السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا. وسهل بها اليه وصولا اه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله الله عليه وعلى اله وصحبه لبينت اصول العلوم. وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها اما بعد فهذا شرح الكتاب الاول من برنامج اصول العلم في سنته الثالثة خمس وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وست وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. وهو كتاب خلاصة تعظيم العلم لمصنفه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي وفقه الله. الحمد لله رب العالمين. والصلوات نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. وصلى اللهم وسلم على عبده ورسوله اما بعد فهذه السادة المصنف وفقه الله كتابه بالبسملة. ثم اردفها بحمد الله والصلاة على نبيهم صلى الله عليه وسلم وهؤلاء الثلاث من الاداب المتفق عليها من اداب التصنيف. فان من صنف كتابا استحسن له ادبا ان يلتزم جملة من الاداب. منها ها هنا ثلاثة اداب. احدها ابتداؤه بالبسملة. وثانيها ارداف البسملة بالحمدلة. وثالثها تظمين ديباجة كتابه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى اله وصحبه ذكر هذا جماعة منهم ابن عبد البر والعين في اخرين. والمح المصنف الى مقصوده من هذا الكتاب وهو ابتغاء تعظيم مطلوب شرعا في قوله الحمد لله لا هي المعظم بالتوحيد. فالمراد ايقاف المتلقي عليه تعظيم شيء من الشرع وهذا المعظم هو العلم كما قال بعد فهذه من كتاب تعظيم العلم ومن التراجم المشيرة الى هذا الاصل ان ابا محمد الدارمي الحافظ جعل في مقدمة كتابه السنن كتابا ترجمه بقوله باب اعظام العلم وهذه المدونة المسماة بالخلاصة هي كما قال خلاصة اللفظ اي من الكتاب الاصل هي النقاوة. فخلاصة الشيء نقاوته. والحامل على جمع هذه النقاوة على حدة هو المذكور في قوله اعدت بالتقاطها لمقصد الحفظ لان الحفظ يبتغى فيه تقليل المباني مع تكفير المعاني. فالمحمود هو ما قل مبناه وجل معناه. ثم قال فاستخرج منه للمنفعة المذكورة يعني الحفظ اللباب ولباب الشين خالصه. فهذه الاوراق تشتمل على باب كتاب تعظيم العلم. ثم قال وجعل فيه الانموذج من كل باب. اي المثال المعتدى فالانموذج بضم الواو هو المثال المحتذى. فالتراجم التي عقدها المصنف في هذا الكتاب تشتمل في كل باب منها على انموذج يحتذى يشير الى ما وراءه مما ما يحاذيه مما هو مذكور في اصله تعظيم العلم. ثم قال ليكون في نفوس الطلبة النهار اي واضحا جليا فان العرب تضرب مثلا في وضوح الشيء فتقول انه بين كشمس النهار فان شمس النهار لا تخفى على ذي بصر. ثم قال ويترشح بعده ان يتهيأوا الى العمل والادكار. اي الاتعاظ والاعتبار. اصله الذكار. بدل ثم واو ثم قلبت الدال دالا وادغمت في اختها فصار الادكار والمراد الاتعاظ والاعتبار فانه اذا قلت المعاني امكن للنفس ان تجول فيها فكرا ونظرا وتستعظ وبها حقيقة وخبرا. ثم تصعد بعد ذلك الى امتثالها واقعا وعملا الحمد لله واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله اما بعد يقول الحافظ رحمه الله هذه المقدمة الثانية مقدمة بعد المقدمة الاولى فان المقدمة الاولى هي مقدمة والخلاصة وهذه المقدمة الثانية هي مقدمة الاصل وهو تعظيم العلم. والمقدمات في ابواب العلم نوعان احدهما مقدمة علم وهي المبادئ العشرة له والاخر مقدمة كتاب وهي الديباجة التي تجعل بين يديه والعادة الجارية غالبا الاكتفاء بمقدمة واحدة. الا اذا اقتضت الحال ارداف المقدمة الاولى في مقدمة ثانية كالحال الواقعة هنا من كون الكتاب مختصرا لاصل فتكون فيه مقدمة احداهما مقدمة الاصل والاخرى مقدمة المختصر. وذكر المصنف وفقه الله في هذه الديباجة ان حظ العبد من العلم موقوف اي مرتهن على حظ قلبه من تعظيمه واجلاله فما يحوزه ملتمس العلم من العلم هو مرتهن بما يكون في قلبه من تعظيم علمي واجلاله فانه اذا عظمه صلح ان يكون قلبه محلا له. وان لم يعظمه لم يصلح ان يكون قلبه محلا للعلم. ثم قال فمن عظم العلم لاحت انواره عليه اي ظهرت ووفدت رسل فنونه اليه اي قدمت ولم يكن لهمته غاية الا اتلقيه ولا لنفسه لذة الا الفكر فيه. لان من ولع قلبه بشيء عظم اشتغاله به فان من احب المال كثر اشتغاله بتحصيله. ومن احب العلم عظم اشتغاله بتحصيله وصوله الى هذه الرتبة لا يكون دفعة واحدة. بل يكون بقدر امتلاء القلب بتعظيم العلم. وهذا الاصل كان من الحقائق الثابتة في احوال السلف. واذا اردت ان تستخرج الاصول التي عظمت علم السلف رقدت جملة منها من افرادها ما ترجم له ابو محمد الدارم بقوله فيه باب في اعظام العلم. فان علوم السلف ذكر ومعارفهم نمت لما كان في قلوبهم من اعظام للعلم ولو عمد واحد الى جمع احوال السلف واقوالهم في العلم ومسالك ذلك لحشد كما هائلا يطلع به ملتمس العلم على انه لا السبيل الى نيل العلم الا باعظامه. ولا نريد بهذا النيل مجرد ما يقع عند الناس من سورة العلم وما يتباهون به من اوعيته ككثرة اقتناء الكتب او نيل الشهادات او كثرة المشايخ كلا ولكن المراد هو ما وصل اليه السلف من العلم وهو العلم النافع المنور للبصائر ينالوا به المقامات العالية في احوالهم وعلومهم واعمالهم في الدنيا ويرجى لهم به نيل الدرجات الرفيعة في الاخرة. ثم لما قرر المصنف ثبوت هذا الاصل في التماس العلم ترى ان اعون شيء اي اكثر شيء عونا لك لتنقل الى اعظام العلم والزامه هو معرفة معاقب تعظيمه. وبين المراد بمعاقب التعظيم بقوله وهي الاصول الجامعة المحققة لعظمة العلم في القلب. فان الوصول الى تعظيم العلم لا ينبغي ان يكون خفيا. بل يجب وان يكون واضحا جليا اذ رعته الشريعة في ادلتها واعمله السلف في احوالهم واقوالهم فلا بد ان يكون ظاهرا بينا. وذلك الاعظام جاء منحصرا في جملة من الاصول الحقيقة بان تسمى معاقد تعظيم العلم. فكل معقد من المعاقد المستقبلة هو لمن اخذ مؤد الى تعظيم العلم. فلو قدر انك نظرت الى المعقد الاول وهو تطهير وعاء العلم اي القلب. فانك فتعلم ان من السبل الموصلة الى اعظام العلم حرصك على طهارة قلبك. فان الذي يبتغي تعظيم العلم يجتهد في ان يكون الوعاء الذي يجعل فيه العلم ظاهرا. فالاخذ بهذه المعاقد هو تالك سبيل تعظيم العلم. ولا تعظيم العلم في هذه المعاقل. لكن المقصود ابانة مستكثرة من الاصول التي تؤدي الى اعظام العلم وهي السبيل الامن للوصول الى العلم فان التيه الذي يتقلب فيه ملتمس العلم في الاعصار الاخيرة من اعظم اسبابه ضعف لا للعلم واعظامه في قلوبهم. واذا كانت هذه حالهم فمن المحال لمن عقل خطاب الشرع وعى احوال السلف ان يقال ان هؤلاء ولو كثرت الاسباب التي تؤدي الى العلم كطباعة الكتب وعقد الدروس وغيرها من هذه السبل محال ان ينالوا العلم. وهذا جواب سؤال كبير يطرحه بعضنا على نفسه وهو انه يشتغل في طلب العلم مدة مديدة ثم لا يؤنس من نفسه رشدا فيه ولو انه بصر علته وخبر مرضه ثم سعى في مداواته لتسارع وصول العلم اليه. ومن جرب سيعرف حقيقة هذا ثم قال بعد فمن اخذ بها اي بمعاقد التعظيم كان معظما للعلم مجلا له. ومن ضيعه فلنفسه اضاع ولهواه اطاع. فلا يلومن ان ستر عنه الا نفسه. اي اذا انقطع عن العلم فاعلم ان الافة التي علقت بقلبك فاودت به بعيدا عن العلم كان مبتدأها في عدم رعايتك هذا الاصل الجليل وهو اعظام العلم. ثم ذكر مثلا عربيا مشهورا وهو يداك او وابوك نفخ. وهذا مثل تضربه العرب لمن اهلك نفسه. وهذا مثل يضربه العرب لمن اهلك نفسه. واصله ان رجلا اراد ان يقطع نهره فعمد الى قربة فنفخ فيها حتى امتلأت بالهواء فتطفو به على الماء. فلما استتم نفخها اوكى عقدها اي شد عليها لئلا يخرج الهواء منها. فلما القى بنفسه ملتمسا ان ان تحمله هذه القربة في النهر لم تقدر تلك القربة على حمله وغرق في الماء قيل مثلا يداك اوكتا اي هي التي شدت حبل هذه القربة وفوك اي فمك نفخ الهواء فيها ثم قال ومن لا يكرم العلم لا يكرمه العلم اي من لا يسعى في اكرام العلم واجلاله واعظامه فان العلم لا يكرمه لان العلم عزيز اذ هو ميراث النبوة. والله سبحانه وتعالى يغار ومن من غيرته عز وجل الا يصطفي لما اصطفاه الا المصطفى. فكما اصطفى النبي صلى الله عليه وسلم للرسالة فلم تكن لاحد غيره في عهده ولا لاحد بعده فان العلم وهو ميراث النبوة لا يكون الا اصطفاعا. وهذا العلم الذي نذكره هو العلم المطلوب شرعا. اما العلم الذي يدعيه الناس في اساس او الشهادات او كثرة المعلومات فانه لا يعكر على هذا الاصل. اذ يرى بعض الناظرين فلانا او عنده علم وهو لا يتمثل اكرام العلم. وجواب هذا الاشكال وبيان هذه الحال ان العلم الذي عنده ليس هو العلم المطلوب شرعا فليس هو العلم الذي يرفعه في الدرجات ويقربه من رب الارض والسماوات ولكنه علم يحصل حطاما في الدنيا او ذكرا وجاها فيها او منصبا ورئاسة حتى اذا لقي الله سبحانه وتعالى وجد له وما عنده احدهما وفي صحيح مسلم قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يأمر بشأنكم واموالكم ولكن قال المصنف وفقه الله المعقد الاول من معاقل تعظيم العلم وهو تطهير وعاء العلم. والمراد به الوعاء المتعلق بالجسد فان اوعية العلم نوعان احدهما او عيد اوعية داخلية والاخر اوعية خارجية فالاوعية الداخلية هي وعاء واحد هو القلب فهو محل العلم من الانسان فان انما يكون في الانسان من مواد روحية او جسدية لها مهان منه. والعلم واحد مما فيه ومحله منه هو القلب وشواهد ذلك بالقرآن والسنة كثيرة. والاخر اوعية خارجية وهي كثيرة اشهرها ذكرا واكثرها دورانا هو الكتاب. والمراد من هذه الاوعية هنا هو الوعاء الداخلي الذي يتعلق بالانسان وهو القلب. قال المصنف وبحسب طهارة القلب يدخله العلم واذا ازدادت طهارته ازدادت قابليته للعلم. لان قبول وعاء ما لما يوضع فيه هو بحسب صلاحية ذلك الوعاء لما يلاقيه. فان من جاء بماء عذب صاف زلال اراد ان يبقى على عذوبته وصفائه وزلاله جعله في كأس من زجاج نظيف اذا جعله في كأس فيه ملح او في كأس فيه وسخ فانه تسلب هذه الخصائص منه فبعد ان كان عجبا يطير ملحا اجاجا وبعد ان كان صافيا زلالا يكون وسخا مستقذرا فكذلك العلم هو منا في القلب فاذا طهرت قلوبنا صار العلم الواصل اليها الثابت فيها مع طهارتها علما صحيحا نافعا واذا كان هذا العلم ملاقيا محلا مستقذرا مشتملا على خبث في القلب فان هذا العلم اما ان يمتنع دخوله واما ان يكون دخوله عسرا واما ان يكون بعد دخوله ضعيفا الاثر في النفس ثم قال فمن اراد حيازة العلم فليزين باطنه وذلك بقوله ويطهر وقلبه من نجاسته. فتزيين الظاهر بالحلية التي يجعلها الانسان لنفسه من ثياب او غيرها. والحلية تكون بامر واحد وهو تطهير القلب من النجاسات. ثم قال فالعلم جوهر لطيف. لا يصلح الا عن القلب النظيف والعلم المراد هنا ليس جنس العلم بل في قوله فالعلم عهدية اي العلم هود المراد وهذا العلم المعهود المراد يجمع صفتين الاولى الصحيح وفي نفسه الصحيح في نفسه والاخر النافع لصاحبه. فاذا قيل في بيان هذه العبارة وباعتبار معنى فالعلم الصحيح في نفسه النافع لصاحبه جوهر لطيف لا يصلح الا للقلب القلب النظيف صار هذا الامر واضحا بينا جليا. لا يعكر عليه ان تلقى رجل سوء عنده علم لان هذا العلم الذي عنده اما ان يكون غير صحيح في نفسه او ان يكون غير نافع له. فالذي يقال فيه العلم جوهر لطيف لا يصلح الا للقلب النظيف هو العلم الجامع للصفتين السابقتين وما يندرج فيهما من المعاني ثم بين المصنف طهارة القلب في اصولها التي تقوم عليها وترجع اليها فقال وطهارة القلب ترجع الى عظيمين احدهما طهارته من نجاسة الشبهات والاخر طهارته من نجاسة الشهوات. لان الامراظ التي تعتور القلب لا تخرج عن ان تكون مرض شهوة او مرض شبهة. فاذا طهر القلب من هذه الامراض صارت طاهرا. واذا تسللت هذه الامراض الى القلب ثم انعقد عليها تولد منها شروط عظيمة في الدنيا والاخرة وهذان المرضان جعل الله عز وجل لكل واحد منهما دواء عظيما فالشبهات دواؤها اليقين والشهوات دواؤها الصبر فالشبهات دواؤها اليقين والشهوات دواؤها الصبر ذكره جماعة منهم ابن تيمية الحديث وتلمذه ابو عبد جاهز ابن القيم وحفيده بالكلمة ابو الفرج ابن رجب رحمهم الله تعالى. ومن بدائع مقولات هؤلاء فيها قول ابن القيم رحمه الله تعالى في مجالس السالكين اذا تزوج اذا تزوج الصبر باليقين تولد منهما الامامة في الدين اذا تزوج الصبر باليقين تولد منهما الامامة في الدين اي اذا اقترن ففي حال العبد وجود الصبر واليقين فانه ينال الامامة في الدين وشاهده قوله تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا فلما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. ثم ذكر رحمه الله تعالى حال العبد في استحيائه من نظر مخلوق مثله اليه في وجود وسخ في ثوبه واعظم من ذلك ان يستحي من الله عز وجل ان ينظر الى قلبه وفيه احن وبلايا وذنوب ثم ذكر حديثا في بيان جلالة ذلك وهو قوله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى صوركم واموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم. فمحل نظر الله من العبد شيئان. احدهما القلب والاخر العمل وانت في ظاهر بدنك لبسا وحلية تتجمل لغيرك وتخاف ان ينظر اليك شجرا اذا رأى وسخا عالقا بثوبك او ببدنك. واعظم من هذا حالا واجلوا مطلبا ان تخاف نظر الله الى قلبك وهو مشتمل على ما يكرهه الله سبحانه وتعالى ويأباه. ولهذا فان شأن القلب في احوال عظيمة فمتى صلح القلب صلحت حال العبد في الدنيا والاخرة؟ ومتى فسد القلب فسدت حال العبد في دنيا والاخرة والراعون احوال قلوبهم هم الناجون. والغافلون عنها هم الهالكون. فان العلل اذا تسللت الى القلب فصارت اوساخا فيه واستحكمت امراضا جافية في جنباته قادة العبد الى ظلمات واذا كان احدنا يهونه ان يدخل غرفة مظلمة لا يجد فيها نورا. فكيف اذا كان قلبه مظلما لا وفيه نوران. كيف اذا كان قلبه مملوءا بالغش؟ والحسد والحقد والغل. والخيانة لله لرسوله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين هو اسوأ حالا واقبح ممن نراه جميعا في ثوب دنس ورائحة منتنة ثم نتباعد عنه ونرحم حاله التي هو عليها. واذا كانت هذه الحال تعترينا عند رؤية من كانت هذه صورته في الظاهر فاينا يرعى هذا الامر خوفا في صورته في الباطن. ولذلك قال بعض السلف لو كان للذنوب رائحة جلس بعضنا الى بعض ولكننا جميعا تحت ستر الله سبحانه وتعالى. ثم قال من طهر قلبه فيه العلم حي ومن لم يرفع منه نجاسته ودعاه العلم وارتحل اي تركه العلم وارتحل. فالودع الترك وودع ترك ثم ذكر كلمة عظيمة لسهل ابن عبد الله الدستري رحمه الله انه قال حرام على قلب اي ممنوع على قلب ان يدخله النور وفيه شيء مما يكره الله عز وجل ان يمتنعوا ان يجد النور النافع للقلب وهو نور البصيرة سبيلا اليه وفي ذلك القلب شيء مما يكرهه الله عز وجل ولذلك فان معشر ملتمس العلم تجري انفسهم كثيرا في ابتغاء الحفظ والفهم وجمع الكتب ومجالسة الشيوخ ومجالسة الاقران. لكنهم يغفلون عن امر عظيم. وهو وان العلم الصحيح في نفسه النافع صاحبه هو بيد الله سبحانه وتعالى. لا يناله العبد بقوة حفظه ولا جودة فهمه ولا كثرة اشياخه ولا جمعه الكتب ولكنه يناله اذا الله سبحانه وتعالى ان يكون محلا للعلم. فاذا عامل العبد ربه هذه المعاملة فتح الله عز وجل له ابواب العلم بما لا يفصح عنه لسانه. واذا رأيت معارف السلف من الصحابة والتابعين واتباع التابعين. ثم من رظع لبان اولئك وكرع من مواردهم وصارت حاله كحالهم كابي عبد لا مالك بن انس وابي عبدالله محمد بن يوسف الشافعي وابي عبدالله احمد بن حنبل فمن بعدهم كابن تيمية وابي عبدالله ابن القيم وابي الفرج ابن رجب ومن بعدهم في قرون الامة وجدت ان هؤلاء لم ينالوا العلم بمجرد الاسباب الظاهرة التي نجري فيها صباح مساء. ولكنهم نالوه بما تؤنسه من عباراتهم. وتلاحظه من من شدة اتصال قلوبهم بالله سبحانه وتعالى خوفا ورهبة وخشية ورجاء واخباتا حتى انه لتمر بالمرء احوال لهم يظن ان مثل هذا لا يقع من بشر ولذلك صار المتأخرون اذا طالعوا احوال السلف استعظموها وقالوا ان هذه الاحوال تذكر على وجه المبالغة. فاذا رأيت في احوالهم من يصلي في اليوم ثلاث مئة ركعة. ومن يصوم يوما يوما ومن يسبح في اليوم اثنا عشر الف تسبيحة ومن يذكر له عدوه فينهى عن ذكره في مجلسه فان هذه الاحوال التي وصلوا اليها لم يصلوا اليها بالجبلة البشرية. وانما وصلوا اليها بالتوفيق من الله سبحانه وتعالى قال ابو عبد الله ابن القيم جئت يوما مبشرا شيخنا يعني ابا العباس ابن تيمية بموت رجل من اعدائه. فزجرني. شف قال فزجرني. ونهاني عن ذلك. وقام الى اهله فعزاهم وقال لهم انا لكم من بعدي. فاي شيء من حوائج الدنيا تحتاجونها؟ فانا لكم بها كثير هذا كيف الانسان هذا عدوه ويقوم ويسجر تلميذه لما جاءه بشر بموته ثم يعزي اهله ثم يقول لاهل هذا اذا احتجتم شيء انا لكم كفيل بحوائج الدنيا. هؤلاء ما وصلوا اليها الا بانهم كانوا مع الله سبحانه وتعالى تمثلوا ما اوجزه ابن القيم بقوله فلواحد كن واحدا في واحد اعني طريق الحق والايمان. فهم كانوا لله فكان الله سبحانه وتعالى لهم فلا تغفل يا طالب العلم عن تقوية صلتك بالله سبحانه وتعالى. واعلم ان ما بلغته من اسباب في حفظ او فهم او زوجة شيخ المعلم او كثرة كتب ان هذه اسباب ظاهرة. وان الامر الباهر هو توفيق الله سبحانه وتعالى لك. نعم قال تعالى قال فقال والاخلاص من الضياع رحمه الله ذكر المصنف وفقه الله المعقد من معاقب تعظيم العلم وهو اخلاص النية فيه. والاخلاص شرعا هو تصفية القلب من ارادة غير الله هو تصفية القلب من ارادة غير الله. والى ذلك اشرت بقولي اخلاصنا لله صفي القلب منه ارادة سواه فاحذر يا فطن. اخلاصنا لله صف القلب من ارادة سواه فاحذر يا فطن. وذكر المصنف وفقه الله في مبتدأ بيانه من الدلائل الشرعية ما يوضح رتبة الاخلاص. فقال ان الاعمال اساس قبولها وسلم اصولها مردفا ذلك باية وحديث يبين عن هذه الرتبة ثم قال وما سبق من سبق ولا وصل من وصل من السند الصالحين الا بالاخلاص لله رب العالمين. فاستبقوا الى الله باسباب من اعظمها الاخلاص. وقرنه الامام احمد رحمه الله تعالى لما ذكر له الصدق والاخلاص قرن الاخلاص بالصدق في اقوال عدة منها ها هنا المذكور نقلا عن ابي بكر المرغوذي رحمه الله انه قال سمعت رجلا يقول لابي عبد الله يعني احمد ابن حنبل وذكر له الصدق الصدق والاخلاص فقال ابو عبد الله او وذكر له الصدق والاخلاص فقال ابو