والمنارة الثالثة اهمية التأصيل ان هذه الدرجة من درجات تحصيل العلم درجة لازمة لما تشتمل عليه من ابراز جادة يمكن سلوكها للوصول الى العلم فالعلم الذي يراد الوصول اليه لابد له من جادة توصل اليه وتلك الجادة يتكفل ببيانها نعت التأصيل العلمي وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى هذه الجادة في الحديث المخرج في صحيح مسلم من حديث سليمان الاعمش عن ابي صالح الزيات عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر حديثا وفيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة الحديث فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وجود طريق للعلم وهذا الطريق تارة يكون حسيا وتارة يكون معنويا وتختلف مشمولاته لكن المقصود الاعلام بان العلم له طريق يتكفل التأصيل بابرام هذه وبيانه ويتجلى فيه قول الله تعالى في سورة الملك افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى امن يمشي على صراط مستقيم وينتج من الاحاطة بهذه الاهمية دفع الاضرار الناشئة من الجهل بالتأصيل فما نراه من الشتات والفوضى والتعالم والفتور واشياء اخرى كلها ثمار سيئة لغياب تأصيل اما فهما وادراكا واما لحوقا وسلوكا