والمنارة الثانية منزلة التأصيل ان التأصيل درجة من درجات التحصيل العلمي واطلاق القول على انالة العلم وحيازته كله خاضعة لمعيار التأصيل غلط اذ التأصيل جزء من طلب العلم وتحصيله فثمة مدارك اخرى لتحصيل العلم لا تندرج في اسم التأصيل فمثلا سعة الاطلاع وكثرة القراءة والرحلة في العلم والبحث والتصنيف الى غير ذلك كلها من سبل تحصيل العلم لكنها ليست مندرجة في اسم التأصيل فالتأصيل درجة من درجات تحصيل العلم وهذه الدرجة تشتمل على اربعة امور اولها تصور العلم وذلك بان توجد صورته في قلب المتعلم فيكون له فيه ادراك وثانيها الاحاطة بمتعلقات ذلك العلم وتكون تارة دلائل وتارة مسائل وتارة تكون قواعد واصولا وثالثها تمكين تلك المتعلقات في النفس بان تكون مغروسة فيها ثابتة كتبات الشجرة اذا غرست في ارض ورابعها رفع البناء العلمي عليها