احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى المعقد الرابع صرف الهمة فيه الى علم القرآن والسنة. ان كل علم نافع مرده الى كلام وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وباقي العلوم اما خادم لهما فيؤخذ منه ما تتحقق به الخدمة او اجنبي عنهما فلا يضر الجهل به. وما احسن قول عياض وما احسن قول عياض يحصد. الي يحصو به في كتاب الالماء. العلم في لا يعدهما الا المضل عن الطريق اللاحب. علم الكتاب وعلم الاثار التي قد اسندت عن تابع عن صاحبي. وقد كان هذا هو علم السلف عليهم رحمة الله ثم كثر الكلام بعدهم فيما لا ينفع. فالعلم في السلف اكثر والكلام في من بعدهم اكثر. قال حماد ابن قلت لايوب السختي السختيان العلم اليوم اكثر او فيما تقدم. فقال الكلام اليوم اكثر والعلم فيما تقدم اكثر اتذكر المصنف وفقه الله المعقد الرابع من معاقد تعظيم العلم فهو صرف الهمة فيه الى علم القرآن والسنة اي توجيه العبد همته الى طلب الاعلى من العلم وهو علم القرآن والسنة. فان النافع من العلم مرده اليهما وباقي العلوم اما خادم لهما فهي بمنزلة الالات التي تهيئ الوصول الى معانيهما. واما اجنبية عنهما فلا يضر الجهل بها ثم ذكر بيتين للقاضي عياض اليحفظي في كتابه الالماع انه قال العلم في اصلين لا يعدهما الا المضل عن الطريق اللاحب يعني الواضح فالضال عن الطريق الواضح يترك هذين الاصلين. قال علم الكتاب وعلم الاثار التي قد اسندت عن تابع عن صاحبه. اي علم القرآن وعلم السنة المروية برواية اهلها فلان عن فلان عن فلان عن تابعين عن صحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر ان هذا هو علم السلف ثم كثر الكلام بعدهم فيما لا ينفع. فالعلم في السلف اكثر والكلام في من بعدهم اكثر فعلم السلف كان هو علم الكتاب والسنة. ثم توسع الناس في الكلام في مسائل العلم حتى صار كثير منهم حجابا حائلا عن فهم الكتاب والسنة. ثم ذكر كلام لايوب السختياني في فضيلة علم السلف ان حمادا قال له العلم اليوم اكثر او فيما او فيما تقدم قال الكلام اليوم اكثر والعلم فيما ما تقدم اكثر فتوسع الناس في الكلام واقع في المتأخرين واما السلف المتقدمون فكان كلامهم قليلا لكن فائدته عظيمة والامر كما ذكر ابن القيم في مدارج السالكين وابن ابي العز في شرح الطحاوية ان كلام اما المتقدمين قليل كثير البركة وكلام المتأخرين كثير قليل البركة وانما يطلب من علوم المتأخرين ما يكون سلما يوصل الى فهم الكتاب والسنة. فاذا قوي ادراك المرء لالات فهم خطاب الشرع كعلوم النحو واللغة والاصول والقواعد الفقهية ومقاصد الشرع ومصطلح الحديث وغيرها افرغ وسعه في فهم الكتاب والسنة. فانه يحصل العلم الذي ينشرح به صدره ويأنس به قلبه ويظهر به بركة العلم عليه وعلى الناس. نعم