها اي ترك قربانها واقترافها اي ترك قربانها واقترافها والقسم الرابع المسكوت عنه المسكوت عنه وهو ما لم يبين حكمه خبرا او طلبا وهو ما لا ما لم يبين حكمه خبرا او طلبا والواجب فيه عدم البحث عنه والواجب فيه عدم البحث عنه فما سكت عنه في الشرع مما يتعلق بالخبر اي الاعتقاد او يتعلق بالطلب اي الامر والنهي فان الواجب على العبد ان يترك فالبحث عنه فلا نفع فيه فقوله في الحديث وسكت عن اشياء اي سكت الله عن اشياء فيه اثبات صفة السكوت لله فيه اثبات صفة السكوت لله وهي ثابتة بالاجماع. نقله ابن تيمية الحفيد والمراد بسكوت الله هو عدم بيان حكم من الاحكام. عدم عدم بيان حكم من الاحكام فالمراد بالسكوت ترك بيان شيء من الاحكام الانقطاع عن الكلام فالمراد في السكوت ترك بيان شيء من الاحكام لا الانقطاع عن الكلام فيسكت الله عن بيان شيء رحمة بنا. فيسكت الله عن بيان شيء رحمة بناء نعم الحديث الحادي والثلاثون عن ابي العباس سال ابن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا انا عملته احبني الله واحبني الناس. فقال ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس. حديث حسن رواه ابن ماجة وغيره باسانيد حسنة هذا الحديث رواه ابن ماجة وغيره باسناد ضعيف جدا. وتحسينه بعيد وتحسينه بعيد وفيه الامر بعملين وفيه الامر بعملين احدهما الزهد في الدنيا والاخر الزهد فيما عند الناس والاخر الزهد فيما عند الناس وحقيقة الزهد شرعا الرغبة عما لا ينفع في الاخرة وحقيقة الزهد شرعا الرغبة عما لا ينفعه في الاخرة اي بتركه ذكره ابن تيمية الحفيد وغيره فمن اراد ان يكون زاهدا فانه ينبغي له ان يرغب عما لا ينفع في الاخرة تاركا له وهذان العملان يجتمعان في اصل واحد وهو الزهد والثاني يرجع الى الاول. فان الزهد فيما في ايدي الناس من جملة الزهد في الدنيا. فان الزهد فيما في ايدي الناس من جملة الزهد في الدنيا وفرق بينهما الاختلاف الثمرة الناشئة عنهما. وفرق بينهما لاختلاف الثمرة الناشئة عنهما. فمن زهد في الدنيا احبه الله ومن زهد فيما عند الناس من الدنيا احبوه ومن زهد فيما عند الناس من الدنيا احبوه لان عادة الناس جارية بمحبة من لم ينازعهم في محبوباتهم لان عادة الناس محبتهم لمن لم ينازعهم في في محبوباتهم وكراهيتهم لمن نازعهم فيها. وكراهيتهم لمن نازعهم فيها. ففرق بينهما لاختلاف الثمر مع كونهما يجتمعان في اصل الزهد نعم في الحديث الثاني والثلاثون عن ابي سعيد سعد ابن مالك ابن سنن الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار. حديث حسن. رواه ابن ماجه والدار قطني وغيرهما مسندا. ورواه مالك في الموطأ مرسلا. عن عمرو يحيى عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فاسقط ابا سعيد وله طرق يقوي بعضها بعضا هذا الحديث رواه ابن ماجة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما لا من حديث ابي سعيد الخدري هذا الحديث رواه ابن ماجة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما لا من حديث ابي سعيد وحديث ابي سعيد الخدري عند الدار قطني وكلاهما اسناده ضعيف لكن هذا الحديث يروى من طرق عن جماعة من الصحابة يقوي بعضها بعضا كما قال المصنف فيصير حديثا حسنا فهو حديث حسن وفي الحديث المذكور النهي عن الضرر من جهتين وفي الحديث المذكور النهي عن الضرر من جهتين احدهما البداءة به في قوله لا ضرر البداءة به في قوله لا ضرر والاخر المقابلة به في قوله ولا ضرار المقابلة به في قوله ولا ضرار. فالعبد منهي عن ان يبتدأ غيره بالضرر. ومنهي ايضا عن ان ضرب من ضره فالعبد منهي ابتداء عن ان يبتدئ احدا بالظرر ومنهي ايضا عن مقابلة احد اظره بان يضر به فكلا الجهتين للضرر منهي عنها وقوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار يشمل النهي عن الضرر قبل وقوعه وبعد وقوعه يشمل النهي عن الضرر قبل وقوعه وبعد وقوعه فينهى عن الضرر قبل وقوعه فيدفع فينهى عن الضرر قبل وقوعه فيدفع وينهى عن الضرر بعد وقوعه في رفع وينهى عن الضرر بعد وقوعه في رفع فهذا الحديث اكمل من قول الفقهاء الضرر يزال. فهذا الحديث اكمل من قول الفقهاء الضرر لاختصاص قاعدتهم بضرر قد نزل في اختصاص قاعدتهم بضرر قد نزل واما الحديث فهو يشمل الضرر الواقع والضرر المتوقع واما الحديث فانه يشمل الضرر الواقع. والضرر المتوقع. فالضرر الواقع يرفع والضرر المتوقع يدفع. فالضرر الواقع يرفع اي زاد. والضرر المتوقع يدفع اي دون وقوعه. نعم الحديث الثالث والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال اموال قوم ودماءهم لكن البينة لكن البينة على المدعي واليمين على من انكر حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا واصله في الصحيحين. هذا الحديث رواه البيهقي في السنن الكبرى. وهو بهذا اللفظ لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم والمحفوظ لفظ الصحيحين لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال واموال لادعى ناس دماء رجال واموالهم. ولكن البينة على المدعى عليه ولكن البينة على المدعى عليه ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه ان اليمين على من انكر والحديث المذكور اصل في فصل الخصومة والحديث المذكور اصل في فصل الخصومات فان الناس فيها بين مدع ومدع عليه. فان الناس فيها بين مدع ومدعا عليه والمدعي هو المبتدئ بالدعوة المطالب بها والمدعي هو المبتدئ بالدعوة المطالب بها والمدعى عليه والمقصود بالدعوى المطالب بها والمدعى عليه هو المقصود بالدعوة المطالب بها وقوله لكن البينة على المدعي اي عليه ما يبين به الحق اي عليه ما يبين به الحق. فالبينة اسم لكل ما يبين به الحق ويظهر. اسم لكل ما يدين به الحق ويظهر وقوله واليمين على من انكر اي الحلف واليمين على من انكر اي الحلف وسمي الحلف والقسم يمينا لان العرب كانت اذا بذلته مدت ايمان ايديها لان العرب كانت اذا بذلته مدت ايمان ايديها فكان العرب اذا اقسم مد يده اليمنى وحلف على ذلك بانه لم يكن كذا وكذا فسمي الحلف والقسم يمينا والحديث المذكور فيه ان البينة على المدعي وان اليمين على منهج والحديث المذكور فيه ان البينة على واليمين على من انكر. فمن ادعى شيئا طولب بالبينة. فمن ادعى شيئا طلب بالبينة. ومن انكر في ان فعليه الحلف. ومن انكر شيئا فعليه الحلف وهذا باعتبار الاغلب وهذا باعتبار الاغلب والا فقد يجعل القاضي اليمين في جهة المدعي والا فقد يجعل القاضي اليمين في جهة المدعي باعتبار القرائن التي تحف بالقضية باعتبار الفرائض التي تحف بالقضية. على ما هو مبين الفقهاء في باب البينات والدعاوى. فالحديث خرج مخرج الغالب فهو الاصل الغالب. لكنه لا يضطرد في جميع قضايا بل يرجع في ذلك الى القرائن التي تحيط بالقضايا بحسب نظر القاضي المجتهد فيما يجعل فيه جهة اليمين او البينة نعم. الحديث الثالث هو الثلاثون. عن ابن عباس الحديث الرابع والثلاثون عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك طواف الايمان رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه. وفيه الامر بتغيير المنكر وفيه الامر بتغيير المنكر في قوله صلى الله عليه وسلم فليغيره. والامر للايجاب فانكار المنكرات من الامور الواجبة فانكار المنكرات من الامور الواجبة والمنكر اسم لكل ما انكره الشرع بالتحريم والمنكر اسم لكل ما انكره الشرع بالتحريم بل منكرات هي المحرمات فالمنكرات هي المحرمات وتغيير المنكر المأمور به له ثلاث مراتب وتغيير المنكر المأمور به له ثلاث مراتب المرتبة الاولى تغييره باليد والمرتبة الثانية تغييره باللسان والمرتبة الثالثة تغييره بالقلب وعلقت المرتبتان الاوليان بالاستطاعة وعلقت المرتبتان الاوليان بالاستطاعة. فمن استطاع ان ينكر بيده انكر بيده. ومن استطاع ان ينكر بلسانه انكر انكر ومن لم يستطع ذلك سقطا عنه واما المرتبة الثالثة فلم تقيد بالاستطاعة لماذا ليس المرتبة الثالثة ما قيد في الاستطاعة احسنت لانه مقدور عليها في حق كل احد لانها مقدور عليها في حق كل احد. فتغيير المنكر بالقلب مقدور عليه لكل ذي قلب فهي لا تسقط ابدا بوجود الاستطاعة عليها في حق كل احد وتغيير المنكر بالقلب ما هو كيف يصير الانسان غيرها هو بغض المنكر والنفرة منه وبغض المنكر والنفرة منه. فاذا وجد في القلب بغض المنكر وكراهيته والنفرة منه صار هذا تغيير بالقلب ولا يشترط ان يقارنه حوقلة كان يقول لا حول ولا قوة الا بالله او استرجاع كان يقول انا لله وانا اليه راجعون. او بان يغير وجهه تحميضا او تمعرا. بل يكفي وجود نفرة القلب وبغضه وكراهيته للمنكر فانه يكون تغييرا بقلبه هناك. الحديث الخامس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض. وكونوا عباد الله اخوانا. المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات بحسب من الشر ان يحقر اخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. رواه مسلم. هذا حديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه. وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم في اوله خمسا من اعظم المناهي وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم في اوله خمسا من اعظم المناهج فالاول في قوله لا تحاسدوا وهو نهي عن الحسد ابتداء او مقابلة وهو نهي عن الحسد ابتداء او مقابلة والحسد هو كراهية وصول النعمة الى احد. والحسد هو كراهية وصول النعمة الى احد سواء تمنى زوالها او لم يتمنى سواء تمنى زوالها او لم يتمنى وثانيها النهي عن النجش النهي عن النجش النهي عن النجش وهو التوصل الى المرادات بالمكر والحيلة وهو التوصل الى المرادات بالمكر والحيلة فالعبد منهي عن الوصول الى مطلوبه بمكر وحيدة ومن جملته البيع المعروف ببيع النج. ومن جملته البيع المعروف ببيع النج وثالثها النهي عن التباغض وثالثها النهي عن التباغظ ومحله اذا لم يوجد مسوغ شرعي اذا لم يوجد مسوغ شرعي. فان وجد مسوغ شرعي كبدعة او معصية فانه يبغض لاجل ما وقع في ورابعها النهي عن التدابر وهو التقاطع والتهاجم وهو التقاطع والتهاجر وخامسها النهي عن البيع على بيع المسلم النهي على البيع عن بيع المسلم وذلك شامل لجميع انواع المعاملات المالية. وذلك شامل لجميع انواع المعاملات المالية. فذكر البيع خرج مخرج الغالب فذكر البيع خرج مخرج الغالب فالاجارة مثلا مثله لا يؤجر على اجارة اخيه المسلم. وقوله وكونوا عباد الله اخوانا هذه الجملة لها معنيان هذه الجملة لها معنيان احدهما انكم اذا امتثلتم ما تقدم صرتم اخوانا انكم اذا امتثلتم ما تقدم صرتم اخوانا فهي متعلقة بما قبلها فهي متعلقة بما قبلها والاخر انها امر بتحصيل اسباب الاخوة الدينية. انها امر بتحقيق اسباب الاخوة الدينية. فهي جملة مستقلة بنفسها فهي جملة مستقلة بنفسها وقوله المسلم اخو المسلم اي اخوة دينية. ثم ذكر من حقوق هذه الاخوة قوله لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره ثم قال صلى الله عليه وسلم التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات اي محلها القلب اي محلها القلب فقوله بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم اي يكفيه من الشر احتقاره احدا من المسلمين ان يكفيه من الشر احتقاره احدا من المسلمين. ففعله ذلك من عظائم الذنوب. فهو شر عظيم ففعله ذلك من عظائم الذنوب فهو شر عظيم. وقوله كل المسلم على المسلم حرام دم وماله وعرضه بيان ان ما ذكر يكون محفوظا معصوما لا يتعدى عليه فدم المسلم معصوم وماله معصوم وعرضه معصوم. لا يجوز التعدي عليه الا وفق حكم الشرع بحق الاسلام نعم الحديث السادس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. ومن ستر مسلما ستره الله الله في الدنيا والاخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. رواه مسلم بهذا اللفظ هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث خمسة اعمال مقرونة بجزائها فالعمل الاول تنفيس الكرب عن المؤمنين في الدنيا. تنفيس الكرب عن المؤمنين في الدنيا والتنفيس هو التفريج والكربة هو الامر الشديد الذي يضيق بالعبد والكربة هي الامر الشديد الذي يضيق بالعبد. فمن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الاخرة واخر جزاء هذا تعظيما له فلم يجزى على ذلك في الدنيا وانما يجزى عليه في الاخرة واخر جزاء هذا تعظيما له فلم يجز عليه في الدنيا وانما يجزى عليه في الاخرة لشدة كربها لشدة كربها والعمل الثاني التيسير على المعسر وجزاؤه ان ييسر الله على عامله في الدنيا والاخرة والعمل الثالث الستر على المسلم وجزاؤه ان يستر الله على عامله في الدنيا والاخرة والناس في باب الستر قسمان احدهما من عرف بالشر وشهر به من عرف بالشر وشهر به فهذا لا يستر عليه ويرفع امره الى ولي الامر ليردعه عن الشر ويرفع امره لولي الامر ليردعه عن الشر. والاخر من لا يعرف بالشر لكن زلت قدمه فوقع فيه من لا يعرف بالشرع لكن زلت قدمه فوقع فيه. فهذا مأمور بستره. فهذا مأمور بستره والعمل الرابع سلوك طريق في طلب العلم. سلوك طريق في طلب العلم وجزاؤه ان ييسر له طريق الى الجنة وجزاؤه ان ييسر له طريق الى الجنة. فمن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة والالتماس ادنى الطلب والالتماس ادنى الطلب. فمن سعى سعيا قليلا في طلب العلم فمن فضل ذلك ان الله يسهل له به طريقا الى الجنة كيف يسهل له طريقه الى الجنة يعني دخولها ان نجمع بينكم ومعناه ان يسهل له اعمال اهلها في الدنيا ويسهل له الوصول اليها في الاخرة ان يسهل له اعمال اهلها في الدنيا ويسهل لها له الدخول في الجنة فالعلم يبين لك اعمال اهل الجنة كم من عمل سهل ميسور اجره عظيم يجهله الناس فاذا تعلموا عرفوا ان هذا من اعمال اهل الجنة فعملوه مثل قوله صلى الله عليه وسلم من تعار من الليل فقال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله فان قام فصلى ركعتين قبل منه وان استغفر غفر له يعني هذا عمل يسير لا يهتدي اليه الانسان الا بالعلم ولذلك فضل العلم انه يدلك على اعمال اهل الجنة في عمل الانسان اعمال هي قليلة لكن اجورها جديدة والعمل الخامس الاجتماع في بيت من بيوت الله على تلاوة القرآن وتدارسه. الاجتماع في بيت من بيوت الله على تلاوة القرآن وتدارسه والمراد ببيوت الله المساجد والمراد ببيوت الله المساجد. وجزاؤه نزول السكينة وغشيان الرحمة وحف الملائكة وجزاؤه نزول الرحمة وغشيان نزول السكينة وغشيان الرحمة وحف الملائكة وذكر الله للمجتمعين عنده. وذكر الله للمجتمعين عنده وهذا الفضل لا يوجد في غير المساجد هذا فضل مخصوص بالمساجد. ولذلك يجد المرء ان اعتناءه بالقرآن والعلم في المسجد اعظم من اي مكان اخر. ولو كان في معهد او جامعة او مدرسة لما جعل الله من سر مكنون في المساجد بالبركة فالمساجد هي احب البقاع الى الله في البلدان فيكون فيها من الخير والبركة والاعانة على ما ينفع الانسان ما لا يكون في غيرها. فاذا انتظم الانسان في دراسة نظامية في مدرسة او معهد او جامعة فلا ينبغي ان يحرم نفسه من الجلوس في حلق المساجد فان حرم نفسه منها فان غاية ما توصله اليه الشهادات مطالب الدنيا غالبا ويقل الخشية في قلبه واما شهوده حلق الخير في المساجد فانها غالبا تذكره في الاخرة. لانه يعلم ان هذا الامر الذي يقوم به هو يريد به القرب الى صاحب هذا البيت وهو الله سبحانه وتعالى وقوله ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه حث على تلك الاعمال المذكورة. حث على تلك الاعمال المذكورة. وتحرير من الاغترار حساب وتحذير من الاغتلاء من الاغترار بالانساب. بان من لم يكن له عمل لم يغني عنه نسبه بان من لم يكن له عمل لم يغني عنه نسبه. نعم الحديث السابع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك. فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة. وان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة. وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فامنها كتبها الله سيئة واحدة. رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروب فانظر يا اخي وفقنا الله واياك الى عظيم لطف الله تعالى وتأمل هذه الالفاظ. وقوله عنده اشارة الى الاعتناء اي بها وقوله كان من اهل التأكيد وشدة الاعتناء بها. وقال في السيئة التي هم بها ثم تركها. كتبها الله وعنده حسنة كاملة فاكدها بكاملة وان عملها فاكدها بكامله وان عملها كتبها الله سيئة واحدة فاكد تقليلها بواحدة ولم يؤكدها بكاملة فلله الحمد والمنة سبحانه لا نحصي ثناء عليه الله التوفيق هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه. وقوله ان الله كتب الحسنات والسيئات اي كتبهما قدرا اي كتبهما قدرا على الخلق فلهم حظ من الحسنات ولهم حظ من السيئات وكتابتهما القدرية نوعان وكتابتهما القدرية نوعان احدهما كتابة عمل الخلق لهما كتابة عمل الخلق لهما. فيكتب على العبد ان يعمل حسنة وان يعمل سيئة في كتب على العبد ان يعمل حسنة ويعمل سيئة والاخر كتابة جزائهما كتابة جزائهما وهي المرادة في الحديث وهي المرادة في الحديث فالمقصود في الحديث بيان جزاء الحسنة والسيئة والحسنة اسم لكل ما توعد لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن والحسنة اسم لكل ما وعد عليه بالثواب حسن فيشمل الفرض فتشمل الفرض والنفل. فتشمل الفرض والنفل والسيئة اسم لكل ما توعد عليه بالثواب السيء فتختص بايش بالمحرمات فتختص بالمحرمات فالحسنات تكون فروضا ونوافل واما السيئات فتكون محرمات فقط واما السيئات فتكون محرمات فقط والعبد بين الحسنة والسيئة له اربعة احوال والعبد بين الحسنة والسيئة له اربع احوال فالحال الاولى ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها فتكتب له حسنة واحدة فتكتب له حسنة واحدة والمراد بالهم هنا جريانها في خاطره والمراد بالهم هنا جريانها في خاطره ويسمى هم الخطرات ويسمى هم الخطرات. فاذا جرى في خاطره فعل الحسنة ثم لم يفعلها تكتب له وحسنة كاملة ولو كان ذلك بادنى خطور في قلبه اي بادنى حديث للقلب انه يعمل تلك الحسنة فيتفضل الله عليه بان تكون مكتوبة حسنة كاملة. والحال الثانية ان يهم بالحسنة ثم ان يعمل بها ان يهم بالحسنة ثم يعمل بها. فيكتبها الله فيكتبها الله عنده عشر حسنات الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة فيكتبها الله عنده عشر حسنات الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة فاقل ما يكتب لمن عمل حسنة عشر حسنات واما الزيادة عليها فبحسب حسن الاسلام. واما الزيادة عليها فبحسب حسن الاسلام طيب ما الفرق بين الحالة الاولى والحالة الثانية في الجزاء لا في الجزاء انا قلت ما الفرق بين الاولى والثانية في الجزاء اه ما كان فيها ايوة انه في الاولى لا تضعيف فيها اما في الثانية فهي تظعيف يعني الذي يهم بحسنة تكتب له حسنة بدون تظعيف لكن الذي يهم ويعمل تكتب له عشر حسنات مع احتمال المضاعفة فيما فوق ذلك. والحال الثالثة ان يهم بالسيئة ويعمل بها ان يهم بالسيئة ويعمل بها فتكتب سيئة واحدة فتكتب سيئة واحدة اي يعم بالسيئة ان يهم بالسيئة ويعمل بها فتكتب سيئة واحدة بلا مضاعفة فالسيئات لا تضاعف فجزاء سيئة مثلها. فالسيئات لا تضاعف. فجزاء سيئة مثلها والحال الرابعة ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها وترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين. وترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين. اولهما ان يكون الترك لسبب دعا اليه احدهما ان يكون الترك لسبب دعا اليه والاخر ان يكون الترك بلا سبب ان يكون الترك بلا سبب تأمل القسم الاول وهو ترك العمل بالسيئة لسبب دعا الى ذلك فهو ثلاثة اقسام تم القسم الاول وهو ترك العمل بالسيئة لسبب دعا لذلك فهو ثلاثة اقسام احدها ان يتركها مخافة الله ان يتركها مخافة الله في هم بالسيئة ثم لا يعمل بها بل يتركها مخافة الله فتكتب له حسنة المخافة فتكتب له حسنة المخافة من الله. والاخر ان يكون السبب وثانيها ان يكون السبب مخافة المخلوقين ومراءاتهم. وطلب ثنائهم ان يكون السبب مخافة المخلوقين ومراءتهم وطلبة فتكتب سيئة فتكتب سيئة وثالثها ان يكون السبب عدم القدرة عليها مع الاتيان باسبابها ان يكون السبب عدم القدرة عليها مع الاشتغال بتحصيل اسبابها. فهذا تكتب عليه سيئة كمن عمل فهذا تكتب عليه سيئة كمن عمل كمن تسور جدارا يريد ان يسرق بيتا فارتقى اليه بسلم ثم نزل بالسلم ثم اتى الى بابه فحاول فتحه فاستعصى عليه فخرج فهذا تكتب عليه سيئة كمن سارة لانه اشتغل باسبابها لكن لم يقدر عليها واما القسم الثاني وهو ترك السيئة لغير سبب فهو قسمان. واما القسم الثاني وهو ترك السيئة لغير سبب فهو قسمان احدهما ان يكون الهم بالسيئة هم خطرات ان يكون الهم بالسيئة هم خطرات. فلا يسكن قلبه اليها. فلا يسكن قلبه اليها فهذا تكتب له حسنة جزاء نفوره من السيئة فهذا تكتب له حسنة. جزاء نفوره من السيئة والاخر ان يكون الهم بالسيئة هم عزم ان يكون الهم بالسيئة هم عزم وهم العزم هو الهم المشتمل على الارادة الجازمة وهم العزم هو الهم المشتمل على الارادة الجازمة المقترنة بالتمكن من العمل المقترنة بالتمكن من العمل فهذا تكتب عليه سيئة فهذا تكتب عليه سيئة فمن هم بسيئة هم اصرار وعزم ثم فتر عنها فهذا تكتب عليه سيئة كمن عمل. وهو اختيار المصنف وابن تيمية الحفيد رحمه الله وهذه المسألة وهي كتابة الحسنات والسيئات ولا سيما في الحالة الرابعة مما تنازع فيه الناس لكن مجموع الادلة تدل على ذلك. وهذا يبين شدة حاجة العبد الى حراسة خواطره. من ان العبد قد يتسلل اليه خاطر في سيء ثم ترسخ في قلبه فيكون عازما عليها. لكن لا يعملها فهذا يعاقب كمن عمل وتكتب عليه سيئة. فالواجب على الانسان ان يصون خاطره من ورود الواردات على قلبه. وان تحفظ من ذلك تحفظا شديدا. نعم الحديث الثامن والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب. وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني لاعطينه. ولئن استعاذني لاعيذنه. رواه البخاري هذا الحديث رواه البخاري وحده دون مسلم فهو من افراده عنه. وهو حديث ايش لا صحيح منتهي وهو حديث قدسي او حديث الهي فهو نظير حديث من يتقدم معنا حديث الهي حديث ابي ذر الطويل. وفي الحديث بيان جزاء معاداة اولياء الله. وفي الحديث بيان جزاء عادات الله وولي الله شرعا كل مؤمن تقي وولي الله شرعا كل مؤمن تقي فيندرج في ذلك الانبياء ومن دونهم فيندرج في ذلك الانبياء ومن دونهم. فالانبياء من اولياء الله والصالحون من اولياء الله وقوله فقد اذنته بالحرب اي اعلنته بها فمن عادى وليا من اولياء الله فقد بارزه الله بالمحاربة. فقد بارزه الله بالمحاربة وا محل ذلك شيئا ومحل ذلك شيئان الاول ان يعاديه لاجل دينه ان يعاديه لاجل دينه والثاني ان يعاديه لاجل الدنيا مع ظلمه والتعدي عليه ان يعاديه لاجل الدنيا متى مع تعديه مع ظلمه والتعدي عليه فمن وقع منه ذلك فقد اوزن بحرب من الله. فمن وقع منه ذلك فقد اوذن بحرب من الله وبقي نوع لا يدخل في هذا وهو ما هو النوع اللي ذكرناها من يعاديه يعني اي من يعاديه لاجل الدنيا بدون بدون ظلم. ظلم ولا تعد عليه. من يعاديه لاجل الدنيا بلا ظلم ولا تعد عليه فهذا لا يدخل في الحديث. وقوله فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها اي وفقته الى ما احبه وارضاه. اي وفقته الى ما احبه وارضاه. فلا يسمع الا ما يحب الله ولا ابصروا الا ما يحب الله. ولا يبطش الا فيما يحب الله. ولا يمشي الا الى ما يحبه الله. نعم الحديث التاسع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما. هذا الحديث رواه ابن ماجه بلفظ ان طه وضع عن امتي. رواه ابن ماجة بلفظ ان الله وضع عن امتي ورواه البيهقي بلفظ قريب منه واسناده ضعيف ويروى باسانيد لا يسلم شيء منها من ضعف. ومن اهل العلم من يحسنه. فيعده حديثا حسنا وفي الحديث المذكور بيان فضل الله بوضع المؤاخذة عنا في ثلاثة امور. بيان قدر الله في وضع المؤاخذة عنا في ثلاثة امور. اولها الخطأ اولها الخطأ وهو وقوع على وجه لم يقصده فاعله وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعله والثاني النسيان وهو ذهول القلب عن معلوم متقرر فيه ذهول القلب عن معلوم متقرر فيه والثالث الاكراه وهو ارغام العبد على ما لا يريد ارغام العبد على ما لا يريد فمن وقع منه شيء نسيانا او خطأ او اكراها فلا مؤاخذة عليه والمراد التجاوز والوضع عدم كتابة السيئة عليه. والمراد بالتجاوز والوضع عدم كتابة السيئة عليه. فلا اثم على مخط ولا على ناس ولا على مكره فلا اثم على مخطئ ولا على ناس ولا على مكره هاه الحديث الاربعون عن ابن عمر رضي الله عنهما قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب ما اعابر سبيل. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح. واذا اصبحت فلا تنتظر المساء وخذ لصحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. رواه البخاري. هذا الحديث رواه البخاري وحده دون مسلم فهو من افراده عنه وفيه الى الارشاد وفيه الارشاد الى الحال التي يصلح بها العبد في الدنيا وفيه الارشاد الى الحال التي يصلح به بها العبد في الدنيا فصلاح العبد في الدنيا بان ينزل نفسه احدى منزلتين فصلاح العبد في الدنيا بان ينزل نفسه احدى منزلتين المنزلة الاولى منزلة الغريب وهو النازل ببلد غير بلده وهو النازل ببلد غير بلده. فاقامته فيها اقامة مقيدة. فاقامته فيها اقامة مقيدة فلا عزيمة له في البقاء وهو عازم عاقد العزم على الرجوع الى بلده. وهو عاقد العزم على الرجوع الى بلده والمنزلة الثانية منزلة عابر السبيل وهو المسافر وهو المسافر الذي اذا دخل بلدا خرج منها لانها مرحلة من مراحل طريق سفر. وهو الذي اذا دخل بلدا خرج منها لانها مرحلة من مراحل سفره فبقاؤه فيها اقل من بقاء الغريب. فبقاؤه فيها اقل من بقاء الغريب والمنزلة الثانية اكمل من المنزلة الاولى والمنزلة الثانية اكمل من المنزلة الاولى فيعمر الانسان قلبه بانه في هذه الدنيا في سفر فكان الدنيا كلها منزل من منازل طريق سفره لا يستقر فيها فان عجز عن هذا وصارت له رغبة في الدنيا فينبغي له ان يعمر قلبه بدوام الفكر بانه متحول عن هذه الدنيا منتقل الى غيرها. فحاله حال غريب نزل في بلد وهو يريد ان يخرج منها بعد مدة فيكون له نوع تعلق بالدنيا اقوى من تعلق عابر السبيل وما زاد عن هاتين المنزلتين اضر بالعبد فان العبد اذا صار يتخذ الدنيا دار قرار لم يشبع منها فافسد ذلك قلبه ورجع عليه بفساد دينه ولم ينل من دنياه الا ما كتبه الله سبحانه وتعالى له. ومن جمع قلبه على بمنزله الاول وهو الذي كان فيه ابونا ادم عليه الصلاة والسلام وهي الجنة جعلنا الله واياكم من اهلها اعانه الله على ذلك واصاب حظه من الدنيا ومن ملأ قلبه بحب الدنيا لم يزل منها في عناء وربما اضاع حظه من دار الاخرة. نعم الحديث الحادي والاربعون عن ابي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم وحتى يكون هواه تبعا لما جئت به. حديث حسن صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح هذا الحديث عزاه المصنف الى كتاب الحجة واسمه الحجة على تارك المحجة لابي الفتح المقدسي وهو كتاب مفقود ورواه من هو اشهر منه فرواه ابن ابي عاصم في كتاب السنة وابو نعيم الاصبهاني في كتاب حلية الاولياء واسناده ضعيف وتحسين الحديث بعيد جدا بينه ابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم وقوله لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه اي ميله اي ميله. فالهوى هنا هو الميل تبعا وقوله تبعا لما جئت به اي من الدين اي من الدين والايمان المنفي في اول الحديث يحتمل معنيين والايمان المنفي في اول الحديث يحتمل معنيين احدهما نفي اصل الايمان نفي اصل الايمان وذلك اذا لم يكن ميله تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما لا يصح الدين الا به وذلك اذا لم يكن ميله تبعا لما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم به مما لا يصح مما لا يصح الدين الا به والاخر ان يكون نفيا لكمال الايمان ان يكون نفيا لكمال الايمان. وذلك اذا لم يكن ميله تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يصح اسلام العبد دونه مما يصح اسلام العبد دونه نعم الحديث الثاني والاربعون عن انس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم غفرتني غفرت لك يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. هذا الحديث رواه الترمذي وحده من اصحاب الكتب الستة واسناده حسن وفيه بيان ثلاثة اسباب عظيمة من اسباب المغفرة اولها دعاء الله المقترن بالرجاء دعاء الله المقترن بالرجاء وقرن الدعاء بالرجاء لافادة ان الداعي حاضر القلب وقرن الدعاء بالرجاء بافادة ان الداعي حاضر القلب فهو يدعو بقلب حاضر غير ساه لاه وثانيها الاستغفار وثالثها توحيد الله وثالثها توحيد الله. واشير اليه بنفي الشرك في قوله لا تشركوا بي واشير اليه بنفي الشرك في قوله لا تشركوا بي بان الغاية من توحيد الله ابطال الشرك لان الغاية من توحيد الله ابطال الشرك واخر ذكر التوحيد لعظمة اجره واخر ذكر التوحيد لعظمة اجره وقوله في الحديث بقراب الارض اي بملئها فالقراب بضم القاف وكسرها فيقال قراب وقراط وهو ملء الشيء فلجلالة التوحيد فان من اتى الله بملء الارض خطايا ثم لقيه غير مشرك به فان الله يلقاه بملئها مغفرة نعم خاتمة الكتاب فهذا اخر ما قصدته من بيان الاحاديث التي جمعت قواعد الاسلام. وتضمنت ما لا يحصى من انواع العلوم في الاصول والفروع والاداب وسائر وجوه الاحكام. وها انا وها انا اذكر بابا مختصرا جدا في ضبط خفي الفاظها مرتبة الا يغلق في شيء منها وليستغني بها حافظها عن مراجعة غيره في ضبطها. ثم اسرعوا في شرحها ان شاء الله تعالى في كتاب مستقل وارجو من فضل الله تعالى ان يوفقني فيه لبيان مهمات من اللطائف وجمل من الفوائد والمعارف لا يستغني مسلم عن معرفة مثلها ويظهر ويظهر لمطالعها جزالة هذه الاحاديث وعظم فضلها. وما اشتملت عليه من النفائس التي ذكرتها والمهمات التي وصفتها ويعلم بها الحكمة في اختيار هذه الاحاديث الاربعين وانها حقيقة بذلك عند الناظرين لما فرغ المصنف رحمه الله من سر تلك الاحاديث ختم بهذه الجملة المشتملة على باب في ضبط خفي الفاظها والباعث له على ذلك امران والباعث له على ذلك امران احدهما عدم الغلط في شيء منها. عدم الغلط في شيء منها والاخر استغناء حافظها عن غيره استغناء حافظها عن غيره بان يعرف وجوه النطق بما فيها من الكلمات بان يعرف وجوه ما فيها من النطق من الكلمات ثم وعد رحمه الله بان يفرد هذه الاحاديث بالشرح واغترمته المنية فمات رحمه الله ولم يكتب شرحا على كتابه هذا واما الكتاب المتداول منسوبا اليه فلا تصح نسبته اليه. وقد صرح تلميذه ابن العطار في شرح الاربعين ان شيخه ما اتى ولم يشرح كتابه فعمد هو الى شرحها بعده. نعم وانما افردتها عن هذا الجزء ليسهل حفظ الجزء بانفراده. ثم من اراد ضم الشرح اليه فليفعل. ولله عليه المنة بذلك اذ يقف على نفائس اللطائف المستنبطة من كلام من قال الله في حقه وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى لله الحمد اولا واخرا وباطنا وظاهرا. نعم. باب الاشارات الى ضبط الالفاظ المشكلات. هذا الباب وان ترجمته بالمشكلات فقد انبه فيه على الفاظ من الواضحات في الخطبة نظر الله امرأ روي بتشديد الضاد وتخفيفها التشديد اكثر ومعناه حسنه وجمله الحديث الاول امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو اول من سمي امير المؤمنين قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات المراد لا تحسب الاعمال الشرعية الا بالنية. قوله صلى الله عليه وسلم فهجرته الى الله ورسوله معناه مقبولة الحديث الثاني لا يرى عليه اثر السفر هو بضم الياء من من يرى قوله تؤمن لخيره وشره معناه تعتقد ان الله قدر الخير والشر قبل خلق الخلق. وان جميع الكائنات بقضاء الله تعالى قدره وهو مريد لها هذا الذي ذكره المصنف رحمه الله هو بعض الايمان بالقدر فحقيقة الايمان بالقدر اعتقاد العبد فحقيقة الايمان بالقدر اعتقاد العبد ان الله علم بالحوادث وكتبها ان الله علم بالحوادث اي بالوقائع على اختلافها وكتبها وانه لا يكون شيء منها الا بخلقه ومشيئته وانه لا يكون شيء منها الا بخلقه ومشيئته مم قوله فاخبرني عن امارتها هو بفتح الهمزة اي علامتها ويقال اما ويقال امار بلا هاء لغة لكن الرواية بالهاء قوله تلد الامة ربتها اي سيدتها ومعناه ان تكثر ان تكثر السراري حتى تلد الامة السرية بنتا لسيدها. وبنت السيد في معنى السيد. وقيل يكثر بيع السراري. حتى تشتري المرأة امها وتستأذن وتستعبدها جاهلة بانها امها وقيل غير ذلك. وقد اوضحته في شرح صحيح مسلم بدلائل وجميع طرقه قوله الالة اي الفقراء ومعناه ان اسافل الناس يصيرون اهل ثروة ظاهرة قوله لبثت مليا اه هو بتشديد الياء اي زمانا كثيرا. وكان ذلك ثلاثا هكذا جاء مبينا في رواية ابي داوود والترمذي وغيره الحديث الخامس قوله من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اي مردود كالخلق بمعنى المخلوق الحديث قوله فقد استبرأ لدينه وعرضه اي صان دينه وحمى ارضه من وقوع الناس فيه. قوله يوشك هو بضم الياء وكسر الشين ان يسرعوا ويطرب. قوله حمى الله محارمه معناه الذي حماه الله تعالى ومنع دخوله هو الاشياء التي حرمها الحديث السابع قوله عن ابي رقية هو بضم الراء وفتح القاف وتشديد الياء قوله الداري منسوب الى جد له اسمه الدار وقيل الى موضع يقال له دارين ويقال فيه ايضا الديري نسبة الى دير كان يتعبد فيه. وقد بسطت القول في ضحي باوائل شرح صحيح مسلم. قوله رحمه الله ويقال فيه ايضا الدين نسبة الى دين كان يتعبد فيه اي قبل الاسلام حال كونه نصرانيا اي قبل الاسلام حال كونه نصرانيا فكان جديرا بالمصنف ان يقيده به لئلا يتوهم ان في دين الاسلام التخلي في الصوامع والفلوات وقد قيده بذلك في كتابه شرح صحيح مسلم وفي تهذيب الاسماء واللغات. فذكر انه كان له دير عندما كان نصرانيا ينفرد فيه للتعبد نعم الحديث التاسع قوله واختلافهم هو بضم الفائدة بكسرها. الحديث العاشر قوله غذي بالحرام هو بضم الغين رذالذار المعجمة المخففة. الحديث الحادي عشر قوله دع ما يريبك الى ما لا يريبك. بفتح الياء وضمها لغتان والفتح وافصح واشهر ومعناه اترك ما شككت فيه واعدل الى وعد الى ما لا تشك فيه. الحديث الثاني عشر قوله يعني بفتح اوله الحديث الرابع عشر قوله الثيب الزاني معناه المحصن اذا زنا وللاحصان شروط معروفة في كتب الحديث الخامس عشر قوله او ليصمت بضم الميم. الحديث السابع عشر القتلة والذبحة بكسر اولهما قوله وليحد هو بضم الياء وكسر الحاء وتشديد الدال. يقال احد السكين وحدها واستحدها بمعنى حديث الثامن عشر جندب جندب وجندب بضم الجيم وبضم الدال وفتحها وجنادة بضم الجيم. الحديث التاسع عشر تجاهك ام التاء وفتح الهاء اي امامك كما في الرواية الاخرى. قوله بضم التاء وفتح الهاء وثبت ايضا تكليفها فيقال تجاه وتجاه وتجاه والتثليث في الحركات يعني الاتيان بالثلاث. نعم تعرف الى الله في الرخاء اي تحبب اليه بلزوم طاعته واجتناب مخالفته. الحديث العشرون قوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت معناه اذا اردت فعل شيء معناه اذا اردت فعل شيء فان كان مما لا تستحي من الله ومن الناس في فعله فافعله والا فلا وعلى هذا مدار الاسلام الحديث الحادي والعشرون قل امنت بالله ثم استقم اي استقم كما امرت ممتثلا امر الله تعالى مجتنب النهيه؟ الحديث الثالث والعشرون قول صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان. المراد بالطهور الوضوء. قيل معناه ينتهي تضعيف ثوابه الى نصف اجر الايمان وقيل الايمان وقيل الايمان يجب ما قبله من الخطايا وكذلك الوضوء ولكن الوضوء تتوقف صحته على الايمان فصار نصفا وقيل المراد بالايمان الصلاة والطهور والطهور شرط لصحتها فصار كالشطر وقيل غير ذلك. قوله صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان اي ثوابها وسبحان الله والحمد لله تملآن اي لو قدر ثوابهما علمنا ما بين السماء والارض وسببه ما اشتملتا عليه من التنزيه والتفويض الى الله تعالى والصلاة نور اي تمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء وتهدي الى الصواب. وقيل يكون ثوابها نورا لصاحبها يوم القيامة. وقيل لانها السبب لاستنارة القلب والصدقة برهان اي حجة لصاحبها في اداء حق المال. وقيل حجة في ايمان صاحبها ان المنافق لا يفعلها غالبا والصبر ضياء اي الصبر المحبوب وهو الصبر على طاعة الله تعالى والبلاء ومكاره الدنيا وعن المعاصي ومعناه لا يزال صاحبه مستضيئا مستمرا على الصواب. كل الناس يغدو فبائع نفسه معناه كل انسان يسعى بنفسه. فمنهم من يبيعها الله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما. فيوبقها ان يهلكها وقد بسطت شرح هذا الحديث في اول شرح صحيح مسلم. فمن اراد زيادة فليراجعه. وبالله التوفيق. الحديث الرابع العشرون قوله تعالى حرمت الظلم على نفسي اي تقدست عنه فالظلم مستحيل في حق الله تعالى لانه الحد او التصرف في غير ملك. وهما جميعا محال في حق الله تعالى. قوله تعالى رحمه الله لانه اوزة الحد او التصرف في غير ملك تقدم ان الصحيح ان الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه. اما هذا الذي ذكره فعليه ايراد ومسألة حقيقة الظلم من المسائل الكبيرة التي فيها خلاف طويل. لكن هذا من احسن ما قيل فيها. نعم. قوله تعالى فلا تظالموا وبفتح التاء اي لا تتظالموا. قوله تعالى الا كما ينقص المخيط. هو بكسر الميم واسكان الخاء المعجمة وفتح الياء اي الابرة ومعناه لا ينقص شيئا. الحديث الخامس والعشرون الدثور بضم الدال والثاء المثلثة. الاموال واحدها كفلس وفلوس. قوله وفي بضع احدكم هو بضم الباء واسكان الضاد المعجمة. وهو كناية عن الجماع اذا العبادة وهو قضاء حق الزوجة وطلب ولد صالح واعفاف النفس وكفها عن المحارم. الحديث السادس والعشرون السلامة بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم. وجمعه وجمعه سلاميات. بفتح الميم وهي المفاصل والاعضاء وهي ثلاثمائة وستون مفصلا. ثبت ذلك في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث السابع والعشرون النواس بفتح النون وتشديد الواو والسمعان وسمعان بكسر السين المهملة وفتحها قوله حاك بالحاء المهملة والكاف اي تردد وابسة بكسر الباء الموحدة الموحدة الحديث الثامن والعشرون الايباض بكسر العين وبالموحدة. سارية بالسين المهملة والياء المثناة من تحت. قوله بفتح الذال المعجمة والراء اي سالت. قوله بالنواجذ هو بالذال المعجمة وهي الانياب. وقيل الاضراس والبدعة ما اؤمن على غير قالوا ذال معجمة شين معجمة هاي المنقوتة يعني واذا كانت بلا نقد تسمى مهملة دال مهملة سين مهملة. نعم. والبدعة ما امن على غير مثال سبق قوله رحمه الله والبدعة ما عمل على على غير مثال سبق هذا باعتبار الوضع اللغوي هذا باعتبار الوضع اللغوي اي يطلق على شيء لغة بانه بدعة اذا كان على غير مثال سبق اي لم يسبقه شيء. واما باعتبار الشرع قد تقدم انها ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد تعبد. نعم الحديث التاسع والعشرون وذروة السنام بكسر الذال وضمها اي اعلاه ملاك الشيء بكسر الميم اي مقصوده قوله يكب هو بفتح الياء وضم الكاف. الحديث الثلاثون الخشني بضم الخاء وفتح الشين المعجمتين وبالنون. منسوب الى توبوا الى خشينة قبيلة معروفة. قوله جرثوم بضم الجيم والثاء المثلثة واسكان الراء بينهما. وفي اسمه واسم ابيه اختلاف اخ كثير قوله صلى الله عليه وسلم فلا تنتهكوها انتهاك الحرمة تناولها بما لا يحل. الحديث الثاني والثلاثون ولا ضرار هو بكسر الضاد المعجمة. الحديث الرابع والثلاثون فان لم يستطع فبقلبه معناه فلينكر بقلبه. وذلك الايمان اي اقله ثمرة. الحديث الخامس والثلاثون ولا يخذله بفتح الياء واسكان الخاء وضم الذال المعجمة. ولا هو بفتح الباء واسكان الكاف قوله بحسب امرئ من الشر هو باسكان السين المهملة اي يكفيه من الشر. الحديث الثامن والثلاث فقد اذنته بالحرب هو بهمزة ممدودة اي اعلنته بانه محارب لي. قوله تعالى استعاذني ضبطوه بالنون وبالباء وكلاهما صحيح. قوله ظبطوه بالنون وبالباء يعني استعاذني واستعاذ مني الحديث الاربعون كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل. اي لا تركن اليها ولا تتخذها وطنا. ولا ولا نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتناء بها ولا تتعلق منها بما لا ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب في غيره لوطنه ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب الى اهله. الحديث الثاني والاربعون عنان السماء العين قيل هو السحاب وقيل ما ان لك منها اي ظهر اذا رفعت رأسك قوله بقراب الارض بضم القاف وكسرها لغتان روي بهما والضم اشهر معناه ما يقارب ملئها. فصل اعلم ان الحديث المذكور اولا من حفظ على امتي اربعين حديثا معنى الحفظ هنا ان ينقلها الى المسلمين وان لم يحفظها ولم يعرف معناها هذا حقيقة معناه وبه يحصل انتفاع المسلمين لا بحفظ ما ينقله اليهم والله اعلم بالصواب. قوله الحديث المذكور اولا اين في مقدمة كتابه اي ان معناه هو نقلها كتابة ولو لم يحفظ الفاظه الفاظه. نعم الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله وصلاته وسلامه على سيدنا محمد واله به وسلم وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. قال مؤلفه فرغت منه ليلة الخميس التاسع والعشرين من جمادى الاولى سنة ثمان وستين وستمائة الحمد لله وبهذا نكون قد فرغنا من قراءة هذا الكتاب والتعليق عليه بما يناسب المقام. اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميعا لمن سمع الجميع فمن عليه فوت يكتب كثير. سمع علي جميع الاربعين النووية بقراءة غيره والقارئ يكتب بقراءته صاحبنا ويكتب اسمه تاما والاسم التام كم الرباعي فتم له ذلك في كم مجلس في مجلسين بالميعاد المثبت في محله من نسخته. واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين باسناد مذكور في انارة المصابيح اجازة طلاب المفاتيح والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوما السبت الثامن عشر من شهر ربيع الاول سنة ثمان وثلاثين واربعمائة والف في جامع الملك سلمان بمدينة البجادية لقاؤنا ان شاء الله تعالى بعد الظهر في الكتاب الرابع وهو الاداب العشرة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله اولا واخرا