السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل العلم للخير الاساس والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث رحمة للناس وعلى اله وصحبه البررة الاكياس. اما بعد فهذا المجلس والثالث في شرح الكتاب الرابع من برنامج اساس العلم. في سنته السابعة سبع وثلاثين واربع مئة والف وثمان وثلاثين واربعمائة والف بمدينته التاسعة مدينة عرعر وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المعروف شهرة بالاربعين النووية. للعلامة يحيى بن شرف بن مرين النووي رحمه الله توفى سنة ست وسبعين وستمائة. وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله الحديث التاسع عشر الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. باسناد حفظكم الله تعالى الى الى العلامة النووية ان رحمه الله انه قال انه قال في كتابه الاربعين الحديث التاسع عشر عن ابي العباس عن ابي العباس عبد الله ابن عباس رضي الله عنه عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام اني اعلمك كلمات الله يحفظك احفظ الله تجده تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. وان اجتمعوا على ان يضروك لشيء لن يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الاقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي قال حديث حسن صحيح. وفي رواية غير الترمذي احفظ الله تجده امامك. تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك. واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج كما انت ربي وان مع العسر يسرا. هذا الحديث رواه الترمذي وحده من اصحاب بالستة من حديث ابن عباس رضي الله عنه قريبا من هذا اللفظ واسناده حسن. والرواية الاخرى التي المصنف رواها عبد ابن حميد في مسنده. واسنادها ضعيف. وتروى جملها من وجوه اخرى عن ابن عباس يحصل بمجموعها كونها حسنة سوى قوله فيها واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك. فهاتان الجملتان لا يثبت لا تثبت روايتهما في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس وتثبتان في احاديث اخر تأتي ان شاء الله تعالى في كتاب التوحيد في باب ما جاء في منكري القدر. وهذا الحديث مشتمل على وصية عظيمة من النبي صلى الله عليه وسلم جلالتها قال ابن الجوزي تأملت هذا الحديث فكدت اطيش اي لجلالة ما فيه من المعاني. فقوله صلى الله عليه وسلم احفظ الله امر بحفظ امر الله سبحانه وتعالى وامر الله نوعان. احدهما امره القدري. وحفظ الصبر والاخر امره الشرعي وحفظه بتصديق الخبر وامتثال الطلب واعتقاد حل الحلال. حفظه بتصديق الخبر وامتثال الطلب واعتقاد حل الحلال ومن حفظ امر الله سبحانه وتعالى حصل له الجزاء المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم يحفظك وقوله صلى الله عليه وسلم تجده تجاهك مع قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الاخرى تجده امامك. وهذه الالفاظ الثلاثة ترجع الى نوعين من حفظ الله العبد. احدهما حفظ الله العبد. حفظ وقاية والاخر حفظ الله العبد حفظ رعاية. حفظ الله العبد حفظ وقاية. والاخر حفظ الله العبد حفظ رعاية والفرق بينهما ان حفظ الوقاية يتعلق بدفع الشرور والافات ان حفظ الوقاية يتعلق بدفع الشرور والافات فيدفعها الله سبحانه وتعالى عنه. واما حفظ الرعاية فيتعلق برفعة المراتب يتعلق برفعة المراتب وتحصيل الدرجات. فيتعلق برفعة المراتب وتحصيل الدرجات فمن حفظ امر الله سبحانه وتعالى قدرا وشرعا حفظه الله سبحانه وتعالى وقاية ورعاية وقوله اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله امر بسؤال الله سبحانه وتعالى دعاء له واستعانة به. وقوله واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك اعلام بان العبد قد فرغ له ما قدر له اعلام بان العبد قد فرغ له مما قدر له. فكل احد قدره مكتوب عليه. وهو في بطن امه كما تقدم في حديث ابن مسعود رضي الله عنه السابق. وقوله رفع الاقلام وجفت الصحف اعلام بنفوذ المقادير والانتهاء منها. فالصحف صحف القدر والاقلام اقلام القدر التي يكتب بها. فقد فرغ الله سبحانه وتعالى من كتابة المقادير على العبد فلا يغير الخلق منه شيئا ان ارادوا باحد نفعا او ضرا فانهم لا يقدرون على شيء منه الا ما كتبه الله سبحانه وتعالى على عبده فيما سبق من قدره. وقوله في الرواية الاخرى تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة امر بالتعرف اليه سبحانه وتعالى في حال الرخاء. وذلك مأمور به ايضا في حال الشدة. لكن اقتصر في على ذكر حال الرخاء لان معرفة الخلق الله في الشدة تكون اضطرارا لان معرفة الخلق الله في الشدة تكون اضطرارا. واما معرفتهم الله في الرخاء فتكون اختيارا. فكثير من الناس يغفلون عن التعرف الى الله والتوجه اليه والاقبال عليه في زمن رخاء واما في زمن الشدة فالناس كافة حتى اهل الكفر منهم يفزعون الى الله سبحانه وتعالى يرجون منه ما يدفع عنهم الشرور. ومعرفة العبد ربه نوعان ومعرفة العبد ربه نوعان. احدهما معرفته ربوبيته. معرفته نيته فيعرف الله بما له من الخلق والملك والرزق والتدبير فهذه معرفة يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر. وهذه معرفة يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر والاخر معرفة الله بالوهيته. معرفة الله بالوهيته. وهذه معرفة يختص بها المؤمن دون كافر وهذه معرفة يختص بها المؤمن دون الكافر وليس البر فيها كالفاجر وليس البر فيها كالفاجر فمعرفة البر ربه عز وجل بالوهيته بالوهيته اي بما ينبغي له من الاجلال والاعظام والافراد والتوجه والقصد والارادة والطلب لا يستوي فيها حال المؤمن البر بحال المؤمن الفاجر ومعرفة الله عبده نوعان ايضا ومعرفة الله عبده نوعان ايضا احدهما معرفة عامة معرفة عامة تقتضي شمول علم الله العبد واطلاعه عليه تقتضي شمول الله شمول علم الله العبد واطلاعه عليه والاخر معرفة خاصة. تقتضي نصر الله العبد وتأييده تقتضي نصر الله العبد وتأييده. والمرتبة الثانية من الاولى والمرتبة الثانية اكمل من الاولى. وهي التي يختص بها الله سبحانه وتعالى من يشاء من عباده المؤمنين. وقوله واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك حث على التسليم للقدر. حث على التسليم للقدر. وان ما يلحق العبد من مقدر ان يخطئه او يصيبه فانه من قدر الله سبحانه وتعالى النافذ. ولا يسلم للعبد حال الا بالايمان بالقدر. قال ابراهيم الحربي من اصحاب الامام احمد من لم يؤمن بالقدر تنكد عيشه من لم يؤمن بالقدر تنكد عيشه انتهى كلامه فالعبد ينبغي له ان يسلم لقدر الله سبحانه وتعالى ويصبر عليه او يرضى او يشكر. وقوله واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا. اعلام باقتران هذه. المطلوبة النصر والفرج واليسر بما ذكر معهن فان العبد اذا صبر نصر واذا اشتد كربه رحمه الله وفرج عنه واذا احاط به عسر فان الله سبحانه وتعالى يفتح عليه باب اليسر. نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى الحديث العشرون عن ابي مسعود عقبة ابن عمرو الانصاري البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام نبوة الاولى اذا لم تستح فاصنع ما شئت. رواه البخاري. هذا الحديث رواه البخاري وحده دون مسلم فهو من افراده عنه. وقوله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من النبوة الاولى اي مما بقي في الناس من كلام الانبياء الاولين. اي مما بقي في من كلام الانبياء الاولين. فهو كلام شائع فيهم شهير بينهم مأثور عن الانبياء وقوله صلى الله عليه وسلم اذا لم تستحي فاصنع ما شئت له معنيان قوله صلى الله عليه وسلم اذا لم تستحي فاصنع ما شئت له معنيان. احدهما انه امر على ظاهره انه امر على ظاهره. فان كان ما تريد فعله لا يستحي منه فافعله ان كان ما تريد فعله لا يستحيا منه لا من الله ولا من خلقه فافعله. والاخر انه ليس من باب الامر انه ليس من باب الامر. والقائلون بهذا يحملونه على احد معنيين والقائلون بهذا يحملونه على احد معنيين. المعنى الاول انه امر بمعنى تهديد انه امر بمعنى التهديد. فان العبد اذا فعل فعلا ولم يكن له حياء من الله ولا من خلقه فهو مهدد بانه سيلقى ما يكره. فهو مهدد بانه سيلقى ما يكره. والمعنى الثاني انه امر بمعنى الخبر والمعنى الثاني انه امر بمعنى الخبر. فيما يقع من الناس في افعالهم فيما او من الناس في افعالهم واحوالهم من الحياء. فاهل الحياء يمنعهم حياؤهم فاهل الحياء يمنعهم حياؤهم. ومن لا حياء له لا يمنعه شيء. ومن لا حياء له لا يمنعه شيء. وكل هذه المعاني صحيحة. وهي موجودة في الناس على اختلاف احوالهم وهي موجودة في الناس على اختلاف احوالهم. فالحديث مع وجازته مع احوال الناس مع الحياء. فالحديث مع وجازته جمع احوال الناس مع الحياء. وما ينشأ عنه من فعلهم او تركهم وما ينشأ عنه من فعلهم او تركهم. نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله الحديث الحادي والعشرون عن ابي عمرو وقيل ابي عمرة سفيان بن عبدالله رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك قال قل امنت بالله ثم استقم رواه مسلم. رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه بلفظ قل امنت بالله فاستقم بلفظ قل امنت في الله قل امنت بالله فاستقم. وهو من افراده عن البخاري لم يروه وقوله يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك اي اذكر لي امرا جامعا لا اسأل عنه احدا بعده. اي اذكر لي امرا جامعا ااسأل عنه احدا بعده؟ فهو قصد تحصيل امر جامع مغن فهو قصد تحصيل امر للجامع مغن وقوله صلى الله عليه وسلم قل امنت بالله ثم استقم ارشد كاد الى الامر الجامع. ارشاد الى الامر الجامع. وهو الايمان بالله والاستقامة على دينه. وهو الايمان بالله والاستقامة على دينه. فمن امن بالله واستقام على دينه حصن امرا جامعا يدرك به النجاة في العاجل والاجل وينال به الحياة الطيبة في الدنيا والاخرى. والاستقامة هي اقامة العبد نفسه على شرائع الاسلام والاستقامة هي اقامة العبد نفسه على شرائع الاسلام فالمستقيم هو المقيم على دين الاسلام. فالمستقيم هو المقيم على دين الاسلام. والناس في حظوظهم من الاستقامة بحسب حظوظهم من اقامة شرائع الاسلام والناس متفاوتون في الاستقامة بحسب حظوظهم من اقامة شرائع الاسلام. فمن الظ بها واقام عليها وتتبعها نفلا وفرضا وامتثلها قولا وعملا فهو بالمحل الاعلى من الاستقامة. والناس دون ذلك في طبقات كثيرة والواحد من اهل الاستقامة تقوى استقامته تارة وتضعف اخرى على ما هو مقرر عند اهل السنة من قول الايمان يزيد وينقص. نعم. قال المصنف رحمه الله الحديث الثاني والعشرون عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنهما ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رأيت اذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا ادخل الجنة؟ قال نعم. رواه مسلم. ومعنى حرمت الحرام اجتنبته. ومعنى احللتم حلال قلت معتقدا حلة. هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه وفي الحديث ذكر اربعة اعمال من موجبات الجنة. فالعمل الاول في قوله فالعمل الاول اداء الصلوات العمل الاول اداء الصلوات في قوله وهو المذكور في قوله صليت الصلوات المكتوبات يعني الخمسة في اليوم والليلة والعمل الثاني صيام شهر رمضان وهو المذكور في قوله وصمت رمضان اي في كل سنة. والعمل الثالث تحليل الحلال. وهو المذكور في قوله واحللت الحلال. ومعنى احللت الحلال. اي اعتقدت حله. اي حله فيكفي العبد في كونه محللا الحلال ان يعتقد حله ولو لم يفعله ان يكون معتقدا له ولو لم يفعله فان الاحاطة بافراد الحلال تكاد تكون متعذرة فان الاحاطة بافراد الحلال تكاد تكون متعذرة. فيكفي الانسان ان يعتقد حل الحلال. والعمل الرابع اجتناب الحرام او تحريم الحرام تحريم الحرام المذكور في قوله وحرمت الحرام وحرمت الحرام اي اعتقدت حرمته مع اجتنابه. اعتقدت حرمته مع اجتنابه فلا يكفي في حصول تحريم الحرام مجرد الاعتقاد. بل لا بد ان يحمي العبد نفسه من الوقوع فيه فهذه الاعمال الاربعة مذكورة في الحديث وهن موجبات للجنة. لقوله فيه اادخل الجنة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم؟ نعم. اي اذا فعلت ما ذكرت فانك تدخل الجنة. نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى الحديث الثالث والعشرين عن ابي مالك الحارث ابن عاصم الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان. وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماوات والارض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء. والقرآن حجة لك او عليك. كل الناس يغدوا فدائع نفسه فمعتقها او موبقها. رواه مسلم. رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو ومن افراده عنه وقوله الطهور شطر الايمان وبضم الطاء. والمراد به له التطهر هو بضم الطاء والمراد به فعل التطهر. والشطر هو النصف والشطر هو النصف ففعل التطهر بالوضوء والغسل والتيمم بدلا عنهما يبلغ مبلغ نصف الايمان. واحسن ما قيل في ذلك ان التطهر وضوءا او غسلا او تيمما يحصل به طهارة الظاهر يحصل به طهارة الظاهر. فاذا توضأ العبد طهر ظاهره او اغتسل طهر ظاهره كذا اذا استعمل بدلهما وهو التيمم طهر ظاهره. وبقية شعائر الاسلام طهروا الباطن وبقية شرائع الاسلام تطهر الباطل. فالعبد اذا صلى تطهر باطنه واذا قام تطهر باطنه واذا تصدق تطهر باطنه فصار الطهور وهو فعل التطهر شطر الايمان اي نصف باعتبار ما يطهر من العبد باعتبار ما يطهر من العبد. فانه يطهر ظاهره وبقية شرائع الدين تطهر باطنه فصار نصفا. وقوله والحمد لله الميزان اي ان قول الحمد لله يملأ الميزان الذي يوزن فيه العمل. وقوله وسبحان الله والحمد لله تملآن او قال تملأ ما بين السماء والارض هكذا وقعت الرواية عند مسلم على الشك. والفرق بينهما ان الرواية الاولى فيها ان كل واحدة تملأ ما بين السماوات والارض فسبحان الله تملأ ما بين السماوات والارض والحمد لله تملأ ما بين السماوات والارض. واما الرواية الثانية ففيها ان الكلمتين مقرونتين تملآن ما بين السماوات والارض. ان الكلمتين مقرونتين اي مع ذكر احداهما مع الاخرى تملآن ما بين السماوات والارض. ووقع في رواية النسائي وابن ماجه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والتكبير والتسبيح تملأ ما بين السماوات والارض وهذه الرواية هي المحفوظة لوجهين وهذه الرواية هي المحفوظة وجهين احدهما انها اصح اسنادا فهي اقوى رجالا واوثق اتصالا انها اصح او اسنادا فهي اقوى رجالا واوثق اتصالا. وكون صحيح مسلم ارفع من السنن في صحته اي باعتبار مجموع احاديث لا بالنظر الى كل حديث منه. اي باعتبار مجموع احاديثه لا بالنظر الى حديث من والاخر بالنظر الى المعنى بالاخر والاخر بالنظر الى المعنى فانه في الجملة الثانية ان الحمد مفردة تملأ الميزان. وملء الميزان اعظم مما السماوات والارض وملء الميزان اعظم مما بين السماوات والارض. وفي هذه الرواية عند مسلم انها تنقص فتكون تارة على رواية وحدها تملأ ما بين السماوات والارض وعلى الرواية الثانية انها اذا قرنت بالتسبيح فصارت ملء السماوات والارض فيبعد ان يكون الحديث على هذا الوجه والمحفوظ فيه ان الرواية التي فيها ذكر ملء ما بين السماء والارض هي مع ذكر التكبير والتسبيح. فمع ذكر التكبير والتسبيح يكون الجزاء فيهما ما يملأ بين السماوات والارض. ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة اعمال مبينا مقادير ما لهن في قوله صلى الله عليه وسلم الصلاة والصدقة برهان والصبر ضياء. فالصلاة نور مطلق والصلاة نور مطلق. والصدقة برهان. والصدقة برهان والبرهان اسم لشعاع الشمس المحيط بقرص بقرصها. والبرهان اسم لشعب وعاء الشمس المحيط بقطرها. بقرصها. والصبر ضياء. وهو نور الذي يكون معه اشراق دون احرام. والصبر ضياء وهو النور الذي يكون معه اشراق دون هنا احراب ووقع في بعض نسخ صحيح مسلم والصيام ضياء ووقع في بعض نسخ صحيح مسلم والصيام ضياء. وكأن هذه الرواية من جهة المعنى اصح وكان هذه الرواية من جهة المعنى اصح او يكون الالف واللام في كلمة الصبر للعهد او يكون الالف واللام في كلمة الصبر للعهد والمعهود تسمية شهر رمظان بشهر الصف والمعهود تسمية شهر رمظان قال بشهر الصبر. فالاعمال المذكورة ممثلة بمقاديرها من الانوار. فالاعمال المذكورة ممثلة بمقاديرها من الانوار. وهذا التقدير له محله. وهذا التقدير له محلان احدهما منفعتها للروح في الحال. منفعتها للروح في الحال الصلاة نور والصدقة برهان والصبر الذي هو الصوم ضياء. والاخر منفعتها للعبد في المآل. منفعة ساعتها للعبد في المآل فيكون انتفاعه بها في الاخرة على ما ذكر في هذا الحديث من مقادير اعمالها من مقادير انوارها التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله والقرآن حجة لك او عليك اي لا يخلو ان يكون القرآن الذي انزله الله سبحانه وتعالى حجة للعبد شاهدا له او حجة عليه شاهدا عليه. فالعبد يختار لنفسه منه ما شاء فمن عمل به كان له. ومن لم يعمل به كان حجة عليه قوله كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها اي كل الناس يسعى عاملا اي الناس يسعى عاملا. واشير الى السعي والعمل بقوله يغدوا واشير الى السعي والعمل بقوله يغدو لان الغدو هو الخروج في اول النهار لان الغدو هو الخروج في اول النهار وعادة الناس انهم يخرجون ساعين في اول النهار وقوله معتقها او موبقها اي هو ساع بعمله في عتقها من النار او في اي في اهلاكها. فسعي العبد اما ان يكون خيرا يؤول به الى عاقبة حسنة يعتقه الله سبحانه وتعالى بها من النار واما ان يكون سيئا يكون موبقا ومهلكا له. ففي هذه الجملة الامر باحسان العمل الامر باحسان العمل لما فيه من انجاء العبد من النار لما فيه من انجاء العبد من النار. والتخويف من اساءة العمل وان العبد يهلك بهذا وان العبد يهلك بهذا طيب في الحديث قال فمعتقها يعني معتقها من النار. معنى هذا ان الانسان يدخل النار. يعني كانه يدعي على نفسه بدخول النار او يطلب دخول النار ثم العتق منها. او بعبارة اوضح. ما حكم الدعاء بقول اللهم اعتقنا من نار يعني كأن العتق بدخولها ثم الخروج منها. جائز خلاص جائز وقال اه ان الانسان يرى مقعده من الجنة ومقعده من النار. وان منكم الا والدي اي احسن. الصحيح ان هذا الدعاء لا شيء فيه خلافا لمن منعه فان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لكل واحد مقعد في الجنة ومقعد في النار يعني اعد له فاما ان ينجو ويذهب الى الجنة واما ان يدخل النار فالدعاء بهذا جائز فيه لكن اعظم منه الدعاء بقول اللهم اجرني من النار. اللهم اجرني من النار هذا اعظم من الدعاء بقول اللهم اعتقني من النار. فالاجارة طلب تسليم العبد نفسه من شرها ومباعدته عنها نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى الحديث الرابع والعشرون عن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن ربه عز وجل انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. يا عبادي كلكم الا من هديته فاستهدوني اهدكم يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته اطعموني اطعمكم يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم. يا عبادي انكم اتفطرون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا. فاستغفروني اغفر لكم. يا عبادي انكم لن ابلغوا قردي فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اول ولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكه شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر. يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم وحده دون واوله في النسخ التي بايدينا فيما روى عن الله تبارك وتعالى انه قال الحديث تعالى يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا خبر عن حكمين احدهما تحريم الله الظلم على نفسه تحريم الله الظلم على نفسه في قوله اني حرمت الظلم على نفسي. والاخر تحريمه سبحانه وتعالى الظلم على الخلق. تحريمه سبحانه وتعالى الظلم على الخلق. فلا يحل لاحدهم ان اظلم غيره لا يحل لاحدهم ان يظلم غيره. واخبر عنه سبحانه وتعالى تارة بالتصريح بحكمه وتارة بالنهي عنه. فقال وجعلته بينكم محرم. وهذا تصريح بحكمه. وقال فلا تظالموا وهذا تصريح وهذا نهي عنه. والفرق بين جملتين ان الجملة الاولى نهي عن ابتداء الظلم بقوله جعلته بينكم محرم نهي عن ابتداء الظلم. في قوله جعلته بينكم محرم. والجملة والجملة الثانية نهي عن مقابلة الظلم بالظلم. نهي عن مقابلة الظلم للظلم في قوله فلا تظالموا فمن ظلمه احد لم يجز له شرعا ان يقابله بالظلم. فالجملتان ليست صورتهما واحدة فهما وان اجتمعا على تحريم الظلم الا انهما يفترقان في كون قول جعلته بينكم محرما تحريم ابتداء الظلم وقوله فلا تظالموا تحريم المقابلة للظلم بظلم ميت ليه؟ واحسن ما قيل في الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه. هو وضع الشيء في غير موضعه وهو اختيار ابن تيمية الحفيد وهو اختيار ابن وهو اختيار ابن تيمية الحفيد في رسالة مفردة في شرح هذا الحديث. فان حقيقة الظلم مما تنازع فيه النظار واختلفت فيه الانظار وهو مبني على اصول في الاعتقاد عند الفرق المتكلمة فيه. واحسن ما يقال ان الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه وهذا كما اشار ابن تيمية في رسالة مفردة في جامع المسائل والرسائل هو المعنى العام له يقترن به في بعض الاحوال زيادة على زيادة عن ذلك فهو الاصل الكلي في حقيقة الظلم. ثم ذكر الله سبحانه وتعالى بعد هذه الجملة المصدرة المصدر بها تسع جمل مقسومة ثلاثة اقسام ذكرا تسع جمل مقسومة ثلاثة اقسام. فالقسم الاول في بيان فقر المخلوق وبيان ما يغنيه. في بيان فقر المخلوق وبيان ما يغنيه. وهو وفي اربع جمل وهو في اربع جمل في قوله يا عبادي كلكم ضال الا من هديته. الحديث وقوله يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته. الحديث وقوله يا عبادي كلكم عار الا من كسوته الحديث وقوله يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار. فهذه الجمل الاربع فيها بيان ما عليه العبد من الفقر مع ذكر ما يغنيه. فالضلال يدفع باستهداء الله. فالضلال يدفع باستهداء الله والجوع يدفع باستطعام الله. والجوع يدفع باستطعام الله. والعلي يدفع باستكساء لا والذنوب تدفع بالتوبة الى الله سبحانه وتعالى واستغفاره. والقسم الثاني في بيان غنى الله والقسم الثاني في بيان غنى الله وهو في اربع جمل ايضا وهو في اربع جمل ايضا في قوله يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا في قوله يا عبادي انكم لن تبلغ ضري فتضروني الحديث وقوله يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد الحديث وقوله يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب قلب قلب رجل واحد. وقوله يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد. فهذه الجمل الاربع في تقرير كمال غنى الله سبحانه وتعالى فهذه الجمل الاربع في في تقارير كمال غنى الله سبحانه وتعالى اربع جمل في فقر المخلوق باربع جمل في غنى الخالق من اكمل المقابلة. مبنى ومعنى ولذلك هذا الحديث حديث عظيم جدا في مبناه ومعناه. ففيه من وجوه البلاغة اللغوية شيء كثير. وفيه من جلالة المعنى امر عظيم وكتاب مدارج السالكين باكمله يعود الى هذه الجمل في تقرير فقر المخلوق واحتياجه الى الله سبحانه وتعالى وبيان غنى الله سبحانه وتعالى وانه هو القائم على نفسه والقائم على غيره. والقسم الثالث في بيان الحكم العدل في بيان الحكم العدل في يوم الفصل بين المفتقرين الى الله والمستغنيين عنه في بيان الحكم العدل في يوم الفصل بين المفتقرين الى الله والمستغنيين عنه في قوله هي عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها الحديث. وقوله في هذه الجملة فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه تحتمل معنيين تحتمل معنيين احدهما الامر بذلك. الامر بذلك ان من وجد خيرا فهو مأمور بحمد الله عليه. ان من وجد خيرا فهو مأمور بحمد الله عليه. ومن وجد غير ذلك فهو مأمور بلوم نفسه فهو مأمور بلوم نفسه. فيداك اوكتا واخوك نفخ فانت الذي جنيت على نفسك ما جنيت. والاخر انه خبر انه خبر لا يراد به الامر وان من وجد خيرا من الخلق فسيحمد الله. وان من وجد خيرا من الخلق فسيحمد الله. ومن وجد غير ذلك فسيلوم نفسه. ومن وجد غير ذلك فسيلوم نفسه. وكلا المعنيين صحيح. فالاول الدنيا والثاني محله الاخرة. وكلا المعنيين صحيح. فالاول محله الدنيا والاخر محله الاخرة ففي الدنيا من وجد خيرا يؤمر بحمد الله عليه. ومن وجد غير ذلك يؤمر بلوم نفسه ليتوب الى الله سبحانه وتعالى واما في الاخرة فيكون الناس كذلك. فان من وجد خيرا وادخله الله الجنة. قال الحمد لله الذي هدانا هذا ومن وجد غير ذلك فادخله الله سبحانه وتعالى النار رجع على نفسه بالندم والحسرة قال المصنف رحمه الله تعالى الحديث الخامس والعشرون عن ابي ذر رضي الله عنه وايضا ان ناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور. يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول اموالهم لانه قال اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ ان بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة صدقة وكل تهليلة صدقة. وامر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة. وفي بضع صدقة قالوا قالوا يا رسول الله ايأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر؟ قال ارأيتم لو وضعها في حرام ومن اكان عليه فيها وزر. فكذلك اذا وضعها في الحلال كان له اجر. رواه مسلم. رواه مسلم. هذا رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه. رواه بهذا التمام. ورواه ايضا بلفظ بزيادة في اخره. وقول الصحابة رضي الله عنهم ذهب اهل الدثور بالاجور اي ذهب اهل الاموال اي ذهب اهل الاموال بالاجور لان لهم اموالا يعملون بها اعمالا من الصدقة وغيرها لا يقدر عليها من لا مال له. وقوله صلى الله عليه وسلم اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ارشاد لهؤلاء لما يحصل به الصدقة. فالصدقة في الشرع اسم جامع لكل انواع البر والاحسان. فالصدقة في الشرع اسم جامع لكل انواع البر والاحسان فهي نوعان احدهما صدقة مالية وهي يبذله العبد من ماله صدقة مالية وهي ما يبذله العبد من ماله والاخر صدقة غير مالية صدقة غير مالية كالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فكل هؤلاء من انواع الصدقات. وقوله صلى الله عليه وسلم وفي بضع احدكم صدقة البضع بضم الباء. وهي كلمة يكنى بها عن الفرج او الجماع هي كلمة يكنى بها عن الفرج او الجماع. وكلاهما تصح ارادته في الحديث. ذكره المصنف في شرحه وكلاهما تصح ارادته في الحديث ذكره المصنف في شرح مسلم وقوله ارأيتم لو وظعها في حرام الى اخره؟ ظاهره ان العبد يؤجر على اتيانه اهله. ولو لم تكن له نية صالحة. ظاهره ان العبد يؤجر على اتيانه اهله ولو لم تكن له نية صالحة. واتيان العبد لاهله من المباحات واتيان العبد اهله من المباحات. ومن المتقرر عند اهل العلم انه لا ثواب على مباح انه لا ثواب على مباح. فيرد هذا الحديث الى اصول الشريعة فيرد هذا الحديث الى اصول الشريعة. بحمله على اتيان الرجل اهله مع النية الصالحة. لحمله على اتيان الرجل اهله مع النية الصالحة. فاذا اتى الرجل اهله وله نية صالحة كتب له اجر وان اتى اهله بلا نية صار امرا مباحا كالاكل والشراب. ومن النية الصالحة في ذلك طلب العبد اعفاف نفسه. واعفاف زوجه و ابتغاء الولد الصالح وتكثير سواد امة محمد صلى الله عليه وسلم. والتوسعة في الرزق الى غير ذلك من انواع النيات الصالحة. التي اذا وجدت في قلب العبد حصل له الاجر اتيانه اهله. نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله الحديث السادس والعشرون ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامى من الناس عليه صدقة كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس. تعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل فى بدابته فتحمله عليها او ترفع له عليها متاعه صدقة. والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة وتميط الاذى عن الطريق صدقة. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه ولفظه الى سياق مسلم اقرب. وقوله كل سلامة من ناس اي كل مفصل والسلامى هو المفصل وجمعه سلاميات. وعدة مفاصل الانسان ستون وثلاث مئة وعدة مفاصل الانسان ستون وثلاث مئة ثبت هذا في حديث عائشة في صحيح اي مسلم وقوله عليه صدقة اي يؤمر العبد بالصدقة عنه اي يؤمر العبد بالصدقة عنه فيكون العبد مأمورا كل يوم بستين وثلاث مئة صدقة فيكون العبد مأمورا كل يوم بستين وثلاث مئة صدقة. ووجه الامر بها ان اتساق العظام نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى. فهذه النعمة التي يؤدي بها العبد كل حركاته تستدعي شكر الله سبحانه وتعالى عليها. فمن شكر على انتظام الخلقة واتساق العظام ان يتصدق الانسان كل يوم ستين وثلاث مئة صدقة وهذا عدد كبير ولذلك ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى انواع من الصدقات فقال تعدل بين الاثنين صدقة. وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها او ترفع له عليها اي اذا استوى عليها فرفعت اليه متاعه. صدقة. والكلمة الطيبة صدقة. وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة وتميط الاذى عن الطريق صدقة. فهذه انواع من الصدقات. وتقدم في الحديث السابق انواع ومن ابواب العلم النافعة التي لا اعرف فيها تصنيفا. ابواب الصدقات فهذا باب نافع في العمل يحتاج اليه الناس واحوج كل واحد منا احوج الناس اليه. ان تعرف ما هي الصدقات؟ حتى تعملها. فاذا عرفت ان التسبيح صدقة عملت تكبير صدقة عملته والاصلاح بين اثنين صدقة عملته واماطة الاذى عن الطريق صدقة فهذا باب نافع حقيق بالتتبع ان تتبع المرء ما جاء في خطاب الشرع في كونه صدقة. لتدرك هذه الانواع وتؤدي الصدقة التي امرت بها كل يوم فان قوله صلى الله عليه وسلم كل يوم تطلع فيه الشمس اي يؤمر بثلاث مئة وستين صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس ووقع في رواية مسلم في الحديث المتقدم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما العبد من الضحى ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما العبد من الضحى. اي يؤدي عن العبد صدقات يومه ركعتان يركعهما من الضحى. فاذا صلى ركعتين كانما بستين وثلاثمائة من الصدقات. وموجب ذلك امران. وموجب ذلك امران احدهما ان صلاة ركعتين يحصل فيها استعمال المفاصل كلها ان صلاة ركعتين يحصل فيها استعمال المفاصل كلها. فيكون قد اشرك المفاصل كلها في هذا العمل. فيكون اشرك المفاصل كلها في هذا العمل. والاخر ان الضحى وقت غفلة ان الضحى وقت غفلة. فالناس فيه بين كاد يطلب رزقه. فالناس فيه بين كاد يطلب رزقه بين باطن يلعب او ينام وبين بطن يلعب او ينام. ومن قواعد الشرع تعظيم جزاء في وقت الغفلة تعظيم جزاء العمل في وقت الغفلة. ومنه تقدم معنا في كتاب فظل الاسلام مر علينا ثلاثة احاديث في تعظيم اجر العمل في وقت الغفلة. اولها حديث ابي ثعلب الخشني ثم ابن عمر ثم سعيد اخي الحسن ما الجواب احسنت حديث العمل في ايام الصبر والقبض على الجمر. حديث العمل في ايام الصبر والقبض على الجمر. ففي قوله صلى الله عليه وسلم للعامل منهم اجر خمسين منكم فهذا عظم فيه ثواب العمل لانه زمن غفلة يغفل فيه الناس عن الاعمال الصالحة. قال المصنف رحمه الله تعالى الحديث والعشرون عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس. رواه مسلم. وعن وابسة ابن معبد رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر؟ قلت نعم. قال استفت قلبك. البر ما اطمئن اليه النفس واطمأن اليه القلب والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتروك. حديث في مسندين في مسندي الامامين احمد بن حنبل والدارمي باسناد حسن هذه ترجمة الحديث السابع والعشرون ذكر فيها المصنف حديثين. وهذا معنى ما تقدم ان احاديث الاربعين باعتبار التراجم هي اثنان واربعون حديثا. وباعتبار التفصيل هي ثلاثة واربعون حديثا. ففي هذه الترجمة حديث احدهما حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال البر حسن الخلق الحديث رواه مسلم وحده البخاري فهو من افراده عنه والاخر حديث وابسة ابن معبد رضي الله عنه انه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر الحديث رواه احمد والدارمي واسناده ضعيف. وله شاهد من حديث ابي ثعلبة الخشني عند الطبراني في الاوسط واسناده جيد. قاله ابن رجب. فيكون هذا حديث حديثا حسنا وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الاول البر حسن الخلق بيان لحقيقة البر انه حسن الخلق. بيان لحقيقة البر انه حسن الخلق. والبر له معنيان والبر له معنيان احدهما عام. وهو اسم لجميع الظاهرة والباطنة اسم لجميع الطاعات الباطنة والظاهر. والاخر خاص وهو الاحسان الى الخلق في المعاملة وهو الاحسان الى الخلق في المعاملة. ومنه سمي بر الوالدين ومنه سمي بر الوالدين اي الاحسان اليهما. فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان البر هو حسن الخلق. فيكون في عامة امر العبد لملازمته الطاعة. وفي خاصة معاملته الخلق ان يعاملهم بالاحسان فيما يجري بينه وبينهم من المعاشرة وبين النبي صلى الله عليه وسلم البر في حديث وابسة رضي الله عنه بطريق اخر فقال البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب. وهذا بيان للبر باعتبار اثره هذا بيان للبر باعتبار اثره. فان العبد اذا استعمل البر حصلت له طمأنينة النفس وطمأنينة القلب. فالوارد في هذين الحديثين بيان البر من وجهين. فالوارد في هذين الحديثين بيان البر من وجهين. احدهما بيان البر باعتبار حقيقته. بيان البر باعتبار وهو المذكور في حديث النواس رضي الله عنه والاخر بيان البر باعتبار اثره بيان البر باعتبار اثره. وهو المذكور في حديث وابسة رضي الله عنه وقوله صلى الله عليه وسلم والاثم ما حاك في النفس وكرهت ان يطلع عليه الناس اعلام اثر الاثم ان العبد اذا صنع اثما ووقع منه فانه يحيك في نفسه ان يحصل له حرج في نفسه في ضيق به اي يحصل له حرجا في نفسه فيضيع وانه يكره اطلاع الناس عليه. وذكر هذا الاثر في حديث وابسة فقال والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتوك. والجملتان في الحديثين احداهما في بيان اثر الاثم. كلاهما في بيان اثر الاثم. واما الاثم حقيقته فهو ما العبد عن الخير واخره عن الفلاح. ما العبد عن الخير واخراه عن الفلاح فكل مبطئ للخير للعبد عن الخير ومؤخر له عن الفلاح فانه يكون اثما وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذين الحديثين حالين ينشئان من الاثم ترى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا هذين الحديثين حالين ينشئان عن الاثم. فالحال الاولى كن نفسي فالحالة الاولى حيك النفس وتردد الصدر فهو يحك في نفس الانسان ويتردد في صدره وهي مذكورة في الحديثين كلاهما وهي مذكورة في الحديث كلاهما والحال الثانية والحال الثانية كراهة العبد اطلاع الناس عليه كراهة اطلاع كراهة العبد اطلاع الناس عليه. وهي المذكورة في قوله في الحديث الاول وكرهت ان يطلع عليه الناس. وهذه الحال قد تفقد وهذه الحال قد تفقد لقوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الثانية وان افتاك في الحديث الثاني وان افتاك الناس وافتوك. فيكون في الناس من يقوي العبد على هذا الاثم خلاف ما يحصل من كراهيته اطلاع الناس عليه. فيبتلى العبد بانه مع كراهيته اطلاع الناس عليه يكون في الناس من يقويه على هذا الاثم. وارشد النبي صلى الله عليه وسلم من عرظ له اداء بان يعول على ما في قلبه. فقال والاثم ما حاكم في النفس وتردد في الصدر. وان افتاك الناس وافتوك اي لا تبالي بفتواهم ولا تأخذ بها ما دمت قد وجدت حيكا في صدرك حيكا في نفسك وترددا في صدرك وهذا التعويل المأمور به مشروط بشرطين. وهذا التعويل المأمور به مشروط بشرطين احدهما ان يكون العبد متصفا بالاستقامة الدينية ان يكون العبد متصفا بالاستقامة الشرعية والعدالة الدينية ان يكون العبد متصفا بالاستقامة الشرعية والعدالة الدينية. فاذا كان مستقيما وحصل له هذا الحيث والتردد عول عليه. عول عليه. والاخر ان يكون مفتيه مما عرف فبافتاء الناس بما يوافق اهواءهم ان يكون مفتيه ممن عرف انه مما يوافق الناس على اهوائهم فاذا افتاه مفت هذه حاله لم يعول على فتواه وعول على ما في صلبه. فاذا افتاهم مفتن هذه حاله لم يعول على فتواه وعول على ما في صدره. فان كان مفتيه معروف بل بالديانة والامانة وتمام العلم عول على فتوى المفتي ولم يعول على ما يجده في نفسه. لان من كان موصوفا العلم والامانة في الديانة هو اعلم من المستفتي بحكم الله. فيعول على فتواه لانه يجعله حجة بينه وبين الله سبحانه وتعالى. وهذا يرجع كما ذكرت لكم الى معنى الفتوى والاستفتاء الشرع الاصوليون اذا ذكروا الافتاء يقولون هو ايش؟ اللي درس منكم اصول الفقه في اخره يقول الافتاء ها يعني الخبر عن حكم الله والاستفتاء هو السؤال عن حكم الله هو السؤال عن حكم الله. هذا الافتاء الخبر عن حكم الله. الافتاء الخبر عن حكم الله طلب الحكم طلبوا العبد حكم الله سبحانه وتعالى. ولذلك من يعقل الاستفتاء والفتوى يعرف ان بها بيان الحكم الشرعي فقط. ليس بيان خلاف الناس. انما اذا سئل عن شيء هذا فرض هذا نفل. بينه بما به حال المستفتي فقد تارة يسأله ولا يوجبه عنه لانه لا يصلح له اجابته بهذا. يجيه مستفتي يقول عطني قالوا اللي حرام قد لا يجيب بهذا. يرشده الى ما ينفعه اولا ثم يبين الحكم. لكن المقصود انه يقتصر على حكم الله ان انا قطعيا اخبر به وان كان بحسب اجتهاده هو اخبر عنه وان كان فاقدا الاجتهاد اخبر عن حكم مجتهد افتى بهذا الشيء ولا يزيده عن ذلك لان الزيادة عن ذلك لا نفع فيها للمستفتي وليست توافق حقيقة الاستفتاء في الشرع نعم قال المصنف رحمه الله تعالى الحديث الثامن والعشرون ابي نجيح العرباض نجيح بن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا. فقال قال اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وان تأمر عليكم بعد. فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ واياكم اموري فان كل بدعة ضلالة. رواه ابو داوود والترمذي وقال الترمذي حديث حسن صحيح هذا الحديث ورواه ابو داوود والترمذي وابن ماجة ايضا. وهو مما رواه اصحاب السنن الا النسائي. وهو حديث صحيح من اجود حديث الشاميين قاله ابو نعيم الاصبهاني والحديث المذكور مؤلف من امرين والحديث المذكور مؤلف من امرين احدهما موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب. ذرفت العيون ووجلت ووجلت منها القلوب. ولم يقع ذكر هذه الموعظة في شيء من الفاظ الحديث. ولم يقع ذكر هذه الموعظة في شيء من الفاظ الحديث. والموعظة شرعا هي ايش ايش الموعظة شرعا؟ ما الجواب نعم. ايش؟ النصيحة ها؟ طيب. وغيره اه البيان المشهود او التنقيب او احسنت. الموعظة شرعا هو ذكر الامر او بالنهي مقرونا بالترغيب والترهيب. او احدهم. ذكر الامر او النهي مقرونا الترغيب والترهيب او احدهما. ذكره ابن تيمية وابن القيم وابن ابي العز في شرح العقيدة الطحاوية. وهذا صلى الله عليه وسلم في الخطب فكانت خطبه وعظا كما بينه ابن القيم في زاد المعاد. فاذا اراد المرء ان يخطب الناس في الجمعة جعل خطبته وعظا في اي باب تكلم من ابواب العلم فاذا تكلم عن صيام رمضان جعله وعظا. واذا تكلم عن الوضوء جعله وعظا. واذا تكلم عن صلة الارحام جعله وعظا. واذا تكلم عن لزوم جعله وعظا واذا تكلم عن تحريم الزنا جعله وعظا بان يذكر الامر والنهي محفوفا الترغيب والترهيب فهذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الخطب. واذا بصرت بحال الناس اليوم صارت الخطبة وليست على طريقة الشرع عند كثير من الناس عند كثير من الناس مثل الانسان يخطب عن سيرة سعيد بن جبير او عامل الشعب هذا ما وجد في تاريخ الاسلام ابدا الا بعد الف واربع مئة وهي السنة التي اختل بعدها نظام الخطبة في المسلمين فليس محله الخطبة الخطبة عبادة ولها احكام شرعية ولها طريقة شرعية لا بد من الاخذ بها. ومن جملة ذلك لزوم هديه صلى الله عليه وسلم في كونها وعظا وهذه الموعظة كما تقدم لم يقع ذكرها في شيء من طرق الحديث والاخر وصية وصى بها النبي صلى الله عليه وسلم تجمع اربعة اصول. وصية وصى بها النبي صلى الله عليه وسلم تجمع اربعة امور الاول تقوى الله وتقدم بيان حقيقة التقوى. تقوى الله وتقدم بيان حقيقة التقوى. والثاني السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا. السمع والطاعة ولو لمن ولاه الله امرنا ولو كان المتأمل عبدا حبشيا يأنف الاحرار حال الاغتيال من امرته. ولو كان المتأمر عبدا حبشيا يأنف الاحرار قال الاختيار من امرته والمعنى كونه كان كذلك فكان عبدا ثم عتق ثم تولى على اولئك فامرنا بطاعته بالسمع والطاعة له. والسمع هو القبول والطاعة هي الانقياد. والسمع هو والقبول والطاعة هي الانقياد. وهما طرفا البيعة الشرعية لولي الامر وهما طرفا البيعة الشرعية لولي الامر فالبيعة شرعا هي عقد السمع والطاعة لولي الامر عقد السمع والطاعة لولي الامر والثالث لزوم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين. وقوله عليها بالنواجذ امر بشدة التمسك بها. امر بشدة التمسك بها. فكأن العبد يشد عليها نواجزه اي باضراسه. والرابع التحذير من البدع والنهي عنها في قوله صلى الله عليه وسلم واياكم ومحدثات الامور. وموجبه ان كل بدعة ضلالة. والعبد يفر من الضلالة ويحذر منه. نعم. الحديث الثامن الحديث التاسع والعشرون عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من عن النار قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه. فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا اقيموا الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوموا رمضان وتحج البيت. ثم قال الا ادلك على ابواب الخير؟ الصوم سنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا تتجافى جنوب عن المضاجع حتى بلغ يعملون. ثم قال الا اخبرك برأس الامر وعموده ودلوة سنامه؟ الجهاد ثم قال الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله. فاخذ بلسانه وقال كف عليك هذا قلت يا نبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال ثكلتك امك وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم. رواه الترمذي وقال حديث الحسن صحيح هذا الحديث رواه الترمذي وابن ماجة ايضا. واسناده ضعيف. وروي من وجوه لا يخلو شيء منها من ضعف ومن اهل العلم من يجعله حسنا باعتبار مجموع طرقه. وهو حديث جامع بين والنوافل. فاما الفرائض فهي المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وتقيموا الصلاة وتؤدي الزكاة وتصوموا رمضان وتحج البيت. وهؤلاء الخمس قلنا مباني الاسلام المذكورة في حديث ابن عمر بني الاسلام على خمس وقد تقدم واما النوافل فهي مذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم الا ادلك على ابواب الخير؟ الصوم جنة. فذكر له النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة اعمال من اعمال النوافل. اولها الصوم. المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم الصوم قوم جنة والجنة اسم لما يتقى ويحتمى به. اسم لما يتقى ويحتمى به والصوم وقاية للانسان من الحرام ومن النار. والصوم وقاية للانسان من الحرام ومن النار والثاني الصدقة المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار صلاة الليل المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم وصلاة الرجل في جوف الليل وجوف الليل وساطه وذكر الرجل وقع تغليبا والا فالمرأة مثله. ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم الاية للدلالة على جزاء اهل قيام الليل. ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم الاية للدلالة على جزاء قيام على جزاء اهل قيام الليل. ثم ذكر له النبي صلى الله وعليه وسلم امرا جامعا. فقال الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه. ثم قال الجهاد في سبيل الله. هكذا وقع في اصل كتاب الاربعين النووية. وهو موافق لبعض نسخ الترمذي وبعض نسخ الترمذي فيها الجواب عن الثلاث بالجهاد وهو الذي اثبته المصنف في نسخته من اربعين نووية في النسخ الخطية القديمة ومنها نسخة مقروءة على تلميذه ابن العطار بل نسختان مقروءة على تلميذه ابن العطار ووقع في بعض نسخ الترمذي تفصيل ذلك تفصيل ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم اجابه فقال رأس الامر الاسلام عموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. وهذه الرواية المفصلة هي المحفوظة في الحديث وهذه الرواية المفصلة هي المحفوظة في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم اجاب اباء تفصيلا اجاب تفصيلا فقال رأس الامر الاسلام اي رأس الدين اسلام الوجه لله اي الدين اسلام الوجه لله يعني الاستسلام لله بالتوحيد. وقال وعموده الصلاة اي هي منه بمنزلة العمود يرفع عليه البيت اي هي منه بمنزلة العمود الذي يرفع عليه البيت. وقال وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله والذروة هي اعلى الشيء. فاعلى ما في الاسلام وارفعه وارفعه هو الجهاد في سبيل الله. ومما ينبه اليه طالب العلم العناية بالنسخ الوثيقة سواء من صرعوا الفروع سواء من الاصول او الفروع لئلا يقع في الغلط. مثل هذا الذي وقع عندنا تجدون بعض الناس في الاربعين غيرها وجعلها على الرواية الاخرى. هي وقعت هكذا في رواية الترمذي لكن المعروف في كتاب المصنف انه اجاب عن الثلاث بواحدة فهي الجهاد في سبيل الله واشد من هذا ما وقع في بعض نسخ العقيدة الواسطية عند ذكر كرامات الاولياء ان المصنف قال وهي موجودة في جميع ايش؟ قرون الامة. ووقع في بعض النسخ في جميع فرق الامة فشرحها من شرحها في بعض الشروح المطبوعة بوقوع الكرامة في الفرق وينشأ من هذا الخلاف في حصول الكرامة مع البدعة الى غير ذلك وايا كان لكن المصنف لم يقل هذا وانما قال في جميع قرون الامة واعلى من ذلك الخلاف الذي يكون في الاصول. يكون في اصول الكتب. يعني مثل البخاري الذكر الذي يكون بعد الاذان اخره انك لا تخلف الميعاد. نعم. هذه اللفظة اين والحديث حديث من؟ حديث جابر في صحيح البخاري. ووقع في نسخة الكشميهني للبخاري ان لا تخلف الميعاد. هذه ثابتة في بعض نسخ البخاري. وهي رواية تشبيها. لكنها ليست صحيحة. الكشميه ان رجل صالح لم يكن من الحفاظ وقعت له اخطاء في نسخته ولذلك هذه الزيادة لا تثبت وهي ضعيفة لكن المقصود انها مروية في بعض نسخ البخاري ومثل ذلك انا اذكر لكم مثال للفائدة هل الفيض من صفات الله ها الفيض والفيض الفيض يعني بعض الكتب اسمها فيض القدير فيض العليم. ها؟ والفيض يقال من كلام الصوفية في البخاري بيده الفيض في بعض رواية البخاري بيده القبض ببعضها بيده الفيض ذلك العناية اصول مهمة جدا طالب العلم ينبغي ان يكون له بصر اختلاف النسخ سواء في الفروع او في الاصول ولا يعادل شيئا بالانكار الا بالمراجعة والنظر والتكرار وهذا من فوائد اخذ العلم الصحيح. اذا دقق العبد نظره كمل علمه واذا كان يأخذ بالاجمال يحصل عنده تشويش في العمر في العلم. ولذلك اوصى الشافعي وابو حاتم الرازي رحمه الله بالتدقيق في العلم التدقيق في العلم ليس المراد كثرة العلم اتساعه وهو مخلوق لا ان تدقق في العلم وتفهمه وفهما صحيحا لا يلتبس عليك منه منه شيء فانك اذا دققت لم تقع في الغلط واذا لم تدقق وقعت في الغلط تجد بعض من يتكلم في في الفقه ينكر قراءة وارجلكم وارجلكم بالكسر والفتح فهو ينكر الكسر باعتبار انه ما يعرف من القراءة. فيسأل عنها فيقول هذه قراءة شادة لا عليه وهي قراءة من القراءات السبع المتواترة. الانسان طالب العلم دائما يحرص على تدقيق العلم. ولا يمكن ذلك الا بالتؤدة الانسان دائما يكون مكتئب يجمع عقله وفكره وفهمه فان الفوضى في الذهن تقود الى الفوضى في في العلم فمن كان مشوش الباطن صار مشوش الظاهر انه يصير مشوش الباطن علومه مشوشة ومرتبكة تجده بعد ذلك ما يترتب عليه من كلامه في العلم او في العمل او في الدعوة او في الاصلاح او في التوجيه او في غير ذلك يحصل له به تشويه على نفسه وعلى الناس. ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ملاك الامر فقال الا اخبرك بملاك ذلك كله والملاك بكسر الميم وفتحها فيقال ملاك وملاك. وهو نظام الشيء وقوامه الجامع له نظام الشيء وقوامه الجامع له. ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال قلت يا نبي الله قلت بلى يا رسول الله فاخذ بلسانه وقال كف عليك هذا فاخبره ان جماع الامر هو امساك اللسان. وارشد النبي صلى الله عليه وسلم بالفعل والقول اخذ بلسانه يعني قبض طرف لسانه وقال كف عليك هذا تعظيم للامر انه بينه له بالقول والفعل ليحفظه. فقال معاذ رضي الله عنه وانا لمؤاخذون بما نتكلم اي نحاسب ونجازى ونأثم على ما نتكلم به. فقال صلى الله عليه وسلم ثكلتك امك اي فقدتك وهذه كلمة تجري من العرب لا تريد بها حقيقتها فهو لا يريد به الدعاء عليه وانما يريد به ايش؟ تعظيم الامر المذكور له تعظيم الامر المذكور له وهذا مثل ما جاء في الحديث افلح وابيه. المقصود منها تعظيم الامر فهي ليست كلمة يمين. هي كلمة تعظيم للامر عند العرب لا يريدون بها اليمين. فلذلك قال شاعرهم لا وابي اعدائها. لا وابي اعدائها. هم اعداؤها كيف يقسم بابيهم واراد التحقير لهم؟ وانما العرب تطلقها تريد تعظيم الامر المذكور معها لا تريد حقيقتها من القسم ومثل في هذا الحديث ثكلتك امك لا يقصد الدعاء عليه بفقتك فقدتك ولكن يراد به توجيه عنايته الى ملاحظة ما يذكر له. قال وهل يكب الناس في النار ان يطرحهم؟ فالكب هو الطرح على وجوههم او قال على اخرهم وهي انوفهم الا حصائد السنتهم. والحصائد جمع حصيدة. والحصاد جمع حصيدة وهو كل شيء قيل في الناس كل شيء قيل في الناس باللسان قطع عليهم به كل شيء قيل في الناس باللسان وقطع عليهم به. ذكره ابن فارس في مقاييس اللغة. فالمحذر منه في الحديث ليس جنس الكلام. وانما شيء مخصوص منه لشدته وشناعته وبشاعته. وهو القول باللسان في الحكم على الناس. مع القطع به مع عليهم به فهذا من اعظم ما يدخل الناس النار. فالحديث ليس في الغيبة او في النميمة او في الكذب او في غيرها من افات اللسان لكنه في امر خاص وهو الحكم على الناس. فالذي يحكم على الناس بشيء من خير او شر وهو على خلافه فهو من اعظم ابواب النار. والعبد ينبغي له ان يتحرز من ذلك تحرزا شديدا خوفا من الله سبحانه وتعالى. واذا احتيج الى بيان شيء بينه بالطريق الشرعي فهذه الامور لا ترجع الى الاهواء والاذواق والاراء هي ترجع الى حكم الشرع. ومن جملة حكم الشرع السياسة رعية لولي الامر في هذا فعندنا في بلادنا هذا وهي تحكم بالشريعة هناك سياسة شرعية لهذه الامور ليست امور مطلقة يتكلم فيها الانسان من ما شاء. وكون بعض الناس يقع في ذلك ليس دالا على صحة ما يقع فيه. فمن اراد النجاة فانه يسلك الطريقة الشرعية التي عليها علماء هذه البلاد وعلماء هذه البلاد ممن يرد اليهم الامر كسماحة المفتي واعضاء اللجنة الدائمة هم يمتثلون الامر الشرعي والسياسة الشرعية في هذه المسائل. هناك نظام نظام في الدولة يعد بعض ما يقع من الناس في ضمن جرائم المعلومات التي يعاقب عليها بالسجن بين ستة اشهر الى عشر سنوات. ويقع بعض الناس في معصية ولي الامر في هذا وهو يظن انه منه الخير وهذا غلط ولذلك من سار بطريقة اهل العلم نجا وانجى الناس. ومن سار بغير طريقة اهل العلم يقع في الهلاك ويهلك الناس معه وهذه الامور تحتاج الى صبر. فالنفس تشتهي وترغب وتريد ويزوج ويزين له الشيطان ابوابا من الشر. لكن الذي يخاف الله عز وجل ويلاحظ امره يكون على ما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه واذا انيق هذا عند ولي الامر بطريق اغنى هذا الطريق عن غيره. والذي لم يكلفه الله عز وجل بشيء لما يكلف نفسه. فمن شق على نفسه شق عليه ومن رفق بنفسه وسلك بها الطريق الشرعي رفق الله سبحانه وتعالى به واعانه عليه. نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى الحديث الثلاثون عن ابي ثعلبة الخشني جرثوم ابن رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله فرض ان الله عز وجل فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم اشياء فلا تنتهكوها وسكت عن اشياء رحمة لكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها حديث حسن رواه الدار قطني وغيره. هذا الحديث رواه الدار قطني واسناده ضعيف وفي الحديث جماع احكام الدين فقد قسمت فيه احكام الدين اربعة اقسام مع بيان الواجب فيه جماع احكام الدين فقد قسمت فيه احكام الدين اربعة اقسام مع بيان الواجب فيها. فالقسم الاول الفرائض والواجب فيها عدم اضاعتها. والقسم الثاني الحدود. والمراد بها في الحديث اذن الله به والمراد به بها في الحديث ما اذن الله به. فتشمل الفرض والنفل والمباح فتشمل الفرض والمباح والواجب فيها عدم تعديها. اي عدم مجاوزة الحد المأذون به فيها. اي عدم مجاوزة الحد المأذون به فيها. والقسم الثالث المحرمات والواجب فيها عدم انتهاكها والواجب فيها عدم انتهاكها اي ترك مواقعتها اي ترك مواقعتها القسم الرابع المسكوت عنه. وهو ما لم يذكر حكمه خبرا او طلبا. ما لم يذكر حكمه خبرا او طلبا. والواجب فيها عدم البحث عنه. والواجب فيها عدم البحث عنها فيمسك العبد عن السؤال عنها والبحث فيها. لعدم احتياج الخلق اليها اذا سكت الله سبحانه وتعالى عنها فهي عفو منه سبحانه وتعالى. وقوله في الحديث وسكت عن اشياء لكم فيه اثبات صفة السكوت لله. فيه اثبات صفة السكوت لله. وهي ثابتة بالنص اجماع نقله ابن تيمية وهي ثابتة بالنص والاجماع نقله ابن تيمية والمراد بالسكوت الذي هو صفة لله سبحانه وتعالى عدم اظهار شيء من الاحكام عدم اظهار شيء من الاحكام فالسكوت له معنيان احدهما الانقطاع عن الكلام والاخر عدم بيان شيء من الاحكام احدهما الانقطاع عن الكلام والاخر عدم بيان شيء من الاحكام. والمراد منهما صفة لله اهو الثاني هو الاول والثاني اللي في عدم البيان هو الاول دون الثاني وهو عدم بيان شيء من الاحكام واضح؟ طيب ما الدليل على هذا؟ ان المقصود عدم بيان الاحكام؟ ليش ما هو الانقطاع عن الكلام من الأحسن لأن الأحاديث والآثار التي جاء فيها ذكر السكوت يكون مقرونا ببيان الاحكام. لان الاحاديث التي والاثار كاثر ابن عباس رضي الله عنه عند ابي داود يأتي معها مقرونا بذكر الاحكام. فقوله هنا فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا الى اخر الحديث. وكذا ما جاء في اتى لابن عباس وغيره فهذا يدل على ان السكوت المراد هو الانقطاع هو عدم بيان الاحكام. نعم قال المصنف رحمه الله تعالى الحديث الحادي والثلاثون عن ابي العباس سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه من يقال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا انا عملته احب احبني الله واحبني الناس فقال ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس. حديث حسن رواه ابن ماجة وغيره باسانيد حسنة. هذا الحديث رواه ابن ماجة واسناده ضعيف جدا وهو من اشد الاحاديث المذكورة ضعفا في هذه الاربعين. بينه ابو فرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم وغيره ومعناه صحيح. فالزهد مأمور به شرعا في القرآن والسنة والاجماع وقوله في الحديث ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس امر بالزهد امر بالزهد وبيان لاختلاف ثمرته وبيان لاختلاف لا في ثمرته باختلاف متعلقه باختلاف متعلقه. فمن زهد في الدنيا احبه الله ومن زهد فيما كان منها عند الناس احبه الناس. ومن زهد فيما كان منها عند الناس احبه الناس لان الناس مجبولون على منازعة من نازع. لان الناس مجبولون على منازعة من نازعهم. فمن صرف نفسه عما بايديهم احبه الناس. فحقيقة هذا العمل واحد وهو الزهد لكن متعلقه مخترع فالاختلاف متعلقه اختلفت ثمرته. والزهد شرعا هو الرغبة عما لا ينفع في اخرة والزهد شرعا هو الرغبة عما لا ينفع في الاخرة. فكل شيء لا ينفع في الاخرة فالرغبة عنه تسمى زهدا ويندرج في هذا اربعة اشياء يندرج في هذا اربعة اشياء الاول محرمات والثاني المكروهات والثالث المشتبهات ولمن لا يتبينها المشتبهات لمن لا يتبينها. والرابع قولوا المباحات فضول المباحات وهي ما زاد عن قدر الحاجة منها. فالزهد يتعلق الاربعة فمن اراد ان يكون زاهدا فليرغب عن المحرمات والمكروهات والمشتبهات التي لا يتبينها وفضول المباحات. وعلم منه ان تناول المباح لا يكون قادحا في ان تناول المباح لا يكون قادحا في الزهد. فالقادح في الزهد هو تناول فضوله فالقادح في الزهد هو تناول فضوله. ما لم يتناوله على طريق غير مأذون به شرعا. كأن يكون واقعا على وجه الاسراف. فهذا يذم لا لاصل تناول المباح ولكن للاسراف فيه. فلو قدر ان انسانا اشترى ثلاثين ثوبا يلبس كل يوم من الشهر ثوب فهذا الذي فعله يقدح في الزهد او لا يقدح؟ يقدح ما الجواب؟ يقدح لانه تناول المباح على وجه الاسراف. فالانسان يكفيه خمسة اثواب ستة اثواب لو اراد ان ان يتوسع لكن ان يجعل كل يوم ثوبا فهذا مما ينافيه. واشد منه من يجعل اثوابا على عدة السنة فهذا ينافي الزهد. لكن لو قدر ان انسانا له قدرة اشترى مركبا فارها. اشترى سيارة بثلاث مئة هذا يقدح في زهده ام لا يقدح؟ لا يقدح هذا تناول مباح ليس فضولا مباح ويحتاج الى مركب وهذا المركب اقدر عليه ويصلح لمثله. فهذا لا يقدح في في كونه زاهدا في الدنيا. لكن اعلى منه من يحصل له الورع بان لا يستعمل هذا مع القدرة عليه فيستعمل شيئا اخر. فاهل الورع اعلى من اهل من اهل الزهد. لكن استعمال المباحات لا يقدح في زهد الانسان. نعم. قال المصنف رحمه الله الحديث الثاني والثلاثون عن ابي سعيد سعد ابن مالك ابن سنان الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار. حديث حسن رواه ابن ماجة والدار قطني وغيرهما مسندا. ورواه مالك في الموطأ مرسلا عن لابن يحيى عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فاسخط ابا سعيد وله طرق يقضي بعضها بعضا هذا الحديث اخرجه ابن ماجة والدار قطني كما ذكر المصنف لكن ابن ماجة اخرجه من حديث ابن عباس والدار قطني هو الذي اخرجه من حديث ابي سعيد الخدري واسنادهما ضعيف ويروى هذا الحديث من وجوه ضعيفة لكن كما قال المصنف وله طرق يقوي بعضا فهو حديث حسن باعتبار مجموع طرقه. وفي الحديث المذكور نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الضرر من وجهين. احدهما الضرر المبتدأ في صلى الله عليه وسلم لا ضرر. الضرر المبتدأ في قوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر. والاخر الضرر المقابل في قوله صلى الله عليه وسلم ولا ضرار في قوله صلى الله عليه وسلم ولا ضرار فالعبد ينهى عن ابتداء الضرر لغيره وينهى ايضا عن مقابلة ضرر غيره بان يضره. وينهى ايضا عن مقابلة ضرر غيره بان يضره. فالضرر منهي عنه في الشرع على كل حال. والضرر منهي عنه في الشرع على كل حال. ونهي الشريعة عن الضرر له محلان. ونهي الضرر شريعته عن الضرر له محلان. احدهما الضرر قبل وقوعه. الضرر قبل وقوعه فينهى عنه وتطلب الشريعة نفيه والاخر الضرر بعد وقوعه الضرر بعد وقوعه. فتنهى الشريعة عنه ويؤمر العبد بنفيه فقوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار اعم من قول الفقهاء الضرر يزال لان عبارة الفقهاء تختص بالظرر الواقع دون الضرر المتوقع لان عبارة الفقهاء تختص بالظرر الواقع دون الضرر المتوقع. اما قوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار فيشمل الضرر الواقع وهو نازل والمتوقع وهو الذي يتخوف نزوله. نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله الحديث الثالث والثلاثون. عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ويعطى الناس بدعواهم للدعا رجال اموال قوم ودماءهم لكن البينة على المدعي واليمين على من انكر. حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا واصله في الصحيحين. هذا الحديث اخرجه البيهقي في السنن الكبرى بهذا اللفظ ولا يصح والمحفوظ فيه قوله صلى الله عليه وسلم لو يعطى الناس بدعواهم لا ادعى ناس دماء رجال واموالهم. ولكن البينة ولكن اليمين على دعا عليه ولكن اليمين على المدعى عليه متفق عليه بهذا اللفظ والحديث مذكور اصل في بيان ما تحسم به المنازعات. والحديث المذكور اصل في بيان ما تحسم به المنازعات ويفصل بين الخصومات. وهو جعل البينة على المدعي وجعل اليمين على يا من انكر وهو المدعى عليه. جعل البينة على المدعي وجعل اليمين على من انكر وهو المدعى عليه. والمدعي عند الفقهاء هو المبتدأ بالدعوة القائم بها والمدعي عند الفقهاء هو المبتدئ بالدعوة القائم بها والمدعى عليه هو المطالب بها والمدعى عليه هو المطالب بها. والبينة عندهم اسم لكل ما يبين به الحق ويظهر والبينة عندهم اسم لكل ما يبين به الحق ويظهر. كالشهادة وغيرها. فكل ما الحق واظهره يسمى في عرف الفقهاء بينة. واليمين هي الحلف. واليمين هي الحلف. فالقسم يسمى يمينا. لماذا ها يا محمد لان العرب كان من عادتهم اذا ارادوا القسم مد احدهم يمينه لان العرب كان من اذا اراد احدهم القسم مد يمينه فالسمي يمينا مد اليد اليمين حين اذ عند قسمه. وفي الحديث ان البينة تكون على المدعي وان اليمين تكون على المدعى عليه وفي الحديث ان البينة تكون على المدعي اليمين تكون على المدعى عليه اذا انكر من ادعى شيئا على احد لزمته البينة. ومن انكر ممن ادعي عليه لزمته اليمين. وهذا دار الاصل الكلي والا فان القاضي قد يجعل اليمين في طرف المدعي والا فالقاضي قد يجعل اليمين في طرف المدعي باعتبار ما يظهر له من قرائن الاحوال باعتبار ما يظهر له من قرائن الاحوال فالحديث المذكور لو صح محمول على الاصل الكلي العام الذي قد يتخلف في بعض احيانه تجعل اليمين في طرف المدعي لا في طرف المدعى عليه. كما هو مبين في كتاب البينات من القضاء عند في باب البينات دعاوى من كتاب القضاء عند الفقهاء. نعم. قال المصنف رحمه الله الحديث الرابع والثلاث عن ابي سعيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. رواه مسلم. هذا الحديث رواه ومسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه. وفيه الامر بتغيير المنكر في قوله صلى الله عليه وسلم فليغيره. فتغيير المنكر واجب. والمنكر شرعا. كل ما انكره الشرف بالنهي عنه نهي تحريم كل ما انكره الشرع بالنهي عنه نحيا تحريم فالمنكرات تختص بالمحرمات. فالمنكرات تختص بالمحرمات. وتغيير المنكر المأمور به له ثلاث مراتب وتغيير المنكر المأمور به له ثلاث مراتب. المرتبة الاولى تغيير المنكر باليد. والمرتبة الثانية تغيير المنكر باللسان ثبتوا الثالثة تغيير المنكر بالقلب. والمرتبتان الاوليان معلقتان بالاستطاعة. فمن قدر على التغيير باليد غير بها. فان لم يستطع واستطاع التغيير لسان غير به. واما المرتبة الثالثة فلم تقرن بالاستطاعة. فالمرتبتان الاوليان واجبتان على المستطيع فقط. واجبتان على المستطيع فقط. واما المرتبة الثالثة فانها واجبة على كل احد مستطيع وغير مستطيع. لماذا ليش المرتبة الثالثة ما قيدت بالاستطاعة؟ اقل الايمان لتحقق الاستطاعة عليها في حق كل احد لتحقق الاستطاعة عليها في حق كل احد. فكل احد من المسلمين يستطيع ان يغير المنكر بقلبه. طيب تغيير المنكر بالقلب ما صفته كيف الانسان يصير غير المنكر بالقلب؟ ايش؟ كره المنكر ارفع الكتاب بس وتغيير المنكر بالقلب وبغضه وكراهته والنفرة منه. هو بغضه وكراهته والنفرة منه. فاذا ابغض العبد المنكر ونفر منه قلبه صار منكرا له بالقلب. وهذا الامر يستطيعه كل احد. ولا يلزم اقترانه تكليح الوجه وتحريك الحاجبين واظهار الامتعاظ فهذه امور لا صلة لها بانكار القلب. فانكار القلب النفرة ولو لم يحصل للانسان تمعر الوجه. هذا ليس شرطا وانما الشرط هو ان توجد النفرة والكراهة والبغض المنكر. والمرتبتان الاوليان كما تقدم معلقتان طاعة والمراد بالاستطاعة هنا الاستطاعة الشرعية الاستطاعة الشرعية فمن كانت له استطاعة شرعية على اليد غير استطاعة شرعية على اليد غير كولي الامر او نائبه في عموم الناس. كولي الامر او نائبه في عموم الناس. او الولد. في او في رعيته من الاولاد او الوالد في رعيته من الاولاد. فهذان الجنسان لهما شرعية فاتتهم الشريعة استطاعة يغيران بها المنكر فيمن ولي عليه من عموم الناس او خصوصه في الوالد مع اولاده. واما الاستطاعة باللسان فهي لعموم الخلق من المسلمين ممن يستطيع ذلك. فلا تختص باحد دون احد. وقد نقل الجويني الاجماع على ذلك انها اذا وجدت الاستطاعة فلا تختص بان يكون وليا للامر او نائبا له وانما اذا كانت له استطاعة على انفاذها فانه ينفذها بشرط ان تكون على الطريقة الشرعية كما تقدم في العقيدة الوسطية ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ايش؟ على ما توجبه الشريعة. يعني يأمر وينهى على وفق الشريعة موب وفق الهوى وهذا باب صعب ليس بابا سهلا من اثقل الابواب باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ذلك قال سفيان الثوري لا يأمر ولا ينهى الا من كان يأمر وينهى بعلم وحكمة يعني الانسان لابد له من العلم وحكمة واذا وقع في خلاف هذا اضر بنفسه وبالناس. يعني احد الاخوان يذكر لي يقول انه دخلت وطالب يعني يقول دخلت مع واحد من العوام دخلنا مكان سوق في الصباح يقول فرأى بعض الشباب الذين يلبسون ملابس لا تليق يقول قال لي وهم يسمعون يا شيخ فلان انصح الناس الردية هذي هذا كيف بيستجيبون الناس؟ يعني يقول حتى لما قال ذلك قال له واحد وش تقول انت؟ هذا خطأ الانسان يأمر وينهى بما تجيب الشريعة لا على انه نفرة نفسه وكراهته وغيرته وحماسته يحمد للمرء حماسته الدينية لكن لابد ان تكون مضبوطة بضابط الشرع حتى يقع امره ونهيه وفق ما يحب الله سبحانه وتعالى ويرضاه. نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله الحديث الخامس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا ولا يبيع بعضكم عن ابيه بعض. وكونوا عباد الله اخوانا. المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذل لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات. بحسب من الشر ان يحقر اخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. رواه مسلم حديث رواه مسلم دون البخاري فهو من افراده عنهم وليس في روايته ولا يكذبه جزم به جماعة من الحفاظ فهي من تصرف بعض المتأخرين في رواية هذا الحديث في صحيح مسلم وفي ذكر خمسة امور نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم. فاول تلك المنهج في قوله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا وهو نهي عن الحسد وهو كراهية وصول النعمة الى العبد وهو كراهية اصول النعمة الى العبد. فينهى العبد عن الابتداء به وعن المقابلة به فينهى العبد عن الابتداء به وعن المقابلة به فلا يحسد احدا ولا يحسد ايضا من يحسده والثاني في قوله ولا تناجشوا. واصل النجش في كلام العرب اثارة الشيء بمكر وحيلة الشيء بمكن وحيدة. فالحديث نهي عن الوصول الى المطالب بالبكر والحيلة. نهي عن الوصول الى المطالب بالمكر والحيلة. ومنه بيع النج المشهور عند الفقهاء. فالنهي عن النجس في قوله صلى الله عليه وسلم ولا تناجسوا نهي عن اصل كلي وهو الوصول الى المطالب بالمكر والحيلة والخداع والثالث في قوله صلى الله عليه وسلم ولا تباغضوا وهو نهي عن البغض ابتداء ومقابلة ومحله اذا فقد المسوغ الشرعي ومحله اذا فقد المسوغ الشرعي فان ابغضه لامر الشريعة كبغض اهل الفسق لم يكن منهيا عنه فان ابغضه لامر الشريعة كبغض اهل رزق لم يكن منهيا عنه. والرابع في قوله صلى الله عليه وسلم ولا تدابروا. اي لا تهاجروا ولا تتقاطعوا فهو نهي عن التدابر وهو ان يولي العبد دبره يعني ظهره لغيره ان يولي العبد ظهره لغيره فان العرب كانت تجعله اشارة قطع والتصادم فان العرب كانت تجعله شعارا للتقاطع والتصارم والتهاجر بينهم. فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه ومحله اذا كان لامر دنيوي اذا كان لامر دنيوي واما ان كان لامر ديني به لم يدخل في النهي. كهجرة اهل الكفر والبدعة والفسق والخامس في قوله صلى الله عليه وسلم ولا يبع بعضكم على بيع بعض ولا يبع بعضكم على بيع بعض وهو نهي عن ذلك في المعاملات كلها على اختلاف انواعها فيدخل فيها الاجارة والمساقاة وغيرها من انواع المعاملات فذكر البيع خرج باعتبار الاصل في المعاملات في المنافع بين الناس فيلحق به ما كان من جنسه ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم وكونوا عباد الله اخوانا. وهذه الجملة تحتمل معنيين. احدهما انها جملة خبرية بانكم اذا امتثلتم ما سبق صرتم اخوانا لانكم اذا امتثلتم ما سبق صرتم اخوانا والاخر انها جملة انشائية انها جملة انشائية يراد منها الامر بتحصيل اسباب الاخوة دينية يراد منها الامر بتحصيل اسباب الاخوة الدينية وكلا المعنيين صحيح ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم حق المسلم على المسلم بعد تعظيم شأنه المسلم اخو المسلم. فالاخوة منعقدة بينهما دينا. ثم ذكر حقه فقال لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. ثم قال صلى الله عليه وسلم التقوى ها هنا. اي في باطن الانسان والاشارة الى ذلك للزجر عن الاحتقار لان احتقار الناس بعضهم بعضا مرده الى الباطن ام الظاهر؟ احسنت فرده الى الظاهر لان احتقار الناس بعضهم بعضا مرده الى ظاهر فنبه الى ملاحظة ان مقادير الناس حقيقتها ترجع الى بواطنهم فلا عبرة بظواهرهم فمن لاح له احد من المسلمين على حال تحتقر في العين لم يحتقره. لان اعتبار باطن يمنعه من ذلك. وقد سئل بعض السلف عن التواضع فقال الا ترى لك فظا على احد من المسلمين الا ترى لك فضل على احد من المسلمين هذا التواضع اذا كنت دائما لا ترى انك تمتاز عن احد من المسلمين تراه من او كبير بعيد او قريب ان لك عليه ميزة وخصيصة فهذه هي حقيقة التواضع. ثم حذر النبي صلى الله عليه وسلم من وخيم عاقبة احتقار المسلمين فقال بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم ان يكفيه ان يكون له من الشر وقوعه في احتقار احد من المسلمين. ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم بتعظيم المسلم على المسلم فقال كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وهذه الحرمة ثبتت بطريق الشريعة. فلا ترتفع الا بطريق ايش الشرع وهذا معنى قوله في حديث ابن عمر الذي تقدم الا بحق بحق الاسلام وحسابهم على الله المسلم حرام ومال المسلم حرام وعرض المسلم حرام لا يستباح منه شيء الا بالبرهان الشرعي فان لم يكن برهان شرعي فهو اثم عظيم. يعني بعض الناس الان تجده يعبث بالمرافق العامة فتقول له يا اخي ما يجوز يقول هذا حلال الدولة. ما حكم حلال الدولة؟ حلال ولا حرام؟ حرام. حرام عدم ليس مالا للدولة التي هي كيان الدولة هذا مال للمسلمين اجمعين. في الشرع. هذا مال مشترك بين المسلمين ومنفعة عامة لهم فالظرر فيها يصل الى المسلمين لا يصل الى واحد دون غيره. ومثل هذا اشياء يشبه الشيطان بها على الناس في دماء المسلمين او في اموال المسلمين او في اعراض المسلمين يستبيح بعضهم بعضا ولا يرعون ان الله سبحانه وتعالى حرم ذلك يعني منعه والانسان اذا كان يعظم ما يمنع في النظام السلطاني ويمنعه الوازع السلطاني من العبث به فان اعظم من ذلك ان يعظم العبد وازع الله سبحانه وتعالى وان يرعى حرمة الله عز وجل ولذلك قال ابن عمر لا يزال المرء في فسحة من دينه في الحديث في الصحيح لا يزال المسلم في فسحة من ديني ما لم يصب دما حراما. يعني لا يزال في سعة الا اذا اصاب دم حرام. ببيان شدة الامر. وان الامر ليس تهلا ومن كمل علمه عظم عليه هذا عظم عليك في المال عظم عليه في الاعراض عظم عليه في الاموال لا تجرأ على شيء من ذلك. ولذلك الامام احمد رحمه الله لما جاءه بعض الفقهاء بعد حبسه. يحرضه على الخروج على ولي الامر وحث الناس على ذلك قال رحمه الله الا الدماء. هذا تعظيم دماء المسلمين ما هو بخوف. هو تعظيم دماء المسلمين يخاف قطرة دم يسأله الله سبحانه وتعالى عنه. وفي العرض شيخ شيوخنا محمد بن ابراهيم جاءه احدهم قال له يا شيخ محمد فلان يتكلم فيك فقال له الشيطان ما لقى نايب يرسله له الا انت شف كيف قال الشيطان ما لقى نايم ارسله له الا انت وزجره عن عن الكلام. لانه يعرف ان عرض المسلم حرام قد يكون هذا كاذب وقد يكون تكلم وزاد شيئا او غير ذلك مما لا نفع له به. فزجره عنه حفظا على المسلمين وكي يزدجر هذا ما ينقل الكلام وينم بين الناس. هذا الذي يعرف حرمة الدم والمال والعرض. لا يتجرأ على شيء من ذلك ابدا لا يتجرأ على شيء من ذلك. احد المشايخ امد الله في عمره وختم له بخير. عمره الان مئة. مئة تقريبا جاء الى احدى الجهات وهو معظم في في بلده معظم في احد مدن المملكة فجاء الى احدى الجهات عنده معاملة في عداد الماء وجا وسلم على المدير لما رآه المدير قام وسلم عليه قال انا والله عندي كذا وكذا ودي تشوفونها شركة تشوفها. لما جاء راح يقظى له بعظ الاشياء وجاء الظهر لما صلى الظهر وجاء وجد العمال فاستغرب لما وجد العمال استغرب وش هالسرعة هذي اللي جوني العمال بها؟ فكلم مدير الشركة قال انا لقيت عمال هنا يشتغلون تبعكم؟ قال ايه. قال ما شا الله عليكم. وش هالسرعة هذي اللي انتم جيتوا فيها؟ قال لا والله يا شيخ حنا قدمناك على غيرك قال لا يا ولدي ردني لا تقدمني على غيري. اللي مقدم قدامي هذا اولى مني. لا تردني تقدم لي على احد وتقدم قبلي. اذا انتهيت اللي عندكم في الدور تعال لي بعد ذلك ولو بكرة ولو بعد بكرة هذا الذي يعظم اموال المسلمين ما يتلاعب فيها لاجل هواه او مصلحته واراد ان يسجد ذاك بان نفع المسلمين ليس مبني على المجاملات هو مبني على حقه الذي يعطيه يعطيه اياه. فهذا امر عظيم لا يوفر في قلب الانسان الا بالمجاهدة العظيمة. نعم. احسن الله اليك. قال المصنف رحمه الله تعالى الحديث السادس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نفس عن مؤمن كربة من كرب يا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسون بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. رواه مسلم بهذا اللفظ. هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنهم وقد ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم خمسة اعمال مقرونة بجزائها. فالعبد الاول تنفيس الكرب عن المؤمنين. تنفيس الكرب عن المؤمنين. والكرب هي الشدائد وجزاء وجزاؤه ان ينفس الله عن عامله كربة من كرب يوم القيامة. ان ينفس الله عن عمله كربة من كرب بيوم القيامة واخر ثوابه الى يوم القيامة تعظيما له واخر ثوابه الى يوم القيامة تعظيما له فان كرب الدنيا كلها لا تعدل شيئا عند واحدة من كرب يوم القيامة. والعمل الثاني التيسير على معسل وجزاؤه ان ييسر الله على عامله في الدنيا والاخرة. والعمل الثالث الستر على المسلم وجزاؤه ان يستر الله على عامله في الدنيا والاخرة وجزاؤه ان يستر الله على عامله في الدنيا والاخرة. ومحل الستر ستر من كان غير مشتهر بالمعاصي. منهمك فيها فهذا اذا زلت قدمه ووقعت منه خطيئة ستر عليه. واما المشتهر بالمعاصي المتهتك فيها فهذا لا يستر عليه. ما معنى لا يستر عليه؟ اي يرفع امره الى السلطان ويطلب كف شر. اي يطلب اي يؤمر برفع امره الى السلطان. ويطلب كف شره. هذا معنى عدم الستر مو بيروح يصوره وينشره في في وسائل التواصل هذا حرام لا يجوز يجد الانسان شارب خمر ويصوره في مقطع ويقول شارب خمر في شارع كذا وينشره في وسائل التواصل هذا محرم لا يجوز وعرظ المسلم حرام كما تقدم هذا من شواهده في حالنا لا يجوز للانسان ان يستبيح منه الا ما اذن له شرعا فهذا اذن له شرعا ان يرفع امره الى السلطان ويبلغ عنه لكف شره. والعمل الرابع طريق يلتمس فيه علما سلوك طريق يلتمس فيه علما. وجزاؤه ان ييسر الله له طريقا الى الجنة. ان الله له طريقا الى الجنة فييسره له في الدنيا بالهداية الى اعمال اهله. فيسره له في الدنيا بالهداية الى اعمال اهلها وييسره له في الاخرة بالمرور على الصراط وييسره له في الاخرة بالمرور على الصراط والعمل الخامس الاجتماع في بيت من بيوت الله وهي المساجد على كتابة على تلاوة كتاب الله وتدارسه وجزاؤه نزول السكينة وغشيان الرحمة وحف الملائكة وذكر الله المجتمعين عند ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث بقوله ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه للحث على الاعمال الصالحة. وان من كان له نسب ولم يكن له عمل لم ينفعه نسبه فالعبرة بالاعمال ومن كان له عمل ونسب فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. نعم. قال رحمه الله الحديث السابع والثلاثون. عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه ربه تبارك وتعالى قال ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك. فمن هم بحسنة فلم يعملها الله عنده حسنة كاملة. وان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات. الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة. وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف فانظر يا اخي وفقنا الله واياك الى عظيم لطف الله تعالى اما لهذه الالفاظ وقوله عنده اشارة الى الاعتناء بها. وقوله كاملة للتأكيد وشدة الاعتناء بها فقال في السيئة التي هم بها ثم تركها كتبها الله عنده حسنة كاملة فاكدها بكاملة وان عملها كتبها الله سيئة واحدة فاكد تقليلها بواحدة. ولم يؤكدها بكاملة. فلله الحمد والمنة سبحانه لا نحصي ثناء عليه وبالله التوفيق. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم بهذا اللفظ فهو ومن المتفق عليه وهو حديث عظيم في بيان كتابة الحسنات والسيئات. ولا اجمع من هذا الحديث فيما يتعلق بكتابتهما وهو حديث قدسي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه قال ان الله كتب الحسنات والسيئات. والمراد بالكتابة هنا الكتابة القدرية. اي قد دراهما على الخلق اي قدرهما على الخلق. والمراد بكتابتهما والمراد بكتابتهما احد شيئين. الاول كتابة عمل الخلق لهم. كتابة عمل خلقي لهم فكتب عليهم الحسنات والسيئات ان يعملوا بها والاخر كتابة ثوابهما وجزائهما كتابة ثوابهما وجزائهما. والمعنيان صحيح ان فالله كتب على الخلق ما يعملون وكتب ثواب تلك الاعمال والمراد منهما في الحديث هو كتابة الثواب والمراد منهما في الحديث هو كتابة الثواب فسياق الحديث يدل على ذلك والحسنة اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن. اسم لكل ما وعد عليه بالتواب الحسن وهي كل ما امر به الشرع. والسيئة اسم لكل ما توعد عليه ثواب السيء اسم لكل ما توعد عليه بالثواب السيء. وهي كل ما نهى اعنه الشرع نهي تحريم. كل ما نهى عنه الشرع نهي تحريم. وعلى هذا الحسنات يندرج فيها الفرائض والنوافل والحسنات يندرج فيها الفرائض والنوافل واما السيئة فتختص بالمحرمات. واما السيئات فتختص بالمحرمات فليس كل من هي عنه يكون سيئة الا اذا كان محرما في المكروهات ليست من جملة المباحات ليست من جملة المحرمات. ليست من جملة السيئات وكذا المباحات لا تكون من الحسنات ولا من السيئات. وانما تدرج المباحات او المكروهات في الحسنات او السيئات باعتبار معنى تقترن به خارج عن حقيقة ذلك المكروه او المباح. والعبد بين الحسنة والسيئة له اربع احوال والعبد بين الحسنة والسيئة له اربع احوال. الحال الاولى ان يهم ولا يعمل بها ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها. فيكتبها الله عنده حسنة كاملة. فيكتبها الله عنده حسنة كاملة. والحال الثانية ان يهم بها ويعملها. اي يهم بها ويعملها يكتبها الله له عشر حسنات الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة. وتقدم ان التضعيف معلق ايش؟ حسن اسلام العامل وليس العمل حسن اسلام العامل فكل عامل للحسنة له عشر حسنات. والزيادة على العشر معلقة بحسن اسلامه في عمله ذلك فقد يضاعف له الى عشرين الى مئة الى سبع مئة الى اضعاف كثيرة كما وقع في هذا الحديث طيب ما الفرق بين الحال الاولى والحالة الثانية في الجزاء؟ ما الفرق بينهما في الجزاء في الجزاء انا اقول في الجزاء ما الفرق بين جزاء الاول والجزاء الثاني؟ عدم المضاعفة. احسنت. ان له حسنة واحدة فقط ان الاول له حسنة واحدة فقط واما الثاني فتحصد له المضاعفة فالذي يهم بلا عمل تكتب له حسن واما الذي يهم ويعمل فتضاعف له عشر حسنات ثم الزيادة عليها بحسب ما يكون في قلبه من حسن اسلامه والحال التالتة ان يهم بالحسنة ويعمل به. ان يهم بالسيئة ان يهم بالسيئة ويعمل بها. فتكتب عليه سيئة واحدة فتكتب عليه سيئة واحدة. فالسيئة لا تضاعف في عددها. والحال الرابعة ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها. اي يهم بالسيئة ولا يعمل بها. فيتركها وترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين وترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين اولهما ان يكون الترك لسبب دعا اليه. ان يكون الترك بسبب دعا اليه. والاخر ان هنا الترك لغير سبب ان يكون الترك لغير سبب. فتفتر عزيمته عنه ويتركه. والاول وهو ترك السيئة لسبب دعا الى الترك له ثلاثة اقسام والاول وهو ترك السيئة بسبب دعا الى ترك له ثلاثة اقسام. القسم الاول ان يكون السبب خشية الله. ان يكون السبب خشية تالله فتكتب له حسنة الخشية. والقسم الثاني ان يكون السبب مخافة المخلوقين ومراءاته مخافة المخلوقين ومراءاتهم فتكتب عليه سيئة الخوف من الخلق او مرآتهم. والقسم الثالث ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة. ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة مع الاشتغال بتحصيلها مع الاشتغال بتحصيلها فهذا يعاقب كمن عمل فهذا يعاقب كمن عمل. فمثلا لو ان انسانا تسور بيتا واحضر سلما وصار الى باطن البيت فحاول كسر الباب ليسرق هذا البيت. فلم يقدر على فتحه ثم رجع ادراجه فهذا يعاقب كمن سرق لان هذا اشتغل بتحصيل اسبابها لكن لم يقدر عليها فترك تركه والسرقة حينئذ وهي سيئة لاجل عدم القدرة عليها مع عمل اسبابها مع الاشتغال باسبابها فهذا عليه سيئة ويعاقب كمن عمل اما ترك السيئة لغير سبب فهو قسمان اما ترك السيئة لغير سبب ما هو قسمان؟ القسم الاول ان يكون همه بها هم خطرات. ان يكون همه بها هم خطرات فتمر في قلبه ولا تستقر فتمر في قلبه ولا تستقر. ويتوب حينئذ فهذا تكتب له حسنة. فهذا تكتب له حسنة وهو المراد في الحديث وهو المراد بالحديث فمرت به السيئة خاطرة ثم نفر منها وتركها فهذا تكتب له حسنة وهذا من مشاهد رحمة الله من مشاهد رحمة الله ان السيئة التي تمر خاطرا ولا تستقر ان العبد يكتب له بها حسنة. والقسم الثاني ان يكون الهم بالسيئة هم عزم ان يكون الهم بالسيئة هم عزم وهم العزم هو الهم مشتمل على الارادة الجازمة وهم العزم هو الهم المشتمل على الارادة الجارية مع التمكن من الفعل مع التمكن من الفعل فيكون قد هم بها هم عزم وهو متمكن منها. ثم تفتر عزيمته ويتركها. فهذا تكتب عليه سيئة ويعاقب عليها في اصح قول اهل العلم. فهذا تكتب عليه السيئة ويعاقب عليها في اصح قولي اهل العلم وهو اختيار المصنف وابن تيمية الحفيد رحمهما الله. وهو اختيار المصنف وابن تيمية الحفيد رحمهم الله ولاجل هذا عظم مقام حراسة القلب من الخواطر. فمقام حراسة القلب من الخواطر مقام عظيم لان الخواطر اذا غفل عنها الانسان واستلذها استحكمت في قلبه فقوي عليه فيعاقب عليها وان لم يفعلها لانها قد تمكنت من قلبه فهو مريد لها ارادة جازمة مع تمكنه من الفعل وقدرته عليه لكن يفتر عن ذلك ويتركه لغير سبب. والمرء اذا عود نفسه صد الخواطر وعدم استقرارها حفظ قلبه واذا استرسل مع هذه الخواطر نشأ في قلبه بلاء عظيم. نعم الحديث قال المصنف رحمه الله الحديث الثامن والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب. وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولئن لاعطينه ولان استعاذني لاعيذنه. رواه البخاري. هذا الحديث رواه البخاري وحده دون مسلم وهو من افراده عنهم وهو كسابقه حديث الهي عن الله سبحانه وتعالى وفيه بيان جزاء معاداة اولياء الله. وولي الله شرعا وايش شرعا يعني شرعا يعني في خطاب الشرع في القرآن والسنة. ايه. وولي الله شرعا هو كل مؤمن تقي فالمؤمن التقي يسمى وليا لله سواء كان نبيا او غير نبي وهذا هو المراد في الحديث وهذا هو والمراد في الحديث فالحقيقة الاصطلاحية غير مرادة هنا. فمن عادى وليا من اولياء الله من المؤمنين المتقين فان الله سبحانه وتعالى اذنه بالحرب اي اعلمه بها. اي اعلمه بها اولياء الله مؤذن بحرب من الله سبحانه وتعالى. ومعاداة الولي تؤذن صاحبها بحرب الله في مقامين ومعاداة الولي تؤذن صاحبها بحرب الله في مقامين احدهما اذا كانت معاداته له لاجل دينه. اذا كانت معادته له لاجل دينه. والاخر اذا كانت اداته له لاجل الدنيا مع ظلمه والتعدي عليه. اذا كانت معاداته له يجد دنيا مع ظلمه والتعدي عليه فهذان المقامان من وقع فيهما فتعرض لاولياء الله بشيء من ذلك انه مؤذن بحرب الله وعلم انه يستثنى مقام سوى هذين المقامين لا يندرج في الحديث وهو ايش؟ احسنت. وهو اذا عاداه لاجل الدنيا مع عدم ظلم. اذا عاد لاجل الدنيا مع عدم ظلمه. كتنازع رجلين صالحين على ارض عند كل واحد منهما. فهم يتنازعان ويحصل بينهم معاداة هذا حال المتنازعين. بينهم خصومة ونزاع وكل واحد لديه بينة عند يرفعها عند القاضي. فهذه المعاداة لا تندرج في هذا الحديث القدسي وقوله وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. اعلام بان اعظم القربات هي المفروضات. فاحب ما به الى الله سبحانه وتعالى هو من اشتغل بالفرائض هو الاشتغال بالفرائض فان زاد على ذلك الاشتغال بالنوافل بعد الفرائض فهو قد بلغ مرتبة اعلى في محبة الله. اما الاشتغال بالنوافل معترك الفرائض فهذا من اسباب بغض الله العبد من اسباب بغض الله العبد لذلك قال بعض من من مضى من اشغله النفل عن الفرض فهو مغرور. من اشغله عن الفرض فهو مغرور تجد بعض الناس في رمضان يسهر ويصلي التراويح ويصلي التهجد ثم ينام عن صلاة الظهر والعصر ولا يصليها في وقتها مع عدم كونه مسافرا ولا معذورا هذا غرور لانه انزل العمل غير منزلته الشرعية. وقوله فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به الى تمام الحديث اي لا يقع منه شيء يسمعه او يبصره او يبطشه او يمشي به الا فيما احبه الله سبحانه وتعالى ورضيه. فيوفقه الله لكل ما يحبه ويرضى في سمع او بصر او بطش او مشي. نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى الحديث التاسع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تجاوز هنيئا امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما الحديث رواه ابن ماجة بلفظ ان الله وضع عن امته. بلفظ ان الله وضع عن امتي. ورواه البياطي بلفظ قريب منه واسناده ضعيف. ويروى من وجوه لا يصح منها شيء من اهل العلم من يراه حديثا حسنا وفي هذا الحديث بيان فضل الله على هذه الامة بوضع المؤاخذة في ثلاثة ثلاث احوال اولها حال الخطأ وهو وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعله. وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعله. والحال الثانية حال النسيان. وهي ذهول القلب ام معلوم له متقرر فيه ذهول القلب عن معلوم له متقرر فيه. والحال الثالثة حال الاكراه وهي ارغام العبد على ما يريد. فهذه الاحوال الثلاثة قد تجاوز الله عز وجل لهذه الامة عنها والمراد بالمجاوزة والرفع عدم المؤاخذة بكتابة السيئات فيها والمراد بالمجاوزة والرفع عدم المؤاخذة بكتابة السيئات فيها فلا اثم على مخطئ ولا ناس ولا مكره احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله الحديث الاربعون عن ابن عمر رضي الله عنهما قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. رواه البخاري. هذا الحديث رواه البخاري وحده دون من وهو من افراده عنه. وفيه ارشاد النبي صلى الله عليه وسلم الى الحال التي ينبغي ان يكون عليها العبد في الدنيا ارشاد النبي صلى الله عليه وسلم الى الحال التي ينبغي ان يكون عليها العبد في الدنيا. فالعبد مأمور في الدنيا بان يكون بين حالين. الحال الاولى حال الغريب وهو المقيم بغير بلده الغريب وهو المقيم بغير بلده. فاقامته في غير بلده قليلة. وهو عاقد العزم على الرجوع الى بلدك فيقيم العبد في الدنيا مع شهود هذا المعنى بانه مرتحل عن الدنيا تارك لها والحال الاخرى حال ابن السبيل وهو المسافر حال ابن السبيل وهو المسافر وهو عابر السبيل وهو الذي اذا دخل بلدا خرج منه وهو الذي اذا دخل بلدا خرج منها فهي مرحلة من مراحل سفره. فيكون تعلق العبد في الدنيا كتعلق المساء المسافر دخل فيه ثم خرج فيكون تعلق العبد في الدنيا كتعلق المسافر ببلد دخل فيه في طريق سفره ثم خرج والحال الثانية اكمل من الاولى. لان تعلق القلب فيها بالدنيا قليل. والحالة الثانية اكمل من الحالة الاولى لان تعلق القلب فيها بالدنيا قليل. فالعبد اذا اراد صلاح حاله وتمام شأنه ونجاة نفسه فينبغي ان ينزل نفسه من الدنيا اما هذه الحال واما هذه الحال فاما ان يعد نفسه فيها عابر سبيل يمر فيها ثم يتركها فان لم يقدر على هذا فينبغي له ان ينظر اليها نظر غريب قام في بلد ويريد ان يخرج منها فان من كان هذا في قلبه تقلل من الدنيا ولم تكن هي همته ومهما اصاب من زينتها وحلاوتها وساعة العيش فيها ورفعة الذكر فهو يعرف ان هذا خيال زائل. فهذا لا يظاد ان الانسان يصيب اباح الله من متاع الدنيا. قال تعالى قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده. والطيبات من الرزق. قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة فللعبد ان يصيب ما يصيب من الدنيا لكن منتهى نظره الى هذه الدنيا مهما اتسعت انه يقيم في فيها مدة ثم يخرج منها الى غيرها. وهذا النظر يقويه على العمل. واما اذا ضعف هذا النظر قويت علاقته بالدنيا عظمت في نفسه فاحب البقاء فيها وحارب عليها وصار في نفسه ما يصير على الناس لاجل منازعتهم على قال المصنف رحمه الله الحديث الحادي والاربعون عن ابي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما ما جئت به حديث حسن صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح. هذا الحديث عزاه المصنف الى كتاب الحجة. وهو كتاب الحجة على تارك المحجة لابي الفتح نص ابن ابراهيم المقدسي وهو كتاب مفقود لم يوجد وانما يوجد مختصر له مجرد من الاسانيد. وهذا الحديث رواه غيره ممن هو اشهر منه رواه ابن ابي عاصم في كتاب السنة وابو نعيم الاصفهاني في كتاب حلية الاولياء واسناده ضعيف وتصحيح هذا الحديث بعيد شرحه ابن رجب في جامع العلوم والحكم. وقوله في هذا الحديث لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه اي حتى يكون ميله. فالهوى هو الميل. فيؤمر العبد بان يكون ميله تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. والحديث مشتمل على نفي الايمان عن من لم يكن هواه اي ميله تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا يكون تارة لاصل الايمان وتارة نفيا لكمال الايمان. فالكمال المنفي في هذا الحديث له معنيان. فالايمان منفيا فالايمان المنفي في هذا الحديث له معنيان احدهما نفي اصل الايمان نفي اصل الايمان اذا لم يكن ميله لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مما لا يصير مسلما الا به. اذا لم يكن ميله تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مما لا يصير مسلما الا به والاخر نفي كماله الايمان نفيك مال الايمان. اذا لم يكن ميله لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فيما يصح اسلامه دونه فيما يصح اسلامه دونه. فمثلا راهية العبد ونفوره وعدم محبته لصلاة الفجر من ان الله شرعها وجعل جعلها شرعا لا من اجل ثقلها وانها بهذا الوقت هذا يتعلق به نفي اصل الايمان انه اذا كره ان الله شرع هذه الصلاة في هذا الوقت فهذا يكون المنفي عنه هو اصل الايمان. لكن كراهة الرجل مثلا سؤال امرأته النفقة انه ليش حنا اللي ننفق على الحريم؟ او كراهة المرأة ان يتزوج زوجها امرأة ثانية هذا كراهة ايش؟ تتعلق اول ولا بالثاني؟ تتعلق بالثاني. اذا كرهت ذلك او كره الرجل ذلك فان هذا يتعلق بالثاني دون الاولون والمراد هنا بالكراهة ما يجده الانسان مع التسليم بانه شرع الله هو شرع الله لكن يثقل على نفسه ويجد فيه نفورا لا يكمل الايمان حتى يسلم. يسلم الرجل بان نفقة المرأة واجبة. فكل ما سألته نفقة تلزمه اذعن لذلك وسلم بانها حق الله لها الذي جعله عليك. وكذلك اذا اراد الرجل ان يتزوج مع تحري العدل والقيام بحق النساء كان ذلك مما يلزم المرأة ان تسلم لامر الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله الحديث الثاني والاربعون عن انس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. هذا الحديث ورواه الترمذي في جامعه واسناده حسن. وهو مشتمل على اسباب عظيمة من اسباب المغفرة اولها الدعاء المقترن بالرجاء الدعاء المقترن بالرجاء وقرن الدعاء بالرجاء بافادة حضور قلب الداعي فهو يدعو راجيا فقلبه حاضر لا انه يدعو مع غفلة قلبه. وتانيها الاستغفار. وثانيها الاستغفار وهو وش الاستغفار استغفر الله واتوب اليه. وهو طلب المغفرة وتارة تكون مقترنة بالتوبة وتارة لا تكون مقترنة بالتوبة. وهو طلب المغفرة وتكون تارة مقترنة بالتوبة. وتكون تارة غير مكترنة بالتوبة. والمراد منهما في هذا الحديث الاستغفار الذي بالمحل الاعلى وهو المقرون بالتوبة وهو المقرون بالتوبة. لذلك الفقهاء عندهم مسألة. من قال استغفر الله هل يكون تائبا ام غير تائب؟ وتحرير القول في انه اذا قال استغفر الله مع الاقلاع عن الذنب والندم عليه والعزم على عدم العودة اليه صار توبة. واما ان قالها مجردا دون وجود هذا المعنى فتكون استغفارا ولا تكون ولا تكون توبة. وثالثها توحيد الله وثالثها توحيد الله واشير اليه في الحديث بقوله لا تشرك بي شيئا. لان المقصود من التوحيد هو نفي الشبر لان المقصود من التوحيد هو نفي الشرك. واخر ذكر التوحيد مع عظم جزائه تعريفا بمقامه. اخر ذكر التوحيد مع عظم الجزاء تعريفا بمقامه. فاعظم هذه الاسباب هو توحيد الله وقوله في الحديث لو اتيتني بقراب الارض اي بملئ بملئ الارض. فالقرآن القراب بضم القاف وكسرها ملء الشيب فاذا قيل تراب الارض يعني ملء ملء الارض. طيب هذا الحديث هذه فائدة ننشطكم بها هذا الحديث حديث الهي ام غير الهي؟ الجواب الهي الهي يعني قدسي رباني عن الله كم حديث مر علينا حديث الهي؟ في الاربعين النووية؟ ها؟ ثلاثة وهذا الرابع ولا اثنين وهذا الثالث هذا الثالث. ما الجواب؟ الرابع ما هي؟ وش هي اول واحد حديث ابي ذر ثم بعد ذلك حديث ابن عباس ان الله كتب السيئة ثم بعد ذلك ها وشو؟ من عاد لي وليا حديث ابي هريرة من عاد وليه الثالث ثم هذا الحديث الرابع هذه فائدة لكن الفائدة الاعظم منها ان هذا التركيب يا ابن ادم لا يأتي الا في الاحاديث الالهية. لا يأتي من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. وكل حديث روي فيه ذلك فهو حديث ضعيف فهو حديث ضعيف. ولا تجد احد تجد حديث صححه بعضهم الا تجد ان الحفاظ المحققين قالوا هذا حديث حديث ضعيف. لماذا وقع هذا؟ ليش يا ابن ادم ما تقع الا في الاحاديث الالهية لان الله خالق ادم فينسب لادم وهو الاب ذريته الله عز وجل هو الذي خلق ادم فينسب اليه ذريته في الخطاب. فيقول يا ابن ادم وهذا الوصف ليس موجودا في النبي صلى الله عليه وسلم. فلم في الاحاديث النبوية قوله صلى الله عليه وسلم يا ابن ادم مخاطبا لعموم لعموم الخلق. نعم وهذا الذي نقول لكم الانسان دائما يتفحص الشيء. ما يمر عليه هذا الشيء بدون اهتمام. مثل النداء في القرآن يا بني ادم وقع في مواضع محصورة لماذا وقع في هذه المواضع دون غيرها؟ هو لمعنى ليس شيء من خطاب الشريعة خاصة الا وفيه من العلم شيء كثير علمه من علمه وجهله من جاهله. طالب العلم ينبغي دائما ان يرتب قلبه على النظر في مواقع الكلام الوارد في الخطاب الشرعي حتى يفهمه لان فهمه له يدفع عنه كثيرا من الشبهات ويوصله الى مرتبة اليقين والرسوخ في العلم. واما اخذ اخذا اجماليا هذا لا يكون به الانسان راسخا في العلم. مع ما يحصل له من الايمان ولذة العلم ومعرفة قدره فالانسان فالانسان اذا زاد علمه زاد معرفته بجهله. يرى انه كلما ازداد علم ان العلم بحر واسع وفيه من المعاني التي هي تكشف لاصحاب القلوب كشف الشيء للعين الناظرة ومع ذلك تغيب عن كثير من الناس ويتتابعون على هجره واذا كان هذا في كلام المصنفين كما مر معنا في بعض كلامه فكيف بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا جماعة ممن بلغ التحقيق في العلم ندم في اخر عمره على ان جعل شغله في غير كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم فهذا ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالة له ذكر ندمه على انه لم يجعل اكثر عمره في تفسير القرآن الكريم وصاحبه الذهبي والصفد تمني انه لو اشتغل بشرح البخاري لكان انفع له وللناس وشيخ شيوخنا محمد الامين الشنقيطي ندم في في الحجة التي حجها في اخر عمرة انه لم يشتغل بشرح الحديث وانه اشتغل بالتفسير ففسر القرآن في المسجد النبوي ولم يعتني بتدريس الاحاديث النبوية وبيان ما فيها من المعاني لما لاح له معنى في احد في احد الاحاديث. فطالب العلم يجب ان يصعد بنظره وبغيته الى المحل الاعلى وهو فقه كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم واشراف قلبه على ما في هذه في هذا الكلام من المعاني العظيمة التي تزيده ايمانا وعلما وخشية وسكينة وتجعله في عالم اخر من الانس والذي والاستغناء عن الناس ويفهم كلام السلف الذي يقول فيه مثلا سفيان رحمه الله العالم مستغن عن الناس والناس محتاجون اليه العالم الذي قلبه مع القرآن والسنة ما يرى عند الناس شيء لانه ينظر فيها من المعاني والفوائد والنفائس ما هو اعظم من كنوز المال مناصب الرئاسات والجاه اذا وجد فيها مسائل من مسائل العلم يحصل له لذة وانس وطيب للعيش هي التي قال فيها السلف وهو من كلام ابن تيمية ايضا ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة هذي اذا وجدها اذى العلم الذي يصير الانسان ينفق فيه او وقته وفكره تجد البخاري رحمه الله يعني مرة وهو على ظهره يقول نظرت في اصحاب ابي هريرة نظرت في اصحابي يعني قاعد يعدهم يقول فبلغوا اكثر من ثمان مئة ثمان مئة عدهم حصل عنده لذة عظيمة لانه وجد وجد ذلك وذكر عنه كاتبه محمد ابن ابي حاتم انه كان يراه يقوم في الليل عدة مرات يوقد السراج ويكتب شيئا شوف لذة العلم قومته من الفراش ترك النوم يكتب ثم يرجع مرة ثانية للفراش والحالة القلبية هي التي يجدها الانسان من اللذة والانس فوق ما يوجد من الاحوال التي في الظاهر من الاعراض عن الاكل او قلة النوم او نحو ذلك انه يجد من السكون والخشية شيئا لا يوصف كما قال ابن القيم لا يعبر عنه اللسان ولا يحيط به البيان فهي اذواق يجدها العبد من اللذة اذا وجدها الانسان استرخص انفاق قوته ووقته وماله في طلب العلم. ابن جرير لما دخل عليه رجل في مرض موته ذاكره في مسألة في الفرائض فاخذ ابن جرير قرطاسا فكتب فيه المسألة فقال له في هذه الحال قل لان القى الله عالما بها خير من ان القاه جاهلا بها. هذا العلم هذولا اهل العلم الذي هو يتعلم العلم ينظر ما عند الله ما يتعلم العلم حتى يذكر عند الناس ولا ينال منصب ولا ينال رئاسة ولا ينال وظيفة يأخذ بها اجر فاذا بلغ العبد هذه الحال كشفت له العلوم كما قال ابن تيمية لما ذكر الكرامة ذكر انها تقع في ايش؟ في العلوم والمكاشفات يعني يحصل له في العلوم والمكاشفات شيء تذهل منه العقول تقرأ بعض اهل العلم او كلام السلف في تفسير القرآن تقول هؤلاء كيف جاءوا بهذه المعاني؟ جاءوا بهذه المعاني لما صار لهم من تمام الاقبال على العلم وابتغاء الله سبحانه وتعالى به. ففتح الله عز وجل لهم هذا. فطالب العلم يجعل هذه همته العالية التي يسمو اليها نسأل الله ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله خاتمة الكتاب فهذا اخر ما قصدته من بيان الاحاديث التي جمعت قواعد الاسلام وتضمنت ما لا يحصى من انواع العلوم في الاصول والفروع والاداب وسائر وجوه الاحكام وها انا اذكر وها انا اذكر بابا مختصرا جدا في ضبط خفي الفاظها مرتبة الا يغلق في شيء منها وليستغني بها حافظها عن مراجعة غيره في ضبطها. ثم اشرعوا في شرحها ان شاء الله تعالى في كتاب مستقل وارجو من فضل الله تعالى ان يوفقني فيه لبيان مهمات من اللطائف وجمل من فوائد والمعارف لا يستغني مسلم عن معرفة مثلها. ويظهر لمطالعها جزالة هذه الاحاديث وعظم فضلها وما اشتملت عليه من النفائس التي ذكرتها والمهمات التي وصفتها ويعلم ويعلم بها الحكمة في اختيار هذه احاديث الاربعين وانها حقيقة بذلك عند الناظرين. وانما افدتها عن هذا الجزء ليسهل حفظ الجزء بانفراده ثم من اراد ضم الشرح اليه فليفعل. ولله عليه المنة بذلك. اذ يقف على نفائس اللطائف المستنبطة من كان كلام من قال الله في حقه وما ينطق عن الهوى ان وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ولله الحمد اولا واخرا وباطنا وظاهرا. لما فرغ المصنف رحمه الله من ذكر الاحاديث الجامعة اتبعه بباب في ضبط خفي الفاظها. والحامل له على ذلك امران. احدهما منع الغلط في قراءتها منع الغلط في قراءتها كما قال لئلا يغلط في شيء منها. والاخر اغناء حافظ تلك الضغوط مراجعة غيره اغناء حافظ تلك الضغوط عن مراجعة غيره كما قال وليستغني بها حافظها عن مراجعة غيره في ضبطها ثم وعد المصنف ان يشرح هذه الاحاديث في كتاب مستقل واخترمته المنية ولم هذه الاحاديث ذكر هذا صاحبه ابن العطار في شرحه للاربعين النووية. فالكتاب الموجود في ايدي الناس باسم شرح الاربعين لانه اذا تصح نسبته اليه. نعم. قال المصنف رحمه الله باب الاشارات ضبط الالفاظ المشكلات. هذا الباب وان ترجمته وان ترجمته بالمشكلات فقد انبه فيه على الفاظ من الواضحات في نظر الله امرأ روي بتشديد الضاد وتخفيفها والتشديد اكثر ومعناه حسنه وجمله وجمله الاول امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو اول من سمي امير المؤمنين. قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات المراد لا تحسب الاعمال الشرعية الا بالنية. قوله صلى الله عليه وسلم فهجرته الى الله ورسوله معناه مقبولة. الحديث الثاني لا يرى عليه اثر السفر هو هو بضم الياء من يرى. قوله تؤمن القدر خيره واستؤمن بالقدر خيره وشره. معناه تعتقد ان الله قدر الخير والشر قبل خلق الخلق. وان جميع الكائنات بقضاء الله تعالى وقدره وهو مريد لها. هذا الذي ذكره المصنف هو بعض الايمان بالقدر. والايمان قدر ترجع يرجع الى حقيقة القدر وهو كتابة الله المقادير وعلمه بها وخلقه ومشيئته اياها فكمال الايمان بالقدر يكون باعتقاد هذه المراتب الاربعة. تصديقا جازما نعم قوله فاخبرني عن اماراتها هو بفتح الهمزة اي علامتها؟ قوله فاخبرني عن هو بفتح الهمزة اي علامتها ويقال امار بلا هاء لغتان لكن الرواية منها امارتها هذا لفظ مسلم بالافراد. اما الجمع اماراتها هذا جاء عند ابي داود وغيره. نعم. قوله تلد الامة ربتها اي سيدة ومعناه ان تكثر السراري حتى تلد الامة السرية من تل سيدها وبنت السيد في معنى السيد وقيل بيع السراري حتى تشتري المرأة امها وتستعبدها جاهلة بانها امها. وقيل غير ذلك قد اوضحته في شرح صحيحه مسلم بدلائله وجميع طرقه. قوله العالة اي الفقراء ومعناه انها سافل الناس يصيرون اهل ثروة قوله لبست مليا هو بتشديد الياء اي زمانا كثيرا وكان ذلك ثلاثا هكذا جاء مبينا في رواية ابي داود والترمذي وغيرهما قوله ثلاثا ثلاث ايام ولا ثلاث ليال قالوا كان ذلك ثلاثا ثلاث ايام او ثلاث ليال القاعدة في كلام العرب انه اذا حذف المعدود لم يكن للتذكير والتأنيث اثر ومنه حديث صيام ست من شوال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان ثم اتبعه ستا ولا ستة؟ ستة ستة من شوال الاصل ان يكون ستة ايام. لكن لما حذف المعدود جاز التذكير والتأنيث فالذي ورد في الفاظ الحديث ثلاثا ان يكون ايام ويجوز ان يكون ليال. وروي نص على كل واحد منهما لكن رواية النص ضعيفة. الصحيح انها ثلاث نعم حديث الخامس قوله من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اي مردود كالخلق بمعنى المخلوق كالمخلوق السادس قوله فقد استبرأ لدينه وعرضه اي صان دينه وحمى عرضه من وقوع الناس فيه. قوله يوشك هو بضم الياء وكسر الشين اي يسرع ويقرب. قوله حمى الله محارمه معناه الذي حماه الله تعالى ومنع دخوله هو الاشياء التي حرمها. الحديث السابع قوله عن ابي رقية هو بضم الراء وفتح القاف وتشديد الياء قوله الداري منسوب الى جد له اسمه الدار. وقيل الى موضع يقال له داري. ويقال فيه ايضا الديري نسبة الى ذيل كان يتعبد فيه وقد بسطت القول في ايضاحه في اوائل شرح صحيح مسلم. قوله رحمه الله وقيل الى موضع يقال له دارين وهذا غلط فاحش فلا تصح نسبته الى تلك المحلة المعروفة باسم دارين قوله ويقال فيه ايضا الدين نسبة الى دين كان يتعبد فيه اي حال نصرانيته قبل الاسلام اي حالة نصرانية قبل الاسلام فكان جديرا بالمصنف ان يقيده لان لا يتوهم وقوعه منه في الاسلام فان الانفراد والتدين في الصوامع ليس من دين الاسلام وقد قيده هو رحمه الله في شرح مسلم وفي تهذيب الاسماء واللغات. نعم. الحديث التاسع قوله واختلافهم هو بضم الفاء لا بكسرها. الحديث العاشر قوله غذي بالحرام هو بضم الغين وكسر ذلك المعجمة المخففة المخففة الحديث الحادي عشر قوله دع ما يريبك الى ما لا يريبك بفتح الياء وضمها لغتان والفتح افصح واشهر ومعناه اترك ما شككت فيه واعدل الى ما لا تشك فيه. الحديث الثاني عشر قوله بفتح اول فتح اولها. الحديث الرابع عشر قوله الثيب الزاني معناه المحصن اذا زنا. وللاحصان شروط في كتب الفقه الحديث الخامس عشر قوله او ليصمت بضم الميم قوله بضم الميم وسمع كسرها ايضا يصح يصمت وليصمت. نعم. الحديث السابع عشر القتلة والذبحة بكسر اولهما قوله وليحد هو بضم الياء وكسر الحاء وتشديد الدال يقال احد السكين وحدها واستحدها بمعنى الحديث الثامن عشر جند جندب بضم الجيم وبضم الدال وفتحها وجنادة الحديث التاسع عشر فجاهك بضم التاء وفتح وفتح الهاء اي امامك كما في الرواية الاخرى تعرف الى الله في الرخاء اي تحبب اليه بلزوم طاعته واجتناب مخالفته. مخالفته. الحديث العشرون. قوله اذا لم تستح اصنع ما شئت معناه اذا اردت فعل شيء فان كان مما لا تستحيي من الله ومن الناس في فعله ففعله والا فلا وعلى هذا مدار الاسلام الحديث الحادي والعشرون قل امنت بالله ثم استقم اي استقم كما امرت ممتثلا امر الله تعالى انا مجتنب النهيه. الحديث الثالث والعشرون. قوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان المراد ظهور الوضوء قيل معناه ينتهي تضعيف ثوابه الى نصف اجر الايمان. وقيل الايمان يجب ما قبله من الخطايا وكذلك الوضوء ولكن الوضوء تتوقف صحته صحته على الايمان فصار نصفا. وقيل المراد بالايمان الصلاة والطهور شرط لصحتها الشطر وقيل غير ذلك. قوله صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان اي ثوابها. وسبحان الله والحمد لله تملآن اي لو قدر ثوابهما جسما لملأ ما بين السماء والارض. وسببه ما اشتملتا عليه من التنزيه والتفويض الى الله تعالى والصلاة نور اي تمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء وتهدي الى الصواب. وقيل يكون ثوابها نورا صاحبها يوم القيامة وقيل لانها سبب لاستنارة القلب. والصدقة برهان اي حجة لصاحبها في اداء حق المال. وقيل حجة في ايمان صاحبها لان المنافق لا يفعلها غالبة. والصبر ضياء اي الصبر المحبوب هو وهو الصبر على طاعة الله تعالى والبلاء ومكاره الدنيا وعن المعاصي. ومعناه لا يزال صاحبه مستضيئا مستمرا على الصواب. كل الناس يغدو فبائع نفسه معناه كل انسان يسعى بنفسه فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب. ومنهم من يبيعها الشيطان والهوى باتباعهما فيوبقهما اي يهلكهم فيوبقها اي يهلكها. وقد بسطت شرح هذا الحديث في شرح صحيح مسلم فمن اراد زيادة فليراجعه وبالله التوفيق. الحديث الرابع والعشرون قوله تعالى حرمت الظلم على نفسي اي تقدست عنه فالظلم مستحيل في حق الله تعالى لانه مجاوزة الحد او في غير ملك وهما جميعا محال في حق الله تعالى قول تقدم ان المختار في الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه. اما الذي ذكره المصنف رحمه الله انه مجاوزة الحد او التصرف في غير ملك فهذا فيه نظر ابن تيمية في رسالته المفردة في شرح حديث ابي ذر. نعم. قوله تعالى فلا تظالموا هو بفتح التاء اي لا فتتظالم قوله تعالى الا كما ينقص المخيط وبكسر الميم واسكان الخاء المعجمة وفتح الياء اي الابرة ومعناه لا ينقص شيئا ومعناه لا ينقص شيئا الحد الحديث الخامس والعشرون الدثور بضم الدال والثاء مثلثت الاموال. واحدها دثر كفلس وفلوس. قوله وفي بضع احدكم هو من باء واسكان الضاد المعجمة وهو كناية عن الجماع اذا نوى به العبادة وهو قضاء حق الزوجة وطلب ولد صالح واعفاف النفس وكفوها عن المحارم قوله هو كناية عن الجماع. ويقع ايضا كناية عن الفرج. ذكره المصنف نفسه في في شرح مسلم. نعم. الحديث السادس والعشرون السلامى بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم وجمعه سلامي سلامى ياتي بفتح الميم وهي المفاصل والاعضاء وهي ثلاثمائة وستون مفصلا. ثبت ذلك في نحن مسلمين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث السابع والعشرون النواس بفتح النون وتشديد الواو والسمعة بكسر السين المهملة وفتحها قوله حاك بالحاء المهملة والكاف اي تردد وبصحب كسر الباء الموحدة الحديث الثامن والعشرون الارباط بكسر العين بكسر العين وبالموحدة سارية في السين المهملة يا انثنات من تحت قوله ذرفت بفتح الدال المعجمة والظاء اي سالت. قوله بالنواجذ هو بالذال المعجمة وهي وقيل الاضراس والبدعة ما عمل على غير مثال سبق. قوله رحمه الله والبدعة ما عمل على غير مثال سبق هذا حدها في اللسان العربي لا في الوظع الشرعي والمراد بها في الاحاديث الوضع الشرعي وهو ما ذكرناه من ان البدعة ما احدث بالدين مما ليس منه بقصد التعبد. نعم. الحديث التاسع والعشرون وذروة السنام بكسر الذال وظمه اي اعلاه ملاك الشيء بكسر الميم اي مقصوده. وقوله قوله يكب هو بفتح الياء وضم الكاف الحديث الثلاثون الخشني بضم الخاء وفتح الشين المعجمتين وبالنون منسوب الى خشينة قبيلة معروفة قوله جرثوم بضم الجيم والثاء المثلثة واسكان الراء بينهما وفي اسمه واسم ابيه اختلاف كثير. قوله صلى الله عليه وسلم فلا تنتهكوها انتهاك الحرمة تناولها بما لا يحل. الحديث الثاني والثلاثون ولا ضرار هو كسر الضاد المعجمة الحديث الرابع والثلاثون فان لم يستطع فبقلبه معناه فلينكر بقلبه وذلك اضعف الايمان اي اقله ثمرة. الحديث الخامس والثلاثون. ولا يخذله بفتح الياء واسكان الخاء وضم الذال المعجمة ولا يكذبه هو بفتح الياء واسكان كاف قوله بحسب امرئ من الشر بحسب امرئ من الشر هو باسكان السين المهملة ان يكفيه من الشر. الحديث الثامن والثلاثون فقد اذنته بالحرب وبهمزة ممدودة اي اعلنته بانه محارب لي قوله تعالى استعاذني زبطوه بالنون وبالباء وكلاهما صحيح. الحديث الاربعون كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل اي لا تركن اليها ولا تتخذها ولا تتخذها وطنا ولا تحدث نفسك بطول فيها ولا ولا بالاعتناء بها ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب في غير وطنه. ولا تشتغل فيها بما لا به الغريب الذي يريد الذهاب الى اهلها. الحديث الثاني والاربعون عنان السماء بفتح العين. قيل هو السحاب وقيل ما ان لك منها اي ظهر اذا رفعت رأسك. قوله بقراب قوله بقراب الارض بضم القاف وكسر لغتان روي بهما والضم اشهر معناهما يقارب ملئها فصل اعلم ان المذكور اول من حفظ على امتي اربعين حديثا معنى الحفظ هنا ان ينقلها الى المسلمين وان لم يحفظها ولم يعرفها معناها هذا حقيقة معناه وبه يحصل انتفاع المسلمين لا بحفظ ما ينقله اليهم. والله اعلم بالصواب الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله وصلاته وسلامه على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. قال مؤلفه فرغت منه ليلة الخميس التاسع والعشرين من الاولى سنة ثمان وستين وستمائة وهذا اخر البيان على جمل هذا الكتاب بما يناسب المقام اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميعا الاربعين النووية بقراءة غيبه صاحبنا ويكتب اسمه تاما اتم له ذلك في ثلاثة مجالس لميعاد المثبت في محله من نسخته. واجزت له روايته عني جلسة خاصة من معين لمعين في معين باسناد مذكور في رفع النبراس سياسة طلاب الاساس. صحيح ذلك صالح ابن عبد الله ابن حمد العصيمي يوم الاثنين يوم الاثنين ليوم نعم يوم الاثنين يوم الاثنين التاسع من شهر شوال سنة ثمانية وثلاثين واربع مئة والف بمسجد الامير بن مساعد رحمه الله بمدينة عرعر لقاؤنا ان شاء الله تعالى بعد صلاة العصر في الكتاب الخامس وانبه انه من كان له سؤال في كتبه في ورقة يرسله الي في ورقة هنا ونجيبه عليه ان شاء الله تعالى في اخر البرنامج ويقدم من تقدم يعني في الاخير الاخوان يجون مئة سؤال يبغونا نجيب عليها نقدم الذي سبق. جاء السؤال نضعه هناك عندي اضع هذا اول ثم اللي فوق ثم اللي بعده اذا جينا يقدم المقدم اذا كان له او تعلق بهذه الدروس فالمقدم هي الاسئلة التي يتعلق بالدروس وفق الله الجميع الحمد لله رب العالمين