والمنارة السابعة تاريخ التأصيل ان التأصيل كمصطلح يراد به وضع اسس العلم لم يكن اصطلاحا مستعملا عند الاولين وان كانت حقيقته موجودة. وهذه هي قاعدة المصطلحات غالبا فان المصطلحات تنبئ عن حقائق موجودة في الاعيان اما في زمان ومكان عام طول الحياة الدنيا واما في زمان ومكان خاص فمثلا هذا العلم المشهور عند الناس وهو علم اصول الفقه لو ابتغيت ان تجد في القرآن والسنة وكلام السلف اسم اصول الفقه فانك لا تجده ولكن مضامين هذا العلم موجودة في نفوسهم والى هذا المعنى اشار عبدالله بن ابراهيم الشنقيطي في مراقي ال سعود اذ قال اول من صنفه في الكتب محمد بن شافع المطلب وغيره كان له سليقة مثل الذي للعرب من خليقة اي ان سلقة الاصول كانت مركوزة في طبائع الاوائل وانما عبر عنها بالفاظ وجعل لها ترتيب سمي اصول الفقه عند من تأخر. فكذلك ما يسمى بالتأصيل هو موجود بمن سبق وان كان اللفظ مفقودا والى ذلك اشارات متنوعة منها ما جاء عن عامل الشعب وهو احد التابعين انه قال العلم كثير والعمر قصير فخذوا ارواحه ودعوا ظروفه فقوله رحمه الله خذوا ارواحه يعني ارواح العلم المراد بها عيونه المهمة التي تجمع مقاصد العلم علم واصوله مما يتعلق بالدلائل او المسائل او القواعد واشار الى هذا المعنى العلامة علي بن الحسن ان نعمي المتوفى سنة سبع وستين والف اذ قال يمم هديت يمم هديت دروب السلف الاولى نشأوا على التفريع والتأصيل فاخبر بان طريقة السلف الاوائل يمم هديت مدارج السلف الاولى نشأوا على التفريع والتعصير. فاشار الى ان الجادة المسلوكة فيمن تقدم ملاحظة التأصيل ببناء اي اصول العلوم ثم التفريع عليها