الصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث بالدين الصحيح وعلى اله وصحبه اولي الفضل الرجيح اما بعد فهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الاول من برنامج مفاتيح العلم في سنته الثانية اثنتين وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف في مدينته الثالثة مدينة الخرج والكتاب المفروغ فيه هو فضل الاسلام لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف وقد انتهى من البيان الى قوله رحمه الله باب ما جاء ان البدعة اشد من الكبائر نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اما بعد اللهم اغفر وعلى مقصود الترجمة تعظيم شر البدعة وبيان خطرها وان البدعة اشد ضررا من الكبائر والبدعة شرعا ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التقرب ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التقرب والكبيرة شرعا ما نهي عنه على وجه التعظيم ما نهي عنه على وجه التعظيم وتشمل كل من درج في هذا المعنى من الكفر والبدعة وما دونهما فالكفر باعتباره منهيا عنه على وجه التعظيم هو كبيرة العبء والبدعة باعتبار كونها منهيا عنها على وجه التعظيم هي كبيرة لكن اهل العلم اصطلحوا على جعل اسم الكبائر على من دالا على الذنوب المعظمة سوى الكفر والبدعة سيكون الاصطلاح العلمي للكبيرة غير الاصطلاح الشرعي فان الاصطلاح الشرعي للكبيرة يشمل الكفر والبدعة وما دونهما من الذنوب المعظمة بالنهي عنها اما في الاصطلاح العلمي عند علماء الاعتقاد فان الكبيرة اسم للذنوب المنهي عنها على وجه التعظيم سوى الكفر والبدعة وهذا هو مراد المصنف في قوله ان البدعة اشد من الكبائر يعني في عرف علماء الاعتقاد ووجه اشتداد البدعة وكونها اعظم من الكبائر ما فيها من استدراك على الشريعة ونسبتها الى النقص وان الشريعة لم تفي لما زاده صاحب البدعة وجعله من الدين ففيه نسبتها الى النقص ونسبة النبي صلى الله عليه وسلم الى عدم تبليغ الدين الله وفاعل كبيرة لا ينكر فعله الى الشرع بخلاف فاعل البدعة فان فاعل البدعة يجعلها دينا يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى فصارت من هذه الجهة ايضا اشد واعظم من الكبيرة فالذي يقارف شرب المسكر او غيره من الكبائر لا يجعل ذلك دينا ان من يرتكب بدعا يتقرب بها الى الله عز وجل فانه يجعلها جينا عنف بهذا المدرك شدة البدعة وعظمها وانها اعظم واخطر من الكبائر لكونها تدخل في الدين بخلاف الكبيرة فلا تعد منه وان فاعل الكبيرة لا يتقرب بها بخلاف صاحب البدعة فانه يتقرب بها ويطلب الاجر والثواب نعم وقول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به الاية وقوله تعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضله الناس بغير علم وقوله تعالى ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة. الاية وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج اينما لقيتموهم فاقتلوهم لاغفلنهم فيه ايضا انه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل امراء الجور ما صلوا وعن جرير ان رجلا تصدق بصدقة ثم تتابع الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من اجورهم شيء. ومن سن في الاسلام سنة جاهلية كان عليه وزرا يهاود وزر من عمل بها من بعده الى يوم القيامة. من غير ان ينقص من اوزارهم شيء رواه مسلم وله مثله من حديث ابي هريرة رضي الله عنه مما قال ومن دعا الى ضلالة. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة سبعة ادلة الدليل الاول قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في كون الشرك غير مغفور لمن مات عليه وان من مات على شيء دونه فهو تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى والذي دون الشرك منه البدع ومنه الكبائر والبدعة اشبه بالشرك من الكبائر لان المشرك يتعبد بما يفعله من الافعال الشركية تقربا كما ان المبتدع يتقرب بما يفعله من البدع فبينهما شبه يقوى به الحاق صاحب البدعة بالوعيد بعدم المغفرة ذنوبه اكثر من لحوق هذا الوعيد لصاحب الكبائر لان صاحب الكبيرة لا يجعلها دينا فلاجل ما بين الشرك والبدعة من الاشتراك في دعوة تقرب الحقت بها في شدة الوعيد في عدم مغفرة الله سبحانه وتعالى لاهلها وهذا وجه استدلال المصنف رحمه الله بهذه الاية على تقرير المعنى الذي ترجم له وهو ان البدع اشد واعظم من الكبائر والدليل الثاني قوله تعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا الاية وجلالته على مقصود الترجمة ان المبتدع ممن يفتري على الله كذبا ان المبتدع ممن يفتري على الله كذبا ليضل الناس بغير علم فلا احد اظلم منه وهذا الترتيب القرآني فمن اظلم وما كان من نظائله يكون معناه دائما انه لا احد اشد ممن يأتي بهذا الفعل ولا ابلغ منه في الاتيان به فاذا قال الله سبحانه وتعالى فمن اظلم ممن اي لا احد اظلم فلا يأتي احد بظلم اعظم ممن جاء به هذا واذا قال ومن احسن قولا الاية بل معنى انه لا يبلغ احد في الحسن مبلغ من يدعو الى الله سبحانه وتعالى وهلم جرا في الايات التي جاءت على هذا التركيب فما يجنيه المبتدع على الشريعة من الافتراء على الله اشد مما يركبه صاحب البدع وصاحب الكبائر لان صاحب الكبائر لا يجعلها دينا ولا ينسبها اليه. فلا يكون مفتريا كذبا اما المبتدع فانه يجعلها دينا فيقع في الافتراء على الله سبحانه وتعالى والدليل الثالث قوله تعالى ليحملوا اوزارهم كاملة الاية ودلالته على مقصود الترجمة انه كما ان الكافر المملة يحمل او زار من اتبعوه يوم القيامة فكذلك المبتدع المضل يحمل اوزار من تبعوه يوم القيامة فالمضل بغير علم المهدد بهذه الاية هو الداعي الى الضلالة وليس المدعو فان هذا الداعي يدعو غير معتمد على برهان صادق في دعواه ويلبس على من لا علم له من الخلق فيركبون هذه الضلالة وينفطون ظهورها تقربا الى الله سبحانه وتعالى فيكون من توئي مصيره ان يحمل اوزار هؤلاء القوم فيحمل وزرا الضلال والاضلال فيجمع بين شيئين قبيحين احدهما ضلاله في نفسه والاخر وظلاله غيره وهذا كائن في حق الداعي الى الكفر والداعي الى البدع ان الداعي الى الكبائر فانه يكون عليه من اثم اضلاله غيره ولا يكون اسمهم كاملا عليه وانما له حظ من ذلك وهذا