الحمد لله الذي ابتعد للخير المتين. والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث بالدين الصحيح وعلى اله وصحبه اولي الفضل الرجيم. اما بعد فهذا الاول في شرح الكتاب الاول في سنة ثانية اثنتين وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وكذلك وثلاثين بعد الاربع مئة والالف بمدينتنا الرابعة مكة المكرمة وهو كتاب الاسلام بامام دعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر للشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه سنة ست بعد المئتين والف بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال محمد ابن عبد الوهاب يرحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين دار فضل الاسلام مقصود التوبة بيان الفضل للاسلام. وهو ما اختص به من المحاسن واصل الفضل الزيادة. وابتدأ المصنف رحمه الله تعالى في دين فضل الاسلام قبل بيان تفسيره لان العرب في عادتها الجارية تكتب فضيلة الشيخ لتتسوق المبعوث اليه ذكر هذا ابو الفضل ابن حجر في مدح فكأنما رحمه الله اراد الزوج شوقا الى معرفة تفسير الشام فابتدأ ذلك به فضله فقال فضل الاسلام لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. وقوله تعالى يكن يا ايها الناس يعبدون ما من دون الله. الاية وقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله الايات وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله طبعا كما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثلكم مثل اهل الكتابين كمثل رجل استأجر فقال من يعمل لي عملا من غدوة الى نصف النهار على حقيرا. فعملت اليهود ثم قال من يعمل صلاة العصر ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر الشمس الاجرام؟ قال من اخذتكم من اجلكم شيئا؟ قالوا او لا. قال ذلك فضلي اوتيه من الشباب وفيه الرضا عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضل الله من كان قبلنا وكان لي وقت يوم السبت والنصارى يوم الاحد فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة. نحن النافعون من اهل الدنيا والاولون يوم القيامة رواه البخاري وفيه تعليقا عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احب الدين الى الله الحديثية رضي الله عنه قال عليكم بالسبيل والسنة فانه ليس من عبد على من خشية الله فتمسك النار. وليس من عبد على سبيل وسنة لكم الرحمن يغشى عنه جلده من مخبة الله تعالى الا كان كمثل شجرة يابس ورقها الا عن هذه الشجرة وان اقتصادا في سنة خير من اجتهاد رضي الله عنه قال كيف يغضبون سمع الحق وصومهم ومثقال ذرة مع بر وتقوى ويقين. اعظم وافضل وارقى عند الله من عبادة المغتربين. ذكره صديقه رحمه الله تعالى ثمانية ادلة الاول هو ملك تعالى اليوم اتممت لكم دينكم. الاية ودلالته على مقصود الترجمة بثلاثة وجوه اولها في قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم. فكون الاسلام كاملا على فضله وقلت ذلك المكمل هو الله سبحانه وتعالى في كون الاسلام موصوفا والاخر في الله سبحانه وتعالى واتممت عليكم نعمتي نعم الله سبحانه وتعالى على العبد بنعمة الاسلام فان النعم الذي احدهما النعم الظاهرة والاخرة النعم الباطلة واشد جميعا ما تعلق بالباطل وهي نعمة الاسلام. فاجل نعم الله سبحانه وتعالى على العبد في الاسلام وبذلك ذكر الله سبحانه وتعالى لما ذكر وصف المنسوبين اليها في قوله تعالى الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم. فانهم ذكر انعامه عليهم بسلوكهم صغار والصراط المستقيم ثبت تفسيره في حديث نواس بن سمعان مرفوعا عند احمد بسند انه الاسلام بديل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل فالصراط الاسلامي واصله عند الترمذي وفي اسناده وثالثها في قوله سبحانه وتعالى الاسلام دينا ورضا الله سبحانه وتعالى بالاسلام دينا. فما رضيه الله سبحانه وتعالى ولذلك قال الله عز وجل ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في هي الخاسرين من الدين الآية وجلالته على مقصود الموجبة في قوله سبحانه وتعالى في دينه دين الاسلام هو الله سبحانه وتعالى. ذلك ان النفس البشرية في فلابد لها في سبيل الضرورة الا بعبادة الله عز وجل ولا تتحقق عبادة الله على الوجه الاول في دين الا بالدين الذي الله سبحانه وتعالى وهو دين الاسلام. اي ان ذلك على فضله بكون معروف فيه هو الله سبحانه وتعالى فمن عبد الله جمع الله عز وجل شمله ومن عمل غير الله عز وجل ورق الله سبحانه وتعالى الاية من رحمته ولا تجعلنا به. فمن اتقى الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم فكان مسلما تحقق له الوعي في هذه الاية الى حسينه اثنين من رحمة الله عز وجل. وجعله يمشي به ومغفرة الله سبحانه وتعالى فمن فضل الاسلام احرامه للعبد هذه المطالبات العظيمة. والابل هو المصيبة فمعنى قوله تعالى وهذه اية في احسن اقوال المسلمين بالمؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم لقول من قال انها نزلت في مؤمن اهل الكتاب الذين يجمعون من انبياء السابقين كموسى وعيسى عليه الصلاة والسلام ثم يزيدون سمعا يسلمون لمحمد صلى الله عليه وسلم وموجب كون هذه الاية هي فيمن امن بالنبي صلى الله عليه وسلم هو رعاية سياق الايات فإن سياق الآيات متعلق بمن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم. وقول المراد بها خروج عن سياق الايات. انها شيئا عن نظيره واذا ادخلت شيئا كان ادخاله لمعنى مواطن ولا يوجد متعلق متلبس لكون المواطن هذه الاية وانما هو على ما تعرفه العرب من رعاية ان محمدا صلى الله عليه وسلم وقد ذكر ابو محمد ابن عبد السلام رحمه الله تعالى في كتاب الامام سياق الكلام يعينه على بيانات وتوجيه وحل الاشكالات الا في تفسير ايات او معنى احاديث فانظر الى بين في سياقه اشارة الى المعنى الذي تتوجه به ويترسب به دون غيره. فاذا امر بذلك هذه الآية في من امن صلى الله عليه وسلم بتأصيل ما وعد به من انكاره في الليل من الرحمة وجعله يمشي سبحانه وتعالى لمن امن الاسلام تدل على فضل الاسلام فبان دلالة الاية وبانت دلالة الاية على فضل الاسلام ودليل حديث ابن عمر رضي الله عنهما الى النبي صلى الله عليه وسلم قال اهل الكتابين رواه البخاري وهو في قومه وفي الصحيح لان المولى المصدقين احدهما ارادة جنس الحبيب انه من الصحيح سواء كان من المفرد عند البخاري ومسلم او غيره مات لكنه يصدق عليه الفصل الصحيح. والاخر ان يكون مفرجا غلب عليه الاسم الصحيح دون غيره ولا يقصد ذلك على كتابه الا على المخالفين ومسلمين متعلقا بهما فاذا او يكون احدهما القرآن الكريم البخاري في صحيحه اول النهار بين صلاة الفجر وطلوع الشمس والقيراط المصيبة. وهو في الاصل نصف سدس الهم. نصف سدس ذكره غربا وابو الوفاء ابن عقيل رحمهم الله تعالى في قوله فذلك فضلهم الدين من تشاء. فان صاحب هذا الدار جعل الى غروب الشمس بعدها قيراطين مكان اقل عملا واكثر عطاء وهذا بدل لهذه الامة فانه لسان هذه الامة في غيرها من الامم بمنزلة سيبوة الوقت اخر النهار فكأنهم جاؤوا بين الامم اخرهم لكنهم دين يؤتون من الاجور سجلوها ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعناها في قوله نحن حافظون والسابقون كتبته على مقصود الترجمة الدنيا والاولون يوم القيامة. فهذه الامة جمعت بين والاخر سببها للامم يوم القيامة ومعنى الامة السبعين. فقد روى الترمذي وغيره من حديث معاوية معاوية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم تتمون سبعين يوما انكم تقيمون سبعين امة فماذا معنى قوله في الحديث نحن الآمنون اي وجودا في يومنا ثم الجنة وهذا معنى قوله في حديث معاوية واعزها على الله عز وجل. فمن فضل الاسلام كون هذه وان وقع في تقدير الله عز وجل مجيئها الا انها وانما مذهب الاممي بكونه الاسلامي هو دينهما. فما اقبلت به هذه الامة هو تارك الفضل. فهذا وجه هذا الحديث على فضل الاسلام لانه سبب هذه الامة على غيرها من الامم. والدليل السادس حديث احب الدين الى الله الحنيفية السليمة والله من مبتدأ اسناده فوق المصنف وراحل او اكثر. ما سبق من مبتدأ اسلامه المصلي فيه واحد او اكثر. في الحديث المذكور منا علقه في صحيحه فان جاء به دون سند بل قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين الى الله الحديدية السبعة. ووصل البخاري نفسه هذا الحديث في كتابه الادب المفرد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ورواه غيره من وجود لا كثروا من ضعفهم الا ان مجموعها يتقوى به الخبر فيكون من جملة اللسان فهو حديث حسن جزم به وغيره على من وجهين. احدهما الذين الاسلام احدهما ان دين الاسلام حليف باعتباره في العمل ومعنى الحنيفية الاقبال على الله عز وجل. ومعنى سماع الاسلام كونه سهلا ميسورا. في الاسلام اصوله بهذين فيه سبحانه وتعالى وهو بما يتعلق بالعمل مبني على السماحة وغياب سهولة والنصرة فمن فضل الاسلام والاخر انه احب الدين الى الله عز وجل. ومحبة الله عز وجل على فضل الاسلام. فان الله عظيم. والعظيم لا يحب الا عظيما. فلما احب الله دين الاسلام كان ذلك دانا على علو قدره ورفعة رتبته والدليل هو السابع حديث ابي ابن كعب رضي الله عنه موقوفا بكلامه عليكم بالسبيل والسنة. الكريم اخرجه عبدالله رضي الله عنه. في كتاب الزهد باسناد اعمالكم فانظروا اعمالكم فان كانت اقتصادا واجتهادا ان تكون بين قيادة اقتصادا واجتهادا ان تكون على منهاج الانبياء وسنتهم. وجدته على حسن الترجمة بوجهين. احدهما ان الاسلام يحرم العبد على النار ان الاسلام يحرم العبد على النار فانه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن عيناه من خشية الله النار. والاخر انه يملك قلوب العمل. انه لقوله وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الله من خشية الله في الله احب بين النبي كذلك ان اصابتها ريحات عنها وربها الا تحدثت عنه ذنوبه كما تحدثت عن هذه المعريان من كون الاسلام العبد عن النار وماحيا ذنوبه ثابتات كثيرة من القرآن والسنة. لكن المصلي لا رحمه الله تعالى رضي الله عنه لما فيه من الارشاد الى الاسلام الذي يتحقق به تكريم العبد على النار ومكر ذنوبه وهو الاسلام العبد فيه على سبيل وسنة. وحسن فانه عدل عن الادلة المشهورة بالكتاب والسنة تفصح عن تحريم الاسلام العبد على الهادي ومحو رضي الله عنه لما وانه ليس كل اسلام وانما الاسلام الذي يتوفر عبدي تحرمه على النار ومحو ذنبه هو الاسلام الذي يكون فيه العبد على السبيل فمتى كان الاسلام العبد ثابتا على سبيل وسنة اي بمثل ما كان عليه النبي صلى عليه وسلم واصحابه فانه للحق للعبد في دينه تحرمه على النار ومحو ذنوبه ووقع في كلام كثير من السلف رحمهم الله تعالى الارشاد الى هذا الاصل واعظاما بما تحقق من خبره الصادق صلى الله عليه وسلم بوقوع الاختلاف بهذه الامة الى ما تنتفع به في ديننا الذي تدين الله عز وجل به وجاء البيان في الاعلام بان الدين الذي ينفع العبد اكمل الذبح هو ما كان على سبيل وسنة وذكر الله عليه وقعت من مفصل النفاع به بقدر ذلك النقص. فان كمل اسلامه على السبيل والسنة حسب الله ومن وقع في اسلامه نقص من امتداد السبيل والسنة وقع مما ينتفع به الاسلام نقص بقدر ذلك النقص الذي حافظ بدينه. فلا ينبغي ان يصرف العبد في عمله وانما ينبغي له ان يوجه حكايته الى احسان عمله. فان العبرة هي الاعمال لا بكثرتها. قال ابن القيم رحمه الله تعالى في نيته والله لا يرضى بكثرة لكن باحسنه مع الايمان. فالعالم ابوابهم احسانه عن الاحسان فمن جرب علمه بالله عز وجل لم تتوجه بين يده الى عملين وانما بالصدر الاول على قوم زاع مصر بكثرة الاعمال وهم الخوارج فان الخوارج كما ثبت الاخبار يحمل معه صحابة صلاته مع صلاته. صيامه مع صيامه ومع ذلك كان ان الله اعظم والنصيب الارفع من السبق عند الله عز وجل بخلاف الخوارج. وانما وقع الموت لان الخوارج بتكثير الاعمال والصحابة رضي الله عنهم وجهوا رعايتهم وعنايتهم الى اعمالنا خالصة لله عز وجل متابعة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه في الاخلاص والسنة السامع والثاني حديث ابي بردان رضي الله عنه اخرجه في كتابه الاولياء باسناد ضعيف. ودلالته على اصول مرجلة ان عمل به مع حسن اسلامه للعبد بتقوى ويقين ومدادته تضاعف خير ممن كبر عمله عن المعنى الذي تقدم فمن حسن عمله ومن كفر عمله دون احسان غفر له وابنه. وحقيقة مع فاذا بات العبد فاذا بات العبد خير من الخير مع كونه عليه لحقه بسبب ذلك لا تتحقق به معنى القول فهو يغفل مع ايجاد وكان قادرا عليه ثم اعتراه نقصا بعد ذلك حقق فيه معنى الغبن قال رحمه الله باب الاسلام مقصود بيان حكم الاسلام. وانه واجب. مقصود الترجمة بيان والاسلام هنا هو الابن الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم والمواطن مطالبة الخلق بالتزام الاحكام والمراد بكتابه مطالبة القلب بالتزام احكامه. في الخبر والطلب قال رحمه الله الاسلام وقوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. الاية وقوله وانها على صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتبرأ بكم عن سبيله البدع والشبهات وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله اخرج ليس عليهم وفي البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقرب الناس الى الله ثلاثة جاهلية قال شيخ الاسلام ابن تيمية تقدس الله روحه قوله سنة جاهلية فيها كل جاهلية مطلقة او مقيدة. اي في شخص دون شخص كتابية او وثنية او غيرهما من كل مخالفات لما جاءت به المرسلون. وبالصحيح حذيفة رضي الله عنه قال يا معشر صراط استقيموا فان استقمتم فقد سبق فقد سجدتم سبقا بعيدا. فان اخذتم في الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه قال استقيموا فان استقمتم فقد سبقتم سبقا بعيدا. فان اخذتم يمينا وشمالا ضلالا بعيدا وعن محمد ابن وفاة انه كان يدخل المسجد فيقف على فيقوم فذكره وقال قال قال عبدالله عن ابن مسعود رضي الله عنه ليس عام الا الذي بعده شر منه لا اقول عام اقصر من عام ولا امير خير من امير لكن ذهاب علمائكم وفي ثم ثم يحدث اقوام يقيسون الامور بارائهم فينهدم الاسلام. ذكر الله تعالى على ما فيه من وعيد من لم يجد بدين الاسلام والوعيد الموجب للخسران لا يكون الا على والوعيد الموجب للخسران لا يكون الا على ترك واجب. والمكروه المتوعد هو الاسلام دينا ترك دين الاسلام فاستحقا ان يعين على ربه فيكون فيه واجبا. والدليل الثاني قوله تعالى دلالته على مقصود الترجمة ما فيه من بيان ان الدين المأمور بعبادة الله عز وجل به هو دين الاسلام فان العبد لا ينفك عن دين يدين به الله والدين الذي يعتد به في كون المرء عبدا لله هو دين الاسلام دون غيره فدل ذلك على وجوب دين الاسلام لان المرء لا يكون عابدا لله الا اذا كان مسلما فدل على وجوبه والدليل الثالث قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما الاية ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله فاتبعوه اي اتبعوا الصراط المستقيم وعرفت فيما سلفا ان الصراط المستقيم هو الاسلام والامر موضوع في الخطاب الشرعي للدلالة على الايجاب فدل ذلك على وجوبه والاخر في قوله في تمام الاية ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله فهو نهي عن اتباع توبوا لي تؤول الى ترك العبد ما امره الله عز وجل به ولا يتحقق الانزجار عن سلوك هذه السبل الا بلزوم سبيل الله عز وجل وهو الاسلام. فدل ذلك على وجوبه لتوقف تحقق امتثال النهي على المجيء بالامر المقابل له وهو الدينونة لله عز وجل بدين الاسلام وذكر المصنف رحمه الله تعالى في تفسير السبل قول مجاهدين السبل البدع والشبهات اخرجه عنه الجارمي باسناد صحيح والسبل لا تنحصر في البدع والشبهات الا ان المذكور من كلام مجاهد رضي الله عنه يجري مجرى ما يذكر من بعض الافراد المندرجة في عام عام فان السبل المنهية عن اتباعها اسم جامع لكل ما يخالف امر الله عز وجل فمعنى قوله تعالى ولا تتبعوا السبل اي لا تتبعوا كل امر يخالف ما امر الله سبحانه وتعالى به ومن جملة ما يندرج فيما نهى الله سبحانه وتعالى عنه مما يخالف امره البدع والشبهات فتفسير مجاهد من باب تفسير العام ببعض اقواله ومن قواعد العلم ومدارك الفهم ان ذكر فرد من العامي يدل على ملاحظة على ملاحظة معنى فيه اقتضت تقديمه والمعنى الذي رام مجاهد رحمه الله تعالى الانباه اليه هو كون البدع والشبهات اكثر السبل وقوعا واسرعها بالنفوس علوقا فلما وجد هذا المعنى فسر مجاهد رحمه الله تعالى قوله تعالى ولا تتبعوا السبل لقوله البدع والشبهات اي لانها هي اكثر ما يكون في اهل الاسلام والنفوس تسرع العلو بها فتشرف بها وتغلب عليها. فاراد الانباه الى الحذر منها لاجل هذا المعنى وساق المصنف رحمه الله تعالى كلامه دون كلام غيره رعاية للمقام الذي ذكرناه والدليل الرابع حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم وهما المقصودان في كلام المصنف اخرج فان اصل التثنية عند المحدثين طارت بالغلبة تطلق على البخاري ومسلمين كما قال العراقي في صدر الفيته وان يكن لاثنين نحو التزما فمسلم مع البخاري هما وما جعله العراقي سننا في الفيته هو جادة اهل العلم المسلوكة فاذا اطلق العزم مثنى في كتب اهل الحديث فاعلم ان المراد به العزوة الى البخاري ومسلم واللفظ الذي ذكره المصنف من عمل عملا ليس عليه امرنا هو عند مسلم وحده دون البخاري وانما رواه البخاري معلقا دون اسناد ودلالته على مقصود الترجمة هو ان المحدث من الدين مردود منهي عنه هو ان المحدث من الدين مردود منهي عنه فما كان من الدين فهو مقبول وما كان خارجا عنه فهو غير مقبول فما كان مقبولا فذلك مما امر به فيكون واجبا فما كان مقبولا فذلك مما امر به فيكون واجبا وما لم يكن منه فكان مردودا فذلك منهي عنه فيكون محرما فما يتعلق بالدين نوعان احدهما ما يتعلق به وهو منه فهو مقبول ما يتعلق به وهو منه فهو مقبول والاخر ما يتعلق به وهو ليس منه فذلك مردود على صاحبه والدليل الخامس حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل امتي يدخلون الجنة الحديث رواه البخاري ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله من اطاعني دخل الجنة واستحقاق دخول الجنة يكون بامتثال المأمورات واستحقاق دخول الجنة يكون بامتثال المأمورات واعظم المأمور به طاعته صلى الله عليه وسلم في الدخول في الاسلام فيدل ذلك على وجوبه. لانه اعظم ما تحققت به طاعة النبي صلى الله عليه وسلم. والاخر في قوله ومن عصاني فقد ابى وعصيانه صلى الله عليه وسلم هو في الاعراض عن الاسلام واستحقاق دخول النار بالاعراض عنه يدل على وجوبه فان الوعيد على شيء بالنار يدل على كونه ان كان مطلوبا واجبا وان كان منهيا عنه محرما فاستحقاق النار لا يكون الا بترك واجب او فعل محرم ومتعلقه هنا فعل واجب وهو الدخول في دين الاسلام والدليل السادس حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ابغض الناس الى الله الحديث اخرجه البخاري وهو مراد المصنف في قوله وفي الصحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ومبتغ في الاسلام سنة جاهلية فسنة الجاهلية كل ما خالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كل ما خالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ونسب الى الجاهلية لانها فقد العمل والعلم فان حقيقة الجهل تقضو العلم والعمل وهي حال العرب التي كانت قبل الاسلام فلم يكن لهم علم صحيح ولا عمل رجيح وانما يوجد عندهم اخلاق من العلم والعمل التي بقيت من دين ابيهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام ومن قواعد فهم الخطاب الشرعي ان المضاف الى الجاهلية محرم فكل شيء اضيف الى الجاهلية في الخطاب الشرعي فاعلم انه محرم لانه اضيف الى حال تخالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كقوله في الحديث هنا ومبتغ في الاسلام سنة جاهلية يدل على تحريم تلك السنة المبتغاة لانها اضيفت الى الجاهلية. وما اضيف الى الجاهلية فهو محرم ومقابل ابتغائي سنة الجاهلية في الاسلام ابتغاء سنة الاسلام في الاسلام فاذا كان الاول محرما فان الثاني واجب فالسنن التي تبتغى في دين الاسلام نوعان الاول دون الجاهلية سنن الجاهلية وهي ما يخالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والثاني سنن الاسلام وهي شعائره واحكامه وهي شعائره واحكامه فما كان من سنن الجاهلية فهو حرام وما كان من سنن الاسلام فهو واجب والدليل السابع حديث حذيفة رضي الله عنه قال يا معشر القراء الحديث اخرجه البخاري موقوفا عليه من كلامه وزيادة محمد ابن وضاح هي عنده في كتاب البدع والنهي عنها ورواه من هو اقدم منه كابن ابي شيبة في المصنف واسنادها صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله استقيموا مع قوله فان اخذتم يمينا وشمالا فقد ظللتم ضلالا بعيدا والقراء في عرف السلف اسم للجامعين بين العلم والعمل فان اسم القراء كان موضوعا في كلامهم للدلالة على من اشتغل بالتماس العلم واقتباسه مع العمل به واخبر حذيفة رضي الله عنه عن سبق القراء لوجود الوصف المحقق السبق وهو العلم والعمل فان اعظم ما يحرز به الانسان السبق الى الله سبحانه وتعالى هو علمه بامر الله وامتثاله له. فاذا جمع هذين الامرين احرز السبق ولهذا قال حذيفة فقد سبقتم سبقا بعيدا والسبق الذي احرزوه انما نالوه في العلم والعمل والعلم والعمل المأمور به هو ما جاء في دين الاسلام فدل ذلك على وجوب دين الاسلام لان السبق الموعودة به لا يحرز الا في الاسلام علما وعمل وقد ذكر ابو الفضل ابن حجر رحمه الله تعالى انه لا يبعد ان يكون صدر كلام حذيفة وهو قوله يا معشر القراء قد سبقتم سبقا بعيدا موقوف لفظا مرفوع حكما لان الاخبار عن السبق اخبار عن غيب والغير لا يكون الا بخبر صادق من النبي صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال اهل العلم ان من دلائل كوني كلام الصحابي محكوما برفعه وان وقف لفظه ان يكون خبرا عن غيب وهو معنى قولهم لا يقال من قبل الرأي اي لا ايدرك بمجرد العقل بل يفتقر الى وحي يرشد اليه ويدل عليه ومن جملته خبر حذيفة هنا في صدر كلامه عن احراز السبب اي التقدم الى الله عز وجل فان هذا خبر عن غيب يتعلق بالجزاء فيحكم بكونه مرفوعا حكما وان كان موقوفا لفظا وان قيل ان الخبر بجملتيه لا يبعد ان يكون محكوما برفعه كله حكما كان في ذلك قوة لان المعنيين المذكورين في كلام حذيفة هما موجودان في عدة احاديث من كلامه صلى الله عليه وسلم لم والدليل الثامن حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال ليس عام الا والذي بعده شر منه الحديث وهو موقوف لفظا وله حكم ايش الرفع لماذا الجواب ايوة ازاي عن غيره لانه اخبار عن غيره الاخبار عن غيب لا يكون برأيي وانما يكون في واحد كما قال العراقي وما اتى عن صاحب بحيث لا يقال رايا حكمه الرفع على ما قال ايش وما اتى عن صاحب بحيث لا يقال رايا حكمه الرفع على ما قال في المحصول نحو من اتى فالحاكم الرفعاني هذا اثبتا فما جاء عن احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مما لا يقال من قبل الرأي بل هو خبر غيب مصدره الوحي قيل ان له حكم الرفع ككلام عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه هنا وهذا الاثر يروى عن ابن مسعود عند الطبراني في الكبير ويعقوب ابن شيبة باسانيد لا تخلو من ضعف لكن مجموعها يوجب للخبر قوة يثبت بها فهو حديث حسن بمجموع طرقه وفي البخاري عن الزبير بن عدين قال اتينا انس بن مالك رضي الله عنه فشكونا اليه ما نجد من الحجاج فقال اصبروا فانه لا يأتي عليكم زمان الا والذي بعده شر منه. حتى تلقوا ربكم. سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم فهذا في معنى قول عبد الله ابن مسعود ليس عام الا والذي بعده شر منه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولكن ذهاب علمائكم وخياركم ثم يحجز قوم يقيسون بارائهم او قال برأيهم فينهدموا الاسلام ويسلم واستلم هو الخلل واعظم تنمي الاسلام بذهاب علمائه واخياره ومقدمهم النبي صلى الله عليه وسلم فاذا تصرم هؤلاء من اهل الاسلام فقد اعتراه سلم عظيم وبلاء جسيم وهذا السلم موجب ضعفه ومقابله مما يوجب قوة الاسلام انما يتحقق بوجود العلماء والاخيار ووجود العلماء والاخيار من اهل الاسلام لا يكون الا بامتثال هذا الدين بالدخول فيه فدل ذلك على وجوبه فهذا وجه ادخال المصنف رحمه الله تعالى هذا الاثر فيما رامه من بيان ايجاب الاسلام وذلك لما في كلام عبد الله ابن مسعود لما في كلام عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه من الارشاد الى سبب وهن الاسلام وهو ذهاب العلماء والاخيار من اهله ان مقابله مما تتحقق به قوة الاسلام وهو اصول علمائه قوى خياره مما امر به وذلك لا يكون الا دخول الدين الاسلامي وامتثاله كله. فاذا دخل في دين الاسلام وامتثل كثر الاخيار والعلماء فيه. واذا عزف عنه وعدل عنه سواه لحقه الوهن والضعف فمن اعظم اسباب قوة الاسلام هو وفور العلماء والاخيار وهذا الامر امر مستقر في الشريعة دلائله من القرآن والسنة وافرة فان قوة الاسلام ليست بانساب اهله ولا اموالهم ولا عتادهم وانما قوة الاسلام بمعرفة اهله به فانه اذا وقر في قلوبهم معرفة الاسلام مع العمل به اكتسبوا قوة اوجبت لهم عزة وان كانوا قلة في عددهم واعتبري بهذا حان الاوائل في الصدر الاول من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين كسروا شوكة الكفار من العرب وفارس والروم فانهم لم يكونوا اكثر الخلق وجود ولا اشدهم عتادا ولا اوفرهم عدة ولكنهم كانوا اصدق الخلق مع الله سبحانه وتعالى كتب الله عز وجل لهم الغلبة. فمن اراد تقوية الاسلام فليعمل هذا الاصل في اذاعة العلم به والحث على امتثاله فانه متى وجد هذا الاصل في نفوس المسلمين وقعت لهم القوة ومتى فقد هذا الاصل من نفوس المسلمين فانهم لا يرتفعون من ضعفهم واغتر كثير من الناس في احوال الدنيا الظاهرة فظن ان قوة الاسلام واهله هي في تكفير اعدادهم او في تقوية عتادهم مع عدم ملاحظة تقوية دينهم وذلك مخالف لسنة الله عز وجل التي بها قضاء وامر ومن لطائف موافقة الحقائق للاسماء ان بعض المجالس العلمية في البلاد الهندية كانت اسمها مجالس تقوية الاسلام وصدقوا رحمهم الله فان قوة الاسلام لا تستمد من المعسكرات العسكرية وانما تستمد من المدارس العلمية فاذا نشر العلم في المسلمين وبث فيهم وحضوا على العمل اوجب ذلك قوتهم في الدين والدنيا. واذا ذات العلم بالدين منهم فانه لا قوة لهم وقد روى الدارمي بسند صحيح عن ابن شهاب الزهري احد التابعين انه قال كم كان من مضى من علمائنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة وان العلم يقبض قبضا سريعا تنعش العلم بقاء الدين والدنيا وذهاب العلم ذهاب الدين والدنيا معا وابن شهاب ادرك طائفة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وجماعة من اكابر التابعين فاخبر عن علماء الاسلام في الصدر الاول ان نعش العلم ببثه واحياءه واذاعته في الامة يحصل به بقاء الدين والدنيا. وان ذهاب العلم من المسلمين يحصل به ذهاب الدين والدنيا وهذه الحقائق لا ينتفع بها حتى تستقر اصولا في القلوب واما كونها مجرد معلومات دون امتثالها وذلك لا يتحقق به هذا الامر. وكم من انسان ينتسب الى العلم واهله فاذا رأيت همه في بثه لم تجد له ادنى بذل جهد في بث العلم. وربما غلب عليه حكم القدر فظن ان الم المسلمين وضعفهم يرتفع باشياء من الادواء تكون ناقصة ان فقد العلم بالدين والعمل به. فان فقد من قلوب المسلمين العلم بدينهم. والعمل به فانه لا سبيل لهم العزة وان وجد فيهم العلم بدينهم والعمل بهم فانهم يصيرون اعزة وان كانوا فلة فليست العبرة بكثرة الاعداد وانما العبرة بقوة الاعداد. فاذا كان الاعداد قويا غلبا ذلك قلة العدد فحصل المسلمون النصر والعزة مع قلتهم نعم قال رحمه الله باب تفسير الاسلام مقصود الترجمة بيان حقيقة الاسلام ومعناه مقصود الترجمة بيان حقيقة الاسلام ومعناه والاسلام الشرعي له اطلاقان والاسلام الشرعي له اطلاقان احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة البراءة من الشرك واهله وهو الاستسلام لله بالتوحيد الانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله والجملتان الاخيرتان بمنزلة التابع اللازم للجملة الاولى فان حقيقة الاسلام هي الاستسلام لله بالتوحيد فاذا وجد هذا الاسلام لزم وجود الانقياد بالطاعة والبراءة من الشرك واهله لكن اشير اليهما بجلالة قدرهما ووقوع المخالفة فيهما والاخر اطلاق خاص والاخر اطلاق خاص وله معنيان احدهما الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فانه يسمى اسلاما وحقيقته الشرعية استسلام الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل استسلام الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة على مقام المشاهدة او المراقبة والثاني الاعمال الظاهرة ثاني الاعمال الظاهرة فانها تسمى اسلاما وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان فمتى وجدت الاسلام مقرونا بالايمان والاحسان فاعلم ان المراد به في هذا المقام هو الاعمال الظاهرة والاعمال الظاهرة تندرج في الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم يندرج في المعنى العام للاسلام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله فكأنما مثل ذلك لثلاث دوائر فالدائرة الصغرى هي الاعمال الظاهرة والدائرة الوسطى هي الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم دائرة كبرى هي الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله وكل هذه المعاني يشملها اسم الاسلام ويختص تارة احدها بالمعنى الاخص الذي جعل له دون الاخرين فمثلا الدائرة الصغرى وهي الاعمال الظاهرة تختص باسم الاسلام اذا ذكر الاسلام مقرونا بالايمان والاحسان وذكر المصنف رحمه الله تعالى من الادلة ما يكون تارة متعلقا بالمعنى العام للاسلام وتارة متعلقا بالمعنى الخاص له وكل ذلك صحيح لان ما صدق الاستدلال به على معنى الاسلام هنا صدق الاستدلال به على معنى الاسلام هنا برجوعها جميعا الى اصل كلي واحد هو الدائرة الكبرى وهي الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشيك واهله نعم قال رحمه الله قول الله تعالى ان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام وان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم وتحج البيت الحرام ان استطعت اليه سبيلا متفق عليه. وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده مهاجر من هجر ما نهى الله عنه. وعن باهز ابن حكيم عن ابيه عن جده انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام فقال ان تسلم قلبك لله وان تولي وجهك الى الله. وان تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة رواه احمد وعن ابي قلابة عن رجل من اهل الشام عن ابيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام فقال ان تسلم قلبك لله وان يسلم المسلمون من لسانك ويدك قال اي الاسلام افضل؟ قال الايمان بالله. قال وما الايمان بالله؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه رسله واليوم الاخر والبعث بعد الموت ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله. الاية دلالته على مقصود الترجمة في قوله اسلمت وجهي لله فحقيقة اسلام الوجه هو الاستسلام لله بالتوحيد الانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله وهذا تفسير الاسلام كما تلا ومعنى قوله ومن اتبعا اي ومن اتبعني مسلما وجهه لله اي ومن اتبعني مسلما وجهه لله والدليل الثاني حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله الحديث وعزاه المصنف الى الشيخين البخاري ومسلم وانما هو عندهما من حديث عبد الله بلفظ بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله واما بهذا اللفظ فانما هو قطعة من حديث جبريل المشهور وهو في الصحيحين من حديث ابي هريرة وعند مسلم من حديث عمر بن الخطاب بن الخطاب وحده ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة لانه فسر الاسلام لما ذكر فقال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله الى اخر الحديث. وهذا مبين حقيقة الاسلام له وان المراد به الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم مما ينتظم فيه المعاني المذكورة من الشهادة ولواحقها والدليل الثالث حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وهذا الحديث عند البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما واما حديث ابي هريرة فليس عندهما. وانما رواه ابو داوود وانما رواه الترمذي والنسائي واسناده صحيح فكان المصنف وقع له انتقال ذهن في تسمية الراوي الذي اخرج البخاري ومسلم حديثه. وهو عبد الله بن عمرو رضي الله عنه لا ابو هريرة رضي الله عنه ودلالته على مقصود الترجمة في وصف المسلم انه من سلم المسلمون من لسانه ويده وانما يسلم المسلمون من لسان العبد ويده اذا كان مستسلما لله فان حقيقة المستسلم لله تؤذن بعدم استعمال جوارحه كلسانه ويده في غير ما اذن الله عز وجل به. فمتى لم يكن مستعملا لها الا في المأذون به؟ كان المسلمون سالمين من لسانه ويده فتحقق فيه وصف الاسلام بسلامة المسلمين من لسانه ويده ووجد معنى الاستسلام لله عز وجل بما في اقامة العبد حكم الله عليه من عدم اجراء لسانه ويده الا في المأذون به والدليل الرابع حديث معاوية بن حيذة رضي الله عنه وهو جد بهز انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام فقال ان تسلم قلبك لله الحديث رواه احمد في المسند بهذا اللفظ لكن لا من حديث فهز ابن حكيم عن ابيه عن جده وانما من حديث ابي قزعة عن حكيم بن معاوية عن ابيه. معاوية رضي الله عنه وانما رواه بهذا الاسناد الذي ذكره المصنف وهو بهز ابن حكيم عن ابيه عن جده ان سائل بلفظ قريب منه واسناده حسن وجلالته على مقصود الترجمة ظاهرة فهو جواب عن سؤال عن الاسلام فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ذكر وقوله ان تسلم قلبك لله متعلق بالباطل وقوله وان تولي وجهك الى الله متعلق بالظاهر وهذه هي حقيقة الاسلام فان الاسلام جامع بين اسلام الباطن والظاهر فأشير الى اسلام الباطن بالجملة الأولى واشير الى اسلام الظاهر في الجملة الثانية. فقوله صلى الله عليه وسلم ان تسلم قلبك لله متعلق وقوله وان تولي وجهك الى الله متعلق بالظاهر والدليل الخامس حديث رجل من اهل الشام عن ابيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام؟ فقال ان تسلم قلبك لله الحديث وجعله المصنف غفلا فلم يعزه الى احد من المخرجين وعزاه في مجموعه الحديثي الى مسند الامام احمد فان المصنف له مجموع كبير يسمى المجموع في الحديث واتبعوا على ابواب الديانة وطرزه بالاحاديث والاثار المتعلقة بها وهذا الحديث من الاحاديث التي اوردها في كتابه المجموع وعزاه هناك الى مسند الامام احمد وهو مكتف في هذا العزو ابا العباس ابن تيمية الحفيد فانه عزاه ايضا الى احمد في كلام اللهو وليس هذا الحديث باللفظ المذكور في مسند احمد من نسخه التي بايدينا وانما رواه غيره فرواه احمد بن منيع ومسدد ابن مسرهد بمسنديهما وفي اسناده ضعف لكن لجمله شواهد تثبت بها فهو حديث حسن لما له من الشواهد ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله ان تسلم قلبك لله والآخر في قوله وان يسلم المسلمون من لسانك ويدك وتقدم بيان وجه دلالة هاتين الجملتين في حديثين سابقين نعم قال رحمه الله باب قول الله تعالى ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. الاية مقصود الترجمة بيان بطلان جميع الاديان سوى الاسلام بيان بطلان جميع الاديان سوى الاسلام لانها لا تقبل من اصحابها بل ترد عليهم وما رد على العبد فهو باطل والاسلام هنا بمعناه العام في حق من كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وبمعناه الخاص في حق من كان موجودا بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فقبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله عز وجل من الخلق الا الاسلام بمعناه العام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله. مما جاء به الانبياء جميعا اما بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فان الله لا يقبل من الدين شيئا الا ما كان من الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وان كان اصل تلك الاديان مأخوذا عن الانبياء المتقدمين كموسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجيء الاعمال يوم القيامة فتجيء الصلاة. فتقول يا ربي انا الصلاة. فيقول انك على خير ثم تجيء الصدق فتقول يا ربي انا الصدقة. فيقول انك على خير. ثم يجيء الصيام فيقول يا ربي انا الصيام يقول انك على خير ثم تجيء الاعمال على ذلك. فيقول انك على خير ثم يجيء الاسلام فيقول يا رب بانت السلام وانا الاسلام. فيقول انك على خير. بك اليوم اخذ وبك اعطي. قال الله تعالى في كتابه ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. رواه الامام احمد في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد رواه الامام احمد ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة الدليل الاول قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا الاية والمراد بالابتغاء طلبوا الاتخاذ طلبوا الاتخاذ فمبتغي غير الاسلام دينا ومن اتخذ دينا سواه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فلن يقبل منه فاخبر سبحانه وتعالى عن حال من اتخذ غير دين الاسلام دينا انه لا يقبل منه بل يرد عليه وما رد على صاحبه فهو باطل فما سوى دين الاسلام دين باطل والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجيء الاعمال الحديث رواه الامام احمد في مسنده واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ثم يجيء الاسلام فيقول يا رب انت السلام وانا الاسلام فيقول الله عز وجل انك على خير بك اليوم اخذ وبك اعطيك. قال الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم الاية تصديقا للمعنى وهو توقف النجاة والخسران ودخول الجنة والنار على الاسلام فمن اسلم نجا ودخل الجنة ومن لم يسلم خسر ودخل النار وما اوجب خسران العبد فهو باطل وما اوجب خسران العبد فهو باطل فما سوى الاسلام من الاديان باطل لانها توجب خسرانا اصحابها والاسلام المقصود في الحديث هو ما يكون في القلب الاسلام المقصود في الحديث هو ما يكون في القلب لانه وقع في مقابل الاعمال من صدقة وصلاة وصيام وذكر الاعتقادات الباطنة باسم الاسلام صحيح لانها من جملته فان الاسلام كما تقدم يشتمل على اسلام الباطن والظاهر ومن جملة اسلام الباطن الاعتقادات الباطنة والغالب في الخطاب الشرعي تسمية تلك الاعتقادات الباطنة ايمانا لكن وجه معناه في هذا الحديث ما ذكرناه والدليل الثالث حديث عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا الحديث متفق عليه واللفظ المذكور عند مسلم موصولا. وعند البخاري معلقا وزاد المصنف عزو الحديث الى احمد لكونه حنبليا فان الحنابلة يقرنون تخريج البخاري ومسلم عادة باحمد لانه امام مذهبهم بل ربما جعلوا معنى المتفق عليه فاجتمع على اخراجه هؤلاء الثلاثة وهو صنيع المجد ابي البركات ابن تيمية الجد فانه اذا عزى حديثا كتاب المنتقى في الاحكام الى المتفق عليه فانه يريد ما اجتمع عليه في تخريجه البخاري البخاري ومسلم واحمد فيكون وجهه احتفاء المصنف بذكر احمد مع الصحيحين لانه حنبلي والا فالجادة الحديثية ان الحديث اذا كان في الصحيحين او احدهما لم يعزى الى غيرهما ذكر هذا الدمياطي في مقدمة المتجر الواضح وهي السنة الجارية عند المحدثين. فمن زاد عزوا الى غيرهما فان ما زاده يرجع الى اصل عنده كالمصنف فان زيادة احمد بالمخرجين بعد الشيخين لكونه حنبليا ودلالة الحديث على مقصود الترجمة في قوله ليس عليه امرنا مع قوله فهو رد فما ليس على الاسلام فهو مردود على صاحبه. والمردود باطل فتكون اديان الخلق كلها باطلة الا الاسلام وترد على اصحابها قال رحمه الله باب وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب عن كل ما سواه مقصود الترجمة بيان وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب عن كل ما سواه بيان وجوب الاستغناء بالكتاب عن متابعة كل ما سواه والمراد بالكتاب القرآن والاستغناء وحصول الغنى بمتابعته هو حصول الغناء بمتابعته والمتابعة امتثال ما فيه والمتابعة امتثال ما فيه والغنى المطلوب هو حصول الاكتفاء بالقرآن فمن اكتفى بالقرآن حصل هذا الغنى الذي امر به وقوله في الترجمة وما سواه يشمل امرين عن كل ما سواه يشمل امرين احدهما ما تقدمه من الكتب المنزلة على الانبياء ما تقدمه من الكتب المنزلة على الانبياء والاخر ما خرج عن الكتب الالهية من اراء الخلق ومقالاتهم ما خرج عن الكتب الالهية من اراء الخلق ومقالاتهم فالقرآن يحصل به الغنى عن جميع ما سواه. مما يرجع الى هذا او ذاك فهو مغر عن ما جاء من الكتب التي نزلت على الانبياء ومغن ايضا عما اخترعه الناس من مبتكرات ارائهم ومقالاتهم نعم قال رحمه الله وقوله وقول الله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء الآية روى النسائي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى في يد عمر بن الخطاب ورقة من التوراة فقال امتهوكون يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية. لو كان موسى حي واتبع حي لو كان موسى حيا واتبعتموه وتركتموني ضللتم. وفي رواية لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي فقال عمر رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة دليلين فالدليل الاول قوله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من وصف الكتاب وهو القرآن انه تبيان لكل شيء والتبيان هو الايضاح والتبيان هو الايضاح والبيان فما كان تبيانا لكل شيء لم يحتج معه الى شيء اخر ومن محاسن الشعر المنقول عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله جميع العلم في القرآن لكن تغاصروا عنه افهام الرجال جميع العلم في القرآن ذاك تقاصروا عنه افهام الرجال وكلام السلف في هذا المعنى كثير وفير والدليل الثاني حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى في يد عمر الحديث عزاه المصنف الى النسائي وهو مسبوق بجماعة عزوه اليه ابي العباس ابن تيمية الحفيد وابي الفداء ابن كثير رحمهما الله وليس هذا الحديث عند النسائي في سننه الصغرى ولا الكبرى بالنظر الى ما وصل الينا من نسخهما فلعله وقع اليهما في شيء من نسخ السنن وقد رواه غير النسائي. فرواه احمد في مسنده في الروايتين المذكورتين جميعا من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما واسناده ضعيف ويروى من وجوه يدل مجموعها على ان له اصلا ويروى من وجوه يدل مجموعها على ان له اصلا ذكره ابو الفضل ابن حجر في فتح الباري وجلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه احدها في قوله امتهوفون يا ابن الخطاب لقد جئتكم بها بيضاء نقية في قوله ا متهوكون يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية والتهوك التحير فمعنى قوله امتهوقون اي امتحيرون ووقع ذلك منه صلى الله عليه وسلم انكارا على عمرة فيما فعله فهو من نوع الاستفهام الاستنكاري الذي لا يراد منه حقيقة الطلب وانما يراد به الانكار على احد وعلل النبي صلى الله عليه وسلم نفي التحيل بقوله لقد جئتكم بها بيضاء نقية فان كونها متصفة بالبياض والنقاء يدفع وجود الحيرة فان الحيرة انما تتولد من فقد هذين الشيئين فاذا فقد الوضوح والنقاء تولدت الحيرة والشكوك وهذا هو ما يثمره كل كلام سوى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فان كلام الخلق مما يحسن لهم من حثالات الافكار وزبالات الافهام ينشئ في النفوس الحيرة والشك فيحصل عند ذلك ما يحصل من العبد من منازعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في امرهما فبقدر ما يشرب القلب من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم يقع له نفي الحيرة وبقدر ما يتسرب الى القلب من خلاف كلامهما ينشأ في القلب الحيرة والشك فهذه قاعدة عظيمة بمعرفة مزلات الاقدام ومظلات الافهام فيما يرد على القلوب من الواردات فان الكلام الوارد على القلب اذا كان اصله من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لن تنشأ معه حيضة وشك ابدا وان كان اصله ناشئا من استحسانات العقول والقلوب والاهواء تولدت الحيرة والشك في القلوب واعتبر هذا في حال الخلق فيما يصدرون ويريدون عليه من الكلام فان من كان ملضا بالقرآن والسنة لم يوجد في قلبه شك ولا ريب. ومن كان يجعل قلبه مرتعا خصبا لكلام فلان او علان وجد في قلبه من الحيرة والشك ما الله به عليم ويتزايد ذلك عند ورود موجبات الحيرة واعظمها الفتن فان الفتن تنشئ في القلوب حيرة وشكا ويحار الحكيم العاقل فيما يقابل به تلك الفتن فان كان اقباله على القرآن والسنة نشأ عنده حصن منيع من تولد الحيرة والشك في قلبه. ومن جعل مورد قلبه ومنهله ومعينه الذي يشرب منه هو كلام فلان وفلان من الخلق وقع له في الفتنة من التحجر والتهوف والزلل والخطأ بقدر ما وقع في قلبه من البعد عن كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وللسلف رحمهم الله تعالى في هذا الباب كلام كثير فينبغي للعبد الا يرضى بديلا عن البيضاء النقية والا يجعل شراب قلبه من الكلام ما كان سوداء مخلطة فان السوداء المخلطة اذا امتزجت بالقلب ولدت الحيرة والشك فيه والوجه الثاني في قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المذكور ولو كان موسى حيا ما وسعه ولو كان موسى حيا واتبع واتبعتموه وتركتموني ظللتم وموسى عليه الصلاة والسلام كان معه كتاب منزل من الله وهو التوراة فلو قدر ان موسى كان حيا فاتبعوه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وانزال القرآن وقع الخلق في الضلال وثالثها في قوله ولو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي فاذا كان الانبياء يتركون ما انزل عليهم ويستبيعون ما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم فغيرهم اولى والكتاب المنزل معهم لا غنى به بعد انزال القرآن الكريم فالقرآن يغني عن غيره ولا يغني عنه غيره فالقرآن يغني عن غيره ولا يغني عنه غيره ومن لطائف الكلم ما اخبرني به عبد القادر من كرامة الله البخاري عن شيخه موسى ابن جار الله القازاني انه قال القرآن قاموس الفقراء القرآن قاموس الفقراء وقال لي هذه الكلمة الكلمة من مخترعات كذبه ايضا الشيخ عبد الغني الدقر الشامي رحمه الله فهذه الكلمة مأثورة عن هذا وهذا فقولهما القرآن قاموس الفقهاء الفقراء يعني من كان فقيرا معجما لا يجد كتابا يرجع فيه الى فصيح العربية فان القرآن الكريم يدله على افصح كلام العرب وهذا من وجوه الاستغناء بالقرآن الكريم في امر يسير وهو اللسان. فكيف بالاستغناء به في امر اعظم وهو وامر الديانة وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته باذن الله تعالى بعد صلاة العصر والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين