السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي ملأ القلوب بالعلم نورا وشرح الصدور به حضرة وسرورا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له هو الحق المبين واشهد ان محمدا عبده ورسوله الرحمة المهداة للعالمين صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فان من جياد العلوم وانفع المنطوق والمفهوم علموا السيرة النبوية والانباء المحمدية ومن طرائق تحصيلها ومواضع تلقينها متونها النافعة ودواوينها الجامعة الاوان من احسنها قصا وابينها نصا الاجوزة المائية في ذكر حال اشرف البرية للعلامة علي ابن علي الحنفي ابن ابي العز الدمشقي رحمه الله وعليها مدار هذه المجالس في يومنا وليلتنا التي نستقبل بما يناسب المقام وقفا على ايضاح معانيها الكلية ومقاصدها الاجمالية فنسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا بها. وان يجعلها من الزاد المبلغ اليك. والموصل الى رضوانه رحمته نعم والصلاة والسلام على نبينا محمد وجميع المسلمين السلام عليكم حليمة وبعد وذلك هكذا هكذا سواء السبيل في هذا لابد من شراء ضرورتين. احداهما قط الف اثنين فان الاصل انها همزة وصل. لكن لاجل اقامة الوزن فلا بد ان تكون اهل القطع والاخر او والاخرى تسجيل الياء فيكون البيت وذاك بعد عام اثنين عشر وكان من امري بحيرا ما اشتهر. هذا سواب السبيل فيه. نعم. السلام عليكم مستديرا وكان جميعهم هذا البيت ايضا لابد لاقامة وزنه من امرين احدهما اذ كانها القاتل والاخر كاختلاف ذلك من حاجة. فتكون قراءته وولده منها خلا ابراهيم فالاول القاسم حزى التكريم. حزى التكريم حاد التكريم. وانما هذا التكريم ليستقيم الوجه نعم والله يا ابراهيم والكل في حياته ابتدأ الناظم رحمه الله اوجوزته بالبسملة واتبعها بالحندلة. فقال الحمد لله القدير البارد جامعا بين خبر عن الله هو القديم واثمن من اسمائه الحسنى هو المال والاثم الالهي هو الاسم الموضوع والاسم الالهي هو الاسم الموضوع للدلالة على ذات الله وكماله هو الاسم الموضوع من دلالة على ذات الله وكماله كالخالق والبارئين والمخول فاسم الالهي يقتص شرعا وعرفا بالاسماء الحسنى واما الخبر عن الله فهو الاسم الموضوع للدلالة على ذات الله وكماله الاسم الموضوع للدلالة على ذات الله وكماله او احدهما او احدهما مثل الحي والحياة والباقي مثل الحي والحياة والباقي فتنجلد فيه الاسماء الحسنى والصفات العلى ومالي حثما ولا صفة فتندرج فيه الاسماء الحسنى والصفات العلى وما ليس اسما ولا صفة كقولنا بالامثلة المتقدمة الحي هو اسم من اسمائه الحسنى وقولنا الحياة هي صفة من صفات ربنا العلى وقولنا الباقي اجي ليس اثما ولا صفة ليس اسما ولا صفة فيندرج في جملة الاخبار عن الله سبحانه وتعالى. فالخبر عن الله ليس قسيما للاسماء والصفات كما يتوهم بل هو صنف جامع ووعاء حاوي بكل ما يقدر به عن الله عز وجل ومن جملته الاسماء الحسنى والصفات العلى وما ليست من ولا صفة لربنا سبحانه وتعالى. ثم اردف الناظم الحنبلة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واخرجها عن السلام وهو جائز فلا كراهة في افراد احدهما عن الاخر في اصح القولين والاكمل الجمع بينهما. لامرين احدهما امتثال الخوف امتثال الامر في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. فجمع بينهما والاخر تكفيرا للاجر فان الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لها اجر والسلام عليه صلى الله عليه وسلم له اجر. فاذا جمع بينهما كانا اوفر من اجري واكثر له. ثم قال الناظم وبعدها كسيرة الرسول منظومة موجزة الفصول فالمبذول المأمور باهله هو كتاب في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة النبوية من مهمات العلم المنتفع بها في العاجل والاجل طالبوا في هذه الزهر في علم المغادي علم الاخرة والاولى في علم المغازي علم الاخرة والاولى وقال علي ابن الحسين رحمه الله كنا نعلم مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نعلم السورة من القرآن. كنا نعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نعلم السورة من القرآن. رواهما الخطيب البغدادي في كتاب الجامع كقول الزهري رحمه الله في علم المغازي وقول علي بن حسين كنا نعلم مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر عن الفيرة النبوية لان الاسم المشهور لها عند السلف واسم المغازي ووجه ذلك ان المغازي النبوية هي اعظم احداث السيرة المحمدية ووجه ذلك ان المغازي النبوية هي اعظم احداث السيرة المحمدية لما فيها من المفاصلة للقتال بين فريق المؤمنين وفريق الكافرين. فكان السلف رحمهم الله تعالى يعظمون هذا العلم حتى بلغ تعظيمهم له ما ذكره الزهري من ان علم المغازي حاول علم الدنيا والاخرة وايضاح هذه الجملة ان شمول علما ان شمول علم المغازي لعلم الاخرة والاولى من وجهين احدهما اشتماله على تفاصيل ما يحتاج اليه من علمهما جماله على تفاصيل ما يحتاج اليه من علمهما والاخر ان النافع من العلم في الدنيا والاخرة هو علم المغازي ان النافع من العلم في الدنيا والاخرة هو علم المغازي وتمثيل تعليمه بتعليم السورة من القرآن في غاية عن شدة الاعتناء به والحرص عليه وهذا التمثيل جار في عرف السلف في جملة من الاخبار مما يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من الشرف فكانوا يعظمونه بتشبيه عقده باخذ السورة من القرآن. لان اعظم ما ينبغي الاعتناء به هو القرآن الكريم الذي انزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم ومقصود السلف من تعلم السيرة النبوية هو تحصيل الاقتداء والتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم امتثالا لقول الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة اي قدوة حسنة فكانوا يجتهدون في ابتغاء تعلمها ليحصل لهم الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والسيرة النبوية تتلقى علما بالنظر الى محمد صلى الله عليه وسلم نبيا رسولا. فان الذي امتاز به صلى الله عليه وسلم عن سائر البشر ان خصه الله عز وجل الا بالنبوة والرسالة فالمبتغي الانتفاع بتلك السيرة لا محيد له عن النظر اليه صلى الله عليه وسلم في تفاصيل احداثها ومواقع اخبارها الى كونه نبيا رسولا ومن الغلط الجاري عند المتأخرين تصير سنته وسيرته صلى الله عليه وسلم اخبارا عن عظيم من العظماء او حكيم من الحكماء او رجل من الانفياء او قائدا من القادة فان هذا تهوين للمرتبة الثانية له صلى الله عليه وسلم وهي مرتبة والرسالة وتصويره صلى الله عليه وسلم كغيره ممن يحاديه من العظماء والقادة والاذكياء والحكماء وهذا داء ثرى الى من كتب في السيرة النبوية تأثرا بما دونه المستشرقون في كتبهم ولشيخ شيوخنا محمد بن محمد ابو شهب رحمه الله صرخة نذير وصيحة تحذير من محاذاة صلى الله عليه وسلم بسير اولئك. وله كلام حسن تحسن قراءته ذكره في مقدمة كتابه السيرة النبوية في ضوء الكتاب والسنة. يعلم به قارئه شدة الخطأ الفادح الذي انتشر عند الناس من النظر الى سيرته