المنارة التاسعة عشرة مفسدات التأصيل. ان التأصيل الذي نقتحم مهازته ونروم ادراك طلبتنا فيه تحيط به مفاسد ان نعرفها ونحذر منها. فمن تلك المفسدات له فساد النية. بان تفسد نية الانسان واذا النية فسد ما بعدها. فينبغي ان يصحح المتلقي ابتغاءه التأصيل بنية صحيحة. ومن تلك المفسدات الايمان بان يظعف ايمان العبد وينقص وهو يدعي انه يؤصل نفسه. ومما يقوي تأصيلة النفس كما تقدم رعايتك لتزكية نفسك. وثالثها العجلة والتطلع لما بعد ذلك من درجات تحصيل العلم فهو مستعجل في التأصيل ويتطلع الى ما بعد ذلك. ويدعوه ذلك الى تحميل نفسه ما لا تحتمل فينقطع. والمفسد الرابع التسويف وهو ان يسوف ويأمل بانه سوف وسوف يفعل يحفظ ويفهم. ومن جملتها دنو الهمة بضعفها وعدم ارتفاعها والاستسلام للنقص. والمفسد السادس الكبر ومحبة رؤية مقام النفس. فيتكبر الانسان عن هذا التأصيل بعد ان يمضي فيه مدة ويحب ان يرى مقامه فهو الذي امضى سنتين او ثلاث او اربع او خمس في طلب العلم اين مقامه بين بين الناس؟ وهذا لا يتوجه الى المتلقين فقط بل ايضا المعلمون ينالهم شيء من هذا المفسد فتجد احدهم يتكبر عن ان يسرح ثلاثة الاصول او القواعد الاربع او الاربع النووية وان هذه كتب مبادئ شوفوا الشيوخ اللي توهم مبتدئين في التدريس خلوهم يسرحونها وهذا غلط بل ينبغي ان يجعل الانسان من عبوديته لزوم هذه الاصول وتعليم المبتدئين والحاجة الى تعليم المبتدئين اعظم من الحاجة الى تعليم المنتهيين. لان الاخذ بمن لا بيد من لا يدل الطريق افضل بالاخذ بانسان عرف الطريق ويمكنه ان يسير فيه وحده. المفسد السابع التنقل والفوضى. وعدم منازعة والعوائق والعلائق فتجد الانسان يتنقل يبدأ هنا حفظ ثم ينتقل الى هنا يبدأ هنا فهم ثم ينتقل الى هنا ويصير فوضويا فيه في حياته وينقطع بسبب ذلك ويستسلم للعوائد والعوائق والعلائب. والمفسد الثامن الاستقلالية بان يجعل نفسه مستقل فلا يلتزم بشيخ ولا قرين معيد معين فيكون مستقلا بنفسه وهذا مفسد له لا يمكن التلقي بالتأصيل الصحيح خلاله. والمفسد التاسع الاخلال بالشمولية. بان يكون الانسان مقتصرا على شيء دون شيء مع ان التأصيل يدعو الى ارتباط العلم بعضه ببعضه والمفسدة العاشرة النفرة من علم ما فتجد الانسان يهمل تأصيل شيء من العلوم لوجود نفرة ربما واصطنعها لنفسه فتجد بعضهم يستصحب كلام القاسم بن مخيبرة لما قال في النحو النحو اوله شغل واخره بغي فهو يقول نحن لا نطلب ما لنا ومال النحو؟ هو القاسم قالها في سياق معين لا يصلح ان تكون متكئا يعتمد عليه في دفع في صدر النحو لكن هو عنده نفرة اما طبعية واما على وجه المدافع لانسان تورط في الصلة معه في التعليم بان جعل النحو مكروها مبغضا عنده. المفسد العاشر اليأس بان ييأس الانسان من ان يكون مؤصلا ويضعف سيره وينسى ان سيره ابتغاء من الله سبحانه وتعالى وان من ابتغى الكريم اعطاه سبحانه وتعالى