من الفروق بين دعاة الكفر والبدع ودعاة الكبائر فدعاة الكبائر يكون لهم نصيب يكون لهم نصيب من ذنوب من تبعهم في ذلك واما دعاة الكفر والبدع فانه يكون لهم النصيب كاملا والدليل على ذلك اية وحديث فاما الاية فقوله تعالى من يشفع شفاعة سيئة من يشبع شفاعة سيئة يكن له ايش مثل منها اي نصيب منها فيقع عليه قدر وحظ من اسمي من تبعه في ذلك واما الحديث فما في صحيح من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل نفسا بغير حق كان على ابن ادم الاول طفل منها يعني حظ من ذنبه لان اول من سن القتل هو ان الابن ادم الاول قال ابن ادم الاول هذه ما ثبتت في شيء من الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا في كلام احد من الصحابة والتابعين فانما هي من كلام اهل الكتاب الذي جاء القرآن واتل عليهم نبأ ابني ادم وجاء في السنة ابن ادم الاول فينسب اليه كما جاء في هذا الحديث الاية المذكورة والحديث دالان على ان من دعا الى كبيرة فالسنة به فيها كان عليه كسل من ذنبها يعني حظ من ذنبها اما من دعا الى الكفر والبدع كان عليه من اوزار كانت عليه اوزار من تبعه لا ينقص من وزره شيء والدليل الرابع حديث اينما لقيتموهم فاقتلوهم في الخوارج وهو في الصحيحين من حديث علي رضي الله عنه ودلالته على مقصود الترجمة بالامر بقتالهم تقبيحا لبدعتهم وتعظيما شأنها ولم يأتي نظير هذا بالامر بقتال اهل الكبائر فهم ببدعتهم اشد من اهل الكبائر في كبائرهم والدليل الخامس حديث لئن لقيتهم ان لقيتهم لاقتلنهم قتل عاد اخرجه ابو داوود اخرجه شيخان في صحيحيهما من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ودلالته على مقصود الترجمة في خبره صلى الله عليه وسلم عن عزمه الصادق على قتل الخوارج حتما بمادة بدعتهم واستئصالا بشأفتهم ولن يأتي نظير هذا منه صلى الله عليه وسلم في اهل الكبائر فعلم ان البدعة اشد من الكبائر والدليل السادس حديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتال او قتل امراء الجور ما صلوا اخرجه مسلم بمعناه وامراء الدور هم امراء الظلم فالجور الظلم والظلم من الكبائر فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال هؤلاء مع كونهم من اهل الكبائر جاء عنه فيما سلف الامر بقتال اهل البدع فدل ذلك على شدة البدعة وانها اعظم خطرا من الكبيرة والدليل السابع حديث جريد ابن عبد الله ان رجلا تصدق بصدقة الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ومن سن في الاسلام سنة سيئة فالسنة السيئة هي البدعة لانها تنسب اليه مع براءة الدين منها ويبلغ تؤم عاقبتها على فاعلها ان من استن به مقتديا كان عليه وزر ذلك المقتدي فهو يحمل وزره ووزر من عمل بتلك السنة السيئة بخلاف الكبيرة على ما تقدم ذكره من انه لا يحمل اثمه كاملا وانما يكون له حظ من ذلك فدل هذا على ان البدعة اشتدوا من الكبائر كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى والدليل الثامن حديث ابي هريرة رضي الله عنه ولفظه من دعا الى هدى ثم قال ومن دعا الى ضلالة الحديث في صحيح مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من اتبعه لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا على ما تقدم بيانه وقوله في هذا الحديث من دعا الى ضلالة غسلوا السنة السيئة في الاسلام سنة السيئة بالاسلام هي الضلالة والضلالة جاءته مفسرة في احاديث عدة بانها البدعة نعم قال رحمه على باب ما جاء ان الله عن صاحب البدعة مقصود هذه الترجمة كمقصود سابقتها لكن من جهة اخرى وهي بيان شؤم البدعة على صاحبها وانها تجعله مستحقا لاحتجار التوبة عنه وهذا الحديث وهذه الترجمة المذكورة هي لفظ حديث يأتي ايراده في كلام المصنف رحمه الله تعالى فيما يستقبل ومعنى تجاري التوبة عنه عدم ترغيبه فيها ولا تمكينه منها ليس المراد انها لا تقبل منه بل من كان افرا والكفر اشد من البدع بالاتفاق اذا تاب تاب الله عليه ولكن الاحتجار المذكور في هذه الترجمة يراد منه عدم وقوع الرغبة في التوبة من البدعة في قلبه ولا تمكنه منها لماذا ماذا يقع هذا المعنى في قلبه بخلاف الكافر او فاعلي الكبيرة لانه يجعلها دينا تقوى في نفسه. نعم الله اكبر قال رحمه الله تعالى هذا مروي من حديث انس رضي الله عنه ومن مراسيل الحكم ومن مراسيل الحسن وذكر ابن وضاح عن ايوب قال كان عندنا رجل يرى رأيا فتركه اتيت محمد ابن سيرين فقلت اشعرت ان فلانا ترك رأيه قال انظر الى ماذا يتحول؟ ان اخر الحديث اشد عليهم من اوله يمرقون من ثم لا يعودون اليه. وسئل احمد بن حنبل رحمه الله وسئل احمد بن حنبل رحمه الله قراءة صحيحة مشكلة عندكم سئل احمد بن حنبل رحمه الله من هو؟ حنبل ليش ما قالوا ابوه اسمه اما نزل احمد بن محمد واحمد ابن حنبل فزع اسم مميز اول عندهم ام احمد ما اسمه بيته جماعة سموحة نسب الى جده لامرين احدهما ان فاهماك وهو طير فقام على قالته والاخر ان حنبلا هذا هذا داعية من دعاة بني العباس كان مشهورا دعوة الى بني العباس وله ولاية سلطة في قومه ونسب الى الاشهر من عمود نسبه وهو جده حنبل قيل احمد بن حنبل رحمه الله تعالى عما نادى ذلك فقال لا يوفق للتوبة. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمة ثلاثة ادلة الدليل الاول حديث انس رضي الله عنه مرفوعا ان الله حجب التوبة حديث اخرجه اسحاق ابن راهويه في مسنده الطبراني في الاوسط ولا يصح بل قال الذهبي في كان حديث منكر ويروى هذا الحديث ثلاثة الفاظ اجب اجزاء عجبا اجرى وحجز كلها بمعنى واحد ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة لانه مطابق للفظها والدليل الثاني حديث الحسن البصري مرسلا اخرجه ابن وضاح من بدع والنهي عنها وهو احسن ما يروى في هذا الباب مرسل عند المحدثين هذا حكم هذا حكمه الصحابي ما صام هذا هو ابو شوف اصحابه حزين ضعيف لا كان صحابي وهو ساقط ما شاء الله ذلك قول البيقوني وموسى ابنه في نظر طيب انت يرحل الحمى يعني بعبارة اسهل وهادشي اللي مرسل سلاحا ما اضافه التابعي النبي صلى الله عليه وسلم قلنا في ربه مرسل الحديث ما قد وصف برفع تابع له وضعف مرسل الحديث ما قد وصف برفع تابع له وضعف هذا البيت اعوجاجته جمع معنى المرسل وحكمه معناه ما رفعه التابعي الى النبي صلى الله عليه وسلم وحكمه الضعف عند جمهور المحدثين ودلالته على مقصود الترجمة كسابقه فهو موافق بلفظ الترجمة والدليل الثالث حديث يمرقون من الاسلام الحديث في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه لكن ليس عند مسلم ثم لا يعودون اليه والقصة التي ساقها المصنف صحيحة الاسناد الحديث فيها مرسل لكنه جاء في الصحيحين موصولا كما تقدم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ثم لا يعودون اليه لانه يتجارون مع اهوائهم لغلبتها على قلوبهم فلا يرجعون الى ما كانوا عليه من الدين الحق بل يرتبون ما جعلوه دينا من البدع ويثبتون عليه فهم بشرابهم من مستنقع الهوى امتلأت قلوبهم فلا ترجعوا ولا تنزعوا عما افترعته من البدع وجعلته اذا تتقرب به الى الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله تعالى اه بقول الله تعالى وضح وش معنى كلمة احمد لا يوفق اليها يعني لا يرغب لا يرغب فيها للمبتدع فقال الامام احمد رحمه الله تعالى قال سئل عن معنى الحديث قال لا يوفق للتوبة يعني لا يرغب فيها ان الله احتذر التوبة ان صاحبي عن كل صاحب بدعة يعني لا يوفق التوبة اي لا يرغب فيها ولا تتشوف نفسه اليها لانه يجعلها دينا قال رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى يا اهل الكتاب لم تحاجون فيه ابراهيم الى قومه وما كان من المشركين مقصود الترجمة بيان ان مآل صاحب البدعة الرغبة عن الاسلام بيان ان مآل صاحب البدعة الرغبة عن الاسلام فهي قنطرة تفضي بالعبد الى الخروج منه لانه يستحسن هذه البدع اتخذوها دينا فاذا تكاثرت خرج من دين الاسلام الى دين اخر هذا معنى ما سلف ذكره من كلام نوابغ الادباء في قولهم البدعة تركوا الشرك بدعة فرج الشرك فمعناها الصباح للايش نعم البدع معنى شرك هي البدعة سوف تفسد ايش معنى سورة تعرف سلوكية الصيد اسمع فتركوا الشرك يعني الشبكة المراد بها المؤمنون فينصبها الشيطان اي يزدلف اهل الاسلام من الاسلام الى غيره فيحسن لهم البدع فاذا تكاثرت فيهم رغبوا عنها الى دين اخر لذلك فان كثيرا ممن يقع في البدع من اهل الفرق ربما خرج من الاسلام الى غيره الجهمية الذين قال فيهم ابن القيم رحمهم الله تعالى ولقد تقلد كفرهم خمسون في سم عشر من العلماء في البلدان يعني كم عالم قل في عشر فيها هم بدأوا ببدعة ثم عظمت هذه البدعة حتى حكم كثير من العلماء كفرهم وانهم ليسوا من فرق الامة. نعم وقوله تعالى ومن يرغب عمي التي براهيم الا من سفي نفسه ايتين وفي حديث الخوارج وقد تقدم وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء انما اوليائي المتقون وفيه ايضا ذكر له شكر له ان بعض الصحابة قال ولا نام وقال الاخر اما انا فلا تزوج النساء. وقال الاخر واما انا فاصوم الدهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكني انام واقوم واصوم وافطر واتزود ودنسوا النساء واكلوا اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني فتأمل لذا كان بعض افاضل الصحابة لما ارادوا التبع في السنن العبادة. قال فيه هذا الكلام الغليظ. وسميت فعله رغوبا عن السنة. السلام تم فعله رغوبا وسمى فعله رغوبا فعله وسمى فعله رغوبا عن السنة. فما ظنك بغير هذا من البدع؟ وما ظنك بغير الصحابة ابى ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة الدليل الاول قوله تعالى يا اهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم الى قوله وما كان من المشركين ودلالته على مقصود الترجمة ان اليهود والنصارى لما تفرقوا واختلفوا رغبوا عن ملة ابراهيم وجادلوا فيه بغير علم فكذلك من ابتدع في هذه الامة فانه لاحق بهم مشابه فيما يفعله فعلهم سيكون له حظ من الرغبة عن ملة ابراهيم والدليل الثاني قوله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الاية دلالته على مفصول الترجمة في تمامها الا من سفه نفسه وسفه الدين يكون بالنفاق والكفر فمن خرج عن ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام من توحيد رب العالمين اصابه السفه ومستقل ومستكثر بحسب ما له من الرغبة والعدول عن ملة ابي الانبياء ابراهيم عليه الصلاة والسلام ومن رغب عن شيء مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فله حظ من السفه لانه راغب عن اصل دين ابراهيم عليه الصلاة والسلام فان دين الانبياء واحد انما يختلفون في تفاصيل الشرائع كونوا هذه الاية صادقة في تهديد صاحب البدعة بان مآله هو السفه برغبته عما جاء به الانبياء ومقدمهم ابوهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام سيأتي معنا ان شاء الله تعالى في شرح ثلاثة ذي الاصول بيان وجه كون الملة القويمة قرعة مستقيمة تنسب الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام مع كونه مسبوقا بجملة من الانبياء منهم ادم ونوح اتفاقا وادريس في اصح قولي اهل العلم رحمهم الله والدليل الثالث حديث الخوارج المتقدم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهمية الحديث متفق عليه من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ودلالته على مقصود الترجمة في مروقهم وعدم رجوعهم الى الاسلام لرغبتهم عنه الى البدع فمن رغب عن الاسلام في الوقوع في البدعة فله حظ من المروقة وهذا المروق المذكور في حديث الخوارج فيه على قولين احدهما انه مروق من الدين بالخروج عنه الى الكفر والاخر انه مروق من الدين بالخروج عن السنة الى البدعة والثاني قول الجمهور نقله ابو العباس ابن تيمية اجماعا عن الصحابة ان الخوارج ليسوا بكفار سيكون عروقهم مروقا عن الدين الكامل الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم الى ما احدثوه من البدع ولا يكونون كفارا والدليل الرابع حديث ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء وهذا الحديث لا يوجد بهذا اللفظ مع تتابع العلماء عليه وانما الموجود في الصحيحين ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء انما ولي الله صالح المؤمنين انما ولي الله فصالح المؤمنين هذا هو الحديث المعروف في كتب الحديث في الصحيحين وغيرها من حديث عبد الله ابن عمرو واما هذا المتن الذي ذكره جماعة منهم المصنف وغيره قبله فلا يوجد وكأنه دخل عليهم حديث في حديث اخر صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان اولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا ان اولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا اخرجه احمد وغيره واسناده صحيح سيكون قد تركب من هذين الحديثين حديث واحد وهذا يقع غلطا ثم يتتابع عليه الناس اذا اراد الانسان ان يميز الفاظ الاحاديث فلا بد ان يحققها واضح واضح كيف دخل الحديث الحديث اللي في الصحيحين ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء انما ولي الله وصالح المؤمنين والحديث الاخر اوليائي المتقون حيث كانوا من كانوا وحيث كانوا فركب منهما الحديث الذي اورده المصنف فدخل حديث في حديث مثل ايش اضرب لكم مثال في هذا ففي الحديث ان الهجرة تجب ما قبلها والحج يجب ما قبله والتوبة تجب ما قبلها الحديث تسمعونه ولكن الحديث بهذا اللفظ لا يوجد وليس في شيء من الكتب حديث التوبة تجب ما قبلها وانما الذي في صحيح مسلم حديث عمرو بن العاص فان الاسلام يجب ما قبله فدخل حديث في حديث وحديث في حديث توهمه الناس واشتهر عندهم على انه على هذا المعنى الذي على هذا اللفظ الذي ذكر وليس موجودا في الكتب وايضا كثيرا ما تسمعون عند من يدعو الى تبرع انه يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم ما نقص مال من صدقة بل تزد هذه لم تزده لا تصح طبعا ولا لغة فهي ليست مروية في الحديث بل من كيس الناس واما لغة فبل ليست جازمة فلا ينبغي ان يكون الفعل بل تزيده بل تزيده وليس بل تزيده فمثل هذه الالفاظ تجري بين الناس وتشتهر وربما نسبت الى النبي صلى الله عليه وسلم ودلالة هذا الحديث على مقصود الترجمة ان من احدث في الاسلام شيئا فقد برئ النبي منه فقد برئ النبي صلى الله عليه وسلم منه ولو كان ذا قرابة والبراءة منه تدل على سوء ما اتى به وتقطع ما بينه وبين المؤمنين من الموالاة فهم بريئون منه ومن فعله لانه بفعله رغب عن الاسلام فاستحق ان يتبرأ منه اهله يعني في قوله صلى الله عليه وسلم ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء تبرأ منهم بذواتهم ام لافعالهم بافعالهم لا لذواتهم فجاءت البراءة منهم لافعالهم فكذلك من ابتدع فقد رغب عن الاسلام فاستحق البراءة منه والدليل الخامس حديث انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له ان بعض الصحابة قال الحديث متفق عليه بالفاظ متقاربة ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من رغب عن سنتي فليس مني والمراد بسنته صلى الله عليه وسلم طريقته التي جاء بها وهي الدين طريقته التي جاء بها وهي الدين فالسنة يقع أسماء للدين كله سنة تقع أسماء للدين كله يعني حديث النواس ابن سمعان حديث العرباظ رضي الله عنه عليكم بسنتي المقصود بسنتي يعني بديني يعني بديني السنة تقع باسم الدين والرغبة عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم نوعان الرغبة عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم نوعان الاول الرغبة عنها الى غيرها لاعتقاد نقصها وكمال غيرها باعتقادي نصها وكمال غيرها هذا كفر اكبر مخرج عن الملة فمن اعتقد ان هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من هديه فهو كافر خارج من الملة والاخر الرغبة عنها الى غيرها مع عدم اعتقاد كونه اكمل الرغبة عنها الى غيرها مع عدم اعتقادي مع عدم اعتقاد كونه اكمل فذلك لا يخرج به العبد من الملة وهو على خطر عظيم فيكون قول النبي صلى الله عليه وسلم فليس مني ما معناه الوز الاول ما تبي ليس من ديني على اي معنيين لو ولع الثاني من رغب عن سنتي فليس مني اذا كان رغبته عن الدين لاعتقاده ان غيره اكمل فليس مني يعني ليس من اهل ديني ليس من اهل دينه فيكون كافرا وان كان بالمعنى الثاني فيكون معنى ليس مني اي انا بريء منه لاجل عظم ما جاء به من مع عدم خروجه من من الاسلام قال باب قول الله تعالى فاقم وجهك في الدين حنيفا في والله الذي مات عليه فيها مقصود الترجمة الامر بالاستقامة على الاسلام والثبات عليه امر اقامتي على الاسلام والثبات عليه لانه دين الفطرة لانه دين الفطرة والتحذير من البدع لانها تغيير للاسلام واعوجاج عنه من البدع لانها تغيير للاسلام واعوجاج عنه وقوله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب الاية وقوله تعالى ثم اوحينا اليك نتبع ملة ابراهيم حنيفا. الاية وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لكل نبي ولاة من النبيين. وان ولي من هم ابيهم. وان وليي منهم ابي وابرة ابي ابراهيم وخليلي وخليل ربي ثم قرأ ان اولى الناس بابراهيم من الذين اتبعوا هذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين. رواه الترمذي وله عنه ايضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر على اجسادكم ولا الى اموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم لهما عن عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا فرصكم على الحوض ولا يرفعن الي رجال من امتي لاناوي لهم لما احدثوا بعد كشف ولهما عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انا رددت انا قد رأينا اخواننا. قالوا اولسنا اخوانك يا رسول الله قال انتم اصحابي واخواننا الذين لم يأتوا بعد قالوا فكيف تعرف من لم يأت بعد منهم قال ارأيتم لو ان رجلا له خير غر محجلة بين ظهران خير دهم بهم الا يعرف خيره؟ قالوا بلى. قال فانهم يأتون غرا محجلين من الوضوء سرطان على الحوض الا ليزادن رجال يوم القيامة عن حوضي كما يزاد البعير الضال اناديهم الا هلم فيقال انهم قد بدلوا بعدك. فاقول سحقا سحقا. وللبخاري بينما انا قائم اذا زمرة حتى اذا عرفتهم وعرفوني خرج رجل بيني وبينهم فقال هلم فقلت الى اين؟ قال الى النار والله قلت ما لانهم قال انهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقرة. ثم اذا زمرة فذكر مثل له قال فلا اراه يخلص منهم الا مثل همل نعم. ولهما في حديث ابن عباس اقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم الاية ولهما عنه مرفوعا ما من مولود يولد الا على الفطرة. فابواه يهودانه او ينصب قرانه او يمجسانه كما تنتج كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء ثم قرأ ابو هريرة رضي الله عنه الله التي فطر الناس عليها الاية متفق عليه. وعن حذيفة رضي الله عنه قال كان الناس يسألون يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير من شر مخافة ان يدركني فقلت يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر. فجاءنا قاموا بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم. فقلت وهل بعد هذا الشر من خير فنعم وفيه دخن قلت وما دخنوه قال قوم يستنون بغير سنتي ويهتدون بغير بهذه تعرف منهم وتنكر قلت بل بعد هذا الخير من شر. قال نعم على ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوه فيها. قلت يا رسول الله صفهم لنا. قال قوم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا قلت يا رسول الله فما تأمرني ان ندركت ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم. قلت فان لم يكن لهم جماعة ولا امام كالفرق كله. قال فاعتزل تلك الفرق كلها الموت وانت على ذلك. اخرجه زاد مسلم ثم مات. قال يخرج الدجال معه. الله قال قال ثم ماذا زاد مسلم ثم ماذا؟ قال ثم يخرج الدجال معه نهر ونار فمن وقع في ناره وجب اجره وحط عنه وزره. ومن وقع في نهره وجب وزره وحط اجره قلت ثم ماذا؟ قال هي قيام الساعة. وقال ابو العالية تتعلم الاسلام فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط المستقيم فانه الاسلام ولا تنحرفوا عن الصراط شمالا ولا يمينا وعليكم بسنة نبيكم واياكم وهذه الاهواء. تأمل كلام العالية هذا ما جله واعرف زمانه الذي يحذر فيه من اللهو التي من اتبعها قد رغب عن الاسلام وتفسير الاسلام بالسنة والاسلام وخوفه على اعلام التابعين وعلماءه من الخروج عن الاسلام والسنة يتبين لك معنى قوله تعالى اذ قال له ربه واسلم وقولي تعالى وصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب وقوله تعالى من يرغب عني التي ابراهيم الا من شفع نفسه واشباه هذه الاصول الكبار التي ابن الاصول والناس عنها في غفلة. وبمعرفة هذا يتبين لك معنى الاحاديث في هذا الباب يقرأها واشباهها وهو امن مطمئن امن مطمئن انها لا تناله ويظن انها لا تناله ويظنها في ناس كانوا ايه يظنها ويظنها في ناس كانوا قال ويظنها في ناس كانوا فبانوا امنا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال خط لنا رسول قال صلى الله عليه وسلم خطا ثم قال هذا سبيل الله. ثم خط خطوطا عن يمينه وعن من شماله ثم قال هذه سبل الله هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليه وقرأ عن سبيله رواه الامام احمد والنسائي ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة عشر بريلا الدليل الاول قوله تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا الاية وجلالته على مقصود الترجمة ما فيه من الامر باسلام الوجه لله والاقبال عليه وذلك هو الموافق للفطرة لانه الدين المستقيم فمن بدله خرج عنه كله او بعضه والبدعة هنا في اسلام الوجه لله وتناقض الفطرة لان من سلم لله عز وجل واقبل عليه لم يعدل عن دين الرسول صلى الله عليه وسلم الى ما تمليه الاهواء فان فعل فقد ناقض ما يجده في قلبه من ضرورة الفطرة والدليل الثاني قوله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيها الاية ودلالته على مقصود الترجمة وصية ابراهيم ويعقوب عليهما الصلاة والسلام ابناءهما بلزوم الاسلام والموت عليه لانه دين الله المصطفى وشرعه المرتضى فمن رغب عن شيء منه اخل بوصية هذين النبيين الكريمين وليس وراء ما اصطفاه الله الا الرديء الحقيق بالطرح والالقاء كما قال تعالى فماذا بعد الحق الا الضلال والبدع من ذلك فمن اخترعها فقد ترك ما اوصى به النبيان الكريم ان ابراهيم ويعقوب عليهما الصلاة والسلام والدليل الثالث قوله تعالى ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا فامر باتباعها لكونها عنيفية تتضمن الاقبال على الله سبحانه وتعالى ومن الاقبال عليه الا يعبد الا بما شرع ولا يعبد بالاهواء والبدع والدليل الرابع حديث ابن مسعود حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لكل نبي ولاة الحديث رواه الترمذي في جامعه ولا يصح ودلالته على مقصود الترجمة في موالاته صلى الله عليه وسلم ابراهيم عليه الصلاة والسلام وكونه اولى النبيين به لما في دين ابراهيم من كمال الاقبال على الله عز وجل فعلم ان من خرج عن ذلك الدين الى ما تمليه الاهواء والظنون الفاسدة فقد ترك ما امر به من موالاة ابراهيم عليه الصلاة والسلام والدليل الخامس حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان الله لا ينظر الى اجسامكم الحديث رواه مسلم في صحيحه ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من بيان ان محل نظر الله من العبد هو قلبه وعمله ففيه من بيان ان محل نظر الله من العبد هو قلبه وعمله فهو احق بالرعاية واولى بالعناية واكد ما عني به ورعي فيه هو عبادته الله سبحانه وتعالى في الشرع المتبع لا بالهوى المبتدع والدليل السابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا انا فرضكم على الحوض متفق عليه ومعنى انا فرقكم اي انا متقدمكم اليه ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من بيان سوء عاقبتي العدول عن الصراط المستقيم وان من مال عن الصراط المستقيم عوقب بالحرمان من الشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم فاذا كان بعض من صحبه وكان معه يزاد عنه لاجل احداثه لقوله في الحديث انك لا تدري ما احدثوا بعدك فمن جاء بعدهم ممن لم يفهم النبي صلى الله عليه وسلم اذا احدث فانه اولى بالطرد والابعاد عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم كما قال القحطاني في نونيته يسقى بها السني اعظم اعذب يسقى بها السني اعظم اعجب شربة ويزاد كل مخالف فالتالي فكل من خالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم فهو مهدد بالزود عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم والدليل الثامن حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وددت ان قد رأينا اخواننا الحديث متفق عليه والسياق المذكور لمسلم اما لفظ البخاري فمختصر ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في فضيلة الاستقامة على الاسلام في فضيلة الاستقامة