السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل للخير مفاتيح. والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث بالدين الصحيح على اله وصحبه اولي الفضل الرجيع. اما بعد فهذا المجلس الاول في شرح الكتاب الثالث من مفاتيح العلم في سنته السادسة سبع وثلاثين واربعمائة والف وثمان وثلاثين اي مئة والف بمدينته التاسعة مدينة البجادية. وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المعروف شهرة بالاربعين النووية للعلامة يحيى بن شرف بن مرين النووي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللحاضرين ولجميع المسلمين برحمتك يا ارحم الراحمين. قال المصنف رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين في كتابه الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام مشهورة بالاربعين النووية. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. قيوم السماوات والاراضين. مدبر الخلائق اجمعين بائث الرسل صلواته وسلامه عليهم الى المكلفين بهدايتهم وبيان شرائع الدين بالدلائل القطعية واضحات البراهين احمده على جميع نعمه واسأله المزيد من فضله وكرمه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الواحد القهار الكريم الغفار. واشهد ان محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله افضل المخلوقين. المكرم بالقرآن العزيز المعجزة المستمرة على تعاقب السنين وبالسنن المستنيرة للمسترشدين. المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين وال كل وسائر الصالحين. اما فقد روينا عن علي ابن ابي طالب وعبد الله ابن مسعود ومعاذ ابن جبل وابي الدرداء وابن عمر وابن عباس وانس ابن مالك وابيهم هريرة وابي سعيد الخدري رضي الله عنهم اجمعين. من طرق كثيرات بروايات متنوعات ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفظ على امتي اربعين حديثا من امر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء العلماء وفي رواية بعثه الله فقيها عالما. وفي رواية ابي الدرداء وكنت له يوم القيامة شافعا تهييدا وفي رواية ابن مسعود قيل له ادخل من اي ابواب الجنة شئت. وفي رواية ابن عمر كتب في زمرة العلماء حشر في زمرة الشهداء. واتفق الحفاظ على انه حديث ضعيف. وان كثرت طرقه. وقد صنف العلماء رضي الله عنهم في هذا الباب ما لا يحصى من المصنفات. فاول من علمته صنف فيه عبدالله بن المبارك. ثم محمد بن اسلم الطوسي العالم الرباني ثم الحسن بن سفيان النسوي النسوي وابو بكر وابو بكر الاجري وابو بكر بكر محمد بن ابراهيم الاصبهاني والدارقطني والحاكم. اعدني الحسن بن سفيان ثم الحسن. هم. ثم الحسن بن سفيان النسوي وابو بكر الاجري وابو بكر محمد ابن جري. الاجري. هم. وابو بكر الاجردي وابو بكر محمد بن ابراهيم الاصبهاني والدارقطني والحاكم وابو نعيم وابو عبدالرحمن السلمي وابو سعد المارني. وابو عثمان صابوني وعبدالله بن محمد الانصاري وابو بكر البيهقي وخلائق لا يحصون من المتقدمين والمتأخرين وقد استخرت الله تعالى في جمع اربعين حديثا اقتداء بهؤلاء الائمة الاعلام وحفاظ الاسلام. وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال. ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث. بل على قوله صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة ليبلغ الشاهد منكم الغائب وقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعد فاداها كما سمعها ثم من العلماء من جمع الاربعين في اصول الدين وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد وبعضهم في الزهد وبعضهم في الاداب وبعضهم في الخطب وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصديها. وقد رأيت جمع اربعين اهم من هذا كله. وهي اربع حديثا مشتملة على جميع ذلك. وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين. قد وصفه العلماء بان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلثه او نحو ذلك. ثم التزم في هذه الاربعين ان تكون صحيحة. ومعظمها في في حي البخاري ومسلم واذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها ان شاء الله تعالى ثم اتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها. وينبغي لكل راغب في الاخرة ان يعرف هذه الاحاديث لما اشتملت عليه من المهمات واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبره. وعلى الله الكريم اعتمادي. واليه تفويضي ينادي وله الحمد والنعمة وبه التوفيق والعصمة ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة ثم ثنى بالحمدلة ثم ثلث بالشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة وقرن الشهادة له بالصلاة والسلام عليه. وعلى سائر الانبياء والمرسلين. وال كل من وسائل الصالحين وهؤلاء كلهن من اداب التصنيف. فمن صنف تصنيفا استحب له ان يبتدأ كتابه بذلك واشار المصنف اشارة لطيفة الى مقصود كتابه. في قوله المخصوص بجوامع الكلم فان جوامع الكلم هي ما كان فيه اللفظ قليلا والمعنى جليلا والمذكور في هذا الكتاب هو من هذا الجنس وجوامع الكلم التي اوتيها النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما القرآن الكريم احدهما القرآن الكريم. والاخر ما صدق عليه الوصف المتقدم من احاديثه صلى الله عليه وسلم مما يكون فيه اللفظ قليلا ويكون المعنى جليلا. كاحاديث هذا الكتاب. ثم ذكر رحمه الله الحديث الذي هو معتمد المصنفين في الاربعينيات. وهو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث عديدة بروايات متنوعة في فضل من حفظ على هذه الامة اين حديثا؟ وهو حديث ضعيف باتفاق الحفاظ مع كثرة طرقه وساقه المصنف بقوله روينا وهذه الكلمة فيها لغتان احدهما ضم الراء وكسر الواو مشددة روينا والاخرى روينا بفتح الراء والواو مخففة وكلاهما لغة صحيحة تستعمل الواحدة في معناها. وكلاهما لغة صحيحة تستعمل الواحدة في معناها فمن قال روينا اي اجتهد هو في استخراج مروي مشايخه. اي اجتهد هو في راجي مروي مشايخه فرواه عنه ومن قال روينا اي تفضل علينا مشايخنا ببذل الرواية لنا. اي تفضل علينا مشايخنا ببذل الرواية لنا ثم ذكر المصنف جماعة ممن تقدمه ممن صنف في الاربعينيات واردفه بذكر الباعث له على تصنيف هذه الاربعين وهو امران واردفه بذكر الباعث له على تصنيف هذه الاربعين وهو امران. احدهما الاقتداء بمن تقدم من الائمة الاعلام حفاظ الاسلام الاقتداء بمن تقدم من الائمة الاعلام حفاظ الاسلام. والاخر بذل الجهد في لتبليغ الدين بذل الجهد في تبليغ الدين ونشر العلم. عملا بقوله صلى الله عليه وسلم ليبلغ الشاهد منكم الغائب. متفق عليه من حديث ابي بكرة رضي الله عنه وقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مني مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها. رواه ابو داوود والترمذي الترمذي من حديث زيد ابن ثابت واسناده صحيح ايضا وذكر المصنف في اثناء ذلك اتفاق اهل العلم على العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاسلام في فضائل الاعمال وذكر المصنف في اثناء ذلك اتفاق اهل العلم في العمل بالحديث في فضائل الاعمال وهو بامرين احدهما ان حكايته اجماعا فيها نظر والصواب انها قول اكثر كما حكاه المصنف نفسه في موضع اخر من كتبه انها قول الاكثر كما حكاه في موضع اخر من كتبه والاخر ان الصحيحة عدم العمل بالحديث الضعيف استقلالا عدم العمل بالحديث الضعيف استقلالا وانما يعمل به اذا قارنه الاجماع او قول صحابي او موافقة اصول الشرع وقواعده وانما يعمل به اذا قارنه اجماع او عمل صحابي او موافقته قواعد الشرع واصوله ومقاصده. فمتى وقع الامر كذلك جرى العمل به على ما هو مبين في موضعه ثم ذكر المصنف اخرا شرط كتابه وانه يرجع الى سبعة امور. ثم ذكر المصنف اخرا شرط كتابه وانه يرجع الى سبعة امور. اولها انه مشتمل على اربعين حديثا انه مشتمل على اربعين حديثا وهي كذلك بالغاء الكسر فان عدة تراجم الكتاب اثنان واربعون حديثا فان عدة تراجم الكتاب اثنان اثنان واربعون حديثا فان وابتدأه فقال الحديث الاول حتى بلغ قوله الحديث الثاني والاربعون. وباعتبار التفصيل فهو ثلاثة واربعون حديثا فان ترجمة الحديث السابع والعشرين فيها حديثان كما سيأتي ومن قواعد العرب في كلامها ان ما قل على ان ما قل عن نصف العقد فانه يلغى كالاربعة اربعين وثلاثة والاربعين والاثنين والاربعين فيقال فيها اربعون. كما ان ما زاد عن نصفه يلحق بما بعده ففي السادس والاربعين والسابع والاربعين يقال خمسون. وثانيها ان هذه الاربعين شاملة اصول الدين وفروعه ان هذه الاربعين شاملة اصول الدين وفروعه. وقارب المصنف في ذلك وترك شيئا للمتعقب واقدم من تعقبه هو الطوفي في شرح الاربعين واشهر من تعقبه هو ابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم. فانه زادها حتى بلغها خمسين حديثا وثالثها ان كل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين. ان كل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين وصف بانه نصف الاسلام او ثلثه او ربعه او مدار الاسلام عليه تعظيما لقدره وتعريفا بمقامه. ورابعها ان كل هذه الاحاديث صحيحة فيما اداه اليه اجتهاده ان كل هذه الاحاديث صحيحة فيما اداه اليه اجتهاده وخلف في بعضها كما ستعلمه في واضعه من الكتاب ومراده بالصحيح هنا الثابت المقبول فيندرج فيه الحسن ومراده بالصحيح هنا الثابت المقبول فيندرج فيه الحسن فما وقع في بعض تلك الاحاديث من قوله حديث حسن لا يخالف ما ذكره هنا من انها احاديث صحيحة لان الصحيح هو الثابت المقبول عنده. وخامسها ان معظمها في صحيحي البخاري ومسلم ان معظمها في صحيحي البخاري ومسلم. وعدة ما في الصحيحين منها اتفاقا وانفرادا تسعة وعشرون حديثا وعدة ما في الصحيحين منها اتفاقا وانفرادا تسعة وعشرون حديثا. وهذا يبين ان اصل العلم من السنة هما الصحيحان لكنهما لا يغنيان عن غيرهما فهما قد بلغا من مجموع هذه الاحاديث الاربعون تسعة وعشرين حديثا وبقية تلك الاحاديث من خارج الصحيحين. وسادسها انه يذكرها احذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعظم الانتفاع بها انه يذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم الانتفاع فان المقصود بالحفظ هو اللفظ النبوي المسمى متنا. فان المقصود بالحفظ هو اللفظ النبوي المسمى متنى ولا سيما في الازمنة المتأخرة. فحفظ الاسانيد زينة لا يشتغل به في المبادئ ولا في متوسط الطلب وانما اذا اوعب المرء في العلم وصار له قوة من حفظ وزيادة من رغبة في العلم فله ان يحفظ. اما الاشتغال بها في المبادئ والتوسط وقبل الانتهاء فهذا هلكة للمرء. وسابعها انه يردفها بباب في ضبط خفي الفاظها. انه يردفها بباب في ضبط خفي الفاظها الا يقع الغلط عند روايتها ويستغني به حافظها عن غيره بان لا يقع الغلط عند روايتها ويستغني به حافظها عن غيره. فمتى عرف ضبوط تلك الاحاديث صار ذكره لها صحيحا واغناه ذلك عن طلب السؤال عنها. لانه وقف في اخر هذا الكتاب على ضبط تلك الالفاظ وحفظ الاحاديث مضبوطة كحفظ الايات. لانه ربما اوقع في الغلط على النبي صلى الله عليه وسلم له بعض اهل العلم من الكذب عليه. فينبغي ان يتحرز الانسان عند حفظه الاحاديث بان يحفظها على الوجه الذي رويت به عن النبي صلى الله عليه وسلم صيانة لجنابه ومقامه من الغلط عليه في كلامه. نعم الحديث الاول عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او ان ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. رواه امام المحدثين ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل ابن ابن ابراهيم ابن المغيرة ابن بردزبة البخاري الجعفي وابو الحسين مسلم ابن الحجاج ابن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما الذين هما صح الكتب المصنفة هذا الحديث رواه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه والسياق المذكور مؤلف من رواياتهما للحديث. وقوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى جملتان تشتملان على خبرين. جملتان تشتملان على خبرين. فالجملة الاولى خبر عن حكم الشريعة على العمل فالجملة الاولى خبر على عن حكم الشريعة على العمل. والجملة الثانية خبر عن حكم الشريعة على العامل. والجملة الثانية خبر عن حكم الشريعة على العامل. فالاعمال معلقة بنياتها وكل عامل له من عمله على قدر نيته والنية شرعا ارادة القلب العمل تقربا الى الله ارادة القلب العمل تقربا الى الله ولما قرر النبي صلى الله عليه وسلم هاتين القاعدتين اردفهما بذكر مثال يتضح به المقال. فقال صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها ويراة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم عملا واحدا وذكر عاملين بنيتين. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم عملا واحدا. وذكر عاملين بنيتين. فالعامل الاول نيته من الهجرة الخروج الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فالعامل الاول نيته من الهجرة الخروج الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والعامل الثاني نيته من الهجرة اصابة الدنيا او نكاح امرأة اصابة الدنيا او نكاح امرأة فاما العامل الاول وهو من خرج الى الله ورسوله فقد وقع اجره على الله فقد وقع اجره على الله. ودل على ذلك بالموافقة بين العمل وجزائه. ودل على ذلك موافقة على العمل وجزائه. في قوله صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله لمن كانت هجرته الى الله ورسوله نية وقصدا كانت هجرته الى الله ورسوله جزاء واجرا. كانت هجرته الى الله ورسوله جزاء واجرا واما العامل الثاني الذي خرج ليصيب دنيا او امرأة يتزوجها او امرأة يتزوجها فانه حقر جزاؤه باظماره في قوله صلى الله عليه وسلم فهجرته الى ما هاجر اليه اي لم يصب من اجل الهجرة الا ما نوى فالاول تاجر والثاني نكح. فالاول تاجر والثاني نكح واختار النبي صلى الله عليه وسلم ضرب المثال بالهجرة دون امهات الاعمال المشهورة كالصلاة والصيام والزكاة والحج لماذا ماذا يقال من الناس من يصلي كذا ومن يصلي كذا او يصوم كذا او يصوم كذا اختار هذا لماذا قضايا طيب طيب يا مولانا اه طيب يا مولانا اذا تحدثت فارفع يدك حتى نعرف على اي خط تكلم تفضل تفضل بالمناسبة التي قيلت فيها عليها لان الهجرة عمل حادث لم تكن تعرفه العرب قبل الاسلام فان العرب شديد اللصوق بارضه الى يومنا هذا فلم يكونوا يتحولون عن ديارهم الا بغلبة عدو او في طلب ربيع ثم يخرجون ثم يرجعون اليه. لم يكونوا يتحولون عن بلادهم الا بغلبة عدو فيكونون مقهورين او في طلب ربيع ثم يعودون اليها فلما جاءت الشريعة بهذا ونزعهم من مألوفاتهم عظم النبي صلى الله عليه وسلم امر الهجرة ذكرها مثالا لهاتين القاعدتين العظيمتين في الدين. فان هذه القاعدة من امهات قواعد الدين. ويدخل فيها الدين كله. نعم الحديث الثاني عن عمر رضي الله عنه ايضا قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد. حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج جاء البيت وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال فاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال صدقت. قال فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال فاخبرني عن الساعة؟ قال ما المسئول عنها باعلم السائل قال فاخبرني عن اماراتها. قال ان تلد الامة ربتها ليش عن اماراتها يعني امارتها قال فاخبرني عن امارتها. قال ان تلد الامة ربتها. وان ترى الحفاة العراة العالة رعاة الشاء يتطاولون في البنيان قال ثم انطلق فلبست مريا ثم قال يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم. رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه وليس في النسخ التي بايدينا من صحيح مسلم قوله جلوس. فلفظه عنده بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الحديث وقوله حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه اي جلس الداخل الى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل معتمد ركبتيه هو ركبتا النبي صلى الله عليه وسلم فثوى جالسا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم والصق ركبتيه بركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ثم وظع كفي نفسه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم فمد اليه والقى بكفيه فجعلهما على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم. ثبت التصريح بهذه الصورة في حديث ابي هريرة وابي ذر الغفاري في قصة جبريل المروي عند النسائي. فالجاعل كفيه هو الداخل ام النبي؟ هو الداخل على النبي صلى الله عليه وسلم. وجعل موضع كفيه فخذي نفسه ام فخذي النبي صلى الله عليه وسلم فخذي النبي صلى الله عليه وسلم. واضح؟ طيب لماذا فعل هذا ليش فعل هذا كيف طيب وينك لينتبه للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا كان المعروف هذا تكملة جواب الاخ. لبيان شدة افتقاره الى جواب سؤال لبيان شدة افتقاره الى جواب سؤاله. فان من عادة العرب الى يومنا هذا انهم اذا ابتغوا حاجة في من شدة طلبها انطرحوا على مطلوبهم. فان من عادة العرب الى يومنا هذا انهم اذا ابتغوا حاجة انطرحوا على مطلوبهم لاظهار شدة احتياجهم. فاما ان يلقي بنفسه واما بان يلقي شيئا من ثيابه كعمامة او غيرها ففعل هذا وفق عادة العرب. ومن القواعد النافعة في معاني الايات والاحاديث النبوية خاصة ملاحظة احوال العرب الى يومنا هذا فان كثيرا من احوال العرب التي بقيت فيهم هي مما كان عليه من تقدمهم من ابائهم من اهل هذه الجزيرة فكثير من الاحاديث تأتي فيها المعاني على ما تعرفه العرب. وقد تقع عند بعض شراح الحديث على غير ما تعرفه العرب فيقعون في الغلط عليهم مثال صلاة الاوابين حين ترمض الفصال. قوله صلى الله عليه وسلم صلاة الاوابين يعني صلاة الضحى. حين ترمض الفصال. ايش معنى ترمض الفصال هم تبرك صغار الابل ليش تبرك اي نعم لان صغار الابل خفافها رقيقة فاذا اشتدت الرمظاء انس بالحرارة فبركت وذكر بعض الشرواح انها تكون باركة ثم تونس الحرارة فتقوم. وهذا غلط. والعرب الذين يعرفون احوال الابل لا يقولون هذا المعنى ابدا مثال اخر هذا قريب منكم نعطيكم مثال اخر ما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فراش للرجل وفراش لامرأته وفراش للضيف والرابع للشيطان. الرابع يعني ما زاد عن الحاجة سواء كان رابع او خامس او سادسة. بعض الناس يكون له ضيوف كثير فيتخذ كثير. لكن المقصود ما زاد عن حاجة طيب هذا واضح وثالث الضيف واظح والاول للزوج طيب الثاني لامرأته صح هذا الحديث والفراش للرجل وفراش لامرأته. معنى هذا يكون في البيت كم فراش؟ غرفة النوم كن فراشين فراش للرجل وفراش لامرأته هذه مشكلة هل هذا الفهم صحيح ام غير صحيح اللي يرى هذا المعنى لازم الليلة خلاص يصير فراشين عنده. نعم اي احسن هذا على عادة العرب يعني فراش لامرأته غير فراش الزوجية فان المرأة العربية لشدة عنايتها بالرجل كانت تتخذ فراشا ترضع فيه الصغير وتمرظ فيه المريظ من اولادها. وكان هذا الى وقت قريب حتى فسدت حياة الناس يعني كانت المرأة تتخذ فراش ما ترضع صغيرها على فراش زوجها ولا تأتي بالمريظ الذي عليه حمى ويئن تأتي به على فراش زوجها. وانما تتخذ فراشا اخر تجعله لهذه الاغراض فهذه الاحاديث وما كان في معناها انما تفهم باحوال العرب وهذا كثير خاصة في الاحاديث حتى ان بعض معاني الاحاديث تجدها في كلام من نسميهم العوام واضحة لانهم يعرفون ان هذا المعنى يكون لها العوام مثلا يفهمون ان معنى الساعة الوقت المستكثر من الوقت الوقت المستكثر من الزمن لكن نحن نفهم الساعة انها هي الستين دقيقة وهذا ليس صحيحا الساعة عند العرب الوقت المستكثر. وساعة الشتاء ليست كساعة الصيف عند العرب. فهي بين خمس واربعين دقيقة وخمس وستين او سبعين دقيقة. فمعانيه فهمهم لمعاني الحديث التي فيها الساعة خير فهمنا نحن. فمما ينبغي ان يعتني به طالب العلم مع معرفة احوال العرب الى يومنا هذا. لانها تعين على فهم الاحاديث النبوية وقوله يا محمد اخبرني عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله. الحديث فيه بيان الاسلام واركانه وستأتي في الحديث الثالث. وقوله فاخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته. الحديث فيه في بيان حقيقة الايمان واركانه. فاما حقيقة الايمان فالايمان له في الشرع معنيان فالايمان له في الشرع معنيان. احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فان انه يسمى ايمانا والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطلة فانها تسمى ايمانا. وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان او احدهما. فيكون معنى الايمان هنا الاعتقادات الباطنة. واما اركانه فانها ستة هي المذكورة في قوله ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وقوله فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه. الحديث فيه بيان حقيقة الاحسان كان. فاما حقيقة الاحسان فانه يقع في الشرع على معنيين احدهما معنى عام وهو الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم فانه يسمى احسانا والاخر خاص وهو اتقان الاعمال الظاهرة والاعتقادات الباطنة. اتقان الاعمال الظاهرة والاعتقادات وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاحسان بالاسلام والايمان او احدهما واما اركانه فله ركنان احدهما عبادة الله احدهما عبادة الله والاخر فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة ومقام المشاهدة اي قيام العبد بعمله كانه يشاهد الله قيام العبد بعمله كانه يشاهد الله ومقام المراقبة قيام العبد العبد بعمله مع استحضار اطلاع الله عليه. قيام العبد بعمله مع استحضار اطلاع اطلاع الله عليه فالاول في قوله اعبد الله كأنك تراه. فهذه المشاهدة. والثاني في قوله فان لم تكن تراه فانه يراك وهذه هي المراقبة وقوله فاخبرني عن امارتها اي علامتها فقد اعتذر عن النبي صلى الله عليه وسلم عن علم الساعة بقوله ما المسؤول عنها باعلى من السائد؟ فرغب اليه الداخل ان يخبره بعلامة تدل عليه فاخبره النبي صلى الله عليه وسلم بعلامتين فالعلامة الاولى في قوله ان تلد الامة ربته والامة هي الجارية المملوكة والامة هي الجارية المملوكة. والرب مؤنث الرب فهي سيدتها المالكة لها المصلحة لشأنها. فهي سيدتها المالكة لها المصلحة لشأنها والعلامة الثانية ان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاي يتطاولون في البنيان ان يتفاخرون في رفعه طولا. اي يتفاخرون في رفعه طولا فتنقلب حالهم من الحاجة والفقر الى الغنى والبطر. فتنقلب حالهم من الحاجة والفقر الى الغنى والبطر فانه وصفهم بما يدل على فقرهم بانهم حفاة لا ينتعلون. عراة لا يلبسون لا يستر عوراتهم عالة اي فقراء دعاء للشاة وهي اضعف الاموال عند العرب واتفق ذكر هاتين العلامتين للساعة بعد الاعتذار عن علمها بمناسبة هذا لصدر الحديث ما المناسبة بين ذكر الساعة وما ذكره اولا من الايمان والاحسان والاسلام يعني الان يتهيأ للمرء انه كان يتكلم في شيء ثم انتقل الى شيء اخر يعني صدر الحديث في الايمان والاسلام والاحسان. واخر الحديث في الساعة وعلاماته. ما المناسبة بين الصدر والاخر نعم ايش قصر الحياة اه احسنت يعني ان صدر الحديث فيما في بيان ما يطلب من العبد من الاعمال صدر الحديث فيما بيان ما يطلب من العبد من الاعمال. واخر الحديث في بيان وقوع الجزاء في المآل واخر الحديث في بيان وقوع الجزاء في المآل. فارشد العبد الى انه يطلب منه اسلام ويطلب منه ايمان ويطلب منه احسان فمتى يكون الجزاء عليها؟ اذا قامت الساعة نعم الحديث الثالث عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه وقوله بني الاسلام اي مثل الاسلام كبناء رفع على خمسة اركان اي الاسلام كبناء رفع على خمسة اركان والمراد بالاسلام هنا ايش الدين لا ليس الاستسلام. الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم. يعني المعنى الخاص للاسلام. يعني المعنى الخاص للاسلام. فالدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم قيامه على خمسة اركان فالركن الاول في قوله شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله. فالشهادة التي هي ركن الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة وذكر الركن الثاني في قوله واقام الصلاة والصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي ايش الصلوات الخمس في اليوم والليلة. وذكر الركن الثالث في قوله وايتاء الزكاة والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي ايش احسنت هي الزكاة المفروضة في الاموال المعينة. هي الزكاة المفروظة في في الاموال المعينة. وذكر الركن الرابع في لقوله وحج البيت والحج الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج بيت الله الحرام مرة واحدة في العمر وذكر الركن الخامس في قوله وصوم رمضان وصوم رمضان الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم شهر رمضان مرة واحدة في العام. في على ما قال الاخ هو صوم شهر رمضان كل سنة. فهذه المقادير هي حدود الاركان. فما زاد عنها وان كان واجبا لا يكون من جملة فمثلا من الزكاة الواجبة زكاة الفطر زكاة الفطر وهي ليست من الزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام. لان القرآن والسنة دل على ان الزكاة التي هي ركن ان هي زكاة المال وزكاة الفطر زكاة نفس وليست زكاة مال فما زاد عن هذه المقادير فانه وان كان لا يكون من جملة الركن وانما هو شيء خارج عنه. نعم الحديث الرابع سؤال من اهل العلم من ينسب شيئا الى الاركان فيقول وهذا هو الركن السادس في الاسلام مثل الجهاد مثل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك ما وجه كلامه هذا ما وجه كلامه احسنت المراد بكلامهم تعظيم شأنه انه لو قدر ان يكون للاسلام ركن سادس فهو الجهاد او الامر بالمعروف والناهي عن المنكر او غيرهم مما يذكره اهل العلم. فالمقصود عند اهل العلم تعظيمه. لا القطع بانه ركن سادس فاذا وجدت انسان قال من اهل العلم قالوا هذا الركن السادس من اهل الاسلام ما تقول هذا باطل لان اركان الاسلام خمسة لانه هو يعرف قبل ما تولد ان اركان خمسة ما يغفل هذا لكن هو يقصد التعظيم نعم الحديث الرابع عن ابي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك سوف ينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد. فوالذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار يدخلها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه والسياق المذكور مؤلف من رواياتهما فقوله ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما اي بكونه نطفة اي بكونه نطفة بالتقاء ماء الرجل والمرأة في الرحم. بالتقاء ماء الرجل والمرأة في الرحم فمحل الجمع رحم المرأة فمحل الجمع رحم المرأة وقوله ما يكون علقة مثل ذلك العلاقة هي ايش هي احسنت هي القطعة من الدم الغليظ تقدمت اين في تفسير سورة العلق. وقوله مثل ذلك اي كالمدة السابقة فيكون اربعين يوما علقة. وقوله ما يكون مضغة مثل ذلك ان يكونوا مضغة وهي القطعة من اللحم. فيكون قطعة لحم مدة اربعين ثالثة وقوله ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد ووقع عند البخاري التصريح بتقدم كتابة الكلمات قبل نفخ الروح فتكتب الكلمات اولا ثم تنفخ فيه الروح ثانيا وهذه الكلمات الاربع هي اصول المقادير وهذه الكلمات الاربع هي اصول المقادير وكتابة المقادير في الرحم تقع مرتين وكتابة المقادير في الرحم تقع مرتين الاولى كتابتها بعد الاربعين الاولى في اول الثانية كتابتها بعد الاربعين الاولى في اول الثانية. ثبت هذا في حديث حذيفة الغفاري رضي الله عنه عند مسلم والثانية كتابتها بعد الاربعين الثالثة كتابتها بعد الاربعين الثالثة. ثبت هذا في حديث ابن مسعود هذا في الصحيحين ثبت هذا في حديث ابن مسعود هذا في الصحيحين والقول بتكرار الكتابة هو الذي تجتمع به الاحاديث واختاره ابن القيم في كتاب التبيان وشفاء العليل. وتهذيب سنن ابي داوود وانتصر له انتصارا قويا وموجب ذلك ليش؟ ليش تكتب المقادير مرتين يعني تكتب مرة وحدة ويكفي ايش يكتب بعد الاربعين الاولى؟ ثم يكتب بعد الاربعين الثالثة ما الجواب ها عندك جواب ما الجواب نعم وموجب ذلك تأكيد نفوذ المقادير وانها لا تتخلف تأكيد نفوذ المقادير وانها لا تتخلف. فاحدنا اذا كتب اسمه بقلم ثم اعاد الكتابة عليه مرة ثانية كان اقوى في الكتابة وابين في الحرف فتعاد كتابة المقادير مرة ثانية بعد الاولى لتأكيد ان تلك المقادير نافذة لا تتخلف وقوله ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة الحديث اي فيما يظهر للناس ثبت هذا في حديث سهل ابن سعد في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يظهر للناس فالمذكور في الحديث باعتبار ما يعرفه الناس ظاهرا عنه. فالاول يعمل بعمل اهل الجنة فيما للناس وهو في باطنه يعمل بعمل اهل النار فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار يعني يغلب عليه ويظهر امل اهل النار فيدخلها. والاخر يعمل بعمل اهل النار فيما يظهر للناس. وله في باطنه عمل من عمل اهل الجنة فيغلب عليه عمل اهل الجنة في ظهر ويموت عليه فيدخل الجنة وموجب هذا وذاك ان الاول له خسيسة اردته. والثاني له خصيصة رقت فالاول له امر رديء في معاملته ربه. فهو فيما يظهر للناس من اهل الفضائل. لكن فيما بينه وبين ربه من اهل الخسائس واما الاخر فهو فيما يظهر للناس من اصحاب الخسائس لكن بينه وبين الله خصيصة اي عمل العظيم على وجه السر فالاول تغلب عليه خسيسته فترديه. والثاني تغلب عليه خصيصته فترقيه وهذا معنى قول سعيد بن جبير ان الرجل ليعمل الحسنة يدخل بها النار وان الرجل ليعمل السيئة يدخل بها الجنة فتفسيره كما ذكره ابن تيمية الحفيد وغيره ان عامل الحسنة عملها وبقي مشاهدا لها يمن بها على الله ويستعلي على خلق الله فادخلته النار والاخر عمل السيئة فبقيت بين عينيه. يخاف ضررها ويتخوف شررها. ويرجو من الله مغفرتها فهو يتخوف ان يؤاخذه الله بها. فرحمه الله لما في قلبه من المخافة فكانت سببا في دخوله الجنة فلذلك ينبغي للانسان ان يرعى باطنه اعظم مما يرعى ظاهره فان للناس الظاهر وبينك وبين الله الباطن وعظمت احوال السلف لانهم كانوا يراعون البواطن في السر في اعمالهم. فكان ابراهيم النخعي يقرأ القرآن قال فاذا دخل عليه احد ومصحفه منشور القى منديلا على مصحفه يعني ستره حتى لا يقال يقرأ القرآن وكان بعضهم اذا بكى من خشية الله وهو ايوب السختياني حرك انفه وصار يقول ما اشد الزكام وقال بعضهم وهو داوود ابن ابي ابن ابي هند بقي اربعين سنة وقد ذهبت احدى عينيه ولم تعلم به زوجته هذا من الصبر بينه وبين الله هذا عمل. وبقي بعظهم عشرين سنة يخرج من اهله بالطعام فلا يتناوله يتصدق به ما يقول لهم اني اتصدق عشرين سنة ويقول زوجته اني اتصدق الحين واحدنا اذا افطر وباقي خبز قال للمرة عطينا الخبز نتصدق به برا يعني ما يجعل السر بينه وبين الله ولا ينوي به لنفسه او لاهله او لاولاده كلهم. العبد دائما ينبغي له ان يراقب عمارة الباطن اكثر من عمارة الظاهر فان هذه ترجع عليه بالسكينة والطمأنينة والبركة والخير لانها صدق المعاملة مع الله فالذي تصدق معاملته مع الله سبحانه وتعالى يفيض الله عز وجل عليه بانواع الانعام في الدنيا والاخرة. والذي تسوء معاملته لله سبحانه وتعالى فان الله يعاقبه كحال هذا الذي يختم عليه بعمل اهل النار فيموت على عمل من عمل اهل النار اجاره الله الله واياكم من ذلك. نعم الحديث الخامس عن ام المؤمنين ام عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم. من عمل املا ليس عليه امرنا فهو رد. وقد علقها البخاري هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه باللفظ الاول. واما اللفظ الثاني فهو عند مسلم موصولة. واما البخاري فعلق اي لم يذكر اسناده كما سبق بيان معنى المعلق. وفي الحديث المذكور مسألتان عظيمتان فالمسألة الاولى بيان حقيقة البدعة فبينها النبي صلى الله عليه وسلم باربعة امور اولها انها احداث والاحداث هو عمل على غير مثال سابق. انها احداث والاحداث عمل على غير مثال سابق وثانيها ان ذلك الاحداث في الدين ان ذلك الاحداث في الدين اي منسوب اليه. ان ذلك الاحداث في الدين اي منسوب اليه. فليس في الدنيا فليس في الدنيا وثالثها ان ذلك الاحداث في الدين مما ليس منه ان ذلك الاحداث في الدين مما ليس منه اي لا يرجع الى اصوله وقواعده ومقاصده اي لا يرجع الى اصوله وقواعده ومقاصده. ورابعها ان المقصود منها التعبد فهي مفعولة على وجه العبادة لله. ان المقصود منها التعبد فهي مفعولة على وجه العبادة لله. رجاء التقرب اليه سبحانه وتعالى بفعلها والمسألة الثانية فالبدعة شرعا كما تقدم ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعب بدعة شرعا ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد. والمسألة الثانية في قوله فهو رد اي مردود فالبدع مردودة على اهلها لا تقبل منه. فالبدع مردودة على اهلها لا تقبل منهم وقوله في الرواية الثانية من عمل عملا ليس عليه امرنا اعم من الرواية الاولى فانه يشمل عملين فانه يشمل عملين. احدهما عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على امرنا عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على امرنا. وهي البدع المحدثات والاخر عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا لامرنا اي ديننا عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا لامرنا اي ديننا وهي المنكرات الواقعة وهي المنكرات الواقعات. فالحديث في الرواية الثانية اعم. لانه يتناول البدع المحدثات والمنكرات الواقعة فالحديث في الرواية الثانية اعم لانه يتناول البدع المحدثات والمنكرات الواقعة اما الرواية الاولى فهي مقصورة على البدع نعم الحديث السادس عن ابي عبدالله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه والوقائع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه. الاوان لكل ملك حمى. الا وان حمى الله الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه وفي الحديث بيان ان الاحكام الشرعية الطلبية نوعان. وفي الحديث بيان ان الاحكام الشرعية الطلبية نوعان احدهما احكام بينة فالحلال بين والحرام بين كحل شرب الماء وحرمة شرب الخمر كحل شرب الماء وحرمة شرب الخمر والاخر احكام مشتبهة متشابهة احكام مشتبهة متشابهة وهي التي لم يتبين وجهها من الحل والحرمة. وهي التي لم يتبين وجهها من الحل والحرمة وقوله لا يعلمهن كثير من الناس خبر عن تحقق علمها لكثير من الناس ايضا. خبر بتحقق علمها لكثير من الناس ايضا. فان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينفي علمها عن الناس كلهم بل نفاه عن كثير منهم. فيكون فيهم كثير يعلمون حكمها. وقوله فمن اتقى شبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه اي من تحرز من الشبهات وامتنع منها فقد حصلت له براءة دينه وعرضه. فقد حصلت له براءة دينه وعرضه فيسلم في دينه من جهة الله فيسلم في دينه من جهة الله. ويسلم في عرضه من جهة الناس وقوله ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام اي من تجرأ على الشبهات فانها تجرؤه على الحرام اي من تجرأ على الشبهات فانها تجرأه على على الحرام. فالشبهات مرقاة المحرمات فالشبهات مرقاة يعني سلم فالشبهات مرقاة المحرمات فهاتان الجملتان في قوله صلى الله عليه وسلم فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام تدلان على حرمة تناول الشبهة لمن لا يتبينه. تدلان على حرمة الشبهة لمن لا يتبين فالامر المشتبه لا يجوز الدخول فيه لمن لا يتبينه وهذا مما غلط فيه الناس كثيرا. فعندهم ان الذي يحرم هو الحرام الخالص. اما المشتبه شيقولون فيه يقولون ادخل فيه واذا اتفقوا المشايخ انه حرام اطلع منه تجده في المعاملات المالية التي تروج بين الفينة والفينة وتصير مشتبهة في اول امرها ثم يخلص الى حكم فيها فان الناس تتابعون عليها بسهولة تعاطيها. مع عدم تبينهم حكمها. وهذا حرام. وهو من اسباب فساد الاموال عند الناس باخرة. لما ضاعت الاموال وقلت بركاته ومن اعظم اسبابها الجراءة على الشبهات المالية. والواجب على الانسان ان يكف عنها. حتى يتبين له حرمتها فيكون كن قد امتنع او حلها فيدخل فيها ويكون على بينة من امره. وقوله صلى الله عليه وسلم كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه الى اخره ضرب مثال لذكر الشبهات من ان حال الخلق فيها كالراعي الذي تكون له بهائم ودواب يرعاها حول الحمى حين ما تمنعه الملوك من الارض لمصلحة خاصة او عامة. ما تمنعه الملوك من الارض لمصلحة خاصة او عامة فان من جاء ببهائمه فرعاها حول الحمى يوشك ان تلج بهائمه الحمى وتدخل فيه. فيؤخذ ويعاقب على ذلك. فيؤخذ ويعاقب على ذلك. فهذه حال من دخل في الشبهات فانه اذا دخل في الشبهات قربته من الحرام فوقع فيه وقوله الاوان لكل ملك حمى. الاوان حمى الله محارمه. اي لكل ملك معظم حمى يحميه واعظم الملوك قدرا هو ملك الملوك سبحانه وتعالى. ولذلك قال الاوان حمى الله محارمه فالمحرمات حمى لله. اي حمى الخلق منها بمنعهم. فالمحرمات حمى لله. اي حمى الخلق منها بمنعهم فمن تجرأ على الشبهات حول حمى المحرمات فانه يوشك ان يدخل حمى المحرمات فيقع في الحرام الخالص ثم قال صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة يعني قطعة من اللحم. اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب للاعلام بان السلامة من الشبهات والوقوف على البينات معلق بصلاح القلب وفساده ان الوقوف عن الشبهات والامتناع عن المحرمات معلق بصلاح القلب وفساده. فمن صلح قلبه اكتفى بالبينات ترك الشبهات ومن فسد قلبه تساهل في تعاطي الشبهات فافسدت عليه قلبه. فاذا فسد قلبه فسد دينه كله بلسانه وجوارحه. ومن حسان الاقوال قول ابن تيمية الحفيد في الفتاوى المصرية. القلب ملك البدن والاعضاء جنوده. فاذا طاب الملك طابتك جنوده. واذا خبث الملك خبثت جنوده. يعني حال الانسان في جسده لان القلب هو ملك بدنه وبقية الاعضاء جنود الله. فاذا طاب الملك طابت الجنود لا يتعاطى الا ما كان طيبا. واذا خبث الملك فان جنوده تخبث يصير لسانه لا يقول الا خبيث وجوارحه لا تسعى الا في خبيث. نعم الحديث السابع عن ابي رقية التميم ابن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم وحده البخاري فهو من افراده عنه. وقوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة اي مرد الدين كله الى النصيحة اي مرد الدين كله الى النصيحة. فمدار الدين هو على النصيحة. فمدار الدين هو على النصيحة فقيام الدين بوجودها. وذهاب الدين بفقدها. فقيام الدين بوجودها. وذهاب بفقدها والنصيحة هي قيام العبد بما لغيره من حق قيام العبد بمال غيره من حق. فكل ما ثبت كونه حقا فان اداءه الى صاحبه يسمى نصيحته. فكل ما ثبت كونه حقا فان اداءه الى صاحبه يسمى نصيحة وذكر في الحديث خمسة اعيان تجعل فهم النصيحة. فاولها النصيحة لله. وتانيها النصيحة لكتابه. وثالثها النصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم. ورابعها النصيحة لائمة المسلمين وخامسها النصيحة لعامة المسلمين وهذه الاعيان بينها فرق باعتبار المنفعة. فمنفعة النصيحة نوعان. فمنفعة النصيحة احدهما نصيحة منفعتها للناصح فقط نصيحة منفعتها للناصح فقط. وهي النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم والاخر نصيحة منفعتها للناصح والمنصوح معا نصيحة منفعتها للناصح لمن صح معا وهي النصيحة لائمة المسلمين وعامتهم وهي النصيحة لائمة المسلمين وعامتهم نعم الحديث الثامن عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وهو ان محمدا رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم الله تعالى رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه. واللفظ للبخاري وقوله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله الحديث اي امرت بمقاتلتهم حتى يأتوا بما يثبت به اسلامهم. اي امرت بمقاتلتهم حتى يأتوا بما يثبت به اسلامهم وشرائع الاسلام في ثبوت الاسلام نوعان وشرايع الاسلام في ثبوته نوعان. احدهما ما يثبت به الاسلام وهو شهادتان وهو الشهادتان ما يثبت به الاسلام وهو الشهادتان. فمن جاء بالشهادتين ثبت اسلامه والاخر ما يبقى به الاسلام بعد ثبوته ابتداء ما يبقى به الاسلام بعد ثبوته ابتداء واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة ولهذا ذكر في الحديث واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة. ولهذا ذكر في الحديث وقوله فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم اي حفظوا مني دماءهم واموالهم فالعصمة هي الحفظ فالعصمة هي الحفظ وعصمة الدماء والاموال نوعان. وعصمة الدماء والاموال نوعان. احدهما عصمة الحال ويكفي فيها الشهادة احدهما عصمة الحال ويكفي فيها الشهادة والاخر عصمة المآل اي العاقبة ولابد فيها من الاتيان بحقوق الشهادتين. ولابد فيها من الاتيان بحقوق الشهادتين ان فمن جاء بلا اله الا الله ثبتت له عصمة دمه وماله. لكن لا تبقى هذه العصمة ثابتة الا امتثال حقوق الشهادتين فلو قدر انه قال لا اله الا الله ثم لم يصلي ولم يزكي ولم يصم ولم يحج البيت ولا غير ذلك من اعمال الاسلام فانه لا تبقى له العصمة التي ثبتت اولا. وكذا لو قال لا اله الا الله وحفظ دمه وماله بقولها ثم على انه اتخذ صنما يعبده من دون الله وهو يقول لا اله الا الله. فحينئذ تزول عنه تلك العصمة. وقوله الا بحق الاسلام اي لا تزول عنهم تلك العصمة الا بحكم من شرع الاسلام اي لا تزول عنهم تلك العصمة الا بحكم من شرع الاسلام. وهو نوعان احدهما ترك ما يبيح دم المسلم او ما له من الفرائض. ترك ما يبيح دم المسلم او ما له من الفرائض والاخر انتهاك ما يبيح دم المسلم او ماله من المحرمات انتهاك ما يبيح المسلم او ماله من المحرمات. فمثلا ترك ما يبيح دمه او ماله من الفرائض مثل لو ترك الصلاة فانه عند كثير من الفقهاء يقتل وكذا في المال لو ترك الزكاة فانها تؤخذ منه قهرا فيستباح ماله باخذها ومن اهل العلم من يأخذ معها شطر ماله وهو وهي رواية عن الامام احمد والاخر وهو انتهاك ما يبيح دم المسلم او ماله كما لو قتل المسلم نفسا معصومة. فانه يقتل لانتهاكه المحرم في النفس المعصومة لو اثلف مالا معصوما فانه يؤخذ من ماله بقدر ما انتهكه من المحرم في المال المعصوم. نعم الحديث التاسع عن ابي هريرة عبدالرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم. فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه. واللفظ لمسلم لكنه قال فافعلوا منه. عوضا فاتوا منه. وفي الحديث بيان الواجب علينا في الامر في النهي والامر فاما الواجب في النهي فهو في قوله ما نهيتكم عنه فاجتنبوه واما الواجب في الامر ففي قوله وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم فالواجب علينا في النهي الاجتناب وهو ايش معنى الاجتناب الترك المواقعة مع المباعدة. ليس الترك فقط. ترك المواقعة مع المباعدة. فهو نهي عن المنهي وعن كل سبب يوصل الى المنهي فلذلك لفظ الاجتناب فيه معنى اعظم من الترك وهو ان تترك المنهي عنه مع الترك اسبابه الموصلة اليه. واما ما ما امرنا به فالواجب علينا فيه ان نأتي ما استطعنا ان نأتي فيه بما استطعنا منه. فتأتي في الواجب بما تستطيع. وقوله فانما اهلك الذي ان من قبلكم يعني يعني من اليهود والنصارى ليش ما هم فارس الروم بني اسرائيل يعني اليهود والنصارى هاه الاوقاف الذين قبلنا على من انزل عليهم الحين الا يأتي في بعض الاحاديث لليهود والنصارى؟ وفي بعضها فارس الروم الجواب؟ نعم نعم تأتي وخذوا هذه الفائدة العظيمة من ابن حجر رحمه الله ان اذا ذكر في الامور الدينية فالمقصود اليهود والنصارى. واذا ذكر في الامور الدنيوية فالمقصود فارس ذكرها في الجزء الثالث عشر من فتح الباري يعني الجزء الاخير. اذا ذكر من قبلكم في الامور الدينية فهم اليهود والنصارى في الامور الدنيوية فالمقصود فارس والروم فقوله هنا فانما اهلك الذين من قبلكم يعني اليهود والنصارى وكثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم وذكر هاتين الجملتين في اخر الحديث ما مناسبتهما لاول الحديث للحث على الاستسلام لامر الله وترك منازعته للحث على الاستسلام لامر الله وترك منازعته. فانه لا يمتثل ما امر به في النهي ان يجتنبه. وما امر به في النهي بان يأتي منه ما استطاع الا من استسلم لامر الله ولم ينازعه. نعم الحديث الاسر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى طيب لا يقبل والا طيبا وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين. فقال يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. وقال يا ايها الذين امنوا كلوا من الطيبات ما رزقناكم. ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء. يا ربي يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب لذلك؟ رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري واوله عنده ايها الناس ان الله لا يقبل الا طيبا. الحديث وقوله ان الله طيب اي متصف بالطيب اي متصف بالطيب المتظمن نفي النقائص والعيوب عنه سبحانه وتعالى. وقوله لا يقبل الا طيبا اي لا يقبل الا فعلا طيبا اي لا يقبل الا فعلا طيبا والمقصود بالفعل الايجاد فيشمل الاعتقاد والقول والعمل. فيشمل الاعتقاد والقول والعمل. فلا يقبل الله منها الا ما كانت والطيب منها ما كان خالصا لله متبعا فيه هدي النبي صلى الله عليه وسلم والطيب منها ما كان خالصا لله متبعا فيه هدي النبي صلى الله عليه وسلم وقوله وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين تعظيم للمأمور به. تعظيم للمأمور انه امر به المؤمنون وامر به سادتهم المرسلون. انه امر به المؤمنون وامر به هم المرسلون. والامر الذي يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم ولنا اعظم من غيره. كقوله تعالى يا ايها النبي اتق الله. وقوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقوله يا ايها الناس اتقوا ربكم مما يدل على تعظيم المأمور به في الايات الثلاث وهو التقوى انه مما اجتمع الامر المباشر للنبي صلى الله عليه وسلم ثم لخواص الناس وهم المؤمنون ثم للناس كافة والمأمور به في الايتين شيئان والمأمور به في الايتين شيئان احدهما الاكل من الطيبات والاخر العمل بالصالحة. احدهما الاكل من الطيبات. والاخر العمل بالصالحات ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اربعا من موجبات استجابة الدعاء. اربعا من مقتضيات اجابة الدعاء واردفهن باربع من موانع الاجابة وهذا من اكمل المبالغة في المبنى والمعنى فاربع باربعين. والاربع الاولى تقتضي اجابة الدعاء والاربعة الاخرى تقتضي منع استجابة الدعاء. فاما الاربع الاولى التي تقتضي اجابة الدعاء فاوله السفر فاولها السفر وذكر الاطالة لبيان شدة الاستحقاق وذكر الاطالة لبيان شدة الاستحقاق. فالسفر وحده كاف في الاجابة ولو كان سفرا قصيرا لكن ذكر الاطالة لبيان شدة استحقاقه حتى صار على حال من الشعث والغبر يعني تغير شعره واغبر جلده وثانيها رفع اليدين في الدعاء في قوله يمد يديه الى السماء وثالثها التوسل الى الله باسم من اسمائه الحسنى. وهو اسم الرب التوسل الى الله باسم من اسمائه الحسنى وهو الرب. ورابعها الالحاح عليه بتكرار سؤاله باسم الرب. الالحاح عليه بتكرار اسم الرب. فهؤلاء الاربع من مقتضيات اجابة الدعاء. فمن كان مسافرا ورفع يديه في دعائه وتوسل الى الله باسمائه. والح على الله في الدعاء فهؤلاء مما تستدعي اجابة دعائه من الله سبحانه وتعالى. واما الموانع الاربع فاولها هاء المطعم الحرام وثانيها المشرب الحرام وثالثها الملبس الحرام ورابعها الغذاء الحرام طيب لماذا ذكر الغذاء؟ هو ذكر الطعام والشراب كان يكفي الطعام والشراب ليش يقول الغذاء المساعدة غذاء للروح والمطعم للجسم احسن ايش طب والمطعم والمشرب ما ينبت منه الجسم تأكيد يعني ذكر الغذاء بعدهما للتأكيد ها يا حمود احسنت فهو الغذاء اسم لكل ما به تنمية البدن وتقويته اسم لكل ما به تنمية البدن وتقويته. فالنوم مثلا غذاء لكنه ليس طعاما ولا شرابا. النوم غذاء يعني يتغذى به البدن يتقوى وينمو. ومثله الدواء ايضا. فالدواء للحاجة اليه هو من جملة الغذاء. فاسم الغذاء اسم جامع لكل ما ينمي البدن ويقويه. ومن جملته الطعام والشراب لكن لا ينحصران لا ينحصران فيه. فالغذاء اعم منهما. فافرد بالذكر لانه قد يكون لانه يكون فيه افراد عليهما فقوله فانى يستجاب له يرحمك الله. وقوله فانى يستجاب له ان يبعد حصول اجابة دعائه ان يبعدوا حصول اجابة دعائه فليس المقصود في الحديث امتناع الاجابة. لانه ثبت في القرآن والسنة ان الله يجيب دعاء الكافرين انه ثبت في القرآن والسنة ان الله يجيب دعاء الكافرين وهم اسوأ حالا وهم اسوأ حالا من المؤمن العاصي. فالحديث للتخويف من ان من كانت هذه هذه حاله فانه تبعد اجابة دعائك. نعم الحديث الحادي عشر عن ابي محمد الحسن بن علي بن ابي طالب صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنهما قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك. رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح. هذا الحديث رواه الترمذي والنسائي. وزاد الترمذي فان الصدق طمأنينة والكذب ريبة زاد الترمذي فان الصدق طمأنينة والكذب ريبة. واسناده صحيح وفي الحديث بيان ان الواردات على القلب نوعان. وفي الحديث بيان ان الواردات على القلب نوعان. احدهم هما وارد مريب وهو ما ولد الريب في القلب احدهما وارد مريب وهو ما ولد الريب في القلب. والاخر وارد غير مريب وهو ما لم يولد الريب في القلب والاخر وارد غير مريب وهو ما لم يولد الريب في القلب وامرنا في الحديث ان نترك المريب وان نعمل بما ليس مريبا. وامرنا في الحديث ان نترك المريب ونعمل بما ليس مريبا. في قوله صلى الله عليه وسلم ودع ما يريبك اي ما يولد الريب الى ما لا يريبك اي ما لا يولد الريب والريب هو ايش الشك في ناس رايحين رافعين دينهم يعني يقولون الشك لا يستعجلون شوي شوي والريب هو قلق النفس واضطرابها. وهو قدر زائد عن الشك. والريب هو قلق النفس واضطرابها وهو قدر زائد عن الشك ذكره جماعة من المحققين منهم ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابو ابن رجب فالشك يكون فيه تداخل واما الريب فيكون فيه اختلال للنفس بما يعتريها من القلق والاضطراب. فاصل هذه المادة عند العرب هي الاضطراب والحركة. ومنه تسمية الناس للبن الخاثر بقولهم روب. هذي مبنية على اصل صحيح مبنية على اصل صحيح وهو ان الراء والياء والباء في كلام العرب او ما قام مقام الياء من حروف المادية انها لما كان فيه حركة واضطراب. وكلام العرب الذي يسمونه اليوم عامي كثير منه على اصول عربية وان وقع التحريف ببعض حروفه لان العرب الموجودين في بلاد العرب هم ممتدين الى من تقدمهم من ابائهم الذين كانوا ينطقون بالفصيح. فاصول بناء الكلام عندهم عربية حتى تجد من اسماء الالة الجديدة ما يجعلونها على بناء اصلي عند العرب الاولين لكن هذا يجري منهم سجية يعني بلا تكلف والذين يحللون هذا من فقهاء العربية قليل. اما فقهاء العربية قديما كان الانسان اذا سئل منهم عن شيء يخرج جعل اصله مباشرة المازني قيل له لماذا سميت الخير خيرا فقال بما في مشيتها من الخيلاء يعني في مشية الخير خيلاء فسموها الخير وقيل له لم سميت منى منى؟ قال لما يمنى فيها من الدماء يعني يسال فيها من الدماء تقربا لله. وذكر الزبيدي انه قال شيخ عبد الخالق ابن ابي بكر المزاجي لماذا يسمى الرئيس رئيسا قال لانه يأخذ برأس الرجل يعني له التصرف في الرجال فعد رئيسا لانه يأخذ برؤوسهم. فعامة ما يوجد من الكلام الذي يسميه الناس اليوم عامي عامته يرجع الى اصول عرف في قواعدهم ودائما اذا اردت ان تفهم كلام لا تذهب بعيد او احوال مثل ما ذكرنا تجد ان الكلام العربي موجود عند او الاصول العربية موجودة في احوال الناس مثل يعني بعض الاخوان في في الاحاديث الواردة في النوم اذكار النوم فيها اذا اتى احدكم ايش مضجعه او فراشه ما هو المضجع والفراش عند العربي الى وقت قريب ترى مكان النوم في الليل لان العرب لم تكن تتخذ في النهار مكانا للنوم. كانوا ينامون حيث انتهوا ولذلك اللي ادرك كبار السن يعرف هذا. تارة ينام تحت الوايت وتارة ينام في المجلس وتارة ينام في الصالة هذه حال العربي ثم الناس صاروا الان كل نومهم نهارا وليلا في موقع واحد نعم الحديث الثاني عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا هذا الحديث رواه الترمذي وابن ماجه ايضا من حديث ابي هريرة اسناده ضعيف والمروي في هذا الباب عن علي بن الحسين مرسلا ولا يثبت مرفوعا وهو قول جماعة من الحفاظ ومعناه صحيح فان قواعد الشرع واصوله ومقاصده تدل على صحة معناه وقوله ما لا يعنيه اي ما لا تتوجه اليه همته ولا تشتد به عنايته اي ما لا تتوجه اليه همته ولا تشتد به عنايته مثل ايش مثل ايش اللي ما يعني الانسان فضول ايش الكلام اذا ذهبنا نعدها ستطول ولذلك ردها الى اصول اجمل واكمل واصول ما لا يعني العبد اربعة واصول ما لا يعني العبد اربعة. اولها المحرمات وتانيها المكروهات وثالثها المشتبهات لمن لا يتبينها المشتبهات لمن لا يتبينها ورابعها فضول المباحات رابعها فضول المباحات وهو ما زاد عن قدر الحاجة منها وهو ما زاد عن قدر الحاجة منها فاي شيء يرجع الى واحد من هذه الاصول الاربعة فانه لا يعني احدنا فانه لا يعني احدا. فالمحرم لا يعنيه والمكروه لا يعنيه. والمشتبه الذي لا يتبين حكمه لا يعنيه. وفضول المباحات لا يعنيه ايضا مثل مثلا لو انسان عند اشارة ووقف جنبه واحد سيارة زينة فتح الشباك وقال له بكم شريت هالسيارة هذا يعنيه ولا ما يعنيه؟ لا يعنيه يرجع الى اي واحد فضول المباحات هذا من فضول الكلام لا تتعلق به به منفعة. نعم الحديث الثالث عشر عن ابي حمزة انس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ للبخاري فقوله لا يؤمن احدكم اي لا يكمل ايمانه اي لا يكمل ايمانه. فالمنفي هنا كمال الايمان والمذكور معه واجب فكل ما ذكر مع نفي الايمان يكون واجبا. فكل ما ذكر مع نفي الايمان يكون واجبا. ذكره ابن تيمية الحفيد في كتاب الايمان الكبير وابو الفرج ابن رجب في فتح الباري وقوله حتى يحب لاخيه اي المسلم فان عقد الاخوة الدينية يكون معه فقط. فان عقد الاخوة الدينية يكون معه فقط ومحبوب المرء لنفسه هو الخير. ومحبوب المرء لنفسه هو الخير. وقد وقع التصريح به في رواية النسائي حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه من الخير فالعبد مأمور ان يحب لاخيه المسلم ما يحبه لنفسه من الخير فمحبة ذلك واجبة فمحبة ذلك واجبة والخير اسم لما يرغب فيه شرعا والخير اسم لما يرغب فيه شرعا وهو نوعان احدهما خير مطلق ومحله الامور الدينية كالصلوات الخمس وبر الوالدين والاحسان الى الجيران والاخر خير مقيد ومحله الامور الدنيوية كالمال والزوج والولد فانها تكون خيرا من وجه وشرا من وجه اخر فانها تكون خيرا من وجه وشرا من وجه اخر. اذا تبين هذا فما كان من الدينية فمحبة العبد ذلك لاخيه واجبة كما يحبه لنفسه. فمحبة ذلك لاخيه واجبة كما يحبه لنفسه كمن يشتغل هو وغيره بحفظ القرآن او طلب العلم فمحبة ذلك الخير لاخيه كما يحبه لنفسه تكون واجبة. اما ما كان من الخير المقيد وهو هو الامور الدنيوية فان غلب على ظنه او قطع بانه خير له وجب ان يحبه لاخيه كما يحبه لنفسه وان غلب على ظنه او قطع انه يكون شرا على اخيه فانه لا يجب عليه ان يحبه له فالحديث مقيد بمحبة الامور الدينية او الامور الدنيوية التي يغلب على الظن انتفاعه بها واضح؟ محله الامور دينية او الامور الدنيوية التي يغلب على ظنه انتفاع اخيه بها. اما ما غلب على ظنه انه يضره فهذا لا يجب مثاله من كان متآخيين على طاعة فرآهما رجل ثري من اهل المسجد فاخبرهما بانه يريد ان يزوجهما ابنتيه واحدهما ثري غني كالمزوج والاخر فقير لا يجد من الدنيا شيئا فذلك الغني خاف على الاخر انه اذا تزوج الغنية ان يفسد دينه. فعند ذلك لا يجب عليه ان يحب لاخيه نكاح الغني وان احبه لنفسه نعم الحديث الرابع عشر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه. واللفظ لمسلم الا انه قال دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله لانه قال دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله والحديث المذكور مشتمل على ثلاثة اسباب تبيح دم المسلم. والحديث المذكور مشتمل على ثلاثة اسباب تبيح دم المسلم. ورويت احاديث فيها زيادة على هذه الثلاث. عامتها ضعاف وما صح منها فانه يرجع الى هذا الحديث فالحديث المذكور كما بينه ابن رجب يجمع اصول ما يبيح دم المسلم. يجمع اصول ما يبيح دم المسلم وهي ثلاثة اولها انتهاك الفرج الحرام. انتهاك الفرج الحرام والمذكور منه في الحديث الطيب الزاني وثانيها سفك الدم الحرام سفك الدم الحرام والمذكور منه في الحديث قتل النفس المعصومة قتل النفس المعصومة وثالثها مفارقة الجماعة مفارقة الجماعة وترك الدين مفارقة الجماعة وترك الدين المذكور في قوله والتارك لدينه المفارق للجماعة. فهؤلاء المذكورات هن اصول ما يبيح دم المسلم. وغيرهن يرجع اليهن فمثلا من قال من الفقهاء ان من وقع في فاحشة اللواط يقتل يرجع الى اي اصل الى الاصل الاول وهو انتهاك الفرج الحرام. نعم الحديث الخامس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم في الاخر فليقل خيرا او ليصمت. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه رواه البخاري ومسلم هذا الحديث من المتفق عليه فرواه البخاري ومسلم. واللفظ لمسلم فانهما اتفقا عليه بلفظ فلا يؤذي جاره فانهما اتفقا عليه بلفظ فلا يؤذي جاره. اما جملة فليكرم جاره فعند مسلم وحده وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث ثلاثا من خصال الايمان وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث ثلاثا من خصال الايمان فالخصلة الاولى قول الخير او الصمت عما عدا قول الخير او الصمت عما عداه والخصلة الثانية اكرام الجاري والخصلة الثالثة اكرام الضيف فاما الخصلة الاولى وهي قول الخير فالكلام الخير هو المرغب فيه شرعا فالكلام الخير هو المرغب فيه شرعا. فان لم يكن كذلك فالعبد مأمور بالصمت عنه. فان لم يكن كذلك فالعبد العبد مأمور بالصمت عنه واما الخصلة الثانية والثالثة فهما يشتركان في الامر بالاكرام فهما يشتركان في الامر بالاكرام وحد الاكرام موكول الى عرف الناس وحد الاكرام موكول الى عرف الناس. فما تعارف عليه الناس في كونه اكراما كان داخلا في المأمور به. فما تعارف عليه الناس في كونه اكراما كان داخلا في المأمور به فمثلا اذا تعارف الناس ان من اكرام الجاري عدم ايقاف السيارة امام بيته صار هذا مأمورا به وعلى هذا فقس ويفترقان في المأمور باكرامه. فالخصلة الثانية المأمور باكرامه فيها هو الجار. والخصلة الثالثة المأمور باكرامه فيها هو الضيف. فاما الجار فهو من هم احسنت واما الجار فهو الملاصق في السكنة. اي في محل السكن فانه هو الذي يسمى جارا. وجعل له الحق المرتب شرعا ولم يثبت حديث في تحديده فالاحاديث المروية في السبعة والاربعين وغيرهما لا يثبت منها شيء وتحديده مردود الى العرف فقد يكون في العرف السابع اقرب من الملاصق كيف كيف يكون السابع اقرب من الملاصق التواصل لا اه كيف يعني احسن يعني يكون السابع المشامت يعني المحاذي اقرب من الملاصق من الخلف. فتكون بيوت هؤلاء تفيض مثلا الى الجهة الشرقية وبيوت تفيض الى الجهة الغربية. فيكون السابع من المجاور على هذا السنت اقرب في التواصل من الملاصق على جهة الخلف انه لا يلاقيه فيعد السابع جارا ولا يعد الذي في الخلف جارا فهو موكول الى عرف الناس واما الضيف فهو من والبقية ما يعرفون ايش في الضيف لازم سفر يعني عبارة من اتاك من خارج بلدك قاصدك. ايه والضيف هو من مال الى احد من غير اهل بلده من مال الى احد من غير اهل بلده. فلا يسمى احد ضيفا الا بشرطين فلا يسمى احد ضيفا الا بشرطين. احدهما ان يكون من خارج البلد فانه اذا كان من داخل البلد يسمى زائرا تسمى زائرا والاخر ان يكون اتيا اليك بقصد النزول ان يكون اتيا اليك بقصد النزول فهو لم يتوجه الى غيرك. وانما توجه اليك فمن وجد فيه هذان الامران فانه يصير ضيفا يثبت له المأمور به من الاكرام. وهو عند الجمهور على وجه الاستحباب وعلى الراجح فان اكرام الضيف واجب وبهذا يتبين الحال. فمثلا من اتاك من اهل بلدك وانت في شغل وطرق عليك الباب فقلت له معتذرا انا في شغل فاتني في وقت اخر. فهذا الاعتذار يسعك ام لا يسعك يسعك فان كان من غير بلدك واتاك فاعتذارك يسعك ام لا يسعك؟ لا يسعك ويجب عليك ان تترك شغلك وتأتي له بحقه المأمور به شرعا من الاكرام. اما ما يتعارف عليه الناس من تسمية في البلد ضيفا او انهم يجعلون حقا لمن لم يقصدهم وانما اجتمعوا به من غير اهل البلد فهذه اشياء عرفية ترجع الى عرف الناس لكن الحقيقة التي اريد بها الشرع الضيف في الشرع هو ما كان في هذا المعنى. واضح؟ هم. طيب في الصحيح في قصة ابي الهيثم ابن التيهان رضي الله عنه لما قصده النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر ولم يجدوه ووجدوا زوجه فجاء بعد ورآهم فقال ما احد اليوم اكرم اضيافا مني يعني النبي صلى الله عليه وسلم وابا بكر وعمر ثم صنع لهم ما صنع من الطعام وكانوا خرجوا في حال جوع فسماهم كيف هذا؟ مع انهم ليسوا من خارج البلد واضح الاشكال ما الجواب نعم موافقتهم حال الضيف في الجوع الجوع يعني انت قربت بعدين بعدت ها اللهم صلي وسلم الاعتبار الاصل انه من مكة باعتبارهم قصدوا غيره ها يا اخي اللي تكلم انت قلت لك من قبل لا تكلم الا ترفع يدك الله يجزاك خير. تفضل ها تأمل ان يكون مجالا الاصل في الكلام الحقيقة عند البلاغيين الاصل في الكلام الحقيقة ما هي الحال طرقوا الباب جلسوا في البيت بدون يعني احسنت هذا اللي نقول عادات العرب الى يومنا هذا انهم سماهم اضيافا لموافقة حالهم حال الضيف فان العرب تدخل المرأة الضيف اذا لم يكن رب البيت فيه. ولا تدخلوا اهل البلد وهذا موجود الى يومنا هذا حتى ظعفت فانه اذا قصد احد ضيفا ينزل به ولم يجد اهله ولم يجده ووجد اهله فانهم يدخلونه البيت لكونه ضيفا اتيا من خارج البلد. اما ان كان انا من اهل البلد فانهم لا يدخلونه البيت. فسماهم اضيافا لموافقة صورتهم صورة الضيف عند العرب من دخول الرجل بيت غيره مع عدم وجوده وهذه عند العرب لا تكن الا في حال الضيف. وهم يرونها سائغة في حال الضيف بلديهم فانهم يرونها ممنوعة نعم الحديث السادس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصني قال لا تغضب تردد مرارا قال لا تغضب. رواه البخاري. هذا الحديث رواه البخاري وحده دون مسلم فهو من افراده عنهم قوله صلى الله عليه وسلم لا تغضب نهي عن الغضب يفيد تحريمه. وهذا النهي يتناول امرين وهذا النهي يتناول امرين احدهما تعاطي الاسباب المهيجة للغضب تعاطي الاسباب المهيجة للغضب. فمن علم ان شيئا ما يهيج غضبه فان تعاطيه محرم. فان محرم لانه منهي عنه والاخر النهي عن انفاذ مقتضى الغضب. النهي عن انفاذ مقتضى الغضب. اي ما يدعوه اليه غضبه فاذا دعاه غضبه الى البطش باحد وايقاع الاذى به وجب عليه ان يمتنع من ذلك فلا لداعي الغضب في نفسه. فالحديث يشتمل على النهي عن هذا وذاك والغضب المنهي عنه هنا هو الغضب لحق النفس. والغضب المنهي عنه هنا هو الغضب لحق النفس. اما الغضب لحق الله فهو مأمور به. واما الغضب لحق الله فهو مأمور به وهو من الحمية الدينية والحماسة الاسلامية. وهو من الحمية الدينية والحماسة الاسلامية كما كان ذلك ينتاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا انتهك حق لله عز وجل لكن مما ينبه اليه ان الغضب لله يجب ان يكون وفق ما يحبه الله ان الغضب لله وفق يجب ان يكون وفق ما يحبه الله. فان غضب لله بما لا يحبه الله كان فعله محرما فاذا غضب لله بغير ما يحبه الله كان فعله محرما فمثلا من خرج الى الصلاة وقد اقيمت فمر بقوم جالسين فامرهم بان يصلوا فقال له احدهم اشتغل بحالك فغضب ونظر يمنة فوجد عمودا عظيما فاخذه واقبل عليهم فشج رؤوسهم. حتى مددهم على الارض ففعله هذا محرم لانه لم يغضب لله بتركهم الصلاة وفق ما يحبه الله. بل تعدى على هؤلاء وظهور المسلمين محمية يعني لا يجوز التعدي بالظرب على احد من المسلمين الا بحق. ولذلك هذي اللي يسمونها المضاربات تراها محرمة اشد التحريم. لان فيها عدوان على بالاذية في ابدانهم. فلا تجوز بحال وليست مظهرا من مظاهر القوة. النبي صلى الله عليه وسلم قال انما القوي من يملك نفسه عند السرعة من يملك نفسه عند شدة الغضب. هذا هو القوي يعني الذي يصنع الناس الرجال الطيب اللي يكون قوي هو الذي يملك نفسه. فلا يجعل غضبه الا فيما يحبه الله سبحانه وتعالى. اما الذي يحرك كل شيء فهذا ليس رجلا قويا في عقدة رأيه. ولذلك صار من سفاهة الناس في هذا انهم لا يبالون باي شيء ضربوا. وكان العرب ترى الضرب بالسلاح عيبا الا في حرب العرب تعده عيب من اعظم العيب ما كانوا يضربون بالسلاح الا في حرب واما ما عدا الحرب لا يضربون به ثم صرت الان عند اتفه سبب بعض الناس يضرب بالسلاح فيقتل مسلما لاجل موقف سيارة هذا كله من عدم ملاحظة هذا الامر في حرمة دماء المسلمين وظهور المسلمين وابدان المسلمين. فهذا الذي ظرب هؤلاء غظبه لله وفق ما يحبه الله ام بغير ما يحبه الله؟ بغير ما يحبه الله فيجب اذا غضبت لله ان تغضب كما يحبه الله سبحانه وتعالى. نعم الحديث السابع عشر عن ابيه عن شداد ابن اوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب الاحسان على كل شيء فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة. وليحد احدكم شفرته وليحد احدكم شفرته فليرح ذبيحته. رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري واوله عنده اثنتان حفظتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ان الله كتب الاحسان. ثم ذكر الحديث ووقع عنده فاحسنوا الذبح بدل فاحسنوا الذبحة وقوله صلى الله عليه وسلم ان الله كتب الاحسان على كل شيء الكتابة المذكورة فيه تحتمل معنيين الكتابة المذكورة فيه تحتمل معنيه. احدهما ان تكون الكتابة قدرية اي ان الله قدر الاشياء على احسن وجه اي ان الله قدر الاشياء على احسن وجه والاخر ان تكون الكتابة شرعية اي ان الله امرنا بالاحسان الى كل شيء اي ان الله امرنا بالاحسان الى كل شيء والحديث صالح للكتابتين لكن تمامه يدل على ارادة الكتابة الشرعية. لكن تمامه يرد يدل على ارادة الكتابة الشرعية في قوله فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة فهذان امران شرعيان فهذان امران شرعية وقوله فاذا قتلتم فاحسنوا قتله واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة ضرب مثال للاحسان فيما امر بقتله من الناس او ذبحه من البهائم والاحسان فيه ايقاعه وفق الصفة الشرعية والاحسان فيه ايقاعه وفق الصفة الشرعية. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وليحد احدكم شفرته. يعني الة الذبح وهي السكين فليرح ذبيحته لانه اذا كانت السكين حادة كان ذلك انجع في الاجهاز على المذبوح. واذا كانت مثلمة اذى ما يذبحه فوقع في المكروه. نعم الحديث الثامن عشر عن ابي ذر جندب ابن جنادة وابي عبدالرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي بعض النسخ حسن صحيح هذا الحديث رواه الترمذي من حديث ابي ذر الغفاري ثم رواه من حديث معاذ بن جبل ولم يسق لفظه ثم قال قال محمود بن غيلان والصحيح حديث ابي ذر ثم قال قال محمود بن غيلان وهو احد شيوخه والصحيح حديث ابي ذر اي انه لا يروى عن معاذ وغلط بعض الرواة وغلط بعض الرواة جعله من مسنده وفي اسناده ضعف ويروى باسانيد من اهل العلم من يحسنه بها. ووصية النبي صلى الله عليه وسلم معاذ ابن جبل رويت في احاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما فهي من اجمع الوصايا وقد ذكر من وصيته في هذه الرواية ثلاثة اشياء وقد ذكر من وصيته في هذا الحديث ثلاثة اشياء اولها الوصية بتقوى الله. الوصية بتقوى الله. في قوله اتق الله حيثما كنت والتقوى اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه. والتقوى اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه واعظم التقوى التقوى من الله واعظم التقوى التقوى من الله والذي يخشاه العبد من ربه شيئا والذي يخشاه العبد من ربه شيئان احدهما تفويت الكمالات بان تفوت العبد فلا يحصلها. تفويت الكمالات بان تفوت العبد فلا يحصلها والاخر الحاق النقائص والافات الحاق النقائص والافات بان تعتري العبد وتغلب عليه والوصية الثانية الوصية باتباع السيئة الحسنة باتباع السيئة الحسنة اي فعل الحسنة بعد فعل السيئة اي فعل الحسنة بعد فعل السيئة وله درجتان الدرجة الاولى فعل الحسنة بعد السيئة دون قصد محوها فعل الحسنة بعد السيئة دون قصد محوها فيفعل سيئة ثم يتفق انه يفعل حسنة بعدها دون قصد المحو والدرجة الثانية فعل الحسنة بعد السيئة بقصد محو السيئة. فعل الحسنة بعد السيئة بقصد محو السيئة والدرجة الثانية اعلى من الاولى لما فيها من مشاهدة السيئة والخوف منها. والدرجة الثانية اعلى من الاولى لما فيها من مشاهدة السيئة والخوف منها. ولذلك امر بها النبي صلى الله عليه وسلم بذكر المحو اي بان يفعلها طالبا محو سيئته. والوصية الثالثة الوصية مخالقة الناس بخلق حسن. الوصية بمخالقة الناس بخلق حسن والخلق له معنيان احدهما عام وهو الدين ومنه قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم. اي دين عظيم. قاله مجاهد وغيره والاخر خاص وهو ما يجري بين العبد وبين غيره من المعاملة والمعاشرة ما يجري بين العبد وبين غيره من المعاملة والمعاشرة والمراد منهما في الحديث الثاني والمراد منهما في الحديث الثاني والخلق الحسن في المعاملة والمعاشرة يكون بالاحسان في الاقوال والافعال والخلق الحسن في المعاشرة. والمعاملة يكون بالاحسان في الاقوال والافعال. فمن حسن اقواله وافعاله في معاشرة الخلق صار خلقه صار خلقه حسنا. وهذه الوصية من اجمع الوصايا النبوية وقد افردها ابن تيمية برسالة تعرف بالوصية الصغرى. وهي رسالة نافعة فيها بيان معاني هذا الحديث المذكور وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته ان شاء الله تعالى بعد صلاة الفجر غدا. وبقيت من الدرس بقية. وهي الاجابة على اسئلة اختبار الاسلام. فضل الاسلام. نعم. ففي اخر المجلس الان من يريد يختبر الاخوان يوزعون الاوراق. فيجيب ويعطيها اللجنة المسؤولة عن ذلك. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمد لله اولا واخرا