قال فصل في استحباب زيارة مسجد قباء والبقيع ويستحب لزائر المدينة ان يزور مسجد قباء ويصلي فيه الامام في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور مسجد قباء راكبا وماشيا ويصلي فيه ركعتين قباء ممنوعا من الصرف او غير ممنوع من صرف يعني مثل ما قرأ الاخ قباء ولا قباء مذهبان اصحهما انها غير ممنوعة من الصرف. كلاهما مذهب صحيح وورد ضبط الرواية به في احاديث الصحيحين المنقول الرواية المسموعة المظبوطة كما نقله جماعة منهم اليونيني في نصرته. نعم. احسن الله اليك. ويصلي فيه ركعتين وعن سهل ابن حنيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه من تظاهر في بيته ثم اتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كاجر عمرة. ويسن له زيارة قبور البقيع وقبور الشهداء وقدر حمزة الله عنه لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورهم ويدعو لهم ولقوله صلى الله عليه وسلم زوروا القبور فانها تذكركم الاخرة. اخرجه وابن ماجة واللفظ له وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم اصحابه اذا زاروا القبور ان يقولوا السلام عليكم اهل الديار من المؤمنين والمسلمين وانا شاء الله بكم لاحقون. نسأل الله لنا ولكم العافية. اخرجه مسلم ابن ماجة واللفظ له من حديث سليمان ابن هريرة عن ابيه. واخذ الترمذي وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة فاقبل عليهم بوجهه فقال السلام عليكم يا اهل القبور يغفر الله لنا ولكم هم سلفنا ونحن بالاثر ومن هذه الاحاديث يعلم ان الزيارة الشرعية للقبور يقصد بها يقصد منها تذكر الاخرة والاحسان الى الموتى والدعاء لهم والترحم عليهم. فاما زيارتهم لقصد الدعاء عند قبورهم او العكوف عندها او سؤالهم قضاء الحاجات او شفاء المرضى. او سؤال الله او بجاههم ونحو ذلك فهذه زيارة بدعية منكرة لم يشرعها الله ولا رسوله. ولا فعلها السلف الصالح رضي الله عنهم بل هي من من الهجر الذين الله الذي نهى عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا هذه الامور المذكورة تجتمع في كونها بدعة ولكنها مختلفة المرء ولكنها مختلفة المراتب. تقول هجرة هجرة هجرة كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا وهذه الامور المذكورة تجتمع في كونها بدعة لكنها مختلفة المواتب فبعضها بدعة وليس بشرك كدعاء الله سبحانه عند القبور وسؤاله بحق الميت وجاهه ونحو ذلك وبعضها من الشرك الاكبر كدعاء الموتى والاستعانة بهم ونحو ذلك. وقد سبق بيان هذا وفصل فيما تقدم فتنبه واحذر واسأل ربك التوفيق والهداية للحق. فهو سبحانه وفي قول هذه لا اله غيره ولا رب سواه هذا اخر ما اردنا املاءه والحمد لله اولا واخرا. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وخيرته من خلقه محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. ختم المصنف رحمه الله تعالى كتابه بهذا الفصل الذي لا تعلق له باحكام الحج لكنه تابع لما تقدم من زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فان الانسان اذا زار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم واستحب له ان يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صحبيه وكان في المدينة استحب له ان يزور مواضع معينة ان يزور مواضع معينة فيها هي مسجد قباء والبقيع كما ترجم به المصنف ثم اورد في ذلك بعد ذلك قبور الشهداء وقبر حمزة فالمخصوص من المساجد بعد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالزيارة من مساجد المدينة هو مسجد قباء لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يزوره راكبا وماشيا ويصلي فيه ركعتين كل سبت اي كل اسبوع. وثبت في فضله حديث اسيد ابن ظهير عند الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة ركعتين في مسجد قباء كعمرة واسناده جيد وهو اصح الاحاديث المروية في ذلك واما حديث سهل هذا ففيه ضعف والمقصود كعمرة يعني كاجر عمرة كما وقع التصريح به في في سهل ابن حنيف ويسن له ان يزور غير المسجدين المتقدمين ان يزور قبور البقيع وقبور الشهداء حمزة لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورهم ويدعو لهم وقد امر صلى الله عليه وسلم بزيارة القبور وشرع وسن لنا صلى الله عليه وسلم ما نقوله من الذكر عندها كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى بعض ذلك وهذه هي الزيارة الشرعية فان الزيارة الشرعية هي ما اجتمع فيها شيئان ما اجتمع فيها شيئان اثنان احدهما قصد انتفاع الزائر بتذكر الاخرة والثاني قصد نفعه للمزور بالدعاء له. فاذا وجد هذان المعنيين كان في زيارة شرعية فان زارهم لقصد الدعاء عند قبورهم او العكوف عندها او سؤالهم قضاء الحاجات او شفاء المرضى او سؤال الله بهم فهذه زيارة بدعية من كرة لم يشرعها الله ولا سنها لنا رسوله صلى الله عليه وسلم ولفعلها السلف رحمهم الله تعالى والبدعية ها هنا هي على ارادة الامر المحدث وقد يكون شركا وقد لا يكون شركا والفقهاء رحمهم الله تعالى قد يعبرون عن شيء انه بدعة يريدون من جهة الاحداث لا يريدون انه لا يكون شركا فلقد يكون شركا وهو بدعة اي محدثة. ومنه تعبير المصنف ها هنا كما وقع ايضا لشيخ الاسلام ابن تيمية في منسكه والتحقيق ان زيارة القبور ثلاثة انواع اولها الزيارة الشرعية وهي التي تقدم ووصفها والثانية الزيارة البدعية وهي المشتملة على بدعة. كمن يقصد تلك القبور ليدعو الله عندها. متبركا فهذه زيارة بدعية او يفعل شيئا من البدع عند القبر. والثالث الزيارة الشركية. وهي الزيارة التي تشتمل على الشرك بالموتى ودعائهم من دون الله سبحانه وتعالى. والى هنا انتهى ما اراد المصلي رحمه الله تعالى ابداءه من احكام الحج والعمرة على وجه مختصر تحرى فيه اتباع الدليل وهذا الكتاب كما سلف من انفع المناسك المختصرة كما ذكره تلميذه عبدالمحسن ابن عباد في تبصير الناس. فوقع اقراءه على هذا نحو مناسبة ومراعاة المقام نسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفع بذلك المعلم والمتعلم وان يلهمنا مستناه ان يقينا شر انفسنا. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها وهذا اخر التقرير على هذا الكتاب