المنارة الخامسة عشرة قواعد التأصيل. ان التأصيل الذي نريد ايصال الناس اليه له قواعد نحن قبل ان تحمل الناس على الاعتداد بها. وينبغي ان يعرف الناس ان هذه القواعد لابد من اعمالها. وان الذي يريد ايصال الناس دون ملاحظة هذه القواعد فقد يضر بهم. فالقاعدة الاولى رعاية اقامة العبودية بان يكون الرائن تأصيل الخلق ملاحظا اقامة العبودية فيهم. فمن الغلط حينئذ ان تغفل عما يحتاجه اليه المتلقي في عبوديته بان تأتي مثلا الى راغب في العلم فتحمله على ما تميل اليه بان تقرئه النحو او الاصول او المنطق. وتتركه حسيرا جاهلا فيما يتعلق باعتقاده وادبه واذكاره وطهوره وطهوره وصلاته فهذه غفلة عظيمة عن مقصد جليل التأصيل كما تقدم وهو تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى. والقاعدة الثانية شمولية التلقي في مجموع العلوم او في علم واحد فينبغي ان يحرص في التأصيل على الاحاطة بمجموع العلوم وفق المقدور عليه من اراد ان يطلب علما دون غيره ان يحيط بذلك العلم على وجه نافع والقاعدة الثالثة ملاحظة مراتب العلوم. فان العلوم متفاوتة المراتب. ولا اعني تفاوتها فيما يتعلق باقامة العبودية بل تفاوتها في نفسها. فمثلا علم العربية يعد عند اهله كم علم ادي المساء اثنا عشر علما في المشهد وقيل ثلاثة عشر وقيل غير ذلك فهو معدود عندهم في اثني عشر علما اولها عندهم علم ها على مذهب العجب وليس مذهب العرب استنى النحو وهذا كما قلت للاخ للفائدة هذا على مذهب العرب. واما على مذهب العجم هم يبدأون بالصرف للحاجة اليه في اصلاح السنتهم المقصود انهم يبدأون بالنحو من جملة العلوم التي تعد في علوم العربية علم الانشاء الذي يسمونه عندنا ايش علم تعبير هذا علم الانشاء ليس من المستحسن ان تقدمه على علم النحو. القاعدة الثالثة الاخذ باطراف العلم. ابتداء توسطا وانتهاء فينبغي ان يلاحظ هذا في ترقية المتعلمين. والقاعدة الخامسة البداءة بالمختصرات. فملاحظة اطراف العلم لا يحمل على نقل المتعلمين الى الانتهاء. وهذا من الغلط لكن يبدأ بالمختصرات لان النفوس عليها اقوى والقاعدة السادسة الترقي في تحصيل اسس العلم بان يأخذها شيئا فشيئا فيبتدي بالعلم الاهم ثم المهم ثم ما بعده. والقاعدة السابعة الاتقان والاحكام بان يكون مصاحبا للتأصيل في الحفظ والفهم الاحكام والاتقان لما يحفظ ويفهم