صلى الله عليه وسلم سيرة ذكي او عظيم او قائد او حكيم او بتجريبه عن المرتبة العظمى وهي مرتبة النبوة والرسالة والسيرة فعلة من الشيخ والسيرة فعلة من السير وهو اصل يدل على مضي وجريان ذكره ابن فارس في مقاييس اللغة تشيرة سميت سيرة لسيلها وجريانها وذلكم السير والجريان واقع من وجهين احدهما من جهة حدوثها بالاساس من جهة حدوثها في الاداب والاخرى من جهة نقلها في النفس. والاخرى من جهة في الناس فانها تحدث قدرا واقعا ثم تنقل بين الناس خبرا شائعا. فتسمى سيرة. ومن جملتها النبي صلى الله عليه وسلم في السيرة النبوية اصطلاحا هي طريقته صلى الله عليه وسلم وحاله من مولده الى وفاته هي طريقته وحاله صلى الله عليه وسلم من مولده الى وفاته والى ذلك اشرت بقولي لسيرة النبي حج اتي تفصيل حاله الى الممات لسيرة النبي حد اتي تفصيل حاله الى الممات والسيرة النبوية باعتبار حكمها تنقسم الى نوعين احدهما ما هو فرض عين على كل احد من المسلمين ما هو عن قرب عيني على كل احد من المسلمين وفيه صنف ابن فارس رحمه الله كتابه اوجدوا السير لغير البشر. وفيه صنف ابن فارس رحمه الله كتابه اوجب السير لخير البشر فقال في مقدمته هذا ذكر ما يحق على المسلم حفظه. هذا ذكر ما يحق على المسلم حفظه يجب على ذي الدين معرفته. ويجب على بالدين معرفته. من مولده من نسبه صلى الله عليه وسلم ومولده الى اخر ما ذكر وجماع فرض العين من سيرته صلى الله عليه وسلم يرجع الى اربعة اصول احدها معرفة اسمه الاول محمد. معرفة اسمه الاول محمد صلى الله عليه وسلم وثانيها معرفة انه عبد الله ورسوله وخاتم النبيين. معرفة انه عبد الله ورسوله وخاتم النبيين وتاركها انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق ورابعها ان الذي ثبت به صدقه وصحت به رسالته هو القرآن الكريم. ان الذي ثبت به صدقه وصحت به رسالته هو القرآن الكريم والاخر ما هو فرض كفايتهم ما هو صوت كفايتهم وهو ما زاد عن القدر المتقدم من اخبار السيرة النبوية وهو ما زاد عن القدر المتقدم من اخبار السيرة النبوية وتتأكد العناية بالسيرة النبوية في مقامين احدهما غلبة الجهل بها غلبة الجهل بها وضياع علمها في الامة وضياع علمها في الامة والاخر قسوقلة السوء من الكافرين والمنافقين في الجناب النبوي خشوع قالت من الكافرين والمنافقين في الجناب النبوي فمتى وجد هذا او ذاك؟ تأكد العلم بالسيرة النبوية تحصيلا وبثا وهذا الكتاب الذي حث المصنف على اخذه في قوله وبعدها فسيرة الرسول وصفه بامرين احدهما انه منظوم شعرا انه منظوم شعرى لا مرسلنكرا والنظم ايسر اخذا وابقى ذكرى. والنظم ايسر اقدم وابقى ذكرى والاخر انه موجز الفصول والايجاز هو توفية المعاني باقل المباني. والايجاز هو توفية المعاني باقل المباني فتكون الالفاظ مع قلتها مبينة للمعاني المرادة مع كثرتها والاصول جمع فصل وهو في اصطلاح المصنفين مسائل معلومة من باب في علم ما مسائل معلومة من باب بعلم ما فالجملة المستقلة من المسائل تسمى فصلا سميت بذلك لان الفصل يحجز بعض المسائل عن بعض فتتميز بان الفصل يحجز المسائل بعضها عن بعض فتتميز عن غيرها وذكر الناظم الفصول اشارة الى ان هذا الكتاب موضوع على نفق متتابع متآلف وهو كذلك فان المصنف رحمه الله قسم السيرة النبوية في حوادثها الى قسمين. فان المصنف رحمه الله قسم السيرة النبوية في حوادثها الى قسمين فالقسم الاول حوادث السيرة النبوية المكية. حوادث السيرة النبوية المكية وهي الحوادث الواقعة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة والقسم الثاني حوادث السيرة النبوية المدنية حوادث السيرة النبوية المدنية وهي الحوادث الواقعة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة فهي الحوادث الواقعة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة تذكيرة مكيها ومدنيها طنوا اي القرآن سور القرآن مكيها ومدنيها فكلاهما مقسوم بالنظر الى وقوعهم قبل الهجرة او بعدها فما قبل الهجرة هو وما بعد الهجرة هو مدني. ولو قدر انه لم يقع في هذا ولا ذاك. فحوادث الهجرة التي حوادث السيرة التي كانت قبل الهجرة هي مكية وان وقعت خارج مكة. وحوادث السيرة الواقعة بعد الهجرة هي مدنية ولو كانت واقعة خارج المدينة النبوية ثمان المصنف رحمه الله جعل القسم الاول نوعين احدهما الحوادث المخفية الواقعة قبل البعثة الحوادث المكية الواقعة قبل البعثة والاخر الحوادث المكفية الواقعة بعد البعثة مبتدأ رحمه الله من نوع الاول من القسم الاول وهو حوادث السيرة النبوية المكية الواقعة قبل البعثة. فذكر احدى عشرة حادثة من حوادثها فالحادثة الاولى مولده صلى الله عليه وسلم يوما وتاريخا وشهرا وعاما مولده صلى الله عليه وسلم يوما وتاريخا وشهرا وعاما فاما يومه فهو يوم الاثنين لما في صحيح مسلم من حديث ابي قتادة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال ذاك يوم ولدت فيه ونقل ابن كثير في البداية والنهاية الاجماع على ان النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين ووقته من يوم الاثنين عند طلوع فجره فيما ذكره الناظم تبعا لجماعة من القدامى كالزبير ابن بكار وابن عساكر في تاريخ دمشق والذهبي في قسم السيرة النبوية من سير اعلام النبلاء وذكر ايضا انه كان وسط النهار وقيل بل ولد من الليل وليس لشيء من هذه الاقوال ما يقطع بترجيحه على غيره فالمجزوم به انه ولد يوم الاثنين دون تعيين وقته منه لكن فيه هذه الاقوال الثلاثة والذي قدمه الناظم منها انه ولد صلى الله عليه وسلم عند طلوع تجره واما تاريخه فهو عند الناظم بالعاشر من ربيع الاول والمشهور كما قال اي عند الجمهور انه ولد في الثاني عشر وهو الصحيح لما ثبت عند ابن ابي شيبة والزورقان في الاباطيل عن جابر بن عبدالله وابن عباس رضي الله عنهما انهما قالا ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم العيد يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول. ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوما فيه يوم الاثنين الثاني عشر ولا يعرف عن احد من الصحابة سوى هذا القول وهم اعلم الخلق به فالمقطوع به انه ولد صلى الله عليه وسلم في الثانية عشر من ربيعه الاول وفيه تعيين شهره فهو ربيع الاول في قول الجمهور وذكر غيره والاثر المتقدم عن جابر وابن عباس يجزم معه ان مولده صلى الله عليه وسلم كان في ربيع الاول وهو يوافق في تاريخه كما ذكر الناظم العشرين من نيسان يعني في تقويم السلف الشمسية بالاشهر السريانية. يعني في تقويم السنة الشمسية بالاشهر السريانية. فيوافق يقول العشرين من ميثان ذكر هذا عن اهل الحساب السهيلي في الروض العنق ذكر هذا عن اهل الحساب السهيلي في الروض الانف واستبعده الذهبي والاشبه صحة هذا القول المشهور عند الحسابين من اهل الفلك ان مولده صلى الله عليه وسلم في السلف الشمسية يوافق العشرين من نيسان هو لاحد المتأخرين الفاسيين وهو محمد باشا من علماء مصر رسالة في اثبات صحة كونه في هذا التاريخ. واما العام الذي ولد فيه فهو عام الفيل وفيه الاثر المتقدم عن جابر وابن عباس رضي الله عنهما وهو قول الجمهور وذكره بعضهم اجماعا يا ابراهيم ابن المنذر الحزام وخليفة ابن خياط باخرين ووصف الصالحي في سبل الهدى والرشاد نقل الاجماع بكونه مبالغة والاظهر والله اعلم ان هؤلاء ارادوا اجماعا خاصا ما هو بالاجماع الخاص وهو اجماع المحدثين انهم ارادوا اجماعا خاصا وهو اجماع المحدثين. فيكون الاجماع المذكور في كونه ولد عام الفيل يراد به اجماع اهل الحديث من نقلته ورواته. واما الخلاف الجاري فهو خلاف مذكور عند غيرهم. من نقلة السيرة اخبار النبوية وصح تعيين مولده صلى الله عليه وسلم في عام الفيل عن غير ابن عمه باسم وجاذب كقيد ابن محرمة في عدة من الصحابة فتحصن مما سبق ان مولد النبي صلى الله عليه وسلم هو في يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الاول عاما فيه وكانت العرب تؤخر تؤرخ بالحوادث فقولهم عام الفين يريدون به ما اتفق من هلاك جيش الحبشة الذين ارادوا غزو كعبة وكانوا يقدمون ديلا عظيما فأهلكهم الله سبحانه وتعالى وشاع خبر هلاكهم في العرب فكانت تؤرق به الله عز وجل كقدومة بين يدي جلسة النبي صلى الله عليه وسلم والحادثة الثانية وفاة ابيه واسمه عبد الله ابن عبد المطلب فانه توفي قبل مولده صلى الله عليه وسلم وهو حمل في بطن امه قاله ابن اسحاق ورجحه جماعة منهم ابن سعد في طبقاته وابن القيم في زاد المعاد وابن كثير في السيرة النبوية من البداية والنهاية ومعنى قول الناظم عين ابيه حان اي حضر موتهم فالحين هو الهلاك ومن مات فقد هلك وكان موت ابيه في المدينة في اصح القولين. ودفن فيها والحادثة الثالثة وضاعته صلى الله عليه وسلم في بني كعب فان ام النبي صلى الله عليه وسلم اوضعته اياما ثم خلفتها عليه تويبة مولاة ابي لهب فارضعت النبي صلى الله عليه وسلم مدة ثم دفع النبي صلى الله عليه وسلم الى امرأة من بني كعب يقال لها حليمة بنت ابي لؤيبة وكانت العرب ولا سيما قريش تبتغي بدلاريها مواضع هي الاولى بابنائهم عن وداء القرى فان القرى ومنها مكة كانت اغتسالها الاوبئة لكثرة من يرد عليها فان البوادي يقل قاصدها واما الحواضر من القوى فان الناس يترددون عليها فيتجددوا بوفودهم اوبئة في تلك المحامي وكانت مكة من اكثر بلاد العرب وفودا سيأتيها الناس مرة بعد مرة بتجارة او عمرة او حج فكانوا يبتغون استرضاع ابنائهم في غير مكة وكان من احسن المحال القريبة منهم بلاد بني سعد في نواحي الطائف فدفعت ام النبي صلى الله عليه وسلم به الى حليمة لتودعه فكان الثالثة مرضعة له واصح الاخبار ان رضاع النبي صلى الله عليه وسلم انحصر في هؤلاء النسوة الثلاثة فالاولى امه والثانية من ثويبة مولاة ابي لهب والثالثة حليمة بنت ابي ذؤيب السعدية وكان اكثر رضاعه منها فبقي في كنفها حتى بلغ ان الفطام وهو الفصل عن الرضاع لما تم له عامان فجاءت به معافا سليما الى ام النبي صلى الله عليه وسلم والتمست منها ان تستبقيه عندها لانثي هذه صلى الله عليه وسلم وشهودها الخيري والبركة وشهودها الخير والبركة في مقامه صلى الله عليه وسلم عندها تحسنت لام النبي صلى الله عليه وسلم ان ترجع به مرة اخرى الى بادية بني سعد حفظا له من وباء مكة فطاب فطابت ام النبي صلى الله عليه وسلم بذلك نفسا ورجعت به حليمة الى بادية بني سعدين الحديثة الرابعة شق صدره الشريف صلى الله عليه وسلم وذكره الناظم باسم البطن لانه يقع اثما لجميع الجوف ومنه الصدر وحمله عليه ابتغاء الاتفاق بين اخر الشطرين بطنه وسنه وكان يسعه ان يقول فبعد شهرين شقاق صدره وقيل بعد اربع من عمره. فكان يسعه ان يقول فبعد شهرين انشقاق صدره وقيل بعد اربعين من عمره واختلف في مبلغ عمره صلى الله عليه وسلم عند شرقه على قولين ذكرهما الناظم احدهما ان شق صدره صلى الله عليه وسلم وقع بعد شهرين من العامين الاولين فيكون عمره حينئذ قد درج في السنة التالية والاخر ان عمره حين اذ قد بلغ اربع سنين والصحيح الثاني لما ثبت عند ابن اسحاق وغيره بسند حسن انه صلى الله عليه وسلم كان حينئذ يرعى الغنم وابن سنتين لا يترشح لرعيها فكانت عمره حينئذ اكبر من ذلك. فالقول الاشبه بالصواب ان شق صدره الشريف صلى الله عليه وسلم كان وهو مخالف لاربع سنين اتاه جبريل اتاه جبريل وملك في صورة رجلين فصرعه جبريل وشق صدره الشريف ثم اخرج منه علقة وقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طف مملوء ثلجا من ماء زمزم ثم لئم صدره وعادت حاله الى ما كان ولم يزل اثر مشيط في صدره صلى الله عليه وسلم وروي في شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم احاديث عدة. والثابت ان شق الصدر النبوي وقع مرتين الاولى شق صدره في صغره في بادية بني كعب شق صدره في صغره في بادية بني كعب والثانية شق صدره الاعجب في بره عند الاسراء به شقوا صدري بعد كبره مقدم الاسراء به في مكة والاول ثابت في صحيح مسلم والثاني ثابت في الصحيحين والى ذلك اشرت بقولي وشق صدره الشريف مرتين وشق صدره الشريف مرتين في صغر وقبل اسراء وفين. في صغر وقبل اسراء وفين. اي فمن فما وراء ذلك من الاحاديث المروية ففيه ضعف في الحادثة الخامسة وفاة امه واسمها امنة بنت وهب وذكر الناظم عمره صلى الله عليه وسلم عند وفاتها وموضع موتها فاما عمره صلى الله عليه وسلم فاشل سنين وشهر وهذا هو المشهور عند نقلة السيرة انها ماتت وله صلى الله عليه وسلم ست سنين حكاه من القدامى عبد الله ابن ابي بكر ومحمد ابن اسحاق صاحب السيرة وجزم به ابن القيم وابن كثير والذهبي رحمهم الله. وكانت وفاتها بالابواب اجماعا حكاه ابن القيم في زاد المعاد وهو موضع بين مكة والمدينة كانت قدمت به على اخوال ابيه وهم بنو علي بن النجار في المدينة النبوية تثيره اياهم فلما رطلت من المدينة عامدة الى مكة اتاها حينها فماتت بالابواء ودفنت في ذلك الموضع وثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم زار قبرها اذ اذن الله عز وجل له ولم يأذن له ان يستغفر له وها هنا سؤال لطيف وهو كيف التمس النبي صلى الله عليه وسلم زيارة امه وهي خارج المدينة ولم يلتمس زيارة ابيه وهو مدفون اين بالمدينة واضح الاشكال يعني ابوه مدفون في المدينة ما زاره وامه خارج المدينة ومع ذلك التمس زيارتها وجه حتى ثاني الى خير ايش واذا مات قبل موته ومن ولادته ايش؟ لعله لا يذكره يقال ان جواب هذا الاشكال من خمسة وجوه اولها رعاية حق الام بالتعظيم رعاية حق الام بالتعظيم فانها اولى به منه بينها اولى به منه وثانيها ان الاحسان الواصل اليه صلى الله عليه وسلم منامه اعظم من الاحسان الواصل اليه من ابيه. ان الاحسان الواصل اليه صلى الله عليه وسلم من امه اعظم من الاحسان الواصل اليه من ابيه وثالثها ان النبي صلى الله عليه وسلم يعقل حال امه ويعرف خبرنا فيها ان النبي صلى الله عليه وسلم يعقد حال امه فيعرف خبر موتها لما ماتت وكان بصحبتها ورابعها انه لم يكن صلى الله عليه وسلم يقطع بموضع قبر ابيه انه لم يكن صلى الله عليه وسلم يقطع بموضع قبر ابيه فانه مات وهو حمل في بطن امه اين همات وهو حمل في بطن امه فخبره عنده مشغول غير معقول. فخبره عنده مجهول غير معقول وخامسها ان التماسه زيارتها وقع موافقا لخروجه صلى الله عليه وسلم في غزاه ان التماسه زيارتها وقع موافقا خروجه صلى الله عليه وسلم في غزاة فلم يتقصد طلب ذلك من خروج الى قبرها لكنه كان في غزاة فمر قريبا من قبر امه الذي يعيشه فاستأذن ربه سبحانه وتعالى في زيارتها. الحادثة الثالثة وفاة جده عبدالمطلب وهو عبدالمطلب بن هاشم. فتوفي وللرسول صلى الله عليه وسلم ثمان سنين في قول الجمهور وهذا هو الصحيح. اذ ثبت ذلك عند الازرقين في اخبار مكة اي ابن عباس. اذ ثبت ذلك عند الاسبقية في اخبار مكة عن ابن عباس رضي الله عنهما باسناد حسن وبه جزم جماعة من المصنفين في السيرة تبني اسحاق وابن حبانة والطبري في اخرين ولم تحبل كتب السيرة النبوية باخبار عن جد النبي صلى الله عليه وسلم لامه ولم تحفل كتب السيرة النبوية باخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم من جهة امه لماذا يظن الاخ يقول اقواله من بين النجار في المدينة واسم امه امنة بنت وهب وهي من بني زهرة من ذرية قصي ابن كلاب فهؤلاء من قريش واما خولة الذين في المدينة فهم اخوال ابيه واما اقواله لامه فهو فهم بنو زهرة من قريش الجواب وانما لم تحزن السيرة النبوية باخبار عن جد النبي صلى الله عليه وسلم لامه لانه كان تغنيا بعمود نسبه من جهة الاباء. لانه كان مستغنيا بعمود نسبه من جهة الاباء. فكان يكفله جده لابيه فلما مات كفنه جده كما كفله عمه ابو طالب ابن عبد المطلب ولم تكن العرب تعهد للاجداد من جهة الامهات بشيء مع وجود الاجداد والاعمام من جهة الاب وكانت تعد ذلك سبة تعرف هذا من اشعارهم واخبارهم في الجاهلية. الحادثة كفالة عمه ابي طالب ابن عبد المطلب واسمه عبد العزى فان النبي صلى الله عليه وسلم لما مات جده وهو ابن ثمان سنين كفله عمه وصارت كفالته الى امنه ابي طالب دون غيره من اعمام النبي صلى الله الله عليه وسلم بامرين احدهما ان عبد المطلب اوصى به اليه ان عبد المطلب اوصى به اليه والاخر ان ابا طالب كان شقيقا لعبدالله والد النبي صلى الله عليه وسلم ان ابا طالب كان شقيقا لعبدالله والد صلى الله عليه وسلم فيجتمعان في الاب والام صارت كفالة النبي صلى الله عليه وسلم الى ابي طالب الحادثة الثامنة سفره صلى الله عليه وسلم مع عمه ابي طالب الى الشام لتعلقه صلى الله عليه وسلم بامنه وحرص عمه عليه فكان سفره صلى الله عليه وسلم الى الشام رفقة عمه واقعا لامرين احدهما تعلق النبي صلى الله عليه وسلم بعمه ورغبته في صحبته حضرا وسفرا والاخر شفقة ابي طالب على النبي صلى الله عليه وسلم شفقة ابي طالب بالنبي صلى الله عليه وسلم وخوفه ضياعه اذا خلفه وراءه بمكة وخوفه ضياعه اذا خلفه وراءه بمكة فخرج به ابو طالب الى الشام ووقع في هذه السفرة خبر عجيب ونبأ غريب يعرف عند نقلة السيرة بقصة بحيرة وهو رجل من اهل الكتاب اتفاقا واختلف فيه هل هو حظر من احباب اليهود راهب من رهبان النصارى على قولين اصحهما انه كان من رهبان النصارى تختاره ابن كثير فلما رأى دحير النبي صلى الله عليه وسلم عرفه لذا في كتب اهل الكتاب من وصفين وتخوف عليه اليهود تحض عمه على حفظه وحذره كيد اليهود عليه وهذه القصة لا ريب في ثبوتها فانها مستفيضة بالنقل عند اهل السير والاخبار النبوية الا ان تفاصيل تلك القصة فيه ما يستنكر الا ان تفاصيل تلك القصة فيه ما يستنكر ذكره ابن القيم في زاد المعاز وابن كثير في البداية والنهاية وابن حجر في كتاب الاصابة فيكون اصل القصة صحيحة. واما تفاصيلها المذكورة فبها شيء يستنكر مبين بالتاريخ التي ذكرناها وبحيرا بالقصر والمجد وجهان مشهوران والحادثة التاسعة سفره صلى الله عليه وسلم مع ميسرة غلام خديجة في تجارتها الى الشام فان النبي صلى الله عليه وسلم لما كب عن الطوب وارتفع في سن الشباب شهر بصدقه وامانته فرغبت خديجة ان تبعثه بمال لها قراضا اي مضاربة الى الشام. ليتجر به صلى الله عليه وسلم فخرج مع غلامها ميسرة الى الشام وباع واشترى واصاب ربحا ومغنما ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم الى مكة. ونقلت السيرة ونقلت السيرة متفقون على هذه الرحلة لكنهم مختلفون في تقدير عمره صلى الله عليه وسلم حينئذ. والجمهور انه كان عند سفره للتجارة مع ميسرة غلام خديجة ابن خمس وعشرين تنفا وكان من عادة العرب انهم يتجرون الى الشام واليمن وصح في اخبار السيرة النبوية انه صلى الله عليه وسلم خرج الى الشام مرتين واما اليمن فروي في ذلك شيء لا يثبت. فالمشهور عند نقلة السيرة ان خروجه صلى الله عليه وسلم لكي تجهتين كان لواحدة منهما. وهي الشام دون اليمن والحديث العاشرة زواجه صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها وهي خديجة بنت خويلد وكان عمره صلى الله عليه وسلم حينئذ خمسا وعشرين سنة والمشهور ان عمرها كانا اربعين تنسا فانه لما رجع بتجارتها ورأت الخير الذي اصابته واخبرها غلامها ميسرة عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من شمائل كاملة واخلاق فاضلة رغبت في الزواج منه صلى الله عليه وسلم فتزوجها صلى الله عليه وسلم وكانت حظية عنده وخصت خديجة عن سائر ازواج النبي صلى الله عليه وسلم بامور احدها انها اول من تزوجه النبي صلى الله عليه وسلم وثانيها انه صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عليها غيرها انه صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عليها غيرها. وثالثها انها ام اكثر اولادك انها ام اكثر اولاده ورابعها انها ام اكبر اولادها انها ام اكبر اولاده وهو الغافل وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم واما خديجة فكانت تكنى ليش واما خديجة فكانت تكنى ام هند وهو ولدها من زوجها ابي فالح فانها كانت تكنى ام هندي وهو ولدها من زوجها ابي هالة وكان نكحها قبل النبي صلى الله عليه وسلم وخامسها ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكح من ذرية مصيب لكلاب سواها وام حبيبة. ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكأ من ذرية قصي بن كلاب سواه اه وامي حبيبة وهي من رملة بنت ابي سفيان اسم ابي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه. وسادسها انها بشر خصوصا بالجنة انها بشرت خصوصا بالجنة دون سائر ازواج النبي صلى الله عليه وسلم فبشرت ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ثم ذكر الناظم رحمه الله ولد النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة فاولهم هو القاسم وهو اكبرهم ثم عد بعده خمسة. اربع بنات وابنا واحدا. فالبنات وسط عبده زينب ورقية وفاطمة وامه ام كلثوم والابن هو عبد الله ويلقب بالظاهر والطيب وقيل ان الطاهر والطيب لبنان اخران للنبي صلى الله عليه وسلم والصحيح انهما لقدان لابنه عبد الله اختاره ابن القيم في زاد المعاني وعبدالعزيز ابن جماعة بالمختصر الكبير في السيرة والعراقي في اخرين من اهل العلم وذكر بعض نقلة السيرة انه كان من ولده طفل يقال له عبد العزى قال عبدالغني المقدسي في شرفه وقد طهره الله من ذلك واعاذه منه. وقد طهره الله من ذلك واعاده منه. انتهى كلامه. لما في الاسم المذكور من التعبيد لغير الله سبحانه وتعالى واستبعده ابن حزم وهو المقطوع به فلم يكن احد من اولاده يسمى عبد لا فجميع اولاد النبي صلى الله عليه وسلم سبعة ثلاثة ابناء وهو قول الجمهور. واربع بنات اتفاقا. ذكره عبد الغني المقدسي في والصالحين في سبل الهدى والرشاد واخبرهم القاسم على الصحيح ثم زينب بعده واصغرهم ابراهيم اتفاقا فانه ولد في المدينة واطهر البنات هي فاطمة في اصح القولين خلافا لما جرى عليه الناظر فانه جرى على القول الاخر ان اصغرهن هي ام كلثوم. والصحيح ان الصغرى من بناته هي خاتمة رضي الله عنها وكلهم ولدوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم سوى عبد الله وابراهيم فانهما ولدا بعد كونه صلى الله عليه وسلم نبيا رسولا. ثم ذكر الناظم انهم جميعا ماتوا في صلى الله عليه وسلم الحمام الموت وذوقه حضوره ووقوعه. فكله الناس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم سوى فاطمة. فانها ماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة اشهر. في اصح الاقوال بما ثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله عين ان فاطمة ماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة اشهر. وقول عائشة رضي الله عنها مقدم على قولي وغيرها ممن جاء بعدها من التابعين فمن بعدهم من نقل في السيرة النبوية ولم يعقب صلى الله او عليه وسلم من اولاده احد ولم يعقم من اولاده صلى الله عليه وسلم احد سوى فاطمة فانها عقبت وصار لها ذرية رحمه الله تعالى ذريتها في محلها من النظم والحادثة الحادية عشرة حضوره صلى الله عليه وسلم بنيان الكعبة لما وهي بناؤها متصدعة اركانها فقصدت قريش منفعة تؤخذ بها الكعبة وهي اعلاء بنائها ورفع فعمدوا الى نبض حجارتها وهدموها ثم اعادوا بناءها وكان هذا هو البناء الثالث لغير ابراهيم عليه الصلاة والسلام. فان ابراهيم عليه الصلاة والسلام كان هو مبتدئ بنائها ثم تهدمت الكعبة فبنتها العمالقة ثم تهجمت فبنتها جرهم ثم تهدمت فبنتها قريش. صح هذا من حديث علي رضي الله عنه عند الحاكم وغيره باسناد حسن وكان عمره صلى الله عليه وسلم حينئذ خمسا وثلاثين سنة لما رواه عبد الرزاق باسناد قوي عن ابي الطفيل عامر ابن واثلة رضي الله عنه انه قال كان بين بنيان الكعبة وبينما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم خمس سنين كان بين بنيان الكعبة وبينما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم خمس سنين فبنتها قريش بعد ان هدمتها ابتغاء رفع بابها وتقوية اركانها. فلما بلغوا الحجر الاسود اختلفوا في من ينالوا شرف رفعه حتى تحاجزوا وكادوا ان يقتتلوا ثم اتفقوا على ان يحكموا اول داخل عليهم من باب بني شيبة فكان اول داخل عليهم هو النبي صلى الله عليه وسلم ثبت هذا عند الحاكم من حديث علي باسناد حسن فلما رأوه قالوا اتاكم الامين. فعمد النبي صلى الله عليه وسلم في فض خصومتهم واقامة العدل في حكومة بينهم الى ثوب فنشره ثم جاء بالحجر الاسود فوضعه ثم امر كل قبيلة من قبائل قريش ان تأخذ بطرف منه ثم رفعوه حتى اذا بلغ موزعه اخذه النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة وجعله في موضع نعم رسول الله رسول الله هو المنزل ابراهيم وبعد الام انه يكلم النون عليها الضمة شوال سبعون بيوم الدين لما فرغ الناظم رحمه الله من حوادث السيرة المكية قبل بعثة اتبعها بقصيمها وهي حوادث السيرة النبوية النكية بعد البعدة تعدى اربع عشرة حادثة من حوادثها. فالحادثة الاولى نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم وبعثه بالرسالة لما بلغ اربعين سنة في قول الجمهور وهو الاصح عند نقلة السيرة ذكره الزهيري وابن كثير وابن حجر في اخرين وكان بعده صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين كما ذكر الناظر لما ثبت بحديث ابي قتادة متقدم الذكر عند مسلم لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين فقال ذاك يوم ولدت فيه وفيه بعثت او انزل علي. فكان بعثه صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ونقل ابن القيم في زاد المعاد الاتفاق على ذلك وصح تعيين تاريخه وشهيده في اثر جابر وابن عباس رضي الله عنهما متقدم الذكر عند ابن ابي شيبة والذوقان. ففيه قولهما وفيه بعثا. يعني النبي صلى الله عليه وسلم بعد قولهما ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول وفيه بعث اي كان بعثه صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين الثانية عشر من ربيع من ربيع الاول ثم ذكر الناظم رحمه الله في خبر نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم ان اول المنزل عليه هي سورة فكان بعثه صلى الله عليه وسلم مقترنا بانزال هذه الصورة عليه. فان جبريل جاءه وهو في غار حراء يتحنث فيه ان يتعبد فقال له اقرأ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما انا بقارئ فاخذه جبريل فغطه حتى بلغ منه الجهل ثم اعاد ذلك مرة ثم اخرى. فلما كان بعد الثالثة غطه حتى بلغ منه الجهد مبلغا فقال اقرأ. قال النبي صلى الله عليه وسلم ما انا بقارئ فقال جبريل اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علمني القلم علم الانسان ما لم يعلم فكانت تلك الايات من سورة حطرة مقدما منزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن ايزانا ببعثته صلى الله عليه وسلم الى الخلق وذكر المصنف رحمه الله تعالى بعد خبر ارساله صلى الله عليه وسلم ان جبريل علم النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء والصلاة. وروي في ذلك خبر لا يثبت فانه يروى من وجهين واهين بل قال ابو حاتم الرازي لما سأله ابنه عنه هذا حديث كذب باطل وان كان المعنى مقطوعا به فان النبي صلى الله عليه وسلم لما ارسل صار تلقيه الدين من طريق جبريل فيوحي الله سبحانه وتعالى ان النبي صلى الله عليه وسلم ما شاء جبريل. وكان من مقدم ما امره الله عز وجل به وجعله من عبادته الصلاة. وهي متوقفة على الوضوء. فكان من مبتدأ ما علمه جبريل النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء والصلاة فدلالة النظر تدل على ذلك. واما دلالة الخبر ففيها ضعف. والحديثة الثانية روميو الجن بالشهب بعد عشرين يوما من مبعثه وهو امر مشهور عند نقلة السيرة وكانت الشهب تلقى من قبل لكن القاءها كان قليلا فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم غلظ في ذلك وشدد قاله الزهري فيما رواه عنه عبد الرزاق. وهذا احسن الاقوال في هذا. فان من نقلة السيرة من ذهب الى ان الشهب لم يكن يرمى بها قبل. وكانت رداء رميها بعد بعثته صلى الله عليه وسلم وهذا امر ترده اخبار العرب بقصصها واشعارها. والمعتمد ان الرمي كان قديما سابقا بعثته صلى الله عليه وسلم لكن اشتداده وقوته كان بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم بعشرين يوما فان الله حجز الشياطين عن استراح السمع وارصد لهم الشهب حفظا للمنزل على النبي صلى الله عليه وسلم من كذبهم وباطنهم والحادثة الثالثة جهره صلى الله عليه وسلم بالدعوة. كما قال الناظم ثم دعا في رابع الاعوام في الامر جهرة الى الاسلام فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد بعثه والانزال عليه يدعو سرا ثلاثة سنين ثم في السنة الرابعة جهر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة لما انزل عليه فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين. فشرع النبي صلى الله عليه وسلم يدعو من يرجو اسلامه واتخذ النبي صلى الله عليه وسلم موضعا يجتمع فيه مع المسلمين المؤمنين به ويلقى فيه الراغبين بالايمان به صلى الله عليه وسلم. وهو دار الارقم ابن ابي الارقم وحمله على اختيالها صلى الله عليه وسلم امور احدها ان اسلام الارقم لم يعرف في قريش ان اسلام الارقمي لم يعرف في قريش فلا يظن ان يكون بيته محلا للدعوة النبوية وتعنيها انه كان صغيرا ابنة ست عشرة سنة انه كان صغيرا ابن ست عشرة سنة ومثله لا يظن ان يؤخذ الى بيته وتفرق بيوت كبار اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كابي بكر الصديق واضرابه وثالثها انه كان من بني مخزوم انه كان من بني مخزوم وكان بينهم وبين بني هاشم منافسة ونصرة وكان بينهم وبين بني هاشم منافسة ونصرة فلا يظن حينئذ ان محمدا الهاشمي صلى الله عليه وسلم يأتي الى دار الارقم المخزوم ورابعها ان داره كانت عند الصفا ان داره كانت عند الصفا وهي موضع يكثر فيه الناس وهي موضع يكثر فيه الناس فلا يصطلح حينئذ فلا يصطلح حينئذ على ما يميز به دخول النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وخروجهم والحادثة الرابعة هجرة بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الى الحبشة فانهم لما اشتد عليهم البلاء وعظمت اذيته من قريش بعد اسلام من اسلم منه ابتغوا الفرار من الاذى فاختار لهم النبي صلى الله عليه وسلم بلاد الحبشة لان متملكها حينئذ وهو مصحلة النجاشي وافحمته بلغتهم عطية كان ملكا عادلا لا يظلم عنده احد فاذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة الى الحبشة وبلاد الحلجة هي بلاد واسعة هي بلاد واسعة تقابله بلاد اليمن وراء البحر. تقابل بلاد اليمن وراء البحر في مقابل الحديدة وجهاتها مما يشمل اليوم اسم الصومال اجيبوتي واريتريا واثيوبيا مما يشمل اليوم اثناء الصومالي وجيبوتي واريتريا واثيوبيا. فبلاد الحبشة تعم هذه البلدان الاربعة المعروفة اليوم وكانت لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هجرتان فالهجرة الاولى الهجرة الاولى بالعام الخامس من بعثته صلى الله عليه وسلم بالعام الخامس من بعثته صلى الله عليه وسلم في شهر رجب وكان المهاجرون فيها اثنين عشر رجلا واربع نساء اثني عشر رجلا واربع نساء على القول المشهور عند الجمهور. منهم عثمان وزوجه رقية ابنة النبي صلى الله عليه وسلم وابو سلمة ابن عبد الاسد وزوجه ام سلمة رضي الله عنهم والهجرة الثانية في العام الخامس ايضا في شهر شوال في العام الخامس ايضا في شهر شوال العام الخامس من بعثته صلى الله عليه وسلم في شهر شوال وكانوا ثلاثة وثمانين رجلا وكانوا ثلاثة وثمانين رجلا وثماني عشرة امرأة وثماني عشرة امرأة ثم لحقهم قوم من الاشعريين رفقة ابي موسى الاشعري رضي الله عنه فانهم لما سمعوا بمخرج النبي صلى الله عليه وسلم ابتغوا الوصول اليه فركبوا البحر من اليمن فالغتهم السفينة مع شدة الرياح الى الحبشة فاقاموا مع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين هناك. وهذا معنى قوله ومعهم جماعة حي قم اي مع هؤلاء الذين خرجوا من مكة جماعة هم حي اي قبيلة من الرجال الكمل وهم الاشعريون الذين خرجوا من اليمن فكان من خبرهم ما تقدم ذكره وكان اخر عود المهاجرين بعد فتح خيبر كما سيأتي في موضعه من هذه الارجوزة والحادثة الخامسة اسلام حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم واخيه من الرضاعة فانهما اشترك في ارضاع ثويبة مولاة ابي طالب بلبنها مسروح فارضعت النبي صلى الله عليه وسلم وارضعت عمه حمزة حينئذ وكان اسلاما رضي الله عنه في السنة السادسة منها البعثة. والحادثة السادسة وفاة عمه طالب ابن عبد المطلب وكانت في العام العاشر من البعثة عند الجمهور والحادثة السابعة وفاة زوجه خديجة وكانت ايضا في العام العاشر بعد وفاتي ابي طالب بثلاثة ايام بعد وفاة ابي طالب بثلاثة ايام جزم به ابن منده والحاكم وابن القيم فتوفي عم النبي صلى الله عليه وسلم ابو طالب ثم تبعته خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بعده بثلاثة ايام فعظم المصاب بالنبي صلى الله عليه وسلم فانهما كانا يشدان من اجره وكان ابو طالب يحميه عند بروزه الى الناس وكانت خديجة تسليه عند رجوعه الى بيته صلى الله عليه وسلم ووقع في كلام بعض الاخباريين تسمية هذا العام عام الحزن وهو شيء لا يعرف عند محقق السيرة ولا يناسب مقام الحزن في الشريعة فان مقام الحزن من المقامات المكروهة المغلوبة لا من المقامات الممدوحة مطلوبة فلا يمدح العبد بحزنه ولابي عبدالله ابن القيم كلام حسن في بيان هذا ذكره في مدارج السالكين تعقيبا على عدي صاحب منازل السائلين منزلة الحزن من منازل السير الى الله سبحانه وتعالى. فالعبد يتعوذ منه اجتنابا له ولا يبتغيه طلبا له. الحادثة الثامنة اسلام دين نصيب وذلك في السنة الحادية عشرة من البعثة النبوية فقوله بعد خمسين وربع اسلم اي بعد بلوغه صلى الله عليه وسلم سن الخمسين وربع ثلاثين وهو ثلاثة اشهر اي في السنة الحادية عشرة ونصفيين مدينة معروفة اليوم بتركيا وفي صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتاني واخدو دين ونعم الجن. هاتان واخرجني نصيبين ونعم الجن. وروي ان عددهم تبعث او تتعب وان منهم زوبعة والاخبار المرئية في ذلك لا ومن صحها فقد غلق واشار البزار الى علة حديث ابن مسعود المروي بجانب كتابه المسند وزوبعة عند علماء اللغة من ملوك الجن ومنه سمي عند العرب الاعصار الشديد بالزوبعة تشبيها بشدة ذلك الملك من ملوك الجن وروي في ذلك حديث عن ابن مسعود الا انه لا يصح واتفقا لقاء هؤلاء الجند النبي صلى الله عليه وسلم ببطن نخلة. وهو يصلي باصحابه صلاة الفجر ثبت ذلك في صحيح مسلم فان الجن لما حبست بالشهب عن السماء ابتغت خبر ذلك فوجهت منها وفودا فمر الوفد المبتغي تهامة بالنبي صلى الله عليه وسلم في بطن نخلة وهو يصلي باصحابه صلاة الفجر عامدا صلى الله عليه وسلم الى سوق عفاة فسمعوا قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وامنوا به على ما ذكره الله عز وجل في قوله واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يجتمعون القرآن ثم ذكر ذلك في سورة الجن. الحادثة التاسعة جوازه صلى الله عليه وسلم بسودة وهي زوجة بنت زمعة القرشية كانت عند سكران ابن عمر رضي الله عنه وهاجرت معه الى الحبشة ثم عادت فمات عنها فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وكان زواجه بها بعد موت خديجة رضي الله عنها والحادثة العاشرة عقده صلى الله عليه وسلم على عائشة بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنه وقد جرى المصنف على ان عقده على عائشة كان بعد زواجه من سودة والجمهور على ان النبي صلى الله عليه وسلم عقد على عائشة قبل دخوله بزوجة فعقد عقده عليها ولم يدخل بها ثم دخل صلى الله عليه وسلم بزوجة هذا قول الجمهور وصححه من اهل العلم كابن عين الاصبهاني وابي الفداء ابن كثير رحمهما الله والحديث احاديث الحادية عشرة الاسراء والمعراج به صلى الله عليه وسلم بعد خمسين وعام تالي اي بعد بلوغه احدى وخمسين سنة وقد اشتفق نقلة السيرة على انه كان بعد السنة العاشرة من البعثة ثم اختلفوا فقيل هو في السنة الحادية عشرة وقيل هو في السنة الثانية عشرة ونقل ابن حزم الاجماع عليه على انه كان في السنة الثانية عشرة وهو في نقل الاجماع مبالغة قاله الصالحين في الهدى والرشاد وكان الاسراع به صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين الثاني عشرة من ربيع الاول صح ذلك خبر ابن عباس في خبر جابر وابن عباس رضي الله عنهما متقدم الذكر عند ابن ابي شيبة والجورقاني وفيه انهما قال وفيه عرج به الى السماء وفيه عرج الى السماء وهذا الاثر اثر نفيس لا استطرد الا لاجل نفع فيه وهو ان بعض الذين صنفوا في السيرة لما نقلوا هذا الاثر ضعفوه بقول ابن كثير وفيه انقطاع والانقطاع الذي حكم عليه ابن كثير بحسب السند الذي وقع له في مصنف ابن ابي شيف فانه قال وقال ابو بكر ابن ابي شيبة في مصنفه حدثنا عفان عن سليم ابن حيان اه حدثنا عفان عن سعيد بن مينا عن جابر وابن عباس وعفان وهو عفان المسلم الصفاط لم يدرك سعيد ابن مينا بالهمز وعدنه فيكون في الظهر منقطعا لكن هذا وقع غلطا في النسخة التي وقعت في ابن كثير. وصوابه ان ابا بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا عفان قال حدثنا سليم ابن حيان عن سعيد بن يمينا عن جابر وابن عباس وهذا اسناد صحيح رجال ثغاة مشاهير وزدكم فائدة بعد ما تدرون هذا الاثر في نسخ ابن ابي شيبة اللي عندنا النسخ التي طبعت ان النسخ التي نزلت قبل اسبوع ان صح خبر نزولها اما النسخ التي بايدينا ليس فيها حاجة لا تدري بكثير قال قال ابن ابي شيبة والزورقان اخرجه من طريق ابن ابي شيبة. فهذا الاثر قطعا في مصلى ابن ابي شيبة ومن طريق رواه الزورقان بمسند الاباطيل بالسند الذي ذكرنا وهو استاذ صحيح. فيكون ما ذكره جماعة من المتأخرين من كلام كثير فيه نظم لما بيناه كان من خبر الاسراء انه اوصي به صلى الله عليه وسلم اي اشتري به ليلة. فالاسراء المسير في الليل به صلى الله عليه وسلم بجسده وروحه بقول الجمهور وهو اصح القولين الى بيت المقدس ثم عرج به الى السماء اي صعد به الى السماء. فالاسراء من مكة الى بيت المقدس. والمعراج من بيت المقدس الى السماء وفي معراجه صلى الله عليه وسلم فرضت الصلوات الخمس في اليوم والليلة وثبت اجرها بخمسين كما صح ذلك في الاحاديث المروية في الصحيحين وغيرهما خمس صلوات ولها اجر صلاة والحادثة الثانية عشرة بيعة العقبة الاولى وكانت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين بين النبي صلى الله عليه وسلم واثنين عشر رجلا من اهل المدينة. قدموا الموسم فبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان به وكانت في الثانية عشر بالعام الثاني عشر من البعثة النبوية وسميت بيعة العقبة لانها كانت في منزل سؤود من الارض موضع بين منى ومكة والعقبة في كلام العرب هي الطريق الاخذ في الجبل. كالعقبة في كلام العرب هي الطريق الاخذ في الجبل وتسمى به مواضع مشهورة الى اليوم فلقي النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الرجال الاثني عشر في هذا الموضع وبايعوه على الاسلام والحادثة التالتة عشرة بيعة العقبة الثانية وكانت في العام الثالث عشر للبعثة لقي النبي لقي النبي صلى الله عليه وسلم قوما من الانصار عدتهم سبعون رجلا وامرأتان علتهم سبعون رجلا وامرأتان. فبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم وسمي هذه البيعة بيعة العقبة بوقوعها في هذا الموضع بين مكة ومنى وسميت الثانية لوقوعها بعد الاولى هذا هو الذي جرى عليه اكثر نقلة السيرة النبوية والمصنفين فيها وذهب جماعة منهم كابن سيد الناس في عيون الاثر والقسطلان في المواهب اللدنية والصالح في سبل الهدى والرشاد الى جعل البيعة واقعة ثلاث مرات الاولى بيعة العقبة الاولى والثانية بيعة العقبة الثانية والثالثة بيعة العقبة الثالثة وجعلوا بين يدي هاتين البيعتين المشهورتين بيعة اخرى لقي النبي فيها لقي النبي صلى الله عليه وسلم فيها ستة رجال من الخزرج فكانوا توطئة لبيعة الاثني عشر رجلا والمشهور عند الجمهور ان البيعتين مرتان هما اللتان عدهما الناظم. والفرق بين البيعتين من جهاد اولها ان البيعة الاولى لم تكن فيها امرأة ان البيعة الاولى لم تكن فيها امرأة. واما البيعة الثانية فكان فيها فكان فيها امرأتان ولا امرأتين ها امرأتان وثانيها ان البيعة الثانية اكثر عددا فمجموع الحاضرين تلك البيعة كم ثمانية وسبعون فمجموع الحاضرين تلك البيعة اثنان وسبعون. سبعون رجلا وامرأتان. واما البيعة الاولى فالحاضرون لها اثنى عشر رجلا وثالثها ان البيعة الاولى لم يشهدها احد من المشركين. ان البيعة الاولى لم يشهدها احد من المشركين واما الثانية فشهدها عم النبي صلى الله عليه وسلم العباس ابن عبد المطلب ورابعها ان البيعة الاولى كانت على الايمان ان البيعة الاولى كانت على الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم واتباع دينه. واما البيع في الثانية فكانت على النصرة والايواء. واما البيعة الثانية فكانت على اليسرة والايواء والحادثة الرابعة عشرة هجرته صلى الله عليه وسلم وكانت يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول وكانت يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول من ربيع الاول ثبت ذلك في الاثر المتقدم ذكره عن جابر وابن عباس رضي الله عنهما وكانت هجرته صلى الله عليه وسلم خروجه من مكة الى المدينة. لما اشتدت به وباصحابه الحال ووقع بينه وبين اهل المدينة البيعة على الايواء والنصرة. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم رفقة ابي بكر الصديق ذليلهم عبد الله ابن اريقط الليثي وكان كافرا غير انه كان ماهرا عارفا بهداية الطريق ودلالتها. ثم ادركهم بعد ذلك عامر بن الطهيرة مولى ابي بكر الصديق ومبتدأ الهجرة كان لثلاثة رجال اسلامي مؤمنان هما النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر دليلهما عبد الله ابن قريش واحتبسا في الغار ثلاثة ايام ثم بعد ذلك لحقهم عامر بن فهيرة فصاروا اربعة. وقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة الى يوم الاثنين تواترت بذلك الاقباط قاله الحاكم قاله الحاكم فالاخبار المتواترة ان وصوله صلى الله عليه وسلم كان يوم الاثنين كما ان خروجه كان يوم الاثنين وقد اكمل صلى الله عليه وسلم ثلاثا وخمسين سنة عند هجرته وبقي في المدينة عشر سنين سيحكي الناظم رحمه الله تعالى احوالها وحوادثها فيما يستقبل من النظم ومجموع ما ذكره الناظم من حوادث السيرة النبوية بمكة هو خمس وعشرين وخمس وعشرون حادثة وخمس وعشرون حادثة. فانه اولا ذكر احدى عشرة حادثة ثم ذكر ثانية اربع عشرة حادثة فمجموع هذه الحوادث هو خمس وعشرين وخمس وعشرون حادثة من حوادث السيرة النبوية في مكة المكرمة قبل هجرته صلى الله عليه وسلم نعم قال الله ثم ومغفرة الله مع النبي صلى الله عليه وسلم لما الناظم رحمه الله من حوادث السيرة النبوية شرع يذكر من حوادث السيرة النبوية المكية شرع ذكر حوادث السيرة النبوية المدنية مرتبة على سني بقائي صلى الله عليه وسلم فيها وابتدأ ذلك بحوادث السنة الاولى. فذكر عشر حوادث فالحادثة الاولى اكمال صلاة الحضري الرباعية فان الصلاة فرضت اولا ركعتين ركعتين ثم اثمت صلاة الحضر في الرباعية اي في الظهر والعصر والعشاء فصارت اربعا وكان ذلك في السنة الاولى من صلى الله عليه وسلم. والحادثة الثانية صلاته صلى الله عليه وسلم الجمعة بينه لما قدم المدينة لقي اهلها يستقبلونه فاقام في قباء من يوم الاثنين الذي ورد فيه الى يوم الجمعة ثم انبعث من قباء قاصدا المدينة فادركه وقت الزوال في بني سالم ابن عوف فنزل النبي صلى الله عليه وسلم وصلى بالمسلمين الجمعة. فكانت اول صلاة للجمعة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم هي صلاته في بني سالم ابن عوف من قبائل الانصار والحادثة الثالثة بناء مسجد قباء فان النبي صلى الله عليه وسلم قدم اول ما قدم قباء وهي دار بني عمر ابن عوف من قبائل الانصار واقام فيها مدة واحسن الاقوال عند نقلته السيرة انه اقام فيها في يوم الاثنين الى يوم الجمعة. وفي تلك المدة بنى النبي صلى الله عليه وسلم مسجد قباء وكان اول مسجد بناه النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته والحديث الرابعة بناء مسجد المدينة النبوية فان النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من قباء ثم جاوز مساكن بني عمرو بن عوف وصلى بمنازل بني سالم بن عوف رصد الى المدينة. حتى بركت ناقته القصوى قريبا من جهة ابي ايوب فابتلى النبي صلى الله عليه وسلم مسجده في مدة تمر كان لغلامين يتيمين في حجم لاسعد ابن زوارة فتامنهم النبي صلى الله عليه وسلم عليه ثم شرع النبي صلى الله عليه وسلم هو واصحابه يبنون المسجد الثاني من المساجد التي بناها النبي صلى الله عليه وسلم وبلغت مدة بنائه اثنا عشر يوما بناه صلى الله عليه وسلم من الذي والمساجد التي بناها النبي صلى الله عليه وسلم وشارك في بنائها المسجد ثلاثة والمساجد التي كان للنبي صلى الله عليه وسلم فيها يد بناء ثلاثة احدها مسجد الكعبة في الواقعة التي تقدم قبل بعثته صلى الله عليه وسلم وثانيها مسجد قباء وثالثها مسجد المدينة وهو مسجده صلى الله عليه وسلم. والحادثة السادسة رجوع طائفة من المهاجرين هم اقل من نصف الذين سافروا فرجع ثلاثة وثلاثون رجلا وثماني نسبة. فرجع ثلاثة وثلاثون رجلا وثماني نسوة بلغهم ان اهل مكة اسلموا فرجعوا الى مكة ظنا منهم ستر الخبر. ثم كان منهم من هاجر مرة ثانية في شوالها من تلك السنة بعد ان تبين لهم كذبوا الخبر الذي نقل اليه. والحديثة السابعة المؤاخاة بين المهاجرين والانصار اي عقد اللقاء بينهم على المواساة في المال والصدق في النصيحة على المواساة بالمال والصدق بالنصيحة. فاعطى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم وتعاقدوا على ذلك اي تبايعوا على ذلك فكان بعضهم يواسي بعضا ويرث بعضهم بعضا. قبل ان يرفع ذلك وترد المواليد الى اولي الارحام. والحادثة الثانية دخوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها دخوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها وكان عقد عليها اي بمكة المكرمة ثم لما قدم المدينة دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم بتلك السنة كان عمرها تسعة سنين ثبت هذا في الصحيحين. والحادثة التاسعة مشروعية الاذان بقوله وشرع الاذان فاقتضى فاقتدي به بتلك الرؤيا التي رآها عبدالله بن زيد رضي الله عنه. فان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يتحينون وقت الصلاة. ويجتمعون له فلما شق ذلك عليهم رأى عبد الله ابن زيد في المنام الاذان فاخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فامر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا عن يؤذن بذلك وفاتت احدى الحوادث وهي المذكورة في قوله ثم بنى من حوله مساكنه. وهي الحاجة المذكورة بعد من بناء مسجد بناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. فالحادثة الخامسة بناء حجرات امهات المؤمنين. فان صلى الله عليه وسلم لما بنى المسجد النبوي بنى مساكن ازواجهم وكانت ازواجه حينئذ امرأتان هي ثورة رضي الله عنه التي جاءت من مكة والثانية عائشة رضي الله عنها التي اراد الدخول بها ولم يبني النبي صلى الله عليه وسلم مساكن ازواجه قل ليهن مرة واحدة بل كان يبني بحسب ما يستجد من دخوله بهن. ذكره الذهبي في منزل الروض نقله الصالح بسبل الهجر هدى ورشاد فما يتوهم ان بناء المساكن كان دفعة واحدة غلط في نقله تفسيرا. والحادثة العاشرة غزوة الابواء. وتسمى والدان. وهما متقاربان بين مكة والمدينة وله مالك في اخبار احكام الحج في قصة ابي قتادة في صيده الحمار الوحشي وكانت هذه الغزوة في شهر طفر خرج النبي صلى الله عليه وسلم يريد عيرا لقريش كانت هائلة محملة الارزاق من الشام. فابتغى النبي صلى الله عليه وسلم ان يصيب من قريش ما اصابت منه ومن اصحابه. ويسترد الاموال التي اخذوها مما تركه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه بعد هجرتهم فعرض لهذه العير لكنه لم يلقها وافلك منه ابو سفيان وسار النبي صلى الله عليه وسلم بلغ منازل بني ضمرة وصالحهم صلى الله عليه وسلم وهم من قبائل كنانة فهم بنوا ضمرة بعين مناة ابنانة فصالحهم النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه الغزوة عدها المصنف رحمه الله تعالى في السنة الاولى لا وعده غيرها وعده غيرها في السنة الثانية. لانها وقعت في شهر صفر ومأخذ الخلف بين نقلة السيرة في هذا ان لهم طريقتين الطريقة الاولى من يعد السنة من المحرم فيعد احداثها من المحرم. والطريقة الثانية من يعد السنة من الشهر الذي هاجر فيه النبي صلى الله عليه وسلم وهو ربيع الاول فمن ربيع الى ربيع فتلك سنة وهذا الذي جرى عليه الناظم والذي عليه يقول هو الاول ذكره ابن حجر في فتح الباري فتكون هذه الغزوة على التحقيق واقعة في سنة الثانية من الهجرة لوقوعها في شهر صفر ولهذا نظائر تأتي في مواضعها من النظم وهذا اثر البيان على هذه الجملة من الكتاب فنستكمل بقيته باذن الله تعالى بعد طلبي المغرب نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفق الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين