السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه فلان واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ما بين اصول العلوم. وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق من والمفهوم اما بعد فهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الاول من برنامج اصول العلم في سنته الثالثة خمس وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وست وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وهو كتاب خلاصة تعظيم العلم لمصنفه صالح ابن عبد الله ابن حمد العصيمي. وقد انتهى من البيان الى قوله المعقد الحادي عشر من النعم قال رحمه الله لا يكون البطال من الحكماء واجماع المروءة كما قاله ابن تيمية وتبعه حفيده في بعض فتاويه استعمال ما يجمله ويزينه والتجنب ما يدنسه ويشينه قيل لابي محمد سفيان ابن عيينة رحمه الله قد استنبط من القرآن كل شيء فان المروءة فيه قال في قوله تعالى ومن الزم عدد النفس للطالب تحنيه بالمروءة وما يحمل عليها وتنكبه خوارمها التي تخل بها حلق لحيته او كثرة الطريق او مد الرجلين في مجمع الناس من غير حاجة ولا ضرورة دالية او صحبة من اراضي والفساق والمجان والبطانين او مصارعة وفقه الله المعقد الحادي عشر من معاني لتعظيم العلم وهو صيانة العلم عما يشين. اي حفظه عما يستقبح. وبين المستقبح بقوله مما يخالف المروءة ويخدمها. اي ما يباين المروءة ويفسد فمن تعظيم العلم ان يجتهد ملتمسه في حفظ علمه عما يستقبح مما هو مباين المروءة اي مخالف لها خانم لحقيقتها اي مفسد لها ثم استفتح بيانه بقوله من لم يصن العلم لم يصنه العلم. وهذه الكلمة من الجواهر المنقولة عن الامام الشافعي رحمه الله تعالى ومعناها ان من لم يحفظ العلم لم يحفظه العلم. ثم بين وجه عدم حفظ العلم بقوله ومن اخل بالمروءة بالوقوع فيما يشين فقد استخف للعلم اي من مظاهر شين العلم وترك صيانته الاخلال بالمروءة وذلك طاعة العبد ما تقبح به مواقعته. اما شرعا واما عرفا. فان المستقبحات نوعان احدهما مستقبحات شرعية والاخر مستقبحات عرفية. فالاول وهو المستقبحات الشرعية ما نهي عنه اما نهي كراهة او نهي تحريم. وهي في الثاني اشد فان المحرم اشد المستقبحات شرعا. واما الثاني وهو المستقبحات العرفية وهو ما حكم بقباحته عرفا مما يستبدله الناس ويستخفون بفاعله. فاذا وقع العبد في تلك المستقبحات فانه قد استخف بجناب العلم اي عامله على وجه الخفة بحقه وعدم القيام بجنازة ابيه فيكون جزاؤه الا يصيبه حظ من تعظيم العلم. ويقع بذلك في البطالة. اي في الفساد والاشتغال بما لا ينفع فتقضي به الحال الى زوال اسم العلم عنه. قال وهم ابن منبه رحمه الله من فقهاء التابعين من اهل اليمن لا يكون البطال اي المشتغل بما لا ينفع من الفساد من الحكماء اي من المتصفين بالحكمة لان بلوغ الحكمة لا يكون الا بالاشتغال بالنافع فان من اشتغل بما ينفعه ترقى في مناقل الحكمة ومراتبها حتى يصل الى اعلاها. ثم قال ودماء المروءة اي الامر الجامع حقيقة المروءة هو ما ذكره ابن تيمية الجد ثم حفيده ابو العباس احمد اذ قال استعمال ما يجمله ويزينه وتجنب ما يدنسه ويشينه فحقيقة المروءة استعمال شيئين احدهما استعمال المجمل المزين استعمال المجمل المزين. وهو المرغوب المطلوب والاخر تجنب استعمال المدنس تجنبوا استعمال المدنس المشين وهو المرغوب المغلوب وهو المرغوب المغلوب. فالاول ينبغي للعبد ان يطلبه راغبا فيه. والثاني ينبغي للعبد ان ان يرهبه فارا منه. فمتى كانت حال العبد دائرة بين هذا وذاك كان محققا للمروءة فاذا صار بين ناظريك امر ما رمت ان تعرف منزلته من المروءة فانظر موقعه من التجميل والتزيين او من التدنيس والتشيين. فان كان مجملا مزينا استعملته. وان كان مدنسا مشينا اجتنب فاذا اعمالت هذا في امرك كله كنت ملتزما المروءة. ثم ذكر حكاية لطيفة في استنباط العلم اذ سئل ابو محمد سفيان ابن عيينة الهلالي رحمه الله تعالى من فقهاء اهل الحجاز ورؤوسهم فقيل له قد استنبطت اي استخرجت فحقيقة الاستنباط الاستخراج وخصوه عرفا الاستنباط بالاستخراج الدقيق. فان الاستخراج الدقيق من العلم يسمى استنباطا. قال قيل اهله قد استنبطت من القرآن كل شيء فاين المروءة؟ فاين المروءة فيه؟ اي اين دليل المروءة في القرآن؟ فقال قال رحمه الله في قوله خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين ففيه المروءة وحسن الادب ومكارم الاخلاق اي فيها الامر باستعمال ما يجمل ويزين واجتناب ما يدنس ويشين ثم قال بعد ومن الزم ادب النفس للطالب تحليه بالمروءة اي اعلى اداب النفس التي ينبغي ان يتحلى بها ملتمس العلم وطالبه ان يتحلى بالمروءة وما يحمل عليها. وتنكبه خوارمها اي مفسداتها. فخالم المروءة هو مفسدها. وخوارم المروءة نوعان احدهما خالم يرجع عليها بالنقض خادم يرجع عليها بالنقض والاخر خارم يرجع عليها بالنقص خادم يرجع عليها بالنقص. فالاول المحرمات والثاني ما عد مفسدا لها ولم يكن محرما. ما عد مفسدا لها ولم يكن محرما وكلا النوعين مما يؤمر طالب العلم ان يجتنبه. فالتنكب التباعد اجتناب فالتنكب التباعد والاجتناب. وذكر المصنف امورا من هذه المفسدات على وجه ضرب مثال فقال كحلق لحيته اي استئصال شعرها او كثرة الالتفات في الطريق. لان من خفة عقل المرء ان يكون كثير التلفت في الطريق. فالماشي الاخذ في طريق انما يحمله على السير فيه طلب ما ينفعه والطالب ما ينفعه يقبل على شأنه ولا يشتغل بغيره. وكثرة الالتفات في الطريق تقرأ تقطع العبد عما ينفعه. قال ابن القيم رحمه الله تعالى من كثر التفاته انقطع سيره. يعني اذا اكثر العبد الى ما لا ينفعه في سيره الى الله سبحانه وتعالى فانه ينقطع سيره لانه يضعف مشيه ثم ينقطع في الطريق ولا يواصل سيره الى ربه سبحانه وتعالى. قال او مد الرجلين في مجمع الناس من غير حاجة ولا ضرورة داعية اي مد الرجلين حال اجتماع الناس في مجلس من مجالسهم في امر نافع لهم في دينهم او من غير حاجة كطول المجلس وكونه شيخا كبيرا. ولا ضرورة داعية ككونه مريض ايضا يفتقر الى مد رجليه لدفع العلة عنه. ثم قال او صحبة الاراذل. اي اسقاط الناس والمجان اي اهل المجون وهو الفساد والبطالين ممن يشتغل بما لا ينفعه او مصارعة والصغار اي ملاعبتهم بالمصارعة فكل ذلك مما يرجع على المروءة بافسادها وينبغي ان يحذره المنتسب الى العلم المشتغل به المعقل الثاني عشر انتخاب الصحبة الصالحة له باتخاذ الزمن ضرورة فيحتاج طالب العلم الى معاشرة غيره من الطلاب لتعينه هذه المعاشرة على تحصيل العلم والاجتهاد في طلبه. والزمالة في العلم سلمت منه الغوائب نافعة بالوصول الى المقصود ولا يحسن بقاتل عنا الا انتخاب صحبة صالحة تعينه. فان للخليل في خليله اثرا. رواه ابو داوود وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله فلينظر احدكم قال الراغب وانما يختار فان عقد المعاشرة يظلم على هذه المطالب الثلاثة الفضيلة والمنفعة واللذة. ذكره شيخ شيوخ الى محمد خضر بن حسين في رسائل الاصلاح فانتقم صديق الفضيلة زميلا فانك تعرف به. وقال ابن مانع رحمه الله وهو يوصي طالب العلم ويحذر كل الحذر من مخالطة السفهاء واهل المدون والوقاحة في السمعة والاغبياء والبلداء فانها مخالطتهم سبب الحرمان وشقاوة الانسان. ذكر المصنف وفقه الله العقيدة الثانية عشر من عقد تعظيم العلم وهو انتخاب الصحبة الصالحة له. اي اختيار الصحبة التي تصلح معاشرتها في العلم. لان الناس مفتقرون الى اتخاذ الرفاق والزملاء فان الله عز وجل كتب عليهم حصول انتفاع بعضهم ببعض قال الله سبحانه وتعالى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا اي لينتفع بعضكم ببعض عظيم وهذه الاية اصل الحياة المدنية في القرآن ذكره ابن خلزون وابن تيمية في اخرين فان الناس لا تتم منافعهم في امورهم الدينية والدنيوية الا بانتفاع بعضهم ببعض. ومن جملة ما يفتقر فيه العبد الى غيره طلب العلم. قال المصنف اتخاذ الزميل ضرورة لازمة في نفوس الخلق فيحتاج طالب العلم الى معاشرة غيره من الطلاب. لتعينه هذه المعاشرة على تحصيل العلم والاجتهاد في طلبه. فالافتقار الى هذه المعاشرة حامله طلب الاعانة على تحصيل العلم والاجتهاد فيه فان المرء يضعف سيره بنفسه اذا انفرد غالبا. فيحتاج الى من يشد عضده تقوي سيره ممن يعاشرهم من الصحبة المشاركين له في طلب العلم. ثم قال والزمالة في العلم اي اتخاذ الزميل ان سلمت من الغوائل اي من العواد المفتدة لها نافعة في الوصول الى المقصود فاذا اتخذ ملتمس العلم زميلا له اعانه ذلك الزميل على تحصيله. ان تجردت تلك مما يفسدها كأن تكون تلك الزمالة حاملها الاكبر ليس العلم وانما امر اخر جعل العلم جاذبا لها في المبتدأ وليس مقصودا منها في المنتهى فلا بد ان تعود هذه الزمانة على اصحابها بالسوء ثم قال ولا يحسن بقاصد العلا الا انتخاب صحبة صالحة تعينه فان للخليل في خليله اثر اه فالناس في صحبتهم التي يعقدون لا يسلمون من نوعين لا ثابت لهما. النوع الاول الصحبة الصالحة والنوع الاخر الصحبة السيئة. فمن رام ان يصل الى المعالي حسن به ان ينتخب والصحبة الصالحة لانها تعينه للوصول الى تلك المعاني. ثم قال معللا فان للخليل في خليله نراه اي لابد من حصول اثر بين الاخلاء اي المتعاشرين ببلوغ محبة بعضهم بعضا لانفسهم فمحبة احدهما للاخر قد تخللت روحه فصار متعلقا به. فاذا عقدت هذه العاصفة بين اثنين فاكثر فانه لابد من حصول اثر فيها. قال الاصمعي ما رأيت بيتا اشبه بالسنة من قول الزبير بن عدي عن المرء لا تسأل وابصر قرينه ان المقارن ان المقارن بالمقارن يقتدي. رواه ابن بطة في الابادة الكبرى. اي هذا البيت شبيه بما جاءت به السنة من بيان اصل من كل فيما يحصل بين الناس من الاثر. وهذا هو الذي جاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل رواه ابو داوود والترمذي. ان يكون الرجل في قوة دينه على مقدار من يصعبه فاذا كان من يصحبه قوي الدين قوي دينه. واذا كان من يصحبه ضعيف الدين ضعف دينه. ولذلك فارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى اختيار الصحبة بقوله فلينظر احدكم من يخالل اي ليمعن النظر في من تخيره للصحبة لان تلك الصحبة ترجع باثرها على العبد. ثم ذكر كلام الراغب الاصفهاني في قوله ليس اعداء الجليس لجليسه بمقاله وفعاله فقط. اي لا يقتصر تأثر المرء بمن يجالسه والفعال فقط بل بالنظر اليه. اي مجرد النظر اليه يؤثر فيه. وهذا ظاهر فيما يذكر من لجماعة من السلف رحمهم الله تعالى انهم كانوا اذا رووا ذكر الله سبحانه وتعالى فان مشاهدتهم ورؤيتهم تزكى الله عز وجل ما هم عليه من الطاعة. فيذكر الله عز وجل تعظيما واجلالا. فالعبد يسري فيه اثر جليسه بمجرد النظر اليه ثم قال وانما يختار للصحبة من يعاشر للفضيلة لا للمنفعة ولا اللذة فعقد المعاشرة يربط على احدى ثلاث اولها رابطة الفضيلة اولها رابطة الفضيلة والثانية رابطة المنفعة. والثالثة رابطة اللذة والثالثة رابطة اللذة. فالمرء يعقد اخرة الصلة بغيره لواحدة من هذه الثلاث فاما ان يعاشره لفضيلة واما ان يعاشره بمنفعة واما ان يعاشره بلذة. وهذه القسمة الثلاثية ذكرها شيخ شيوخنا محمد الخضر بن حسين في رسائل الاصلاح. ثم قال بعد فانتفض صديق الفضيلة زميلا فانك تعرف به اي اختر من هؤلاء الثلاثة من تكون عاصرة الرابطة بينك وبينه هي الفضيلة فالحامل لك على معاشرته انك تلتمس انت واياه فضيلة ترمان الوصول اليها لان من يعاشر لاجل المنفعة او لاجل اللذة فان تلك العاصرة تنقطع بمجرد نيل ما يريد احدهم من الاخر فمن عاشر اخر لاجل منفعة فانه الى حاز تلك المنفعة واقتنصها زالت معها اصرة المعاناة واذا كان يعاشره لاجل لذة يطلب الوصول اليها من مال او غيره فانه اذا نال تلك اللذة التي يقصدها منه قطع تلك الرابطة بينك وبينه. واما من يعاشر للفضيلة ان العاقل من هؤلاء تبقى معاشرته صاحبه ما بقيت الفضيلة بينهما. وملتمس العلم اذا عاش ترى غيره لاجل العلم فان هذه الاخرة تبقى ما بقيت هذه الفضيلة في نفس هذا وذاك. ثم ذكر كلاما حسنا نافعا نافعا عن العلامة محمد ابن مانع رحمه الله تعالى من علماء عنيزة اذ قال في كتابه ارشاد الطلاب موصيا ويحذر يعني الطالب كل الحذر اي اشد الحذر من السفهاء واهل المجون والوقاحة وسيء السمعة والاغبياء والبلداء. فكل هؤلاء المتصلين بهذه الصفات من صفات النقص تمنع معاشرتهم وموجب ذلك هو المذكور في قوله فان خالطتهم سبب الحرمان وشقاوة الانسان. وهذا الحرمان والشقاوة يكون في الدنيا والاخرة فان العبد يجري عليه الحرمان من الخير وينال الشقاوة في الدارين بسبب واحد من هؤلاء الذين صاحبهم. قال سفيان بن عيينة رحمه الله اني لاحرم الرجل الحديث الغريب لجليسه. اني لاحرم الرجل الحديث الغريب لجليسه. اي امتنع من تحديث الرجل الملتمس العلم حديثا غريبا يعني حديثا لا فائدة تطلب روايته لجليسه اي لاجل من يجالسه ويعاشره. فيراه مجالسا اهل البطالة والمجون والفسق والبلادة والغباء اي وسيء السمعة فيحرمه لاجل ذلك. لان العلم يعز ان يجعل في امثال هؤلاء. واذا صاحب المرء هؤلاء شرف اليه عللهم. فان الذي يصاحب فان الذي يصاحب البليد يصير بليدا. والذي صاحب قبيح السمعة يصير قبيح السمعة. والذي يترفع عن صحبة هذا وذاك يجعل نفسه في حصن وثيق من شرورهما فهو اهل لايصال الخير اليهم. واما المتلطخ بصحبة هؤلاء فان مآل امره الى حصول فيه ويعز العلم ان يجعل عند اهل النقص ذكر في ترجمة سليمان الاعمش رحمه الله تعالى انه عاتب في مجلسه يوما رجلا من اصحابه ثم انصرف عنه فسمع رجلا اخر في مجلسه يقول لذلك الصاحب للاعمش لو قال لي مثلما قال لك لما جلست عنده يعني يقول لي لو قال لي الاعمس مثل الكلام اللي قال لك لما جلست عنده. فسمعه الاعمش فالتفت اليه وقال له او تريد ان يكون احمق مثلك يعني اتريد ان يسمع كلامك هذا ويصير احمق مثلك؟ فهذا الجليس الذي جالس الاعمش رحمه الله تعالى من اصحابه كان عاقلا. ولم يصحب اهل البطالة وقلة العقل والسفاهة. الذين يعاملون بمثل هذا بل يرون ان من ارشدهم ولو عنف العبارة فانه يريد ان نفعلهم. قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في كلام الله المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل احداهما الاخرى وقد لا ينقلع الوسخ الا بشيء من التخشيم انتهى كلامه اي لا يزول الضرر عن احد يرشد الا بتقسيم العبارة له. وقد بوب البخاري رحمه الله تعالى باب الغضب في الموعظة والتعليم. المعقل الثاني اثنا عشر بذل الوجود لتحفظ العلم والمذاكرة به والسؤال عنه. اذ تلقيه عن الشيوخ لا ينفع بلا حفظ له ومذاكرة به وسؤال اي نعم فهؤلاء تحقق في قلب طعن بالعلم تعظيمه لكمال الالتفات اليه والاشتغال به. فالحب خلوة بالنفس ذكرت جلوس من القريب والسؤال اقبال على العالم. ولم يزل العلماء الاعلام يحضون عن الحفظ ويأمرون به. سمعتوا رحمه الله يقول حفظنا قليلا وقرأنا كثيرا وبالمذاكرة تدوم حياة العلم في النفس ويقوى تعلقه بها والمراد بالمذاكرة وقد امرنا بتعاند القرآن الذي هو ايسر العلوم. روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الابل المعقلة ان عهد عليها امسكها وان اطلقها قال ابن عبد البر رحمه الله في كتابه السميد عند هذا الحديث واذا كان القرآن الميسر للذكر سعادها امسكها فكيف بسير وبالسؤال عن العلم تفتتح خزائنه فحسن المسألة نصف العلم والسؤالات مصنفة كتائب احمد المروية عن برهان جلي على عظيم منفعة في السؤال. وهذه المعاني الثلاثة للعلم وهذه المعاني الثلاثة من احسن الله اليكم بمنزلة فهو فتاة فالحفظ غرس والمذاكرة سقيه والسؤال عنه ذكر المصنف وفقه الله المعقد الثالث عشر من معاقل تعظيم العلم وهو بذل الجهد بفتح الجيم وضمها. والمراد به والطاقة في امور ثلاثة هي تحفظ العلم والمذاكرة به والسؤال عنه وهذه الامور الثلاثة من اعظم موارد العلم فان للعلم موارد يصل بها الى النفس من فهذه الامور الثلاثة كما قال اذ تلقيه عن الشيوخ لا ينفع بلا حفظ له ومذاكرة به وسؤال عنه فهؤلاء تحقق في قلب طالب العلم تعظيمه لكمال الالتفات اليه والاشتغال به. فالمقبل على هؤلاء الثلاث معظم للعلم لان الامر كما قال فالحفظ خلوة بالنفس اي انفراد بها والمذاكرة الى القرين وهو الزميل المشارك. والسؤال اقبال على العلم. ثم ذكر طرفا من منافع كل واحد من هذه الثلاثة فقال ذاكرا ما يتعلق بمنفعة الاول وهو الحفظ ولم يزل العلماء الاعلام تحضون على الحفظ اي يحثون عليه بشدة. ويأمرون به. سمعت شيخنا ابن عثيمين رحمه الله يقول قليلا وقرأنا كثيرا فانتفعنا بما حفظنا اكثر من انتفاعنا بما قرأنا. لان المحفوظ يكون في القلب يستدعيه صاحب العلم ما تحتاج اليه. فاذا احتاج اليه في تعليم او افتاء او قضاء او غير ذلك استدعاه من قلبه فكان حاضرا ووقعت موافقة الصواب في التعليم او في الافتاء او في القضاء حضور العلم في القلب ثم قال ذاكرا طرفا من منفعة الثاني وهي وهو المذاكرة قال وبالمذاكرة حياة العلم في النفس. اي تستقر وتبقى ويقوى تعلقه بها اي يستوثق تعلقه تعلق النفس العلم ثم بين المراد بالمذاكرة بقوله والمراد بالمذاكرة مدارسة الاقران اي الجلوس مع قرين انك تدرس انت واياه شيئا تعلمتماه من قبل. كالحاضرين الى هذا الدرس قبل صلاة عشاء فانه يحسن بهم ان يتفقوا فيما بينهم على المدارسة لما مضى في الدرس السابع فان هذا من جنس مذاكرة وفي الاقران التي تقوي العلم في النفس وتثبته فيها. ثم قال بعد وقد امرنا بتعاهد القرآن الذي هو ايه دار العلوم اي مدارسته ودوام مراجعته وذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين وفيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الابل المعقلة اي اي التي شدت بعقال اي التي شدت بعقال والعقال هو الحبل الذي يوثق به الجمل. ان عاهد عليها ان وان اطلقها ذهبت اي ان تعاهدها والتمس وجود العقال فيها حفظت وان اطلقها وترك شدها بالعقل فانها تذهب ويلحقه مشقة في تتبعها وردها الى مواضعها ثم ذكر كلام ابن عبد البر في كتاب التمهيد وفيه قوله واذا كان القرآن الميسر للذكر كالابل المعطلة من تعاهدها امسكها فكيف بسائر العلوم اي فهي احوج الى دوام مذاكرتها. قال المجدي رحمه الله تعالى فادم للعلم مذاكرة فحياة العلم من مذاكرته اي لا يبقى العلم حيا في نفسك الا بدوام المذاكرة. ثم ذكر طرفا من منفعة الثالث وهو السؤال فقال وبالسؤال عن العلم تفتتح خزائنه اي مواضع حفظه. فحسن فحسن المسألة نصف العلم والسؤالات المصنفة كمسائل احمد المروية عنه برهان جلي على عظيم منفعة السؤال اي من طالع السؤال التي جمعت لاحمد من اصحابه كابنه عبد الله وابنه صالح واسحاق ابن هانئ في اخرين رأى منفعة السؤالات وما فيها من العلم العظيم. ثم قال بعد وهذه المعاني الثلاثة للعلم يعني الحفظ والمذاكرة والسؤال بمنزلة الغرس للشجر وسقيه وتنميته بما يحفظ قوته هو يدفع افته. فالحفظ غرس العلم. اي اذا حفظ صاحب العلم علمه يكون قد غرسه في نفسه ثم قال والمذاكرة سقيه اي بمنزلة الماء الذي يدفع الى ذلك الغرس. والسؤال عنه تنميته اي استعمال ما فيه تقوية لذلك الشجر حتى ينمو حتى ينمو ويقول يناقض الرابع عشر اكرام واهل العلم وسوق غيرهم ان فضل العلماء عظيم ومنصبه منصب جليل. لانهم ابع الروح فالشيخ اب للروح مع ان الوالد اب للجسد. فالاعتراف بفضل المعلمين حق واجب. قال شعبة ابن الحجاج رحمه الله كل من سمعت من حديث فان له عمدا واستنبط هذا المعنى واستنبط هذا النعمة من القرآن محمد بن علي بن ودغوي فقال رحمه الله اذا تعلم الانسان من العالم واستفاد منه الفوائد فهو له عبد قال الله تعالى واذ قال موسى لفتاه وهو ولم يكن مملوكا له وانما كان مسرجا له متبعا له. فجعله الله فتاه لذلك. وقد امر الشرع برعاية حق العلماء اكراما لهم وتوقيرا واعدادا. فروى احمد في المسند عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من امتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف نعالمينا حقه ونقل ابن حزم رحمه الله فهذا الاصل التواضع له والاقبال عليه وعدم الالتفات عنه ومراعاة ادب الحديث معه واذا حدث عنه عظمه ومن غير ظلم بل ينزله منزلته لان لا يشيله من حيث اراد ان يمدحه. وليشكر تعليمه ويدعو له ولا يظهر استغناء عن ولا يؤذيه بقول نوف وليتلطف في تنبيهه على خطأه اذا وقعت في المزلم. ومما الاشارة به هنا باختصار وجيه معرفة واجب اذا زل في العالم وهو ستة اجور. الاول اوتوا في صدور الزلة منه. والثاني التثبت في كونها خطأ. وهذه وظيفة العلماء الراسخين فيسألون عنها والثاني فيها والرابع التماس العذر له بتأويل سائغ والخامس بذل النصح برطب لا بعنف وتشهير. والسادس حفظ جنابه. فلا تهدر كرامته في قلوب المسلمين ومما يحذر منه مما يتصل بتوقيع مما يتصل بتوقير العلماء ثم التحقير كالازحام على العالم والتضييق عليه. ذكر المصنف وفقه الله المعقدة الرابعة عشر من معاقل تعظيم العلم وهو اكرام اهل العلم وتوقيرهم اي اجلالهم. فالتوقير الاجلال وقال في مبتدأ بيانه ان فضل العلماء عظيم ومنصبهم ومنصبهم منصب جليل وعلله بقوله لانهم اباؤ الروح. فالابوة التي تكتنف الانسان نوعان. احدهما ابوة بدنية جسمية. والاخر عبوة روحية دينية فالابوة الاولى هي لواحد وهو لابيك الذي انت نسله الابوة الروحية الدينية فهي لمن تستفيد منه علما من اهله من العلماء والشيوخ قال فالشيخ اب للروح كما ان الوالد اب للجسد فالاعتراف بفضل المعلمين حق واجب وذكر كلاما في ذلك عن شعبة ابن الحجاج فقال كل من سمعت منه حديثا يعني استفدت منه علما ومن ذلك رواية الحديث وكان شعبة من ائمتها فانا له عبد اي بمنزلة العبد فان السيد يحسن الى مملوكه الذي هو رقيق له بملك رقبته. فكذلك المعلم يحسن وللمتعلمين بما يوصل اليهم من انواع الخير فيما ينفعهم في الاولى والاخرة. فهم حينئذ في رقابهم رق له لانعامه عليهم كانعام ما لك رقيق على مملوكيه. ثم ذكر استنباط هذا المعنى من القرآن في كلام محمد ابن علي الادهوي رحمه الله انه قال اذا تعلم الانسان من العالم واستفاد منه فوائد فهو له عبدا قال الله تعالى واذ قال موسى لفتاه وهو يوشع ابن نون ولم يكن مملوكا له اي لم تكن رقيقا مملوكا له بالملك. وبملك الرقبة وانما كان متلمذا له. اي مستفيدا منه ماذا؟ يقال فالمذلة ولا يقال تلمذ ولا تتلمذ عليه. ثم قال متبعا له فجعله الله فتاه لذلك اي نسبه اليه بالفتوة فجعله فتى لموسى عليه الصلاة والسلام لاجل انه يستفيد منه العلم ثم ذكر ما امر به الشرع من رعاية حق العلماء واكرامهم وتوقيرهم فذكر حديث عبادة ابن الصامت رضي الله وعنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من امتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا يمنا حقه فالعالم له حق ومن الايمان ان تعرف للعالم حقه. وهذا الحق الذي للعالم ليس حقا مستفادا من امر يرجع فيه الى الناس. ولكنه امر مستفاد من الله سبحانه وتعالى فان الله جعل للعلماء رتبة ومقاما كريما في الدين. واثبت لهم حقا على المسلمين. فالقيام بهذا الحق قيام شيء من الدين ثم ذكر الاجماع الذي نقله ابن حزم من توقير العلماء واكرامهم وانه من شعائر الدين ثم ذكر من الادب اللازم للشيخ على المتعلم مما يدخل تحت هذا الاصل يعني من التوقير والاجلال التواضع له والاقبال عليه بان يجمع نفسه ظاهرا وباطنا على ما يلقى اليه من العلم فان الى المتعلمين لا يجلس الى مجموعهم ولا الى واحد منهم بل يجلس اليهم جميعا فان الجالس ها هنا والجالس ها هنا والجلسة ها هنا والقريب هو البعيد هم بمنزلة واحدة. فالجالس لتعليمهم جالس لكل واحد منهم. ثم قال وعدم عنه بان لا يشتغل بشيء لا صلة له بما يلقى اليه فان الكلام الذي يرسل يراد وصوله الى كل واحد من السامعين ومراعاة ادب الحديث معه. واذا حدث عنه عظمه من غير غلو بل ينزله منزلته لان لا يشينه من حيث اراد ان يمدحه وليشكر تعليمه ويدعو له ولا يظهر الاستغناء عنه ولا يؤذيه بقول او فعل وليتلطف في تنبيهه على خطأه اذا وقعت منه زلة. ثم قال ومما تناسب الاشارة اليه هنا باختصار وجيز الواجب ازاء زلة العالم وزلة العالم هي القلق الذي يبدر من العالم. فان الله سبحانه وتعالى جعل من ادلة كماله نقص الكاملين. فان الكاملين من الخلق يحدث فيهم نقص تحقيقا لكمال الله سبحانه وتعالى فان الكمال الالهي لا يبلغه احد ابدا. والكمال الانساني من صفاته حدوث والخطأ فان الزلة والخطيئة ملازمة للادمية والبشرية. فالعالم يخطئ كما يخطئ غيره. ومن خطأه ما يتعلق بالعلم الذي يسميه اهل العلم زلة العالم. فاذا وقع العالم في زلة مما كتبه الله عز وجل على الخلق فان من الواجب علينا معرفة ستة امور. اولها التثبت في صدور الزلة منه اي تحقق صدورها عنه. فكم من شيء ينسب الى احد من العلماء يعد زلة وهو لم يقع منه البتة والثاني التثبت في كونها خطأ اي التحقق في ان ما وقع فيه خطأ. وهذه وظيفة العلماء الراسخين فيسألون عنها فان كثيرا من المشتغلين بالعلم ربما بادروا بالهجمة على قول يسمعونه لبعض العلماء بالحكم بانه خطأ فاحش. فاذا راجعوا دهكنة العلم واهل المعرفة به قالوا بان هذا القول له مجال متسع وقد قال به فلان وفلان من قبل وله من الادلة كذا وكذا وفي نظام الشعر وكم من عائب قولا صحيحا وافته من الفهم التقييم فلا بد من تحقق كون ما صدر منه هو من الخطأ. ثم قال والثالث ترك اتباع فيها اي اذا تبين ان الصادر منه زلة فان من الواجب علينا ان نترك اتباعه فيها لتحقق خطأه فان العالم لا يتبع لاجل ذاته. وانما يتبع لما يبينه من الحق بدليله. فاذا عرفنا بحكم العلماء الراسخين سوى هذا العالم ان ما بدر منه هو ذلة وجب علينا الا نتبعه ولو بلغت محبته شغاف قلوبنا فان من نحبه من اهل العلم هم احباؤنا ولكن الحق احب الينا منهم ثم قال والرابع التماس العذر له بتأويل سائق اي طلب اعذاره بحمل كلامه على وجه محتمل يمكن ان يكون مراده ثم قال خامس بذل النصح له بلطف لا بعنف وتشكير. لان المراد كفه عن تلك الزلة لا التشهد بوقوعها منه فان الفرح بجلة العالم من دلائل نقص الايمان. فان المؤمن لا يحب لمن يقتدى في العلم والدين من العلماء الا ان يكونوا على الوجه الاتم. فاذا صدر من احدهم ذلة من الزلات لم يكن من الديانة فرحوا بتلك الذلة واشاعتها فرحا بذلك بل يكون الحامل للعبد الشفقة والرحمة على ما وقع فيه ذلك العالم من الخطأ ويرفع ذلك ببذل النصح له بسر ولطف لان المراد هو كفه عن غيه لا كما واذا نصح على وجه اللطف والسر فانه احرى ان ينزع عن تلك الزلة. اما اذا افشي زلته وعمل بالتشهير فيها فانه يتمادى في باطنه اذ الله سبحانه وتعالى قسم طبائع النفوس ومن طبائع النفوس ان العبد يحب الانتصار لنفسه. ولربما انتصر لها في الباطل. ثم قال والسادس حفظ جنابه اي حفظ قدره فالجناب القدر فلا تهدر كرامته في قلوب المسلمين اي لا يسقط من نفوسهم ثم قال بعد ومما يحذر منه مما يتصل بتوقير العلماء ما صورته التوقيع ومآله الاهانة والتحقيق. فان يفننون انواعا يزعمون انها من التوقير وحقيقتها الاهانة والتحقيق. فمن اراد ان يعظم عالما عرى وجه التعظيم الذي ذكره اهل العلم. اما استنباطه نوعا جديدا ربما اوقعه في شيء هو مما يكون تحقيرا لذلك العالم. قال كالازدحام على العالم. والتضييق عليه والجاءه الى احسن السبل. فان هذا مما يخالف اجلالا وهؤلاء تحملهم تحملهم المحبة على ذلك لكن المحبة لا تسبح وانما يتبع ما ينفع والذي ينفع ان لا يزدحم عليه حتى يضيق عليه ويلجأ الى اعدل السبل فانه ربما لحقه ضرر في صحته ونفسه بسبب هذا وما مات هشيم ابن بشير الواسطي رحمه الله الا لما ازدحم عليه اصحاب الحديث فرحا بمدينه ورغبة في الانتفاع به فسقط رحمه الله تعالى عن حماره ومات من قبضته تلك. احسن الله اليكم. الناقد الخامس عشر رد مشكله فالمعظم للعلم وعولوا على ده لحل مشكلاته. ولا يعرض نفسه لما لا تطيق خوفا من القول على الله بلا علم على الدين. فهو يخاف سخطة الرحمن قبل ان يخاف ان تنقص سلطان صنع في ان العلماء بعلم تكلموا وببصر النافذ سكتوا فان تكلموا في مشكل فتكلم بكلامهم ومن اشق المشكلات الفتن الواقعة والنوازل الحديثة التي تتكاثر مع امتداد الزمن وينادون من نار الفتن السالمون من وهج المحن هم من فزعة الى العلماء ولزم قولهم وان اشتباه عليه شيء هم من قولهم احسن الظن بهم فطرح قوله واخذ بقوله فالتجربة والخبرة هم كانوا احق بهوانا واذا اختارفت اقوالهم لازمة قول جمهورهم وشوادهم ايثارا للسلامة فالسلامة لا يعدمها شيء وما احسن قول ابن عاصم في ملتقى الوصول وواجب في مشكلات الفهم. تحسين الظن باهل العلم. ومن جملة المشكلات جنات العلماء والمقالات الباطنة لاهل البدع والمخالبين فانما يتكلم فيها العلماء الراسخون بينه الشاطبي في الموافقات وابن رجب في جامع العلوم والحكم. فالجادة السالمة عرضها على العلماء والاستمساك المعقل الخامس عشر من معاقد تعظيم العلم. وهو رد مسكني الى اهله. والمشكل من العلم هو ما غمض منه. فان مسائل العلم ليست على وجه واحد من الوضوح فهي مختلفة الرتبة فيه. ومن جملة ذلك ما يغمض منها اما بالنظر الى المسألة نفسها او بالنظر الى حال عارضة تتعلق بها. ثم قال فالمعظم للعلم يعول على الدهر والجهابدة من اهله لحل مشكلاته. اي يفزع الى هؤلاء والدهاقنة جمع دهن قال بضم الدال وتفتح وتفسر ايضا فهي مثلثة يقال ذقان ودهقان ودهقان والدقان هو قوي التصرف في عدة. قوي التصرف في حدة. والمراد بالحدة هنا المبادرة والجزم. فان المبادرة على وجه الجزم قوي التصرف في العلم هو احرى بان يرفع الاشكال الواقع في امر ما. والجهابدة جمع زهبز بكسر الجيم وتفتح وايضا فيقال وجهبل وهو الخبير ببواطن الامور. فالمفزع هو الى هؤلاء المتصفين هذه الصفات من القوة والدراية بحقائق الامور. ثم قال ولا يعرض نفسه لما لا اي من سؤال الله سبحانه وتعالى خوفا من القول على الله بلا علم والافتراء على الدين فهو يخاف سخطة الرحمن قبل ان يخاف صوت السلطان. فالحامل له على الفزع الى هؤلاء لانهم هم اهلها بكشفها فهو يبتغي حفظ دينه وسلامته من ان يقع فيما يكرهه الله سبحانه وتعالى ويأباه ثم قال فان العلماء بعلم تكلموا وببصر نافذ سكتوا. فالعالم له في الواردات الواقعة من المشكلات حالان. الحال الاولى ان يتكلم. فاذا تكلم فانما ينطق بعلم. والحال الثاني ان يسكت فاذا سكت فانما يسكت ببصر النافذ والبصر النافذ شيء زائد عن مجرد العلم فان البصر النافذ هو خبرة المتكلم بالحال التي ينبغي ان يكون عليها في للماء فمنتهى نظره لا يقف على مجرد العلم في هذه المسألة بل يرى وراء ذلك من صالح المرتقبة او المفاسد المتوقعة ما يحمله على السكوت. فحينئذ ان تكلموا في مشكل فتكلم كلامهم وان سكتوا عنه فليسعك ما وسعهم لان الحامل لهم على الكلام هو العلم والحامل لهم على هو البصر النافذ وهو شيء زائد عن مجرد العلم. ولربما رأيت عندي وامثالي شيئا من العلم. لكن النافذ لا يكون مستجلبا الا بامور نفتقدها اقلها كبر السن وطول التجربة فان كبر السن التجربة تكسب العالم الة لا تكون عند فاقدها. فمنشدا شيئا من العلم صار مسارا اليه فيه من الشباب يفتقر الى هذه الالة فمثل هؤلاء لا يأبه المرء بمقالاتهم في المشكلات لان هؤلاء يعلمون والدلائل لكنهم لا يعلمون حقائق الامور اذ ليس لهم من طول التجربة وكثرة الممارسة ما لا يكون لغيرهم. واذا بدر في ذهنك ان هذا العالم انما تكلم لامر او سكت لامر فلا تجعل ذلك في ذمتك ما يطالبك الله سبحانه وتعالى به لان الدين دين الله والامر امر الله والله سبحانه وتعالى لا يتخير لهذا العلم الا امناء واذا ظننت ان الله عز وجل يظع العلم عند الخونة فقد ظننت ظن السوء بالله سبحانه وتعالى. وكثير من المنتسبين الى العلم والخير يظنون بالله ظنا السوء في جعله في جعله العلم عند من ليس من اهله فينظرون الى هؤلاء انهم يتكلمون على وجه الخيانة في الدين. والطعن فيهم ليس طعنا في ذواتهم. وانما هو طعن في الله سبحانه وتعالى اذ جعل امانة الدين عند من ليسوا مستأمنين. وانما يرفع عنك هذا الاشكال الذي يرد عليك ان تسلم فلله سبحانه وتعالى وان تكل الامر اليه. فالله عز وجل لا يضيع دينه. وليس هذا الدين حقرا على فلان ولا فلان فلابد ان يظهر الله سبحانه وتعالى الحق على اهله على لسان اهله. فاذا رأيت العلماء تكلموا في شيء تتكلم بكلامهم واذا سكتوا عن شيء فاسكت كما سكتوا فانه يسعك ما وسعهم وكثير من الناس يذكر مدحه الصمت وقلة الكلام والسكوت عما لا ينفع فاذا جاءت النوازل رأيت ان هذه الامور ملقاة وراء الظهور احفظوا احدنا القولة المشهورة لو ان هذه الواقعة وقعت زمن عمر لجمع لها البدريين فاذا كان عمر يجمع لها رؤوس الناس فان الحقيقة بالواحد منا وان كان رأسا للناس ان يعلم انه مفتقر الى جمع سواه حتى يصلوا الى ما يظنون انه هو الخير للمسلمين فتبرأ ذمتهم ويسقط الطلب عندهم عند الله سبحانه وتعالى. ثم قال بعد ذلك ومن اشق المشكلات الفتن الواقعة والنوازل الحادثة التي تتكاثر مع امتداد الزمان مع امتداد الزمن ما يكون تسليمك بهذا الامر تعظيما للعلم وهو رد مشكله الى اهله ان ترقب رد المشكل اليهم في الفتن الواقعة والنوازل الحادثة ثم قال والناجون من نار الفتن السالمون من وهج المحن هم من فزع الى العلماء ولزم قولهم وان اشتبه عليه شيء من قولهم احسن الظن بهم. فطرح قوله واخذ بقولهم فالتجربة والخبرة هم كانوا احق بها واهلها واذا اختلفت اقوالهم لزم قول جمهورهم وسوادهم ايثارا للسلامة فالسلامة لا يعدلها شيء. والسلامة المرادة هي السلامة عند الله سبحانه وتعالى. فان سلامة ذمتك وبرائتها وسقوط الطلب عنك انما سيكون بذلك ثم قال وما احسن قول ابن عاصم في ملتقى الوصول وواجب في مشكلات الفهم تحسيننا الظن باهل العلم ثم قال ومن جملة المشكلات رد زلات العلماء والمقالات الباطلة لاهل البدع والمخالفين فانما يتكلم فيها العلماء بينه الشاطبي في الموافقات وابن رجب في جامع العلوم والحكم. فان الزلة التي تبدر من عالم والمقالة الباطلة التي يروجها اهل البدع والضلال لا يتمكنوا من نزعها من الناس وردها ووادي باطلها الا عالم راسخ متمكن فالامر موكول اليه واذا اراد احد ان يتكلم في ربها جمل به ان يتكلم بما تكلم به العلماء والا فليمسك فالجادة السالمة عرضها يعني مشكلات على العلماء الراسخين والاستمساك بقولهم فيها احسن الله اليكم المعقل الثالث عشر توقيع مجالس العلم واجلال فمجالس العلماء كمجالس الانبياء قال سهل ابن عبد الله رحمه الله من اراد ان ينظر الى مجالس الانبياء فلننظر الى مجالس العلماء فيقول يا اي شيء تكون في رجل حلف على امرأته بكذا وكذا فيقول طرقت امرأته فيقول ما تقوم توازن حالف على امرأته بكذا وكذا فيقولهم ذلك فانا طالب علمي ان يعرف لمجالس العلم حقها فيجلس فيها ومن غير ضرورة ولا يضطرب لضجة يسمعها ولا يعبث بيديه او رجليه ولا يستند بحضرة شيخه ولا يتكئ ولا يدري ولا يكثر التمحن ولا يكثر التنحنح والحركة. ولا يتكلم مع جاره واذا اعطاك خفض صوتا واذا وينضم بطالب عندي صون كتابه وحفظه واجلاله والاعتناء به. فلا يجعله صندوقا يحشوه بودائعه. ولا ينزع الوضوء بلطف وعناية وما اسحاق ابن الله وان يوما بكتاب كان بيده فغضب وقال اهكذا يفعل بكلام ولا يتكئ على الكتاب عند قدميه واذا يقرأ فيه على شيخ رفعه عن الارض وفقه الله المعقد السادس عشر من معاقل تعظيم العلم وهو توفير مجالس العلم اي اجلالها واكرامها واجلال اوعيته. يعني ما يحفظ فيه العلم من وعاء وعلله بقوله فمجالس العلماء كمجالس الانبياء لما فيها من ميراث النبوة. فان النبي صلى الله عليه انما لم يترك ارثا الا العلم. فمجالس العلم فيها ميراث النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر كلام سهل بن عبدالله السستاني انه قال من اراد ان ينظر الى مجالس الانبياء فلينظر الى مجالس العلماء اي انها بمنزلة مجالس الانبياء فان الانبياء كانوا يبينون حكم الله فيما يحتاج اليه الناس. والعلماء ورثة لهم في ذلك فانهم يبينون حكم الله فيما يحتاج اليه الناس من نكاح او طلاق او يمين او عساق او غير ذلك ثم قال فعلى طالب العلم ان يعرف لمجالس العلم اي الذي جعل لها شرعا فهو ليس مما تعارف عليه الناس وصار حقا لازما بينهم مما يصطلح عليه الناس من الاداب التي يحفظون بها مقامات بعضهم بعضا. بل هذا حق اوجبته الشريعة. فيجلس فيها جلست الادب الجلسة التي تكون على وجه الادب ويصغي الى الشيخ ناظرا اليه ان يلقي سمعه الى شيخه حاضرا ببصره اليه فلا يلتفت عنه من غير ضرورة اي لا يصرف وجهه عنه للالتفات يمنة او يسرة من لضرورة لانه يتحدث اليه فهو لا يتحدث الى واحد دون من يحضر مجلسه بل يتحدث الى كل واحد من من هو حاضر مجلسه ولا يضطرب لضجة يسمعها اي لا يتحرك مضطربا لاجل ضجة يسمعها فلو قدر ان هذا الباب قرع بشدة فانه ليس من الادب ان تلتوي الاعناق اليه جميعا وتترك المعلم الذي يتحدث اليهم فان المعلم جالس يتحدث الى هؤلاء وليس من الادب الانصراف عنه بالالتفات الى تلك الضجة. ومن لطائف الحكايات ان شيخ شيوخنا عبد الله ابن حميد رحمه الله تعالى وادركته صغيرا انه رحمه الله كان يوما في مجلس درسه في مسجده في في بريدة فدخل في المسجد بقرة. فانصرف اليها الناس واشتغلوا بها. وكان اعمى ذكيا وكان كفيف البصر لكنه كان ذكيا فانه احس بانشغال الناس بالحركة التي انسها منهم. فلما انس منهم التفاتهم الى البقرة قال سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. واخذ نعليه ومشى. لما انصرفوا الى البقرة ليست يدرسون عنده ما دام يجلسون ينظرون في البقر فاراد ان يؤدبهم بان الجالس الى المعلم يقبل عليه بما يعلمه ولا ينصرف عنه الى غيره مهما كان ذلك الحادي الذي حداه. ثم قال ولا يعبث بيديه او رجليه ولا تستند بحضرة شيخه ولا يتكئ على يده ولا يكثر التنحنح والحركة ولا يتكلم مع جاره واذا عطس خفض صوته واذا تثابت تراثنه بعد ربه جهده فهذه من جملة الاداب التي يعظم بها العلم ثم قال بعد ذلك وينظم الى توقير مجالس العلم اي من جملة ما يعد من ادب مجلس العلم اجلال اوعيته اي عظيم ما يحفظ فيه العلم. قال وعمادها الكتب اي اعظم شيء يحفظ فيه العلم اليوم ومن قبل هو الكتب. فاللائق بطالب العلم صون كتابه وحفظه واجلاله والاعتناء به. فلا يجعله صندوق فلا يجعله صندوقا يحشوه اي لا يجعله بمنزلة الصندوق الذي يستعمل خزانة فان الناس كانوا يحفظون اشياءهم فيما سبق من مال او ثياب او غيرها في صناديق فلا يجعل الكتاب بهذه المنزلة فتجده يضع فيه اوراقا واقلاما ومالا وغير ذلك من الاشياء التي تحفظ فيكون الكتاب بمنزلة الصندوق الذي يحفظ تلك الاشياء. ولا يجعله بوقا اي لا يطويه ويرد بعضه الى بعض حتى يكون مستديرا بمنزلة البوق الذي ينفخ فيه واذا وضعه وضعه بلطف وعناية ثم ذكر حكاية لطيفة في ذلك قال رمى اسحاق ابن راهوين يوما بكتاب كان في يده يعني القاه فرآه ابو عبد الله احمد ابن حنبل فغضب وقال اهكذا يفعل بكلام الابرار؟ يعني هذا الكتاب الذي يعني هذا الكتاب الذي القيته فيه كلام الصالحين وفي هذه الكتب ما هو اعلى من ذلك ككلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي ان يفعل ذلك بها ثم قال ولا يتكئ على الكتاب او يضعه عند قدميه واذا كان يقرأ فيه على شيخ رفعه عن الارض وحمله بيديه. فان من الادب قدر المستطاع ان لا يوضع الكتاب على الارض. بل يرفع او في مكان صالح له تعظيما للعلم. واذا كان المكان يفتقد ما يوضع فيه الكتاب صاغ وضعه على الارض لا حال الدرس. واما حال الدرس فانه لا يليق من يلتمس العلم ان يضع الكتاب على الارض ثم يزعم انه يقرأ في هذا الكتاب على الشيخ او يحضر هذا الكتاب عند الشيخ فان من اراد ان يحضر عند شيخ حمل الكتاب بيديه تعظيما له فانه احرى ان يصل العلم اليه ان يصل العلم اليه فاذا رفع طالب العلم الكتاب كان اقرب لعينيه وقلبه. فاحرى ان يصل العلم اليه. واذا القى الكتاب على الارض وابعده عنه فانه بعيد عن عينيه عن قلبه فاحرى الا يصل العلم اليه. فمن عظم اوعية العلم ولا سيما الكتب كان ذلك من دلائل تعظيمه العلم فصار حقيقة بالعلم والذي لا يبالي بالعلم ومن جملة ذلك ان لا يبالي باوعيته فانه يخل بعظمة العلم احرى ان ينقص اندفاعه بالعلم. احسن الله اليكم. ان للعلم حرمة وامرة توجب الانتصار له اذا تعرض لجنابه بما لا يصلح. وقد ظهر هذا الانتصار عند اهل العلم في مظاهر ما الرد على المخالف فمن استبانت مخالفته للشريعة يرد عليه كاهنا من كان حمية للدين ونصيحة للمسلمين ومنها اجر مبتدع ذكره فلا يؤخذ بالمعنى منه فلا يؤخذ العلم عن اهل البدع لكن اذا اضطر اليه كيف لا بأس؟ كما في الرواية عنهم لدى المحدثين. ومنها زجر المتعلم اذا تعدى في بحثه او ظهر منه لدد او سوء وان احتاج المعلم الى اخراج متعلم فليفعل كما كان يفعله صحبة رحمه الله وقد يزجر المتعلم بعدم الاقبال عليه وترك اجابته فالسكوت فالسكوت جوابا اذ قال ان هذا كثيرا من جماعة من الشيوخ منهم العلامة ابن باز رحمه الله فربما كان سائل عما لا ينفعه فترك شيخ اجابته وامر القارئ ان يواصل قراءته او اجابه بصلة فوفقه الله المعقد السابع عشر من تعظيم العلم وهو الذب عن العلم والذود عن حياضه اي الدفاع عن العلم. وعلله بقوله ان للعلم حرمة وافرة توجب الانتصار له اذا تعرض لجنابه بما لا يصلح اي يذب عن العلم ويزاد عن حياضه لان له حرمة والحرم انما تحفظ بالزود عنها. فمن زاد عن حرمة ودافع عنها حفظت وبقيت. ومن لم يقم حقها من حفظها للزوج والدفاع انتهكت. ثم ذكر مظاهر الانتصار اهل العلم له. منها الرد على المخالف فمن استبانت مخالفته للشريعة رد عليه كائنا من كان حمية للدين ونصيحة للمسلمين قال الامام احمد لم يزل الناس يرد بعضهم على بعض انتهى كلامه. فاذا وقع احد في مخالفة حق العلم وحقيقته كان من الزوج عن العلم والذب عن حياضه ان يبين خطأ ذلك المخطئ بدليله. ومنها هجر مبتدع ذكره ابو يعلى الفراء اجماعا فمن اجماعات المسلمين اتفاقهم على هزل اهل الضلال المبتدعين لان هؤلاء منتهكون لحرمة العلم والدين. فمن حفظ العلم والدين هجرهم وترك مجالستهم وصحبتهم ثم قال فلا يؤخذ العلم عن اهل البدع لكن اذا اضطر اليه ككونه في دراسة نظامية ونحوها فلا بأس كما في الرواية عنهم لدى المحدثين. ومنها زجر المتعلم اذا تعدى في بحثه اي تجاوز في بحثه او ظهر منه لدذ يعني خصومة او سوء ادب فاذا وقع شيء من ذلك من المتعلم فانه يزجر عن ذلك وينهى عنه على وجه التغليظ. وان احتاج المعلم الى اخراج المتعلم من مجلسه نجرا له يفعل كما كان يفعله شعبة رحمه الله مع عفانة ابن مسلم في درسه فان عفان ربما اشتد قوله شعبة فاخرجه شعبة من مجلسه ثم يأتي عفان في المجلس الاخر لانه يريد الانتفاع بعلمه فيجلس اليه فاذا بدر منه شيء يستحق عليه ان يخرجه من مجلسه اخرجه من مجلسه حفظا للعلم. ثم قال وقد يزجر المتعلم بعدم الاقبال عليه وترك اجابته فتجده يسأل سؤالا ثم لا يجيبه شيخه لان من تأديبه زجره بذلك قال فالسكوت جواب قاله الاعمس فمن مقالات الاعمس البديعة انه قال السكوت جواب اي مما يجاب به بعض الناس فان بعض الناس يستحق الاجابة عن سؤاله. وبعضهم لا يكون جوابه الا السكوت عن سؤاله. ثم قال ورأينا هذا فكثيرا من جماعة من الشيوخ منهم العلامة ابن باز رحمه الله فربما سأله سائل عما لا ينفعه فترك الشيخ اجابته وامر القارئ ان يواصل قراءته او اجابه بخلاف قصده. لان من حفظ العلم ان يعامل هذه المعاملة فلا تنتهك حرمة العلم بمثل اجابة ذلك نعم. التحفظ في مسألة عالم فرارا من مشاعر الشغب وحفظا لهيبة العالم فان من السؤال ما يراد به التشغيل وايقاظ الفتنة واشاعة السوء. ومن اعلن منهم العلماء هذه المسائل اذا لقي منهم ما لا يعجبه كما مضى معك في فجر متعلم فلابد من التحفظ بنكرات ولا يفلح في تحفظه فيها الا من اعمى اربعة اصول اولها الفكر في سؤاله لماذا يسأل؟ فيكون قصده من السؤال التفقه والتعلم لا التعنت والتأكم فانما انتهى قصده في سؤاله يحرم بركة العلم ويمنع منفعته. الاصل الثاني التفطن الى ما يسأل عنه. فلا تسألوا عما لا نفع فيه. ان في النظر الى او بالنظر الى المسألة من الصيام. ومثله السؤال عما لم يقع او ما لا يحدث به كل واحد. وانما يخص اني قوم دون قوم الاصل الثالث الانتباه الى صلاحية عن الشيخ للاجابة عن سؤاله فلا يسأله في حال تمنعه ككونه مهموما او متفكرا او ماشيا في طريق او راكبا سيارته بل يتحين طيب نفسه الاصل تيقظه في صورة حسنة متهددة فيقدم الدعاء للشيخ جنوب خطابه ولا تكون مخاطبته له كمخاطبة يعني كمخاطبة اهل السوق واخلاق العوام ووفقه الله المعقد الثامن عشر من معاقد تعظيم العلم وهو التحفظ في مسألة العالم. اي طلب الصيام للنفس في مسألة العالم تحقيقا لما ذكره بقوله فرارا من مسائل الشغب بسكون بسكون الغين هو تهييج الشر واثارته. ولا يقال الشغب بفتح الغيم في اصح قولي اهل العلم علم وحفظا لهيبة العالم. فالحامل على طلب الصيانة في السؤال امران احدهما الفرار من مسائل من مسائل تحرك الشر وتثيره والاخر الاعانة على حفظ هيبة العالم ثم قال فان من من السؤال ما يراد به التشغيل وايقاظ الفتنة واشاعة السوء. ومن انس منه العلماء هذه المسائل لقي منهم ما لا يعجبه كما مر معك في زجر المتعلم فلابد من التحفظ في مسألة العالم. ثم ذكر اصولا اربعة. يعين امتثالها على صيانة النفس في سؤال العالم. اولها الفكر في سؤاله لماذا يسأل؟ اي اي شيء يحرك نفسه للسؤال فيكون قصده من السؤال التفقه والتعلم اي طلب الفقه والعلم. لا التعنت والتهتك اي لا طلب الحرج والسخرية للعالم. فالعنت هو الحرج. فان من ساء قصده في سؤاله يحرم بركة العلم ويمنع منفعته. فاذا كان الحامل للسائل ارادة المشقة على العالم بالجاءه الى ما لا يريد من القول او كان الحامل على ذلك طلب الهزء والسخرية به فان هذا القصد السيء يرجع على سائره بحرمانه بركة العلم. وهذا من اسباب حرمان العلم في هذه الازمان فان من السؤال وهم من لا يسأل الا طلبا للحرج للعالم او تهكما وسخرية به فيعاقبون بحرمانهم من العلم. ثم ذكر والثاني وهو التفطن الى ما يسأل عنه اي امعال النظر في مقصوده من هذا السؤال الذي يسأل عنه لاي شيء يسأل وهل هذا الذي يسأل عنه فيه منفعة؟ ام لا؟ قال فلا تسأل عما لا نفع فيه. اما بالنظر الى حالك كأن يسأل عن شيء ليس مما يفتقر اليه مثل ايش؟ يأتيك طالب في المتوسط. فيقول رجل حلف في طلاق امرأته فقال كيت وكيت وكيت قال المتوسط وش علاقته بالطلاق؟ وش علاقته؟ تسأله تقول له لماذا تسأل؟ قال والله واحد من جماعة المسجد قال شف واحد من المشايخ اذا رح خله هو يجي يسأل انت لا تصير وكيل على الناس هذا لا نفعله فيما يسأل قال او بالنظر الى المسألة نفسها يعني يسأل عن مسألة لا تنفعه هو. هي في نفسها نافعة لكن ليست بالنسبة اليه هو نافعة. ومثله قالوا عما لا يقع او ما لا يحدث به كل احد وانما يخص به قوم دون قوم فان من حفظ العلم ان يكون فيه شيء يخص به قوم دون قوم وترجم له البخاري رحمه الله تعالى في كتاب العلم وسيأتي بكتاب التوحيد في مسائل الباب الاول ثم ذكر الاصل الثالث وهو الانتباه الى صلاحية حال الشيخ للاجابة عن سؤاله اي كون حال الشيخ موافقة للاجابة صالحة لايراد السؤال عليه. فلا يسأله في حال تمنعه ككونه مهموما. او متفكرا يعني متأملا او ماشيا في في طريق او راكبا سيارته لان هذه الاحوال فيها شواغل عارضة تمنع اجتماع الفكر. فالعاقل من العلماء لا يبادر بالجواب حينئذ. سأل رجل عبد الله عبد الله ابن المبارك وهو يمشي فقال له عبد الله المبارك ليس هذا من توقير العلم. يعني ليس من توقير العلم ان اجيبك وانت سائلي وانا في حال اشتغالي بالمشي لاصل الى امر وكان شيخ شيوخنا محمد بن ابراهيم رحمه الله تعالى لا يجيب سائلا سأله حتى يجلس. فاذا جلس واخذ مجلسه وارتاح فيه واجتمعت نفسه له اذن بالسؤال حين اذن ثم قال الاصل الرابع سيقفظ السائل الى كيفية سؤاله لاخراجه في صورة حسنة متأدبة فلا يلقي سؤاله كيفما وقع في نفسه لاول مرة فليعيدوا النظر في صيغة ايراد هذا السؤال فيقدم الدعاء للشيخ بان يقول احسن الله اليك ويبدله في خطابه يقول يا شيخنا او نحو ذلك من الالفاظ التي تدل على التعظيم والاجلال له. ولا تكون مخاطبته له في اهل السوق واخلاط العوام اي لا يخاطب العالم الذي يريد ان يسأله كمخاطبته لعموم اهل الناس من محترفي الدنيا الاسواق او دهماء الخلق من العوام بل يتعنق في سؤال العالم حتى يقع ذلك السؤال من نفس العالم موقعه ثم فيرشدك الى ما ينفعك في جواب المعقل التاسع عشر شغف القلب بالعلم وغلبته عليه فصيد الطلب له يوجب محبته وتعلق القلب به. ولا ينال العبد زواجة العلم حتى تكون لذته الكبرى وانما سنان لذة العلم بثلاثة امور ذكرها ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله احدها بذل الوسع والجهل وثانيها صدق الطلب وثالثها صحة النية والاخلاص. ولا تتم هذه الامور الثلاثة الا مع دفع كن لما يشغل عن القانون ان لذة العلم فوق لذة السلطان والحكم التي تتطلع اليها نفوس كثيرة اموال وفيرة وتسفك دماء غزيرة. ولهذا كانت البنوك تتوق الى لذة العلم. وتحس فقدها وتطلب تحصيلا. قيل لابي جعفر المنصور الخليفة العباسي المشهور. الذي كانت ممالكه تملأ الشنق والغرب هل بقي من لذات الدنيا شيء لك؟ هل بقي من لذات الدنيا شيء لم تنم؟ فقال وهو مستو على كرسيه سبيل ملك بقيت خصلة ان اقعد على مصطبة العلم فيقول المستملي من رحمك الله يعني فيكون حدثنا فلان قال حدثنا فلان ويسوق الاحاديث المسندة ومتى عمر القلب عادات الله المعقل التاسع عشر من معاقل تعظيم العلم وهو شغف القلب بالعلم وغلبته عليه. والمراد بالشغف شدة المحبة. واصلها من شغاف القلب وهو باطنه. فاذا علق بالقلب شيء على وجه اللصوص به قيل قد بلغ من القلب شغافه يعني باطنه فيكون شديد الحب له. قال فصدق الطلب له اي للعلم يوجب محبته وتعلق القلب به. ولا ينال العبد درجة العلم حتى تكون لذته الكبرى فيه اي لا يدرك العبد العلم الذي ينتفع به ويفتقر اليه حتى تكون لذته الكبرى من لذات الدنيا هي لذة العلم. ثم قال وانما تنال لذة العلم في ثلاثة امور ذكرها ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة احدها بذل الوسع والجهد اي بذل الطاقة حسب المستطاع في طلب العلم وثانيها صدق الطلب اي توحيد المراد في مطلوبه من العلم فهو لا يشغل قلبه بمراد اخر ولا يزاحمه في وقته بمطلوب سواه. وثالثها صحة النية والاخلاص فيه. فيكون طلبه للعلم على وجه صحيح النية حاضر الاخلاص وتقدم بيان حقيقة الاخلاص شرعا وانه القلب من ارادة غير الله. ثم قال ولا تتم هذه الامور الثلاثة الا مع دفع كل ما يشغل عن القلب فان هذه الامور الثلاثة تتعلق بالتحلية ويقابلها تخلية القلب من كل ما يشغله ويمنعه من بلوغ لذة العلم ثم ذكر ان لذة العلم هي فوق لذة السلطان والحكم التي تتطلع اليها نفوس كثيرة وتبذل لاجلها اموال وفيرة وتسفك دماء غزيرة. ثم ذكر حكاية تدل على افتقار الملوك الى لذة العلم وهي قصة ابي جعفر المنصور الخليفة العباسي المشهور الذي كانت ممالكه تملأ الشرق والغرب اذ قيل له هل بقي من لذات الدنيا شيء لم تنله اي لم تصبه بمالك وجندك وسلطانك فقال وهو مستو على كرسيه وسرير ملكه بقي خصلة يعني واحدة من تلك اللذات ان اقعد على مصطبة يعني على مكان مرتفع وحولي اصحاب حديث اي طلاب العلم فيقول المستملي وهو الذي يستدعي حديث المحدث فان المحدثين كان لاحدهم تمل يستجيش حديثه اي يستدعيه منه فيقول من ذكرت رحمك رحمك الله اي من حدثك من الشيوخ؟ فيقول حدثنا فلان قال حدثنا فلان ويسوق الاحاديث المسندة. فهذه اللذة بقيت في نفس ابي جعفر المنصور لم ينلها. ثم قال ومتى عمر القلب بلذة العلم اي اذا تمكنت لذة العلم من القلب سقطت لذات العادات. اي ذهلت النفس عن اللذات التي اعتاد الناس فالاكل لذة والشرب لذة والاجتماع بالناس لذة والرحلات في البراري لذة وهذه اللذات من لذات العادات تزول اذا عمر القلب بلذة العلم. فربما وضع للعالم طعامه فلن ينتبه اليه ان قلبه مشغول بلذة العلم فلا ينتبه اليه الا وقد ذهبت لذة ذلك الطعام من حرارته فصار باردا. قال بل تستحيل الالام لذة بهذه اللذة. اي اذا استوت لذة العلم في القلب صارت الالام التي تلحق الانسان هي من اللذة فتجد من يقارنه الم في قراءة في عينيه او يقارنه الم في بدنك في الحضور الى مجالس العلم او غيرهم من الالام التي تختلف ومع ذلك تنقلب هذه الالام الى لذات ومن الاقبال التي رأيتها في ذلك انني كنت اجلس الى شيخنا سليمان السكيت رحمه الله رئيس قضاة حائل فكان يقول بعد طول المجلس يا فلان اني لا استطيع ان اجلس مع الناس الا مدة يسيرة ثم اقوم باصابته بادرار البول وهي تستدعي ان يقوم بين الفينة والاخرى على وجه قريب. فاذا جلست معي وتذاكرنا العلم ابقى ومعك اربع ساعات لا يأتيني هذا الاجراء. يعني هذا الماظي يزول منه فكأنما ان جذب البول من جوفه ولم يخرج للذة العلم التي غلبت عليه. وقد رأيت منه صدق ذلك رحمه الله تعالى فاني مرة قلت له مبشرا لقد صدر كتاب فيه سيرة حياة شيخك عبد الله ابن خلف الدحيان قاضي الكويت المتوفى سنة تسعة واربعين وثلاث مئة والف وكان قرأ عليه بلوغ المرام وافصله فقال لي لا احتاج الى كتاب في سيرة شيخي فان ان اخبار شيخي وسيرته واحواله في قلبي كانها بين عيني الان. ووالله ان فضله علي ليساوي فضل ابي وامي او يفوقهما ثم بكى بكاء شديدا. وما طلب هذا الكتاب ولا سألني عنه بعد ذلك. لان عمارة قلبه علم واهله اغنته عن ان يقرأ كتاب كتبه واحد بعد ستين سنة من وفاة شيخه. نعم. احسن الله اليكم. المعقد حفظ الوقت بالعلم. قال ابن الجوزي رحمه الله في ينبغي للانسان ان يعرف شرف زمانه فلا يضيع منه لحظة في غير قربة ويقدم فيها ومن هنا عظمت رعاية العلماء من حتى قال محمد بن عبد الباقي البداد رحمه الله ما ضيعت ساعة من عمره انه المولى عنده وقال ابو سعيد رحمه الله الذي صنف كتاب الفنون في ثمان مئة مجلد اني لا يحل لي ان اضيع ساعة من عمري. وبلغت به مرحانا حالا لكن بل كان يقرأ عليهم هم في دار الخلاء فاحفظ ايها الطالب وقتك والمقطوعين وفقه الله ان نعقد العشرين من معاقد تعظيم العلم وهو حفظ الوقت في العلم. لان الوقت ظرف الافعال لا يتأتى للعبد ان يقيم فعلا يحصله ويطلبه الا في زمان يكون له. ثم ذكر ابن الجوزي اذ قال ينبغي للانسان ان يعرف شرف زمانه وقدر وقته فلا يضيع منه لحظة في غير قربة ويقدم وفيه الافظل فالافضل من القول والعمل. لان لحظات الزمن اذا مضت انقضت. فاذا ان مضى مضت دقيقة من دقائق الساعة فانها لا تعود ابدا. ومن هنا عظمت رعاية العلماء للوقت حتى قال محمد بن عبد الباقي البزاز ما ضيعت ساعة من عمري في لهو او لعب. لعلمه بشدة الافتقار والاعتياد الى اغتنام اللحظات في عمارة الزمان بما ينفع من العلم والعمل. وقال ابو الوفاء ابن عقيل الذي صنف كتاب الفنون في ثمان مئة مجلد اني لا يحل لي ان اضيع ساعة من عمر بامكان الانتفاع بها فانه كان عالما ذكيا وكان رحمه الله تعالى اذا تعب من الكتاب فجلس متذكرا متأملا كما اخبر عن نفسه فلا يقوم من حال راحته الا وقد زور في نفسه ما يقيده. قال بلغت بهم الحال ان يقرأ عليهم حال الاكل. فيقرأ عليه وهو يأكل بل كان يقرأ عليهم وهم في دار الخلاء اي اذا دخل احدهم لقضاء حاجته بيت الخلاء قرئ عليه فالقارئ خارج دار الخلاء وانما الذي يسمع العلم يكون حينئذ في دار الخلاء وليس ذلك مخالفا تعظيم العلم اذ ليس فيه جعل العلم في دار الخلاء وانما المراد اغتنام الزمان. ولذلك لما استكثر على ابن ابي حاتم كثرة مسائله ابيه فقال كنت اسأله اذا كان يأكل واسأله اذا كان يمشي واقرأ عليه وهو في بيت الخلاء ثم قال فاحفظ ايها الطالب وقتك. فلقد ابلغ الوزير الصالح ابن هبيرة في نصحك بقوله والوقت انفس ما عنيت بحفظه واراه اسهل ما عليك يضيع. فانفس شيء ينبغي ان تعتني بحفظه والزمن. وهو اسهل ما يضيع عليك. فان الشمس تمضي ولا تقف الى لعامر ابن عبد القيس الكوفي وكان من عباد اهل الكوفة قف بنا نكلمك ساعة فقال ان الشمس لا تقف يعني ان الزمان لا يقف ولا ينتظرنا فينبغي ان نغتنمه في ما ينفعنا. قال الحسن البصري ادركت اقواما احدهم اشح بوقته من احدكم بدراهمه لان انتفاع العبد بالدراهم يذهب بزوال منفعتها. واما اغتنامه فيما ينفعه من العلم والعمل يبقى له في بقية حياته وما يستقبل في الاخرة. وبهذا نكون قد فرغنا بحمد الله عز الا من هذا الكتاب اكتبوا طبقة السماع سمع علي في الصفحة الخامسة والتسعين سمع علي جميع لمن سمع الجميع والذي عليه فوت سمع والذي عليه فوت يكتب بعضه ويكتب مقدار ذلك على نسخته هو يميز ما الذي فاته خلاصة تعظيم العلم بقراءة غيره في البياض الثاني بقراءة غيره. صاحبنا ويكتب احدكم اسمه تاما. فلان ابن فلان ابن فلان فتم له ذلك في كم مجلس؟ في مجلسين بالميعاد المثبت في محله من نسخته اي المثبت الاول في اول المجلس الاول تقول بداية المجلس الاول ليلة كذا وكذا انتهينا من الجلسة الاول تقول نهاية المجلس الاول وتكتم توقيت ذلك بالساعة حتى تعرف كم امضيت في قراءة هذا الكتاب ثم المجلس الثاني تكتب بداية المجلس الثاني يعني عند المعقد الحادي عشر الذي ابتدأنا الليلة تكتب بداية المجلس الثاني ليلة الثلاثاء ليلة الاربعاء وتكتب توقيت ثاني قال واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين لمعين والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه الصالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة اضربوا على كلمة يوم اضربوا معناها اللي يقولون اشطبوا الان لكن الفصيح ان تقول اضربوا على كلمة يوم تبقى ليلة ليلة الاربعاء البياض الثاني كم التاريخ؟ غدا؟ ها؟ كم؟ اثنين وعشرين الثاني والعشرون. اثنين وعشرين من شهر ذي قاعدة ذي القاعدة في العربية ما في اشهر بالعدد واحد اثنين ثلاثة اربعة خمسة شهر خمسة شهر ستة ما في اداء وانما في اسمائها والشهر اسمه شهر ذي القعدة في فتح القاف في اسطح اللغتين والكسر جائز. ثنتا خمس وثلاثين بعد اربع مئة والالف. في اه مسجد ابن عقيل رحمه الله بمدينة الرياض بمسجد ابن عقيل رحمه الله في مدينة الرياض. وبهذا نكون قد فرغنا من الكتاب الاول بعون الله وتوفيقه. وانبه هنا الى امور احدها ان الاسبوع المقبل ليس تم درس لاني مسافرا فتبدأ الدروس في المسجد الحرام باذن الله تعالى يوم الاربعاء وهذا هو التنبيه الثاني فبرنامج تعليم الحجاج يبتدئ يوم الاربعاء التاسع والعشرين من ذي القعدة باذن الله بعد الفجر وبعد العصر وبعد المغرب وبعد العشاء. التنبيه الثالث تستكمل هذه الدروس باذن الله تعالى في الاسبوع الاول من الدراسة وهو يوم الثلاثاء العشرون. يوم الثلاثاء العشرون من ذي من ذي الحجة نستكمل قال الله تعالى هذا هذه الدروس في الكتاب الثاني وهو ثلاثة الاصول الثلاثة. وهو ثلاثة الاصول وادلتها. التنبيه الرابع هذا الدرس اي كتاب؟ خلاصة تعظيم العلم. والله عز وجل جاب لنا مثال ما تكلفناه لتعظيم العلم هذه ثلاثة اوراق ثلاث اوراق على انواع مختلفة ثلاثة اوراق هذا واحد وهذه الثانية وهذه على كرتون. في ايش؟ في سيارة مغلقة على احد الناس وتعظيم العلم في هذا المقام من جهتين. الجهة الاولى انه لا يليق بطلاب العلم ان يؤذوا المسلمين. فالذي يريد ان يقف في مكان يتحرى الا يقف بما يوجد معه ضرر لغيره فلا يقف عند باب مشرع لخروج السيارات ودخولها. ولا يقف وراء يغلق عليها وكان عمر رضي الله عنه يقول احب الي ان يلبس صاحب العلم البياض يعني تعظيما له. وكذلك من تعظيم العلم ان من حظر الى مجالس العلم بسيارته ان لا يودي بها المسلم. والامر الثاني من تعظيم العلم ان لا اشغل نفسي ولا اشغلكم بهذا. لانه ليس من وظائفنا ان نفضح ونقول سيارة رقم كذا وكذا مغلقة على الباب كذا وكذا لان هذا ليس من وظائفنا هناك ادارة في الحكومة اسمها المرور. فالذي يقع له مثل هذا يتصل على المرور ويخبر عن شكواه. فان لو قدر ان ان هذا الحادث وقع عند الامارة او عند مستشفى او عند بنك فان صاحب السيارة لا يذهب الى الامير في الامارة ولا يذهب الى مدير البنك ولا يذهب الى مدير المستشفى يقول فيه سيارة واقفة مسكرة على سيارتي لا ما يفعل ذلك وعندما يبحث عن طريق يصل بها الى نزع هذه السيارة التي اضرته. والسبيل المأمون ان يتصل بالمرور. فيقول فيه سيارة اغلقت عليه وان تأتوا وتحضروا لتزيلوها عني ولذلك تكررت تكررت علي هذه الاشياء الثلاثة ومع ذلك لم القي لها بالا وكيف يكون تعظيم العلم بالله وانا القي بالا اذا ما كتب على كرتون؟ فينبغي ان يعرف طالب العلم عظمة العلم وما استخف الناس بالعلم الا لما استخف اهله لو كان اهل العلم يعظمون العلم وينزلونه منزلته ما استخف الناس بمثل هذا ونتعلم الناس ان هذه الواجبات لها جهات تقوم بها فانا ارجو منكم جميعا ان تتحروا تعظيم العلم بعدم اذية المسلمين في الوقوف عند ابوابهم او اغلاق سيارتهم كذلك انبه لان مثل هذه المسائل لا نشتغل بها ولا نلقي اليها بالا لانها ليست من وظائفنا. وعلى هذا فقس اي شيء ليس لك به صلة يا طالب العلم فلا تشتغل به تعظيما للعلم والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين