السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل للخير مفاتيح والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث بالدين الصحيح. وعلى اله وصحبه اولي الفضل الرجيح اما بعد فهذا المجلس الثالث في شرح الكتاب الثالث من برنامج مفاتيح العلم في سنته الثانية اثنتين وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف. وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام. للحافظ ابي زكريا يحيى بن شرف النووي رحمه الله الله المتوفى سنة ست وسبعين وست مئة. وقد انتهى من البيان الى قوله رحمه الله حديث السادس او السابع والعشرون. السادس والعشرون. نعم احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال النووي رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحديث السادس والعشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامى من الناس عليه صدقة؟ كل يوم تطلع تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها او ترفع له عليها متاعه صدقة. والكلمة الطيبة صدقة وكل وبكل وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة. وتميط الاذى عن الطريق صدقة. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف. فهو من المتفق عليه. والسياق المثبت بلفظ مسلم اشبه فهو اليه اقرب. وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث كل ولا ما من الناس اي كل مفصل منهم. وعدة المفاصل من الانسان ستون هنا وثلاثمائة مفصل. جاء التصريح بعددها في حديث عائشة رضي الله عنها هو عن عند مسلم في صحيحه. وقوله صلى الله عليه وسلم عليه صدقة اي تجب فيه على العبد صدقة. لان على موضوعة في خطاب الشرع للدلالة على الايجاب كقوله تعالى ولله على الناس حج البيت. فنظيره في هذا حديدي قوله صلى الله عليه وسلم عليه صدقة اي تجب عليه فيه صدقة وموجب ذلك هو نعمة اتساق العظام. فان اتساق العظام وحسن تركيبها في اتقن منتظم نعمة جليلة من الله عز وجل. تستدعي وجود شكرها من العبد فضرب الله عز وجل على كل مفصل صدقة. تعريفا بقدر هذه النعمة العظيمة. التي جعلها الله سبحانه وتعالى هبة مسداة للعبد في حسن خلقه وانتظام اتساق عظة فيجب على العبد كل يوم ان يؤدي صدقة عن تلك المفاصل والصدقة التي توجب الشكر على العبد في مفاصله تفضي الى الاعلام بان الشكر اللازم للعبد في يومه وليلته له درجتان الدرجة الاولى درجة مفروضة تشتمل على امتثال الواجبات وترك المحرمات. تشتمل على امتثال الواجبات بالفعل وترك المحرمات. والدرجة الثانية درجة نافلة. درجة نافلة نافلة تشتمل على فعل النوافل وترك المكروهات تشتمل على فعل النوافل وترك المكروهات. فالعبد في يومه وليلته بين هاتين المرتبتين في شكره ربه فمن كان في يومه ممتثلا الواجبات بالفعل تاركا المحرمات فقد جاء بما لزمه من شكر واجب عليه. فان زاد في يومه وليلته على فعل الواجب وترك من المحرم بفعل النافلة وترك المكروه فانه يكون قد ارتفع الى درجة ثانية من شكر الله سبحانه وتعالى وهذا امر عظيم فيما كتبه الله عز وجل على الخلق في هذه الامة من اداء شكر تلك الجوارح في كل يوم وليلة. وكثرة تلك المفاصل وبلوغ ستين وثلاث مئة يعلم بثقل اداء تلك الصدقة فان العبد يكون مطالبا في يوم وليلته بستين وثلاث مئة صدقة. والاتيان بمثلها مما ينوء به اولو العصبة من من الرجال الذين يشتدون في حمد الله سبحانه وتعالى وشكره. لكن من انعام الله علينا ان الامة امة مرحومة. فهذه الصدقات التي يطالب بها العبد في يومه وليلته. وقع الخبر ما يجزئ عنها بامر يسير. ففي حديث ابي ذر المتقدم انفا وهو الحديث الخامس والعشرون في روايته المختصرة عند مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى. ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من ضحى فمما يؤدي به العبد شكر هذه المفاصل كثيرة العدد ان يركع لله سبحانه وتعالى ركعتين من الضحى. وانما كانت الركعتان مجزئتين في شكر نعمة هذه المفاصل لان العبد اذا ادى ركعتين لله يكون قد حرك جميع مفاصل جسده فتكون جميع مفاصل الجسد قد عملت طاعة لله عز وجل في ذلك اليوم واضح؟ طيب سؤال لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ يركعهما من الضحى ولم تجعل هاتان الركعتان في الليل او في العصر او في غير ذلك؟ الجواب نعم انزل ايش لان هذا الوقت احسنت لان وقت الضحى وقت غفلة. لان وقت الضحى وقت غفلة. فانه محل لخروج الناس اكتساب ما يقتاتون به ممن كان صاحب شغل وان لم يكن كذلك فهو محل للعب او النوم عند البطالين. ومن قواعد الشريعة ان العمل يعظم اذا وقع في وقت الغفلة فرجه ومن قواعد الشريعة ان العمل يعظم اذا وقع في وقت الغفلة او تركه ولهذا ومعنا في حديث ابي ثعلبة الخشني عند الترمذي وغيره في كتاب فضل الاسلام ان العامل في ايام الصبر يؤتى على عمله اجر خمسين من الصحابة. وموجب التعظيم هو كون ذلك الوقت في اخر الزمان وقت ترك للاعمال الصالحة عند عموم الخلق وغفلة عنها. فلما وجد هذا المقتضي عظم العمل. وقل مثل هذا في نظائر هذا الباب مما يرجع الى القاعدة السابقة التي جاءت بها الشريعة في مواقع عديدة ان الغفلة عن العبد ان الغفلة عن العمل توجب عظم جزائه. ولهذا كان من السلف جماعة يقولون السوء كابن عمر وغيره لا يريدون بيعا ولا شراء. وانما يريدون ذكر الله فيه. لان السوق محل غفلة فيكون ذكر الله عز وجل فيه اعظم اجرا اعظم اجرا لما فيه من الاشتغال بالعمل الصالح عند الغفلة عنه نعم احسن الله اليكم الحديث السابع والعشرون عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في وكرهت ان يطلع عليه الناس. رواه مسلم. وعن وابسة ابن معبد رضي الله عنه قال ابن معبد. احسن الله اليكم. وعن ابي معبد رضي الله معبد رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر؟ قلت نعم. قال استفت قلبك البر البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب. والاثم ما حاكى في النفس وتردد في الصدر. وان افتاك الناس وافتوك حديث حسن رويناه في مسند الامامي احمد بن حنبل والدارمي باسناد حسن. هذه الترجمة الحديث السابق والعشرون تشتمل على حديثين لا حديث واحد. وباندراجهما في ترجمة من واحدة صارت احاديث الكتاب بالنظر الى التراجم المعقودة هي اثنان واربعون هي اثنين واربعون واربعين حديثا. وبالنظر الى تفاصيل جملها. فانها تزيد حديثا واحدا لان الترجمة المعقودة بقول المصنف الحديث السابع والعشرون في ظمنها حديثان حديث النواس ابن سمعان والاخر حديث وابسة ابن معبد فتمام عدة احاديث كتاب الاربعين تفصيلا مع ذكر الكسر هو ثلاثة واربعون حديثا. فاما الحديث الاول من هذين الحديثين وهو وحديث النواس ابن سمعان رضي الله عنه فاخرجه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ. ووقع في رواية عنده الاثم ما حاكى في صدرك. واما حديث وابسطة ابن معبد فاخرجه احمد والدارمي في مسنديهما باسناد ضعيف. واللفظ المذكور الى سياق الدارمي. ورواه البزار والطبراني في المعجم الكبير باسناد اخر لا ثبت لكنه شاهد من حديث ابي ثعلبة القشني رضي الله عنه عند الطبراني في الكبير اسناده الحافظ ابن رجب في كتاب جامع العلوم والحكم. فيكون حديث وابسطة عند الطبراني حديثا حسنا لغيره. وقوله صلى الله عليه وسلم البر حسن خلق البر يطلق في الشرع على معنيين احدهما خاص احدهما خاص وهو ما يجري بين وبين غيره من المعاملة. ما يجري بين العبد وبين غيره من المعاملة والاخر عام والاخر عام وهو اسم لجميع شرائع الدين الباطنة وهو اسم لجميع شرائع الدين الباطنة والظاهرة. وفي الجملة المذكورة معنى الربا معنى البر بالنظر الى حقيقته وسيأتي في حديث بيان معنى البر بالنظر الى اثره. الناشئ منه ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مقابله وهو الاثم وله مرتبتان الاولى ما حاك في النفس الاولى ما حاك في النفس وتردد في القلب وكرهت ان يطلع عليه الناس وكرهت ان يطلع عليه الناس لاستنكارهم له. والمرتبة الثانية ما في النفس وتردد في القلب وان افتاك غيرك بانه ليس باثم ما حاك في النفس وتردد في القلب وان افتاك غيرك بانه ليس باثم. فالمرتبة الاولى سورة في حديث النواس ووابسطة معا. واما المرتبة الثانية فمذكورة في حديث وابسة رضي الله عنه وحده وهذه المرتبة الثانية اشد على العبد من الاولى لان الاثم في المرتبة الاولى قد يزجر عنه العبد مخافة استنكار الناس له. واما في المرتبة الثانية فربما تجرأ العبد لانه يجد في الناس من يفتيه بان هذا ليس باثم. وهذا الذي ذكر مما يتعلق بحقيقة الاثم هو بيان لتلك الحقيقة باعتبار اثرها. فالمذكور في الحديثين مما يقع في الصدر من الحيك وفي القلب من التردد ومخافة استنكار الناس له وملاحظة لاثر الاثم. واما حد الاثم بالنظر اليه فالاثم هو ما بطأ صاحبه عن الخير واخره عن الفلاح. ما بطأ صاحبه عن الخير واخره عن الفلاح فكل ما كان كذلك فانه يسمى اثما. ثم قال صلى الله عليه وسلم في حديث وبسطة استفت قلبك. وهو امر بالرجوع الى القلب في ومورده عند العلماء هو محل الاشتباه في مورد الحكم. وليس فتوى القلب محلا للصدور عنه بتحريم او تحليل. فان التحريم والتحليل لا يستفاد من فتوى القلب انما يستفاد من دليل شرعي دال على الحرمة او الحل. وانما يرجع الى فتوى القلب في تحقيق مناطق الحكم هل هو موجود ام غير موجود؟ فلو قدر ان احدا صاد صيدا. فانه لا يرجع الى قلبه. في كون هذا الصيد او حراما بل لا بد ان يكون الدليل الشرعي قائما على حله او حرمته. ولكنه يرجع الى قلبه فيما لو ورد اشتباه في مناطق الحكم المعلق به امر الحل او الحرمة. كمن صاد غزالا ثم وقع عنده تردد في تسميته هل سمى عليه ام لم يسمي عليه؟ فها هو هنا يرجع الى فتوى القلب لا في كون الغزال حلالا ام غير حلال وانما في وقوع تسميته على هذا الصيد هل سمى على ذلك الصيد ام لم يسمي عليه؟ فاستفتاء القلب في تحقيق مناطق الحكم فقط لا في الحكم فما يسمع من كلام بعض الناس من ان ان العبد يرجع الى قلبه في معرفة كون الشيء حلالا او حراما فغلق على الشريعة في فهم هذا الحديث وانما المراد الرجوع الى حكم الشريعة في تحقيق مناط الحكم. فالاخذ بفتوى القلب مشروط امرين احدهما ان يكون ذلك مسلطا على مناط الحكم. ان يكون ذلك مسلط على مناط الحكم. والثاني ان يكون المستفتي قلبه متصفا بالعدالة الدينية اقامة الشرعية ان يكون المستفتي قلبه متصفا بالعدالة الدينية والاستقامة الشرعية ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث وابسة البر ما اطمئن ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب وهذا تفسير للبر ببيان اثره. وان النفس تسكن اليه وان القلب يطمئن اليه فينشرح الصدر به. وقوله صلى الله عليه وسلم وان اتاك الناس وافتوك يعني ان ما حاك في نفسك وتردد في قلبك فان انه لا ينبغي لك ان تبالي بفتوى من افتاك بحله. وهذا مشروط بامرين احدهما ان يكون المستفتي ممن كملت حاله ان يكون المستفتي ممن كملت حاله. والثاني ان يكون مفتيه ممن عرف عنه بالهوى وموافقة مرادات الناس. ان يكون مفتيه ممن عرف بموافقة الهوى ومرادات الناس. فاذا كان المفتي على هذه الحال والمستفتي على تلك الحال فان الانسان لا يعول على تلك الفتوى من يرجع الى قلبه فيما وقع فيه من الحيك والتردد فلا بفتوى من افتاه من الناس في شيء تردد او حاك في صدره. وهذا التردد الحي انما يكون في الامور المشتبهة. اما الامور البينة من الحلال والحرام فانه لا يرد فيها الحيك والتردد بل ورود الحيث والتردد فيها علامة ضعف الايمان. فاذا ورد التردد في القلب والاضطراب في النفس على كشيء بين من الحل او الحرمة فذاك علامة ضعف ايمان صاحبه. وانما ورود الحيث والتردد محله المشتبهة التي لا يتبينها الناس. وهذا يحمد للعبد ويكون من دلائل كمال ايمانه نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثامن والعشرون عن ابي نجيح العرباض ابن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب. وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع اوصينا فقال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد. فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنة وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور. فان كل بدعة ضلالة. رواه ابو داوود الترمذي وقال الترمذي حديث حسن صحيح. هذا الحديث اخرجه ابو داوود والترمذي كما اليهما المصنف واخرجه ابن ماجة ايضا. والقاعدة الحديثية في ان ما كان في السنن خارجا عن الصحيحين استوفي عزوه اليها انا الموافق للجادة الحديثية ان يقول المصنف اخرجه اصحاب السنن الا النسائي. فيستثني منه هم النسائية وحده لعدم روايته هذا الحديث في سننه ويدخل ابن ماجة فيمن رواه وهذا الحديث باللفظ المذكور ليس عند واحد منهم. بل هو مؤلف من مجموع رواياتهم وهو حديث صحيح من اجود حديث اهل الشام قاله ابو نعيم الاصبهاني رحمه الله تعالى وهذا الحديث مؤلف من امرين احدهما موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ووجل القلب هو انصداعه ورجفانه. عند ذكر من يخاف سلطانه او رؤيته هو انصداعه ورجفانه عند ذكر من يخاف سلطانه او رؤيته قاله ابن القيم في مدارج السالكين وذرف العين هو جريان الدمع منها ولم يقع في شيء من طرق هذا الحديث الاخبار عن سياق تلك الموعظة وانما اخبر العرباظ ابن سارية رضي الله عنه عن وقوع موعظة من عن وقوع موعظة عظيمة من النبي صلى الله عليه وسلم والموعظة اسم للامر والنهي المحاط بالترغيب والترهيب اسم للامر والنهي المحاط بالترغيب والترهيب. ذكره ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابو عبد الله ابن القيم في مدارج السالكين وهو من اجل الطرائق في دعوة الناس ولذلك امر الله سبحانه وتعالى بها فقال ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فمن الناس من يكون انتفاعه بالموعظة اكثر وهي جادته صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة فان خطبة الجمعة منه صلى الله عليه وسلم كانت موعظة اي يحيط ما يذكره من امن او بما يرغب في الامر ويرهب من النهي. وهي الجادة التي ينبغي ان يكون عليها خطيب الجمعة في خطبه واما القسم الاخر فهو وصية منه صلى الله عليه وسلم فيها اربعة اصول فالاصل الاول الامر بتقوى الله الامر بتقوى الله وتقدم ان التقوى شرعا هي امتثال ايش نعم هي اتخاذ العبد بينه هو اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع ومن افراد ذلك تقوى تقوى الله فتكون تقوى الله شرعا هي اتخاذ العبد وقاية بينه وبين انما يخشاه من ربه بامتثال خطاب الشرع وافراد التقوى لا تنحصر في تقوى الله بل هي اسها واصلها واعظمها ومها ويجمعها الحد السابق من اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع والثاني السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا. السمع والطاعة لمن ولاه الله امرا ولو كان المتأمر عبدا مملوكا يأنف الاحرار حال الاختيار من السمع والطاعة له والفرق بين السمع والطاعة ان السمع هو القبول. والطاعة هي الانقياد ان السمع هو القبول وان الطاعة هي الانقياد. وهذان للامران هما الجامعان الشرعية فان البيعة الشرعية لولي الامر هي عقد السمع والطاعة له. هي عقد السمع والطاعة له. وعقد السمع والطاعة له لوحظ فيها منفعة جماعة المسلمين بانتظام الولاية التي لا يستقيم للناس امر دينهم ولا دنياهم الا بكونها كذلك فاذا انفرط عقدها ضاع امر الدين والدنيا مع والثالث لزوم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين والرابع الحذر من محدثات الامور وهي البدع وتقدم بيان حقيقتها الشرعية في حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعا من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد وهو الحديث الخامس من الاربعين النووية. نعم احسن الله اليكم الحديث التاسع والعشرون عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت. ثم قال الا ادلك على ابواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجع في جوف الليل ثم تلا تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعلمون ثم قال الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه؟ قلت بلى يا رسول الله. قال رأس الامر الاسلام عموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد. قال الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله. فاخذ بلسانه وقال وعليك هذا قلت يا نبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به. فقال ثكلتك امك وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال او على مناخرهم الا حصائد السنتهم. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. هذا الحديث اخرجه الترمذي الترمذي في جامعه وابن ماجه ايضا في سننه. فكان كمال العزو ان يعزوه ايضا الى ابن ماجة له واسناده ضعيف لانقطاعه. وروي من وجوه متعددة عن معاذ ابن جبل لا يسلم شيء منها من علة ويحتمل ان يكون بمجموعها حديثا حسنا وقد حسنه جماعة من اهل العلم. واللفظ المذكور هنا قريب من رواية الترمذي في جامعه. واوله عنده ان معاذا قال كنت مع الرسول صلى الله عليه وسلم في سفر فاصبحت قريبا منه فقلت يا رسول الله اخبرني بعمل الحديث عند الترمذي بالسياق المذكور اذا مما اورده المصنف وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث جوامع والنوافل. فاما الفرائض ففي قوله صلى الله عليه وسلم تعبد الله ولا تشركوا به وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة الى تمام الجملة المذكورة. وهذه الفرائض المسرودة في هذا الحديث هي اركان الاسلام الخمسة التي تقدمت في حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما بني الاسلام على خمس وهو الحديث الثالث من احاديث الاربعين. واما النوافل فهي المذكورة في صلى الله عليه وسلم الا ادلك على ابواب الخير؟ فابواب الخير هي النوافل ابواب الخير الممدوحة نوافلها في هذا الحديث ثلاثة. اولها الصوم. المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم الصوم جنة والجنة اسم لما يتقى ويستجن به كالدرع وغيره. فمعنى الحديث ان الصوم مما يحفظ به العبد دينه ونفسه فيكون متقيا به كما يتقي المقاتل ضربة بالدرع او الخوذة او ما يتخذه من لباس الحرب. والثاني الصدقة المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. والثالث صلاة الليل المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم وصلاة الرجل في جوف الليل وجوف الليل هو وسطه وذكر الرجل خرج مخرج الغالب لا على ارادة تخصيص ذلك به بل المرأة اذا قامت من الليل كان لها من الاجر ما للرجل. ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم الاية بعد ذكر صلاة الليل للاعلام بما اعد الله عز وجل لاهلها من الجزاء. ولما فرغ صلى الله عليه وسلم من عد ابواب الخير بعد الفرائض ذكر النبي صلى الله عليه وسلم امرا كليا يرجع اليه الدين كله. فقال الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة ثم ذكرهن فقال رأس الامر الاسلام. والمراد بالامر الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم فرأسه استسلام العبد لله عز وجل وهذا الاستسلام يتحقق بالاخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن كان كذلك فقد اسلم وجهه لله عز وجل ثم قال وعموده الصلاة اي ان الصلاة منه بمنزلة العمود من تصطاد وهو اسم الخيمة الكبيرة فكما ان الخيمة الكبيرة تقوم على عمود ترتكز عليه وتتفرق عليه قوتها فترتفع به فكذلك يرتفع الاسلام ويعلو بهذا العمود وهو صلاة ثم قال وذروة سنامه الجهاد اي اعلاه هو الجهاد. فان الذروة هي اعلى الشيء واللغة المشهورة فيها كسر الذال. ويجوز ايضا ضمها. وذكر بعض المتأخرين لغة رديئة هي الفتح. فالكلمة مثلثة في المشهور. لكن اصح اللغات فيها هي كسر ثم بين صلى الله عليه وسلم من ملاك الامر كله فقال الا اخبرك ذلك كله ثم قال كف عليك هذا. اي اللسان. وملاك الشيء هو قوامه ونظامه الذي يعتمد عليه. فالنظام الذي ينتظم به امر الدين هو حفظ اللسان فمن حفظ منطقه فقد صان دينه عن كثير من الخلل الذي يعروه. وفي هذا المعنى قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه فيما رواه ابن ابي الدنيا في كتاب الصمت وغيره بإسناد صحيح ما رأيت شيئا احق بطول حبس من لسان ما رأيت شيئا احق بطول حبس من لسان وموجب ذلك هو ان كثيرا من الشر انما يتولد الى الانسان يتسرب اليه ويكون عادة له تبعده عن الخير بسبب خطيئة لسانه. وبين هذا صلى الله عليه وسلم بقوله وهل يكب الناس على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم اي لا يطرح الناس في النار على وجوههم الا حصائد السنتهم فهم يلجون النار بما اقترفته تلك الالسنة. وخص النبي صلى الله عليه وسلم من جنايات اللسان هنا جناية واحدة وهي الحصيدة. وحصيدة اللسان ليست أسماء لجنس الكلام. بل تختص بنوع اي منه وهو ما الجواب نعم ها الغيبة طيب ها يا عبد الرحمن ايش كلام محرم يا اخي استقبلني جزاك الله خير ها انزلاق لا تتكئ اجلس مثل ذاك الاخ ذاك الاخ استأذن وجلس على عمود وبين عذره فاذا كان عندك انزلاق اتكئ اما ان تستدبرني لو كنت عندك في البيت ما استدبرتني هذا بيت الله عز وجل وهذا مجلس فيه ميراث النبي صلى الله عليه وسلم هو اعظم من مجلس ومجلسك الجواب سم قريب من الصواب هذا بعيد عن الصواب لماذا؟ لاننا الان عندما ذكرت قلت انه ليس المراد جنس الكلام. يراد شيء مقصوص. فالذي ذكرته يعم جنس الكلام فهمت طيب هذا جنس الكلام الذي يخالف الشرع ويطرح الانسان في النار كل ما ليس بخير المراد بحصيدة اللسان المراد بقصيدة اللسان ما قطع به عليهم وحكم به فيهم. ما قطع به عليهم وحكم به فيهم. ذكره ابن فارس في مقاييس اللغة. فيختص بامر شديد من اللسان وهو الحكم على فلان او فلان بشيء والقطع بانه كذلك. فان هذا الحكم على الناس والقطع فيهم بامر هو الذي يسمى حصيدة اللسان. ووقع في الحديث تخصيصه بالذكر لشدة البلية فيه فلشدة البلية فيه وخشوه في الناس جاء هذا الحديث تنفيرا وتحذيرا منه فمن اعظم اعظم خطايا اللسان حصيدته بالحكم على الناس والجزم عليهم بشيء كالقائل بان فلانا فاسق او ان فلانا منافق او ان فلانا كاذب او ان فلانا كذا وكذا بحسب ما يعن له من رأي وهوى. فاذا اجرى الانسان لسانه في هذا المهمة فانه ويكون قد وقع في حصيلة لسانه بالجزم على الناس بالاحكام والقطع فيهم بها. فينبغي للمرء ان يحذر من ذلك وان يحبس لسانه فلا يجريه في شيء من ذلك الا ببينة قاطعة فاذا فقدت البينة فانه لا يعول على سواها من الظنون والتخرصات والاهواء والرغبات بل يكون الانسان مستجنا بجنة الشريعة. لان من حكم حكم. وليس المراد ان يحكم عند الناس ولكنه يحكم عند الله سبحانه وتعالى بسؤاله عن الحكم الذي اجرى به لسانه عن احد بدون بينة واما مع وجود البينة ومقتضيها من الدب عن الدين وبيان ابطال المبطلين ودفع الشبهات والبدع والكفر والنفاق ودعواتها عن المسلمين فذلك من الجهاد في سبيل الله لان من جملة الجهاد في سبيل سبيل الله جهاد الحجة والبيان باللسان. لكن هذا لا يتبينه كل احد. ولهذا فان من قواعد العلم العظيمة ما ذكره الشاطبي في الموافقات وابن رجب في جامع العلوم والحكم ان رد البدع والضلالات والمحدثات موكول الى العلماء الراسخين لماذا لماذا موكول الى العلماء الراسخين نعم لانه لا يتبينها الا هم. فهم الذين يتبينون منزلة البدعة والمحدث والضلالة فهم احق معرفتها واجدر بردها وتخطيهم الى القول فيها من احاد الناشية ودهماء الناس والمبتدئين في طلب العلم جناية على الدين. ومن اسباب الخطأ والغلط في رد البدع والمحدثات حتى وجد قبولا عند الناس ان بعض الناشئة تصدروا للرد عليها دون تبين حقائقها التامة فردوا باطلا ووقعوا في باطل بخلاف العالم الكامل فان العالم الكامل الراسخ يرد الباطل بالحق اما من لم يكن عالما راسخ فانه يقع في رد الباطل بالباطل. وهذا موجود في من تفرس احوال الناس وسمع مقالاتهم في رد بعضهم على بعض ان رد العالم الراسخ يكون ردا للباطل بحق. واما رد من دونه فتجد في فيه ردا للباطل بنوع باطل وربما خالطه حظ النفس. فزاد في النكير لا غيرة على الدين. بل حفظا لحظ نفسه وتعظيما لمقامه. ولهذا فان العاقل الراغب في النجاة ينأى بنفسه عن ذلك ويكله الى اهله لا خوفا من احد. بل خوفا من الله سبحانه وتعالى. لان القيام بهذه الوظيفة لا الا مع رسوخ العلم وطول التجربة. وقد ذكر ابو محمد ابن قتيبة في علل التلقي عن الشباب ان الشيطان اليهم اقرب ونفوسهم الى العجب والكبر والخيانة والخيلاء اقرب من غيرهم فلاجل هذا لا ينبغي ان يستقل بالاخذ عنهم مع ترك الكبار في السن والعلم وانما يستفاد منهم بحسب ما يفيدونه. اما ان يجعلوا بمنزلة اولئك فيصدر عن قولهم ويؤخذ بفتاويهم وقدموا على اولئك فهذا عكس لقاعدة الشريعة. فان قاعدة الشريعة تقديم الاكابر في السن والعلم وردت عليها ادلة كثيرة من القرآن والسنة. وجاء عن ابن عباس رضي الله عنه موقوفا وروي مرفوعا ولا يصح البركة مع اكابركم. فالبركة التي يحصل بها اجتماع القلوب وائتلاف الناس على الحق هو وكل الامر الى العلماء الراسخين. نعم. احسن الله اليكم الحديث الثلاثون عن ابي ثعلبة الخشني جرثوم ابن ناشر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل فرض فرائض فلا تضيع ضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم اشياء فلا تنتهكوها وسكت عن اشياء رحمة لكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها حديث حسن رواه رواه الدارقطني وغيره هذا الحديث اخرجه الدارقطني في السنن. واسناده ضعيف. وفي سياقه تقديم وتأخير عما اورده المصنف هنا. وليس عنده في النسخ التي بايدينا رحمة لكم وانما وسكت عن اشياء من غير نسيان فلا تبحث عنها. وفي الحديث المذكور جماع احكام ام الدين فقد قسمت فيه الاحكام اربعة اقسام مع ذكر ما يجب في كل قسم منها القسم الاول الفرائض. فالقسم الاول الفرائض. والواجب فيها عدم اضاعتها والواجب فيها عدم اضاعتها. والقسم الثاني الحدود. والقسم الثاني الحدود والمراد بها ما اذن الله به ما اذن الله به فيشمل الفرض والنفل والحلال فيشمل الفوضى والنفل والحلال وتسمى المحرمات ايضا حدودا. وتسمى المحرمات ايضا حدودا. لكنها ليست مرادة هنا وانما المراد ما اذن الله به. والواجب في الحدود المأذون بها عدم تعديها والواجب في الحدود المأذون بها عدم تعديها وتعدي حدود الله هو مجاوزة الحد المأذون به فيها. وتعدي حدود الهي هو مجاوزة الحد المأذون به فيها. والقسم الثالث المحرمات والقسم الثالث المحرمات والواجب فيها عدم انتهاكها. والواجب فيها عدم انتهاكها بالكف عن قربانها والانتهاء من اقترافها. بالكف عن قربانها والانتهاء عن اقترافها والقسم الرابع المسكوت عنه والقسم الرابع المسكوت عنه وهو ما لم يذكر حكمه خبرا او طلبا وهو وما لم يذكر حكمه خبرا او طلبا. بل هو مما عفا الله عنه. والواجب فيه عدم البحث عنه. والواجب في المسكوت عنه عدم البحث عنه وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث وسكت عن اشياء فيه اثبات صفة السكوت لله عز وجل لان تقدير الكلام وسكت الله عن اشياء رحمة بكم من غير نسيان فلا تبحث عنها وفي الحديث كما سلف ضعف لكن لكن الحجة في تثبيت هذه الصفة الالهية هو الاجماع الذي نقله ابو العباس ابن تيمية الحفي. وصح في ذلك اثار عن ابن عباس رضي الله عنه وغيره ممن دونه من التابعين وغيرهم. فالعمدة على الاثار مع الاجماع الذي نقله العباس ابن تيمية من ان الله يوصف بالسكوت. فمن الصفات الالهية كصفة الرحمة والقدرة والقوة صفة السكوت لربنا عز وجل. والسكوت له معنيان والسكوت له معنيان. احدهما الانقطاع عن الكلام. الانقطاع عن الكلام والآخر عدم بيان الحكم. والآخر عدم بيان الحكم. والمراد منهما في بمعنى الصفة الالهية هو عدم اظهار الحكم. والمراد منهما في الصفة الالهية هو عدم اظهار الحكم. فمعنى ان الله يسكت اي لا يظهر حكم شيء من كم؟ رحمة بالخلق بل يكون مما عفا الله سبحانه وتعالى عنه. فلا يقال ان الله اسكتوا عن الكلام وانما السكوت عن بيان الحكم واظهاره وابرازه للخلق. والمعاني المتعلقة والمعاني المتعلقة بالصفات تتعدد فمنها ما يكون ثابتا لله ومنها ما يكون ممتنعا عليه فمثلا من الصفات الالهية صفة النسيان والنسيان يقع على معنيين احدهما الترك عن علم وعمد. الترك عن علم وعمد والثاني الذهول عن المعلوم الذهول عن المعلوم والذي هو صفة لله الاول ام الثاني اول دون التاني. فان الله سبحانه وتعالى اذا نسي فانما ينسى عن علم وعمد ان عن علم وعمد كقوله تعالى نسوا الله فنسيهم. وقوله تعالى فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا انا نسيناكم المقصود تركناكم عن علم وعمد فالقول فيها كالقول في صفة السكوت ربنا سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليك الحديث الحادي والثلاثون عن ابي العباس سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله دلني على عمل اذا انا عملته احبني الله احبني الناس. اذا انا عملته احبني الله واحبني الناس. فقال قال ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس. حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره باسانيد باسانيد مائدة حسنة هذا الحديث اخرجه ابن ماجة بسند ضعيف جدا لا يعتمد عليه. وروي من وجوه اخرى لا تثبت فتحسين هذا الحديث بعيد جدا بل هو حديث ضعيف. والزهد في الدنيا شرع عن هو الرغبة عما لا ينفع في الاخرة. هو الرغبة عما لا ينفع في الاخرة. وهذا معنى قول ابي العباس ابن تيمية الحفيد الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة الزهد ترك ما لا ينفع وفي الاخرة ويندرج في هذا الوصف اربعة اشياء ويندرج في هذا الوصف اربعة اشياء احدها المحرمات احدها المحرمات وثانيها المكروهات وثالثها المشتبهات لمن لا يتبينها. المشتبهات لمن لا يتبينها ورابعها فضول المباحات. ورابعها فضول المباحات. وهو ما زاد عن حاجة العبد من مباح فالزهد يقع في هذه الاصول الاربعة. فكل فرد يرجع اليها فهو مما يقع الزهد فيه ويعلم منه حينئذ ان تناول المباح في اصله لا يكون قادحا في الزهد. فان الانسان اذا اكل او شرب او لبس او ركب ما شاء من مباح يناسب حاله فان ذلك لا يكون قادحا في زهده وانما يكون القدح فيما كان من فضول المباح وهو الزائد عن قدر الحاجة وعليه يرد الذم والقدح في الزهد في حق من توسع في المباحات. فاصل اصابة المباحات لا يقدح بالزهد وانما الذي يقدح بالزهد هو التوسع فيها حتى يقع العبد في فضولها اي شذورها الزائدة عن قدر حاجة الانسان فيما يناسب حاله. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة الزهد فيما عند الناس وهي وهو من جملة الزهد في الدنيا. فان من الزهد في الدنيا الزهد فيما عند الناس. فمن زهد اذا فيما عند الناس فانه زاهد في الدنيا وانما افرد النبي صلى الله عليه وسلم الزهد فيما في ايدي الناس بالذكر بالنظر الى الثمرة الناشئة منه. فان الانسان اذا زهد فيما في ايدي الناس احبه الناس فلاجل اختصاص ذلك بهذا الاثر المحمود افرده النبي صلى الله عليه وسلم بالذكر فان الزهد دائرة كبيرة من جملتها زهد العبد فيما في ايدي الناس فهو زهد يدخل في تلك كالدائرة الكبرى لكن خص بالذكر منها لما اخبر عنه صلى الله عليه وسلم من الاثر الناشئ عنه ان من زهد فيما في ايدي الناس احبه الناس. نعم احسن الله اليكم الحديث الثاني والثلاثون عن ابي سعيد سعد ابن مالك ابن سنان الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار. حديث حسن رواه ابن ماجه والدار قطني وغيرهما مسندا. ورواه مالك في الموطأ مرسلا عن عمرو ليحيى عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فاسقط ابا سعيد وله طرق يقوي بعضها بعضا. هذا الحديث لم ابن ماجة مسندا في سننه من حديث ابي سعيد الخدري. وانما اخرجه هكذا قطني في السنن ولا يثبت موصولا. وانما رواه ابن ماجة في كتاب السنن من حديث ابن عباس رضي الله عنهما باسناد ضعيف جدا. فالحديث عند ابن ما جه لكن لا من رواية ابي سعيد الخدري بل من رواية ابن عباس رضي الله عنهما وروي هذا الحديث عن جماعة من الصحابة لا تسلم احاد طرقه من الضعف. لكن مجموعها يحدث له قوة كما قال المصنف وله طرق يقوي بعضها بعضا. فالحديث حسن طرقه متابعات وشواهد. وفي الحديث المذكور نفي امرين. احدهما ضرروا قبل وقوعه الضرر قبل وقوعه. فيدفع بالحيلولة دونه. فيدفع بالحيلولة دونه والاخر الضرر بعد وقوعه. فيرفع بازالته. والاخر الظرر بعد وقوعه فيرفع بازالته فيكون قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار شاملا نوعين يتعلقان بالضرر اما قول الفقهاء الضرر يزال فانه يتعلق بالنوع وهو ضرر وقع يفتقر الى ازالته. فيكون قوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار اكمل من قول الفقهاء الضرر انزال لعموم قوله صلى الله عليه وسلم واختصاص قول الفقهاء واحدة ومن جميل ما اشار اليه ابن السبكي في قواعده ان الاستغناء باللفظ النبوي في القواعد الفقهية اولى. ان الاستغناء باللفظ النبوي في القواعد الفقهية اولى. ولهذا ما هو الى ان القاعدة الكبرى الاولى المشهورة عندهم وهي الامور بمقاصدها معدول عنها مرغوب عن لفظها للاخذ بقوله صلى الله عليه وسلم الاعمال بالنيات فقوله صلى الله عليه وسلم الاعمال اوفى واكمل من قول الفقهاء الامور بمقاصدها فلو عبر عن مرادهم بالخبر النبوي كان اكمل ومنه قولهم في القاعدة الكلية الاخرى الضرر يزال. فان قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار اكملوا من قولهم الضرر يزال. ومن قواعد العلم ما ذكره الشاطبي في الموافقات وابو عبدالله ابن القيم في اخر اعلام للموقعين ان المفتي ينبغي له ان يستغني في الفتوى باللفظ النبوي فلو قدر انه سئل عن شيء صادف لفظا نبويا منقولا عن النبي صلى الله عليه وسلم فالفتوى به اكمل. كأن يسأل الانسان عن حكم التطهر بماء البحر فيجيب بقوله صلى الله عليه وسلم والطهور ماؤه الحل ميتته. فان لفظه الشريف اكمل من لفظ غيره. وهذا امر عام في العلم والدين كله فان خطاب الشرع كله كتابا وسنة اكمل من بلاغة احد او بيان عالم من العلماء فمتى وجدت دلالة القرآن والسنة على حكم ما معبرا عنها بلفظ تتمسك به فان فيه من الكمال والجمال والجلال والوفاء ما لا يكون في كلام سواه. نعم احسن الله اليكم الحديث الثالث والثلاثون عن عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعطى الناس لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال اموال قوم ودماءهم. لكن البينة على المدعي واليمين على من انكر. حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا واصله في في الصحيحين. هذا الحديث اخرجه البيهقي في السنن الكبرى. وهو بهذا اللفظ غير محفوظ بل هو حديث ضعيف. وانما يثبت بلفظه في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال واموالهم ولكن ان البينة على المدعى عليه متفق عليه واللفظ لمسلم. والبينة الدعوة اسم لما ينسبه الانسان الى نفسه من الحق. والدعوى اسم لما ينسبه انسان لنفسه من الحق على غيره فقول الانسان مثلا لي على فلان الف ريال يسمى دعوى. والبينة اسم لما يبين به الحق ويظهر اسم لما يبين به الحق ويظهر كالشهادة واليمين انهما جميعا يشملهما اسم البينة لان الحق يبين ويظهر بهما والمدعي هو مبتدئ بالدعوة والمدعي هو المبتدئ بالدعوة المطالب بها. هو المبتدأ بالدعوة المطالب بها وضابطه عند الفقهاء انه من اذا سكت ترك. وضابطه عند الفقهاء انه من اذا سكت ترك لانه صاحب المطالبة بالحق فاذا سكت عنه فانه يترك والمدعى عليه هو من وقعت عليه الدعوى. والمدعى عليه هو من وقعت عليه الدعوى وضابطه عند الفقهاء انه من اذا سكت لم يترك. وضابطه عند الفقهاء انه من اذا لا يترك لانه المطالب بمضمن الدعوى. وقوله صلى الله عليه وسلم واليمين على من انكر اي من انكر دعوى المدعي فعليه اليمين. اي القسم. ومقتضى هذا الحديث ان البينة على المدعي وان اليمين على المدعى عليه مطلقا ومقتضاها هذا الحديث ان البينة على المدعي وان اليمين على المدعى عليه مطلقا. وليس الامر كذلك بل لو صح الحديث فهو من العام المخصوص فانه ينظر الى قرائن الاحوال التي تحتف بالقضايا فربما جعلت اليمين في جانب هذا دون هذا كما يعرف بدلائله وبسطه من باب الدعاوى والبينات في كتاب القضاء فهو امر اغلبي لكنه لا يضطرب بل ربما جعلت اليمين على المدعي تارة في قضية وربما جعلت على المدعى عليه في قضية اخرى بحسب ما يلوح للقاضي من قرائن الاحوال. نعم احسن الله اليكم. الحديث الرابع والثلاثون عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ. وهو متضمن الامر بتغيير المنكر والامر يفيد الوجوب. فانكار المنكر بتغييره واجب والمنكر اسم جامع لكل ما انكره الشرع اسم جامع لكل ما انكره الشرع بالنهي عنه نهي تحريم اسم جامع لكل ما انكره الشرع بالنهي عنه نهي تحريم. فالمنكرات تختص فالمنكرات تختص بالمحرمات واضح؟ المنكرات تختص بالمحرمات فلو وجد فعل مكروه فانه لا ينكر. لماذا لان المنكر في الشرع مخصوص بالمحرم وما لم يكن كذلك فانه ليس مما يندرج في اسم المحرم وذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان تغيير المنكر المأمور به له ثلاث مراتب فالمرتبة الاولى تغيير المنكر باليد والمرتبة الثانية تغيير المنكر باللسان. والمرتبة الثالثة تغيير المنكر بالقلب والمرتبتان الاوليان شرط لهما وجود الاستطاعة. فاذا فقدت الاستطاعة سقطت المطالبة بهما فمن لم يستطع ان ينكر بيده او بلسانه سقط الاثم عنه لعدم القدرة على ما امر به. فالله يقول فاتقوا الله ما استطعتم. واما المرتبة الثالثة فهي لا تسقط بحال لماذا المرتبة الثالثة لا تسقط بحال لوجود القدرة عليها عند الخلق كافة لوجود القدرة عليها عند الخلق كافة ممن يطالب بالاحكام الشرعية. اما المجنون الذي لا عقل له فانه لا يطالب بالاحكام الشرعية. وانما المراد العبد خاطبوا بالاحكام الشرعية فمتى كان مطالبا بها فان له قدرة على انكار المنكر بتغييره بالقلب وتغيير المنكر بالقلب يكون بكراهة العبد له وبغضه وبغضه اياه وتغيير المنكر للقلب يكون بكراهة العبد له وبغضه اياه. فاذا اشتمل القلب على بغظ المنكر وكراهته والنفور منه وقع التغيير بالقلب اما ان فقد هذا فقد فقد التغيير بالقلب وهل يلزم ظهور اثر ظهور اثر ذلك على الوجه من التمعر والتغير و تقليب الوجه او اظهار اللسان؟ الجواب لا يجب ذلك لان هذه اثار تابعة لما في القلب وقد تظهر وقد لا تظهر واضح؟ الاصل ان يكون في القلب كراهة لذلك المنكر ونفور منه. واما ان يقلب الانسان وجهه او ان يقصب جبينه فليس لازما. وهذه امور قد تهجم على الانسان في قلبه فتظهر على وجهه وقد لا تكون كذلك فلا يلزم عدم وجود تغيير المنكر بل يكون وجوده بكراهة المنكر في قلبه وبغض منه ونفوره عنه فاذا وجد هذا المعنى كان العبد منكرا المنكر مغيرا له بقلبه كما امر النبي صلى الله عليه وسلم ووجوب انكار المنكر مشروط في هذا الحديث بشرط وهو رؤيته لقوله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فلا يتناول كل اجر احد وانما يتناول من رآه. والمراد بالرؤية هنا الرؤية البصرية ام الرؤية العلمية يعني من رأى ببصره او من علم انه يوجد منكر؟ الجواب بعينه لماذا كيف عرفت انه بعيني الحديث ما فيه العين نعم لا في الحديث انظر في الحديث واخبرنا خبره ها احسنت لان رأى المذكورة في الحديث نصبت مفعولا واحدا وهذه هي رأى البصرية عند النحاة لو كانت رأى العلمية التي بمعنى العلم فانها تتطلب مفعولين فتنصبهما وليس في هذا الحديث الا مفعول واحد وهو منكرا. فيكون معنى الحديث من رأى بعينه منكرا فانه انه ينكره فيتناوله الخطاب اذا رآه والمقصود بذلك عموم الخلق اما من ولي اولئك الحسبة ممن اناط به ولي الامر انكار للمنكر فانه اذا بلغه ذلك باي وسيلة من وسائل البلاغ لزمه ان يقوم بذلك الانكار لانه حق الولاية التي تولاها. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الخامس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه من قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. التقوى ها هنا يشير الى صدره ثلاث مرات بحسب امرء من الشر ان يحقر اخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم في الصحيح دون قوله ولا يكذبه فانها غير واردة في روايته جزم بذلك جماعة من اهل العلم. فليست هي من اختلاف النسخ بل غلط ممن ادخل هذه اللفظة الواردة في بعض طرق الحديث فجعلها من رواية لمن رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا نهي عن التحاسد وحقيقة الحسد كراهية العبد وصول النعمة الى غيره. كراهية العبد اصول النعمة الى غيره سواء اقترن بذلك محبة زوالها عنه ام لم يقترن بذلك فمتى وجدت رؤية وصول النعمة الى احد من الخلق فقد وجدت حقيقة الحسد. وقوله صلى الله عليه وسلم ولا شو نهي عن النج والنزج في كلام العرب اثارة الشيء بمكر وخداعة. اثارة الشيء بمكن وخداع. فكل ما رجع الى هذا المعنى فانه منهي عنه. وصورة البيع المعروفة ببيع النج. وهو وهي ان يزيد بالسلعة من لا يريد شراءها فرد من افراد النجش العام. فالحديث نهي عن التوصل الى طالب بالمكر والحيلة نهي عن التوصل الى المطالب بالمكر والحيلة. وقوله صلى الله عليه سلم ولا تباغضوا نهي عن البغض. والبغض المنهي عنه هو ما عدم فيه المسوغ الشرعي اي هو ما عدم فيه المسوغ الشرعي. اما اذا كان الحامل عليه حكم الشرع فانه يبغض ويكون المبغض من المؤمن حينئذ هو عمله لا اصل دينه فيبغض منه المنكر الذي وقع فيه فيبغضه من هذه الجهة ويحبه من جهة اخرى وهي اصل الايمان اي كونه مسلما صلى الله عليه وسلم ولا تدابروا نهي عن التدابر وهو التقاطع والتهاجر وهو والتقاطع والتهاجر والهجر نوعان والهجر نوعان احدهما هجر لامر دنيوي. فلا يجوز فوق ثلاث احدهما هجر لامر دنيوي فلا يجوز فوق ثلاث. والاخر هجر لامر ديني. هجر لامر ديني فتجوز فيه الزيادة على ثلاثة ايام لحديث الثلاثة الذين خلفوا ان النبي صلى الله عليه وسلم زاد في هجرهم فبلغت مدة هجرهم ببعض الروايات شهرا وفي اخرى اربعين يوما وتقدير المدة التي تتعلق بالهجر الديني مرهونة بمقدار المصلحة والمفسدة. فمتى استدعت المصلحة مدة معينة صير اليها. وان كان تطويل تلك المدة ينشأ منه مفسدة. فان الهجر يقطع لفقدان مصلحته. فان الهجر المأمور به شرعا مع عصاة المؤمنين من الفساق والمبتدعة المقصود به استصلاحهم بكفهم عن شرورهم. فاذا كان الهجر لا يحقق غايته لم يكن مرادا شرعية وقوله صلى الله عليه وسلم وكونوا عباد الله اخوانا جملة تحتمل معنيين احدهما انها انشاء لا تراد به حقيقته من الامر انها انشاء لا تراد به حقيقته من الامر بل هو خبر بل هو خبر ان المؤمنين اذا انتفى بينهم التحاسد والتباغض والتدابر والتناجس فانهم سيكونون عبادا لله اخوانا فيه. والاخر انه انشاء تراد به حقيقته. انها انشاء تراد به حقيقته. اي كونوا عباد الله اخوانا. فهو امر بكل سبب يوصل الى تقوية الاخوة الدينية وتوشيد صلاتها. وكلا المعنيين صحيح. وقوله التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات اي اصل التقوى في القلوب. ومن ثم اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى صدره لان القلب محله الصدر. فاراد النبي صلى الله عليه وسلم الاعلان بان مستقر التقوى من العبد هو القلب. فمتى عمر القلب بالتقوى في اصلها ظهر تلك الاثار على جوارح الانسان. نعم احسن الله اليكم. الحديث الحديث السادس والثلاثون. عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. ومن سلك ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله في من عنده. احسن الله اليكم. وذكره الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. رواه مسلم بهذا اللفظ. هذا الحديث رواه مسلم بهذا اللفظ كما قال المصنف رحمه الله تعالى وقد ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم خمسة اعمال مقرونة بما يترتب عليها من الجزاء. فالعمل الاول تنفيس الكرب عن المؤمنين في الدنيا. تنفيس الكرب عن المؤمنين في الدنيا وجزاؤه ان ينفس الله ان ينفس الله عز وجل عن عامله كربة من كرب يوم القيامة وانما اخر اجره الى يوم القيامة تعظيما له. لان اشد الكرب هي هي يوم القيامة فلما جعل جزاؤه في التنفيس عنه في الكرب مؤخرا الى يوم القيامة دل ذلك على وفور اجره وكثرته والعمل الثاني التيسير على المعسر. اي التوسعة عليه والمسامحة معه اي التوسيع عليه والمسامحة معه. وجزاؤه ان ييسر الله عز وجل على عامله في الدنيا والاخرة والثالث الستر على المسلم. وجزاؤه ان يستر الله عز وجل على عمله في الدنيا والآخرة ومحل الستر على المسلم في حق من لا يعرف بالفسق ولا شهر به فمن لم تعرف بالفسق ولا شهر به فانه متى زل ستر عليه ابتغاء استصلاحه. واما من كان متهتك في الفسق مظهرا له معلنا به مشهرا معالمه رافعا اعلامه فان هذا لا ايستر عليه بل يطلب حسم مادة شره برفع امره الى ولي الامر زجرا له عن غيه والرابع سلوك سلوك طريق يلتمس فيه العلم سلوك طريق يلتمس فيه العلماء ان يسهل الله لعامله طريقا في الجنة. وجزاؤه ان يسهل الله لعامله طريقا في الجنة طريقا الى الجنة. طيب هذا في الدنيا ام في الاخرة ما الجواب نعم ها بالدنيا كيف اي كيف طيب هذا الطريق في الدنيا؟ الجنة ما لها طريق في الاخرة في الدنيا وفي الاخرة تكون هدايته الى الطريق في الدنيا والاخرة معا. فهدايته في الدنيا الى اعمال اهل الجنة. فهدايته في الى اعمال اهل الجنة وهدايته في الاخرة الى مقر الجنة. وهدايته في الاخرة الى الجنة وكفى بذلك شرفا للعلم. فلو لم يكن من شرف العلم وفضله الا ان يكون هاديا للانسان الى طريق يوصل الى الجنة لكفى ذلك له شرفا انه يهدي اصحابه الى اعمال اهل للجنة في الدنيا ثم يهديهم في الاخرة الى الصراط المستقيم الذي يوصل اليها. وانظروا الى ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من وقوع هذا العمل. فذكره صلى الله عليه وسلم باسم الالتماس فقال فلم يقل من طلب علما وانما قال من التمس لماذا ومن سلك بل قال ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ما قال يطلب فيه علما ما الجواب نعم نعم كيف ولو ما حصل اي احسنت بس كيف الدلالة من اللفظ كيف الدلالة من اللفظ؟ ها عبد القادر قيل لماذا اختار التعبير بالالتماس ها يا يوسف ها ايش الرجل اذا كان كفيفا غير بصير فابتغى شيئا سمي ذلك التماسا فاراد النبي صلى الله عليه وسلم الانباه الى ان اقل جهد يبذله العبد في ابتغاء العلم ولو كان بمنزلة التماس في حق الكفيف فانه يوصل العبد الى طريق في الجنة. ولهذا قال بعض السلف هل من طالب علم من فيعان عليه هل من طالب علم؟ فيعان عليه اي ان المرء اذا ابدى من نفسه قدرا يسيرا من ابتغاء العلم صادقا في ذلك فان الله عز وجل يوفقه ويسدده الى الخير. ولو لم يبلغ مناه منه في دنيا ولكن الله عز وجل يجعله ممن يوصله التماسه وابتغائه الى الجنة. وقد رأيت جمال من كبار السن ممن يسميهم الناشئة العوام. صاحبوا بعض اهل العلم اكثر من مدة عشرين سنة. فكانوا في مجالسهم يسمعون فتواهم وعلمهم وليس معهم كتاب ولكن هذا منتهى مقادير فهو وجهودهم فهم بذلك ممن يندرج في هذا الحديث بانهم ممن يلتمسوا العلم فاذا التمس الانسان ببذل جهد يسير في العلم فان الله عز وجل يرزقه بذلك جزاء عظيما وهو ان يبلغه طريقا به الى الجنة جعلنا الله واياكم من اهلها. والخامس الاجتماع في بيت من بيوت الله. والعمل خامس الاجتماع في بيت من بيوت الله وهي المساجد على تلاوة كتاب الله وتدارسه وجزاؤه نزول السكينة وغشيان الرحمة وحف الملائكة وذكر الله عز وجل المجتمعين في من عنده ثم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في اثناء ذلك بالامر الجامع للعمل والجزاء فقال والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. فالجامع للعمل ان يكون العبد في عون اخوانه من المسلمين. والجامع للجزاء ان الله عز وجل سيكون في عونه. ثم ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث بقوله ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه تنبيها الى مقام العمل وان المرء اذا فاته العمل فانه لا ينال حظوة ولا علوا لما كان له من نسب وانما يكرم المرء عند ربه بعمله لا بنسبه. فان النسب المجرد من الاعمال الصالحة لا ينفع اهله شيئا. نعم احسن الله اليكم. الحديث السابع والثلاثون. عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم بينها ثم بين ذلك ومن هم بحسنة فلم فمن هم فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة. وان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبع مئة كتبها الله عنده حسنة جامدة. احسن الله اليك. كتبها الله عنده حسنة كاملة. وان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشرة عشر حسنات الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة. وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة رواه البخاري ومسلم في صحيحهما بهذه الحروف فانظر يا اخي وفقنا الله واياك الى تعظيم لطف الله تعالى وتأمل هذه الالفاظ قوله عنده اشارة الى الاعتناء بها وقوله كاملا للتأكيد وشدة الاعتناء بها وقال في السيئة التي هم بها ثم فتركها كتبها الله عنده حسنة كاملة فأكدها بكاملة وان عملها كتبها الله سيئة واحدة فأكد بتقليلها بواحدة اكد تقليلها. احسن الله اليكم. فاكد بتقليد بتقليل بتقليلها تأكد تقليلها. احسن الله اليك. فاكد عندك باء السلام عليكم فاكد فاكد تقليلها بواحدة ولم يؤكدها بكاملة ولله الحمد والمنة سبحانه لا نحصي ثناء عليه وبالله التوفيق. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف. فهو من المتفق عليه في الحديث ان الله كتب الحسنات والسيئات اي قدرا. فكتب على كل عبد حظه من الحسن الحسنات والسيئات وتمتنع الكتابة هنا ان تكون شرعية. لماذا نعم محمد نعم لان الكتابة الشرعية تختص بالحسنات. فان الله لم يطلب من الخلق الا اتيان الحسنات وكتابة السيئات والحسنات قدرا تشمل امرين احدهما كتابة عملهما على الخلق احدهما كتابة عملهما على على الخلق والاخر كتابة جزائهما كتابة جزائهما والمراد في الحديث هو التاني لقول الاول لقوله ثم بين ذلك اي بين الجزاء. فذكر فيه الثواب على الحسنة والسيئة والحسنة اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن اسم لكل ما وعد بالثواب الحسن. وهي كل ما امر الشرع به. وهي كل ما امر الشرع به. فتشمل ايش؟ الفرائض والنوافل فتشمل الفرائض والنوافل والسيئة لكل ما توعد عليه بالثواب السيء اسم لكل ما توعد عليه السيء وهي كل ما نهى عنه الشرع نهي تحريم. وهي كل ما نهى عنه الشرع نهي تحريم فتختص بايش بالمحرمات فتختص بالمحرمات. والعبد بين الحسنة والسيئة لا يخلو من اربعة احوال والعبد بين الحسنة والسيئة لا يخلو من اربعة احوال اخبر الله عنها في هذا الحديث القدسي فالحال الاولى ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها في كتبها الله عنده حسنة كاملة والمراد بالهم هنا هم الخطرات. فاذا ورد على الانسان خطورا في قلبه ان يعمل سنة ثم لم يعملها فان الله عز وجل يتفضل عليه بكتابة حسنة كاملة له على ما وقع في قلبه من اتيان الحسنة وان لم يعملها. وهذا من فضل الله على هذه الامة والحال الثانية ان يهم بالحسنة ثم يعمل بها ان يهم بالحسنة ثم يعمل بها فيكتبها الله عنده عشر حسنات الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة. فيكتبها الله عنده عشر حسنات. الى سبع مئة لضعف الى اضعاف كثيرة. والتضعيف يقع بحسب حسن الاسلام. والتضعيف يقع بحسب فبحسن الاسلام فمن حسن اسلامه وكمل كثر تضعيف العمل له في الجزاء. ومن كان دون ذلك حظي باقل مراتب التظعيف على الحسنة اذا عملت وهي الجزاء بعشر حسنات. والحال الثالثة ان يهم بالسيئة ويعمل بها ان يهم بالسيئة ويعمل بها. جزاك الله خير. ان يهم بالسيئة ويعمل بها فتكتب عليه كم سيئة واحدة؟ فتكتب عليه سيئة واحدة ولا تضعف في ولا تضعفوا في عددها. وربما عرض للسيئة ما يوجب تعظيم قدرها لا تم وربما يعرض للسيئة ما يقع به تظعيف قدرها كيفا لا كما فتكون سيئة واحدة لكنها ربما عظمت لشرف الفاعل او المكان او الزمان لكنها ربما عظمت لشرف الفاعل او الزمان او المكان. فمثلا خطيئة شرب الخرم خطيئة شرب الخمر هي في عددها سيئة واحدة في البلد الحرام وغيره لكن من شرب الخمر في البلد الحرام فقد اقترن بعمله هتك حرمة المكان الفاضل عظموا تلك السيئة كيفا لا كما. فشرب الخمر اعظم جرما واشد حرمة في البلد الحرام من غير والحال الرابعة ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها. وترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين ترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين. اولهما ان يكون الترك لسبب دعا اليه. ان يكون الترك لسبب دعا اليه والاخر ان يكون الترك لغير سبب ان يكون الترك لغير سبب بل تفتر عزيمته عن السيئة وتقعد نفسه عنها. بل تفطو عزيمته عن السيئة وتقعد نفسه عنها فالقسم الاول وهو ترك السيئة لداع دعا الى ذلك له ثلاثة اقسام القسم الاول وهو ترك السيئة لداع دعا اليها له ثلاثة اقسام. احدها ان يكون سبب الترك خشية الله ان يكون سبب الترك خشية الله. فتكتب له حسنة. ان يكون سبب الترك خشية الله فتكتب له حسنة. وثانيها ان يكون سبب الترك مخافة المخلوقين ومراءاتهم ان يكون سبب الترك مخافة المخلوقين ومراءتهم فهذا يعاقب على طلب الرياء والمحمدة من الخلق فهذا يعاقب على طلب والمحمدة من الخلق. وثالثها ان يكون سببه عدم القدرة على السيئة مع الاشتغال باسبابها ان يكون سببه عدم القدرة على السيئة مع الاشتغال بتحسين اسبابها فهذا يعامل كمن عمل فهذا يعاقب كمن عمل فتكتب عليه سيئة فمن ورد على يطلب سرقته ثم ارتقى سوره حتى صار في ساحته ثم ابتغى كسر بابه فلم يتمكن فرجع وخرج منه فانه تكتب عليه سيئة السرقة كمن سرق لانه تشاغل باسبابها او انما حال بينه وبينها عدم القدرة عليها. واما القسم الثاني وهو ترك السيئة بغير سبب دعا الى الترك. واما القسم الثاني وهو ترك السيئة لعدم سبب لعائلة الترك فله قسمان فله قسمان. احدهما ان يكون همه بالسيئة هم خطرات. ان يكون همه بالسيئة هم خطرات. فلن يسكن قلبه اليها ولا اطمئن الى فعلها. بل نفر منها فهذا معفو عنها. فهذا معفو عنه فتخطر المعصية بقلبه ثم يعدل عنها فهذا لا يعاقب عليها بل تكتب له حسنة جزاء تركه بل تكتب له حسنة جزاء تركه لعدم سكون قلبه الى السيئة. وهذا القسم هو المراد في الحديث. وهذا القسم هو في الحديث. والقسم الثاني ان يكون الهم بالسيئة هم عزم. ان يكون الهم هم عزم وهم العزم هو الهم المشتمل على الارادة الجازمة هو الهم المشتمل على الارادة الجازمة المقترنة بالتمكن من الفعل المقترنة تمكن من الفعل. فمتى كان هم العبد بالسيئة هم عزم فانه ترتبوا عليها اثره. فان كان مما يتعلق بالقلب كالعجب والحسد ونحوه فانه تكتب عليه سيئة بذلك اتفاقا. لان محل هذه السيئات هي القلب. فاذا هم بها هم عزم فقد وقع منه اتيانه بهذه المعصية. وان كانت السيئة التي هم بها من اعمال جوارح وقد هم بها هم عزم فانها تكتب عليه سيئة عند جمهور اهل العلم انها تكتب عليه سيئة عند جمهور اهل العلم. وهو اختيار جماعة من المحققين كابي زكريا النووي المصنف صاحب الكتاب وابي العباس ابن تيمية الحفيد رحمهما الله تعالى. وهذه الانواع والاقسام مذكورة دعا الى نظمها بيان الاحكام. فان مما تتبين به الاحكام رعاية الانواع والاقسام. وباب الهم المتعلق بالسيئة والحسنة باب عظيم. ومنه يتولد خير كثير او شر كثير. فمن ان كان جولان قلبه في الهم بالحسنات كتب الله عز وجل له بمجرد الهم خيرا كثيرا. ومن كان جولان قلبه بالسيئات فربما انعقد في قلبه العزم عليها ولو تركها فيكون مأزورا بما وقع في قلبه من العزم على المعصية. ومن اعظم المطالب في اصلاح النفوس دوام حراسة الخواطر بان لا يسترسل الانسان مع الواردات التي وردت عليه. بل يقطع كل خاطر يخطر به لئلا يستقر في قلبه. فان ان الخواطر تتجسس على القلب كما يتجسس عين العدو على المسلمين. فمتى وجد فيهم ثغرة عدا عليهم فكذلك هذه الخواطر الفاسدة تتجسس على القلب. فمتى وجدت فرصة سانحة تمكنت من القلب فاستولت عليه حتى صارت عزمة ثابتة في القلب فان مبادئ الامور خواطر تعتور الانسان فتتكاثر عليه حتى تصير مستولية على قلبه. ولهذا عظم شأن القلب كما في حديث نعمان الذي تقدم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا وان في القلب مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا افسدت؟ فسد الجسد كله وهو وهي القلب. قال ابو هريرة رضي الله عنه القلب ملك البدن والاعضاء جنوده. فاذا صلح الملك صلح جنوده واذا فسد الملك فسد ذات جنوده القلب ملك البدن والاعضاء جنوده فاذا صلح الملك صلحت جنوده اذا فسد الملك سادت جنوده. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثامن والثلاثون. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب. وما تقرب اليه عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني لاعطينه. ولئن استعاذني لاعيذنه. رواه البخاري. هذا الحديث اخرجه البخاري بهذا اللفظ وزاد في اخره وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموتى واكره مساءته. وفي هذا الحديث بيان عظم جناية معاداة اولياءه لله وانها تؤذن صاحبها بحرب من الله. وولي الله هو المؤمن التقي وولي الله هو المؤمن التقي. قال الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. فمتى وجدت التقوى والايمان وجد اصل الولاية والناس متفاوتون في ذلك. وهذه هي حقيقة الولي شرعا. اما الحقيقة الاصطلاحية عند علماء الاعتقاد فانهم يقولون الولي كل مؤمن تقي غير نبي. كل مؤمن تقي كل مؤمن تقي غير نبي وانما قيدوا العرف الاصطلاحي بذلك ليخرجوا انبياء عن مسمى الاولياء فانهم يريدون كثيرا من المسائل التي تتعلق بالنبوة والولاية. فيقولون الانبياء والاولياء فجعلوا في عرفهم الاصطلاحي فجعلوا في عرفهم الاصطلاحي اسما لمعنى للولي قيدوه بكونه غير نبي واما في العرف الشرعي فان الولي يشمل النبي ومن دونه. ومعاداة الله ثلاثة انواع ومعاداة اولياء الله ثلاثة انواع احدها معاداته لاجل الدين احدها معاداته لاجل الدين وثانيها معاداته لاجل الدنيا. مع ظلمه والتعدي عليه. مع ظلمه والتعدي عليه وثالثها معاداته لاجل الدنيا دون تعد عليه ولا ظلم له دون تعد عليه ولا ظلم له. ومتعلق الحديث هو النوعان الاولان دون التالي فمن عاد وليا من اولياء الله لدينه او عاداه لاجل الدنيا مع ظلمه والبغي عليه معاملته بالجور فانه مؤذن بحرب من الله عز وجل. اما ان عاداه لاجل الدنيا كأن ينازعه في حق له عليه بينة كما ان الولي له عليه بينة يذكرها ولم يظلمه ولا عليه بسب او استهتار بجنابه فهذا لا يكون داخلا في الحديث. وقوله في اخر فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به الى اخره معناه اوفقه فيما يسمع ويبصر ويأخذ ويبطش فلا يقع شيء منه من ذلك الا وفق مراد الله عز وجل فيما يحبه ويرضاه. نعم احسن الله اليكم الحديث التاسع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما. هذا الحديث اخرجه ابن ماجة بلفظ ان الله وضع عن امتي. واخرجه البيهقي ايضا بلفظ قريب من واسناده ضعيف. والرواية في هذا الباب فيها لين بل قال الامام احمد لا يصح في هذا الباب اي شيء وكان العزم الى ابن ماجة كافيا عن العزو الى البيهقي. لان الحديث اذا كان في احد الاصول الستة استغني بالعزو اليه عما سواه من الاصول المسندة كالبيهقي وغيره. وفي الحديث بيان من فضل الله على هذه الامة بوضع المؤاخذة عنها في ثلاثة امور. احدها الخطأ والمراد به هنا وقوع الشيء من العبد على وجه غير مراد له. وقوع الشيء من العبد على وجه غير مراد له فلم يقصده في فعله وثانيها النسيان وهو ذهول القلب عن معلوم متقرر فيه. النسيان وهو ذهول القلب عن معلوم متقرر فيه وثالثها الاكراه وهو ارغام العبد على ما لا يريد. وهو ارغام العبد على ما لا يريد. ومعنى الوضع في وقوع الاثم مع وجودها. والمراد بالوضع نفي وقوع الاثم مع وجودها. فلا اثم على مخطئ ولا ناس ولا مكره بل ذلك مما رفعه الله عز وجل عنا رحمة بنا. نعم احسن الله اليكم الحديث الاربعون عن ابن عمر رضي الله عنهما قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي قال كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول اذا اذا امسيت فلا تنتظر الصباح اذا اصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. رواه البخاري. هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه وانفرد به عن مسلم. وفيه الارشاد النبوي الى الحال التي ينبغي ان يكون عليها العبد في الدنيا فيتحقق بها صلاحه. فصلاح العبد في الدنيا يكون بانزال نفسه احدى منزلتين وصلاح العبد في الدنيا يكون بانزال نفسه احدى منزلتين. فالمنزلة الاولى منزلة الغريب. المنزلة الاولى منزلة الغريب. وهو المقيم في غير بلده. وهو اقيموا في غير بلده ممن توطن بلدا نازلا فيها ونفسه طامحة الى مفارقتها والعود الى بلده. فقيامه بتلك البلدة قليل وركونه الى اهلها ضعيف. والمرتبة الثانية او المنزلة الثانية منزلة عابد السبيل. وهو المسافر الذي يدخل بلدا فلا ينوي اقامة فيها ولو قلت بل عزمه منعقد على الخروج منها واتخاذها ممرا في سفره. فهو اقل تعلقا بها من الغريب لان مكته بها قليل وليست له رغبة في الاقامة بها. فمن رام اصلاح نفسه في الدنيا نفسه منها منزلة الغريب او عابر السبيل. والمنزلة الثانية اكمل من الاولى. والمنزلة الثانية اكمل من الاولى لان الدنيا دار ممر فيناسبها العبور دون البقاء فيها بالاقامة ولو كانت اقامة قليلة. نعم احسن الله اليكم الحديث الحادي والاربعون عن ابي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. حديث حسن صحيح. رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح هذا الحديث عزاه المصنف الى كتاب الحجة واسمه الحجة على تارك المحجة الحجة على تارك المحجة لابي الفتح نصر ابن ابراهيم المقدسي الحافظ وهو كتاب لم يظفر به بعد من لم يظفر به بعد وانما يوجد له مختصر مجرد من الاسانيد واخرج الحديث من هو اشهر منه كابن ابي عاصم في كتاب السنة والبغوي في شرح السنة واسناده ضعيف. وتصحيح هذا الحديث وجوه بعيد من وجوه حكاها ابو الفرج ابن في كتاب جامع العلوم والحكم وهو وان كان ضعيفا رواية فلا ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الجزم به الا ان معناه صحيح فان اصول الشرع ومقاصده يدل عليه والهوى له معنيان والهوى له معنيان احدهما الميل المجرد احدهما الميل المجرد والاخر الميل الى خلاف الحق والاخر الميل الى خلاف الحق والثاني هو المراد شرعا. والثاني هو المراد شرعا. فلا يكاد يذكر الهوى لا على وجه الذنب له فلا يكاد يذكر الهوى الا على وجه الذم له وعند الللكاء وغيره بسند صحيح ان رجلا قال لابن عباس الحمد لله الذي جعل هواه انا على هواكم فقال ابن عباس كل هوى ضلال. كل هوى ضلال. فيكاد ان يكون الهوى اذا ذكر في الشرع على وجه الذم له واطراحه. والمراد به في هذا الحديث هو المعنى الاول وهو مجرد الميل والمراد به في هذا الحديث هو المعنى الاول اي مجرد الميل فلا يؤمن العبد حتى يكون ميله كما تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الدين له مرتبتان الاولى ما لا يصح اسلام العبد الا به. ما لا يصح اسلام العبد الا به والثاني ما يصح اسلام العبد دونه. والثاني ما يصح اسلام العبد دون فما كان من الاول فالميل اليه يتعلق باصل الايمان. فما كان من الاول فالميل اليه يتعلق وباصل الايمان والميل عنه ينتقض به ذلك الاصل. والميل عنه ينتقض به ذلك الاصل. وما كان من الثاني فالميل اليه من كمال الايمان. فالميل اليه من كمال الايمان. والميل عنه مما ينقص الايمان ولا ينقضه. والميل عنه مما ينقص الايمان ولا ينقضه فمثلا لو ان احدا لم تكن له رغبة في الشهادتين بل كان مائلا عنها غير مقر بها مع انتسابه الى الاسلام. فهذا انتسابه الى الاسلام انتساب كاذب فانتسابه الى الاسلام انتساب كاذب وليس بمسلم. مثال اخر من كان له ميل عن القيام لاداء صلاة الفجر عند اشتداد البرد. فهو يكره ان يقوم الى اداء صلاة الفجر في وقت البرد فهذا الميل الموجود في قلبه يعود على دينه بالنقض ام بالنقص؟ يعود على دينه بالنقص لانه لا يكره كونها دينا لا يكره كونها دينا وانما لا يوافق رغبة نفسه في الخروج الى الصلاة في مثل هذا الوقت. نعم احسن الله اليكم الحديث الحادي والاربعون الحديث الثاني والاربعون عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان ثم ثم استغفرتني غفرت لك ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني الى تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. هذا الحديث اخرجه الترمذي في جامعه ولا يخلو اسناده من كلام الا انه يروى من عدة طرق يتحصل بمجموعها ما كون الحديث حسنا فهو من جملة الاحاديث الحسان. ولفظه في النسخ التي بايدينا من جامع الترمذي على ما كان فيك عوض قوله هنا على ما كان منك. وهذا الحديث مشتمل على ذكر ثلاث اسباب تحصل بها المغفرة. فاولها الدعاء المقترن بالرجاء. الدعاء المقترن بالرجاء وقرن الدعاء بالرجاء للاعلام بان الداعي حاضر القلب للاعلام بان الداعي حاضر القلب مقبل على الله. فهو لا يدعو بقلب لاه ساه فليدعوا الله بقلب حاضر مدرع برجائه سبحانه وتعالى. وثانيها الاستغفار. وثانيها الاستغفار وهو طلب المغفرة في قول العبد اللهم اغفر لي او استغفر الله وما كان في معناهما. وثالثها وثالثها وتوحيد الله وثالثها توحيد الله واشير اليه بعدم الشرك في قوله لا تشرك بي شيئا في قوله لا تشركوا بي شيئا لان غاية التوحيد نفي الشرك. لان غاية التوحيد نفي الشرك وابطاله واخر ذكره مع جلالة قدره لعظم اثره في محو الذنوب فاعظم الاعمال اثرا في محو الذنوب هو توحيد الله عز وجل. ولذلك قال الله في الحديث يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقراب وبها مغفرة والقراب بضم القاف وتكسر هو الملء هو الملء فلو اتى العبد يرجو ربه بملء الارض خطيئة ثم لقيه لا يشرك به شيئا اتاه الله عز وجل بملئها مغفرة نعم. احسن الله اليكم. خاتمة الكتاب. هذا اخر ما قصدته من بيان الاحاديث التي جمعت قواعد الاسلام تضمنت ما لا يحصى من انواع العلوم في الاصول والفروع والاداب وسائر وجوه الاحكام وهانا اذكر بابا مختصرا جدا في ضبط خفي الفاظها مرتبة لئلا يغلط في شيء منها وليستغني بها حافظها عن مراجعة غيره في ضابطها ثم اشرع في شرحها ان شاء الله تعالى في كتاب مستقل. وارجو من فضل الله تعالى ان يوفقني فيه فيه لبيان مهم من اللطائف وجمل من وجمل من الفوائد والمعارف ولا يستغني مسلم عن معرفة مثلها. ويظهر لمطالعها جزالة هذه احاديث وعظم فضلها وما اشتملت عليه من النفائس التي ذكرتها والمهمات التي وصفتها ويعلم بها ويعلم بها الحكمة من اختيار هذه الاحاديث الاربعين وانها حقيقة بذلك عند الناظرين. وانما افردت هذا الجزء ليسهل حفظ وانما افرظتها عن هذا الجزء. وانما افردتها عن هذا الجزء ليسهل حفظ الجزء بانفراد. ثم من اراد ظم الشرح فليفعل ولله عليه المنة بذلك. اذ يقف على نفائس اللطائف المستنبطة من كلام من قال الله في حقه لا وان هو الا وحي يوحى. ولله الحمد اولا واخرا وباطنا وظاهرا. لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من ذكر الاحاديث الجامعة قواعد الاسلام اشار الى انتهاء مقصوده من عدها فيما ثم بين انه يعقد بابا مختصرا في ضبط خفي الفاظها اي الغامض من الفاظها المفتقر الى الافصاح عن ضبطه. وبين المصنف رحمه الله تعالى ان منفعة ذلك تكون في شيئين وبين ان منفعة ذلك تكون في شيئين احدهما منع الغلط في قراءتها منع الغلط في قراءتها كما قال لئلا يغلط في شيء منها وثانيها حصول الاستغناء بما ذكر من الضغوط في هذا الباب اصول الاستغناء بما ذكر من الضبوط في هذا الباب فلا يحتاج معه مطالع الكتاب الى غيره. ثم وعد رحمه الله تعالى ان يفرد هذه الاحاديث بالشرح وهل وفى بوعده؟ ام اقتربته المنية شابا ولم يف بوعده ما الجواب يا اخي ايش له شرح اين هذا الشرع موجود في كتاب ماشي لم يشرحها ذكر ذلك ابن العطار عنه في شرحه. ابن عطار من هدى تلميذه احسنت مات المصنف رحمه الله تعالى ولم يشرح هذه الاربعين. ذكر هذا تلميذه المختص به. المسمى بالنووي الصغير المختصر النووي وهو ابن العطار رحمه الله تعالى في مقدمة شرحه عن الاربعين فانه شرح اربعين شيخه و الاربعين نسخة نفيسة مقروءة على ابن العطار تنشر قريبا بخط ابن العطار باذن الله تعالى وهي انفس بعد نسخة دمشقية في مكتبة خاصة عليها خط النووي وهي مقروءة عليه لكنها حبيسة مكتبة خاصة لا يمكن اهلها طلاب العلم من الظفر بنسخة منها ولو مصورة فرج الله عنها وردها الى من هم احق بها من اهلها فهذا الكتاب مات المصنف ولم يشرحه. اما الموجود بايدي الناس الذي يذكره اخونا فهذا مما ينسب اليه ولا يصح فنسبته الى النووي غير صحيحة. نعم احسن الله اليكم باب الاشارات الى ضبط الالفاظ المشكلات. هذا الباب ان ترجمته بالمشكلات فقد انبه فيه على الفاظ من الواضحات في الخطبة نظر الله امرأ روي بتشديد الضاد وتخفيفها والتشديد اكثر ومعناه حسنه وجمله الحديث الاول امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو اول من سمي امير هو اول من سمي امير المؤمنين. قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات المراد لا تحسب الاعمال الشرعية الا بنية الا بالنية. قوله صلى الله عليه وسلم الهجرة الى الله ورسوله معناه مقبولة. قوله رحمه الله معناه مقبولة. المعهود في خطاب الشرع متقبلة لا مقبولة. فان التقبل اعظم من القبول. فالتقبل يتضمن محبة العامل والرضا عنه مع صحة عمله. اما القبول فانما يتضمن صحة العمل ووقوع الاجزاء به ولهذا لم يدعوا الانبياء بالقبول وانما دعوا بايش بالتقبل فكانوا يقولون ربنا تقبل منا كما في دعاء الابوين ابراهيم واسماعيل في اوائل سورة البقرة دعاء باقي الانبياء فالاكمل في الدعاء ان يدعو الانسان فيقول اللهم تقبل منا وقوله اللهم اقبل منا فيه نقص لانه لا يتضمن الا الدعاء بصحة العمل ووقوع الاجزاء به. واما التقبل ففيه زيادة على ذلك بطلب محبة الله ورضاه عن العامل الذي عمل له ذلك العمل. نعم احسن الله اليكم. الحديث الثاني لا يرى عليه اثر السفر هو بضم الياء من يرى قوله تؤمن بالقدر خيره وشره معناه تعتقد ان الله قدر الخير والشر قبل خلق الخلق. وان جميع الكائنات بقضاء الله تعالى وقدره وهو مريد لها. هذا الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى هو بعض الايمان بالقدر. والمختار ان ذلك يرجع الى حقيقة الايمان بالقدر شرعا فالايمان بالقدر شرعا هو علم الله بالوقائع هو علم الله بالوقائع وكتابته لها. علم الله بالوقائع وكتابته لها. ومشيئته خلقه اياها ومشيئته وخلقه اياها. فهذا هو الوعاء الجامع للايمان بالقدر وما ذكره المصنف هو بعض ذلك. نعم احسن الله اليكم قوله فاخبرني عن امارتها هو بضم الهمزة اي علامتها هو احسن الله اليك هو بفتح الهمزة اي علامتها ويقال امار بلا هاء لغتان لكن الرواية بالهاء قوله تلد الامل. قوله رحمه الله ويقال انار بلا هاء اللغتان. اي لغة اخرى في الامارة. لكن الرواية الهاء ومعنى لكن الرواية بالهاء يعني ان الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو باللغة الاولى الامارة والتنبيه الى مثل هذه الانحاء من ظمائن العلم. فان ظبط الحديث النبوي ربما فقد. فالمعول عليه في فقده عند فقده هو اللسان العربي. فمثلا ما تقدم عندنا من قوله ذروة هي بكسر وضم وفتح عند نقلة اللغة مع وهن اللغة الثالثة فيجوز ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم قالها باحدها ذلك ان يكون بالافصح وهو الكسر ثم ما دونه. لكن لم يتعين شيء منهما من جهة الرواية فعند ذلك يذكر الوجه اللغوي المحتمل وربما ورد الانباه في كلام اهل العلم الى ما وقع رواية مع عما تعدد جوازه في اللغة فيكون الجائز في اللغة عدة لغات. ويكون الذي وقع في الرواية واحد منها وهناك شرح نفيس على الاربعين النووية اعتنى بهذا ببيان ما هو واقع الرواية في احاديث الاربعين وهو شرح الاربعين النووية للجردان الدمياطي. المتوفى سنة ثلاثين بعد الثلاث مئة والالف تقريبا فهو من علماء القرد السابق وكتابه مع وجزاته فيه اشارة الى كثير من هذه المعاني التي ذكرتها لكم فيما يتعلق بظبط المنقول رواية نعم. احسن الله اليكم قوله تلد الامة ربتها اي سيدتها ومعنى ان ومعنىه ان ومعناه ان تكثر السراري حتى تلد الامة السرية بنتا لسيدها. وبنت السيد في معنى السيد وقيل وقيل يكثر بيع السراري حتى تشتري المرأة امها وتستعبدها جاهلة بانها امها وقيل غير ذلك وقد اوضحته فيه وقد اوضحته في في شرح صحيح مسلم مسلم بدلائله وجميع طرقه قوله العالة اي الفقراء ومعناه ان اسافل الناس يصيرون اهل ثروة ظاهرة قوله لبثت مليا هو بتشديد الياء اي زمنا كثيرا وكان ذلك ثلاثة. هكذا جاء مبينا في رواية ابي داوود والترمذي وغيرهما غيرهما يعني مثل النسائي وابن ماجة لاننا قلنا ان هذه الرواية عند اصحاب السنن جميعا ووقعت عندهم ثلاثة ثلاثة ليال ام ثلاثة ايام ثلاثة ليال برواية ابي عوانة في مستخرجه ففيها التصريح بكونها ليال لا ايام نعم احسن الله اليكم. الحديث الخامس قوله من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. اي مردود كخلق بمعنى مخلوق بمعنى المخلوق الحديث السادس قوله فقد استبرأ لدينه وعرضه اي صان دينه وحمى عرضه من وقوع الناس فيه قوله يوشك هو بضم الياء وكسر الشين اي يسرع اي يسرع يسرع يسرع ويقرب. قوله حمى الله رحم الله حمى الله محارمه. معناه الذي حماه الله تعالى ومنع دخوله وهو الاشياء التي حرمها الحديث السابع قوله عن ابي رقية هو بضم الراء وفتح القاف وتشديد الياء قوله الداري منسوبا منسوبا كن الى جد له اسمه الدار وقيل الى موضع يقال له يا رين. ويقال فيه ايضا الديري نسبة الى كان كان يتعبد فيه. وقد بسطت القول في في ايضاحه في اول شرح صحيح مسلم قوله رحمه الله وقيل الى موضع يقال له دارين ذكر ابن طاهر في الانساب في الانساب عن ابي المظفر النسابة ان ذلك وهم فاحش. فلا تصح نسبته الى ذلك الموضع قوله ويقال له الديري نسبة الى دين كان يتعبد فيه يوهم هذا الاطلاق انه كان يتعبد فيه بعد وليس كذلك فان تدير الصوامع قلل الجبال وكهوفها على الناس عن الناس ليس من شريعة الاسلام. وانما كان هذا من تميم رضي الله عنه قبل الاسلام فانه كان نصرانيا. فلا بد من تقييده بانه نسبة الى دين كان يتعبد فيه قبل الاسلام وبه قيده المصنف نفسه في كتاب تهذيب الاسماء واللغات وكتاب منهاج في شرح صحيح مسلم ابن الحجاج. نعم احسن الله اليكم. الحديث التاسع قوله واختلافهم هو بضم الفاء لا بكسرها. الحديث العاشر قوله بالحرام هو بضم الغين وكسر الذال المعجمة المخففة الحديث الحادي عشر قوله وغذي بالحرام بضم الغين وكسر الدال المعجمة المخففة ذكر الجرداني في شرح الاربعين نقلا عن المصابيح انه جاء فيه التشديد ايضا. فيقال غذي وغذي لكن ان المشهور رواية هو التخفيف. نعم احسن الله اليكم. الحديث الحادي عشر قوله دع ما يريبك الى ما لا يريبك بفتح الياء وضمها لغتان والفتح افصح ومعناه اترك ما شككت فيه واعد الى ما لا تشك فيه ما ذكره رحمه الله من تفسير الريب بالشك فيه نظر كما تقدم بل الريب هو ايش ايه قلق النفس واضطرابها فهو شك وزيادة. فهو شك وزيادة. ذكره جماعة من المحققين كالزمخشري وابي العباس ابن تيمية ابي عبد الله ابن القيم وابي الفرج ابن رجب. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثاني عشر قوله يعني بفتح اوله الحديث الرابع عشر قوله الثيب الزاني معناه المحصن اذا زنا وللاحصان شروط معروفة في كتب الفقه الحديث الخامس عشر قوله او ليصمت بضم الميم قوله رحمه الله او ليصمت بضم الميم وسمع فكسرها ايضا وهو القياس. فيصح هذا وذاك. نعم احسن الله اليكم الحديث السابع عشر القتلة والذبحة بكسر اولهما وقوله وليحده وبضم الياء وكسرها والحاء وكسر الحائل وتجديد الدار يقال احد السكين وحدها واستحدها بمعنى الحديث الثامن عشر جندب بضم الجيم وضم الدال وفتحها وجناد بضم الجيم الحديث التاسع عشر تجاهك بضم التاء وفتح الهاء اي امامك كما في كما كما في الرواية الاخرى. ذكر صاحب والقى موسي وغيره ان هذه الكلمة تجاه تجيء مثلثة التاء. فيقال تجاه وتجاه وتجاه لكن الضم اشهر لغاته الثلاث. نعم احسن الله اليكم تعرف الى الله في الرخاء يعرف يتعرف الى الله في الرخاء اي تحبب اليه بلزوم طاعته واجتناب مخالفته الحديث العشرون قوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت معناه اذا اردت فعل شيء فان كان مما لا يستحي من الله ومن الناس في فعله فافعل والا فلا وعلى هذا مدار الاسلام تقدم ان الحديث يجوز ان يكون خبرا ويجوز ان يكون انشاء مفيدا للامر فما ذكره المصنف فيه ضيق وما ذكرناه مما سلف اوسع. نعم احسن الله اليكم. الحديث الحادي الحديث الحادي والعشرون. قل امنت بالله ثم استقم اي استقم كما امرت ممتثلا امر الله تعالى مجتنب النهيه الحديث الثاني الحديث الثالث والعشرون قوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان المراد بالطهور الوضوء معناه ينتهي تضعيفه ثواب تضعيف ثوابه الى نصف اجر الايمان. وقيل الايمان وقيل الايمان يجب ما قبله من الخطايا وكذلك الوضوء ولكن الوضوء تتوقف صحته عن الايمان فصار نصفه. وقيل المراد بالايمان الصلاة والطهور شرط لصحتها فصار كالشرطي وقيل غير ذلك؟ تقدم ان الصحيح ان الطهور يراد به الطهارة الحسية من الوضوء والغسل وما كان بدلا عنهما وهو التيمم. وان المراد بالايمان شرائعه الباقية. فيكون التطهر بمنزلة النصف لها. لان التطهر يطهر ظاهر البدن واتيان بقية خصال الايمان عملا كالصلاة والزكاة والصدقة والبر يطهر باطن الانسان. وقوله رحمه الله تعالى وقيل الايمان يجب ما قبله من الخطايا وكذلك الوضوء فيه نظر للبون الشاسع بين جذب الايمان فيما قبله وجب الوضوء ما قبله. فان الايمان يجب ما قبله ان يهدمه. من كبائر وصغائر. اما الوضوء فانه لا يجب الا الصغائر فقط فان الكبائر في قول جمهور اهل العلم بل نقله ابو عمر ابن للبر اجماعا وكذلك ابن رجب لا تضمحل ولا تنتفي عن العبد الا بتوبة نعم. احسن الله اليكم. قوله صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان اي ثوابها. وسبحان الله والحمد لله تملآن اي لو قدر ثوابهما جسما لملأ لملأ ما بين السماء والارض. وسببه ما اشتملتا عليه من التنزيه والتفويض الله تعالى والصلاة نور اي تمنع من المعاصي وتنهى عن وتنهى عن الفحشاء وتهدي الى الصواب. وقيل يكون ثوابها نورا لصاحبها يوم القيامة وقيل لانها سبب لاستنارة القلب والصدقة برهان اي حجة لصاحبها في اداء حق المال وقيل حجة في ايمان صاحبها لان المنافق لا يفعلها غالبا والصبر ضياء اي الصبر المحبوب هو الصبر على طاعة الله تعالى والبلاء ومكاره الدنيا وعن المعاصي ومعناه لا يزال صاحبه مستضيئا مستمرا على على الصواب كل كل الناس يغدو فبائع نفسه معناه كل انسان يسعى بنفسه فمنهم من يبيع فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته من العذاب ومنهما من يبيعها ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقهما فيوبقها اي يهلكها وقد بسطت وقد بسطت شرح هذا الحديث في اول شرح صحيح مسلم فمن اراد زيادة فليراجعه بالله التوفيق الحديث الرابع الحديث الرابع والعشرون قوله تعالى حرمت الظلم على نفسي اي تقدست عنه فالظلم مستحيل في حق الله تعالى لانه مجاوزة لانه مجاوزة ذو الحج او اتصلوا بغير ملك وهما جميعا محال في حق الله تعالى. تقدم ان المختار ان الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه وما ذكره المصنف يرد عليه اعتراضات ليس هذا محل بيانها وبيان حقيقة الظلم من غوامض العلم التي وقع الخلاف فيها بين الفرق الاسلامية. ولابي العباس ابن تيمية الحفيد كتاب حافل. في شرح حديث ابي ذر يا عبادي اني حرمت الظلم بين فيه مقالات الفرق الاسلامية في حقيقة الظلم وترشح عنده ان المناسب للظلم في معناه هو ما ذكرته لكم من ان الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه احسن الله اليكم الحديث قولهم قوله فلا تظالموا. قوله تعالى فلا تظالموا. احسن الله اليكم. قوله تعالى فلا تظالموا هو بضم التاء اي لا تتظالموا فتحي بفتح التاء الله اليكم فلا تظالموا هو بفتح التهيئة لا تتظالموا. قوله تعالى الا كما ينقص المخيط. هو بكسر الميم واسكال الخاء المعجمة وفتح الياء اي الابرة ومعناه لا ينقص شيئا نعم. الحديث الخامس والعشرون الدثور بضم الدال والساء المثلثة. الاموال واحدها ذكر كفلس واحدها جذر. احسن الله اليكم. واحدها كفلس وفلوس. كفلس كفلس وفلوس قوله وفي بضع احدكم هو بضم هو بضم الباء بضع وفي بضع احدكم. احسن الله اليكم قوله وفي بضع احدكم هو بضم الباء واسكان الضاد المعجمة وهو كناية عن الجماع اذا نوى به العبادة وهو قضاء حق الزوجة وطلبوا الولد وطلب ولد صالح واعفاف النفس وكفه عن المحارم. قوله رحمه الله هو كناية عن الجماع. ويقع ايضا كناية عن الفرج. ذكره المصنف نفسه في شرح مسلم. نعم احسن الله اليكم. الحديث السادس والعشرون السلامى بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم. وجمعه سلامى ياس بضم الميم وهي المفاصل والاعضاء. علمي بفتح الميم بفتح الميم وهي المفاصل والاعضاء وهي ثلاث مئة وستون مفصلة ثبت ذلك في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تم الحديث السابع والعشرون النواس بفتح النون وتشديد الواو وسمعان بكسر السين بكسر السين المهملة فتحها والفتح اشهر. فسمعان اشهر من سمعان نعم قوله بالحاء المهملة والكهف اي تردد. وابصة بكسر الباء الموحدة الحديث الثامن والعشرون العرباض بكسر العين بكسر بكسر العين وبالموحدة سارية بالسين المهملة والياء المسناة من تحت قوله اذا رفد بفتح الدال المعجمة والظاء اي سالت قوله بالنواجذ هو بالزار المعجمة وهي الانياب وقيل الاضراس والبدعة ما عمل على غير مثال سابق على غير مثال سبق ما ذكره رحمه الله في حد البدعة هو حدها في اللسان العربي. لا الوضع الشرعي وقد تقدم بيان حدها الشرعي عند حديث عائشة رضي الله عنها من احدث في امرنا هذا وهو الحديث الخامس والمراد في الحديث حدها الشرعي لا اللغوي. نعم احسن الله اليكم. الحديث التاسع والعشرون. وذروة وذروة السنام بكسر الدال وضمها اي اعلاه. وذكر بعض المتأخرين ايضا الفتح. وهي لغة رديئة. معنى قولهم وهي لغة اي نازلة الرتبة عن اللغات المنقولة فيها وربما كانت مطرحة اذا لم يوجد نقلها عن الاقدمين نعم احسن الله اليكم ملاك الشيء بكسر الميم اي مقصوده وتفتح ايضا فيقال ملاك وملاك ولذلك الذي يسمي بنته ملاك يريد بذلك انها قوام الشيء ونظامه ولا يريد بها نسبتها الى الملائكة فهذا الاسم جائز لان العرب تسمي نظام الشيء وقوامه وعماده ملاكا نعم احسن الله اليكم قوله يكب هو بفتح الياء وضم الكاف الحديث الثلاثون الخشني بضم الخاء وفتح الشين المعجمتين وبالنون منسوب منسوب الى خشنة قبيلة معروفة. خشنة منسوب الى منسوب الى خشينة قبيلة معروفة قوله جرثوم بضم الجيم والثاء بضم الجيم والثاء المثلثة واسكان الراء واسكان الرأي بينهما وفي اسمه واسم ابيه اختلاف كثير قوله صلى الله عليه وسلم فلا تنتهكوها انتهاك الحرمة تناولها بما لا يحل الحديث الثاني والثلاثون ولا ضرار هو بكسر الضاد المعجمة. الحديث الرابع والثلاثون فان لم تستطع فبقلبك ان لم تستطع فبقلبه فان لم يستطع فبقلبه معناه فلينكر بقلبه وذلك اضعف الايمان اي اقله ثمرة. الحديث الخامس والثلاثون ولا يخذله بفتح الياء واسكان الخاء وضم الدال المعجمة. ولا يكذبه هو بفتح الباء واسكان الكاف قوله بحسب امرئ من الشر هو باسكان السين المهملة اي يكفيه من الشر. الحديث الثامن والثلاثون فقد اذنته بالحظ وهو وهو بهمزة ممدودة اي اي اعلنت اي اعلنته ان اي اعلنته بانه محارب لي قوله تعالى استعاذني ظبط ضبطه بالنون وبالباء. ضبطوه. ضبطوه احسن الله اليه. ضبطوه بالنون وبالباء وكلاهما صحيح. قوله ربطوه بالنون اي استعاذني وبالباء اي استعاذ بي. وكلاهما صحيح فقد وردتا عند البخاري في هذا الحديث. نعم احسن الله اليكم الحديث الاربعون كن في الدنيا كأنك غريم او عابر سبيل. اي لا اي لا تركن اليها ولا تتخذها وطنا. ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا ولا بالاعتناء بها ولا تتعلق بها بما لا يتعلق به الغريب في غير وطنه. ولا تشتغل فيها بما لا به الغريب اذ الذي يريد الذي يريد الذهاب الى اهله الحديث الثاني والاربعون عنان السماء بفتح العين قيل السحاب وقيل ما عن لك منها اي ظهر اذا رفعت اي ظهر اذا رفعت رأسك قوله بقراب الارض بضم القاف وكسرها لغتان وروي بهما والضم اشهر معناه والضم اشهر معناهما يقارب ملئها فصل اعلم ان الحديث اعلم ان الحديث المذكور اولا من من حفظ على امتي اربعين حديثا معنى معنى الحفظ هنا ان ان ينقلها الى المسلمين وان لم يحفظها ولم يعرف معناها. هذا حقيقة معناه وبه حصلت وبه يحصل انتفاع لا بحفظ ما ينقله اليهم والله اعلم بالصواب. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله وصلاته وسلامه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلام على المرسلين. والحمد لله رب العالمين. قال مؤلفه فرغت من ليلة الخميس التاسع والعشرين من جمادى الاولى سنة ثمان وستين وست مئة قوله رحمه الله معنى الحفظ هنا ان ينقلها الى المسلمين وان لم يحفظها اي لا يشترط حفظه ولها بالقلب بل متى نقلها بقلمه الى المسلمين؟ كان حافظا لها فكيف ما كان تبليغه الدين الى المسلمين ومن جملته الاربعين في الاحاديث الواردة في ذلك كان ذلك مرجوا له ان يقع اما وعد به من الوارد في هذه الاحاديث وغيرها وبتمامه نكون بحمد الله قد فرغنا من الكتاب الثالث وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام للحافظ ابي زكريا النووي المعروف شهرة في الاربعين النووية