احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى المعقد الثاني عشر انتخاب الصحبة الصالحة له. اتخاذ اتخاذ الزميل ضرورة لازمة في نفوس الخلق. فيحتاج طالب العلم الى معاشرة غيره من الطلاب. لتعينوا هذه المعاشرة على تحصيل والاجتهاد في طلبه والزمالة في العلم ان سلمت من الغوائل نافعة في الوصول الى المقصود. ولا يحسن بقاصد العلا الا انتخاب الا انتخاب صحبة صالحة تعينه. فان للخليل في خليله اثرا. روى ابو داوود والترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل. قال الراغب الاصفهاني اعداء الجليس لجليسه بمقاله وفعاله فقط بل بالنظر اليه. وانما يختار للصحبة من يعاشر للفضيلة لا المنفعة ولا للذة فان عقد المعاشرة يبرم على هذه المطالب الثلاثة الفضيلة والمنفعة واللذة. ذكره شيوخنا محمد الخضري ابن ابن حسين في رسائل الاصلاح فانتخب صديق الفضيلة زميلا فانك تعرف به. وقال ابن مانع رحمه الله في ارشاد الطلاب وهو يوصي طالب العلم ويحذر كل الحذر ويحذر كل الحذر من مخالطة السفهاء واهل المجون والوقاحة وسيء السمعة والاغبياء والبلداء. فان مخالطتهم سبب الحرمان وشقاوة الانسان سكر المصنف وفقه الله المعقد الثاني عشر من معاقد تعظيم العلم وهو انتخاب الصحبة الصالحة له. اي اختيار صحبة صالحة تعين عليه. فان الانسان مدني بطبعه مفتقر الى من يعاشره من ابناء جنسه ومن اعظم ما تعقد عليه المعاشرة ان تعقد على قاصرة الفضيلة بحرص الانسان على ان يواخي احدا من الخلق للاجتماع على فضيلة من الفضائل فينتخب اصدقاء الفضيلة ويحرص على صحبتهم. ويحذر كل الحذر كما قال ابن مانع رحمه الله من مخالطة السفهاء واهل المجون والوقاحة وسيء السمعة والاغبياء والبلداء قال فان مخالطتهم سبب الحرمان وشقاوة الانسان اي تعود على المرء بالحرمان والشقاء. قال راغب الاصبهاني ليس اعداء الجليس للجليس ليس اعداء الجليس الجليس بمعاشرته فقط بل بالنظر اليه يعني يؤثر الانسان في غيره بالنظر. الانسان اذا صار نظره الى بطالين التربة الطاء لكن اذا حفظ نظره من ذلك لم يقوى هذا المعنى في قلبه لذلك اذا تأملت عبادة حفظ النظر التي كانت عند السلف تجد فيها هذا المعنى ان اشغال النظر بغير ما ينفع افساد للقلب ومن جملة اشغاله ان ينظر الانسان الى اهل الوقاحة وسيء السمعة والسفهاء والبلداء فهذا يطبع او في قلبه صورتهم وهذا مما بلي به الناس ومنهم طلاب العلم بوسائل التواصل الاجتماعي الموجودة اليوم. فكثير منها يتناقل اشياء من احوال اهل الوقاحة. وسيء السمعة والسفه والبلداء والاغبياء. فاذا استحكم النظر فيها مرة بعد مرة انجرت هذه العلة الى الانسان حتى صار يستسيغ مثل هذه الاحوال ثم ربما صار يقع فيها كما وقع فيه غيره. لكن من حفظ نفسه من النظر اليها حفظ قلبه فلم يجد النظر مدخلا الى القلب في مثل هذه الاشياء. ومن فتح هذا الباب على قلبه تسلل اليه هذا الداء حتى يقوى فيه ولذلك ما يسمى اليوم بتشهير الحمقى الذي ساعد فيه ان العقلاء فتحوا ابصارهم عليهم صاروا يتابعون هؤلاء الحمقى فصاروا حمقى مشاهير وهؤلاء الذين يتابعونهم هم اتباع الحمقى والا فالذي يحفظ نفسه لا يتابع مثل هؤلاء. ولا يكثر سوادهم بل يحفظ نفسه وقلبه وعقله وولده واهل بيته من متابعة هؤلاء. لئلا يخرج السفهاء الذين تابعهم عبر شاشة جواله من الجوال فيجدهم في نفسه او في اهل بيته. وهو الذي جنى على نفسه اولا لكن لو حفظهم وتابعهم وبين ان هؤلاء يفعلون افعالا مشينة وان ضحك ضحك منها الناس لكن لا ينبغي متابعتها. لان لا تورث بالنظر اليها فساد القلب بانطباع هذه الصورة واستساغتها فيه