احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى المعقد الرابع عشر اكرام اهل العلم وتوقيرهم. ان فضل العلماء عظيم ومنصبهم منصب جليل لانهم اباء الروح فالشيخ اب للروح كما ان الوالد اب للجسد. فالاعتراف بفضل المعلمين حق واجب قال شعبة ابن حجاج كل من سمعت كل من سمعت منه حديثا فانا لها فانا له عبد. واستنبط هذا المعنى من القرآن احمد بن علي الاودفوي فقال رحمه الله اذا تعلم الانسان من العالم واستفاد منه الفوائد فهو له عبد. قال الله وتعالى واذ قال موسى لفتاه وهو يوشع ابن نور ولم يكن مملوكا له وانما كان متلمذا له متبعا له فجعله الله فتاه لذلك وقد امر الشرع برعاية حق العلماء اكراما لهم وتوقيرا واعزازا. فروى احمد في المسند عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من امتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا ونقل ابن حزم الاجماع على توقير العلماء واكرامهم. فمن الادب اللازم فمن الادب اللازم للشيخ على متعلم مما يدخل تحت هذا الاصل. التواضع له والاقبال عليه وعدم الالتفات عنه. ومراعاة ادب الحديث معه واذا حدث عنه عظمه من غير غلو بل ينزله منزلته لان لا يشينه من حيث اراد ان يمدحه. وليشكر تعليمه ويدعو ولا يظهر الاستغناء عنه ولا يؤذيه بقول او فعل وليتلطف في تنبيهه على خطأه اذا وقعت منه زلة. ومما الاشارة اليه هنا باختصار وجيز معرفة الواجب ازاء زلة العالم. وهو ستة امور. الاول التثبت في صدور الزلة من الثاني التثبت في كونها خطأ وهذه وظيفة العلماء الراسخين فيسألون عنها. والثالث ترك اتباعه فيها والرابع التماس العذر له بتأويل سائغ. والخامس بذل النصح له بلطف وسر. لا بعنف وتشهير. والسادس حفظ جنابه فلا تهدر كرامته في قلوب المسلمين. ومما يحذر منه مما يتصل بتوقير العلماء. ما صورته ما صورته التوقير ومآله الاهانة والتحقير كالازدحام على العالم والتضييق عليه والجائه الى اعسر السبل ذكر المصنف وفقه الله المعقد الرابع عشر وهو اكرام اهل العلم وتوقيرهم اي اجلالهم وتعظيمهم لعلو قدرهم في الشرع وما جعل الله لهم من المكانة الرفيعة بين المسلمين فالعلماء جعل لهم شرعا رتبة رفيعة توجب اكرامهم وتوقيرهم وذكر رحمه الله من دلائل الشرع ما يبين ذلك ثم ذكر صنوفا من الادب اللازم للشيخ على المتعلم مما يدخل تحت هذا الاصل كالتواظع له والاقبال عليه وعدم الالتفات عنه ومراعاة ادب الحديث معه الى اخر ما ذكر ثم ذكر ان مما يناسب المقام التعريف بالواجب ازاء زلة العالم فان من وجوه ابداء الله كماله للخلق ان يقع كملهم في الزلة فاذا وقع كامل الخلق في الزلة علم الخلق ان كل مخلوق فيه نقص وان الكمال المطلق هو لله سبحانه وتعالى. فلا يرفعون احدا من الخلق فوق مقامه فاذا صدرت زلة من احد من اهل العلم وجب على المرء ان يتحرى فيها هذه الامور الستة بان يتثبت اولا في صدور الزلة منه. فيتحقق انها ثابتة عنه. ثم يتثبت في كونها خطأ فان من الناس من يعد شيئا من الاشياء قطعا وهو ليس كذلك ووظيفة ذلك للعلماء الراسخين الذين يميزون زلات غيرهم. واما احاد الناس وطلاب العلم فهؤلاء ليس لهم من الالة ما يكون مستدعيا حكمهم على كون شيء من الامور انه زلة. قال والثالث ترك اتباعه فيها اي لا يتبع فيها. اذا تحقق انها زلة ببيان الراسخ لا يتبع ذلك العالم الذي زل في زلته. والرابع التماس العذر له بتأويل سائر اي يطلب له عذر بانه حمله عليه كذا وكذا فيطلب له عذر لان علماء المسلمين لا يقصدون الوقوع في الزلات التي تفسد دين الناس لكن ان تقع منهم باعتبار كونهم بشرا. والخامس بذل النصح له بلطف وسر لا بعنف وتشهير. لان هذا ادعى لقبوله ورجوعه عن خطأه. بخلاف معاملته بالغلظة والفظاظة. فهذه ينشأ منها شر فيحرص على الانسان فيحرص الانسان على ان يبذل له النصح بقدر ما يستطيع بلطف وسر ولا يمنع احد من بيان خطأ احد جهرا ما دام الامر كما ذكر ابن رجب رحمه الله جامعا ادراك الصواب وحسن الخطاب. فاذا بين خطأ غيره مع اصابته الجواب وحسن الخطاب فهذا لم ينزل عليه الناس قال الامام احمد لم يزل الناس يرد بعضهم على بعض. فهذا امر سائغ لكن لابد من الامرين الذين ذكرهما ابن رجب بان يكون مشتملا على الصواب في الجواب وان يكون مع حسن الادب لان المعاملة بين اهل العلم ينبغي ان تكون على الوجه الاكمل في الشرع. فلا ينبغي ان يكون اهل العلم يذم بعضهم بعضا ويسب بعضهم بعضا ويتعدى بعضهم على نيات بعض بلا بينة ولا برهان بل يتحفظ المرء من ذلك ويبين خطأ المخطي باعتبار ما ظهر له من الادلة. قال والسادس حفظ جنابه يعني قدره ومقامه فلا تهدر كرامته في قلوب المسلمين يعني ما يؤذى الناس على تركه والاعراض عنه يجد انه اخطأ في هذه المسألة من هذه من مسائل فالمرء قد يخطي في مسألة وفي عشر وفي مئة كما قال ابن تيمية ولا يخرجه ذلك عن كونه عالم من علماء المسلمين نعم