السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل للخير مفاتيحه والسلام اله للرجيح هذا المجلس باب الاول انه الثانية يا بعد والارظ اثنين وثلاثين بعد ثلاث وثلاثين التاريخ في مدينة طلج كتاب المقروء فيه هو كتاب فضل الاسلام امام الدعوة العرب محمد ابن عبد رحمه توفى سنة بعد المائتين والف مشروع القارئ في القراءة نبهوا الى ان درس الفجر ابدأوا بعد ساعة من تارهين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى وسلام على رسوله المصطفى آله وصحبه ومن بهديه اصطفى اما بعد كتاب فضل الاسلام للامام محمد بن عبدالله بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين فبفضل الاسلام وقول الله سبحانه طول الترجمة بيان فضل الاسلام وهو ما اختص وبه من المحاسن واصل الزيادة الفضل وابتدأ المصنف رحمه الله بذكر فضل الاسلام قبل بيان وجوبه وتفسيره العرب يبتدئون بذكر فضيلة الشيخ اذا كانت كوفة معلومة لتتشوف النفوس اليه وستتطلع فتضلع الى معرفته ذكره ابن حجر العسقلاني بفتح الباري فابتدأ المصنف ببيان فضل الاسلام لكي حكمه معناه ان حقيقته عند المخاطبين بهذا الكتاب فاراد تشويقهم الى ذلك بتقديم ذكر الفضل وقول الله تعالى وما اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وقوله تعالى قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دون وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين قوله تعالى قل يا عندكم قوله تعالى قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا الذين تعبدون من دون الله وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته لا يخفى وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثلكم ومثل اهل الكتابين كمثل رجل استأجر او جرى ومن يعمل لي عملا من غدوة الى نصف النهار على غيره فعملت اليهود ثم قال من يعمل لي الى نصف النهار الى صلاة العصر على اخيرة فعملت النصارى ثم قال من يعملني من صلاة العصر لن تغيب الشمس على قيراطين فانتم هم فغضبت اليهود والنصارى او قالوا ما لنا اكثر عملا واقل اجرا؟ قال هل نقصتكم من اجركم شيئا ربي اوتيه من اشاء وفيه ايضا عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله على الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت والنصارى يوم الاحد جعل الله بما بعدنا ليوم الجمعة وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة. نحن الاخرون من اهل الدنيا اولون يوم القيامة اخرجه البخاري في تعليقا عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ارض الدين من الله الحنيفية السمحة انتهى وعن ابي ابن كعب قال عليكم بالسبيل والسنة فانه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار وليس من عذب على سبيل وسنة ذكر الرحمن فاقشع الرجلده من مخافة الله تعالى الا كان كمثل في شجرة نيابس ورقها الا تحاتت عنه ذنوبه كما عن هذه الشجرة ورقها وان اقتصادا في سنة خير من اجتهاد في خلاف في خلاف سبيل وسنة وعن ابي الدرداء رضي الله عنه قال انفق صومهم ومثقال ذرة من ذر وتقوى ويقين اعظم وافضل وارجح عند الله من عبادة للمضطرين ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثمانية ادلة والدليل الاول قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم الاية ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه اولها في قوله تعالى اكملت لكم دينكم ودينهم دينهم هو الاسلام وهو كامل بتكميل الله له وبلوغ الكمال فضل وغاية الكمال ان يكون المكمل له هو الله سبحانه وتعالى قد دل ذلك على فضل الاسلام كونه كاملا وكوني المكمل له هو الله سبحانه وتعالى ثانيها في قوله تعالى واتممت عليكم نعمتي اجل نعمته هي دين الاسلام كما قال الله سبحانه وتعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم فجعل سالك الصراط المستقيم منعما عليهم والصراط المستقيم هو الاسلام صح تفسيره بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث النواف ابن سمعان رضي الله عنه عند احمد بسند حسن رواه الترمذي وابن ماجة بسند اخر ضعيف وثالثها في قوله تعالى ورضيت لكم الاسلام دينا فهو الدين الذي رضيه الله سبحانه وتعالى وما عداه من الاديان فهو مبغوض مسخوط عليه وعلى اهله كما قال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين والدليل الثاني قوله تعالى قل ان كنتم في شك من ديني اية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى من ديني وهو الاسلام مع قوله فيها اعبد الله فمن فضل الاسلام ان معبود اهله فيه هو الله سبحانه وتعالى وهو المعبود المستحق للعبادة دون سواه فمن عبد الله وتعالى فقد جمع شمل قلبه على المعبود الحق ومن عبد غيره فقد شتت شمل قلبه باتخاذه سواه الها فدل كون المعبود في الاسلام هو الله على فضل دين الاسلام والدليل الثالث قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يؤتكم اثنين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم فمن اتقى الله وامن برسوله صلى الله عليه وسلم فكان مسلما كان من جزاءه الكامل او ان يؤتيه الله عز وجل اثنين من رحمته وان يجعل له نورا يمشي به في الناس وان يغفر له ذنوبه والكفل هو الحظ معنى قوله تعالى يؤتكم كفلين من رحمته اي حظين من رحمته احدهما في الدنيا والاخر في الاخرة وترتيب هذا الجزاء العظيم دال على فضل الاسلام لانه سببه فان العبد لم يستحق هذا الاجر الا لكونه اتخذ الاسلام دين وهذه الاية هي في سياق المؤمنين ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم خلافا لقول جمهور المفسرين انها متعلقة بمؤمن اهل الكتاب انهم هم الذين يؤتون اثنين من الرحمة بايمانهم بانبيائهم ايمانهم بعد بمحمد صلى الله عليه وسلم وموجب تقديم القول الاول وهو كون هؤلاء الايات دالة على فضل الاسلام ورعاية سياقها فان السياق الذي انتظمت فيه هذه الاية بين اولئك الايات جاء متعلقا بالمبعوث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم فدل سياق ان الجزاء المذكور كائن لهم دون غيرهم ومن قواعد التفسير ان السياق يحكم به في الترجيح بين الاقوال المختلفة عند المفسرين ولابي محمد ابن عبد السلام كلام حسن في كتاب الامام ذكر فيه ضرورة رعاية السياق في تفسير الكلام ولا سيما في كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فهو يبين المجمل ويوضح المشكل كما قال رحمه الله والدليل الرابع حديث ابن عمر حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثلكم ومثل اهل الكتاب الحديث رواه البخاري وهو مقصود المصنف في قوله وفي الصحيح اي في صحيح البخاري والغدوة بضم الغين اسم لاول النهار بين صلاة الفجر وطلوع الشمس والقيراط النصيب وهو في الاصل نصف تدفي الدرهم فالدرهم يقسم الى ستة اجداس نصف احدها يسمى قيراطا ذكره الجوهري وابو الوفاء ابن عقيل لفقهاء الحنابلة ودلالة الحديث على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم فذلك فضلي اوتيه من اشاء فان صاحب الدار جعل فظله لمن عمل من بعد صلاة العصر الى غروب الشمس فاعطاه قيراطين فكان اقل عملا واكثر عطاء وهذا مثل ضرب لهذه الامة فانها اخر الامم كما ان العصر اخر النهار وجودا وجعلت هذه الامة في الوجود اخر الامم وسبقت من تقدمها بجديد اجرها وثوابها عند ربها الدليل الخامس حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا الحديث اخرجه مسلم بهذا اللفظ ومعناه عند البخاري ايضا ودلالته على مقصود الترجمة في قوله نحن الاخرون من اهل الدنيا والاولون يوم القيامة فنحن الاخرون بين الامم فان عدة الامم سبعين امة هذه الامة اخرها ثبت ذلك في حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه عند الترمذي مرفوعا انكم تتمون سبعين امة فهذه الامة هي اخرها في الوجود واعلاها في الاجور فهم السابقون يوم القيامة بتقديم الله لهم وموجب سبقهم هو عظمة دينهم انهم لم يقدموا بالوانهم ولا اموالهم وانما قدموا بدينهم وما استحقوا التقديم به فهو ذو فضل عظيم فدل ذلك على فضل دين الاسلام والدليل السادس حديث حب الدين الى الله الحنيفية السمحة وهو كما عزاه المصنف الى الصحيح معلقا اي في صحيح البخاري والمعلق في اصطلاح المحدثين ما سقط فوق مبتدأ اسناده واحد او اكثر فسقط فوق مبتدأ اسناده واحد او اكثر المقصود بمبتدع الاسناد فكان من جهة مصنف الكتاب بان يسقط شيخه او شيخ شيخه او من فوق ذلك الى الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون معلقا فمثلا حديث الذي يخرجه البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه فيقول وقال طاووس عن معاذ بن جبل اما معلقا ان طاووسا ليس من شيوخ البخاري بل بينه بين البخاري ثلاثة رجال فاكثر اسقاط البخاري لهم يسمى تعليقا فهذا الحديث عند البخاري من هذا الجنس لم يثق البخاري اسناده وانما قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الحديث وقد وصله البخاري نفسه ذكر اسناده في كتاب اخر له هو كتاب الادب المفرد رواه البخاري في الادب المفرد واحمد في مسنده من حديث ابن عباس باسناد فيه ضعف وله شواهد يحسن بها جزم به العلائي فهو حديث حسن بمجموع طرقه وجلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما ان دين الاسلام انيف في الاعتقاد سمح في العمل والحنيفية الاقبال على الله والسماحة اليسر والسهولة واجتماعهما من دلائل فضل الاسلام لانه اذا كان عنيفا يقبل فيه العبد على ربه دون غيره وهو سهل يسير ذلك منبئ عن فظله والاخر انه احب الدين الى الله ومحبته سبحانه الاسلام دال على فضله لان الله عظيم والعظيم لا يحب الا عظيما فاذا كان الاسلام محبوبا لله فهو ذو فضل عظيم والدليل السابع حديث ابي بن كعب رضي الله عنه موقوفا من كلامه عليكم بالسبيل والسنة الحديث اخرجه ابن المبارك في كتاب الزهد وابن ابي شيبة بمصنفه اسناد فيه ضعف وتمام كلام ابي ابن كعب رضي الله عنه فانظروا اعمالكم فان كانت على سبيل فان كانت اقتصادا وسنة فان كانت اقتصادا واجتهادا ان تكون على منهاج الانبياء وسنتهم فانظروا اعمالكم ان كانت اقتصادا واجتهادا ان تكون على منهاج الانبياء وسنتهم ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما ان الاسلام يحرم العبد على النار لقوله فانه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الله تفاوضت عيناه من خشية الله فتمسه النار والاخر انه يمحو ذنوب العبد لقوله وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الله فاقشعر جلده من خشية الله الا كان مثله مثل شجرة حتى قال فتحات ذنوبه كما تحات كما تحاثت عن هذه الشجرة ورقها فاذا كان الاسلام يحرم العبد على النار ويمحو عنه ذنوبه ذلك دال على فظله وهذان المعنيان المذكوران في كلام ابي ابن كعب الله عنه مستقران شرعا بدلائل كثيرة من الكتاب والسنة فمعناه صحيح وان ضعف اسناده وعزل المصنف رحمه الله تعالى عن ذكر تلك الدلائل تنبيها الى المعنى الموجودة في كلام ابي وهو ان الاسلام الموجب لذلك هو الاسلام الذي يكون صاحبه على السبيل والسنة واسم السبيل والسنة موضوع في العرف الشرعي للدلالة على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فالاسلام الذي يحرم العبد على النار ويمحو عنه ذنوبه ويمحو عنه ذنوبه هو الاسلام الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلمت وفي تمام كلام ابي الذي ذكرناه تنبيه الى ذلك لقوله فانظروا اعمالكم ان كانت اقتصادا واجتهادا ان تكون على منهاج الانبياء وسنتهم فالممدوح من الاسلام الاسلام الذي يكون موافقا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره مما يدعى من الاحوال التي تنسب الى الاسلام ولا تكون موافقة هدي محمد صلى الله عليه وسلم والدليل الثامن حديث ابي الدرداء رضي الله عنه موقوفا من كلامه يا حبذا لوم الاكياس وافطارهم. الحديث اخرجه ابن ابي الدنيا في كتاب اليقين واول عين الاصبهاني في كتاب حلية الاولياء وفي اسناده ضعف ايضا ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من ان عمل البر مع حسن اسلام العبد بتقوى ويقين ومتانة دين تضاعف اجر عامله تقليل من العمل خير من عبادة مغتر فقد الاحسان من عمله فليس الشأن ان يعمل العبد لله ولكن الشأن كل الشأن ان يعمل لله عز وجل محسنا عمله واحسان العمل بان يكون على سبيل وسنة كما تقدم في كلام ابي ابن كعب ومن قل عمله وكان محسنا باجرائه على السبيل والسنة سبق غيره من العاملين الذين تكسر اعمالهم لكنها لا تكون على سبيل وسنة فيلحقهم الغبن لان الاول مع قليل عمله تقدم عليه واصل الغبن فوات الشيء والغفلة عنه مع القدرة عليه فالعامل الذي يعمل كثيرا يغبن لما جرى عليه من النقص بتقدم قليل العمل عليه وموجب غبنه فقد الاحسان في عمله فهو يعمل عملا كثيرا لكن بلا احسان وذاك الاخر يعمل عملا قليلا مع الاحسان فيحصل للمحسن السبق بقليل العمل لاقترانه بالاحسان المفقود في عمل غيره هذا تنبيه الى ان المطلوبة في الاعمال احسانها اي اتقانها على الوجه المرضي شرعا وليس المطلوب تفسيرها في ذلك المعنى قال ابن القيم في النونية والله لا يرضى بكثرة فعلنا لكن باحسنه مع الايمان الله لا يرضى بكثرة فعلنا لكن باحسنه مع الايمان فلا يغترن عبد بكثرة عمله اذا فقد الاحسان منه ولا يظنن ان احدا يكثر عمله وهو على غير سبيل وسنة يحصل له السبق انما يحصل السبق اذا كان العمل جاريا على السبيل والسنة يوجد في كلام جماعة من السلف منهم ابي ابن كعب الله ابن عمر رضي الله عنهما الانباه الى ان اقتصادا في سنة خير من اجتهاد في بدعة يعني ان الاقلال من العمل مع لريانه وفق الهدي النبوي خير من الاكثار من العمل مع الخروج عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمه انا وجوب الاسلام مقصود الترجمة بيان حكم الاسلام وانه واجب والاسلام هنا هو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم والمراد بايجابه مطالبة الخلق بالتزام احكامه في الخبر والطلب مطالبة الخلق التزام احكامه في الخبر والطلب قول الله تعالى من يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين وقوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقوله وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ايات قال مجاهد السبل البدع والشبهات وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اخرجه في لفظ من عمل من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وللبخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قيل ومن يأبى؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد غدا وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابغض الناس من الله ثلاثة. ملحد في الحرم ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية امرئ بغير حق ليهري قدمه قال شيخ الاسلام ابن تيمية تقدس قدس الله روحه قوله سنة سنة الجاهلية يندرج فيها كل اهلية مطلقات ومقيدة اي في شخص دون شخص او وثنية او غيرهما من كل مخالفة لما جاءت به المرسلون وفي الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه قال يا معشر القراء استقيموا فان استقمتم فقد قد فقد سبقتم سبقا بعيدا ان استقمتم فقد سبقتم سبقا بعيدا. فان اخذتم يمينا وشمالا فقد ضللتم ضلالا بعيدا. وعن محمد ابن وضاح انه كان يدخل المسجد فيقف على الحلق فيقول فذكره وقال الا والذي بعده شر منه لا اكون عام اخصب من عام ولا امير خير من امير لكن ذهاب علماء وخذيانكم ثم يحدث اقوام يقيسون الامور بارائهم فينهدم الاسلام ويسلم ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثمانية ادلة فالدليل الاول قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من الوعيد من ان من لم يجد بالاسلام وابتغى سواه دينا فله الوعيد الشديد والوعيد الموجب للخسران لا يكون الا على ترك واجب فان العبد لا يتوعد تهديدا الا على تركه واجبا والمتوعد عليه هو ابتغاء غير الاسلام دينا فدل ذلك على ان ابتغاءه دينا واجب على العبد ما ان ابتغاء غيره محرم عليه والدليل الثاني قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام ودلالته على مقصود الترجمة ان العبد مأمور ان يدين لله عز وجل بدين لاقامة ما اراده منه وهو عبادته سبحانه وتعالى والدين الذي يتحقق به هذا المطلوب هو دين الاسلام فلا يكون المرء عابدا لله الا لكونه مسلما فدل ذلك على وجوبه بتوقف قيام العبادة عليه فمن دان بدين سواه لم يقم بما فرضه الله عز وجل عليه من العبادة والدليل الثالث قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه الاية وجلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله فاتبعوه اتبعوا الصراط المستقيم وهو الاسلام فدل الامر على ايجابه والاخر في قوله في تمام الاية ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله فنهاهم عن اتباع سواه لان سلوكها يؤول بالعبد الى الخروج عن سبيل الله عز وجل ومفارقته والنهي عن ذلك امر بمقابله مما لا يتحقق ترك المنهي عنه الا بوجوده وهو الدينونة لله سبحانه وتعالى بدين الاسلام فدل ذلك على وجوبه من هذا الوجه ايضا وذكر المصنف رحمه الله تعالى في تفسير السبل قول مجاهد ابن جبر انكي رحمه الله احد اعيان التابعين انه قال السبل البدع والشبهات اخرجه الدارمي في سننه بسند صحيح ولا تختص السبل المنهي عنها بالبدع والشبهات لكنها اكثرها شيوعا واشدها في الناس وقوعا سيكون ذلك من تفسير اللفظ باخص افراده تعظيما له المنهي عنه في قوله تعالى ولا تتبعوا السبل لا يقتص بالبدع والشبهات فقط فيدخل في ذلك ايضا ما هو اعظم وهو الكفر لكن مجاهدا اقتصر على هذا لانه هو اكثر السبل وجودا في اهل الاسلام وهو الذي تسرع اليه النفوس وتتعلق به ففسر اللفظ ببعظ افراده تنبيها الى معنى مستكن فيه هو الذي ذكرته لك انفا فان نفوس اهل الاسلام لا تسرعوا في الشيك كما تسع في البدعة فنفوسهم التوحيدية تنفر من الشرك لكن اذا اخرج لهم امر ما في قالبي مرغب فيه شرعا من البدع قبلته كثير من النفوس فافضت بهم تلك البدع الى الشرك فان البدعة مرقاة الشرك اي الدرج الموصل اليه ومن نوابغ كلم بعض الادباء قولهم البدعة شرك الشرك البدعة تركوا الشرك والشرك هو حبالة الصائب التي ينصبها عند طلب الصيد فالبدع بمنزلة تلك الحذائل التي ينصبها الشيطان ليصطاد اهل الاسلام فيخرجهم من البدعة الى الوقوع في الشرك والدليل الرابع حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم وهما المقصودان بقوله اخرج واللفظ الاخر الذي ذكره المصنف من عمل عملا ليس عليه امرنا اخرجه مسلم وحده موصولا وعلقه البخاري ودلالته على مقصود الترجمة هو ان المحدث في الدين مردود منهي عنه ان المحدث في الدين مردود منهي عنه فما كان من الدين فهو مقبول مأمور به وما امر به فهو واجب والمنسوبات الى الدين نوعان والمنسوبات الى الدين نوعان احدهما ما ليس منه فهذا منهي عنه مردود على صاحبه والاخر ما هو منه فهذا مقبول مأمور به لان قبوله يورث الامر به والامر المناسب هنا هو الايجاب فيكون الاسلام واجبا والدليل الخامس حديث ابي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة الحديث ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله من اطاعني دخل الجنة واستحقاق دخول الجنة لا يكون الا على مأمور به فان العمل الذي يستحق به العبد الجنة يكون في الشرع مأمورا به اما امر ايجاب او امر استحباب واعظم المأمور به هو طاعته صلى الله عليه وسلم في الدخول الى الاسلام ولا يكون اعظم المأمورات الا واجبا. فيكون الاسلام واجبا والاخر في قوله ومن عصاني فقد ابى واشد عصيانه صلى الله عليه وسلم يكون بالاعراض عن الاسلام وما رتب استحقاق دخول النار على تركه فهو واجب ما رتب استحقاق النار على تركه فهو واجب فيكون الاسلام واجبا والدليل الثالث حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ابغض الناس الى الله ثلاثة الحديث اخرجه البخاري وهو مقصود المصنف في قوله وفي الصحيح وجلالته على مقصود الترجمة في قوله ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية وسنة الجاهلية هي كل ما خالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هي كل ما خالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وكل ما نسب الى الجاهلية من قول او فعل فهو محرم وكل ما نسب الى الجاهلية من قول او فعل فهو محرم فمن طلب في الاسلام سنة الجاهلية فهو من ابغض الخلق الى الله سبحانه وتعالى ولا يكون بغضه الا على فعل محرم او ترك واجب ومن ابتغى سنة الاسلام مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو اخذ بمأمور به ومفتاح ابتغاء سنة الاسلام هو الدخول فيه فلا مكنة للعبد على طلب سنن الاسلام الا بان يكون من اهله فدل ذلك على وجوب دين الاسلام وسنة الاسلام هي شعائره واحكامه سواء ما كان من باب الواجبات او المستحبات والسنن التي تكون في الناس بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم نوعان السنن التي تكون في الناس بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما سنن الجاهلية وهي كل ما حرمه الله سبحانه وتعالى وهذه من مبغوضاته ومساخطه عز وجل والاخر سنن الاسلام والاخر سنن الاسلام وهي شعائره من الفرائض والنوافل وهذه من محبوباته سبحانه وتعالى وبها امر وعمادها الدخول في دين الاسلام على ما تقدم بيانه والدليل السابع حديث حذيفة رضي الله عنه يا معشر القراء استقيموا الحديث اخرجه البخاري موقوفا عليه من كلامه وزيادة محمد ابن وضاح هي عنده في كتاب البدع والنهي عنها اسنادها صحيح واخرجه من هو اجل منه ابن ابي شيبة في مصنفه فالعزو اليه اولى من العزو الى كتاب ابن وضاح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله استقيموا مع قوله فان اخذتم يمينا وشمالا فقد ضللتم ضلالا بعيدا فان القراء في عرف المتقدمين هم العالمون بالكتاب والسنة العاملون بها هم العالمون بالكتاب والسنة العاملون بها وموجب سبقهم هو ما داموا به من علم وعمل مما يرجع الى دين الاسلام تجلى ذلك على وجوبه للامر به في قول حذيفة استقيموا فلا تحصل الاستقامة بما يحصل به السبق الا بان يكون ذلك المسابق من اهل الاسلام ولا يدخل في حلبة سباقهم الا من كان منهم فدل ذلك على وجوب دين الاسلام وهذا المعنى الذي ذكره حذيفة منتزع من قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرقا بكم وقد ذكر ابن حجر في فتح الباري ان الجملة الاولى من كلام حذيفة مما تحتمل الرفع فتكون موقوفة لفظا مرفوعة حكما ولو قيل ان هذا الاثر بفلكله هو من هذا القبيل لما كان ذلك بعيدا لانه خبر عن امر غيبي والخبر عن الامر الغيبي لا يكون الا بنبأ من الوحي هذا هو الذي يسميه علماء الحديث بقولهم ما لا يقال من قبل الرأي اي لا يقوله المتكلم من قبل نفسه لا بد من صدور هذا القول عنه ببرهان من وحي صادق عن النبي صلى الله عليه وسلم فما كان من ذلك في كلام الصحابة قيل فيه هذا موقوف لفظا مرفوع حكما فهو في سياق الكلام لا يذكر فيه عزمه الى النبي صلى الله عليه وسلم لكن في معناه يكون مما لا يحتمل ان يكون من رأي المتكلم فيقال موقوف لفظا مرفوع حكم والى ذلك اشار العراقي بقوله في الفيته ما اتى عن صاحب بحيث لا يقال رأيا حكمه الرفع على فقال في المحصول نحو من اتى الحاكم الرفع لهذا اثبت والدليل الثامن حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال ليس عام الا والذي بعده كر منه الحديث وهذا مما يقال فيه موقوف لفظا وله حكم الرفع لماذا لماذا يقال موقوف لفظا مرفوع حكما مرفوع حكما لانه خبر عن غيب بما يكون في مستقبل الايام وهذا الاثر روي باسانيد عدة عند الطبراني في الكبير ويعقوب ابن شيبة في مسنده ولا يسلم شيء منها من ضعف لكن اجتماعها يوجب لها قوة فيتقوى الحديث بمجموعها ويكون من جنس الحسن ويوجد معناه فيما رواه البخاري في صحيحه عن انس رضي الله عنه قال اصبروا فانه لا يأتي عليكم زمان الا والذي بعده فر منه سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم فيكون مصدقا لما ذكره ابن مسعود في هذا الاثر ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولكن ذهاب علمائكم وخياركم ثم يحدث قوم يقيسون الامور برأيهم بلفظ بارائهم فينهدم الاسلام ويسلم فالشر يتزايد بهدم الاسلام وتلمه والسلم هو الخلل ومنه سلمة الاناء وهي الخلل الذي يطرأ عليه بسبب حدوث كسين او شق فيه وتنمو الاسلام يكون بذهاب العلماء والاخيار وضده من تقوية الاسلام وبقائه لا يكون الا لقبوله وحث الناس عليه فدل ذلك على وجوبه لان ما فيه حفظ له وتقوية ده يكون واجبا واكدوا ما يكون به حفظ الاسلام هو تقوية شعائره في نفوس الناس ولاجل هذا صرف العلم وعظم لانه لا بقاء للدين في الخلق الا ببقاء العلم فيهم فاذا ذهب العلم ذهب خير الدنيا والاخرة قد روى الدامي سند صحيح عن محمد ابن شهاب الزهري رحمه الله احد اعيان التابعين من اهل المدينة انه قال كان من مضى من علمائنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة وان العلم يقبض قبضا سريعا فنعش العلم بقاء الدين والدنيا معا وذهاب العلم تهاب ذلك كله مراده بقوله فنعش العلم يعني احياؤه وبثه فاذا احيي العلم في الخلق وبث فيهم كان ذلك من اعظم ما يحفظ به الدين واذا حفظ الدين قبضت الدنيا معه لان الله عز وجل جاء بدين عظيم يحفظ للناس مصالحهم في الدنيا واذا ذهب العلم ذهب الدين فاذا ذهب الدين ذهبت الدنيا معه فمن اعظم ما يقوي به الانسان الاسلام في الخلق ان يكون ساعيا في احياء العلم وبثه والمجاهد في ذلك متعلما او معلما له الحظ الاوفى من القيام بنصرة الاسلام فان نصرة الاسلام قد اتخذ فيها الناس طبلا ليس يصح منها الا ما كان على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وانما عظم الصدر الاول بظهور الاسلام فيهم قويا بمعرفتهم باحكامه وامتثالهم لها فاذا ضعف ذلك في قرون الامة نال عنهم سبب قوتهم فجلوس العبد في مقاعد التعليم معلما او متعلما من اعظم الجهاد ذكره ابن القيم في مدارج السالكين ولا يظنن احد ان ذلك قعود عن نصرته بل هي حقيقة النصرة قد قال الله سبحانه وتعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل ثقة منهم طائفة يتفقهوا في الدين فان معنى هذه الاية في اصح قولي اهل التفسير ان النافرة هي الفرقة المجاهدة وان القاعدة هي الفرقة المتفقهة التي تقوم باعظم الواجبين فانه لا سبيل الى المجاهدين بمعرفة ما ينبغي لهم من احكام الدين في الجهاد الا برجوعهم الى الفئة القاعدة التي يعلم احكام الشرع وتتعلمه فدل ذلك على فضلهم على اولئك افتقار المجاهدين اليهم دون افتقار المعلمين اليهم ذكر هذا المعنى ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الى فن للمشهور عند المفسرين وهو الذي تدل عليه سياق الاية لان النفير لا يكون في خطاب القرآن والسنة الا للدلالة على الجهاد فهو اسم للخروج اليه فالنافر فيه يكون مجاهدا بالقتال فيكون القاعد من ورائه هو المتفقه بالدين وذلك دال على فظله وهذا من شواهد ما سبق ذكره من ان قليل العمل مع الاحسان خير من الكثير مع مفارقة سبيله والسنة رحمه الله تعالى باب مقصود الترجمة بيان حقيقة الاسلام ومعناه والاسلام الشرعي له اطلاقان احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله والاخر خاص وله معنيان ايضا احدهما الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم فانه كن له يسمى اسلاما والثاني الاعمال الظاهرة الاعمال الظاهرة فانها تسمى كذلك اسلاما وهي المقصودة اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان وهي المقصودة اذا قرن ناموا بالايمان والاحسان والاعمال الظاهرة تندرج بالدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وهو يندرج بالاستسلام لله بالتوحيد فهذه المعاني يدخل بعضها في بعض فالعمل الظاهر المسمى بالاسلام يرجع الى الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وهو يرجع الى الاصل الكلي للاسلام شرعا وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله والاستدلال بالايات العامة على هذا المعنى كما فعل المصنف رحمه الله تعالى استدلال صحيح اندراجه فيه فما يذكره المصنف من ايات تتعلق بالمعنى العام والاستسلام لله بالتوحيد صالحة للاستدلال بها على المعنى الخاص وهو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم او ما كان من الاعمال الظاهرة لانهما يرجعان الى الاصل الكلي المؤلف رحمه ان حاجتك فقلت لم توجه فلله ومن اتبع اية في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما الله الله عليه وسلم قال اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله كاد وتصوم رمضان البيت الحرام ان استطعت اليه في سبيل عليه وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر عن ابيه عن جده انه سأل الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام قال ان تسلم قلبك لله وان تولي وجهك الى وان تصلي الصلاة المكتوبة هي الزكاة المفروضة. رواه احمد وعن ابي خلابة عن رجل من اهل الشام نبيه عن انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام قال ان تسلم قلبك لله وان يسلم المسلمون من لسانك ويدك قال اي الاسلام افضل؟ قال الايمان بالله. قال وما الايمان بالله؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والبعث بعد الموت ذكر المصنف رحمه الله تعالى تحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبع عنه الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اسلمت وجهي لله فحقيقة اسلام الوجه هو استسلام العبد لله بالتوحيد انقياد له بالطاعة براءة من الشرك واهله فلا يكون العبد مسلما وجهه لله الا اذا اتى بهذا المعنى وهو تفسير الاسلام كما سلف ومعنى قوله ومن اتبعا اي ومن اتبعني مسلما وجهه لله فهي متعلقة بما قبلها والدليل الثاني حديث ابن عمر حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله الحديث وعزاه المصنف الى الشيخين البخاري ومسلم وهو عندهما من حديث عبدالله ابن عمر بلفظ بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله الى تمام الحديث واما الحديث بهذا اللفظ الذي ذكره المصنف فانما هو قطعة من حديث جبريل المشكور وهو في الصحيحين من حديث ابي هريرة وعند مسلم من حديث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وقد وقع في بعظ نسخ الكتاب يعلو هذا الحديث من رواية عمر لكن النسخ الموثوق بها على نسبته الى ابن عمر وليس في الصحيحين بهذا اللفظ عنه وانما على ما ذكر سابقا من انه فيهما بلفظ بني الاسلام على خمس الحديث ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة لانه فسر الاسلام بما ذكروا فقال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله الى اخر ذلك هذا مبين حقيقة الاسلام وهو الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم والدليل الثالث حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وهذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما واللفظ للبخاري وقول المصنف وفيه معطوفة على ما قبله فهو عنده معزوم الى البخاري ومسلم وليس هو فيهما من حديث ابي هريرة وانما هو فيهما من حديث عبدالله بن عمرو اما حديث ابي هريرة رضي الله عنه فرواه الترمذي والنسائي باسناد حسن ودلالته على مقصود الترجمة في وصف المسلم انه من سلم المسلمون من لسانه ويده وانما يسلمون من لسانه ويده اذا كان مستسلما لله لا يستعمل يده ولسانه الا فيما امره الله عز وجل به واذن له وهذه هي حقيقة الاسلام كما تقدم والدليل الرابع حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه وهو جد بهل فان اسمه نهج ابن حكيم ابن معاوية ابن حيدة فهذا الحديث لرواية معاوية ابن حيدة رضي الله عنه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام فقال ان تسلم قلبك لله الحديث رواه احمد في مسنده بهذا اللفظ لكن من حديث ابي قزعة عن حكيم بن معاوية عن ابيه معاوية لا من حديث بهزي بن حكيم عن ابيه عن جده واما هذا الاسناد وهو مهج بن حكيم عن ابيه عن جده فانما روى هذا الحديث به النسائي في دون انه بلفظ اسلمت وجهي لله الحديث وجلالته على مقصود الترجمة ظاهرة فهو جواب عن سؤال يطلب فيه بيان تفسير الاسلام ففسره النبي صلى الله عليه وسلم بما ذكر فيه وقوله صلى الله عليه وسلم ان تسلم وجهك الا متعلق بالباطل وقوله صلى الله عليه وسلم وان تولي قوله صلى الله عليه وسلم ان ان تسلم قلبك لله متعلق بالباطل وقوله صلى الله عليه وسلم وان تولي وجهك الى الله متعلق بالظاهر وهذه حقيقة الاسلام وهي الاقبال على الله باطلا وظاهرا فدل على احدهما بالجملة الاولى ودل على الاخر بالجملة الثانية هذا من اوفى البيان واكمله والدليل الخامس حديث رجل من اهل الشام عن ابيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام؟ قال ان تسلم قلبك لله الحديث ولم يعزف المصنف هنا وعزاه في مجموعه في الحديث الى مسند الامام احمد فان للمصنف كتابا كبيرا تم في المجموع في الحديث ذكر فيه هذا الحديث وعزاه الى مسند احمد وهو متبع في عزوه اليه هذا العباس ابن تيمية الحفيد فانه عزاه ايضا الى المسند ولا يوجد في النسخ التي بايدينا من مسند الامام احمد وانما هو موجود في مسانيد اخرى مما بايدينا مسند الحارث ابن ابي اسامة وعزي ايضا الى مسند احمد ابن منيع ومسدد ابن مسرهد واسناد هذا الحديث ضعيف لكن لجمله فواهد يثبت بها فهو ثابت باعتبار جواهره الخارجة عنه الدالة على صحة ما فيه اما بخصوص سنده نفسه فان اسناده عندهم ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله ان تسلم قلبك لله والاخر في قوله ان تسلم وان يسلم المسلمون من لسانك ويدك ان يسلم المسلمون من لسانك ويدك وتقدم بيان معناهما في حديثين سابقين قد ذكرنا ان قوله ان تسلم قلبك لله دال على لام الباطل وان قوله ان يسلب المسلمون من لسانك ويدك بامتثالك الاسلام فانه لا تحصل السلامة لهم من لسانك ويدك الا اذا كنت مسلما لامر الله غير خارج عنه قال رحمه الله تعالى لله تعالى ومن مقصود الترجمة بيان بطلان جميع الاديان سوى الاسلام بيان بطلان جميع الاديان سوى الاسلام لانها لا تقبل من اصحابهم من اصحابها لانها لا تقبل من اصحابها بل ترد عليهم وكل مردود فهو باطل والاسلام هنا بمعنى الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بعد بعثته ويجوز ان يكون بمعناه العام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله لكن المعنى العام يكون فيما قبل النبي صلى الله عليه وسلم اما بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فلا يكون الا بالمعنى الخاص فبعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لا يصح اسلام مدعى عند يهودي ولا نصراني ولا غيرهما وانما يكون الاسلام المقبول هو الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه الاعمال يوم القيامة فتجيء الصلاة فتقول يا رب الصلاة فيقول انك على خير ثم تجيء الصدقة قولوا يا رب الصدقة قولوا انك على انك على خير ثم يجيء الصيام فيقول يا ربي انا الصيام فيقول انك على خير ثم تجيء الاعمال على ذلك فيقول انك على خير ثم يجيء الاسلام فيقول يا رب انا الانا السلام وانا الاسلام فيقول انك على خير ويوم اخذ وبك اعطيك. قال الله تعالى في كتابه ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه هو في الآخرة من الخاسرين. رواه الامام احمد وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها هنا فهو رد رواه الامام احمد ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا الاية والمراد بالابتغاء طلب الاتخاذ ومبتغي غير الاسلام دينا هو من اتخذ دينا سواه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فلن يقبل منه وما لا يقبل فهو مردود على صاحبه وكل مردود باطل فما سوى دين الاسلام دين باطل مردود على اهله والدليل الثامن حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجيء الاعمال الحديث رواه الامام احمد في مسنده واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ثم يجيء الاسلام فيقول يا رب انت الاسلام يا رب انت السلام وانا الاسلام فيقول الله عز وجل انك على خير بك اليوم اخذ وبك اعطي قال الله في كتابه ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه فانه صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الاية تصديقا للمعنى المذكور في الحديث وهو توقف النجاة والخسران دخول الجنة والنار على الاسلام فمن اسلم نجا ومن لم يسلم قصر وما اوجب خسران العبد فهو باطل فيكون ذلك دالا على بطلان الاديان الاخرى لان عاقبتها خسران اهلها فتكون باطلة والاسلام المقصود في هذا الحديث هو ما يكون في قلب العبد لماذا لماذا قلنا الاسلام في هذا الحديث وما يكون في قلب العبد انه قبل ذكرنا ان المعنى الخاص دام الاعمال الظاهرة في هذا الحديث قلنا ان الاسلام ما يكون في قلب العبد من هذا الحديث هذا الحديث كيف يدل على انه لانه وقع في مقابلة الاعمال الظاهرة من صلاة وصيام وصدقة فيكون مرادا به ما يقع في القلب من التسليم لله سبحانه وتعالى وتقدم ان الاسلام يطلق ويشمل الدين كله ومن جملة ذلك الاعتقادات الباطنة فيكون قد اشير اليه بفرد منه وهو اعتقادات الباطنة لجلالتها وعظمتها فانها اذا صلحت صلح عمل الانسان واذا فسدت فسد عمل الانسان والدليل الثالث حديث عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اخرجه بهذا اللفظ مسلم في صحيحه موصولا وعلقه البخاري في صحيحه وعزاه المصنف الى مسند احمد لماذا عزاه الى مسند احمد ان القاعدة ان الحديث اذا كان في الصحيحين واحدهما لم يعزى الى ايش لا غيرهما اذا كان في البخاري او مسلم او هما معا لم يعزا الى غيرهما اكتفاء بهما ذكر هذه القاعدة الدمياطي في مقدمة المتجر الرابح وجرى عليه العمل طيب لماذا ذكر احمد اذا كان العزو الى البخاري ومسلم كان في طيب ليش ليش قالوا روح احمد لا يكفي ولا ما يكفي قد يكفي الى غير احمد اني راضي رحمة الجواب ان المصنف والحنابلة يراعون العزو الى مسند احمد وان كان الحديث في الصحيح ايوة واضح واضح المناسبة؟ لانه حنبلي وهو عزاه الى امامه والحنابلة يراعون ذلك ومن دلائل رعايتهم ان هناك كتاب كبير في الاحكام المنتقى في الاحكام لمن المجد ابن تيمية الذي شرحه لو كان في نيل الاوطاء وقد جعل من اصطلاحه فيه ان المتفق عليه اذا قال في حديث اورده متفق عليه فان مراده بذلك بخاري ومسلم واحمد والجماد صلح المجد على هذا لانه امبلي لانه حنبلي واضح توجيه الكلام لان بعض الناس يأتي الى مثل هذه الاحوال فيقول ولم يحسن ان يعزوه الى احمد لان الحديث في الصحيحين واذا كان الحديث في الصحيحين لم يعزى الى غيرهما القاعدة صحيحة ان الحديث اذا كان في الصحيحين لم يعزى الى غيرهم لكن لماذا عدل المصنف عن هذا؟ هو وغيره من الحنابلة لما يدعو اليه اتباعهم الامام احمد في المذهب الى رعايته في العزو اليه فيذكرونه في مواضع من كلامهم ودلالة الحديث على مقصود الترجمة في قوله ليس عليه امرنا مع قوله فهو رد فما ليس على الاسلام فهو مردود فما ليس على الاسلام فهو مردود والمردود باطل فدل ذلك ان اديان الخلق كلها باطلة سوى الاسلام نعم قلب موجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب عن لما سواه مقصود الترجمة بيان وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب وهو القرآن الكريم عن جميع ما سواه والاستغناء هو طلب الغنى به لعدم الاحتياج الى غيره هو طلب الغنى به بعدم الاحتياج الى غيره ومتابعته هي امتثال ما فيه وقوله ما سواه يشمل امرين احدهما ما تقدمه من الكتب الالهية المنزلة على الانبياء ما تقدمه من الكتب الالهية المنزلة على الانبياء فلا حاجة اليها ولو لم تحرك والاخر ما خرج عن الكتب الالهية من اراء الخلق ومقالاتهم ما خرج عن الكتب الالهية من اراء الخلق ومقالاتهم. نعم وقول الله تعالى اه ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء روى النسائي وغيره عن النبي صلى صلى الله عليه وسلم انه رأى في يد عمر بن الخطاب بن الخطاب رضي الله عنه ورقة من التوراة فقال امتهوكون يا ابن الخطاب لقد جئتكم به بيضاء نقية لو كان موسى حيا واتبعتم وتركتموني ضللتم في رواية لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي فقال عمر رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد وبمحمد رسول ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين الدليل الاول قوله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء الاية ودلالته على مقصود الترجمة في وصف القرآن بانه تبيان لكل شيء والتبيان هو الايضاح وما كان موضحا لكل شيء اغنى عن غيره ولم يحتج الى غيره معه بهذا المعنى انشد ابن عباس جميع العلم في القرآن لكن اخر عنه افهام الرجال جميع العلم في القرآن لكن قاصروا عنه افهام الرجال فاصول العلوم النافعة هي مخبوءة في القرآن الكريم والدليل الثاني حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى في يد عمر بن الخطاب ورقة من التوراة الحديث اخرجه احمد بالروايتين المذكورتين وفي اسناده ضعف وعزاه المصنف الى المسائل تبعا لجماعة قبله منهم ابو العباس ابن تيمية الحفيد وتلميذه ابن كثير وليس الحديث بالنسخ التي بايدينا من سنن النسائي الصغرى ولا الكبرى وربما اتصل بهم في نسخة لم تصل الينا وهذا الحديث وان ضعف اسنادا لكن يروى معناه من وجوه يدل مجموعها على ان للحديث اصلا ذكره ابن حجر في فتح الباري ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه احدها في قوله ا متهوكون يا ابن الخطاب لقد جئتكم بها بيضاء نقية اي امتحيرون فالتهوك التحير والاستفهام للاستنكار فانكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ما فعله من النظر في التوراة لان النبي صلى الله عليه وسلم جاءهم ببيضاء نقية وما كان موصوفا بهذا الوصف كان كافيا للعبد مغنيا له عما سواه وما خرج عن هذا الوصف من سوداء مخلطة فانها ضرر على العبد والتسويد والتخليط كائن فيما خرج عن القرآن والسنة وخالفهما ولو كان في كتاب الهي ككتاب التوراة فغناة الناس وكفايتهم فيما يحتاجون اليه من امر دينهم ودنياهم هو في هذه الشريعة وتفاصيل ذلك ان فقدت كالمعارف الحادثة في الاعصار المتأخرة فدلائل اصولها موجودة في القرآن والسنة فكل ما ينتفع به الناس في امر دنياهم فاصل دليله الدال على اباحته موجود في كلام الله او في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وما لا يحتاج اليه من معارف الدنيا فان العبد منهي عن تعاطيه لعظيم اثره عليه فلا ينبغي للانسان ان يتوسع في الخروج عن الاستغناء بالقرآن والسنة الى غيرهما ومما بلي به المسلمون باخرة دخول الاستغناء بسوى الكتاب والسنة في معارفهم التي لا يحتاجون اليها كما شاع بينهم ولا سيما في جماعة من المتسرعة قراءة كتب الروايات الغربية فان هذا شيء لا يحتاجه الانسان بل هو من جنس السوداء المخلطة التي تشتت قلبه وتشغله وتخرجه الى ما لا ينفعه فلا ينبغي ان يتعاطاها الانسان وترويج ذلك تحت دعوى الاطلاع على ثقافة الاخر والانفتاح الحضاري كلها اسماء مبهرجة لا تغيروا حقائق الشرع فلا ينبغي ان يولج الانسان نفسه هذا المورد العطر الذي يؤول الى طلبتها على قلبه واسترساله معها حتى يتضرر ذكره بما يجده من المعاني المبثوثة فيها واذا كانت القراءة في كتاب الهي كالتوراة مذمومة فانما كان خارجا عنها عن الكتب الالهية اشد ذما المقصود ما لا يحتاج اليه من المعارف اما المعارف المحتاج اليها في امر الدنيا مما يكون عند غير المسلمين من الكفرة والمشركين فهذا بحمد الله توجد اصول دلائله في الكتاب والسنة وثانيها في قوله صلى الله عليه وسلم ولو كان موسى حيا واتبعتموه وتركتموني ظللتم وموسى عليه الصلاة والسلام معه التوراة فلو اتبعوه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا ضالين لانه لا هدى بعد انزال القرآن الا ما كان في القرآن فاغنى عما سواه وثالثها في قوله ولو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي فاذا كان الانبياء يتركون ما انزل عليهم ويتبعون ما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم فغيرهم اولى والكتاب المنزل عليه صلى الله عليه وسلم يغني عن غيره ولا يغني غيره عنه قال باب ما جاء في خذي عن دعوى الاسلام مقصود الترجمة بيان حكم الخروج عن الاسلام لانتساب الى غيره بيان حكم الخروج عن الاسلام بالانتساب الى غيره فدعوى الاسلام هي الاسماء الدينية التي جعلت له ولاهله فدعوى الاسلام هي الاسماء الدينية التي جعلت له ولاهله والخروج عنها هو التسمي بغيرها قول الله تعالى اماكم المسلمين من قبل وفي هذا الاية. عن الحارث الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال امرهم بخمس الله امرني بهن سمع والطاعة الجهاد والهجرة والجماعة انه من فارق الجماعة قيد شبر فقده فلا رفقة الاسلام من عنقه فانه فاقر اذا فانه من سارق الجماعة قيد شبر فقد خلع رفقة الاسلام من عنقه او الجاهلية فانه من جثى جهنم قال رجل يا رسول الله وان صلى وصام قال وان صلى وصام فادعو بدعوة الله الذي سماكم والمؤمنين عباد الله رواه احمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح وفي الصحيح من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته فميتته جاهلية وفيه هذه دعوى الجاهلية وانا بين اظهركم قال ابو العباس رحمه الله تعالى كل ما خرج عن دعوى الاسلام والقرآن من نسب او بلد او جنس او مذهب او طريقة فهو من عزاء الجاهلية بل لما اختصم مهاجري وانصاري فقال المهاجرين يا للمهاجرين وقال الانصاري يا للانصار قال صلى الله عليه وسلم ابدعوا الجاهلية وانا بين اظهركم رحمه الله ذكر المصنف رحمه الله لبيان مقصود الترجمة اربعة ادلة الدليل الاول قوله تعالى هو سماكم المسلمين من قبل وجلالته على مقصود الترجمة في ذكر ما سمى الله به عباده المتبعين لرسله فانه سماهم المسلمين فيما انزل قبل من الكتب وفي هذا اي في القرآن وتسميتهم بغير ما سماهم به الله عز وجل خروج عن دعوى الاسلام فان الله عز وجل بهم اعلم وحكمه عليهم اسلم واحكم ومن عدل عن ذلك فقد وقع فيما يسخطه الله سبحانه وتعالى فالخروج عن دعوى الاسلام من مباغض الله ومساخطه. والدليل الثاني حديث الحارث الاشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال امركم بخمس الحديث رواه احمد والترمذي والنسائي في السنن الكبرى وصححه الترمذي وابن خزيمة والحاكم فهو حديث صحيح ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه اولها في قوله فانه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه الا ان يراجع ومن مفارقة جماعة المسلمين الخروج عن دعوى الاسلام والربقة في الاصل عروة تعلق بحبل وتجعل في عنق الدابة او يدها وهو معروف بهذا الاسم الى يومنا هذا ومعنى الا ان يراجع اي الا ان يتوب وينزع عن قوله من الخروج عن دعوى الاسلام وثانيها في قوله ومن ادعى دعوة الجاهلية فانه من جثى جهنم الحديث ودعوى الجاهلية تشمل الانتساب الى كل ما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قد تقدم ان الجاهلية اسم لكل ما خالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وما نسب اليها فهو محرم والوعيد بجهنم تأكيد لحرمتها وعدم انتفاع العبد بصيامه ولا بصلاته بنفوز ذلك الوعيد فيه تحفيز بعد تأكيد تعظيما للمقام فاكد الله سبحانه وتعالى في هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاصل الكلي ان الخروج عن دعوى الاسلام والانتساب الى دعوى الجاهلية يستحق به العبد النار ولا ينتفع بصلاة ولا صيام بل ينفذ فيه ذلك الوعيد والاتيان بهذا الخبر على هذه الصورة الشديدة تهويل للامر ان يجتنب لان من اعظم المفاسد التي تحل عرى الاسلام دخول دعوة الجاهلية في الانتساب فينتسب العبد الى ما يخالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فيعظم ذلك في الناس ويفشوا فيخرجون بذلك عن الاسلام فتعظيما له وتشديدا خطره جاء هذا الوعيد الشديد فيه ومعنى قوله جثى جهنم اي جماعاتها فهو من الجماعات التي تصير الى جهنم واصل الجسوة الحجارة المجموعة ويروى هذا الحديث من جثي جهنم جمع جاث والجافي هو الذي يقوم على ركبتيه منتصبا عليهما فهو وعيد على وعيد للعبد ان يكون عدا الله واياكم ممن يقوم على ركبتيه في نار جهنم والعبد لا يقوم على ركبتيه الا في خطب مهول وامر عظيم مما يدل على بشاعة الجرم الذي اتاه من دعوى الجاهلية وثالثها في قوله فادعوا بدعوى الله الذي سماكم فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله فالامر بلزوم دعوى الاسلام ما سمى الله به عباده من الاسماء الشرعية كالمسلمين والمؤمنين وعباد الله دال على حرمة مقابلها من دعوى الجاهلية المذكورة في الحديث لانها خروج عن دعوى الله سبحانه وتعالى وهي دعوة الاسلام والحديث والدليل الثالث حديث فانه من فارق الجماعة كبرا فمات فميتة الجاهلية اخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ودلالته على مقصود الترجمة ان مفارقة الجماعة من دعوى الجاهلية ان مفارقة الجماعة من دعوة الجاهلية وانها خروج من دعوى الاسلام وانها خروج من دعوى الاسلام وتوعد من مات كذلك بالموت ميزة جاهلية دال على تحريمها لان ما نسب الى الجاهلية كما تقدم فهو محرم والدليل الرابع حديث ابي دعوة الجاهلية وانا بين اظهركم وهذا الحديث بهذا اللفظ انما يروى مرسلا من حديث زيد ابن اسلم احد التابعين رواه ابن جرير في تفسيره وفيه قصة والمعروف في الصحيحين حديث جابر بلفظ ابي دعوى الجاهلية ليس فيه وانا بين اظهركم فهذا اللفظ وهو وانا بين اظهركم ليس في الصحيحين وانما فيهما ابي دعوة الجاهلية في القصة التي اتسع فيها مهاجري انصاريا اي ضربه على مؤخرته فالكسع اسم لضرب المؤخرة فاعتزى كل منهما بعزاء فقال الانصاري يا للانصار قال المهاجري يا للمهاجرين فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قال ابي دعوة الجاهلية ودلالته على مقصود الترجمة في انكاره صلى الله عليه وسلم على من دعا بدعوى الجاهلية انكاره ذلك دال على تحريمه فالاستهام في قوله ابدعوى الجاهلية استفهام استنكاري يقصد منه الانكار على المتكلم بما ذكر في القصة وما ذكره المصنف رحمه الله تعالى من كلام ابي العباس ابن تيمية الحفيد يبين حقيقة دعوى الجاهلية وهي ترجع الى ما تقدم ذكره من ان الجاهلية كل ما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فمن انتسب الى غير ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو انتساب الى الجاهلية اذا كان مخالفا لدين النبي صلى الله عليه وسلم واضح يعني مثلا اذا قال الانسان انا سعودي هذا من دعوى الاسلام كم من دعوة الجاهلية جاهلية لماذا ما قال الاخ فعليك بالتوفيق اجمله فيه التفصيل بان يقال ان اراد بقوله ذلك الانتساب ان اراد بقوله ذلك الانتساب الى ارض تم بالسعودية كان ذلك جائزة فينسب هذا الى بلد اسمها السعودية فيكون سعوديا وينسب ذاك الى بلد اسمها مصر فيكون مصريا وهلم جرى ثم جر فهذا معروف عند النحاة باسم باب النسب والثاني ان يكون قائلا هذه القولة على ارادة الاستعلاء والافتخار بها وان ما كان من هذا الجنس فهو في زيادة وغيره في نقص هذا من عزاء الجاهلية لانه لا فضل عبد على اخر الا بالتقوى واضح بمسألة مهمة طيب لو قال انسان في السعودية انا من جماعة كذا وكذا وسمى جماعة من الجماعات التي انتشرت اسماؤها باخرة ونقصد الجماعة قومه وعشيرته التي ينسب اليه انما نقصد التي تواضع عليها الناس فهل هذا من عزاء الجاهلية؟ من دعوى الجاهلية او من دعوى الاسلام جواب لماذا لا نحن ما نقصد عشيرته وقومه انتسب الى لجنة او حزب او جماعة او طين او غيره نقول الجواب هذا من دعوة الجاهلية لان هذه البلد فيها جماعة فظمة تحت ولي امر منتظم حكمه فاذا كانت جماعة الاسلام في البلد قائمة فالجماعة واحدة والانتساب الى جماعة غيرها هو من دعوى الجاهلية هذه من المسائل العظيمة التي من وقر في قلبه الاسماء التي جعلها الله عز وجل لعباده لم يحتج معها الى غيره. كما انك لا ترضى بان تسمى باسم غير الذي سماك به ابوك فلا ترضى ان تسمى باسم لم يسمك به الله سبحانه وتعالى فقد جعل الله لك من الاسماء كالاسلام والايمان والعبودية له ما يغنيك عن سواها من الاسماء التي احدثها الناس نعم قال باب وجوب الدخول الاسلام كله وترك ما سواه مقصود الترجمة بيان وجوب الدخول في الاسلام كله بالتزام احكامه جميعا لا بعضها دون بعض والتأكيد بقوله كله للتفريق بين هذه الترجمة والترجمة المتقدمة باب وجوب الاسلام لان تلك الترجمة متعلقة بالدخول المجمل وهذه الترجمة متعلقة بالدخول المفصل هذه الترجمة متعلقة بالدخول المفصل يعني قوله فيما سبق باب وجوب الاسلام لا يخالف هذه الترجمة انه هناك قصد الدخول المجمل الى الدين وهنا قصد الدخول المفصلة الى احكامه جميعا حكما حكما. نعم وقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السر النكاح كافة الاية وقوله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك الاية وقوله تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء الاية قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه تبيض وجوب اهل السنة والائتلاف وتسوى الوجه اهل البدع والاختلاف وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على لمات على بني اسرائيل حذو النعل بالنعل حتى ان كان فيه من يتى امه علانية كان في امتي من يصنع ذلك وان بني اسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة وتمام الحديث قول قوله وتتفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في واحدة قالوا من هي يا رسول الله؟ قال ما انا عليه اليوم واصحابي ليتأمل المؤمن الذي يرجو لقاء الله كلام الصادق المصدوق في هذا المقام خصوصا قوله ما انا عليه اليوم واصحابي يا لها من موعظة لو وافقت من القلوب حياة رواه الترمذي ورواه ايضا من حديث ابي هريرة وصححه ولكن ليس فيه ذكر النار وفي حديث معاوية عند احمد وابي داود وفيه انه سيخرج في امة قوم تتجارى بهم تلك الاهواء كما يتجارى الكلم بصاحبه. فلا يبقى منه عرق ولا مفصل الا دخله قدم قوله ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمة ثمانية ادلة فالدليل الاول قوله تعالى يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ودلالته على مقصود الترجمة بالامر بالدخول في السلم اي الاسلام والامر للايجاب والتأكيد بقوله كافة اي كله يتضمن ترك ما سواه لان من خرج عن شيء منه فانه يقع فيما سواه والدليل الثاني قوله تعالى الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا الاية ودلالته على مقصود الترجمة في تمام الاية يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به فان الله سبحانه وتعالى عجب مستنكرا من فعل المنافقين الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل عليه صلى الله عليه وسلم وعلى الانبياء من قبله ووبخهم على ارادتهم التحاكم الى غير الله مع انه امرهم بالكفر بهؤلاء الذي يتضمن الانقياد لي ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الدخول في الاسلام كله وترك ما سواه فالاية في وجوب الكفر بما سوى الاسلام وتركه ولا يكون ذلك الا بالدخول في الاسلام قل له فدل على وجوب الدخول المفصل فيه والدليل الثالث قوله تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ودلالته على مقصود الترجمة في كون تفريق الدين باخذ بعضه وترك بعضه ليس من طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وهو بريء من ذلك ما لم يكن من طريقته وبرئ منه صلى الله عليه وسلم فهو محرم وقد جاء صلى الله عليه وسلم بالامر بالاجتماع على الدين كله وعدم اخذ بعظه وترك بعظه والدليل الرابع قوله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه واورد المصنف في تفسيرها قول ابن عباس تبيض وجوه اهل السنة والائتلاف وتسود وجوه اهله البدعة والتفرق وهو عند ابن ابي حاتم في تفسيره واللالكائي في شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة باسناد شديد الضعف لكن اسانيد التفسير يسامح فيها اذا كان المعنى المذكور من الكلام صحيحا وفي السنة ما يغني عن هذا الاثر فقد روى الامام احمد بسند حسن عن ابي غالب صاحب ابي امامة رضي الله عنه انه كان مع ابي امامة فرأى رؤوسا منصوبة على درج مسجدي دمشق فقال كلاب النار سر قتلى تحت اديم السماء خير قتلى من قتلوه ثم قرأ قوله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فقال له ابو غالب اسمعته من النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو لم اسمعه مرة او مرتين او ثلاثا او اربعا او خمسا او ستا او سبعا ما حدثتكموه فقراءة النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية تصديقا لما ذكره من حال الخوارج دال على صحة الاستدلال بها على اهل البدع وانها تجري فيهم كما تجري في غيرهم واصل سياق الاية في الكفار فمعنى قوله تعالى يوم تبيض وجوه اي وجوه المؤمنين ويوم تسود وجوه اي وجوه الكافرين روي هذا عن ابي بن كعب رضي الله عنه عند ابن جرير باسناد حسن ومما يندرج في هذا المعنى من البياض والسواد بياض وجوه اهل السنة لانهم اصدق اهل الاسلام وسواد اهل البدعة لانهم شر اهل الاسلام بقربهم من الكفر فلهم حظ من السواد الذي يكون للكفار يوم القيامة فالاستدلال لهذه الاية على المعنى الذي ذكر في كلام ابن عباس هو استدلال صحيح والدليل الخامس حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على امتي مات على بني اسرائيل الحديث اخرجه الترمذي في جامعه باسناد ضعيف من حديث عبدالله بن عمرو لا من حديث عبد الله ابن عمر فيكون العزو المذكور في كلام المصنف وهما او غلطا تتابعت عليه جميع النسخ فالنسخ الخطية التي بايدينا كلها فيها عن عبد الله بن عمر والحديث في الترمذي وغيره من حديث عبدالله بن عمرو والجملة الاخيرة منه تروى من حديث عوف بن زيد رضي الله عنه عند الطبراني في المعجم الكبير واسنادها ضعيف واما الجملة الاولى فلها شواهد في الصحيحين وغيرهما وجلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في ذكر الافتراء وموجبه اخذ بعض الدين وترك بعضه والوعيد عليه دليل حرمته والاخر ذكر ان النادي هو الباقي على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه والذي هم عليه هو الاسلام كله ووجب الدخول فيه جميعا والدليل السادس حديث ابي هريرة بمعنى حديث ابن عمر ولفظه افترقت اليهود على احدى او اثنتين فرقة وافترقت النصارى على احدى اسنتين فرقة وتفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة وليس فيه ذكر النار اخرجه اصحاب السنن والنسائي واسناده حسن وجلالته على مقصود الترجمة في ذكر افتراق هذه الامة والافتراق لا يكون الا باخذ الدين وترك بعضه والدليل السابع حديث معاوية رضي الله عنه وفيه فانه سيخرج قوم في وانه سيخرج في امتي قوم تتجارى بهم الاهواء في الحديث اخرجه ابو داوود وغيره باسناد حسن وفيه ذكر النار والكلب داء يصيب الانسان من عضة كلب لحقه كالجنون والكلب داء يصيب الانسان من عضة كلب لحقه الجنون مما يسمى ب تعاري الكلاب ودلالته على مقصود الترجمة في الوجهين المتقدمين في حديث ابن عمرو رضي الله عنهما ويضم اليهما وجه ثالث وهو تسميتهم اهواء والاهواء لا تكون الا ضلالا فتجاريهم بها يكون باخراجهم من هدي الاسلام الى ضلال البدع فيتركون ما يتركون من الاسلام ويأخذون ما يأخذون منه وهذا منهي عنه كما تقدم والمأمور به هو خلافه والدليل الثامن حديث ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية وهو عند البخاري قد تقدم في باب سابق في باب وجوب الاسلام ودلالته على مقصود الترجمة ان من ابتغى في الاسلام سنة الجاهلية فسيأخذ بعظ الاسلام ويترك بعظه ان من ابتغى في الاسلام سنة الجاهلية فسيأخذ بعض الاسلام ويترك بعضه وهذا منهي عنه ولا تكون السلامة منه الا بان يدخل العبد في الاسلام كله ومقصودنا فيما تلف ذكره غير مرة من اخذ بعض الاسلام وترك بعضه لا يراد به ان يعمل ببعض العمل ويترك بعضه ولو كان واجبا انما المقصود ان يجعل بعضه من الدين ولا يجعل بعضه من الدين فيتعصب لبعض احكامه ويترك بقية احكامه فلا يكون الدين عنده الا هذا كمن ينتسب الى طلب العلم فلا يرى الدين الا طلب العلم او من ينتسب الى الجهاد فلا يرى الدين الا الجهاد هلم جرة فمن وجد عنده هذا المعنى فقد ترك بعظ الدين واخذ بعظه واما من يرى ان العلم من الدين وان الجهاد من الدين وان كل احد يعمل منهما ما كتب الله سبحانه وتعالى له ومستقل ومستكثر فذلك جار على وفق الشرع وهذا اخر البيان على ما قري من الكتاب ونستكمل بقيته باذن الله تعالى بعد صلاة العشر او بعد صلاة العصر والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين