بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف غفر الله له ونفع به الاسلام والمسلمين خلاصة تعظيم العلم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله بالتوحيد وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد المخصوص باجل المزيد. وعلى اله وصحبه اولي الفضل والرأي السديد اما بعد فهذا من كتاب تعظيم العلم خلاصة اللفظ اعدت بالتقاطها لمقصد الحفظ فاستخرج منه للمنفعة المذكورة اللباب وجعل فيه الانموذج من كل باب. ليكون في نفوس الطلبة شمس النهار ويترشحوا بعده الى العمل والابتكار. فاسأل الله لي ولهم معاقل التعظيم والفوز بجوامع فضله العظيم. ابتدأ المصنف وفقه الله كتابه بالبسملة ثم تنى بالحمدلة ثم تلت بالصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم. وعلى اله وصحبه وهؤلاء الثلاث من اداب التصنيف اتفاقا فمن صنف كتابا استحب له ان يستفتحه بهن ثم ذكر ان هذه الضميمة الجامعة بما ذكره في هذا التأليف هي مجتذبة من كتاب اخر له. هو تعظيم العلم هي منه بمنزلة خلاصة اللفظ وجعلت كذلك ابتغاء تيسيرها على الحافظين فانما اريد حفظه قلل لفظه. فالقلوب اوعى لما قل من الالفاظ ان يحفظ فدعاه ذلك الى استخراج لباب كتابه تعظيم العلم وجعل انموذج من كل باب. اي مثالا يحتذى والانموذج بالهمز ويقال ايضا النموذج وهو معرب ولا اصل له في العربية والمقصود منه المثال الذي يحتذى ودعاه الى ذلك ان يكون في نفوس الطلبة شمس النهار اي واضحا بينا فان شمس النهار مثل يضرب للشيء الواضح البين فيقال ظهر الامر كشمس النهار اي بينا واضحا قال ويترشح بعده الى العمل والابتكار اي يتهيأ بعده الى الالتقاء الى رتبة العمل والتذكر بالمعاني المذكورة فيه ثم ختم مقدمته بسؤال الله سبحانه وتعالى لزوم معاقد التعظيم والفوز بجوامع فضله العظيم ومعاقد التعظيم هي الاصول الجامعة المحققة لعظمة شيء ما. الاصول الجامعة المحققة لعظمة شيء ما فاذا قيل معاقد تعظيم العلم اريد بها الاصول الجامعة المحققة عظمة العلم في قلوب الخلق اه احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه عدد من تعلم وعلم. اما بعد فان حظ العبد من العلم موقوف على حظ قلبه من تعظيمه واجلاله. فمن امتلأ قلبه بتعظيم العلم واجلاله صلح ان يكون محلا له. وبقدر نقصان هيبة العلم في القلب ينقص حظ العبد منه حتى يكون من القلوب قلب ليس فيه شيء من العلم. فمن عظم العلم لاحت انواره عليه ووفدته رسل فنونه اليه ولم يكن لهمته غاية الا تلقيه ولا لنفسه لذة الا الفكر فيه. وكأن ابا محمد الدارمي الحافظ الله تعالى لمح هذا المعنى فختم كتاب العلم من سننه المسماه بالمسند الجامع بباب عظيم في اعظام العلم واعون شيء على الوصول الى اعظام العلم واجلاله معرفة معاقد تعظيمه. وهي الاصول الجامعة المحققة لعظمة العلم في القلب من اخذ بها كان معظما للعلم مجلا له. ومن ضيعها فلنفسه اضاع ولهواه اطاع. فلا يلومن ان فتر عنه نفسه يدعك اوكتا وفوك نفخ ومن لا يكرم العلم لا يكرمه العلم. هذه مقدمة اخرى بعد المقدمة الاولى والمقدمة بعد المقدمة يشتركان في اصل التقديم ويفترقان في موجبه فتارة يكون المقدمة الاولى مقدمة كتاب والمقدمة الثانية مقدمة فن وتارة تكون الاولى مقدمة مختصر والثانية مقدمة اصله ومنه الواقع هنا وتارة تكون المقدمة الاولى مقدمة نشرة جديدة للكتاب والمقدمة الثانية مقدمة نشرة سابقة فالتقديم بعد التقديم تائه جرى به تصرف اهل العلم في المواضع التي ذكرت وموجبه امر يستدعي ذكر مقدمة بعد مقدمة لاختلاف داعيهما فهما وان اشتركا في التقديم لكن يفترقان في الموجب فالواقع هنا ان المقدمة الثانية مقدمة الاصل والمقدمة الاولى هي مقدمة هذا المختصر وقد ذكر المصنف في جملة كلامه المذكور في مقدمة الاصل ان حظ العبد من العلم على قدر تعظيمه فانما يجذب العلم الى القلب على قدر ما يكون في القلب من تعظيم العلم فمن قوي تعظيمه للعلم قوي جذب قلبه له ومن ضعف تعظيمه للعلم ضعف جذب قلبه له فاصول تعظيم العلم التي تنمو في القلب تستدعي حصوله في نفس صاحبه. واذا ضعفت ضعف وصول العلم الى القلب وهذا الاصل بين في دلائل الشرع ويظهر ذلك ان ابا محمد الدالمي رحمه الله صاحب كتاب السنن المعروف بالمسند الجامع ختم كتاب العلم من سننه بباب ترجم له بقوله باب في اعظام العلم للاشارة الى ان من الاصول الاصيلة والقواعد الجليلة في اخذ العلم العناية بتعظيمه ومما يعين العبد على تعظيم العلم درايته بمعاقد التعظيم وبين معاقل التعظيم بقوله وهي الاصول الجامعة المحققة لعظمة العلم في القلب اي هي الركائز التي متى وجدت في نفس الانسان واستوت في قلبه صار معظما للعلم فاذا صار معظما للعلم صار مؤهلا لان يكتسب العلم وان ينتفع به وليس المراد بجذب العلم مجرد جمع المعلومات المراد ما هو اعظم من ذلك وهو ان تستوي هذه المعلومات في القلب على سوقها وان تظهر اثارها على العبد في بصلاح نفسه وطهارة قلبه وزكاة روحه وصلاح عمله وعنايته بهداية الناس ودعوتهم والرفق بهم فان هذه الاصول اذا صارت بينة قوية ثابتة في القلب ظهرت المنفعة المرجوة منه في اعلى مراتبها واذا خلا القلب منها او من شيء منها ضعف وجود العلم فيها فانت قد تجد معلومات عند احد لا يظهر منه تعظيم العلم. لكن غاية تلك المعلومات انها اشياء تجري على اللسان مع فقدها من القلب فيقال فلان عنده علم لسان وليس عنده علم جنان يعني عنده علم يجري على اللسان لكن لا يوجد هذا العلم في القلب فتفتقد اثاره في زكاة نفسه وطهارة قلبه وصلاح روحه وحرصه على هداية الخلق ونفعهم والرفق بهم. فحين اذ لا يكون حظه من العلم الا فتات يسير فان غاية العلم ان توصلك الى الله سبحانه وتعالى واذا وصل قلب العبد الى الله انس به واستغنى عن الخلق قال سفيان الثوري رحمه الله العالم مستغن عن الناس والناس محتاجون اليه وليس المراد باستغنائه عن الناس عزوفه عن دنياهم فان من متزهدة العباد من يكون في قلبه هذا المعنى ولكن مقصود هو حصول استغناء قلبه بالانس بالله سبحانه وتعالى ولذة مناجاته. وهذه الحال هي من اعظم الاحوال التي ينتفع بها العبد في وصول العلم الى قلبه. ثم ذكر ان هذه الرسالة جمعت جملة من الاصول التي اذا استقرت في قلب العبد صار معظما للعلم. فاذا عظم العلم انتفع به وحصلت له منفعته. ولذلك قي الاعمار في طلب العلم لا يكون بمجرد الحرص على حلق الشيوخ والحفظ والقراءة هذه وسائل لكن اعظم ما يطوي عمرك في تحصيل العلم هو عنايتك بتعظيم العلم ولزومك هذه الاصول. فهذه الاصول هي من عبادة الله سبحانه وتعالى. واذا وجدت في قلبك حصل لك من الخير الكثير العاجل والاجل ما لا يوجد عند غيرك. ومن جرب عرف. نعم