الكتاب الذي علم الحلق فيه في صفحة خمس مئة وسبع مئة خمس مئة خمسة وخمسين وسبع مئة خمسة وخمسون وسبعمئة والاخ اللي يقرأ تفضل في صفحة خمسة وخمسين وسبع مئة العرب تبدأ بالاقل ثم الاكثر وعكسه من لغتهم لكنه قليل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد على اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قلتم حفظكم الله ونفع بكم الاسلام والمسلمين. في كتاب البينة في اقتباس العلم والحزق فيه بسم الله الرحمن هذه لغة. فيجوز فيها الحذق والحذق نعم بسم الله والحمدق نعم بسم الله الرحمن الرحيم الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى فله الحمد في الاخرة والاولى. واصلي واسلم على محمد واله صلاة وسلام بالمكيال الاوفى اما بعد فانه لم يكن للذين يقتبسون العلم منفكين عن خبطهم زائلين عن خلقهم حتى تأتيهم بينة واضحة وحجة موضحة توجه حائرهم وتنبه غافلهم وقضي لي فيما سلف مقيدة في مدارج العلم بعشر وصايا شرقت وغربت ما شاء الله فتلقفها فئام يسترشدون واستفاد انها خيار مرشدون ثم حسنني سل نصالها سل نصالها وبوح وصالها اوسعة في الافادة فاجبت الداعي وحققت مؤملة فابرزت البينة في اقتباس العلم والحزق فيه من خدرها تنفع الملتمس وترفع المقتبس وتدفع المختلس. والله نعم تفضل. والله يهدي من يشاء صراط مستقيم ذكر المصنف وفقه الله ان الحادي له على تصنيف هذه النبذة انه لم يكن الذين يقتبسون العلم منفكين عن خبطهم اي تاركين لهم زائلين عن خلطهم حتى تأتيهم بينة واضحة وحجة موضحة وهذا هو الذي كان ينتفع به الاخذون من الطلبة من اشياخهم بارشادهم الى ما ينفعهم كما سبق بيانه في بعض المجالس فقضي فيما سلف تصدير مقيدة في مدارج العلم وهي ضميمة بهذا الاسم في صدرها هذه الوصايا العشر ثم افردت. نعم البينة الاولى العلم صيد وشراك النية فمن صحت نيته وحسن قصده صاد من العلم درره ونال منه غرره ومن فسدت نيته وساء قصده لم يصب لم يصب من الصيد الا ارذله مما لا يقصده صائد ولا يبشر به رائد ومن كنوز السنة انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى وبتصحيح النيات تدرك ايات ومدار نية العلم على اربعة امور من اجتمع له قصدها كملت نيته في العلم اولها رفع الجهل عن النفس بتعريفها طريق العبودية وثانيها رفع الجهل عن الخلق بارشادهم الى مصالح دنياهم واخرتهم وثالث العمل به فان العلم يراد للعمل. ورابعها احياءه وحفظه من الضياع. وهذا المعنى متأكد في حق المتأهل المهيأ له القادر عليه واليهن اشرت بقول ونية للعلم رفع الجهل عن عن نفسه فغيره من النسم. والثالث التحصين للعلوم. والثالث التحصين للعلوم من ضياعها وعمل بها زكن. ومعنى عم شمل عمل وعمل وعمل به زكن ومعنى شمل والنسم النفوس جمع نسمة وزكن اي ثبت الواضح الواضح نتركه يعني هذي ذكر فيها النية وان نية طلب العلم اربعة مقاصد البينة الثانية العزم مركب الصادقين ولم تكن له ومن لم تكن له عزيمة لم يفرح بغنيمة فان العزائم جلابة الغنائم فاعزم تغنم واياك اماني البطالين. قوله العزم يعني الارادة الجازمة قوله العزم يعني الارادة الجازمة. نعم قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد اذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل البطالة وردفه قمر العزيمة اشرقت اشرقت ارض القلب بنور ربها. وانما يحل عقدة العزم ثلاث ايد. اولها الف العوائد مما جرى عليه الخلق في رسومهم واحوالهم. وثانيها وصل على وهي تعلقات قلبي وصلاته وثالثها قبول العوائق من الحوادث القدرية التي تكتسح العبد من قبل غيره فان لهن سلطانا على النفس يحول بين العبد وبين مطلوبه ويقعده عن مرغوبه. لا يدفع لا يدفع الا بحسن مادتهن فالعوائد تحسم بالهجر والعلائق تحسم بالقطع والعوائق تحسم بالرفض. فمن هجر العوائد وقطع العلن ورفض العوائق فهو سلطان نفسه. وحسام وحسام النفوس اجل من حسام الرؤوس وتمد قوة العزم وتمد قوة العزم ثلاثة موالد. اولها مورد الحرص على ما ينفع وثانيها مورد الاستعانة بالله عز وجل وثالثها مولد خلع ثوب العجز والكسل وهن في قول الله صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. فجمله الثلاث منابع الموت واحدا واحدا حذو القذة بالقذة ومما يحرك العزائم ادمان مطالعة سيل المنعم عليهم من النبيين من النبيين والصديقين. ومما يحرك العزائم ومما يحرك العزائم ادمان مطالعة سير المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين الاعتبار بحالهم وتعرف مصاعد هممهم يثور عزمتك ويقوي شكيمتك فلا تحرم نفسك فلا تحرم نفسك من اثارهم وطالع ما استطعت من سيرهم. قوله في اخذهم هو مما يحرك العزائم ادمان مطالعة سير المنعم عليهم الى اخره فيه التنبيه الى عظيم افتقار طالب العلم الى معرفة سير الاولين قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى لا اجد لطالب العلم انفع من قراءة سير السلف وذكر ابن مفلح رحمه الله ان تعلم الفقه وسماع الحديث لا يفي بصلاح النفس الا مع النظر في سير السلف واستعمال الرقائق الا مع النظر في سير السلف واستعمال الرقائق لماذا ايش مات في انه يعني لان العلم يورث القلب قوة تميل به الى القساوة قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى تاملت العلم والميل اليه والتشاغل به فاذا هو يقوي القلب قوة تميل به الى نوع قساوة فاني اسمع الحديث ارجو ان ارويه وابتدئ بالتصنيف ارجو ان اتمه ولولا قسوة القلب وطول الامل لما وقع هذا الى اخر اصلي له ذكره في صيد الخاطر فلا يخرج القلب من هذه القسوة الا بتهذيبه بالرقائق وعمادها بعد دلائل الكتاب والسنة في ابواب السلوك والزهد السلف رحمهم الله تعالى ابتداء بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم اصحابه ثم من بعدهم. هم البينة الثالثة التبحر في العلم فضيلة والمشاركة في كل فن غنيمة قال يحيى ابن مجاهد رحمه الله كنت تؤاخذ من كل علم طرفا فان سماع الانسان قوما يتحدثون وهو لا يدري ما يقول. امة عظيمة قال ابو محمد ابن حزم كتيبة الاندلسيين عقب ذكره له ولقد صدق. كتيبة الاندلسيين يعني واحد كتيبة من الناس من اهل الاندلس نعم وما احسن عند اهل الذوق والوجه من طلاب المعاني قول ابن الورد من كل فن خذ ولا تجهل فالحر مطلع على الاسرار ويقبح بالمرء ان تكون له قدرة وليست له همة اقعدوا عن استنباط علم مع القدرة عليه ويتباعد عنه مع قرب طريق وصوله اليه. وهذا ضرب من الحرمان فان العلم خير وان المؤمن لا يشبع من الخير حتى يكون منتهاه الى اصله الزخار ومنازله الاولى فحي على جنات عدن فانها منازلك الاولى وفيها المخيم. ومن خصائص علوم الديانة ارتباط بعضها فمحلها الى النورين القرآن والسنة وهما وحي من الله واذا كان المنبع واحدا واذا كان المنبع واحدا كان الارتباط واضحا. قوله فمحلها يعني منتهاها منتهاها في قوله تعالى فمحلها الى البيت العتيق يعني منتهاها الى البيت الحرام نعم قال الزبيدي رحمه الله في الفية السند فان انواع العلوم تختلط وبعضها بشرط بعض مرتبط والتفريق بالاقتصار على فن واحد دون تحصيل اصول بقية الفنون من اثار الاقتداء بعلوم اهل الدنيا التي سرت في كثير من المشتغلين صارت في كثير من المشتغلين بعلوم الشريعة وثبوت القدم على الصراط الاتم هو في تحصيل اول الفنون دون اتساع فيها ثم التشاغل بما شاء العبد منها مما وجد قوته فيه وقدرته عليه. اما بلوغ اما بلوغ الغاية وحصول وحصول الكفاية في علوم الديانة جميعا. فليس لكل احد بل يختص به الله من يشاء من خلقه وملاحظة وملاحظة الاختصاص تهون المغامرة وتجشم العناء حتى ينال المنى. لاستسهلن الصعب او ادرك المنى. فمن قادت الامال الا قوله وثبوت القدم على الصراط الاتم اي في بيان الطريقة النافعة في اخذ العلم وهي المذكورة بقوله هو في تحصيل لاصول الفنون دون اتساع فيها. اي بان يتقن اصول الفنون من المتون المقررة فيها حفظا وفهما ثم اذا اتقن تلك الاصول تشاغل بما شاء منها ويتخيره باعتبار قوته فيه وقدرته عليه. فهو في حال المبتدأ يأخذ طرفا من علم الاعتقاد وطرفا من علم الفقه وطرفا من علم التفسير وطرفا من علم النحو وطرفا من علم المصطلح الى اخر العلوم النافعة. ثم بعد ذلك يقدر لنفسه بمعرفته او ارشاد شيخه التوسع في علم او علمين بحسب قوته فيه ووجدانه لذته او حاجة الناس اليه واذا لم يجد نفسه تركن الى علم تركه وابتغى غيره. اما تحصيل الغاية في كل العلوم فهذا شيء لا ييسر الا للندرة من الخلق في قرون الامة اه البينة الرابعة ينبغي ان يكون هم الطالب الاعظم تحصيل علوم المقاصد والتفقه في الوحيين فلا يشتغل بغيرها الا بقدر ما يقف به على مقاصد العلم المنظور فيه. دون ادامة نظر تبلغه غوره فان وما الالية كثيرة العدد ثقيلة العدد وهي للعلم بمنزلة الملح للطعام ان زاد ساء وان نقص ساء قال ابن خلدون رحمه الله في المقدمة اعلم ان العلوم المتعارفة بين اهل العمران على صنفين مقصودة بالذات كالشرعيات وعلوم هي الة ووسيلة لهذه العلوم. فاما العلوم التي هي قاصد فلا حرج في توسعة الكلام فيها وتفريع المسائل واستكشاف الادلة والانظار فان ذلك يزيد يطالبها تمكنا من ملكته وايظاحا لمعانيها المقصودة. واما العلوم التي هي الة لغيرها مثل العربية والمنطق وامثالها فلا ينبغي ان ينظر فيها الا من حيث هي الة لذلك الغيث لذلك غيري فقط ولا يوسع فيها الكلام ولا يوسع فيها الكلام ولا تفرع المسائل لان ذلك مخرج عن المقصود اذ المقصود منها ما هي ما هي؟ اذ المقصود منها ما هي الة له لا غير. فكلما خرجت ذلك خرجت عن المقصود وصار الاشتغال بها لغوا مع ما فيه من صعوبة الحصول من صعوبة الحصول على ملك بطولها وكثرة فروعها وربما يكون ذلك عائقا عن تحصيل العلوم المقصودة بالذات لطول وسائل مع ان شأنها اهم والعمر يقصر عن تحصيل الجميع على هذه الصورة. انتهى كلامه ولا الطالب الظفر بما يؤمله من علوم المقاصد والوسائل حتى يكون نهازا للفرص. قوله نهازا الفرص اي مغتنما لها اي مغتنما لها نعم مبتدأ للعلم من اوله اتيا له من مدخله منصرفا عن التشاغل بطلب ما لا يضر جهله ملحا ام في ابتغاء درك ما استصعب عليه غير مهمل له؟ قال قال الماوردي رحمه الله في ادب الدنيا او الدين فينبغي لطالب العلم ان لا ينيا في طلبه وينتهز الفرصة به فربما شح الزمان بما وظن بما منح. قوله ان لا يني اي الا يقصرا اي الا يقصر قوله وظن بما منع اي بخل اي بخل اي بخل بما منح ويبتدأ من العلم باوله ويأتيه من مدخله ولا يتشاغل بطلب ما لا يضر جهله فيمنعه ذلك من ادراك ما لا يسعه جهله فان لكل علم فضولا مذهلة وشذورا مشغلة اليها نفسه قطعته عن ما هو اهم منها. ثم قال ولا ينبغي ان يدعوه ذلك الى ترك تصعب عليه اشعارا لنفسه ان ذلك من فضول علمه واعذارا لها في ترك الاشتغال به فان ذلك مطية وعذر المقصرين. قوله مطية النوك اي الحمقى نعم ومن اخذ من العلم ما تسهل وترك منه ما تعذر. كان كالقناص اذا امتنع عليه الصيد تركه فلا يرجع الا خائبا اذ ليس يرى الصيد الا ممتنعا. كذلك العلم طلبه صعب على من جهله. سهل على امن علم لان معانيه التي يتوصل اليها مستودعات في كلام مترجم عنها. وكل كلام مستعمل فهو يجمع لفظا مسموعا ومعنى مفهوما. فاللفظ كلام يعقل بالسمع والمعنى تحت اللفظ بالقلب انتهى كلامه البينة الخامسة مما يعين مما يعين الطالب على الاتصاف بما سبق جمع نفسه على تلقي من اصول تحفظا وتفهما فان افراغ زهرة العمر وقوة النفس في طلابها احسن الانتهاز للفرصة واكمله وبها ابتداء العلوم من اوائلها واتيانها من مداخلها. وهي سلم الارتقاء الى اثقل الحزق في العلم وتحصيل ملكة الفن. فان الحزق يدرك بثلاثة امور. اولها الاحاطة العلم وقواعدك وثانيها الوقوف على مسائله وثالثها استنباط فروعه من اصوله وايسر سبيل للتحقق بهذه الامور الثلاثة بقر الاصول واستنباط واستبطان منطوقها ومفهومها يمتنئ القلب بحقائقها وتثبت في النفس مقاصدها فيصير الممارس لها ذا حذف بها قال ابن خلدون في مقدمته بعد كلام سبق وذلك ان الحزق في العلم والتفنن في الاستيلاء عليه انما هو بحصون ملكة في الاحاطة بمبادئه وقواعده والوقوف على مسائله واستنباط فروعه من اصوله وما وما لم وما لم تحصل هذه الملكة لم يكن الحزق في لذلك الفن لم يكن الحزق في ذلك الفن المتناول حاصلا. وهذه الملكة غير الفهم والوعي لانا نجد فهم المسألة الواحدة من الفن الواحد ووعيها مشتركا بين بين منشدا في ذلك الفن وبين من هو مبتدأ فيه وبين العامي الذي يحصن وعلما وبين العالم النحرير والملكة انما هي للعالم للعالم او الشادي في الفنون دون من سواهما فدل على ان هذه الملكة غير الفهم والوعي. قوله رحمه الله مشتركا بين منشدا في ذلك الفن الشاذي في الفن هو الذي اصاب منه حظا حسنا الشاذي في الفن هو الذي اصاب منه عضا حسنا وفي هذه الجملة الارشاد الى ما تحصل به ملكة الفن والمراد بالملكة الهيئة الراسخة منه في النفس والمراد بالملكة الهيئة الراسخة منه في النفس فذكر انها تكون بادراك ثلاثة امور. اولها الاحاطة بمبادئ العلم وقواعده اي مقدماته وهي المسائل التي تكون عادة في مختصراته المقدمة في الدرس وثانيها الوقوف على مسائله وهي المسائل التي تكون عادة مقرنة في مطولات تلك الفنون وثالثها استنباط فروعه من اصوله اي معرفة كيفية بناء مسائل ذلك الفن من اعتقاد او فقه او نحو او صرف على اصول ذلك الفن. فيمكنه حينئذ ان يرد الفروع الى اصولها. فمتى وجدت هذه المعاني صار المتصف بالعلم له ملكة فيه. وهذا هو الذي يمتاز عن غيره فان الفهم والوعي يوجد حتى عند المبتدئين والمتوسطين والمنتهين من الطلبة لكن الملكة الراسخة التي جعلوا ذهن صاحبها مدركا مسائل العلم لما يتجدد ويحدث من نوازله لا تكون الا مع وسوخ الملكة فيه نعم البينة السادسة ان الوصول الى الحزق في العلم لا يتهيأ باخذه دفعة واحدة بل لا بد من تدريج النفس فيه شيئا فشيئا ويتحقق هذا بتكرار دراسة الفن في عدة اصول الله. تنتظم ارتفاعا من الايجاز الى التوسط ثم الطول وقد يكون لكل مرتبة اصل واحد. وقد تضم اصلين اثنين معا. وتختص الاصول الموجزة بكونها جامعة للمسائل الكبار في كل باب. ثم تتزايد مسائله في الاصول المتوسطة والمطولة مفتاح الانتفاع بكل هو ان يتلقى الطالب الاصول الموجزة على سبيل الاجمال ليتهيأ له بذلك الفن وتحصين مسائله ويتلقى بعدها الاصول المتوسطة مستوفاة الشرح والبيان مع ذكر ما هنالك من الخلاف ووجهه فتقوى وبذلك ملكة في الفن ثم يتلقى بعدها الاصول المطولة. مستكملا شرحها وبيانها ومعرفة خلافياتها ويزاد له حل المشكلات وتوظيح المبهمات وفتح المقفلات فيصل بهذه العدة الى املك تلفا والمرشد الى هذا كله هو الدراكة البصير ابن خلدون اذ يقول في مقدمته اعلم ان تلقين العلوم للمتعلمين انما يكون مفيدا اذا كان على التدريج. شيئا فشيئا وقليلا قليلا يلقي عليه اولا مسائل من كل باب من الفن هي اصول ذلك الباب ويقرب له في شرحها على سبيل ويراعي في ذلك قوة عقله واستعداده لقبول ما يورد عليه حتى ينتهي الى اخر وعند ذلك يحصل له ملكة في ذلك العلم الا انها جزئية وضعيفة وغايتها انها هيئته لفهم وتحصين مسائله ثم يرجع به الى الفن ثانية فيرفعه في التلقين عن تلك الرتبة الى اعلى منها. ويستوفي الشرح والبيان ويخرج ويخرج عن ويذكر له ما هنالك من الخلاف ووجهه الى ان ينتهي الى اخر الفن فتجود ملكته ثم يرجع به وقد شدى فلا يترك عويصا ولا مبهما ولا منغلقا الا وضحه وفتح له مقفله فيخلص من الفن وقد استولى على ملكته هذا وجه التعليم المفيد وهو كما رأيت انما يحصل في ثلاث تكرارات وقد يحصل في ثلاث تكرارات وقد يحصل للبعض في اقل من ذلك بحسب ما بحسب ما يخلق له ويتيسر عليه انتهى كلامه وهو شبيه باجتماع الخلق على ترتيب الدراسة النظامية فيما دون الجامعة في مراحل ثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوي والثانوية. ذكر المصنف وفقه الله في هذه الجملة له الطريقة الى الحلق في العلم وانه يكون بتدريج النفس شيئا فشيئا وذلك يتحقق بدراسة الفن في عدة اصول تنتظم من الايجاز الى التوسط الى الطول فيبدأ بمتن مختصر ثم يتبعه بمتن متوسط ثم يتبعه بمتن مطول. وقد يكون في بعض الفنون كافيا اخذ متنين ولكن عامة الفنون لابد من تدريجها على هذا النحو وعند اخذها على هذا النحو فعند المختصر يأخذه على الاجمال فيبين له مسائل الفن ثم بعد ذلك في المتوسط يزيده استيفاء الشرح والبيان. ثم بعد ذلك في المطول يزيده ما يحل الاشكالات ويفتح المقفلات ويرد على الشبهات. واخذ العلوم على هذا الوجه هو الذي ينتفع به الطالب. اما جعل ما يكون في المطول كائنا في المختصر مع الطالب المبتدئ فهذا لا نفع فيه. كمن يأتي فيدرس طالبا ثلاثة الاصول ويدرسها على النحو العالي فيدخل في ذلك حل المشكلات وفتح المقفلات وبيان الشبهات فهذا لا ينتفع الطالب به اذا كان مبتدأ لان ذهنه لا يقبل ذلك فلا بد من ترقية ذهنه شيئا فشيئا. وهذا امر مقطوع به فيما سلف. وهو المعمول به في التعليم العام. فالذين يتعاطون مثلا علم الرياضيات وما تبعها من العلوم الفيزيائية وغيرها المحتاجة الى المعادلات لم يبتدأوا طلب هذا العلم بمعادلات الظاء الضتا والجاه والجاة وغيرها وانما ابتدأوها بالعمليات الحسابية الاربع وهي الجمع والطرح والضرب والقسمة ثم لا تجد احد احدا من هذه الفنون يبدأ بغير هذا الترتيب فيقدم الجمع اولا ثم الطرح ثانيا ثم الضرب ثالثا ثم القسمة رابعا لان ذهن لا يقبل البناء الا على هذا النحو. فكذلك العلوم الشرعية لها نحو لا تقبل العلم الا به. بان يبدأ بما ايعين على تصور المسائل ثم يقرن بذلك معرفة الدلائل ثم يتبع ذلك ثالثة معرفة حل الاشكالات ودفع الشبهات فعند ذلك تقوى ملكته في العلم وهذا هو الذي كان عليه العلم في الاقطار الاسلامية كافة ثم فسد العلم فصار ما للمتأخر المنتهي مجهولا بالمبتدئ. وتتعب الة المبتدئ بما يكل ذهنه حتى يترك العلم ولا ينبل فيه بل ربما انقلب الى ظجر منه وكل ذلك مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم ان ان هذا الدين يسر فلا يمكن ان يكون ما يحتاج اليه الدين في ابواب الاعتقاد والاحكام صعبا شاقا لا يصل اليه الناس الا بتعب شديد. فيبقى الانسان عشرين سنة ما قرأ متون الاعتقاد ثلاث سنوات في ثلاثة الاصول وسبع سنوات في التوحيد. وثلاث سنوات في كشف شبهات وسنة ونصف القواعد الاربع وسبع في الواسطية وخمس في الحموية ومات الشيخ او ترك الطالب وهما قرأ بعد ذلك التدبرية ولا لمعة الاعتقاد ولا غيرها من المتون. لا يمكن ان يكون هكذا اخذ العلم ولابد من الاصلاح العلمي للحال القائمة في كثير من البلدان الاسلامية الان. والطالب يجتهد في الاخذ على هذا النحو الذي كان عليه العلماء والمعلمون يجتهدون في رحمة الطلبة باخذهم على هذا النحو فينتفع بذلك المعلم والمتعلم وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب وبعد صلاة المغرب باذن الله سبحانه وتعالى نبتدأ في كتاب معاني الفاتحة والقصاد المفصل ثم ثانية لاستكمال هذا الكتاب وفق الله الجميع لما يحب ويرضاه والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين