السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل مهمات الديانة في جمل والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث قدوة العلم والعمل وعلى آله وصحبه ومن دينه حمل اما بعد فهذا طرح الكتاب السابع من برنامج جمل العلم في سنته الثانية اربع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف بدولته الثانية دولة قطر وهو كتاب خلاصة مقدمة صور التفسير لمعد البرنامج صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين قلت موفقكم الله ونفعنا بعلومكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلص بالاخلاص اهله ويسر لهم في كتابه فهمه واشهد ان لا اله الا الله وكفى واشهد ان محمدا عبده ورسوله المصطفى صلاة الله وسلامه عليه دائما وعلى اله وصحبه ومن بعدهم من اهل الايمان. اما بعد فهذه خلاصة وافية وتذكرة شافية اجتبيتها من مقدمة في اصول التفسير وابقيت مادتها دون ادنى تغيير. فالكلام كلام مصنف يا ابن عباس ابن تيمية الحفيد. والاختصار لمنشئ هذا فالحمد لله مبدئ معيد. بين المصنف وفقه الله ان هذه الاختوبة خلاصة وافية. وتذكرة شافية اجتذبت انتقاء على وجه الاختيار من كتاب مقدمة اصول التفسير لابي العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى فأبقيت مادتها بلفظه دون ادنى تغيير بنفي استطرادات المصنف والاقتصار على لباب المراد من قوله المبين ما يحتاج اليه من جملة من القواعد المضطرة اليها في علم اصول التفسير فالكلام الوارد فيها سوى هذه المقدمة هو كلام المصنف نفسه ولم هو كلام المصنف نفسه ولم يزد عليه سوى حرف الواو في موضع واحد لوصل الكلام واشير في اوائل الجمل عند فصل بعضها عن بعض برمز جعل في اول الكلام المبتدأ فيه فكل رمز يكون في اول جملة فهو يشعر ان بينها وبين الجملة السابقة لها كلاما حذف وان كان الحذف في مثاني هذا الكلام اشير اليه بنقط ثلاث فتلخص من هذا الانتخاب طفوة صالحة للحفظ فان الحامل على انتقاء هذه الخلاصة هو ان تكون اصلا يحفظ بعلم اصول التفسير فهي من احسن المحفوظات التي ينبغي ان يحفظها طالب العلم لبناء اصل في نفسه في حفظ مقاصد هذا الفن نعم احسن الله اليكم. قال شيخ الاسلام رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر واعن برحمتك. الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ اعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما. اما بعد يجب ان يعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن كما بين لهم الفاظه. فقوله تعالى لتبين للناس من اليهم يتناول هذا وهذا. ومن المعلوم ان كل كلام فالمقصود منه فهم معانيه. دون مجرد الفاظه فالقرآن اولى بذلك وايضا فالعادة تمنع ان يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم ولهذا كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلا جدا وهو وان كان في التابعين اكثر منه اكثر منه في الصحابة فهو قليل بالنسبة الى من بعدهم وكلما كان العصر اشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه اكثر والمقصود ان التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة وان كانوا قد يتكلمون في بعض ذلك والاستدلال كما يتكلمون في بعض السنن بالاستنباط والاستدلال ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن كما بين لهم الفاظه فبيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن نوعان فبيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن نوعان احدهما بيان المباني بمعرفة كيفية قراءتها بيان المباني بمعرفة كيفية قراءتها والاخر بيان المعاني بتفسيرها وايضاحها بيان المعاني بتفسيرها وايضاحها فكان بيانه صلى الله عليه وسلم للمبنى بكيفية تلقيه فلقنهم وفق ما تلقى صلى الله عليه وسلم عن جبريل فاخذوا عنه مبناه لفظا كما بين لهم صلى الله عليه وسلم معاني القرآن الكريم. فاوضح لهم ما يحتاج اليه منه وبيان النبي صلى الله عليه وسلم لمعاني القرآن نوعان وبيان النبي صلى الله عليه وسلم لمعاني القرآن نوعان احدهما بيان خاص والاخر بيان عام احدهما بيان خاص والاخر بيان عام والمراد بالبيان الخاص ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم متعلقا ببيان اية معينة في القرآن بقوله ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم من بيان متعلق باية في القرآن من قوله صلى الله عليه وسلم والمراد بالبيان العام ما كان عليه من سنة وحال وسيرة ما كان عليه من سنة وحال وسيرة فانها تفسر معاني القرآن الكريم فانها تفسر معاني القرآن الكريم فمثلا الحديث الذي ختم به كتاب المعجم المختار وهو حديث عدي ابن حاتم عند الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون فهذا الحديث مفسر لقوله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين وهذا تفسير وهذا بيان للمعاني على وجه قاص على وجه خاص. مثال اخر كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى اوقات للصلوات الخمس في اليوم والليلة كما هو معروف في حاله صلى الله عليه وسلم وهذا التحري هو تفسير لقوله تعالى اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا فما كان عليه فعله صلى الله عليه وسلم في اوقات الصلاة هو بيان عام لهذه الاية. فبين النبي صلى الله عليه لاصحابه معاني القرآن اما على وجه خاص واما على وجه عام وبهذا التحرير يتبين جواب اشكال شهير. وهو هل فسر النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ام لا وجوابه ان اريد به التفسير الخاص نعم ام لا فلا ان اريد به التفسير الخاص يعني كل اية نقل عنه حديث منها فيها فلا وان اريد به التفسير العام فالجواب نعم ام لا نعم وان اريد به التفسير العام فنعم فبين النبي صلى الله عليه وسلم بحاله وسيرته وسنته ما يكون تفسيرا للقرآن الكريم. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان موجب كون النبي صلى الله عليه وسلم بين القرآن لامته هو ان كل كلام فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرد الفاظه لان كل كلام فالمقصود منه معانيه دون مجرد الفاظه ولذلك تقدم ان ابن فارس قال الكلام لفظ مفهم الكلام لفظ مفهم فيراد من المباني الايصال الى المعاني وبين رحمه الله تعالى ان الافتقار الى بيان المعاني المتعلقة بالقرآن الكريم تشهد به العادة فان العادات الجارية في الخلق والسنة المتواطؤ والسنة المتواطئة عليها بينهم ان من اجتمع من ارباب الفنون على كتاب ما فانهم لا ينتفعون به الا بفهم معانيه فاهل الحساب والطب والنحو والفلك لا يريدون مجرد الالفاظ وانما يريدون المعاني التي يتضمنها ذلك الكتاب وكذلك القرآن الكريم لا يراد مبانيه دون معانيه وانما يراد الوقوف على المعاني ولا يقع للانسان يعني كمال الانتفاع بالقرآن وشهود لذته الا بمعرفة تفسيره. قال ابو جعفر ابن جرير عجبت لمن لم يقرأ لمن يقرأ القرآن وهو لا يعرف تفسيره كيف يلتد بقراءته تعني انه لا تتم له اللذة في قراءة القرآن الا بفهم المعاني. وكلما نقص هذا الاصل فيه نقص انتفاعه بلذة قراءة القرآن الكريم ثم بين رحمه الله تعالى ان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليل جدا وانما كانوا كذلك لانهم شهدوا التنزيل وعرفوا التأويل فهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ونزل القرآن بلغتهم ففهموا ما جاء في القرآن الكريم وكان الخلاف بينهم في تفسير آيات منه قليلا جدا ثم قال المصنف وكلما كان العصر اشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه اكثر فاذا اوجدت هذه المعاني في عصر من العصور زاد شرفه لما تكون عليه القلوب من الصلاحية التامة فيجتمع بذلك فتجتمع بذلك القلوب وتأتلف النفوس. وهو الذي كان عليه الخلق في العصر الاول في عهد الصحابة والتابعين واتباع التابعين فوجد الاجتماع والائتلاف وحصل الانتفاع الاعظم في القرآن الكريم لما كانوا عليه وجماع ما كانوا عليه امران وجماع ما كانوا عليه امران احدهما تلامة القلوب المدركة سلامة القلوب المدركة والآخر صحة العلوم المدركة احدهما سلامة القلوب المدركة والاخر صحة العلوم المدركة فكانت قلوبهم خالية من الغش والدغل والحسد وغير ذلك من انواع مفسدات القلوب وكانت علومهم صحيحة فان علوم الاوائل اجل من علوم الاواخر فكان لهم من فصاحة اللسان والبيان ومعرفة مواقع الكلام ما ليس للمتأخرين لهذا شرف علمهم وعظم. ثم ذكر رحمه الله ان التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم السنة. فالنبي صلى الله عليه وسلم لقن اصحابه القرآن لفظا ومعنى ثم اخذه التابعون عن اولئك الصحابة فهم مقتدون بهم كما انهم مقتدون بهم في علم السنة فان التابعين نقلوا السنة عن عن الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك يكون الاصل فيما تكلموا فيه من التفسير انه ومما اخذوه عن الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وبالتابعين من انفق من زهرة عمره ووقته في ملازمة الصحابة ما رام به فهم كلام الله عز وجل فصح عن مجاهد عند الدارمي وغيره انه قال عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث مرات اوقفه عند كل اية واسأله عنها اوقفه عن كل عند كل اية واسأله عنها وصح عن ابي الجوزاء الربعي انه قال جاوزت جاوبت ابن عباس اثنا عشر اثنتا عشرة تنام اسأله عن القرآن رواه ابن سعد وغيره واسناده حسن فكان التابعون حريصين على فهم معاني القرآن الكريم بسؤال الصحابة رضي الله عنهم وهذا التدريج يبين لك ان علم التفسير الاصل فيه انه علم من قول. كما ان الاصل في قراءة القرآن ان انها علم من قول فالنقل هو الركن الركين الوثيق في تفسير القرآن كما ان النقل هو الركن الركين الوثيق في قراءة القرآن. فكما لا يقرأ الانسان الا بشيخ من معلم قد تلقى القرآن فكذلك التفسير لا يؤخذ الا بطريق النقل وهكذا اخذه الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم واخذه التابعين عن الصحابة رضي الله عنهم نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله فصل في اختلاف السلف في التفسير وانه اختلاف تنوع والخلاف بين السلف في التفسير قليل وخلافهم في الاحكام اكثر من خلافهم في التفسير وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع الى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد وذلك صنفان احدهما ان يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى في المسمى غير المعنى الاخر. مع اتحاد مسمى بمنزلة الاسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة وذلك مثل اسماء الله الحسنى واسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم واسماء القرآن فان الله كلها تدل على مسمى واحد الصنف الثاني ان يذكر كل ان يذكر كل منهم من الاسم العام بعض انواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه. وقد يجيء كثيرا من هذا الباب قولهم هذه الاية نزلت في كذا لا سيما ان كان المذكور شخصا كاسباب النزول المذكورة في التفسير ومعرفة سبب النزول تعين على فهم الاية فان العلم بالسبب يورث العلم مسبب وقولهم نزلت هذه الاية في كذا يراد به تارة انه سبب النزول ويراد به تارة ان هذا داخل في الاية وان لم يكن كما تقول عنا بهذه الاية كذا. واذا عرف هذا فقول احدهم نزلت في كذا لا ينافي قول الاخر نزلت فيك اذا كان اللفظ يتناولهما كما ذكرناه في التفسير بالمثال واذا ذكر احدهم لها سببا نزلت لاجله وذكر الاخر سببا فقد يمكن صدقهما بان تكون نزلت عقب تلك الاسباب او تكون نزلت مرتين مرة لهذا السبب ومرة لهذا السبب وهذا للصنفان اللذان ذكرناهما في تنوع التفسير هما الغالب في تفسير سلف الامة الذي يظن انه مختلف ومن التنازع الموجود عنهم ما يكون اللفظ فيه محتملا للامرين اما لكونه مشتركا في اللغة كلفظ قسورة الذي يراد به ويراد به الاسد ولفظ عسعس الذي يراد به اقبال الليل وادباره واما لكونه متواطئا في الاصل لكن المراد به احد النوعين او احد الشيئين كالظمائر في قوله ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى وكلفظ والفجر وليال عشر والشفع والوتر وما اشبه ذلك فمثل هذا قد يراد به كل المعاني التي قالها السلف وقد لا يجوز ذلك ومن الاقوال الموجودة عنهم ويجعلها بعض الناس اختلافا. ان يعبروا عن المعاني بالفاظ متقاربة لا مترادفة. فان الترادف في اللغة بقليل واما في الفاظ القرآن فاما نادر واما معدوم. وقل ان يعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدي جميع معناه ان يكون فيه تقريب لمعناه وهذا من اسباب اعجاز القرآن. ومن هنا غلط من جعل بعض الحروف تقوم مقام بعض والتحقيق ما قاله نوحات البصرة من التضمين وجمع عبارات السلف في مثل هذا نافع جدا لان مجموع عباراتهم ادل على المقصود من او عبارتين ومع هذا فلا بد من اختلاف محقق بينهم كما يوجد مثل ذلك في الاحكام. لما بين المصنف رحمه والله في كلامه المتقدم ان الاختلاف في التفسير واقع بين الصحابة والتابعين وهو في التابعين اكثر منه في الصحابة بين في هذا الفصل ان الاختلاف الجاري بينهم هو من اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد فالاختلاف نوعان احدهما اختلاف التنوع وهو ما يمكن فيه صحة المعنيين معا وهو ما يمكن فيه صحة المعنيين مع والآخر اختلاف التضاد وهو ما لا يمكن معه صحة المعنيين مع وهو ما لا يمكن معه صحة المعنيين مع فالخلاف الجاري فيما نقل بين الصحابة والتابعين في التفسير هو من اختلاف التنوع لا التضاد وهو قليل مع ذلك ثم ذكر رحمه الله ان اختلاف التنوع بينهم يرجع الى اصلين ان اختلاف التنوع في التفسير بينهم يرجع الى اصلين احدهما ان يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه ان يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه فتكون العبارات دالة على ذات واحدة فتكون العبارات دالة على ذات واحدة لكنها تدل على معنى ليس في الاخرى لكنها تدل على معنى ليس في الاخرى كما قال بمنزلة الاسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة والاسماء المتكافئة هي ما اتحدت فيها الذات واختلفت الصفات ما اتحدت فيها الذات واختلفت الصفات ومثل لذلك بقوله وذلك مثل اسماء الله الحسنى واسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم واسماء القرآن فانها جميعا تدل على مسمى واحد لكن مع اختلاف الصفات المذكورة في كل اسم فمثلا من اسماء الله سبحانه وتعالى الرحمن ومن اسمائه سبحانه وتعالى العزيز وكلاهما جعل علما على ذات واحدة هي ذات ربنا سبحانه وتعالى لكن الصفة التي في الاسم الاول هي صفة الرحمة والصفة التي في الاسم الثاني هي صفة العزة فيكون هذا من جنس الاسماء المتكافئة التي تدل على ذات واحدة مع اختلاف الصفات التي جل بها على تلك كالذات وهذا الصنف الاول من اختلاف التنوع له ثلاثة انواع وهذا الصنف الاول من اختلاف التنوع له ثلاثة انواع اولها تفسير الكلمة بمعناها الذي وضعت له تفسير الكلمة بمعناها الذي وضعت له شرعا او لغة وثانيها تفسير الكلمة بالمعنى الذي تضمنته تفسير الكلمة بالمعنى الذي تضمنته والثالث تفسير الكلمة بمعنى لازم تفسير الكلمة بمعنى لازم لمعناها الذي وضعت له فمثلا قال الله تعالى اهدنا الصراط المستقيم قال بعض السلف هو هو الاسلام وقال اخرون هو طريق العبودية وقال اخرون هو القرآن وهذه الفاظ ثلاثة منقولة عن السلف والاختلاف بينها اختلاف تنوع فاما التفسير الاول وهو تفسير الصراط المستقيم بانه الاسلام فهذا تفسير له بما وضع له شرعا تفسير له بما وضع له شرعا فقد صح من حديث عبدالرحمن ابن جبير ابن النفير عن ابيه عن النواس ابن سمعان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الصراط الاسلام في حديث طويل واسناده حسن رواه احمد بهذا الاسناد واصله عند الترمذي وابن ماجة باسناد اخر ضعيف فيكون من فسر الصراط بالاسلام فسره بما وضع له في الشرع واما من قال الصراط هو طريق العبودية فانه فسر الصراط بمعنى تتضمنه هذه الكلمة فان دين الاسلام يتضمن كون المرء عبدا لله عز وجل سالكا طريقه عبوديته واما من فسره بان الصراط المستقيم هو القرآن ففسره بمعنى لازم له فان القرآن هو كتاب الاسلام فان القرآن هو كتاب الاسلام فصارت هذه الالفاظ الثلاثة المنقولة عن السلف في تفسير الصراط المستقيم كلها صحيح لكن مواردها مختلفة فالتفسير الاول مرده الى النوع الاول وهو تفسير الكلمة بما وضعت له شرعا والتفسير الثاني مرده الى النوع الثاني وهو تفسير الكلمة بمعنى يتضمنه ما وضع له والتفسير الثالث مولده تفسير الكلمة بمعنى لازم للمعنى الذي وضعت له وهذه الانواع الثلاثة هي انواع الصنف الاول من صنفي اختلاف التنوع واما الصنف الثاني منهما واما الصنف الثاني منهما فهو ان يذكر كلا منهما كلا منهم ان يذكر كلا منهم من الاسم العام بعض افراده ان يذكر كل منهم من الاسم العام بعض افراده ان يذكر كل منهم من الاسم العام بعض افراده على سبيل التمثيل على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع الآخر وتنبيه المستمع على النوع الاخر وهذا الصنف له اربعة انواع وهذا الصنف له اربعة انواع تلتقط من كلام المصنف فالنوع الاول ان يكون اللفظ عاما ان يكون اللفظ عاما فيذكر كل متكلم فردا من افراد العام ان يكون اللفظ عاما فيذكر كل متكلم فردا من افراد العام والثاني ذكر سبب نزول الاية ذكر سبب نزول الاية انها وقعت بكيت وكيت والالفاظ المعبر بها عن سبب النزول ثلاثة والالفاظ المعبر بها عن سبب النزول ثلاثة احدها قولهم سبب نزول الاية هو كذا وكذا سبب نزول الاية وكذا وكذا وثانيها قولهم كان كذا وكذا فانزل الله قوله تعالى ويذكر اية وثالثها قولهم قوله تعالى ويذكر اية نزل في كذا وكذا قوله تعالى ويذكر اية نزل في كذا وكذا فهذه الالفاظ الثلاثة هي الالفاظ الدائرة على السنة الصحابة المعبر بها عن سبب النزول وهي من اختلاف التنوع على ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى والفرق بينها ان اللفظ الاول نص صريح بسبب النزول ان اللفظ الاول نص صريح في سبب النزول وان اللفظ الثاني ظاهر وليس نصا ظاهر وليس نصا فربما يكون سببا للنزول وربما يكون تفسيرا للاية وربما يكون سببا للنزول وربما يكون تفسيرا للاية واما اللفظ الثالث فهو مجمل واما اللفظ الثالث فهو مجمل واللفظ الاول يعد عند اهل العلم من جملة المرفوع حكما واللفظ الاول يعد عند اهل العلم من جملة المرفوع حكما واللفظ الاول يعد عند اهل العلم من المرفوع حكما واما الثاني فيعد عند اكثرهم انه مرفوع حكم واما الثاني فانه يعد عند اكثرهم انه مرفوع الحكم واما الثالث فهو الذي جرى فيه الاختلاف لاجماله واما الثالث فهو الذي جرى فيه الاختلاف لاجماله وقد اشار العراقي الى قاعدة المسألة بقوله وعدوا ما فسره الصحابي رفعا فمحمول على الاسباب وعدوا ما فسره الصحابي رفعا فمحمول على الاسباب اي يختص باسباب النزول وزدت في احمرار الالفية مصرحا او ظاهرا او مجملا وفي الاخير الاختلاف نقل مصرحا او ظاهرا او مجملا وفي الاخير الاختلاف نقل يعني ان فيه ثلاثة انواع احدها النص الصريح والثاني الظاهر والثالث المجمل كما تقدم. فالاول والثاني له ما حكم الرفع؟ واما الثالث ففيه خلاف. واما القسم الثالث من الصنف الثاني فهو ما ذكره المصنف بقوله ومن التنازع الموجود عنهم ما يكون اللفظ فيه محتملا لامرين ومن التنازع الموجود عنهم ما يكون اللفظ فيه محتملا لامرين اما لكونه مشتركا في اللغة واما لكونه متواطئا في الاصل والقسم الرابع ما ذكره بقوله ومن الاقوال الموجودة عنهم ان يعبروا عن المعاني بالفاظ متقاربة لا مترادفة يعني ان من جملة الصنف الثاني التعبير بالألفاظ المتقاربة لا الألفاظ المترادفة سيأتي بيان كل والقسم الثالث والرابع يرجع الى دلالة الالفاظ القرآنية فانه ربما يوجد التنازع لوجود الاشتراك والمشترك هو ما اتحد لفظه وتعددت معانيه والمشترك وما اتحد لفظه وتعددت معانيه مثل العين العين يطلق على العين الباصرة ويطلق على نبع الماء ويطلق على الذهبي والفضة ويطلق على الجاسوس فهذه كلها تشترك في اللفظ تعددت المعاني فيسمى هذا مشتركا واما ان يكون متواطئا والمتواطئ هو اللفظ الدال على معنى كلي في افراده هو اللفظ الدال على معنى كلي في افراده كقولنا زيد انسان وعمر انسان وحسن وحسن انسان فهؤلاء المسمون الثلاثة يشتركون في معنا كلي هو الانسانية ثم قال رحمه الله تعالى فمثل هذا قد يراد به كل المعاني التي قالها السلف وقد لا يجوز ذلك اي اذا كان اللفظ محتملا لمعان عدة فربما كانت جميع هذه المعاني مما تفسر به الآية. وربما لا تكون كذلك فلا يصلح لتفسيرها الا واحد دون واحد لقوله تعالى والعين عين فان العين هنا ايش العين الباصرة وليست كل ما يصح عليه اسم العين وقوله في القسم الرابع ومن الاقوال الموجودة عنهم ويجعلها بعض الناس اختلافا اي يعبروا عن المعاني بالفاظ متقاربة لا مترادفة وبين ان الترادف في اللغة قليل اي ان الالفاظ المذكورة في القرآن للدلالة على معنى واحد يقطع بانها بان بينها فرقا فلا يكون اللفظ الواحد مع غيره يدل على معنى واحد لا زيادة فيه هذا لا يكون في القرآن ابدا فكل لفظ وان شاركه غيره في معناه ففي احدهما زيادة عن الاخر واضح طيب لماذا هذا احسنت لان القرآن صفة لله عز وجل فهو كلامه وصفات الله عز وجل على الكمال واعلى الكمال ان لا يقع ذلك. فاذا كان المتكلم من الخلق يمدح بوقوع معاني كلامه على مقاصد مختلفة وان عبر بالفاظ بينها اشتراك فكيف بكلام الله سبحانه وتعالى فقول الله عز وجل مثلا اذا السماء انشقت ليس كقوله تعالى اذا السماء انفطرت لماذا لانه كلام الله لابد ان يكون في كل واحد منهما معنى يختلف فهما يشتركان في وجود التفرق يشتركان في وجود التفرق لكن التفرق مع الانشقاق يكون كبيرا ومع الانفطار يكون صغيرا لكن التفرق يكون مع الانشقاق كبيرا ويكون مع الانفطار ايش صغيرا الان ما يأتي في اخر الرجل ماذا يسمى؟ يسمى تفطر يسمى تفطرا ما يسمى تشققات لكن لو ظربتك سكين في رجلك فوقع فيها جرح غائض هذا تقول ان فطرت رجلي ام تقول انشقت رجلي انشقت رجلي ولا يقال انقطعت لان القطع فيه الانفصال وهذا لا انفصال فيه فبقيت الرجل موصولة بصاحبها فالانشقاق مقدمة الانفطار فان السماء تنشق اولا وانشقاقا كبيرا ثم يتزايد هذا الانشقاط حتى يكون انفطارا يعني حتى تكون السماء في قطع صغيرة يوم القيامة. ومن اعمل هذا في فهم القرآن ظهر له كيف ان الحرف الواحد يوقع من المعاني ما لا يكون في غيره. الحرف الواحد قال الله عز وجل ان يمسسكم طرح ولم يقل ان يمسسكم جرح لان الجرح غير القرح بالحرف الواحد لان القاف من حروف الاستعلاء فهي احرف قوية والجيم ليست كذلك فالقرح يكون شديدا مؤلما بخلاف الجرح فانه لا يبلغ قدر قدر القرح وهذا من اسرار العربية وهو من اعظم موارد فهم القرآن والسنة. ولذلك من من جميل كلام ابن حزم قوله كيف يؤمن على على الشريعة من لا يؤمن على اللسان كيف يؤمن على الشريعة؟ من لا يؤمن على اللسان يعني الذي لا يعرف اللسان لا نحوا ولا صرفا ولا لغة. كيف يمكنه ان يتكلم في معاني الشريعة فاذا تكلم في معاني الشريعة وقع في الغلط عليها ومن علل من اسباب ضعف المتأخرين في تفسير القرآن الكريم وشرح السنة النبوية غلبة اغفالهم علم العربية عن الاشتغال طالبه ولا سيما متن اللغة فلا تجد لهم يدا في متن اللغة. واذا وجدت في بعض البلاد التي اخذنا عن بعض شيوخها عناية بمتن اللغة لا تجد لهم عناية بفقه اللغة بمعرفة مواقع الكلام وكيف يستعمل هذا اللفظ في موقع ولا يستعمل في موقع اخر؟ وما الذي يحمل على ان يستعمل هذا اللفظ في هذا الموقع ولا يستعمل في هذا الموقع ويستفيد منه الانسان حتى في علم علل الحديث. بعض الناس يظن ان مثل هذه العلوم مفصولة بعظها عن بعظ وهذا لا يكون في علوم الاسلام كما ذكرنا البينة من ذلك اذكر لكم الحديث الثابت في الصحيح ان كل احد يدعى يوم الجنة يوم القيامة اذا كان من اهل الجنة جعلنا الله واياكم اهلها بابواب من الاعمال فيدعى اهل الصلاة من باب صلاة ويدعى اهل الجهاد من باب الجهاد ويدعى اهل الصيام من باب الريان وورد عند البخاري في رواية الصيام وهي غلط لان المناسب للكرم الالهي ان يكون باب الريان لان الصيام فيه معنى الامساك فاصل الصيام في كلام العرب هو الامساك. وغلط الراوي فرواه بالمعنى فقال الصيام. والصواب المحفوظ هو باب الريان. لان الريان ايش فيه كثرة لان هذا من ابنية الابتلاء فعلا من ابنية الابتلاء فدلالة اللغة على العلم في علم التفسير او الحديث او الفقه او الاعتقاد لا غنى عنها واعلى اعظم من ذلك ان تكون لماحا لفقه اللغة في معرفة علل الكلام وموارده ومواضعه حتى تستفيد في القرآن الكريم وهذا امر لا ينتهي ابدا في القرآن والسنة. اذا الانسان امعن النظر وصار له فقه في اللغة يجد ان الحرف الواحد في كلام الله او كلام النبي صلى الله عليه وسلم يكون له مقام في بيان المعنى يكون له مقام مثل ما ذكرنا اياك نعبد واياك نستعين ان هذا الضمير المنفصل. اياك على وجه الافراد ما جاء الا في هذه الاية تعظيما لشأن العبادة والاستعانة فلاجل هذا التعظيم للعبادة والاستعانة اقتصر عليه قوله تعالى مثلا قل هو الله احد حذف متعلق الوحدانية ليعم فهو احد في ذاته واحد في افعاله واحد في الهيته احد في اسمائه واحد في صفاته فلا بد ان يعتني طالب العلم باللغة وطالب علم بلا لغة ولا سيما المفردات لا ينتفع من العلم كثيرا بل يكون علمه ناقصا وانفع المتون عند المتأخرين في علم اللغة وهو الذي درجوا عليه اسمه كفاية المتحفظ لابن الاجداب ونهاية المتلفظ واضح من الاسم يقول كفاية المتحفظ يعني من يراد ان يحفظ باللغة يحفظ هذا هو نهاية المتلفظ يعني الذي ينتهي اليه معرفة الكلام الذي يلزم الانسان. وينبغي ان يكثر طالب العلم من المطالعة في كتاب المصباح المنير للفيومي هذا لطالب العلم انفع من القاموس لطالب العلم انفع من القاموس ولا نريد ان نستطرد لكن المقصود من من هذه الانواع الاربعة للصنف الثاني ان تعرف جلالة علم اللغة واثره في تفسير كلام الله سبحانه وتعالى. ثم قال مصنف ومنها وهنا غلط من جعل بعض الحروف تقوم مقام بعض والتحقيق ما قاله نحات البصرة من التضمين والمقصود بالتضمين اشراب لفظ معنى لفظ اخر اشراب لفظ معنى لفظ اخر كقوله تعالى عينا يشرب بها عباد الله عينا يشرب بها عباد الله فكان يمكن ان تكون الاية عينا يشربها عباد الله يشربها عباد الله لكن قيل يشرب بها عباد الله للدلالة على الارتواء انه يقع لهم بذلك ارتواء بالشرب منها وتنقطع حاجتهم عن السقيا. ثم قال وجمع عبارات سبب في مثل هذا نافع لان مجموع عباراتهم ادل على المقصود من عبارة او عبارتين يعني ان المرء اذا جمع ما تكلم به السلف بمعنى الاية انتفع كثيرا لان مجموع عباراتهم ادل على المقصود من عبارة واحدة فاذا اراد امرئ ان يستشرف ما في القرآن الكريم من المعاني فمما يعينه ان ينظر الى ما تكلم به السلف فيجمع بعضه الى بعض ويجري النظر في التأليف بينه كما مثلنا في تفسير الصراط المستقيم فجمع هذه المعاني يكون به كمال فهم للآية القرآنية ومن اسباب نبوغ المصنف ابي العباس ابن تيمية في التفسير انه صنف في اول حياته كتابا جمعه من مئة تفسير اسمه التفسير المجرد جرد فيه تفسير السلف وهو مما لم يوجد من اثاره رحمه الله تعالى. فهو جرده من التفاسير العتيقة كتفسير عبد ابن حميد وتفسير ابن المنذر وتفسير ابن ابي ادم وغيرها من التفاسير المسندة التي كانت تعزى فيها الاقوال مروية بالاسانيد وهذا ظاهر في في تفسيره رحمه الله تعالى والذي حركه الى ذلك هو كتاب زاد المسير فان كثيرا من كلام ابي العباس ابن تيمية يعول فيه على زاد المسير لان زاد المسير يعتني بنقل المتكلم به في الاية فيقول في هذه الاية خمسة اوجه ثلاثة اوجه ويذكر كلام السلف فيهم فهذا حرك في ابي العباس العناية بتفسير سلف ويظهر اثره اظهر كتاب زاد التفسير زاد المسير في في كلامه رحمه الله تعالى وكل من شهر بالتفسير فانه غالبا يكون قد اثر فيه تفسير المتقدم غالبا يكون اثر فيه تفسير متقدم. فمثلا من هؤلاء النوابض ابن القيم ابن تيمية زاده من تفسير زاد المسير مع ما صار له من الملكة فيه ومثلا شيخ شيوخنا محمد الامين الشنقيطي استمداده من تفسير القرطبي. وشيخ شيوخنا الطاهر ابن عاشور استمداده من من تفسير الكشاف هذا الاصل في تفاسيرهم يعني فيما برعوا فيه من الكلام في التفسير كالطالب بن عاشور برع في بلاغة القرآن فغالب ما يكون مما استمده من الزمخشري وليس المقصود باستبداده انه ينقله بحربه ولكنه بنى هذا الاصل فيه حتى قال لماع هذه المعاني فربما تكلم بشيء كثير لم يذكره الزمخشري لكن الذي بنى له هذه الملكة هو تفسير الزمخشري. نعم الله اليكم قال رحمه الله فصل في نوعه اختلاف في التفسير المستند الى النقل والى طريق الاستدلال. الاختلاف في التفسير على نوعين منهما مستنده النقل فقط. ومنه ما يعلم غير ذلك اذ العلم اما نقل مصدق واما استدلال محقق والمنقول اما عن المعصوم واما عن غير المعصوم والمقصود بان جنس المنقول سواء كان المعصوم او غير المعصوم وهذا هو النوع الاول. فمنه ما يمكن معرفة الصحيح من هو الضعيف. ومنه ما لا يمكن معرفة ذلك فيه. وما نقل في ذلك عن بعض الصحابة نقلا صحيحا فالنفس اليه اسكن مما نقل عن بعض التابعين لان احتمال ان يكون ان يكون سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم او من بعض من سمعه منه اقوى. ولان نقل الصحابة عن اهل الكتاب اقل من نقل التابعين ومع جزم الصاحب ما يقوله كيف يقال انه اخذه عن اهل الكتاب وقد نهوا عن تصديقهم. واما النوع الثاني من مستندي الاختلاف وهو ما يعلم لاستدلالها بالنقل فهذا اكثر ما فيه الخطأ من جهتين حدثتا بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم باحسان احداهما قوم اعتقدوا معانيه ثم ارادوا حمل الفاظ القرآن عليها والثانية قوم فسروا القرآن بمجرد ما ما يسوغ ان يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر الى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به. فالاول نراعوا المعنى الذي رأوه من غير نظر الى ما تستحقه الفاظ القرآن من الدلالة والبيان والاخر والاخرون راعوا مجرد اللفظ وما يجوز عندهم ان يريد به العربي من غير نظر الى ما يصلح للمتكلم به وسياق الكلام ثم هؤلاء كثيرا ما يغلطون في احتمال اللفظ لذلك المعنى في اللغة كما يغلط في ذلك الذين قبلهم كما ان الاولين كثيرا ما يغلطون في صحة المعنى اعلى الذي فسروا به القرآن كما يغلط في ذلك الاخرون. وان كان نظر الاولين الى المعنى اسبق. ونظر الاخرين الى اللفظ اسبق. والاول صنفان تارة يسلبون لفظ القرآن ما دل عليه واريد به وتارة يحملونه على ما لم يدل عليه ولم يرد به وفي كلا الامرين قد يكون ما قصدو نفيه او اثباته من المعنى باطلا. قد يكون عليكم وفي كلا الامرين قد يكون ما قصدوا نفيه او اثباته من المعنى باطلا فيكون خطأهم في الدليل والمدلول وقد يكون حقا فيكون خطأهم بالدليل لا في المدلول عقد المصنف رحمه الله تعالى هذا الفصل للايقاف على اسباب الاختلاف فمراده بيان الاسباب التي اوجبت الاختلاف في التفسير وجماع الاسباب التي اوجبت اختلاف المفسرين قديما وحديثا نوعان احدهما اسباب تتعلق بالنقل اسباب تتعلق بالنقل وهي المستندة الى الرواية والاثر وهي المستندة الى الرواية والاثر. والاخر اسباب تتعلق بالعقل. اسباب تتعلق بالعقل وهي المستندة الى الرأي والنظر وهي المستندة الى الرأي والنظر فان هذين الاصلين ترجع اليهما الاسباب المتنوعة من اختلاف المفسرين وهذا معنى قول المصنف الاختلاف بالتفسير على نوعين منه ما مستنده النقل فقط اي ما يرجع الى النقل فقط ومنه ما يعلم بغير ذلك يعني بطريق العقل استدلالا واستنباطا ثم بين المسوغ لحصر اختلافهم في ذلك بقوله اذ العلم اما نقل مصدق واما استدلال محقق. فالعلم لا يكون الا ما كان منقولا على وجه الصحة او ما كان مستنبطا حقق الدليل الدال على صحة الاستنباط فيه ثم بين ان المنقول اما عن المعصوم واما عن غير المعصوم والمراد بالمعصوم النبي صلى الله عليه وسلم سمي معصوما نسبة الى عصمة البلاغ سمي معصوما نسبة الى عصمة البلاغ لا الى عصمة الخطيئة والذنب وانما عصمته الكبرى صلى الله عليه وسلم هي عصمته في البلاغ. فلا يغلط فيما يبلغه عن ربه عز وجل ابدا ولا يخالف امر الله عز وجل فيه واما ما عداه ففيه القول في مسألة عصمة الانبياء في الذنوب الصغائر والكبائر وبعثها له محل اخر. لكن لتعلم ان المعصوم اذا ورد ذكره عند اهل السنة انما يريدون به عصمة البلاغ اصلا لانها هي الشأن الاعظم في الدين وهذا اللفظ الذي اراده من تكلم باسم العصمة دل عليه في الشرع باسم الصدق فكان النبي صلى الله عليه وسلم صادقا مصدوقا ومن علل العيب الواقعة في كلام المتأخرين في التعبير عن الحقائق الشرعية فزعهم الى الفاظ ليست في الكتاب ولا في السنة مما يضعف واثرها ولذلك كقول الاخ الذي اجاب عن اليسار قبل قليل اعجاز القرآن الاعجاز بمعنى العظمة ليس في القرآن ولا في السنة. وانما فيها عظمة القرآن وكرم القرآن وجلالة القرآن. هذا هو الوارد القرآن والسنة وهو ابلغ في الدلالة على هذا المقصود من لفظ الاعجاز الذي اخترعه المعتزلة بناء على بناء على اعتقاد فاسد لهم. فاذا اردت ان تعبر عن شيء فعبر عنه بما جاء في خطاب الشرع. واعلم ان التعبير عنه بما جاء في خطاب الشرع اكمل بل وان له علة واضح اضرب لكم مثل هل هناك فرق بين قولنا الاية الكريمة والاية البينة طبق القاعدة ايهما الذي ورد في الخطاب الشرعي البينة الاية البينة ولم يرد الاية الكريمة وانما ذكر وصف الكرم للقرآن كله لا لفرد من افراده قال الله عز وجل وانه لقرآن كريم وهذا له سر فالكرم وهو الفضل الجلي الظاهر يكون بمجموع الكلام والوظوح والبيان يكون بالواحد من افراده فاذا اردت ان تعبر عبر بما عبر به الشرع. فان ادركت مغازيه ومراماته فذلك خير وان لم تدرك فاعلم ان لذلك امرا استكنا في خطاب الشرع وبهذا يظهر العلم المحقق عن العلم المخرق العلم المحقق ان تلتزم ما في القرآن والسنة في الدلالة على الحقائق الشرعية. وسيظهر لك اذا اعملت هذا الاصل من المعارف والعلوم ما كان غائبا عنك لذلك من عرف هذا الاصل واعمله لا ينتهي نظره من القرآن الكريم ومن السنة النبوية ونحن نقرأ ان ابن المنذر صنف كتابا في شرحه حديث صفة الحج لجابر ذكر فيه الف فائدة الف فائدة وايضا ابن العربي ذكر في احكام القرآن انه عند اية الوضوء اية الطهارة انه تذاكر هو واصحابه ما في هذه الآية من المسائل فاستنبطوا فيها اكثر من ثمانمائة مسألة هذا كيف يكون ذلك يكون ذلك اذا ادمن الانسان النظر في القرآن الكريم. والسنة النبوية. الحديث الذي تحفظه اقرأه مرة ثانية وثالثة ورابعة وهذا اكثر في الاية فالايات القرآنية اقرأها مرة ومرتين وثلاث وقد كان شيخ شيوخنا محمد الامين الشنقيطي اذا اراد ان يفسر شيئا من القرآن قرأ اللوح الذي فيه تلك الايات مائة مرة مئة مرة يقرأها لان كل ما كررت كلما ظهر لك من المعاني ما لم يكن لك من قبل. فلا بد ان يعمل الانسان هذا الاصل في فهم العلم يستفيد العلم الصحيح جر الى ذلك الكلام على قولهم المعصوم. ثم بين رحمه الله ان جنس النقل سواء كان عن المعصوم او غيره. منه ما يمكن معرفة الصحيح منه والضعيف ومنه ما لا يمكن معرفة ذلك فيه. فمنه ما يطلع على صحته وثبوته بطريقه. ومنه ما يكون مجهول الطريق ايعلم سبيل للوقوف عليه كالمذكور عن نوح عليه الصلاة والسلام مما لم يأتي بالكتاب ولا في السنة كما ذكر السيوطي رحمه الله تعالى ان مع طوفان نوح كان عذبا ولم يكن مالحا هذا في سبيل الوقوف عليه ما في سبيل وانما ما في كتب اهل الكتاب يجد بعض الانسان شيئا من ذلك او من الاثار التي اسندت الى اهل الكتاب فمثل هذا لا يمكن معرفة طريق ثبوته ثم ذكر المصنف ان ما نقل في ذلك عن بعض الصحابة نقلا صحيحا فالنفس اليه اسكن مما نقل عن بعض التابعين لان ان احتمال ان يكون سمعه يعني الصحابي من النبي صلى الله عليه وسلم او بعض من سمعه منه اقوى ولان نقل الصحابة عن اهل الكتاب اقل من نقل التابعين تقوى رحمه الله تفسير الصحابة من جهتين فقوى رحمه الله تفسير الصحابة من جهتين. الجهة الاولى احتمال ان يكون سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم او سمعه ممن سمعه منه ان يكون سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم او سمعه ممن سمع منه و الجهة الثانية ان نقل الصحابة عن اهل الكتاب اقل من نقل التابعين ان نقل الصحابة عن اهل الكتاب اقل من نقل التابعين. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان النوع الثاني من مستندي الاختلاف وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل يعني يعلم بطريق العقل فهذا اكثر ما فيه الخطأ من جهتين حدثتا بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم باحسان احداهما قوم اعتقدوا معاني ثم ارادوا حمل الفاظ القرآن عليها. فهؤلاء قدموا المعنى وجعلوا اللفظ تابعا له قدموا المعنى ثم جعلوا اللفظ تابعا له. فاسسوا في نفوسهم معاني اعتقدوها ثم التمسوا من القرآن ما يدل عليها واضح طيب اضرب لكم مثال التغيير التغيير ذلك الضجيج الذي مرأ ملأ الكون يذكر سندا له قول الله تعالى ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغير حتى يغيروا ما بانفسهم وتجعل هذه الاية تفسيرا للتغيير دليلا عليه وهذا معنى لم يقله احد من السلف رحمهم الله تعالى قط لان هذه الاية ليست في تغيير الاحوال وانما هي في حلول العقوبات تتمة الاية واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ومن اصدق من الله قيلا ومن اصدق من الله حديثا سبحان الله يعتقد الإنسان شيء ثم يحمل الآية عليه ويكون فيها ما يبين ان حقيقة هذا التغيير انه عقوبة من الله سبحانه وتعالى فليس في خطاب الشرع ان التغيير هو نقل النفس او الخلق من حال سيئة الى حال فاضلة وانما فيه التغيير على معنيين احدهما حلول العقوبات والاخر تغيير ازالة المنكرات هذا الوارد التغيير في الخطاب الشرعي. وهذه الاية من جنس من يعتقد شيئا ثم يحمل القرآن الكريم عليه وهذا كثير في العلوم المتأخرة عند الناس ولا سيما من العلوم المحدثة المستجدة من الكفار فان كثيرا ممن تعاطى هذه العلوم صار يرغم ايات القرآن في حملها على ما يوافق تلك المعاني يذكرها المتكلمون فيها والثانية قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ اي يريده بكلامه. ثم على ما على ما ذكرنا انفا. كل حقيقة نافعة للخلق جاء في القرآن والسنة ما يبينها الذي في القرآن والسنة هو الاصلاح والاحسان والاتقان والتجديد هذه فيها معاني زائدة ليست في التغيير ولبيان هذا موضع اخر قال والثانية قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ ان يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر الى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به. وتلخيص طريقتهم ان هؤلاء فسروا القرآن بقطعه عن متعلقاته فسروا القرآن بقطعه عن متعلقاته فمتعلقات القرآن متنوعة فهو يتعلق بالله من جهة انه هو المتكلم به ويتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم من جهة انه هو المنزل عليه. ويتعلق بالصحابة من جهة انهم هم القوم الذين شهدوا تنزيلا له فيقع الخطاب عند هؤلاء من هذه الجهة. ثم ذكر رحمه الله تعالى الفرق بين هاتين الجهتين فقال فالأولون راعوا راعوا المعنى الذي رأوه من غير نظر الى ما تستحقه الفاظ القرآن من الدلالة والبيان والاخرون راعوا مجرد اللفظ وما يجوز عندهم الى اخره فالأولون هم هم المعاني والآخرون هم هم المباني الاولون همهم المعاني والاخرون همهم المباني. ثم قال المصنف ثم هؤلاء كثيرا ما يغلطون في احتمال اللفظ لذلك المعنى في اللغة كما يغلط في ذلك الذين من الذين من قبلهم فمن وجوه غلط الطائفتين غلطهم في احتمال اللفظ الذي قرآن للمعنى اللغوي فانه يأتي في القرآن الكريم اشياء ربما لا تعرف بطريق اللغة المنقولة وانما تعرف بما كان عليه العرب الاول. وهذا صرح به اهل العربية كتصحيح كتصريح الزجاج بان التفث مما لم ينقل عند اهل الاعرابية فيه شيء لكن اثار الصحابة تدل على ان التبت هو حلق الشعر وقص الاظفار والقاء الوسخ عن البدن والثياب فيكون تفسيرا للاية رجعنا الى القول بان المصنف قال ثم هؤلاء كثيرا ما يغلطون في احتمال اللفظ لذلك المعنى في اللغة كما يغلط في ذلك الذين قبلهم فمن وجوه غلط الطائفتين غلطهم في احتمال اللفظ الذي في القرآن للمعنى اللغوي فانه يأتي في القرآن الفاظ لم تعرفها العرب على هذا البناء فربما عرفت مفرداتها مفرداتها لكنها لا تعرف تركيبها. كقوله تعالى واصلحوا ذات بينكم في سورة الانفال فان الطاهر ابن عاشور ذكر ان هذا البناء المركب من مبتكرات القرآن فركب بين كلمة ذات وبين كلمة بين كلمة يراد يراد بها لم الشمل ورأب الصدع. فالذي ينظر الى اللغة دون ربطها بالمتكلم بالقرآن وهو الله سبحانه وتعالى. وبمن نزلت عليه وهو النبي صلى الله عليه وسلم وبمن شهد التنزيل وهم الصحابة يقعوا في الغلط كما ذكرنا في التفث فان التفث لا يظهر في نقل اللغة ما يفسر به كما ذكره ابن النحاس وليس الزجال كما ذكره ابن النحاس في معاني القرآن وانما فسر بالمنقول في كتاب المناسك في عند ابن ابي شيبة وعبد الرزاق في الاثار التي عن الصحابة ان التفت قص الاظفار هو القاء الشعر وغير ذلك من المعاني التي ترجع الى التبذير والتغيير للحالة التي يكون عليها الانسان بقص اظفاره بتقديم اظفاره وقص شعره او حلقه والقاء وسخ الثياب والبدن عنه وهذا امر لا بد منه في القرآن الكريم والسنة النبوية وسيأتي ان ذلك من القرائن التي يرجح بها في الفصل الاتي ثم قال المصنف كما ان الاولين كثيرا ما يغلطون في صحة المعنى الذي فسروا به القرآن كما يغلط في ذلك الاخرون اي كما يوجد الغلط في احتمال اللفظ يوجد الغلط في صحة المعنى عند الطائفتين. وربما كان غلطهم في المعنى ايضا بان لا يكون معنى معتدا به في الشرع ثم قال بعد ذلك والاولون وهم الذين همهم المعاني صنفان تارة يسلبون لفظ القرآن وما دل عليه واريد به اي لا يعطون اللفظ القرآني كماله وتارة يحملونه على ما لم يدل عليه ولم يرد به. اي يجعلونه على معنى على معنى لم يدل عليه اللفظ ولم يرد به. ثم قال وفي كلا الامرين قد يكون ما قصدوا نفيه او اثباته من المعنى باطل فيكون خطأهم بالدليل والمدلول والمراد بالمدلول المعنى المقصود فهؤلاء اخطأوا في المدلول لان مقصودهم باطل. واخطأوا في الدليل لانه لا يدل عليه وقد ثم قال وقد يكون حقا فيكون خطأه في الدليل لا في المدلول. اي ان المعنى الذي قصدوه صحيح في نفسه. لكن الدليل يدل عليه فيكون خطأهم في الدليل الى المدلول. فالخطأ في الدليل والمدلول يجتمع فيه الخطأ في المبنى والخطأ في عن واما الخطأ في الدليل دون المدلول فيكون المعنى صحيحا لكن اللفظ الذي ذكر دليلا عليه لا يصلح ان يكون دليلا عليه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل في احسن طرق التفسير. فان قال قائل فما احسن طرق التفسير؟ فالجواب ان اصح الطرق في ذلك ان يفسر القرآن بالقرآن فما اجمل في مكان فانه قد فسر في موضع اخر وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع اخر فان اعيى كذلك فعليك بالسنة فانها شارحة للقرآن موضحة له واذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعت في ذلك الى اقوال الصحابة ولكن في بعض الاحيان ينقل عنهم ما يحكونه من اقاويل اهل الكتاب التي اباحها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال بلغوا عني ولو اية وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. رواه البخاري عن عبدالله بن عمرو ولكن هذه الاحاديث الاسرائيلية تذكر الاستشهاد لا للاعتقاد فانها على ثلاثة اقسام احدها ما علم ناصحته مما بايدينا مما يشهد له بالصدق فذلك فذاك صحيح والثاني ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه والثالث ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل فلا نؤمن به ولا نكذبه. وتجوز حكايته لما تقدم وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود الى امر ديني ولهذا يختلف علماء اهل الكتاب في مثل هذا كثيرا ويأتي عن المفسرين ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك مما لا فائدة في تعود على المكلفين في دنياهم ولا في دينهم ولكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز واذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الائمة في ذلك الى اقوال التابعين فتذكر اقوالهم في الاية فيقع في تباين في الالفاظ يحسبها من لا علم عنده اختلافا فيحكيها قال وليس كذلك فان منهم من يعبر عن الشيء بلازمه او نظيره ومن ثم ينص على الشيء بعينه والكل بمعنى واحد في كثير من الاماكن فليتفطن اللبيب لذلك والله الهادي وقال شعبة ابن الحجاج وغيره التابعين في الفروع ليست حجة فكيف تكون حجة في التفسير؟ يعني انها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم وهذا صحيح اما اذا اجتمعوا على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة فان اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ولا على من بعدهم ويرجع في ذلك الى لغة القرآن الى لغة في القرآن او السنة او عموم لغة العرب او اقوال الصحابة في ذلك. فاما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام. واما الذي روي عن مجاهد وقتى وغيرهما من اهل العلم انهم فسروا القرآن فليس الظن بهم انهم قالوا في القرآن او فسروه بغير علم او من قبل انفسهم. وقد روي عنهم ما يدل على ما قلنا انهم لم يقولوا من قبل انفسهم بغير علم ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به. فهذه الاثار الصحيحة وما شاكلها عن ائمة السلف محمولة على تحرجهم من على تحرجهم عن الكلام في التفسير ما لا علم لهم به. فاما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا فلا حرج عليه ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم اقوال في التفسير ولا منافاة لانهم تكلموا فيما علموا وسكتوا عن ما جهلوا. وهذا هو الواجب على كل احد. فانه كما يجب السكوت ما لا علم له به فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه. لقوله تعالى لتبين لتبيننه للناس ولا تكتمونه ولما جاء في الحديث المروي من طرق من سئل عن علم فكتمه الجم يوم القيامة منا والله اعلم. ذكر المصنف رحمه الله في اخر كتابه فصلا بين فيه احسن طرق التفسير واجاب عن السؤال الذي ابتدأ الفصل به في قوله فان قال قائل فما احسن طرق التفسير مجيبا بقوله ان اصح الطرق في ذلك ان يفسر القرآن بالقرآن. ثم قال بعد ذلك فان اعياك ذلك فعليك بالسنة. ثم قال بعد ذلك واذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعت في ذلك الى اقوال الصحابة فتفسير القرآن احسن طرقه اربعة اولها تفسير القرآن بالقرآن وثانيها تفسير القرآن بالسنة وثالثها تفسير القرآن باقوال الصحابة ورابعها تفسير القرآن باقوال التابعين تفسير القرآن باقوال التابعين وهذه الطرق الاربع ترجع حقيقة الى طريقين احدهما تفسير القرآن بنفسه والاخر تفسير القرآن بغيره احدهما تفسير القرآن بنفسه واليه يرجع تفسير القرآن بالقرآن والاخر تفسير القرآن بغيره واليه يرجع بقية الطرق بالسنة واثار الصحابة والتابعين رضي الله عنهم فاما الطريق الاول وهو تفسير القرآن بالقرآن فهو نوعان احدهما نص صريح والاخر ظاهر الراجح احدهما نص صريح والاخر ظاهر الراجح فمثلا قوله تعالى مالك يوم الدين يفسره قوله تعالى في اخر سورة الانفطار وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا واعلاه ما كان في السورة نفسها لقوله تعالى والسماء والطارق وما ادراك ما الطارق ايش النجم الثاقب فهذا نص صريح وهذا اعلى تفسير القرآن اعلى تفسير القرآن هو هذا التفسير الصريح ويحتاج الى جمع لعظيم نفعه سواء في السورة نفسها او من سورة اخرى والاخر ظاهر راجح ظاهر راجح كقوله تعالى عما يتساءلون عن النبأ العظيم فالنبأ العظيم الذي يظهر راجحا من مجموع ايات متفرقة انه القرآن الكريم فهذا ليس نصا وانما هو ظاهر راجح عند المتكلم به لدلائله المتفرقة في القرآن الكريم واما تفسير السنة في السنة فتقدم ان بيان النبي صلى الله عليه وسلم معاني القرآن له نوعان احدهما تفسير قاص والاخر تفسير عام. التفسير الخاص المتعلق بالاية نفسها كاية الفاتحة غير المغضوب عليهم ولا الضالين ان المغضوب عليهم هم اليهود والضالون وان الضالين هم النصارى وتفسير عام بما كان عليه صلى الله عليه وسلم من حال وسنة وسيرة واما تفسير الصحابة واما تفسير القرآن باقوال الصحابة. فذكر المصنف رحمه الله تعالى انه ينقل في بعض الاحيان عنهم من اقاويل اهل الكتاب التي اباحها صلى الله عليه وسلم حيث قال حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ويستفاد من هذا ان تفسير الصحابة نوعان احدهما ما قالوه من قبل انفسهم لا نقلا عن اهل الكتاب ما قالوه من قبل انفسهم لا نقلا عن اهل الكتاب وهو اكثر الوارد عنهم وهو اكثر الوارد عنهم والاخر ما نقلوه عن اهل الكتاب ما نقلوه عن اهل الكتاب وهذا الذي نقلوه عن اهل الكتاب يسمى الاحاديث الاسرائيلية في الاحاديث الاسرائيلية اسرائيلية اسم للاخبار المنقولة عن كتب اهل الكتاب والذكر المصنف انها ثلاثة اقسام احدها ما علمنا صحته والثاني ما علمنا كذبه والثالث ما هو مسكوت عنه فالقسم الاول ظاهر بين انه تجوز حكايته والثاني محرم والثالث هو المراد بالجواز في قوله صلى الله عليه وسلم حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج. وغالب ما يكون فيه ليس فيه فائدة ترجع الى امر ديني غالب ما يكون فيه ليس فيه فائدة دينية ترجع ليس فيه فائدة ترجع الى امر ديني فمثلا ما طوفان نوح عذب ولا مالح؟ وش الفائدة الدينية فيه ما في فائدة السيوطي رحمه الله في معترك الاقران قال وكان الناس يسألونني عن ماء طوفاني نوح هل كان عذبا او مالحا؟ يقول كنت متوقفا ثم ذكر ما رجح به انه عبد. لكن هذه المسألة لا ينبني عليها كبير عمل ديني. ثم قال واذا لم تجد التفسير في القرآن ولا السنة ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الائمة الى اقوال التابعين وقوله فقد رجع كثير من الائمة الى اقوال التابعين يستفاد منه ان كثيرا من الائمة لم يرجع الى الى تفسير التابعين فمن الفروق بين تفسير الصحابة وتفسير التابعين ان تفسير الصحابة حجة بالاجماع ان تفسير الصحابة حجة بالاجماع واما يعني هذا اذا لم يختلفوا فيه واما تفسير التابعين فمما تنوزع فيه هل هو حجة؟ اي ليس اوليس بحجة والتحقيق ان تفسير التابعين نوعان احدهما ما اتفقوا عليه والآخر ما اختلفوا فيه احدهما ما اتفقوا عليه. والآخر ما اختلفوا فيه فما كان من الجنس الاول فهو حجة لماذا انه اجماع لانه اجماع ولذلك بعض المشتغلين بعلم الحديث جاء الى الاحاديث التي فيها ان انهار الجنة تجري في غير اخدود فقال هذه الاحاديث ضعيفة ولم يصح في صفة انهار الجنة شيء لم يثبت طيب فاين المنقول عن التابعين؟ مسروق ابن الاجدع وغيره ولا يوجد بين بين التابعين اختلاف ان معنى تجري من تحتها الانهار انها تجري على وجه من غير شق فيها هذا هو المنقول عنه والتابعين من اين؟ والتابعون من اين جاءوا بالتفسير جاؤوا عن الصحابة رضي الله عنهم وهذا الانسان اذا لم يسلك طريقة اهل العلم في تلقي العلم تقع مثل هذه الاقوال التي يظن انها تحقيق وربما تكون هذه الاقوال على خلاف ما عليه اهل السنة كالقول في انهار اهل الجنة انها تجري لا يعلم كيف جريانها هذا يخالف ما عليه اهل السنة مما نقل عن تفاسير التابعين رضي الله عنهم انها تجري على وجه الارض وجاء ايضا في عند عند احمد من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعطيت الكوثر اذا هو نهر لم يشق شقا لم يشق شقا. وش معنى لم يشق شقا من غير اخدود من غير اخدود فهو يجري على وجه على وجه الجنة. والكوثر هو اعظم انهار الجنة. فاذا كان هذه الصفة الاعظم فالاصل ان ما دونه يكون يكون مثله وهذا هو المنقول عن عن التابعين. لكن الناس الان بلوا بهذه الاجهزة التي يزعمون انها قربت العلوم فيبحث اخدود ما يلقى في اخدود شيء فيقول خلاص اذا لقينا احاديث كلها ضعيفة فلم يثبت شيء. شق شقا ما تدخل معه لانها في ذهنه اخدود. ولهذا العلم ينقل عن اهله لا ينقل عن هذه الاجهزة الصامتة وهذه من اسباب فساد العلم هذه الاجهزة التي ظن الناس انها تعطيهم العلم لا تعطيهم العلم ابدا لان العلم ليس هو المعلومات العلم هو شرعية تؤخذ بالتلقي هذا هو العلم وبقدر بركة نية المتعلم والمعلم يحصل كمال العلم والكمبيوتر ايش فيه من نية ما في نية ولا في بركة ما في بركة ان ان الكمبيوتر تقول له قصد وله نية انما هذه الات يستفاد منها اما ان يجعل الانسان بناء علمه عليها ويظن انه يصير محققا بها فان هذا لا يمكن. ولذلك احد شيوخنا رحمه الله تعالى جاءت له احدى الشركات المتقنة في الحاسوب قالوا هات اي لفظة في الكتب الستة ونخرجها لك. يعرضون عليها هذا البرنامج فقال لهم قال له خايف ابحثوا عن اللخيف قال له خايف لم يأتي الا في حديث سهل ابن سعد عند البخاري اسم فرس للنبي صلى الله عليه وسلم وهم ما برمجوه في قواعد المعلومات ما دخلوا اللخيف فطلع النتيجة ايش انه لا يوجد فالحين الشباب يدخلون يقولون هذا لا يعرف في الاحاديث النبوية لان الشيخ كمبيوتر لم يدلهم عليه لابد ان يحرص الانسان على طريقه العلم الصحيح. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان ما اختلف فيه من اقوال التابعين لا يكون بعضهم حجة على بعض ويرجع في ذلك الى لغة القرآن او السنة او عموم لغة العرب وهذه تسمى برائن الترجيح. تسمى قرائن الترجيح. فاذا لم تجد فيها تفسيرا متفقا عليه بل وجدت اختلاف تنظر الى لغة القرآن او الى السنة او الى عموم لغة العرب مثلا في القرآن الكريم ما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة يتفقهوا في الدين اختلف في الطائفة النافرة هل هي المجاهدة ام التي تلتمس العلم على قولين؟ الصحيح منهما ان النافرة هي المجاهدة وان القاعدة هي التي تطلب تطلب العلم ما الذي دل على ذلك ايش هذا بنرجع له ان شاء الله ها يا يوسف احسنت ان النفير اذا اطلق في خطاب الشرع المراد به الخروج الى الجهاد الخروج الى الجهاد ولذلك يصير معنى الاية ما كان المؤمنون لينفروا كافة يعني يخرجوا الى الجهاد كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ان يخرج من كل جماعة منهم اناس يجاهدون ويبقى اناس يطلبون العلم يفقهوا قومهم اذا رجعوا اليهم. وهذا هو الذي يدل عليه النظر. فان العلم لا يمكن الا بجمع القلب عليه وهذا يكون بالقعود ولذلك القعود في نصرة الدين جهاد كالقيام في نصرة الدين واما القعود الذي جاء ذموه في القرآن الكريم فهو القعود عن القيام الى الجهاد مع قيام سببه هذا هو الذي يذم مع قيام سببه. اما اذا لم يقم سببه فهذا لا يذم فليس كل قعود عن الجهاد يكون مذموما. بل ينظر الى مولده وسببه وحاله. ولذلك ابن عمر رضي الله عنه لما ذكر له ما بين بني امية وبين ابن الزبير قال انما يتقاتل هؤلاء الفتيان على الدنيا هذا ابن عمر رضي الله عنه يقوله عن اناس فيهم صحابة رضي الله عنهم فالامر عظيم في تكييف مسائل الجهاد ومتى يقوم الانسان ومتى لا يقوم ومتى سيكون القعود متى لا يكون القعود؟ والجهل بهذه المسائل هو الذي يجعل الانسان ينسب الى العلماء مقالات ما تكلموا بها. كالمشهور الان عند الشيخ تويتر عن ابن تيمية انه يقول لا يستفتى في الجهاد قاعد هذا شيء لا اصل له في كلام ابن تيمية ولا يوجد في كلام ابن تيمية وانما هو خيالات توهمها بعض الناس فنسبها الى ابن تيمية رحمه الله تعالى وتجد بعض بس يبني عليها تقرير في مسألة وينسبها الى ابي العباس ابن تيمية فالمقصود ان حسن التفهم لخطاب الشرع ينظر فيه الى لغته مثال اخر في السنة تدنو الشمس من الخلق يوم القيامة حتى تكون قدر ميم يعني ايش ميل ابو عمر طيب بعضهم يقول من المكحلة غير مستعمل في خطاب الشرع ان الميل من المكحلة. اذا جاء الميل في الفاظ الصحابة والتابعين ان والسنة انما المراد به ميل المسافة وليس المراد المكحلة وهذا اصل عظيم في فهم القرآن والسنة لا بد من رعايته. ثم ذكر رحمه الله تعالى تفسير القرآن بالرأي. والمراد بالرأي ما قيل في القرآن على وجه الاستنباط والاستدلال ما قيل في القرآن على وجه الاستنباط والاستدلال وهو نوعان احدهما تفسير برأي محمود وهو ما احتمله اللفظ ودل عليه الدليل ما احتمله اللفظ ودل عليه الدليل. والآخر تفسير برأي مذموم وهو ما لم يحتمله اللفظ ولا دل عليه الدليل وهو ما لم يحتمله اللفظ ولا دل عليه الدليل وهو والاول التفسير بالرأي المحمود هو الموجود في كلام السلف والرأي المذموم هو المخصوص بكلام المصنف انه يحرم فالذي يحرم هو تفسير القرآن برأي مذموم ثم قال المصنف رحمه الله تعالى واما الذي روي عن مجاهد وقتادة وغيره من اهل العلم انهم فسروا القرآن فليس الظن بانهم انه قالوه في القرآن او فسروه بغير في علم او من قبل انفسهم يعني فسروه بما احتمله اللفظ ودل عليه الدليل ولم يتكلموا بدون بينة ولا علم ثم قال وهذا هو الواجب على كل احد فانه كما يجب السكوت على ما عم لا علم له به فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه. فالانسان ان علم شيئا قاله وان لم يعلمه قال الله اعلم. ثم ختم بذكر الدليل الدال على وجوب البيان في بقوله لقوله تعالى لتبينن لا انه للناس ولا تكتمونه ولما جاء في الحديث المروي من طرق عند ابي داوود وغيره وهو حديث حسن من سئل عن علم فكتمه الجم يوم القيامة امتي برجام من نار. فالواجب على المرء ان لم يكن عنده علم ان يرد العلم الى الله واذا كان عنده علم ان يبينه كما اراد الله اذا لم يكن عنده علم رد العلم الى الله. واذا كان عنده علم فانه يبينه على ما اراد الله. فلا يبينه على ما تهوى نفسه ولا ما تشتهي وانما يبينه وفق الحكم الشرعي. ومن اجرى الحكم الشرعي على نفسه فتح الله له المعارف والعلوم. واما الذي فيبين من العلوم من ما يشاء والمعارف ما يشاء فهذا لا يدرك العلم وانما يفعل هذا جاهل فان الجهل هو الذي يحمل الانسان على ان يطوي بعظ العلم الوارد في القرآن والسنة متوهما انه يكون يخصم بها فيمنع بثه ونشره لئلا يفسد عليه الناس فيما يريده. واما الذي يراقب الله عز وجل فهو الذي يبين العلم الشرعي وفق ما اراد الله سبحانه وتعالى. فاذا كان كذلك هداه الله وسدده فان الذي يتكلم ليصيب مراد الله عز وجل يهديه الله ويسدده. واما الذي يريد لي الادلة وتجييرها نحو لنفسه او مراد اهل بلده او غير ذلك من الغايات والمطالب فانه يقع له من الزلات ما يسفر بجلاء عن جهله فينبغي ان يروض ملتمس العلم نفسه على التجرد فيه ولو كان الحق عليه فاذا بان له خطؤه في مسألة رزع فانه يذعن لذلك ويستغفر الله عز وجل ويرجع عن خطئه. واذا بان له الحق بينه على الوجه الذي يحبه الله سبحانه وتعالى. ولذلك فان تمام نصح الناس هو بذل العلم لهم على الوجه الذي يريده الله هو يرضاه لا على الوجه الذي يريدونه او يحبونه. هذا اخر البيان على هذا الكتاب اكتبوا طبقته سمع علي جميع خلاصة مقدمة التفسير بقراءة غيره صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان وتم له ذلك في مجلس واحد بالميعاد المثبت في محله من نسخته. وجدت له روايته عني اجازة خاصة بمعين لمعين بمعين صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة الجمعة الثاني عشر من ربيع الاخر سنة اربع وثلاثين بعد اربعمئة والالف بجامع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمدينة الدوحة حرسها الله بالاسلام والسنة جميع اللي ما يحب ويرضى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته