والمنارة الثانية عشرة مسالك التأصيل ان التأصيل له مسلكان. احدهما مسلك عام وهو الطامح الى الجمع بين انواع العلو. والاخر مسلك خاص وهو المقتصر على نوع من انواع العلوم يكون واضع هذا التأصيل معتنيا بالتأليف بين العلوم لارتباطها. فهو يرسم في خطته ما يتعلق بالاعتقاد وما يتعلق بالتفسير وما يتعلق بالنحو وما يتعلق باصول الفقه وهناك اخرون محسنون ايضا يرسمون مسلكا خاصا كتأصيل علم اصول الفقه او تأصيل علم القراءات او غير ذلك وهذا التأصيل يظهر لبعض الناس ان ما ينشر بينهم هو مسالك متعددة ففلان له مسلك وفلان له مسلك وفلان له مسلك واطلاق القول هكذا مرسلا غلط فان هؤلاء يجتمعون غالبا في اشياء اختطوها في التأصيل فقد تجد لدي انا في مسلكي اذكر كتاب كذا وكذا وكذا وازيد وانقص واخر يذكر بعض ما ذكرته ويزيد وينقص ثالث يذكر بعض ما ذكرته ويزيد وينقص فالاصل ان المسالك اذا صدرت من متأهلين هي مجتمعة. والخلاف بينها يسير ثم هذه المسالك الذي التي يتوهم بعضها بعض الناس انها بنات افكار فلان او فلان غلط شنيع فان ما يذكرونه للناس الاصل فيه انه موروث متلقى فهذا الذي سمعته مني مثلا في ادراك علم اصول الفقه بان تحفظ وتستشرح الورقات ثم المراقب او مرتقى الوصول هو شيء كان في من قبلنا وهكذا وانما يكون في بعض طبقات الامة من يتصدى لنعت هذا الطريق ويجتهد في ايصال الناس الى مقام اكمل الى مقام اكمله ما اتاه الله سبحانه وتعالى من السعة وهذه الجملة من القول لا تجعلنا نغظي عن وجود غير مؤهلين يرسمون مسالك للتعصيب فالراسمون مسالك التأصيل نوعان احدهما المؤهلون والاخر غير المؤهلين. وهؤلاء المتطفلون على مائدة مسالك التأصيل موجودون قطعا ووجودهم لا يكون معتمدا لمن يغمز في التأصيل بوجود تباين واختلاف. فهؤلاء متطفلون على مائدته ينفون بابراز التأصيل الصحيح. واثباته في الممارسة الواقعية العلمية العملية ولاجل هذا ينبغي ان يعرف المتلقي ان التأهيل لوضع مسالك التأصيل له شروط. وهذه الشروط نوعان احدهما شروط صحة والاخر شروط كمال فاما شروط الصحة فاثنان احدهما المعرفة بالطريق بان يكون عارفا بالطريق والاخر سلوكه بالتلقي في ان يكون مشهورا بانه تلقى العلم كما قال عبدالله بن عون لا يؤخذ العلم الا عن من عرف بالطلب واما شروط الكمال فهي اثنان ايضا احدهما القدرة على بيانه اذ يمكن ان يوجد من يحسن رسم الطريق لكنه لا يحسن البيان عنه. واشار الى هذا ابن تيمية في الجواب عن الاعتراضات على الحموية بان من الناس من له معرفة للحق لكن ليس عنده قدرة على بيانه والتعبير عنه. والاخر الممارسة ببنيانه بان يكون ممارسا للتأصيل ببثه في الناس والقيام عليهم فيه