احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تعالى الرابع تكلم بطيب القول في خير واخفض صوتك متمهلا في حديثك. وانصت من كلمك مقبلا عليه ولا تقاطع ولا تتقدم بين يدي الاكبر بالكلام. ذكر المصنف وفقه الله الادب الرابع من الاداب العشرة وهو يتعلق بادب الكلام. وفيه سبع مسائل. فالمسألة الاولى في قوله تكلم بطيب القول في خير. والطيب من القول هو الطاهر السالم من الخبث والطيب من القول هو الطاهر السالم من الخبث. والخير هو ما رغب فيه شرعا او عرفا. والخير هو ما رغب فيه شرعا او عرفا. والعبد مأمور في منطقه بامرين هما المذكوران في قوله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت متفق عليه فاحدنا يؤمر اذا تكلم ان يقول خيرا او ان يحفظ منطقه فلا يتكلم بشيء. والمسألة الثانية في قوله واخفض صوتك. فالصوت وعاء كلام الذي يدفع به الى الخلق وخفضه هو الهمس به وترك رفعه وخفضه هو الهمس به وترك رفعه. فاذا تكلم هم بكلامه ولم يرفع صوته. والمسألة الثالثة في قوله متمهلا في حديثك فاذا تحدث العبد سن له ان يتمهل في حديثه والتمهل التأني والتؤدة فيخرج كلامه شيئا فشيئا. حتى يتحرز فيما يتكلم به يعقل عنه حتى يتحرز فيما يتكلم به ويعقل عنه. فمنفعة التمهل في الكلام امران احدهما حصول احتراز المتكلم في كلامه. حصول احتراز المتكلم في كلامه الا يخرج شيئا من الكلام الا وقد وزنه فلا يخرج شيئا من الكلام الا وقد وزنه والاخر حصول عقل معنى كلامه حصول عقل معنى كلامه فيفهم عنه ويدرك ما يريد بكلامه. والمسألة الرابعة في قوله وانصت لمن كلمك اي بالقاء سمعك وتوجه قلبك اليه. فالانصات المأمور به قدر زائد عن الاستماع قال الله تعالى واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا. فالاستماع القاء السمع للمتكلم. فالاستماع القاء السمع للمتكلم والانصات القاء السمع له وترك الكلام عند كلامه. القاء السمع له وترك كلامي عند كلامه. فالانصات اعلى من الاستماع. وكل انصات استماع وزيادة وكل انصات استماع وزيادة. وليس كل استماع انصات وليس كل استماع انصات. والمسألة الخامسة في قوله مقبلا عليه. اي مشرفا بصورتك الظاهرة من بدنك عليه. اي مشرفا بصورتك الظاهرة من بدنك عليه اعتناء بحقه وحفظا لوده واكمل الاقبال ما واطأ وفيه الباطن الظاهر واكمل الاقبال ما واطأ فيه الباطن الظاهر فجمع عليه والمسألة السادسة في قوله ولا تقاطع والمقاطعة هي مبادرة المتكلم الكلام قبل تمام كلامه. هي مبادرة المتكلم بالكلام قبل تمام كلامه لا يكاد يبين عن مقصوده. ولا يفصح عن مراده. والمسألة السابعة في قوله ولا تتقدم بين يدي الاكبر بالكلام. لان الشرع حفظ للكبير حقه ومنه حقه في الكلام. الا يتقدم بين يديه. فلا يشرع من دونه في فيما قصداه فلا يشرع من دونه في الكلام فيما قصده. لا ان افترق مبتغاهما والاكبر هو المتقدم بالكبر على غيره. والمتقدم بالكبر على غيره والكبر نوعان احدهما كبر اقدار كالرئاسة والعلم وغيرهما والاخر كبر اعمار كبر اعمار ممن يسبق بالسن غيره. فالعبد مأمور بتقديم الاكبر بين يديه في الكلام ومنهي عن مسابقته فيه. حفظا لحقه لما في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم كبر تقديما للاكبر من المتكلمين فيقدم من عرف كبره بقدر او علم فيقدم من عرف كبره بقدر او علم. ومن هذا الباب زجر طلاب العلم عن الكلام بين يدي العلماء. فان المأمور به شرعا وكل الكلام اليهم فهو حق ثابت لهم بطريق الشرع. وملتمس العلم ما امور بان يستغني بهم لان ذممهم مشغولة بالكلام بيانا عن الشرع وقياما بحق الله وذمتك وانت دونهم بريئة فاذا بلغت مبلغهم ورمقك الناس بابصارهم واحتاجوا الى علمك فاطلب حينئذ نجاة نفسك بالقيام بحق الله سبحانه وتعالى عليك. نعم