على الاسلام واستحقاق اخوة الرسول صلى الله عليه وسلم الدينية بها استحقاق اخوة الرسول صلى الله عليه وسلم الدينية بها والاخر عاقبة الاحداث بالمنع عن الحوض توء عاقبة الاحداث بالمنع عن الحوض على ما تقدم شرحه وفي هذا الحديث زيادة بيان ببراءته صلى الله عليه وسلم من المحدثين ودعائه عليهم لقوله صلى الله عليه وسلم تحقن سحقا والدليل التاسع او الدليل الثامن حديث بينما انا قائم فاذا زمرة الحديث اخرجه البخاري عن ابي هريرة ودلالته على مقصود الترجمة كسابقيه في ذكر سوء عاقبة الاحداث ومعنى قوله فلا اراه يخلص منهم مثل همل النعم اي لا ينجو منهم الا مثل همل النعم والنعم هي الابل وهملها ما يترك مهملا غير متعهد رعاية ولا عناية هذا قليل فان ارباب الابل يحفظونها وما شد عنها فصار هملا فهو قليل لذلك اشارة الى قلة الناجين والدليل التاسع حديث ابن عباس رضي الله عنهما فاقول كما قال العبد الصالح الحديث متفق عليه ايضا ودلالته على مفصول الترجمة في برائته صلى الله عليه وسلم من المحدثين المبدلين والعبد الصالح هو عيسى ابن مريم ووقع التصريح باسمه في صحيح البخاري والدليل العاشر حديث ابي هريرة رضي الله عنه ما من مولود الا يولد على الفطرة الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في الخبر ان الناس يولدون على الفطرة الموافقة للدين الذي تجيء به الانبياء فيه من الخبر ان الناس يولدون على الفطرة الموافقة للدين الذي جاء به الانبياء والتغيير والاحداث في دينهم خروج عن الفطرة والتغيير والاحداث في دينهم خروج عن الفطرة والدليل الحادي عشر حديث حذيفة قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير الحديث متفق عليه والزيادة التي ذكرها المصنف بعده وعزاها الى مسلم ليست في النسخ الموجودة منه بايدينا وانما رواها ابو داود في سننه وفي صحتها نظر فربما تكون في نسخة من الصحيح لم تصل الينا او ان المصنف اراد اصل الحديث ولم يرد لفظه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين عدهما ذكره صلى الله عليه وسلم ما سيقع من الاحداث تنفيرا منه فتحذيرا عنه ذكر صلى الله عليه وسلم ما سيقع من الاحداث تنفيرا منه وتحريرا عنه والاخر وصيته صلى الله عليه وسلم بالثبات على الاسلام نيته صلى الله عليه وسلم بالثبات على الاسلام للزوم جماعة المسلمين وامامهم للزوم جماعة المسلمين وامامهم فان لم يكن لهم جماعة ولا امام فليعتزل العبد تلك الفرق كلها ولو ان يعض على اصل شجرة حتى يدركه الموت وهو كذلك لانه اسلم له في دينه والدليل الثاني عشر اثر ابي العالية الرياح رحمه الله قال تعلموا الاسلام الحديث اخرجه عبد الرزاق في مصنفه باسناد صحيح وزاد فيه واياكم وهذه الامور التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء واياكم وهذه الامور التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء يعني الاهواء ودلالته على مقصود الترجمة في امره رحمه الله بتعلم الاسلام وعدم الرغبة عنه في امره رحمه الله تعلم الاسلام وعدم الرغبة عنه ولزوم صراطه المستقيم وتحذيره من الانحراف عنه شمالا ويمينا والوصية بالسنة والزجر عن الاهواء وهي ما يحدثه الناس من البدع المفرقة والشبه الممزقة التي يكون مآلها كما قال التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء فان كل صاحب هوى يعجب بهواه فيبغض من لم يكن معه على ذلك الهوى حتى يتصارم الابن مع ابيه والاخ مع اخيه فكل واحد منهما قنع بما صار في قلبه من الهوى فتعصب له وابغض من لم يوافقه عليه هذا من اعظم اثار الاهواء فهي لا تجمع الناس وانما تفرقهم وعلم ان الذي يجمع الناس هو السبيل والسنة والدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فاذا احدث شيء من هذه الاهواء فرق الناس فيه ما بين متعصب له واب الانقياد لمن يدعوه اليه فتقع بينهم العداوة والبغضاء بهذا والدليل الثالث عشر حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا الحديث رواه الامام احمد والنسائي وهو حديث صحيح كما ذكر الحاكم وابن القيم ودلالته على مقصود الترجمة في بيان ان سبيل الله عز وجل هو صراطه المستقيم صراطه المستقيم كما تقدم هو ايش هو الاسلام صراطه المستقيم هو الاسلام فمن خرج عنه يمينا او شمالا فقد وقع في السبل التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم وكل سبيل منها عليه شيطان يدعو اليه وهذه الشياطين منها ما نراه ومنها ما لا نراه لماذا ولكل سبيل عليها الشيطان يدعو اليه فمنها ما نراه منها ما لا نراه لماذا ان منها شياطين انسية ومنها شياطين جنية الشياطين الجنية لا نراه وشياطين الانسية نراها فكل سبيل من السبل المخالفة للشرع لها دعاة ينوبون عن الشيطان الاعظم ومنهم من هم من ابناء جلدتنا من الانس ومنهم من هم من الجن الذين لا نراهم فيوجب ذلك على الشيطان شدة التحرز والا يغتر بنفسه فانه اذ وقاها من شياطين الانس الذين يراهم فان ورائهم شياطين من الجن لا يراهم وفي اخبار ابي عبدالله احمد ابن حنبل انه لما احتضر كان يؤخذ فيغشى عليه فيقول لا بعد لا بعد فلما افاق مرة سأله وهو عبد الله عن هذا فقال ان الشيطان عرض لي وقال لي فتني يا احمد والتني يا احمد معنى فتني يعني السبب في ما عاد استطعت ان اضلت فقال الامام احمد ايش كان يقول لا بعد ولا بعد من شدة ايمانه يعلم انه لا زال مبتلى في الدنيا وانه لا ينجو الا اذا فارق الدنيا على الاسلام فهذه من الاحوال التي يعرض فيها شيطان الجني للانسان فيزين له الشر ومنه ما يكون في المنامات ان الشيطان يتصور لانسان في اخبار عبد القادر الجيلاني انه كان مرة في الصحراء بعيدا عن البنيان قاريا بنفسه يذكر ربه ويعد ذنبه فعرضت له صورة في سحابة وناداه يا عبد القادر اني انا ربك وش يصوف الان طوله الصورة وين هذا يعني فوق فقال له اني انا ربك واني قد احللت لك ما حرمت على الناس قال فيا عدو الله قال قد اضللت قبلك سبعين عابدا فكيف عرفت فقال لاني علمت ان الله لم يكن ليحل لعبد القادر ما حرم على محمد صلى الله عليه وسلم فضيلة العلم يلا الذي حرم على محمد صلى الله عليه وسلم لا يمكن يحل لعبد القادر لان محمد صلى الله عليه وسلم اكمل في العبودية. فكان احق بهذه الكرامة ان تكون له الشياطين الجن مع شياطين الانجاة منهم الا بدوام المجاهدة والتزود بالسلاح السلاح الذي تحتاجه في حرب هؤلاء هو ايش العلم ان يكون الانسان على علم وان يتمسك بالدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كشف الشبهات وانما الخوف على الموحد الذي ليس معه سلاح اللي ما معه علم يدفع به شياطين الانس والجن قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في غربة الاسلام وفضل الغرباء مقصود الترجمة بيان وقوع غربة الاسلام وفضل الغرباء وغربة الاسلام تكون بقلة العاملين به وانفرادهم عن غيرهم تكون بقلة العاملين به وانفرادهم عن غيره ولفظ الغربة شرعا يراد به البقاء على الهدي النبوي لفظ الغربة شرعا يراد به البقاء على الهدي النبوي فالغرباء شرعا هم الباقون على الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم المتمسكون به فما ذكر من الفضائل المأثورة والمناقب المذكورة فيما يستقبل من الاية والحديث بيد هؤلاء دون غيرهم فلا تكون الا لاهل الدين الكامل الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واضحة المسألة هذي مسألة مهمة الغرباء ليس كل مسلم من الغرباء الذين من الغرباء هم الذين يكونون على هدي النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين فاذا قيل ان المسلمين غرباء في الكفار غرباء في الناس بكثرة الكفار هذا فرض غربة نسبية ليست حقيقية وليست هي المرادة شرعا وانما الغربة الحقيقية هي غربة من يتمسك بالدين الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واظح الناس يقولون فغريبا للشيطان يقولون ولا ما يدرون يقولون كلام صحيح ان وجنتها ايش قليل من علماء ناس يقصدون ما غريب الا الشيطان يعني لا يشذ بحاله عن الناس الا بطل وهذا حق هذا الذي يقصدونه فهذه الكلمة بهذا المعنى صحيح لكن الاولى تركها لان اسم الغربة في الشرع ممدوح ام مذموم ممدوح فالاولى تركها هذه الكلمة لكن اذا اطلقها الناس هم يريدون هذا المعنى. نعم قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى فلولا كان من القرون من قبلكم ومن قبلكم اولو بقيتي ينهون عن الفساد الاية وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء رواه مسلم وروى الامام احمد من حديث ابن مسعود وفيه قيل ومن الغرباء؟ قال النزاع من القبائل في رواية الغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس. ورواه الامام احمد من حديث سعد ابن ابي وقاص وفي وطوبى يومئذ للغرباء اذا فتع اذا فتدنت وللترمذي من حديث كثير بن عبدالله عن ابيه عن جده طوبى للغرباء الذين يصلحون ما افسد الناس من سنتي ثعلبة كيف تقول في هذه الاية ثم من ظل اذا اهتديتم الاية قال اما والله لقد سألت عنها خبيرا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى فاذا رأيتم شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة. طيب لهذا واعجاب كل ذي واعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك. ودع عنك العوام فان من ورائكم ايام الصب ايام الصبر ايام الصبر القابض فيهن على دينه كالقابض على الجمر للعامل فيهن مثل اجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم رواه ابو داوود والترمذي اللهم عنهما ولفظه ان من بعدكم اياما الصابر فيها المتمسك بمثل ما انتم عليه اليوم له اجر خمسين منكم. ثم قال انبانا محمد بن سعيد قال اخبرنا ثم قال ان بنى محمد بن سعيد قال قال ابو سفيان قال اخبرنا وخلاص ثم قال انبأنا محمد بن سعيد قال اخبرنا سفيان ابن عيينة عن اسلم البصري عن سعيد عن سعيد اخي الحسن يرفعه استأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله ولم تظهر فيكم السكرة سكرة الجهل وسكرة حب العيش. وستحولون عن ذلك فالمتمسك يومئذ بالكتاب والسنة السنة له اجر خمسين. قيل منهم قال بل منكم وله بإسناده عن المعافرين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى للغرباء الذين يتمسكون بكتاب الله حين يترك ويعملون في السنة حين تخفى. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة تسعة ادلة الدليل الاول قوله تعالى فلولا كان من القرون من قبلكم اولوا بقية ينهون عن الفساد في الارض الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا قليلا ممن انجينا منهم فالنادي قليل والقليل غريب بين الكثير ونجاتهم دال ونجاتهم دالة على فضلهم وهذه الاية هي الاية القرآنية الدالة على غربة اهل الاسلام وفضلهم قد استدل بها الهروي رحمه الله في منازل السائرين ثم تبعه المصنف واستدلال الهروي بها دال على رسوف قدمه في في العلم والدين وقوة فهمه في القرآن كما ذكره ابن القيم في مرتبة الغربة من مدارج السالكين طرح منازل السائلين والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه بدأ الاسلام غريبا الحديث اخرجه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من فضل الغرباء وان لهم طوبى وطوبى اعلى من الطيب وطوبى بعلى من الطيب فلهم كل طيب فلهم كل طيب في الدنيا والاخرة وهم الفائزون بالحياة الطيبة في الدارين والدليل الثالث حديث ابن مسعود وفيه بمثل حديث ابي هريرة وزاد ومن الغرباء؟ قال النزاع من القبائل اخرجه احمد واصله عند الترمذي واسناد هذه الزيادة صحيح ومعنى النزاع من القبائل اي المتفرقون من اهلها فقبائلهم شتى اما الرواية الاخرى في حديث ابن مسعود الغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس فاخرجها الاجري في الغرباء باسناد ضعيف ولا تصح وانما صحت من كلام عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما عند ابن المبارك في كتاب الجهاد انه قال طوبى للغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس هذا ثابت من كلام عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ودلالته على مقصود الترجمة فسابقه مما فيه من فضيلة اهل الغربة وان لهم كل طيب والدليل الرابع حديث سعد رضي الله عنه وفيه فطوبى يومئذ للغرباء رواه الامام احمد ورجاله ثقات سوى ابن ابن لسعد وقعا هكذا مبهما والاظهر انه عامر بن سعد ابن ابي وقاص احد الثقات فيكون اسناده صحيحا ودلالته على مقصود الترجمة بسوابقه من بيان فضل الغرباء فيما يعد لهم من الاجر والثواب في الدنيا والاخرة مما تقدم ذكره من الطيب والدليل الخامس حديث عوف بن زيد جدي سفير ابن عبد الله طوبى للغرباء الحديث اخرجه الترمذي واسناده ضعيف ودلالته على مقصود ترجمته كسابقه وما فيه من ذكر معنى الاصلاح عند فساد الخلق هو معنى صحيح لان حقيقة الغربة ان يكون المرء صالحا مصلحا والدليل السادس حديث ابي ثعلبة الحسينية رضي الله عنه بل ائتمروا بالمعروف الحديث اخرجه اصحاب السنن الا النسائي واسناده ضعيف لكن له شواهد يتقوى بها ولا سيما جملة اجر العامل في ايام الصبر ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما بيان غربة الاسلام في ايام الصبر والقبض على الجمر فيالغربة الاسلام في ايام الصبر والقبض على الجمر والاخر ان للعامل فيها اجر خمسين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والدليل السابع حديث ابن عمر حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان من بعدكم اياما الحديث اخرجه ابن وضاح في البدع والنهي عنها واسناده ضعيف ومعناه فيما سبق من حديث ابي ثعلبة ودلالته على المقصود كدلالته لانه بمعناه والدليل الثامن حديث سعيد البصري اخي الحسن انكم اليوم على بينة من ربكم اخرجه ابن وضاح ايضا وهو ضعيف لارساله ودلالته على مقصود الترجمة حذو الحديثين السابقين فانه بمعناهما والحديث التاسع حديث بكر ابن عمرو المعافري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى للغرباء الحديث اخرجه ابن وضاح وهو ضعيف لارساله ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة وما فيه من نعت الغرباء ففيه نظر فان الله سبحانه وتعالى لا يزال يقيم في الارض من يأخذ بكتاب الله ويتبع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فلا يترك كتابه ولا تبطأ سنته الا اذا لم يبقى على الارض مؤمن فعند ذلك يبقى حثالة الناس وعليهم تقوم الساعة واما في قرون الخلق فان الفرقة الناجية والطائفة المنصورة باقية فيهم قال رحمه الله تعالى باب التحرير من البدع مقصود الترجمة التحذير من البدع بالتخويف منها وبيان خطرها لتجتنب فيفارقها العبد ويباعدها واكد المصنف رحمه الله تعالى هذا المعنى بختم كتابه بهذه الترجمة مع انه اشار الى بعض ذلك بقوله باب ما جاء ان البدعة اشد من الكبائر قوله باب ما جاء ان الله احتجر التوبة عن صاحبي عن كل صاحب بدعة فختم الباب بالتحذير من البدع تعظيما لشأنها وعن الارباض ابن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وزنت منها القلوب وذرفت منها العيون قلنا يا رسول الله كأننا موعظة مودع فاوصله قال اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة ان تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعظموا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة ضلالة قال الترمذي حديث حسن صحيح وعن حذيفة رضي الله عنه قال كل عبادة لا يتعبدها اصحاب رسول الله لا يتعبدها كل واحد كل عبادة لا يتعبدها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوها فان الاول لم يدع للاخر مقالا فاتقوا الله يا معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم رواه ابو داوود وقال عن ابيه قال اذا خرج مشينا معه مشينا. فاذا خرج مشينا معه الى المسجد فقال اخرجكم اليه جميعا فقال له ابو موسى يا ابا عبدالرحمن اني رأيت انفا في المسجد في امر انكرته والحمد لله لم ارى الا خيرا. قال فما هو؟ فقال ان عشت فستراه رأيتم في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي ايديهم حصى يقول كبروا مئة فيكبرون مئة فيقول فيقول هللوا مئة فيهللون مئة فيقول سبحوا ومئة فيسبحون مائة امرتهم ان يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم الا يفوت من حسناتهم شيء. ثم مضى ومضينا يا ابا عبد الرحمن حصن نعد به التكبير والتهليل والتسبيح فانا ضامن الا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم على ويحكم على يا امة ويحكم يا امة محمد ما اسرع ملكتكم هؤلاء اصحاب محمد بينكم متوافرون. وهذه ثيابه لم تبلى ثيابه وهذه ثيابه لم تبل وانيته لم لم تنكسر. والذي نفسي بيده انكم لعلى ملة هي من ملة محمد ويحكم يا امة محمد ما اسرع هلكتكم هؤلاء اصحاب محمد بينكم متغافرون وهذه ثيابه قالوا والله يا ابا عبد الرحمن ما اردنا الا الخير قال وكم من مريد للخير لم يصيبه لن يصيبه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا ان قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم والله لا ادري لعلى اكثرهم يكون منكم ثم تولى عنهم. قال عمرو قال عمرو بن سلمة رأيت عامة اولئك الحلق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج. والله اعلم بالصواب وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة الدليل الاول حديث العرباض قاده اصحاب السنن الا النسائي واسناده صحيح ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه اولها في امره صلى الله عليه وسلم باتباع سنته وذلك الامر يتضمن التحذير من البدع لانها ليست من سنته والثاني تصريحه صلى الله عليه وسلم بالتحذير منها لقوله واياكم ومحدثات الامور وثالثها في تسميته صلى الله عليه وسلم تلك المحدثات بالضلالات واخباره ان كل بدعة ضلالة والضلال يفر منه ويحذر عنه. والدليل الثاني حديث حذيفة كل عبادة رواه ابو داوود كما عزاه اليه ابو شامة المقدسي وتبعه جماعة وليس هو في نسخ سنن ابي داوود التي بايدينا ولم اجده عند احد موصولا فهو من الاثار المشهورة التي لم تروى باسناد بما في ايدينا فالله اعلم بصحته ودلالته على مقصود الترجمة في امره رظي الله عنه بلزوم الدين العتيق وترك ما يحدثه الناس من عبادات لم يتعبدها الصدر الاول والدليل الثالث حديث عمرو بن سلمة وفيه قصة رواه الدارمي باسناد حسن ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في انكاره رضي الله عنه وتغليظه عليهم فيما فعلوا والاخر تفرسه صلى الله تضرسه رضي الله عنه فيهم تفرسه صلى الله عليه وسلم تضرسه رضي الله عنه انهم يكونون ممن يقتل المسلمين يخرج عليهم فبذلك تحذير من فعل اهل البدع ولو كان صغيرا لانه يؤول الى عظيم هذا اخر البيان على هذا الكتاب وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين