والمنارة الرابعة عشرة مقررات التأصيل ولا تلتمس مني الان ان احدثك عنها فهذا حديث طويل ولكن ينبغي ان اذكر لك ما يكون نورا تستضيء به في تمييز مراتب مسالك التأصيل وهو معرفة خصائص مقررات التأصيل فان المقررات التي تجعل للتأصيل ينبغي ان تكون ذات خصائص تدعو الى الاعتداد بها وتقديمها تأولوا تلك الخصائص جمع مقاصد علم ما بان يجمع ذلك المقرر مقاصد علم ما اما في دلائله واما في مسائله واما في قواعده. والثاني قلة المباني وغزارة المعاني. بان تكون الالفاظ قليلة وتكون المعاني كثيرة. والثالث احكام صياغتها وحسن وحسن ترتيبها بان يكون هذا المقرر حسن ومحكم الترتيب. ورابعها اخلاؤها مما لا يحتاج اليه غالبا فان الاشغال بما لا يحتاج اليه يورث الضعف والانقطاع. ولذلك تجد جماعة من اهل العلم نبهوا الى ان هذا المقرر اخلي من غيره. فمثلا الالفية ابن مالك تعرفون ان اسمها ايش الخلاصة فهي سميت الخلاصة لاخلاعها مما لا يحتاج اليه. وابن عاصم في في مرتقى الوصول ذكر نظمه قائلا حاشيتها من ومنطق حرصا على ايضاح اهدى الطرق. وخامسها سهولة حفظها وامكان فهمها. بان تكون سهلة الحفظ ويمكن فهمها بلا مشقة