السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل للخير مفاتيح. والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث بالدين الصحيح. وعلى اله وصحبه اولي الفضل الرجيح. اما بعد هذا المجلس الثاني بشرح الكتاب الخامس. من برنامج مفاتيح العلم في سنته الثانية اثنتين وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. ثلاث وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. بمدينته الرابعة مكة المكرمة وهو كتاب البينة في اقتباس العلم والحلق فيه لمصنفيه صالح بن عبدالله حمد العصيمي فقد انتهى بنا البيان الى قوله البينة الخامسة. نعم. احسن الله اليكم. قلتم شيخنا غفر الله لنا ولكم في كتابكم البينة في التباس العلم والحذق فيه. البينات الخامسة مما يعين الطالب على الاتصاف بما سبق جمع نفسه على تلقي الاصول تحفظا وتفهما. فان افراغ زهرة العمر وقوة النفس في طلابها احسن الانتهاز للفرصة واكمله وبها ابتداء العلوم من اوائلها واتيانها من مداخلها. وهي سلم الارتقاء الى الحذق في العلم وتحصيل ملكة الفن فان الحزق يدرك بثلاثة امور. اولها الاحاطة بمبادئ العلم وقواعده. ثانيها الوقوف على مسائله. ثالث اما بفروعه من اصوله وايسر سبيل للتحقق بهذه الامور الثلاثة بقر الاصول واستباقان منطوقها ومفهومها حتى يمتلئ القلب بحقائقها وتثبت في النفس مقاصدها. فيصير الممارس لها ذا حذق وبصيرة بها. قال ابن خلدون في مقدمته بعد كلام سبق وذلك ان الحذق في العلم والتفنن فيه والاستيلاء عليه انما هو بحصول ملكة في الاحاطة انما هو بحصول ملكة في الاحاطة بمبادئه وقواعده والوقوف على مسائله واستنباط فروعه من اصوله ومل وما لمت وما لم تحصل هذه الملكة لم يكن الحظ في ذلك الفن المتناول حاصلا. وهذه الملكة غير الفهم والوعيد لان نجد فهم المسألة الواحد لانا نجد فهم المسألة الواحدة من الفن الواحد وضعيها مشتركا بين منشدا في ذلك الفن وبين من هو مبتدئ فيه وبين العامي الذي لم يحصل علما وبين العالم النحرير. والملكة انما هي للعالم او الشادي في الفنون دون ما سواهما فدل على ان هذه الملكة غير الفهم والوعي انتهى. ذكر المصنف وفقه الله في البينة الخامسة ان مما يعين الطالب على الاتصاف بما سبق في معرفة العلم والاخذ بطريقه جمع نفسه على تلقي الاصول. والمراد بالاصول الكتب التي الكتب التي جعلت محط انظار العلماء في تلقي العلم الكتب التي جعلت محط انظار العلماء في تلقي العلم فانه ليس كل كتب العلم اصولا وانما الاصول منها هما عول عليه العلماء واقبلوا عليه باستنباط العلم منه ورد الناس اليه. وذكر المصنف ان جمع النفس عليها يكون بامرين احدهما الحفظ والاخر الفهم. فمن اراد ان يصيب العلم افرغ زهرة عمره وقوة نفسه في الاعتناء بالاصول المعتمدة المعتمدة عند اهل العلم حفظا وفهما فانه بها ابتداء العلوم من اوائلها واتيانها مما مداخلها وهي سلم الارتقاء الى الحلق في العلم وتحصيل ملكة الفن. فمن رام ان يكون حاذقا في العلوم فانه لا يبلغ مؤمله ولا يدرك طلبته الا اذا اقبل على اصول العلم من كتب الفنون المعروفة عند اربابها حفظا وفهما. ثم ذكر المصنف ما يقع به الحذر وانه ارجعوا الى ثلاثة امور اولها الاحاطة بمبادئ العلم وقواعده. فيكون عارفا بها مستوليا قلبه عليها. وثانيها الوقوف على مسائله. بان يستحضر افراد المساجد المندرجة في ذلك العلم التي يتميز بها عن غيره من العلو. وثالثها استنباط فروعه من اصوله بان يمكنه رد تلك الاصول ذات الشذور المتفرقة من العلم الى اصوله بالمعروفة عند اهله. ثم ذكر ان ايسر سبيل اي اسهل طريق للتحقق بهذه الامور الثلاثة هو بقر الاصول اي شقها. وذلك الشق يكون باستبطان منطوقها ومفهومها ولا يمكن للعبد ان يستبطنها الا بحفظ وفهم. فمن اقبل عليها بحفظ وفهم وعام ذلك ذلك العلم واحاط بمسائله وثبتت في النفس مقاصده. فمن رام ان ينبل في علم ما فانه يعمد اصوله المعتمدة عند اهله. ثم يأخذها بالحفظ والفهم. فاذا قوي اخذها له انقلبت هذه المدارك العلمية قواعد ثابتة في نفسه فصارت له ملكة راسخة في العلم. وهذا هو المراد بالملكة الراسخة فان الملكة الراسخة المراد بها الهيئة الثابتة فان من اقسام العوضي عند علماء الفلسفة بما يسمونه المطالب العالية مقالة الهيئة والهيئة على درجات عدة من جملتها الهيئة الثابتة وهي التي تسمى بالملكة. فمتى ثبتت الهيئة النفسانية صارت ملكة مستقرة مستديمة مع الانسان. فمن اراد ان يستديم مثلا علم النحو منه ان يستديم علم النحو فانه لا يكون كذلك بان يقرأ متنا قراءة مجردة في بيته. فانه مهما اوتي من لا تكون له الملكة لان الملكة شيء غير الفهم كما سيأتي بكلام ابن خلدون وانما تكون له ملكان اذا جمع شيئين احدهما ان يحفظ ذلك المتن المعتمد في النحو كالفية ابن مالك وتانيهما ان يعي مقاصد هذه الالفية ويفهم مسائلها ويحسن تطبيقها على كلام العرب فاذا جمع له هذا في قلبه حفظا وفهما نشأت عنده هذه الملكة وتقوى هذه الملكة بقدر تقويتها بامدادها في القراءة في كتب النحو او بتعليم الطلبة علم النحو فتتزايد مع الايام حتى تكون ملكة قوية ثابتة. واذا غفل المرء عن امدادها بما يقويها فربما زالت تلك الملكة التي ابتدأت في نفسه لان ابتداء مد النفس بها بالحفظ والفهم ابتداء غرس. واذا لم يتعاهد هذا الغرس بالسقيا والتنمية والتقوية والا مات فذهب ما كان عنده من العلم بالعربية ثم ذكر كلام ابن خلدون رحمه الله تعالى في حقيقة الحلق في العلم. وان الحلق في العلم يكون بحصول الملكة. فيه وان هذه الملكة غير الفهم والوعي. وبين وجه الفرق بينهما بقوله لاننا نجد فهم المسألة الواحدة من الفن ووعيها مشتركا بين منشدا في ذلك الفن وبين من هو مبتدأ فيه وبين العامي الذي لم يحصل علمه وبين العالم النحري كالمسائل التي تطرق اسماعنا جميعا في هذا المجلس فان اخذنا لها على درجات متفاوتة فمنها من فمنا من سمعها مرة بعد مرة ووعاها فصارت ملكة ثابتة في نفسه. ومنا من يسمعها لاول مرة لكنه يفهمها وليس امرنا في العلم جميعا سواء بل نحن متفاوتون بحسب ما يهيئ الله عز وجل لاحدنا من المعرفة فيه والفتح عليه في اخذه. فالاستواء في الفهم لا يقتضي الاستواء في الملك وانما الملكة قدر زائد عن الفهم وهي كون العلوم مستقرة في نفس اخرها ومقتبسها فاذا استقرت العلوم في نفسه صار ذا ملكة في العلم. ولذلك يقال فلان له ملكة في الفقه او له ملكة في الحديث او له ملكة تفسير لا يراد انه يفهم هذه العلوم بل كل عاقل تلقى اليه مسائلها يفهمها في غالب ولكن المقصود ان له هيئة راسخة ثابتة في نفسه في هذا العلم. بحيث تكون له قدرة على الحكم في نوازله والتكلم في مسائله. ولو لم تطرق تلك المسألة سمعه الا اول مرة. لانه اذا صار الفقه طبعا له او كان الحديث طبعا له او كان التفسير طبعا له صار قريبا من مسائله مدركا لاصوله عارفا بقواعده قادرا على الجواب فيه وايضاح معاني كتبه وان كانت لاول مرة تعرض عليه. نعم. احسن الله اليكم البينات السادسة ان الوصول الى الحذف في العلم لا يتهيأ باخذه دفعة واحدة. بل لابد من تدريج النفس فيه شيئا فشيئا حققوا هذا بتكرار دراسة الفن في عدة اصول الله. تنتظم ارتفاعا من الايجاز الى التوسط ثم الطول. وقد يكون لكل مرتبة واحد وقد تضم اصلين اثنين معا. وتقتص الاصول الموجزة بكونها جامعة للمسائل الكبار في كل باب. ثم تتزايد في الاصول المتوسطة والمطولة. ومفتاح الانتفاع بكل هو ان يتلقى الطالب الاصول الموجزة على سبيل الاجمال يتهيأ بذلك له فهم الفن وتحصيل مسائله. ويتلقى بعدها الاصول المتوسطة مستوفاة بمستوفاة الشرح والبيان مع ذكر ما هنالك من الخلاف ووجهه. فتقوى بذلك ملكته في الفن. ثم يتلقى بعدها الاصول المطولة مستكملا شرعا وبيانها ومعرفة خلافياتها. ويزاد له حل المشكلات وتوضيح المبهمات وفتح المقفلات هذه العدة الى ملكة الفن. والمرشد الى هذا كله والدراكة البصير هو الدراكة البصير. ابن خلدون اذ يقول وفي مقدمته اعلم ان تلقين العلوم للمتعلمين انما يكون مفيدا اذا كان على التدريج شيئا فشيئا وقليلا قليلا عليه اولا مسائل من كل باب من الفن. هي اصول ذلك الباب. ويقرب له في شرحها على سبيل الاجمال. ويراعي في ذلك قوة عقله واستعداده لقبول ما يرد عليه حتى ينتهي الى اخر الفن وعند ذلك يحصل له ملكة في ذلك الا انها جزئية وضعيفة وغايتها انها هيئته لفهم الفن. وغايتها انها هيأته لفهم الفن ثم يرجع به الى الفن ثانية في رفعه في التلقين عن تلك الرتبة الى اعلى منها. ويستوفي ويستوفي الشرح والبيان تخرج عن الاجمال ويذكر له ما هنالك من الخلاف ووجهه الى ان ينتهي الى اخر الفن فتجود ملكته ثم يرجع به وقد اشهد فلا يترك عويصا ولا مبهاما ولا منغلقا الا وضحه وفتح له مقتله فيخلص من الفن وقد استولى عليه على ملكته هذا وجه التعليم المفيد. وهو كما رأيت انما يحصل في ثلاث تكرارات. وقد يحصل للبعض في اقل من ذلك بحسب ما يخلق له ويتأسر عليه. انتهى كلامه وهو شبيه باجتماع الخلق على ترتيب الدراسة النظامية فيما دون الجامعة في مراحل ثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية. لما بين المصنف وفقه الله علو شأن الحذق في العلم ورفعة ورفعة مرتبته بين في هذه الثالثة ان بلوغ تلك الرتبة لا يتهيأ باخذ العلم دفعة واحدة. بل لا بد من تدريج النفس فيه شيئا فشيئا فان من درج نفسه وصل الى الحذر ومن قفز بها قفزات اسقطته تلك القفزات فيما لا تحمد عاقبته. ثم ذكر ان هذا التدريج يتحقق او بتكرار دراسة الفن في عدة اصول له. اي في جملة من الكتب المعتمدة فيه. تنتظم ارتفاعا من الايجاز الى التوسط الى الطول. فيبتدأ بالاصل الموجز ثم يرتفع الى الاصل المتوسط ثم انتفعوا الى الاصل المطول وقد يكون لكل مرتبة اصل واحد وقد تضم اصلين اثنين معا فربما حال الايجاز يفتقر فيها الى متن او يقرن به اخر. وكذلك القول في التوسط والطول. ثم بين ان الاصول الموجزة المختصرة تختص بكونها جامعة للمسائل في كل باب. كالكتب التي بين ايديكم فان الكتب والمجموعة في مقررات برنامج مفاتيح العلم هي من الاصول الموجزة التي تجمع كليات في مسائل فن ما ثم تتزايد مسائل الفن في الاصول المتوسطة والمطولة. ثم ذكر كيفية الانتفاع بتلك الاصول فقال ومفتاح الانتفاع بان هو ان ومفتاح الانتفاع بكل هو ان يتلقى مطالب الاصول الموجزة على سبيل الاجمال. ليتهيأ بذلك له فهم الفن وتحصيل مسائله. فلا ينبغي ان تطرق له فروع ذلك الفن مفصلة عند دراسته مختصرا موجزا فيه. بل يدرس ذلك المختصرة الموجزة على وجه الاجمال. ولا يوغل معلمه في تطريق فروع المسائل المختلف فيها ان ذلك يبدد قوته ويضعف ويضعف عزمته ويذهب برغبته في العلم. فمثلا اذا اراد المعلم ان يلقن المتعلم علم النحو ابتدأ بالمقدمة الاجو الرامية. فاذا اراد تلقين المتعلم ذلك العلم لم يحسن به ان يبقى معه مدة طويلة في اعراض بسم الله الرحمن الرحيم انه اذا وقف به عند هذا المولد ضاع الطالب ولم يدرك ما يريد لانه بعد لم يفهم علم النحو فضلا ان يفهم علم الاعراب فان علم الاعراب هو كما يسمى التطبيق النحوي فهو زائد عن مجرد علم النحو اذ فيه اعمال للقواعد النحو في ايقاعها على الكلمات اعرابا وبناءا. فاذا شغب عليه بالشغل في اعراب البسملة مشدوها لا يفهم الفن وربما استصعبه فتركه. اما اذا اخذه المعلم ببيان امات المسائل اجمالا في علم العربية احب ذلك العلم ورغب فيه. فربما احتاج هذا الى يومين او يومين او ثلاثة في دراسة متصلة في الوقت. فيحل له معاني الاجر الرامية ببيان مقاصدها وذكر قواعدها. وما عدا ذلك انه يضر بالمتعلم كما سيأتي في كلام ابن خلدون ثم قال ويتلقى بعدها الاصول المتوسطة مستوفاة الشرح والبيان اي يوفي الجمل حقها ويكشف عن وجوه معانيها. ويذكر له الخلاف فتقوى له ملكته في الفن. وحصر ذكر الخلاف ووجهه في المرتبة المتوسطة اعلام بانه لا يحسن عند حال الابتداء ذكر الخلاف. لما فيه من حمل من الحمل على ذهن المتعلم ما الا يطيقه؟ فينبغي ان يغذى العلم كما يغذى الطعام. فان الصغير الرضيع اذا اريد حمله على اكل لما طاب ولذ من المئات ربما فلت. لكن اذا اعتاد الحليب ثم تقوى بأكل شيء يسير من الحبوب بري ونحوه على حال ملائمة لحاله قويت قدرته على الاكل فكذلك حال طالب العلم فيه ثم يتلقى بعدها الاصول المطولة مستكملا شرحها وبيانها ومعرفة خلافياتها. ويزاد له حل المشكلات وتوضيح المبهمات وفتح المقفلات. فيصل بهذه العدة ويصل بهذه العدة الى ملكة الفل. ثم المصنف ان المرشد الى هذا كله هو الدراكة البصير ابن خلدون رحمه الله اذ قال كلاما في المقدمة تضمن فهذه المعاني وذلك في قوله اعلم ان تلقين العلوم للمتعلمين انما يكون مفيدا اذا كان على التدريج شيئا فشيئا الى اخر ما ذكر مما تقدم معناه. ثم قال ابن خلدون في اثنائك ثم قال ابن خلدون في اثناء كلامه هذا وجه التعليم المفيد. ويعلم منه ان غيره لا يفيد. وهذا من اسباب الضعف العلمي في امة الاسلامية لان كثيرا من المعلمين عندهم جهل بطرائق التعليم. وقد ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى من وجوه تقديم اخذ العلم عن معلم دون غيره ان يكون عالفا بطرائق التعليم اي ما يصلح للمتعلم في تلقين العلم. فاذا جهل ذلك ربما اضر بالمتعلم. وهذا حال تقع كثيرا من بعض من تسمع شكواهم فان احد من ذكرت له ان حكم التجويد واجب استعظم ذلك ووجه استعظامه انه بقي عند معلمه ثلاثة ايام في تجويد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فمثل هذه التي اخذه عليها المعلم حال الت به الى الملل من علم التجويد وعدم محبته. وكان النصحة من المعلمين فيما سلف ولا سيما في القطر المصري كانوا يأخذون الإنسان عند حفظ القرآن ثلاث اخذات فالاخذة الاولى يأخذونه اخذا لطيفا المقصود منه تجويد الحفظ. ثم يعود ثانية فيقرأ ختمة ثانية يتلقاها بمظمن احكام تحفة الاطفال فلا يزاد عليه فيها ثم يرجع فيختم ختمة ثالثة بمظمن احكام المقدمة الجزرية. فيقوى عوده ويحسن فهمه لعلم التجويد. اما من عمل كمعاملة صاحبنا هذا من معلمه فانه لا يرغب في هذا العلم والبصير من المعلمين يتلطف في هداية الناس الى العلم ومن جميل كلام العلامة طاهر بن صالح بن سمعون الجزائري ثم الدمشقي انه كان يقول لاصحابه ان جاءكم رجل يريد ان يتعلم النحو في ثلاثة ايام فلا تقولوا لا يمكنك فلا تقولوا لا يمكنك. كيف لا تقول لا يمكنك؟ قال فلعله ان يتعلم في هذه الثلاثة من النحو ما يحببه في بقيته. فلعله يتعلم في هذه الايام الثلاثة من النحو فيما ما يحببه فيما في بقيته. اما المعلم الذي اذا رغب المتعلم ان يأخذ عنه شيئا من العلوم. قال له يا بني هذا علم صعب ولا يمكن ان تقطعه انت وامثالك بل يحتاج الى شدة اجتهاد فهذا معلم لا يعرف طرائق التعليم وهو يغور الامر يوعر الطريق على المتلقي فلابد من ملاحظة هذا في حق المعلم والمتعلم معا لتحصل الفائدة من التعليم. نعم. احسن الله اليكم. البينات السابعة تؤخذ اصول الفنون حفظا من عن شيخ عارف متصف بوصفين اثنين. احدهما الاهلية في الفن بتمكنه في النفس. والاخر النصح وحسن المعرفة بطرق فان العلم خزانة الشريعة ومفاتيح الخزانة بايدي العلماء لانهم ورثة الانبياء ومن لم يفتح له الخازن كيف ينال مبتغاه اه ودلائل الشرع والعقل متواطئة على تقرير هذا المعنى. ومن ظن انه يدرك العلم دون شيخ مرشد فلا يتعنى درجات ومراتب يتفاضلون فيها والذي تنبغي رعايته فيهم الوصان المذكوران آنفا فمن اجتمعا فيه من يوقظ واولى بالاخذ عنه. وان كان غيره اعلم منه. فمن لم يكن ناصحا عارفا بطرق التعليم اضر بالمتعلمين واوردهم موارد اذا الاذى فاحرص على من تقدم وصفه فان لم يتيسر مثله او من يقاربه من الشيوخ. وفقد الشيخ المعلم في بلد او زمن انه شق الوصول اليه امكن سلوك احد الطرق الآتية. الاول استحضار شرح معتمد للاصل المقصود. وتفهم معانيه مع مراجعة شيخ عارف بالفن فيما اشكل منه. الثاني الزيادة على شرح واحد مع سلوك ما مضى ومحيل هذا ومحل هذا اذا كان شروط الاصل تقصر عن توضيح معاني فلا بد من ضم بعضها الى بعض لو كان الطالب جيد الفهم قويا العاقل الثالث الزيادة على المرتبة السابقة بمطالعة مدونات الفن المعتمدة. ولا يصلح هذا الطريق الا اذا والطالب فوق ما تقدم وكما عرفت فان اختيار طريق دون اخر يختلف باختلاف بقوة الفهم ومحل الفن المقصود من العلوم. ومن اصول العلمية ما يمكن تحصيله دون الحاجة الى عرضه على شيء. مع كون ذلك اكمل. كالبداية والنهاية مثلا لكن هذا الضرب من الوصول لا تحسن مطالعة الا بعد التضلع الا بعد التضلع من مهمات العلوم يحتاج الطالب الى عرض شيء منه على شيخ يكشف معناه ويوضح مغزاه. هذا كله حظ الطالب من صناعة الفهم عند فضيلة الشيخ اما صناعة الحفظ فله ان يعرض محفوظه من نسخة مصححة للاصل. على قرين له ذي معرفة بالفن. فان القرين الموصوف قصد غيره مع الالتزام بنسخ اصول المتقنة الموثوق بها فان لم يجد فليرتحل من بلده فان لم لا ينعش فيها وليطلب بلدا يجد فيها بغيته. والا بقي في ظلمة الجهل والحيرة. ذكر المصنف وفقه الله في هذه البينة السابعة ان اصول الفنون تؤخذ حفظا وفهما عن شيخ عارف متصف بوصفين احدهما الاهلية في الفن بتمكنه في النفس بان يكون ممن حصل حظا وافرا في هذا علمي حتى صار طبعا لازما له ووجدت فيه اهليته. والاخر النصح وحسن المعرفة بطرق التعليم فيكون ناصحا للمتعلم. حسن المعرفة بما يصلح به المتعلمون فهو ويحمل المتعلمين على ما ينفعهم لا على ما يرضيهم. لان ارضاءهم فيما يريدون قد يكون لهم. واما حملهم على ما ينفعهم فانه محض النصح لهم. ثم بين الحاجة الى الاشياخ فقال ان العلم خزانة الشريعة ومفتاح ومفاتيح الخزانة بايدي العلماء لانهم ورثة العلماء ومن لم يفتح له الخازن كيف ينال مبتغاه؟ وعند ابي داوود بسند قوي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تسمع ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم وهذا الحديث اصل بان تلقي العلم بان تلقي العلم يكون بالسماع والاخذ عن الشيوخ لا عن بطون الكتب. ثم ذكر ان الشيوخ يتفاوتون متفاضلين في رتبهم من الوصفين المذكورين فمن تحقق فيه الوصفان المذكوران في اعلى درجة فهو المقدم اخذ عنه ثم الناس دون ذلك بحسب درجاتهم. ومن لم يكن ناصحا عالفا بطرائق التعليم قرب المتعلمين واوردهم موارد الاداء. ثم بين حالا يفقد فيها الشيخ معلم في بلد او زمن او يشق الوصول اليه. وهذه الحال التي نعتها هي بمنزلة الميتة. التي تباح وعند الاضطراب لان اخذ العلم لا يكون الا عن العلماء والاشياخ. لكن ان عسر على الانسان اخذ العلم عن اهله بان يكون في بلد نائية لا يتوصل الى اخذ العلم عن اهله ولا ان يرتحل اليهم حسن به ان يسلك احد الطرق الاتية فالطريق الاول ان يستحظر اي يستصحب شرحا معتمدا للاصل المقصود فيتفهم منه معانيه مع مراجعة شيخ عارف بالفن فيما اشكل منه. فمثلا من اراد ان يدرس المقدمة متى الاجوا الرامية؟ وليس عنده شيخ في بلده. وانما يمكنه ان يكون له اتصال بشيخ الف بالنحو خارج بلده فيراجعه في الفن. فانه يلتمس منه ان يدله على شرح جامع معتمد للاجو الرامية. فالعارف بشروح الاجرامية ينعت له شرح الشيخ خالد شرح الشيخ خالد الازهري رحمه الله تعالى فيقبل عليه بتفهم معانيه بالنظر فيه مرة بعد مرة ثم ما اشكل عليه من كلام في فهم مقاصد الكتاب اتصل بذلك الشيخ العارف بالنحو اما مهاتفة او مراسلة او غير ذلك فراجعه فيما اشكل عليه. والطريق الثانية الزيادة على شرح واحد مع سلوك ما مضى فيضم شرحا الى اخر ومحل ذلك اذا كانت شروح الاصل لا تفي بالافصاح عن مقصوده او كان الطالب جيد الفهم قوي العقل. فله ان يستحضر اكثر من شرح في حل معاني ما اراده من اصول العلم والثالث الزيادة والطريق الثالثة الزيادة على المرتبة السابقة بمطالعة مدونات الفن فن المعتمدة ولا يصلح هذا الطريق الا اذا كانت الشروح على الحال المذكورة اي من قصورها عن الوفاء بمعاني المتن والطالب تقدم اي فوق منعك سابقا من الذكاء. فمن كان شديد الذكاء واستحضر عدة شروح لمتن واستغلق عليه فهم عبارة جمل به ان يراجع مدونات الفن اي ان ينظر في الكتب المدونة في هذا الفن سوى شرح كتابه هذا الذي اعتمده ثم ذكر ان من اصول الملكة العلمية اي من الكتب التي تحصن بها ملكة العلم ما يمكن تحصيله دون الحاجة الى عرضه على شيخين. وان كان عرضه على الشيخ اكمل واولى. ككتاب البداية والنهاية لابن كثير فان هذا الكتاب من احسن ما تقوى به المعرفة التاريخية عند المتلقي فهو من جملة الاصول التي تمد الملكة العلمية وتقويها. فمثل هذا النوع يمكن ان يطالعه الانسان بنفسه. وان تيسر له ان يقرأه على شيخ اذا كان الزمن واسعا والشيخ قويا قادرا على اقراءه مثل هذا الكتاب فليقرأه عليه وكان هذا الكتاب في جملة من البلدان الاسلامية الى وقت قريب يقرأ على الاشياخ. وكمال الانتفاع الكتاب ونظائره يكون بعد كمال القوة العلمية. فاذا تضلع الانسان في معرفة العلم بضبط اصوله وقواعده جمل به بعد ذلك ان ينظر في اصول العلم التي يمكن ان يطالعها بنفسه. فان الانتفاع حينئذ بها يكون اكبر ثم بين المصنف ان هذا الذي تقدم هو حظ الطالب من صناعة الفهم عند الشيخ. اما صناعة حفظ عند فقد الشيخ اما صناعة الحفظ فاذا فقد الانسان شيخا يعرض عليه محفوظة فانه يفزع الى انه عارف بذلك الفن. كأن يكون مثلا قد درس علم العربية في كلية اللغة العربية. فيعرض عليه هذا المثنى حفظا ويأخذ عليه في ضبطه. وان فقد هذا القرين المتقدم وصفه فزع الى اخر يفقد فيه ذلك الوصف. فاذا وجد قرينا يستطيع ان يصبر معه في عرظ محفوظه عرظه عليه ولو كان عليا من معرفة العربية لكن مع الاعتناء باقتناء النسخ المعتمدة الموثوقة فالنسخ معتمدة الموثوقة في اخذ الاصول هي من اول المدارك التي ينبغي ان يعتني بها الطالب عند ارادة اخذ كتاب ما فينبغي ان تنظر فينبغي ان تنظر الى كون تلك النسخة التي تقتنيها نسخة معتمدة صحيحة فتستشير بها عارفا بالفن هل هذه النسخة اصح واتقن؟ ام تلك النسخة اصح واتقن؟ لانه لما دخل في العلم التجار في العقود المتأخرة لم تعد لهم همة في تصحيح الكتب. واما في القرن السابق فلم يكن العلم الا صناعة العلما. ولم يكن ملاك المطابع ولا دور النشر غالبا الا العلماء. فكان نتاج المطابع قليلا. لكنها كانت كتبا مصححة متقنة فانتفع الناس بها كثيرا ثم قال فان لم يجد اي قرينا معينا فليرتحل من بلده فان العلم ملايين عش فيها اي لا يحيا ولا يكثر فيها وليطلب بلدا يجد فيه بغيته والا بقي في ظلمة الجهل والحيرة واولى ما عليك نفسك التي بين جنبيك فابتغي لها النجاة واعظم عروة واوثقها في النجاة هي عروة العلوم الشرعية. المقتبسة من مشكاة انوار الشريعة كتابا وسنة. نعم احسن الله اليكم. البينات الثامنة من القواعد الاصول في ادراك العلم المأمول تقليل الدروس واحكام المدروس. وعروة الاحكام الوثقى هي ملازمة التكرار للدرس. والحرص على مذاكرة الاقران ففي المذاكرة احياء الذاكرة. والعلم غرس القلب غرس بنا سقيا يموت وسقيا العلم مذاكرته. ومن بدائع الالفاظ المستجابة من قرائح الحفاظ قول ابي الحجاج المزيل الله تعالى من حاز العلم وذاكره حسن الدنيا وآخرته. فأدم للعلم مذاكرة فحياة العلم مذاكرته عاقبة ترك المذاكرة فاقدوا العلم. قال ابن شهاب الزهري رحمه الله انما يذهب العلم النسيان وترك المذاكرة. وترك تذكار معنى التحفظ والتفهم يضيع به زمن طويل في ابتغاء استرجاع ابتغاء استرجاع مفهوم ذهبت معانيه او احفوظ نسيت مبانيه وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الابل المعقلة ان عاهد عليها امسكها وان اطلقها ذهبت. قال ابن عبد البر رحمه الله في كتابه التمهيدا يبين معنى واذا كان القرآن الميسر للذكر كالابل المعقلة ما تعاهدها امسكها فكيف بسائر العلوم المصنف وفقه الله في البينة الثامنة ان من القواعد الاصول في ادراك العلم المأمول تقليل الدروس واحكام المدروس والمراد بتقليل الدروس الا يحمل الانسان نفسه فوق طاقتها. وهذا امر نسبي فمن الناس من لا يطيق في اليوم الا درسا واحدا ومنهم من يطيق عدة دروس وقد كان للنووي في اثناء طلبه في اليوم والليلة ليلة اثنا عشر درسا يدور فيها على مشائخه ويتلقى عنهم فهو امر نسبي. وحامل ملاحظة النسبية في اختلاف قدر الناس وقواهم فمن كانت له قدرة عظيمة وقوة خارقة باحتمال تفسير المدروس فانه يفسره على نفسه. لكن شرط ذلك ان يحكمه. لان المقصود هو الاحكام اي قالوا ذلك المتلقى فاذا احكمه ولو كثر لم يكن ذلك راجعا عليه بالعيب والذنب. ثم بين السبيل الى احكامه فقال وعروة الاحكام الوثقى هي ملازمة التكرار للدرس. والحرص على مذاكرة الاقران بان اعيد هذا الدرس مرة بعد مرة ويذاكر به اقرانه. ثم ذكر المصنف من الاحاديث والاثار والاشعار يقرر هذا المعنى من دوام الدراسة والمذاكرة. وان مبتغي العلم لا ينبل فيه ولا يدرك بغيته منه حتى يكون كثير التكرار منه. وقد كان يوجد في كتب بعض علماء المغرب المترجم في كتاب معالم معالم الايمان لابن الدباغ وهو عبد ابن الفارسي فيما اظن كان ربما وجد على كتاب من كتبه درسته الف مرة. يعني اعدت النظر فيه الف مرة وكان يذكر في حال جماعة انهم ربما اعادوا درسهم خمسين مرة او مئة مرة. وذلك انه اذا اعاده مئة مرة ثبت فيه. واذا اردت ان تعلم الفرق بين حالك في العلم الشرعي وغيره فانظر الى حالك ايام امتحانات ولو ان الطلبة يذاكرون العلوم التي يتلقونها في حلق العلم عند الشيوخ كما يذاكرون مقررات دراستهم النظامية في الجامعة وغيرها لنبغوا في العلم. ولكن تكرار المدروس ليس له حظ في علم المساجد وانما حظه عند عامة الناس في علوم المدارس النظامية والمعاهد الاكاديمية من الجامعات والكليات فما دونها ومبتغي العلم الذي يقرب الى الله عز وجل يعمل هذا اكثر فيما قربه الى الله عز وجل من علم الشريعة. فينبغي ان يجعل الانسان من وقته في يومه وليلته واسبوعه وشهره وسنته وقتا مؤقتا لاعادة ما درسه لان كثرة الاعادة تتقرب بها العلوم وتثبت. نعم. احسن الله اليكم. البينات التاسعة نيل بغيت المتمني والثبات نبات وانما يجمع العلم بطول المدة وتجويد العدة. قال الزهري يوصي صاحبه يونس ابن يزيد الايدي يا يونس لا تكابر العلم فان العلم اودية فايها اخذت فيه قطع بك قبل ان تبلغه الايام والليالي ولا تأخذ العلم جملة فان من رام اخذه جملة ذهب عنه جملة. ولكن الشيء بعد الشيء مع الليالي والايام فمن طلب العلم في ايام وليال فقد طلب المحال ومن حشى قلبه به شيئا فشيئا سال واديه واروى قاصده ونهاية العجوز تشتت وافول. قال الخطيب البغدادي رحمه الله في الفقيه والمتفقه. اعلم ان القلب جارحة من الجوارح تحتمل اشياء وتعجز عن اشياء كالجسم الذي يحتمل بعض الناس ان يحمل ان يحتمل بعض الناس ان يحمل مئتي رطل ومنهم من يعجز عن عشرين رقلا وكذلك منهم من يمشي فراسخ في يوم لا يعجزه. ومنهم من يمشي بعض ميل فيضر ذلك به. ومنهم من يأكل من وان يرضى له ومنهم من يتخمه الرطل فما دونه. فكذلك القلب من الناس من يحفظ عشر ورقات في ساعة. ومنهم من لا يحفظ نصف حديث أيام فإذا ذهب الذي مقدار حفظه نصف صفحة يروم أن يحفظ عشر ورقات تشبها بغيره لحقه الملل ركع الضجر ونسي ما حفظ ولم ينتفع بما سمع. ذكر المصنف وفقه الله في البينة التاسعة ان العلم يؤخذ مع الايام والليالي. فيتأنى فيهم ملتمسه. ويكابد مسير الايام والليالي فتطول به المدة في اخذ العلم. فان اخذ العلم يحتاج الى مدة مديدة نبات نبات وانما يجمع العلم بطول المدة وتجويد العدة. ثم نقل كلام الزهري في وصية صاحبه يونس ابن يزيد الايلي قال يا يونس لا تكابري العلم اي لا تعامله بنوع المكابرة فان علما او دية فايها اخذت فيه قطع بك قبل ان تبلغه ولكن خذه مع الايام والليالي ولا تأخذ العلم جملة فان من رام اخذه جملة ذهب عنه جملة ولكن الشيء بعد ولكن الشيء بعد الشيء مع الايام والليالي فينبغي ان يعود طالب العلم نفسه الصبر في اخذه. وطول المدة في طلبه. روى ابو نعيم الاصبهاني باسناد صحيح عن العباس ابن عبدالعظيم قال قال ما لك ابن انس كان الرجل الى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه العلم. ثلاثين سنة يتعلم منه العلم. لان العلم ليس عندهم هو والمسائل العلم حال تامة لاخذ علم الشريعة وبذلها فلا تظنن ان المقصود من اخذك عن للشيخ ان تعرف ما عنده من مسائل ولكن من مقاصد طلب العلم ان تعرف كيفية اخذ العلم وبذله ومتى تتكلم فيه ومتى تسكت عنه؟ وهذه الامور لا تتأتى بالجلوس سنة وسنتين وثلاث واربع وثلاثا واربعة وانما تكون بطول الصحبة لهؤلاء العلماء وعدم الانقطاع منهم. اذ مع طول المدة تتكون عند الانسان ملكة في في معرفة العلم تاما مسائل واحوالا فهو يعرف مسائل العلم ويعرف احوال العلم. ولذلك اذا سأله متكلم ما عن مسألة عرف جوابها الذي يصلح له فانه قد يكون الجواب الصالح له شيء فقد يكون الجواب الصالح شيئا اخر بحسب ما يلائم حاله ويوافق مدارك عقله ويصادف بغيته في سؤاله. وربما كان الجواب السكوت عن المسألة. قال عبدالله ابن مسعود فيما رواه الدارمي وغيره من اجاب الناس في كل لما سألوه فهو مجنون. لماذا؟ لان في الناس مجانين. ففي الناس من يأتيك فيسألك مسألة عجيبة كما قال رجل قال رجل للشعبي ما اسم زوجة ابليس؟ فقال ذاك نكاح ما شهدناه. يعني هذا يسأله يقول ما اسم زوجة ابليس؟ قال ذاك نكاح ما شهدناه. والسيوطي رحمه الله تعالى في مفحمات في مفاهمات القرآن قال كان الناس يسألونني كثيرا عن ماء طوفان نوح هل كان عذبا او مالحا المسائل لا يستفاد منها. ولذلك اذا كان الانسان يجيب الناس في كل ما يسألونه فذلك دليل نقص العقل وليس العلم كله مسائل بل العلم يحتاج الى حال يؤدى بها. وهذه الحال لا تؤخذ بصحبة الاستاذ مجلسا او مجلسي من اجلسين او سنة او سنتين بل مع ادامة صحبة الاستاذ الكامل المرشد الى ما يصلح به الناس في احوالهم في كيفية معاملتهم ولقائهم والاحسان اليهم واجابة فتاويهم ومعرفة اختلاف احوالهم وما يصلح ان يكون في مقام غير ما يصلح ان يكون في مقام اخر. فينبغي ان يجتهد الانسان في اعداد نفسه في تطوير للمدة في طلبه واخذ العلم شيئا فشيئا. وحينئذ فاعلموا ان مثل هذا البرنامج لا يقل بنفسه في بناء الملكة العلمية وانما هو نوع من الرافد المحفز الذي يقوي الرغبة في العلم ويحمل الطالب على ابتغاء الزيادة منه ومن ظن انه اذا وقف عند هذا الحد حصل علما فانه سيرجع بخفي حنين وانما جعل مثل هذه المجالس منطلقا له في فهم ما بينا معانيه الكلية من المتون ثم رجع فسمع الشرح مرة اخرى وكتب مسائله ورتبها واعاد درسها في مدة ثم اعاد درسها مرة بعد مرة فهذا قنين ان يستفيد فائدة حسنة من البرنامج لكن من طرائق النفع في التعليم تقريب العلوم الى الناس وترغيبهم فيها وتحبيبهم الى في اخذها فمثل هذه المجالس تؤدي الغرض المقصود. نعم احسن الله اليكم البينات العاشرة لكل صناعة عدة تقرب نوالها وتذلل صعابها وعدة التعلم الة فمن كانت معه الآلة بلغ ذرة العلم والا وقف دونها. واوعى مقالة بينت الة العلم مما طالعته. ما ساقه الماء به تدرك حقائق الامور. والثاني الفطنة التي يتصور بها غوامض العلوم. والثالث الذكاء الذي يستقر به حفظ ما تصور وفهم ما علم والرابع الشهوة التي يدوم بها الطلب ولا يسرع اليها الملل والخامس الاكتفاء بمادة تغنيه عن هذه الطلبة والسادس الفراغ الذي يكون معه التوفر ويحصل به الاستكثار والسابع عدم القواطع المذهلة من هموم واشغال وامراض والثامن طول العمر واتساع المدة لينتهي بالاستكثار الى مراتب الكمال والتاسع الظفر بعالم بعلمه متأن في تعليمه. ذكر المصنف وفقه الله في هذه البينة ان لكل صناعة عدة ان لكل صناعة عدة تقرب نوالها وتذلل صعابها. وان للعلم عدته ومن احسن المقالات في بيان عدة العلم ما نقله المصنف من كمال الماوردي رحمه الله في ادب الدنيا والدين. فذكر من عدة ان عدة العلم والته هذه الامور التسعة العقل والفطنة يعني النباهة والذكاء والشهوة التي يدوم بها الطلب يعني الرغبة في العلم ومحبته والاكتفاء بمادة تغنيه عن كلف الطلب المراد المادة المال اي حصول كفاية مالية له. والسادس الفراغ والسابع عدم القواطع. والثامن طول العمر والتاسع الظفر بعالم سمح بعلمه متأن في تعليمه. فاذا اجتمعت هذه الامور التسعة فقد جمعت للعبد الة عظيمة في اخذ العلم تهون عليه بلوغه مطلوبه منه. ومن جوامع المقالات في الة العلم قول بعض بعضهم الة العلم شيخ فتاح. وكتب صحاح ومداومة والحاح. الة العلم شيخ فتاح وكتب صحاح ومداومة والحاح. والمراد بالشيخ الفتاح هو الذي يبين مغلقات العلوم من الفنون للطالب. وينضم الى ذلك معنى الفتح وهو التسديد من الله عز وجل فيكون فيه وصف التوفيق والتسديد فيلمس منه ذلك. ولهذا يوجد في وصف بعض المعلمين ان من ابتدأ عليه بالفن لانه يوجد له من التأييد والتسديد في ذلك البند ما لا يكون لغيره. ومعنى قوله وكتب صحاح وكتب صحاح اي كتب معتمدة عند اهل العلم. فالعلم يؤخذ من الكتب المعتمدة. اما الاصول وغير المعتمدة فلا يؤخذ منها العلم. فقوله ومداومة والحاح اي طول ارظاء بطلب العلم والتماسه. واشتداد في طول الزمن في اخذه واقتباسه. ولما ذكر احمد ابن علي المنجور احد علماء المغرب هذه الجملة في كتابه الفهرس قال وزاد بعض اصحابنا وقدر فواز وقدر فواح يعني حصول كفاية من العيش يعني حصول كفاية من العيش ثم قال المنجور وزدت انا والا يكون من الاقحاح. والمراد بالاقحاح اهل الجفاء. والمراد بالاصحاح اهل الجفاء انتهى كلامه. ثم زدت سادسا وهو ومدارس بساع. ومدارس فساح فان المدارس الوقفية في العالم الاسلامي على طول تاريخه هي التي حفظ بها العلم في كثير من البلدان اذا وجدت المدارس الوقفية التي توقف عليها غلة على المعلم والمتعلم كان ذلك من الة العلم فتكون العلم مجموعة فيما سلف الة العلم شيخ فتاح وكتب صحاح ومداومة والحاح ايش؟ وقدر فواح والا يكون من الاقحاح ليسوا في ساح. نعم. احسن الله اليكم الخاتمة. قال محمد مرتضى ابن محمد الحسيني الزبيدي الذي ذو الاتقان في قرة مجامع البيان. قوله في طرة يعني في قطعة من جامع البيان. نعم المراد بجامع البيان كتابه جامع بيان العلم وفظله نعم. احسن الله اليكم عزاها منظومتك الجوهر المتنون وقيل عزوها الى المأمون. قوله منظومة كالجوهر المكنون المكنون يعني محفوظ فالكن هو محل الحفظ. نعم. احسن الله اليكم. اوردتها هنا لحسن سوقها للغائصين في بحار ذوقها ونصها من بعد حمد الله مصليا على رسول الله اعلم بان العلم بالتعلم والحفظ والاتقان والتفهم والعلم قد يرزقه الصغير في سنه ويحرم الكبير. قوله ويحرم الكبير اي لكثرة شواغله لا ان الكبير في نفسه لا يستطيع العلم. قال البخاري رحمه الله وتعلم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كبارا فالتقدم في السن ليس سببا مانعا بنفسه من العلم. ولكن الشواغل التي تتكاثر مع كبر السن هي التي تحول بين الانسان وبين العلم فاذا تفرغ الكبير من شواغله ادرك العلم. نعم. احسن الله اليكم يا شيخ ليسا برجليه ولا يديه لسانه وقلبه المركب في صدره وذاك خلق عجب. والعلم بالفهم والدرس والفكرة والمناظرة مما حواه العالم الاديب ورب ذي حرص شديد الحب للعلم والذكر بليد القلب معجز في الحفظ والرواية شفناه عمن روى حكاية واخر يعطى بالاجتهاد حفظا لما قد جاء في الاسناد يفيده بالقلب لا بناظره ليس مضطر الى قناطره. قوله ليس بمضطر الى قناطره. القناطر جمع قماطر. وهو وعاء الكتب بمنزلة الحقيبة الموجودة عندنا اليوم. نعم. احسن الله اليكم. فالتمس العلم واجني في الطلب والعلم لا يحصل الا بالادب الادب النافع حسن الصمت ففي كثير القول بعض الموقات فكن لحسن الصمت مقارنا ما بقيت وان بدت بينا اناس مسألة معروفة في العلم او فلا تكن الى الجواب سابقا حتى ترى غيرك ابيهما ضيقا فكم رأيت من عجول سابقين من غير فهم بالخطاء ناطق ازرى به ذلك في المجالس بين ذوي الالباب والتنافس الصمت فاعلم بك حقنا زين ان لم يكن عندك علم متقن وقل اذا اعياك ذاك الامر مالي بما اسألوا عنه خبراء فذاك شطر العلم عند العلماء كذا كما زالت تقول الحكماء اياك والعجبى بفضل رأيك واحذر ثواب القول من خطابك كم من جواب اعقب الندامة فاغتنم الصمت مع السلامة العلم بحر منتهاه يبعد ليس له حد اليه يقصد وليس كل العلم قد حويته اجل ولا العشر ولو احصيته وما بقي عليك منه اكثر مما علمت والجواد يعثر. فكل ما علمته مستقيما كنت لا تفهم منه الكلمة. القول قولان فقول تعلم هو اخر تسمعه فتجهله. وكل قول فله جواب يجمعه الباطل والصواب. وللكلام اول واخر فافهمهما والذهن منك حاضر. لا تدفع القول ولا ترده حتى يؤديك الى ما بعده. فربما اعيى ذوي فضائل جواب ما يلقى من المسائل. فيمسك بالصمت على جوابه عند اعتراض الشك في صوابه القول عند الناس لفضة بيضاء بلا التباس اذا لكان الصمت من عين الذهب. فافهم هداك الله اداب الطلب هنا قد انتهى المنقول فاسمع هديت الرشد ما اقول. العلم اصل الدين والاحسان طريق كل الخير والجنان لا على تفضيله البرهان وسنة النبي والقرآن. هل يستوي الذين يعلمون وعصبة بالعلم يجهلون لا تدعو الا العلماء ناسا لغيرهم قوله وهو مع الزيغ بدا البذاء سوء الخلق. والبور هو الفساد. البذاء سوء الخلق والبور هو الفساد. نعم. احسن الله اليكم فلا تعد ذاته فضيلة ان لم يكن على الهدى وسيلة فانه كالكذب والخيال يكون عيد الخلق اعمالي فحق اهل العلم صدق النية والاجتهاد في صفا الطوية والجد في التقوى بخير فعلم ذي الانوار في جنانه وعلم ذي الاوزار في لسانه وان عنوان علوم الدين في الصدق والخشية واليقين وافضل العلوم تفيده وبالاهم فالاهم يا تقي من كل فن ما يفيد ما بقي. فان انواع العلوم تختلط وبعضها بشخص بعض المرتبطة مفيد الناصح ثم مع المدة فابحث عنه حقق ودقق ما استمد منه وباختلاف العلم فالمبتدي والهدم لا يطيق بحثا بعلم وجهه دقيق او غيرها من كل ذي ثواب ولو بحسن القصد في الاسباب فليعمر العمرة فكل ذرة رخيصة منه بالف الاوقات بالموقوتين من قبل سبق فتنة وفوت. والعلم ذكر الله في احكامه على الوراثة في انعامه. فذكره في الذات صفاتي كالذكر في الاحكام والايات لكن كثير اغفلوا بالعلم وحكمه عن ربه ذي الحكم وادخلوا فيه الجدال فكثرت افاته كما ترى فصار فيهم حاجبا لنوره عنه فما ذاقوا جنى مأثوره فهلكوا بقسوة وكبر الحسد وعجب ومكر نعوذ بالله من الخبائث والعود بعد الحق في الضلال. الخبال الهلاك. الخبال الهلاك. نعم. احسن الله اليكم اقام ربه ان يعتني بعين معنى قلبه وليجتهد بكل ما في دينه يزيده بالحق في يقينه الذكر بالإمعان والفكر فيه في جميع الشأن. ليغرس التحقيق باليقين في قلبه بالحق والتمكين موت جسمه حي الحجاب نوره وعلمه. قبى لمن طاب له فؤاده بالعلم والتقوى عليه زاده بالحق على طريقة بالحق تهدي الى الحقيقة على اتباع المصطفى مبنية في القول والفعل وعقد النية هذا اخر البينة وتمام المعاني المبينة. وبتمام ذلك نكون بحمد الله قد فرغنا من الكتاب الخامس من برنامج مفاتيح العلمي وهو اخرها