احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تعالى المعقد الثامن عشر التحفظ في مسألة العالم. فرارا من مسائل الشغب وحفظ لهيبة العالم فان من السؤال ما يراد به التشغيب وايقاظ الفتنة واشاعة السوء. ومن انس منه العلماء هذه المسائل لقي من ما لا يعجبه كما مر معك في زجر المتعلم فلا بد من التحفظ في مسألة العالم ولا يفلح في تحفظه فيها الا من اعمل اربعة اصول اولها الفكر في سؤاله لماذا يسأل؟ فيكون قصده من السؤال التفقه والتعلم لا والتهكم فان من ساء قصده في سؤاله يحرم بركة العلم ويمنع منفعته. الاصل الثاني التفطن الى ما التفطن الى ما يسأل عنه. لا فلا تسأل عما لا نفع فيه اما بالنظر الى حالك او بالنظر الى المسألة نفسها ومثله السؤال عما لم يقع او ما لا يحدد او ما لا يحدث به كل احد. وانما يخص به قوم دون قوم. الاصل الف الانتباه الى صلاحية حال الشيخ للاجابة عن سؤاله. فلا يسأله في حال تمنعه ككونه مهموما او متفكرا. او كان في طريقنا او راكبا سيارته فليتحين طيب نفسه. الاصل الرابع تيقظ السائل الى كيفية سؤاله. باخراجه في سورة حسنة متعددة فيقدم الدعاء للشيخ ويبجله في خطابه ولا تكون مخاطبته له كمخاطبته اهل السوق واخلاقه العوام ذكر المصنف وفقه الله المعقد الثامن عشر مما عقد تعظيم العلم وهو التحفظ في مسألة العالم اي بان يحفظ المرء نفسه من الغلط عند الصدور السؤال منه معروضا عن العالم لئلا يقع فيما يكون سببا للفتنة او مزيلا لهيبة العلم واهله او مولدا لاشاعة السوء بين بين الناس ثم ذكر اربعة اصول ينبغي اعمالها لتحصيل التحفظ في مسألة العالم. فاولها الفكر في سؤاله. لماذا يسأل؟ فيكون قصده من السؤال التفقه والتعلم يسأل يتعلم ويتفقه لا ليتعنت او يتهكم التعنت هو طلب الشدة والمشقة بالمسئول والتهكم هو طلب السخرية. فان من ساء قصده في سؤاله يحرم بركة العلم ويمنع منفعته. تجد بعض الطلبة يأتي يسأل لاجل ان يشق على المسؤول يقول انا اسألكم سؤال تعرفون به هذا الشيخ هل هو من اهل العلم او لا؟ ويأتي بسؤال يريد به المشقة على على الشيخ فمثل هذا لا يبارك له في قصده. او بعض الناس يسأل ليتهكم. وهذا كثير الان في الاسئلة التي يسمونها الاسئلة على الهاتف هذه اسأل ليتهكم ويتندروا ويتفكه والعالم يتحفظ من مثل هذه السؤالات ولا يفتح لها بابا ويعامل اهلها بما يستحقون. والاصل الثاني التفطن الى ما يسأل عنه. فلا تسأل عما لا نفعه فيه وهذا العدم للنفع تارة يكون بالنظر الى حالك اي بالنظر الى حالك انت انك لا تنتفع بهذه المسألة. لا تنتفع في هذه المسألة ولا خير لك فيها. يأتيك مثلا طالب في المتوسط ويقول احسن الله اليك اذا الانسان تزوج ثلاث حريم يريد يتزوج الرابعة هل عليه عدة ام ليس عليه عدة هو سامع مسألة وكذا ومشتبه بين الاربع وبين الثلاث بدأ الان في المتوسط وما تزوج واحدة حتى فهذا لا نفع ليس من العلم حينئذ ان تقول لا كذا وكذا وكذا وتفصل له لا العلم حينئذ ان قل هذه المسألة لا نفعل لك فيها الان. اشتغل بما يلزمك. عندك سؤال في الوضوء عندك سؤال في الصلاة تجيبه عنه. اما مسألة هذه ليست مما فحينئذ لا تجيبه عليها. ما يقول الانسان هذا بث العلم. بث العلم بطريق اهله. مو بطريق نفسك انك تستدعي تقول انا نبين العين بيان العلم يكون بطريقة اهله والذي يسأل عن شيء لا تعلق له به لا يجاب عليه هذي طريقة اهل العلم لا تعلق له به لا يجاب عليه قال او بالنظر الى المسألة نفسها بعض الناس يسأل المسائل لا خير فيها ولا نفع. فحينئذ لا يجاب عليها وقد ذكر السيوطي في معترك الاقران ان الناس كانوا يسألونه كثيرا عن ماء طوفان نوح هل كان عذب ام كان مالح يعني شف هذا السؤال ما الفائدة منه؟ هل الماء عذب او الماء مالح لا خير في هذه المسألة. فما كان من هذا الجنس لا يجيب عليه الانسان ولا يعتني به. ويزجر السائل ويأمره ان يشتغل بما ينفعه ويلزمه ويترك هذه المسائل التي لا خير له فيها. قال الاصل الثالث الانتباه الى الى صلاحية حال الشيخ للاجابة على سؤاله. فلا اسأله في حال تمنعه ككونه مهموما او متفكرا او ماشيا في طريق او راكبا سيارته بل يتحين طيب نفسه. فمن حسن ادب وحفظ السؤال ان يكون الانسان حال صدوره سؤاله يلاحظ حال الشيخ المسؤول هل تصلح او لا تصلح؟ الاصل الرابع تيقظ السائل الى كيفية سؤاله باخراجه في صورة حسنة متأدبة فيتأدب عند عرض سؤاله. ويعرض سؤاله في ثوب حسن جميل ولا يخاطب اهل العلم كمخاطبة اهل السوق واخلاط العوام. فتجدي يسأل الشيخ كانه يكلم احد من ممن يعامله هم من اهل الدنيا من اهل السوق وعوامهم بل يتحفظ ويتأدب ويعرض السؤال على الشيخ عرظا حسنا