عبدالله بهذا ارتفع القوم. يعني بحصول هذين الامرين في نفوسهم كان ارتفاعهم. فهم بصدقهم واخلاصهم نالوا المراتب العالية. والفرق بين الصدق والاخلاص ان الاخلاص هو توحيد الارادة ان الاخلاص هو توحيد الارادة والصدق هو توحيد المراد والصدق هو توحيد المراد ذكره ابو عبد الله ابن القيم في مدارج السالكين وفي الكافية الشافية وغيرهما ثم قال وانما ينال المرء العلم على قدر اخلاصه. اي بحسب اخلاصه. ثم بين حقيقة العاصي في العلم لان كل عمل له نية يوجد فيها المعنى المطلوب شرعا فالوضوء له نية والصلاة لها نية والصدقة لها نية وبر الوالدين له نية الى اخر الاعمال والعلم واحد منها. فمن اراد ان يصيب نية العلم التي يتحقق معها الاخلاص فيه. فان ذلك يرجع الى اربعة اصول بها تتحقق نية العلم للمتعلم اذا قصدها. الاول رفع الجهل عن نفسه وبين المراد منه بقوله بتعريفها ما عليها من العبوديات وايقافها على مقاصد الامن والنهي. فهو يلتمس العلم ابتغاء ان يعرف نفسه بما كتب الله عز وجل عليه من انواع العبودية وان يوقفها على ما مقاصد الامن والنهي. قال تعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى. فالانسان غير متروك هملا لا يؤمر ولا لا ينهى بل هو مأمور منهي. والسبيل الموصل الى معرفة الامر والنهي هو طلب العلم. ثم ذكر الثاني فقال رفع الجهل عن الخلق اي عن غيره. وبينه بقوله بتعليمهم وارشادهم لما فيه صلاة دنياهم واخرتهم فالنافع للخلق بالعلم هو الذي يسعى في تعليمهم وارشادهم لما يتحقق به صلاح الدنيا والاخرة فليس المقصود من بث العلم بين الناس سوى هذا الامر وهو ان تهدي الناس الى ما اراده الله عز منهم مرشدا ومعلما. فاذا خرجت عن هذا القصد فقد اذيت نفسك. فان الذي يستشرف هداية الناس بالتعليم يلتمس له ذكرا او رئاسة او جاها او مالا او حالا او غير ذلك من مطالب النفس فانه يؤذيها ابلغ الايذاء بصرفها عن المراد الاكبر المراد منه شرعا وهو ان يسعى في هداية الخلق ولذلك فان الصادقين الذين امتلأت قلوبهم بهذا الاصل لا يبالون بالخلق بابتغاء اقلوا ام كثروا؟ قبلوا ام ردوا؟ اقبلوا ام ادبروا؟ فهو يعلم المئة كالواحد. وهو يبين الحق بدليله. قبل الناس منه امر الدوه. رعاة او رعية. لانه يعلم ان هذا العلم الذي اوتيه لم يأخذه بحسبه ونسبه. وانما اخذه هبة من الله سبحانه وتعالى. فالذي يعرف ان العلم محض فضل الله عليك لا يرى في العلم غير الله سبحانه وتعالى. ولذلك يمده الله بانواع الثبات فسوخ والهداية والنور ما لا يكون عند غيره. فاذا حجب احد من الخلق بالعلم عن العلم فان الصادقين لا يحجبون به وهم يعلمون ان هذا العلم قربة موصلة الى الله فيمتثلون ما امر الله سبحانه وتعالى به ثم قال ذاكرا الثالث احياء العلم وحفظه من الضياع. فان العلم يموت في الخلق. ويضيع فيهم بما يستجد لهم من الحوادث وتقلبات القدر التي يمضيها الله سبحانه وتعالى. فمقتبس العلم وملتمسه ينبغي ان يكون من نيته ان يحيي العلم في قطره وبلده خاصة وفي بلاد المسلمين عامة وان يحفظ العلم من الضياع لان العلم ما ينقص بالامة ويذهب فاذا قام به قائم واعمل هذه النية كان مأجورا على هذه النية العظيمة وتتأكد هذه النية فيما ذكره القرافي في فيمن انس من نفسه قدرة على العلم. فالذي يؤنس من نفسه قدرة على العلم يفوق بها يفوق بها غيره فانه ينبغي له ان يجتهد في امتثال هذا القصد وهو ان تكون معينا على احياء العلم وبقائه في الناس وان يحفظه من الضياع. ثم ذكر الاصل الرابع فقال العمل بالعلم لان من مقاصد التماس العلم ان يوصلك الى العمل به فتعمل بهذا العلم في سر وجهرك ثم ذكر حال السلف رحمهم الله تعالى ومبالغتهم في ابتغاء النية وانهم كانوا يخافون فوات الاخلاص في طلبهم العلم فيتورعون عن ادعائك لا انهم لم يحققوه في قلوبهم فهم قد اجتهدوا في قلوبهم لكنهم اذا ذكر لهم الاخلاص خافوا ان يكونوا لم يحققوه. سئل الامام احمد هل طلبت العلم لله اي نية خالصة لله فقال لله عزيز اي يعز علي ويشتد ان اقول انه لله ثم قال مبينا ذلك ولكنه شيء حبب الي فطلبته. اي مبتدأ امري في العلم ان العلم حبب الي ولهذا ذكر ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في قاعدة له ان لذة العلم من اللذات التي ربما يدخل فيها المرء لا يقصد خيرا ولا شرا وانما يقصد بلوغ هذه اللذة وكثير من الخلق يبتدئون التماس العلم لاجل هذه اللذة فانها تحملهم على ذلك. فاذا قويت قلوبهم في معرفة العلم صار امرهم فيه لله سبحانه وتعالى. ثم قال ومن ضيع العلم ومن ضيع الاخلاص فاته علم كبير. وخير وفير. ثم ذكر انه ينبغي لقاصد السلامة ان يتفقد الاخلاص في اموره كلها. وعلل موجب التفقد بقوله ويحمل على هذا التفقد شدة معالجة النية اي صعوبة معاناة النية فان معاناة النية باقامتها على ما يريد الله سبحانه وتعالى امر شاق على النفوس. قال سفيان الثوري ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي لانها تتقلب عليك اي تتحول وتتغير فالنية معرضة للتحول لان محلها القلب ولم يسمى القلب قلب بل الا لما يعتريه من تغير وتحول. قال الشاعر قد سمي القلب قلبا من تحوله. فاحذر على القلب من قلب وتحويل فاذا كان وعاء النية وهو القلب يتطلب فان هذه النية تتقلب بتغيرها من قصد الى اخر. ثم ذكر ما هو اشد من ذلك؟ قال بل قال سليمان الهاشمي ربما احدث بحديث واحد ودينية ان يحملوا على ذكر هذا الحديث نية ابتغيها. فاذا اتيت على بعضه اي ذكرت شيئا منه تغيرت نيته اي اختلفت في الفنية فاذا الحديث الواحد يحتاج الى نيات. المرء لا يزال في جزء من العلم وهو ذكر حديث مسند لاجل قصد ابتدأه على وجه الحسن يحتاج الى استصحاب هذه النية الحسنة والمجاهدة فيها حتى يستقيم للمرء امر نيته. فامر مجاهدة النفس في ابتغاء النية الصالحة في العلم وفي غيرها من الاعمال امر يحتاج الى دوام لزوم ولا يظنن احدنا ان يستقيم امره في يوم وليلة. بل من طالع احوال السلف في المجاهدات رأى عجبا قال محمد بن المنكدر جاهدت نفسي عشرين سنة على قيام الليل حتى استقامت لي. وقال اياس العجلي جاهد نفسي في الصمت عشر سنوات الصمت عشر سنوات حتى صار مالكا زمام لسانه. فاذا كانت هذه احوالهم مع صفاء زمان وكثرة المعين على الخير وارتفاع اعلام الهدى والسنة. فان الحالة التي نكون فيها نحن اشد وابنى لا يحتاج احدنا الى دوام المجاهدة واقامة نفسه وتذكيرها وتبصيرها بهذا. واذا حصل له هيبة عن الصراط المستقيم فانه ينبغي له ان يعاود النظر في حاله وان يبادر الى التوبة ومجاهدة نفسه في ردها الى الطريق التي كانت عليه. ولا ينطفي العبد من هذا حتى يفضي الى الله سبحانه وتعالى قيل لابي عبد الله احمد ابن حنبل يا ابا عبد الله متى الراحة؟ فقال الراحة في الجنة اي لا يزال العبد ثابت في امور شاقة عظيمة حتى يصل الى الله سبحانه وتعالى في جنته. وليست هذه المكابدة في لقمة تدفعها الى جوفك. ولا زوجة تضمها الى جناحك. ولا اولاد يتزكون في كنفك. ولكن المشقة العظمى في هداية نفسك الى الصراط المستقيم هذه هي المشقة العظمى لا تزال في مكابدة. فالشيطان يغويك. والنفس تطغيك الاحوال التي تتجدد للناس تغريك. فلا تزال متقلبا بين اعداء كثار. لا تسلم منهم حتى تستمسك بهذا الاصل وهو دوام المجاهدة. ولك البشرى. قال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا فالذي يجاهد فيما يحبه الله عز وجل يهديه الله سبحانه وتعالى سبل الخيرات. ولهذا نرى احدنا يبدأ الى عمل نافع في حفظ القرآن. او في طلب العلم. او في صلاة الليل. او في قيام النفل. او في غيرها من ابواب الخير وان هذا المرء لم يهدي نفسه بنفسه. وانما من الله عز وجل عليه بالهداية. فاذا عرف العبد ان غيره من الناس نالوا هذه المقامات بهداية الله لم يلتمسها من غيره. فهو يسأل الله سبحانه وتعالى دائما الهداية ويقول في كل صلاة اهدنا الصراط المستقيم لكن العالم بالله عز وجل لا يجعل هذه الاحرف كلمة تجري على لسانه اهدنا الصراط المستقيم بل يعلم ان قوله اهدنا الصراط المستقيم حقيقة مشرقة تحركه في كل احيانه وجهرها ويعلم انه مفتقر الى هداية الله عز وجل في كل تحريكة وتسكينة من امره. فاذا هداه الله عز وجل حصلت له الهداية التامة والنعمة العامة في الدنيا والاخرة. نعم رواه مسلم. عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رحمه الله رحمه الله وقال حتى اثنان واليوم الثالث فجعلتموه ذكر المصنف وفقه الله المعقد الثالث من بتعظيم العلم وهو جمع همة النفس عليه. فان النفس لا تترشح الى نيل العلم مع وجود همة مستحكمة مستحكمة فيها فمن ابتغى العلم لزمه ان يجمع همته عليه متى جمعها صار معظما له فناله. والهمة هي نهاية الارادة. كما ان الهم مبتدأ ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى فان الانسان اذا التمس شيئا اهمه اي لامسه الهم في مبتدأه فاذا استقام فيه غلبته همته في طلبه. فالهم مبتدأ النية مبتدأ الارادة والهمة نهايتها ثم ذكر ان الهمة تجمع على مطلوب ما لتفقد ثلاثة امور اي بالتماسها اولها الحرص على ما ينفع. فان النفس طباعة لامور كثيرة. وابلغ ما يكون به اتباعها هو ما ينفعها فلتحرص عليه لتنتفع به. ثم ذكر ثانيها فقال الاستعانة بالله عز وجل في تحصيله. لانه لا مكنة للعبد بقواه على الوصول الى مبتغاه. لانه لا مكنة للعبد بقواه للوصول الى مبتغاه. فانه مهما بلغت قوى احد منا قدرا ما فان الامر بقدر الله سبحانه وتعالى. ومن هنا قال الامام احمد القدر قدرة الله وكان ابو الوفاء ابن عقيل من الحنابلة يستعظم هذا القول عجبا ويراه حسنا في ابانة حقيقة القدر انه قدرة الله سبحانه وتعالى فلا سبيل الى وصولك الى مطلوب ما الا بان يعينك الله سبحانه وتعالى عليه. قال ابن القيم رحمه الله تعالى سر الطريق كله في كلمتين اياك نعبد واياك نستعين. يعني كل الامر في اياك نعبد واياك نستعين. اياك نعبد مراد الله منك ان تكون له عبدا واياك نستعين هي الالة الموصلة لك كي تعبد الله سبحانه وتعالى فان الله اذا اعانك على مطلوباته امكنك ان تكون عبدا له. فان لم تكن لك اعانة منه خذلت. ثم قال ثالثها عدم العدل عن بلوغ البغية منه اي المراد منه. ثم ذكر ان هذه الامور الثلاثة انتظمت في حديث نبوي عند مسلم هو قوله صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. وجيمه يجوز فيها الكثر والفتح ولا تعجز ولا تعجز فهذا الحديث جامع للاصول الثلاثة المتقدمة التي تجمع بها الهمة على مطلوب ما ثم ذكر كلاما حسنا لاهل العلم في بيان اثر الهمة في الوصول الى المطلوب ثم قال وان مما يعلي الهمة يسمو بالنفس اعتبار حال من سبق وتعرف فهمم القوم الماضين اي مما يجعلك عالي الهمة سامي النفس حريصا على ابتغاء ما ينفعه. مستعينا بالله فيه غير متقاعد عاجز عنه هو ان تنظر في السابقين وان تتعرف الى همم الماضيين. لان ذوق النفس الى مراداتها يكون بمثالك من جملتها هذا الحادي من سير الماظين. فاذا نظر المرء في سير الماظين فوجد احوالهم من الكمالات في الوصول الى العلم وجد ان هذا الامر يسوق نفسه سوقا الى محاذاتهم. لان الذي خلقهم هو خلقنا والذي اعطاهم هو الذي يعطينا. لكن الشأن في صدق ما بين جنبينا من الاقبال على الله سبحانه وتعالى ثم ذكر احوالا لجماعة منهم كحال ابي عبدالله احمد ابن حنبل وانه كان ربما اراد الخروج وهو صغير حلق الشيوخ فتمسك امه بثيابه وتقول حتى يؤذن الناس او يصبحوا اي اصبر عن الخروج الى اشياخك حتى يؤذن الناس للفجر او يصبحوا ان يستبين الصبح. ثم ذكر قراءة الخطيب صحيح البخاري في ثلاثة ذلك ثم ذكر عن ابي محمد ابن السبان انه كان يدرس الليل كله كل يدرس الليل كله لماذا ما في بكرة اختبار في الجامعة. ما في اسهر الليل كله. لانه يرى ان هذه عبادة لله سبحانه وتعالى ولذلك تصبره نفسه على ذلك. فكانت امه ترحمه وتنهاه عن القراءة بالليل. فكان يأخذ المصباح يجعله تحت الجفنة شيء من الانية العظيمة ويتظاهر بالنوم فاذا رقدت اخرج المصباح واقبل على الدب فكان من بليغ علو همته انه يبقى الليل كله يدرس في العلم ويجاهد نفسه ويخفي عن امه المصباح الذي تشفق لاجلها ان يكون بين يديه. هذا حال من عنده مصباح فكيف حال جماعة منهم كانوا لا يجدون مصابيح فكانوا يطلبون العلم دروسهم يستعينون بنور القمر. نور القمر قال لي الشيخ جعفر العتمي رحمه الله وهاي كبار العلماء قال لي ان اكثر ما درست اثناء قراءتي على المشايخ في المدرسة الحفظية المع برجال المع اكثر ما درست على ضوء القمر. يقول لان الزيت كان عندنا قليلا ومات رحمه الله وهو من فقهاء المذهبين. فكان شافعيا حنبليا ويحفظ متون هذا المذهب متون هذا المذهب. ما ما كان عندهم كهرب مثل هذه افلاج الكهربا وهذا من زماننا يعني ليس ليس بعيدا هو مات من ثنيات قريبة. فالمقصود ان من اجتهد فانه يحصل ومثل هؤلاء اذا اعتبرت احوالهم علت همتك ثم قال فكن رجلا رجله على الثرى ثابتة اي على الارض همته اي اعلى همته فالهامة اعلى الرأس فوق الثريا سامقة والثريا نجم في السماء ولا تكن شاب البدن اي قويا موصوفا بكونك في حال الشباب في بدنك اشيب الهمة اي موصوفا بالكبر والعجز في همتك فان من الاشيب اسم للشيخ الكبير ولا يسمى شايبا في اصح قولي اهل العلم. قال فان همة الصادق لا تسير اي من كان صادقا في ابتغاء مطلوبه لا تشيب همته. ولو علاه الشيب ولو ضعف بدنه ولو كلت يده وضعفت رجله فانه لا تزال همته تحركه وربما حركته اعظم مما تحرك الابدان اصحابها. فترى فينا معشر الشباب من هو قوي البدن من هو قوي البدن لكن لا ترى من احواله ما يرى من احوال اناس هم اكبر منا سنا اعتبروا احوالهم في طلب العلم واعتبروا احوالهم في العمل بالعلم واعتبروا احوالهم في الصلاة واعتبروا احوالهم في الصدقة واعتبروا احوالهم في الصيام نجد ان لهم من تحصيل الكمالات مع كبر سنهم ما ليس عندنا مع وجود النشاط فينا في سن الشباب. ثم ذكر بيتين لطيفين في ذلك عن ابي الوفاء بن عقيل رحمه الله. نعم. القرآن والسنة وبارك علم الكتاب عليه رحمة الله والكلام العلم وفقه الله المعقدة الرابعة من معاقد تعظيم العلم وهو صرف الهمة فيه اي توجيه الهمة فيه الى علم القرآن والسنة. فالهمة التي ابتغي جمع النفس فيها ينبغي ان تتوجه الى طلب علم القرآن والسنة وعلله بقوله ان كل علم من نافع مرده الى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. فالعلم الذي يرجى نفعه في الدنيا والاخرة هو العلم الذي اي يرد الى اصله في كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر ان باقي العلوم لا يخرج عن احد هذي نوعين الاول ان يكون خادما للكتاب والسنة. والاخر ان يكون اجنبيا عنهما فاما الخادم لهما فالحال معه هو هي المنكورة في قوله فيؤخذ منه ما تتحقق به الخدمة بما يكون معينا على فهم الكتاب والسنة. واما النوع الاخر وهو الاجنبي عنهما اي البعيد عنهما فلا يضر الجهل به فمثلا علم النحو او اصول الفقه هما علمان خادمان لفهم والسنة فيؤخذ منهما ما تتحقق في الخدمة اي ما يحصل به فهم الكتاب والسنة دون قبولهما من شذور المسائل والفروع التي لا ينتفع بها في فهم الكتاب والسنة. ومن العلوم ما يكون اجنبيا كلية عن الكتاب والسنة فلا يضر الجهل به كعلم المنطق او الفلسفة او الانساب او علم الارض او غيرها من العلوم. ثم ذكر بيتين للقاضي عياض اليخفض من فقهاء المالكية في كتابه الاجماع انه قال العلم في اصلين لا يعدهما الا المضل عن الطريق اللاعم اي الواضح اللاحق هو الواضح. علم الكتاب وعلم الاثار التي قد اسندت عن تابع عن صاحبه. ثم قال وقد كان هذا هو علم السلف عليهم رحمة الله ثم كثر الكلام بعدهم فيما لا ينفع اي كان علم الكتاب السنة هو العلم الشائع الزائع عند السلف. والكلام في من بعدهم اثر. اي توسيع البيان فيما لا لا يحتاج اليه هو في من بعدهم اكثر. قال حماد ابن زيد قلت لايوب السخياني العلم اليوم اكثر او فيما تقدم اي في زمان اتباع التابعين فقال الكلام اليوم اكثر. والعلم فيما تقدم اكثر فكانت معارف السلف مع قلة الفاظها تشتمل على جليل المعاني ما لا يكون في كلام المتأخرين. واشار والى هذا ابن القيم في مدارج السالكين وابن ابي العز في شرح الطحاوية بما لخصه ثانيهما بقوله كلام السلف قليل كثير البركة. وكلام المتأخرين كثير قليل البركة فالكلام الذي كان للسلف قليل لكنه كثير البركة. والكلام الذي للخلف هو كثير لكنه قليل البركة. واقرأ في هذا كتاب يحسن بطالب العلم ان يقرأه مرة بعد مرة فهو كتاب فظل علم السلف على علم الخلف للحافظ ابي خرج ابن رجب رحمه الله تعالى فانه كتاب نافع في بيان هذا الاصل الذي اذا تغرغرت به الروح وامتلأت به النفس علمت ان ام عانى النظر وتقليب الفكر في معاني الكتاب والسنة هي المطلوبة من العبد. فالعلوم التي نسعى فيها ينبغي ان تكون الغاية منها ان توصلنا الى فهم الكتاب والسنة. لان من فهم الكتاب والسنة فهما بعد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم منا ولهذا ذكر ابن القيم في الفوائد ان اعلى همم طلب العلم فهم مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم فانت تلتمس العلم كي يوصلك الى ان تفهم الكتاب والسنة فاذا ظمقت علوم الكتاب والسنة تأسست على كثير من زمانك الذي فات وانت لا تشتغل بعلم الكتاب سنة واذا رأيت ما في دواوينهم رحمهم الله تعالى مما كانوا يستنبطونه من علم الكتاب والسنة ثم رأيت حالنا تركبي صدق قول ابن المبارك لا تأتين بذكرنا مع ذكرهم ليس الصحيح اذا مشى كالمقعد. ذكر ابن حجر رحمه الله تعالى من المنذر صنف كتابا في فوائد حديث جابر في حجة النبي صلى الله عليه وسلم فذكر فيه فائدة وفي كتابه احكام القرآن لابي بكر ابن عربي عند اية الوضوء انه تذاكر هو واصحابه يعني من المالكية في بغداد المسائل المستنبطة من اية الوضوء فبلغوا بها اكثر من ثمانمائة مسألة. وذكر ابن القيم في الجواب الكافي ان في قصة اكثر من الف فائدة. وذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه في الرد على الجهمية ان في والسنة اكثر من الف دليل على علو الله عز وجل. وذكر في روضة المحبين ان في القرآن اكثر من مئة تدل على ان الله سبحانه وتعالى يحب ويحب. فاذا رأيت هذه المعارف المستنبطة من الكتاب والسنة ثم حالنا فهمت بصدق قول ابن المبارك لا تأتين بذكرنا مع ذكرهم ليس الصحيح اذا متى كالمقعد. وحمل كذلك على ان تجمع نفسك في ان تسير بسيل القوم. وان تطلب فهم الكتاب والسنة وان تعلم ان اعظم العلم هو علم الكتاب السنة وان ما دون ذلك من البيان الذي يشتغل به الناس في العقائد او في الاحكام او في غيرها ليس شيئا لمن ذاق لذة الاستنباط من الكتاب والسنة. ولهذا تأسف كمل العلماء على فوات زمانهم في غير الكتاب والسنة. وفي اخبار ابي العباس ابن تيمية انه لما كان في السجن تأسف على فوات اكثر عمره في غير تفسير القرآن الكريم. وفي اخر عمر حياة شيخ شيوخنا محمد الامين الشنقيطي رحمه الله تعالى تكلم معه بعض اصحابه في مسائل في الحج في صحيح مسلم فافاضت الجواب عنها ثم قال كم ضيعنا من الزمان في غير فهم السنة النبوية. وكان رحمه الله عقد العزم على ان يبتدأ بعد ذلك الكلام على معاني الاحاديث النبوية في صحيح البخاري ومسلم خاصة ثم مات رحمه الله تعالى قبل ان يصيب ما رامه من هذا لكنه يبين لك بالصدق التأثم والاسى الذي يجده من كملت حاله على تضييعه لما مضى من زمانه في الكتاب والسنة. وهذا لا ينشئ في نفوس نفوسنا اليأس ولكنه يسوقنا بشدة ان نجتهد في الوصول الى المطلب الاعظم وهو فهم الكتاب والسنة وان العلم الاعظم الذي تنفق فيه الاعمار وتدفع فيه الاموال هو علم الكتاب والسنة وان نظرك في معاني اية مرة بعد مرة بعد مرة بعد مرة خير لك من ان تقرأ مئة كتاب من غير كتاب الله سبحانه وتعالى وقد ذكرها يقول فيها لانه والمخلوق سيدنا والعظام ذكر المصنف وفقه الله المعقدة الخامسة من عقد تعظيم العلم وهو سلوك الجادة الموصلة اليه. اي الاخذ في الطريق الذي يؤدي اليه وعلله بقوله لكل مطلوب طريق يوصل اليه. اي من رام الوصول الى شيء يلتمس فانه يجب عليه ان ينظر في الطريق التي تدفع به للوصول الى ذلك المطلوب. فمن سلك مطلوبه اوقفته عليه. ومن عدل عنها لم يظفر بمطلوبه. والعلم واحد من تلك المطلوبات. فله طريق لابد من سلوكها قطعا. قال وان للعلم طريقا من اخطأها ضل ولم ينل المقصود. وربما اصاب فائدة قليلة مع تعب كثير. فالذي يتيه عن طريق العلم فان له حالين. الحال الاولى الا ينال مقصوده من العلم. والحال الثانية ان يصيب فائدة قليلة مع تعب كثير وهذا امر مشاهد فينا فتجد ان الضلالة الفاسي في طريق العلم وما احدثه الناس من اشياء يظنون انها توصل الى العلم لم تكن من طريق سداس العلم واهله وواصفيه من قبل انها انتجت في الناس ضعف العلم. فصاروا يمضون مدة طويلة في ابتغاء العلم فاما ان لا ينالوا منه شيئا. واما ان يكون لونهم منه قليلا مع تعب كثير ام من ازمانهم وقواهم واموالهم. ثم قال وقد ذكر هذا الطريق بلفظ جامع مانع محمد مرتضى بن محمد الزبيدي في منظومة الله وتسمى الفية الثمن اذ قال فما حوى الغاية في الف سنة شخص فخذ من كل فن احسنه بحفظ متن جامع الواقفي تأخذه على مفيد ناصحه. فطريق العلم كله مدخر في هذين البيتين. فمن اخذ هذه في الطريق نال العلم وعظمه. ومن عدل عنه الى غيرها فانه لا يفسد الى العلم. وهذه الطريق مؤسسة على امرين احدهما حفظ متن جامع للراجح فلا بد من حفظ ومن ظن انه ينال العلم بلا حفظ فانه يطلب محالا. قال شيخ شيوخنا محمد بن مانع في ارسال لا شك عند العقلاء ان العلم لا ينال الا بحفظ. وهذا امر دل عليه الكتاب والسنة والاجماع والعقل والفطرة على ما بين في مقام اخر. ثم ذكر ما ينبغي ان يعول عليه من الحفظ. فقال والمحفوظ عليه هو المتن الجامع للراجح. وفسر الراجح بقوله اي المعتمد عند اهل الفن. فان هنا المعتمدة عند ارباب العلوم هي الحاوية للمستقر عندهم في هذا العلم. فاذا قصدت الى متن جامع للراجح في النحو وجدت مبتدأه في المقدمة الاجرامية ومنتهاه في الفية ابن مالك. لا نحوي ان النحو لا ينال الا بهذين المتنين مبتدأ ومنتهى او ما كان في معناهما فاذا عمد مبتغي العلم الى متن مفترع اخر مما افترعه الناس ممن تقدم او تأخر لم يعتمد عند اهل العلم فانه ينفق فيه زمنا يخرج منه خالي الوفاظ قليل الغنيمة من هذا العلم. ولهذا يجب على طالب العلم ان يأخذ فيما يدرسه من علوم واصولها بما كان عليه اهل الفنون. فاذا اراد ان يزيد فوق ما هم عليه شيئا فلا بأس ذلك. اما ان يأتي الطالب فيقول انا لا ابتدأ باصول الفقه بكتاب الورقات. ولا ادرس هذا ولا ذاك ولا ذاك ولكني اقرأ كتاب الرسالة فان كتاب الرسالة هو اول كتاب صنف في علم اصول الفقه قال في اول من اول من صنفه في الكتب محمد بن شافع المطلبي. ويأتي في النحو فيقول انا لا اطلبه ومن الادو الرامية والالفية ولكني اطلبه من الكتاب لتيبويه. وهلم جرا فمثل هذا يغر لان هذا العلم الذي تريد ان توغل فيه لست انت اول طارق بابه. فالعاقل لا يدخل الا من البيوت التي جعلت لها والعلم دار عظيمة دخلها من هو اعظم منك ومن ابيك. فحقيق بك ان تسلك السبيل التي سلكوها وان تنظر فيما اخذوا به من العلم. والزادة التي اختاروها من اصوله ودواوينه. فتتمسك بهذا الاصل فاذا زدت شيئا عليهم فان الزيادة من الخير خير لكن العدول عن طريقهم واستحسان طريق اخرى هاد طريق طريق اخرى يضر طالب العلم ضررا كثيرا. ثم ذكر رحمه الله تعالى الامر ثاني وهو اخذه يعني العلم على مفيد ناصح. لان العلم لا يوقد من الكتب. ولكنه يؤخذ من اهله. وهذه خصيصة جعلها الله عز وجل لعلم هذه الامة. وشاهده في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم. والعبرة بعموم الخطاب لا بخصوص المخاطب. اي الذين كانوا وهم الصحابة رضي الله عنهم معالم العلم في هذه الامة ان يأخذه عن ومن ظن انه يأخذ العلم من كتاب وما في معناه الاجهزة المعاصرة فهذا يخدع نفسه. فان الله جعل سنة ثابتة ان العلم في هذه الامة يتلقى عن الرجال فمن اراد ان يهدى الى العلم فلا بد ان يأخذه عنهم. فاذا ظن انه يأخذه عن غيرهم الدواوين المصنفة فان علمه يكون ناقصا وربما اوقعه في الضلال وهذا امر رأيته وسترونه لمن عقل هذا الاصل سترونه في تقلبات الايام في من عرفتموه فاني اذكر رجل بل كان يقرأ في مكتبته اربع عشرة ساعة ولكنه لم يكن يحضر درسا لاحد من العلماء وكان قريبا من بيته تعقد دروس جماعة من الاكابر. فما هي الا سنين تقلبت ثم تقلبت ثم تطلبت فاذا هو يكتب الضلال في الجرائد واخواتها. هذا الرجل الذي اتاه الله الجلد في قراءة العلم من الكتب اظل نفسه بما سار عليه. ولو هدي الى سواء السبيل لعلم انه مهما اوتي من ذكاء وحفظ وفهم الا ان الله سبحانه وتعالى جعل سنة جارية لا تتخلف. وهو ان العلم النافع الذي تنال به النور الهادي الى الصراط المستقيم هو ان تسمع العلم ممن اخذه من احد سمعه عنه. العلم في هذا الامة ليس اقدر العلم في هذه الامة لا يأتي من الجدران. العلم في هذه الامة لا يؤخذ ممن لم يعرف بالطلب. لان التي تنتج من ذلك اثرها وقيم على احدنا وعلى الناس من بعده. فمن اراد ان يحصل العلم فلابد ان يأخذ العلم عن اهله ومن خصائص اوصافهم ان نذكرها هنا في قوله يتصف بهذين الوصفين واولهما الافادة. وثاني لما النصيحة فاما الافادة فقال وهي الاهلية في العلم يعني ان تكون له قدرة في هذا العلم ومعرفة كن له وملكة قائمة في نفسه في تحصيله. فيكون موصوفا بهذا العلم الذي يراد ان ينال عنه. فلا علم ما عن رجل غير غير معروف لانه من اهله. ثم قال واما الوصف الثاني وهو النصيحة وتجمع معنيين احدهما صلاحية الشيخ للاقتداء به والاهتداء بهديه ودله وسمته. اي كونه ممن عرف فبغلبة طاعاته على معاصيه وحسناته على سيئاته. لا انه لا يعصي الله ولا يصدر منه خطأ. فان الخطأ مقسوم على كل ابن ادم اذ الادمية لا تتحقق الا بوجود الخطيئة. قال ابو العباس ابن تيمية الحديث في التدميرية من اذنب فندم فتاب فقد اشبه اباه ومن اشبه اباه فما ظلم. انتهى كلامه. يعني اشبه اباه الاول وهو ادم عليه الصلاة والسلام وفي صحيح مسلم في الحديث الالهي حديث ابي ذر يا ايها الناس انكم تذنبون متى؟ بالليل والنهار فالذنب مقسوم على ابن ادم. وفي حديث انس عند الترمذي وفيه ضعف حسنه جماعة. كل بني ادم خطاء. فالخطيئة مقسومة على العبد. والعالم كغيره يخطئ وهي تقع منه الزلة ولكن الحالة المطلوبة عند الاقتداء هو ان تكون حاله صالحة بكثرة حسناته. وغلب في طاعاته والاشارة اليه بذلك. فاذا وقعت منه زلة فهي زلة عالم قد كتبها الله سبحانه وتعالى على كل احد الزلة قد تكون في العلم وقد تكون في العمل. بعض الاخوان يقول رأيت واحد من المشايخ يفعل كذا وكذا فكان ماذا؟ هو بشر. يخطئ ليس معصوما وبعض المشايخ يقول الشيخ فلان قال كذا وكذا كيف يقول الكلام هذا؟ وهو يخالف قول الله تعالى والاية الفلانية الحديث الفلاني عن النبي صلى الله عليه وسلم هو بشر يخطئ ولذلك تجد من سنن العلماء في معاملة العلماء في اخطائهم ما لا تراه اليوم فينا. فتجد احدنا اذا وجد عالما من العلماء اخطأ اكله بلسانه وكأن حاله اعتقاد عصمة العلماء وهذا لم يقل به احد من اهل السنة ان العلماء معصومين. ان العلماء معصومون فالعلماء يخطئون واذا بدر منهم شيء فانهم يعاملون بحقهم الذي جعله الله سبحانه وتعالى علينا. ثم قال ذاكرا المعنى الاخر قال والاخر معرفته بطرائق التعليم اي كيفية ايصال العلم الى الخلق بحيث يحسن تعليم المتعلم ويعرف ما يصلح له وما يضره وفق التربية العلمية التي ذكرها الشاطبي في الموافقات. فان العلم شيء ومعرفة كيفية ايصاله الى الخلق شيء اخر. والناس يتفاضلون في هذا. فمن لمس منه انه يحسن ايصال العلم الى المتعلمين فهذه من خصائص اخذ العلم عنه مرجحة له على غيره. وهذا واقع في حال الجماعة تجد انك تأتي فتقرأ عليه في النحو فيفتح او تقرأ على هذا في الفرائض فيفتح لك او تقرأ على هذا في القراءات فيفتح لك ولا يكون هذا عند غيره. لان كل واحد من هؤلاء يحسن ايصال العلم الى المتعلم. وغيره ممن يوصف بالعلم والافادة في هذا الفن او ذاك ليس له من المهارة في ايصال العلم كمال ذاته. فيوجد الانتفاع في الناس بهؤلاء ربما اكثر من الانتفاع بمن هم اعلى كعبا منهم في العلم. فان الله عز وجل قسم هذه الامور بين الخلق. قال قال نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا. فالمعيشة الظاهرة والباطنة مقسومة بين الناس. بما يهيئ الله عز وجل له منها الاسباب فاذا اردت ان تبتغي العلم بالطريقة التي توصلك فلابد من حفظ للعلم ولابد من اخذ عن معلم والذي يكون محلا للحفظ هو المحفوظ المعتمد عند ارباب الفنون. والذي يكون اهلا لاخذ العلم عنده هو الجامع للوصفين الافادة والنصيحة قال ابن تيمية رحمه الله ولا ينبغي للقاضي الكتاب والسنة اذا كان يحفظ من نفسه قوة صلى الله عليه وسلم ولا ذكر المصنف وفقه الله المعبد الثالث من معاقد تعظيم العلم وهو رعاية فنونه في العقد. اي الاعتناء بفنون العلم في اخذها او جمعها وتحصيلها. مع ملاحظة تقديم الاهم اي الاهمية على ما هو دونه فيها. ثم ذكر المصنف جملا من القول عن جماعة من العلماء في بيان ذلك وتأييده وكان مما ذكر قول ابن مانع ولا ينبغي للفاضل ان يترك علما من العلوم النافعة التي تعين على بالكتاب والسنة اذا كان يعلم من نفسه قوة على تعلمه. فمن محاسن المسالك في جمع العلم حرصك على الاعتناء بفنونه ثم نبه على آبدة سيئة وهي عيب العلوم التي لا يدريها متعاطي العلم اذ قال ولا يسوغ له ان يعيب العلم الذي يجهله ويذري بعالمه فان هذا نقص ورذيلة فان من ما ابي الفنون من يبرع في فن دون اخر. فتجد في قوله الحق من العلوم التي لا يحسنها. وهذه ابدة تضر في نفسه وتضر من حوله ممن يلتمس العلم عنه. واذا سمع الانسان شيئا من هذا فان انه ينبغي ان ينظر الى حال من سبق فاذا رأيت رجلا يتقن اصول الفقه ثم يعيب النحو فاحمد له عنايته باصول الفقه لكن لا تأخذ منه عيبه النحو فان عيبه النحو رأي له خالف به جمهور الامم في اخذهم العلم وكذا في غيره من العلو. وهذه من الخطيئات التي يؤدي بها بعض المشايخ الاخذين عن فتجدهم يحطون في نفوسهم من علم لا يعرفونه او لا يحسنونه ثم يدعون امورا لتبعيد نفوس الطلبة عنه واذا وقع لك مثل هذا فاعتبر فيما يشكل عليك من العلم ما كان عليه من مضى. فاذا رأيت نجديا يقول لك ان القراءات علم لا ينبغي اضاعة الوقت فيه فلا تأبه بقوله او قد ترك ما كان عليه اجداده فان اجدادنا في هذا القطر كانوا عندهم القراءات العشر من ائمة الدعوة النجدية فضلا عن من كان دونهم فكان الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ممن قرأ القراءات العشر وكان الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن سلطان بن خميس رحمه الله ممن قرأ وكان يصلي كل ليلة صلاة العشاء برواية من تلك الروايات. فالضعف الذي يكون في علم ما في قطن في حال من احواز وجود الدعوة اليه لا يعني انه صوابا. كما لو رأيت غيره يقول لا ينبغي الاعتناء بعلم الحديث لان الاحاديث قد عليها الحفاظ فلا تجعل نفسك نهبا لكل من يتكلم في العلم لكن استرشد بمن مضى فان من مضى في اجتماع احوالهم ما يهديك الى العلم. ثم ذكر المصنف انه انما تنفع رعاية فنون العلم اعتماد اصلين احدهما تقديم الاهم مهم وبين كيفية ترتيب المهمات بقوله مما يستقر اليه الم تعلم في القيام بوظائف العبودية لله فالاهم في حقك ما يتعلق بالعبودية التي كتب الله سبحانه وتعالى عليك وبيان ذلك واضح الجريا في حال من يقصد الى درس في النحو وهو لم يتعلم بعد ما به وضوءه وصلاته. فان هذا فرط فيما تتعلق به ذمته من العلوم بعدوله عن الاهم في حقه الى ما هو دونه في الاهمية. فاذا اردت ان تعرف مرتبة ما تلتمسه من العلم بخصوص نفسك ثم للعبودية المطلوبة منك. فاذا رأيت ان هذه العبودية التي تطلب منك قد قصرت فيها في امر ما التمس تداد هذا الثغر واذا عقل ملتمس العلم هذا الاصل عرف مراتب ما يطلب. ولم يستهون بشيء منه. واذكر مثالا اخر انك كثيرا من طلبة العلم تجدهم لا يرفعون رأسا الى الاذكار والادعية. فتجد احدهم فتجد احدهم يحفظ الرامية ويحفظ نخبة الفكر والورقات وغيرها من المتون. فاذا سألته هل حسبت مختصرا في الاذكار دعاء يشيع الرد يجيك يقول ما عرفنا المشايخ يقولون فيه متن في اذكار الادعية واذا لماذا انا الحفاظ على اليوم والليلة عمل يوم والليلة للنسائي وعمل يوم والليلة لابن السني وكتاب الاذكار للنووي وغيرها لان هذا مطلوب من العبد وهذا من اولى المطالب كيف يطلب العلم عبد لا يعرف كيفية ذكر الله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في اذا بموسى في الصحيحين مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل حي والميت. الامام مالك رحمه الله سأله رجع المسألة قال تعرف ما تقول اذا اصبحت؟ قال لا. قال تعرف ما تقول اذا امسيت؟ قال لا. قال اذهب فتعلم هذا. ونحن الطلبة يأتي ما يعرف اذكار الصباح والمساء ثم يدخل في هذه العلوم التي لم يترشح لها بعد. فاذا اردت ان تعرف منزلتك من العلم فيما تطلبه فانظر ما يبتغى فيك من العبودية وكانت الطبقة المتقدمة من الاسياخ يلاحظون هذا في الطلبة فيرقونهم شيئا فشيئا فيما يلزمهم من العبوديات ثم ذكر الامر اخر فقال ان يكون قصده في اول طلبه تحصيل مختصر في كل فن. فان سبيل جمع العلم ان تعمد الى مختصرات لكل فن من الفنون فتأخذها حفظا وفهما وتتقنها ثم بعد ذلك تنظر الى ما يوافق طبعك وما تؤنس قدرة عليه ان تبحروا فيه. فالانسان اذا تلقى في كل فن من الفنون شيئا مختصرا حصل له تصور عام كما يقال للعلم ثم بعد ذلك لاحظ نفسه في اي علم تجد لذتها وقوتها فعند ذلك جمع نفسه عليه كما لو قدر ان احدا نتلقى المتون الدارجة في هذا القطر في علم الاعتقاد والفقه والتفكير والحديث والنحو والاصول والقواعد الفقهية هي ومصطلح الحديث ثم بعد ذلك وجد في نفسه ميلا الى علم الاعتقاد او وجد في نفسه ميلا الى اصول الفقه فحين اذ لا يعاب اذا جمع قوته وكرس عدته بابتغاء هذا العلم الذي انسه لكن العيب ان يأتي للاشتغال بواحد من هذه الفنون لا يدري غيره. فاذا سئل عما يلزم من العلوم عما يلزم من قال ليس هذا تخصصي. فتسأله مثلا احسن الله اليك لو ان واحدا توظأ ثم انهما مضمض هل وضوء صحيح او لا؟ سكن يقول يشكل عليه هنا غسل وجهه ولا الفرض في الصلاة يعني في اية الوضوء ذكر الوجه. ما جاء في ذكر المضمضة والاستنشاق. هذه المسألة التي تلزمه هو قبل ان الزم الخلق تجده لا يحب بها علمه. ثم بعد ذلك ربما اعتذر اليك قال انا تخصصي عقيدة. هذا تخصصك تقوله عقيدة اذا قلت لك رجل طلق امرأته وعلق طلاقها على شيء ثم بان له ان هذا الشيء لم يوجد تقول تخصصي عقلي هذا من العلم الذي قد لا يترشح الا له فقيه اختص بالفقه. لكن العلم العام الذي يلزمك في العقيدة في الفقه في الحديث بالتفكير في اصول الفرقة في المصطلح في النحو لن تنبل في علم من العلوم تعد نفسك فيه متخصصا حتى تصيب اصلا حسنا من كل فن من الفلوس هذا شيء لا يتخلف عند الاوائل ابدا. والنقص الذي حصل عند المتأخرين هو بسبب مباعدة هذا الاصل وتركه ثم ذكر مرشدا بيتين مشهورين لبعض اهل شنقيط وينقصون من ابطال المغرب قال ومن طيار شعر الشناقطة والطيار من الابيات هو الذي لا يعلم قائله. التيار من الابيات هو البيت الذي لا يعلم قائله مما شاع بين احد يذكر البيت اللي قمناه في ظبطه؟ احسنت. شائع الابيات ان لم يعلمي قائله الطيار بين الامم. شائع الابيات ان لم يعلم. قائله الطيار بين الامم يعني هو الموصوف بذلك والطائر يعني السائر بطيرانه قال وان تريد تحصيل فن تممه اي استكمله وعن سواه قبل بانتهاء مس اي الزجر. فكلمة مه كلمة تقال للزجر بابتغاء الانتهاء. وفي ترادف من عجاء يعني وفي الجمع بين العلوم بجعل بعضها ردفا لبعض جاء منعوه ان توأم سبق لن يخرجا يعني مثاله كامرأة حامل اذ سبق في بطنها توأمان ليخرجا تضاق خروج احدهما عن الاخر بسبب مضايقة الاخر له. فكذلك العلوم ربما تضيق على ملتمسها بالجمع بينها. قال ومن عرف عن من نفسه قدرة على الجمع جمع. وكانت حاله استثناء من العموم. فالاصل ان ملتمس العلم يبتدأ بمختصرات الفنون. فيأخذ المختصر حتى اذا فرغ منه انتقل الى غيره. فاذا فرغ منه انتقل الى غيره فاذا فرغ منه انتقل الى غيره. فاذا احكم المختصرات ساغ له بعد ذلك امكان الجمع. لان القلب في مبتدأ الامر لا يقوى على حمل علوم مختلفة. فاذا صارت فيه شعب في الاعتقاد شعبة وفي الفقه شعبة وفي الحديث شعبة وفي التفكير شعبة وفي النحو شعبة وفي المصطلح شعبة وفي اصول الفقه شعبة قوي القلب فان كان حينئذ ان يجمع ملتمس العلم بين علمين واخرين فيما هو في درجة فوق هذه الدرجة من الابتداء فالمبادرة والشهادة. وقال احمد رحمه الله بشيء كان في دينه قال رحمه الله هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شكر المصائب وفقه الله المعقلة السابعة من معاقل تعظيم العلم. وهو المبادرة الى تحصيله اي المسارعة الى اخذه وجمعه واغتنام سن الصبا والشباب اي جعلوا غنيمة المرء من العلم في الوقت الذي يسع لاهتبال سعته وفرصته وهو سن الشباب لان المرء اذا تقدمت عمره كثرت اشغاله فاذا كثرت اشغاله عظمت اثقاله فاذا عظمت اثقاله ضعف سيره فلا يستطيع السير مع تقدم العمر الا من كان في مبتدأ امره قويا في اخذه بعد ذلك على قطع الطريق والترقي في منازله. ثم ذكر من كلام الامام احمد في بيان حال شباب قال ما شبهت الشباب اي السن التي كنت فيها من الشباب الا بشيء كان في كمي. يعني في طرفي الذي تخرج منه اليد كان فيها ثم سقط. اي كأنه لم يكن فهو كان لبرهة من الزمن عالقا بطرف ثوبه في اعلاه من جهة اليد ثم سقط منها ثم قال والعلم في سن الشباب اسرع الى النفس واقوى تعلقا ولصوقا فان سن الشباب تكون فيها النفس افرغ. والقلب انقى. وعلى اخوه اقل. فيكون العلم الموضوع فيه اثبت قال الحسن البصري العلم في الصغر كالنقش في الحجر اي في ثباته وبقائه فانك اذا نقشت على حجر طالت مدة بقاء نقشك. قال فمن اغتنم شبابه نال اذ به وحمد عند مشيبه سرا. الاغتنم ان الشباب فتى عند المسيب يحمد القوم السورى والسرى هو السيل بالليل. ثم قال ولا يتوهم مما سبق ان الكبير لا علم بل هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا كبارا. ذكره البخاري رحمه الله في كتاب العلم من صحيحه. فالكبير قابل لعلمي قادر عليه. وكان في الامة قديما وحديثا من نال العلم مع كبره. وقد على حفظ ما يعجز عنه قوم في صغرهم. فتجد اليوم في زماننا هذا من حفظ العلم الرجال والنساء وهو قد جاوز الثمانين. ابتدأ في الحفظ بعد الثمانين ثم اتم حفظ الكتاب. بل قبل ذلك اللؤلؤ من اصحاب ابي حنيفة ذكر في ترجمته انه لم يطلب العلم مهو بالقرآن فقط لم يطلب العلم الا بعد ثمانين فما مات حتى استقضي يعني حتى صار قاضيا فطالب العلم لا يوقفه السن ولكن الكبر يتخوف فيه من كثرة الاشغال. قال وانما يعسر التعلم في الكبر كما بينه المواظي في ادب الدنيا والدين لكثرة الشواغل وغلبة القواطع وتكاثر العلائق فمن قدر على على دفعها عن نفسه ادرك العلم اي اذا قدر الكبير على ان يزيح اه عن نفسه ما يعتورها من اشغال متكاثرة وقواطع غالبة وعلائق ساحبة فانه له ان يدرك العلم مع الكبر. وهذه الالماعة فيها تخويف للمشتغل للعلم في سن مما يستقبله في الايام القادمة من كثرة اشغاله. ولتعلموا ان اكبر كذبة تجري في الناس انه هم اذا صاروا اكبر سنا صاروا اكثر فراغا. فالطالب الذي يدرس في الجامعة ثم يقلل اخذ العلم بالحفظ والفهم ويقول اذا فرغت من الجامعة ادرس يعلم ان ما بعد الجامعة اشغله مما في الجامعة ثم اذا جاء بعد الجامعة فقال اذا تزوجت افرغ للعلم فليعلم انه بعد الزواج سيكون اكثر شغلا. فاذا قال نقضي سنتين مع الزوجة ثم بعد ذلك نطلب العلم فليعلم ان ما بعد ذلك هو اشد شغلا اغتنم ملتمس العلم الوقت الذي هو فيه الان. ان كان لا زال صغيرا فليبدأ. وان كان ارتفع عن الصغر فليبدأ وان كان في سن الجامعة فليبدأ ولا يؤخر الى ما بعده لان ما بعده اشغل قطعا واذا كان هذا يصوم عنه كما قال تعالى قال تعالى اليوم ذكر المصنف ووفقه الله المعقد الثامن من معاقد تعظيم العلم. وهو لزوم التأني في طلبه. وترك العجل له في ان يأخذه شيئا فشيئا وعلله بقوله اذ القلب يضعف عن ذلك. وان للعلم فيه ثقلا كثقل الحجر في يد حامله. فمن رام ان يحمل حجرا ثقيلا مع ضعف قواه لم تساعده قواه على رفع في هذا الحجر وكذلك حال القلب مع العلم فان العلم اذا هجم به على القلب دفعة واحدة دون ترق حسن فيه فانه يودي صاحبه وربما استثقله فانصرف عنه وهذا من وجوه اسباب الانخراط عن طلب العلم ان ملتمس العلم يسعى اليه ثم يلقي بقوة العلم على قلبه. فلا تناسب هذا فيستثقله ويتركه ثم ذكر من شواهد ذلك ان القرآن وقع تنزيله منجما مفرقا باعتبار هذه والنوازل تحقيقا لهذا الاصل في قوله تعالى كذلك لنثبت وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة اي مرة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك اي يرقي به هذا الفؤاد الى الثبات بملئه به شيئا شيئا ورتلناه ترتيلا. قال وهذه الاية حجة في لزوم التأني في طلب العلم والتدرج فيه وترك العجلة ذكره الخطيب البغدادي والراغب الاصبهاني ثم ذكر بيتين حسنين لابن النحاس اوردهما السيوطي في بغيت الوعاء بتراجم النوحات في ترجمة ابن حاجي هذا اليوم شيء وغدا مثله من نخب العلم التي تلتقط يحصل المرء بها حكمة وانما السير اجتماع النقط اي لا يكون الماء دافقا الا وقد كان مبتدأه قطرة قطرة. ثم ذكر مقتضى لزوم التأني والتدرج وهو البداءة المتون القصار المصنفة بفلول العلم حفظا واستشراحا. فمن اراد ان يتدرج في العلم متأنيا لزمه الابتداء بالمتون القصار اي الموجزة المصنفة في فنون العلم على اختلافها. بالحفظ والاستشراف فهو يحفظ مبانيها ويفهم معانيها اخذا عن شيخ ثم قال والميل عن مطالعة المطولات اي العزوف عنها التي لم يرتفع الطالب بعد اليها اي لم يترشح للقراءة فيها لانه اذا اوقف نفسه على هذه المطولات فاما ان يهلك نفسه واما ان يقل يقل نفعه منها. اذ المطولات في العلم بمنزلة الدرجات الرفيعة من المنازل مسافة فانه لا يوصل اليها الا بان تترقى بدرج يفضي بك اليها فكذلك هذه الدواوين المطولة لا تفصل اليها الا بان تأخذ العلم شيئا فشيئا من متونه المختصرة حتى تكون لك قوة ثم تنظر في المطولات ثم قال ومن تعرض للنظر مطولاته فقد يجني على دينه وتجاوز الاعتدال في العلم ربما ادى الى تضييعه. ثم ذكر كلمة عبد الكريم الرفاعي من علماء الشام انه قال طعام الكبار سم الصغار اي ما يطعم به الكبار يكون سما للصغار فانك اذا قصدت الى تقديم طعام يتناوله الكبار من لحم وشحم فاطعمت به رضيعا قتلته فكذلك العلم اذا عمست الى علم من العلوم او كتاب من الكتب ثم تعاطيته ولم تكن لك الة في قراءته فانك تعجز عنه لدقة مباحثهم وافتقارها الى الة سابقة. وكان شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى ابتدأ ليس درع تعارض العقل والنقل. فلما قرئ منه نحو مئة صفحة اوقف بعد ذلك الدرس. لعجز اكثر عقول الحاضرين عن ادراك معانيه فصار تعاطي مثل هذا الكتاب غير نافع لعمومهم. فمن عقل هذا الاصل عرف ان من ابتغى العلم لا بد ان ترقى شيئا فشيئا حتى يصل الى العلم. وهذه الكلمة المراد بها حسن الترقي. فاذا قيل طعام الكبار ثم الصغار المراد به احسان الترقي في الوصول الى العلم. واما من يذكر هذه لمنع التلقي فهذا اصل مخالف لطريقة اهل العلم. فان من الناس من لا يريد ان يؤخذ العلم عن العلماء الكبار فاذا قيل له هل نذهب الى بنت فلان؟ قال فلان من العلماء الكبار لكن طعام الكبار سم الصغار اي العلوم والكتب التي تدرس عنده تضر بكم وقد لا يكون الامر كذلك. فهذه الكلمة طعام الكبار سم الصغار لها مأخذان احدهما حسن الترقي والاخر منع التلقي. فاما الاخر ماخذ الاول وهو حسن الترقي اي التدرج في العلم للوصول الى ما يراد منه فهذا امر ايدته دلائل الكتاب والسنة وكان عليه طريق السلف. واما منع التلقي بان يجعل هذا حاجزا دون الوصول الى العلماء ارتباط بدعوى انك لا تفهم كلامهم او لا تستفيد من المسائل التي يذكرونها فان هذا من العوائق التي العبد من الانتفاع بهؤلاء وسيعلم المفرطون في الاخذ عن العلماء الكبار قدر الحسرات التي تكون في نفوسهم اذا ماتوا وتقدم هؤلاء في العلم فان من الشبيبة الناشئة من تكون حاله في العلم ضعيفة عن الكمال عند وجود الكبار فتقوى نفسه بعد ذلك فيندم على تفريطه في اخذ العلم. فالعاقل هو الذي لا يضيع الاخفجة عن الكبار ما استطاع الى ذلك سبيلا. واقل ذلك ان يتردد الى مجالسهم اذا لم يلتزمها. وكان اهل هذا القطر يحرصون على اخذ ابنائهم الصغار الى العلماء الكبار في مجالسهم وكان اولئك الصغار لا يعون اكثر ما يقال ان لم يكن كل ما يقال لكنهم كانوا يتشرفون برؤية اولئك فتجد من هو في اسنانه ليست كبيرة قد رأى فلانا وفلانا وفلانا من العلماء فاذا سألته كيف رأيته وقد كنت حينئذ صغيرا فيقول انا كنت مع ابي وعمري خمس سنوات احضر جلس فلان. لان الاباء كانوا يحرصون على ان يربطوا ناشئة البلد على العلماء الكبار وانه مهما انتفع بغيرهم فان الامر في البركة والنفع ومع هؤلاء الكبار فلا يعزل المرء نفسه عن الانتفاع بهم بكل سبيل تؤدي الى ذلك واعظم كلمة قال تعالى ان الله ولهذا المصنف وفقه الله المعقدة التاسعة من معاقد تعظيم العلم وهو الصبر في العلم تحملا واداء اي حبس النفس في التماس العلم بالتحمل اي باخذه اولا وبادائه ثانيا لان المقامات العالية لا تدرك الا بالصبر وشواهد ذلك في بالتنزيل بوسائل انواع الدليل كثيرة ووافرة ومنها الايتان المذكورتان هنا ثم قال ولن يحصل ولن يحصل احد العلم الا بالصبر. ثم ذكر الصبر المطلوب في العلم فقال وصبر العلم نوعان. احدهما في تحمله واخذه يعني في جمعه وتحصيله وبين وجوه ذلك ضاربا المثل فقال فالحفظ يحتاج الى صبر والفهم يحتاج الى صبر وحضور مجالس العلم يحتاج الى صبر ورعاية حق الشيخ تحتاج الى صبر فكل واحد من هذه المسائل وهي المقارنة حال العبد عند اخذه العلم تحتاج الى صبر فانت محتاج للصبر كي تحفظ ومحتاج كي تفهم ومحتاج للصبر كي تجلس. ومحتاج للصبر كي ترعى حق شيخك. ثم ذكر نوعا اخر فقال النوع الثاني قبر في ادائه وبثه وتبليغه الى اهله. فالجلوس للمتعلمين يحتاج الى صبر. اي امظاء الوقت في التعليم يحتاج الى صبر وافهامهم يحتاج الى صبر واحتمال زلاتهم يحتاج الى صبر. فليس التعليم لذة تؤنس يقدر صاحبها على الجلوس على العلم فان هذا يكون في منتدى الامر فان من حصل العلم يحب الجلوس للتعليم لذته ويسعى في افهام الناس لذة ثم اذا مضت سنون من بذله العلم جاء وقت المجاهدة فهو يجد مشقة في الجلوس للمعلمين. ويجد مشقة في افهام المتعلمين. ويجد مشقة في زلات المتعلمين مشقة في سوء ادب المتعلمين. فلا بد ان يصبر على ذلك. لان التعليم مقام ينوب فيه العبد عن النبي صلى الله عليه وسلم. فالذي يستحضر شهود هذا المقام وانه نائب عن النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ العلم يقوي ذلك نفسه على الصبر. ولهذا تجد ممن عقل هذا الاصل لا ينفك عن التعليم مهما بلغت حاله. فلو سافر علم ولو مرض تعلم ولو كان عزاء لبعض اقاربه عله. وهذه الامور لا يصل اليها بيوم وليلة ولكنه وفقنا نفسه على الصبر في هداية الناس فلما جاءت هذه الاحوال كان فيها صابرة ثم قال وفوق هذين النوعين من صبر العلم الصبر على فيهما اي ان تصبر على تطبيل نفسك في هذا وهذا والثبات عليهما لكل الى شاوي العلا وثباته يعني قفزات ولكن عزيز في الرجال ثباته قال يوسف قال المسلمين رحمهم الله كانوا قال وكان وكان وعيسى واذا وفقه الله المعقد العاشر من معاقل تعظيم العلم هو ملازمة اداب العلم. وذكر فاتحة القول فيه كلاما عظيما عن ابن القيم رحمه الله تعالى يكشف عن الادب واثره في صلاح العبد وفساده اذ قال ادب المرء عنوان سعادته وفلاحه وقلة ادبه عنوان شقاوته وبوارد يعني هلاكه ودماره. فما استجلب خير الدنيا والاخرة بمثل الادب ولا استجلب حرمانهما بمثل قلة الادب وقد جمع فاوعى واوجز فابان. ثم قال وانما يصلح للعلم من تأدب بآدابه بنفسه مع شيخه وقرينه فمن لم يكن متأدبا لم يكن للعلم متأهلا قال يونس بن الحسين بالادب تفهم العلم ووجهه المبين عن علته في قوله لان المتأدب يرى اهلا للعلم فيبذل له وقليل الادب يعد العلم ان يضيع عنده. لان العلوم عند اهلها العارفين بها عدوا على نفوسهم من بناتهم الابكار. فكما ينتقون لبناتهم ازواجا يظمونهم اليهم فكذلك ينتقون للعلم من هم اهلا لحمه من بعدهم؟ فاذا رأوا احدا يلتمس العلم مع الادب حرصوا على افادته. واذا او احدا يلتمس العلم مع قلة الادب عاملوه بالحرمان من العلم. قال ومن هنا كان السلف رحمهم الله يعتنون بتعلم الادب كما يعتنون بتعلم العلم. ثم قال بل ان طائفة منهم يقدمون تعلمه على تعلم العلم قال مالك يا ابن اخي تعلم الادب قبل ان تتعلم العلم وكانوا يظهرون حاجتهم اليه. قال مخرج ابن الحسين نحن الى كثير من من الادب احوج منا الى كثير من العلم. هذا في زمانهم فكيف في زماننا؟ وكانوا يوصون به ويرشدون اليه. قال مالك كانت امي تعممني اي تلبسني العمامة مع صغري وتقول لي اذهب الى ربيعة عن ابن ابي عبد الرحمن فقيه اهل المدينة فتعلم من ادبه قبل علمه اي كن بصيرا بالاحوال التي يتأدب فيها في مشيه واكله وشربه نوابه وبيانه فاحرص على هذه الاداب ان تمتثلها. فطالب العلم اذا حضر الى حلقة شيخه ينبغي ان يحرص فوق حرصه على مسائل العلم على ادب الشيخ في كلامه وبيانه ووعده ووعيده وزجره وثنائه فانك اذا فهمت هذا فهمت عنه كيفية ايصال العلم فاذكر مثلا ان اشياخنا في الطبقة الماضية رحمهم الله تعالى كانوا في ادبهم في الثناء على طلابهم النابهين انهم كانوا لا يميزونه عن اصحابه. فلا يقولون الشيخ فلان والشيخ فلان والشيخ فلان. تجد ان هؤلاء الطلبة عنده سواسية وانه يقدم من يحرص على العلم. لا يقدم احدا لاجل نسبه والا لاجل انه جار من الجيران وانه ولا انه ولانه من بلد من بلده ربما خصه لمعنى من هذه المعاني في شيء اخر. اما في العلم فانه لا يخصه فيه بمن غيره اولى منه واحق بان يقدم في العلم فهو يقدم الاحق ولا يقدم من له سبب من الاسباب التي تستوجب التقديم عند الناس لانه يعلم ان هذا العلم وانه يراعي حق الله سبحانه وتعالى فيه. فالذي يرى ادب هؤلاء في العلم يتأدب بطريقتهم. فهو يعرف انه اذا يراعي هذا في المتعلمين. وانه اذا اجاب عن سؤال عرف كيف يجيب. وانه اذا كان السؤال لا يستحق الاجابة لم يلزمه ان يجيب. ولذلك تجد ان من تأدب بادياب باداب الاسياخ الماضيين ربما سئل سؤالا فقال له اسأل عما ينفعك فيجد بعض الاخوان يقول كيف يا اخي يقول لك هذا ينفعني هذا ينفعك في ظنك انت لكن هذا معلم للخير وهو اعرف بما ينفعك فهو يقول اسأل عما ينفعك هذا لا ينفعك وقد تكون المسألة عندك انت كبيرة وتعقلها وتدركها لكن هو يريد ان ينقلك الى اصل اخر وهو ان هذه المسائل له من يتولاها. وان سئلت انت عنه. فهب انك سئلت عن امر عظيم ممن يثق في في علمك. ثم اردت اردت ان تستوثق من عالم من العلماء الكبار. فربما قال يكفلهم وهم يسألون. ليش يقول لك خلهم وهم يسألون؟ لا ليغظم من حالك انت ولكن ليتأدب هؤلاء ان مثل هذه المسائل العظام تذهب الى الشيوخ العظام ما تذهب الى من لا زال شابا صغيرا في السن يسألونه عن ذلك. فالذي يعرف طريقة تأديب العلماء لاصحابهم في احوالهم في كلامهم في سؤالهم في في قراءتهم ينتفع الناس به. والذي لا يعرف يضل الناس. تجده يتعامل مع الناس باشياء ينقلها بعد بعده الناس يظنون انها دينا فيقعون فيما يسلب الدين. تجد بعض الناس مثلا في كل ما يسأل عنه يجيب ولا يبالي هذا الذي يجيبه يعرف مقدار عقله مقدار علمه مقدار عنايته بما يسأل عنه لا تجيبه اما المشايخ القدامى لا ما يجيب كل واحد عما يسأل عنه ينظر الى حاله تجد انت طالب تقرا عنده ومع ذلك اذا جيت تقرا عنده وقلت يا شيخ احسن الله اليك كذا وكذا قال هذي بعدين بعدين ان شاء الله الحين ما تسمعها انت ما تسمع بعدين ان شاء الله لا مباشرة تجي واي واحد يسأل يجاب اي واحد يأتي بكتاب اي نعم يلا اقرأ تبي تقرأ هالكتاب ما كان هذا عند المشايخ يؤدبون طلبتهم ينقلون طلبتهم انا اذكر لكم مما كان عليه ولا اريد طيل لكن اذكر تأسيس الحاجة لهذه الاشياء لم يكن عندنا في قطرنا ان يأتي الطالب اول مرة ويقرأ على الشيخ ابدا. كان الطالب يأتي الى الشيخ ويجلس في حلقته ويسلم ثم يقول الشيخ انا اريد اقرأ عندك. يقول من الاخ؟ يقول فلان ابن فلان الفلاني. قال حياك الله. احضر عندنا ويصير خير ان شاء الله. احضر عندنا. فيجعله يحضر يوم ويومين ثلاثة واربعة وخمسة وستة حتى ربما بلغت عشرة ايام وهو يتردد له لا يقرأ شيئا. لماذا؟ ليش يفعل هذا منه انتم ليش تسويها؟ حتى يعرف انه جاد او غير زاد هل هو جاي يطلب العلم ولا بس نزوة فقط فانه اذا كان لازم يستحق التأديب. شيخنا الشيخ عبد الله بن عقيل رحمه الله تعالى جاءه رجل. في مجلسه ليقرأ عليه كتابا فقال احسن الله اليك انا ودي اقرأ عليك قال وش تبي تقرأ؟ قال يا شيخ معي صلاة وكان رحمه الله لينا الجانب فقال يلا هجر قال ذاك بسم الله الرحمن الرحيم قال المصنف رحمه الله كتاب الطهارة قال ما في شي يا ولدي قبله قال لي يا شيخ لا اوصي كتاب الطهارة باب المياه. قال لا في ما في شي عندك. قال يا شيخ ايش في المقدمة؟ بسم الله الرحمن الرحيم. قال له هذي المقدمة. قال يا شيخ هذي واظحة ان شا الله تعالى تجينا وقت ثاني تقرا ان شا الله تعالى ومنعه من القراءة ما قرأ عليه ابدا. لماذا لا يصلح هؤلاء الا بتأديبهم حتى يعرفون العلم فتجده يحضر مدة بعد ذلك اذا ثبت له حرصه قال تم قال بسم الله الرحمن الرحيم كتاب توحيده وقول الله تعالى وما خلقت الجن الا والانس الا ليعبدون؟ قال حسبك. ابتدأ المصنف رحمه الله بقول كتاب التوحيد ثم شرح له الترجمة وشرح له الاية قال والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. يجعله مدة طويلة وهو لا يطلعه الا شيئا. ليعلم ثباته على العلم. ثم بعد ذلك يبدأ يزيده فيزيده فيزيد حتى ربما اذا كان جاد بلغ ان يقرأ اربعين صفحة وهو كان يقرأ قطر واحد. لماذا؟ يؤدبون بهذا. وهم يريدون ممن يؤدب بهذا ان ينقل من بعده اهذا التأديب كي يحفظ العلم يصير الحلم الشريف عزيز وليس حمل مستباحا يدخل فيه كل احد فانه اذا تأدب باداب العلم ادركوه واما اذا لم يتأدب الناس باداب العلم فانه لا يدركه ولهذا من اعظم اسباب حرمان العلم عندنا عدم اذن باداب العلم ومن اعظم الاسباب التي ستنالون بها العلم باذن الله سبحانه وتعالى اذا حرص الانسان على الادب وهذا اخر هذا المجلس سنستكمل كتاب الله تعالى في المجلس القادم. وفي ختام هذا المجلس اود ان اذكر تنبيها وشكرا. فاما التنبيه فان الدرس يكون يوم الثلاثاء بعد صلاة العشاء وينتظر بين الاذان والاقامة في هذا المسجد في ذلك اليوم ثلاثون دقيقة فمن كانت له حاجة في غيره من درس ونحوه فانه يقضيها ثم يأتي بعد ذلك ثم يبتدأ بالصلاة بعده باذن الله تعالى ثم الدرس واما الشكر فاني اشكر لابنائي شيخنا الشيخ عبد الله بن عقيل رحمه الله تعالى حرصهم على اقامة هذا الدرس في هذا المسجد واسأل الله ان يكون عملهم وعملي برا به واجرا له رحمه الله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين