السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل مهمات الديانة في جمل والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد قدوة العلم والعمل وعلى اله وصحبه ومن دينه حمل اما بعد فهذا شرح الكتاب السادس من برنامج جمل العلم في سنته الاولى سنة اثنتين وثلاثين بعد الاربع مئة والالف بدولته الاولى دولة الكويت وهو كتاب المعجم المختار من الاحاديث النبوية القصار لمعد البرنامج صالح ابن عبد الله ابن حمد العصيمي نعم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا للحاضرين والسامعين اللهم امين. قال المصنف حفظه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله اهل الايمان الصلاة والسلام على خير إنسان وعلى آله وصحبه صفوة الإنس والجان اما بعد فهذا جامع حديثي ومنتخب نبوي بين دفتيه احاديث قصار رويت عن النبي المختار في ابواب متفرقة من انواع متعددة رتبت على حروف المعجم الابثثي. وفق المسرد المشرقي الى الاصول بعبارات المحدثين ومقرونة بما يبين مراتبها للنقلة الراغبين نفع الله بها والناقل وتلقاها عنده باحسن الجزاء بين المصنف وفقه الله ان هذه المدونة جامع حديثي ومنتخب نبوي انطوى على جملة من الاحاديث النبوية المنتخبة شرطها ان تكون من الاحاديث القصار المروية عن النبي المختار صلى الله عليه وسلم في ابواب متفرقة من انواع متعددة رتبت على حروف المعجم الابثتي اي المبتدئ بالألف والمختتم بالياء فإنه سمي ابذتيا الى بدأته بالألف فالباء فالباء فالتاء وانتهائه بالياء وفق المسرد المشرقي اي المعروف عند اهل المشرق فان المغاربة لهم مسرد اخر في ترتيب الحروف وعزيت هذه الاحاديث الى الاصول التي خرجت منها من كتب اهل الحديث مع الاشارة الى ذلك بالعبارات المصطلح عليها عندهم ومقرونة بما يبين مراتبها للنقلة الراغبين وقوله في صدرها الحمد لله اهل الايمان اهل الايمان حذف حرف النداء وبقي عمله فالتقدير الحمد لله يا اهل الايمان ومنه قوله تعالى يوسف اعرض عن هذا فتقدير الاية يا يوسف اعرض عن هذا حذف حرف النداء وبقي عمله نعم الحديث الاول عن عائشة بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احب عملي الى الله ما داوم عليه صاحبه وان قل متفق عليه. واللفظ لمسلم ابتدأ المصنف وفقه الله احاديث هذا الكتاب بالحديث الاول المستفتح بحرف الالف فنسقوا الاحاديث فيه على ترتيب حروف المعجم الابتتي الالف فالباء فالتاء فالتاء حتى يبلغ الياء. فكل حديث من احاديثه مستفتح بحرف من هذه الحروف وهذا الحديث اخرجه كما عزاه المصنف البخاري ومسلم لان لفظ المتفق عليه اصطلاح موضوع للدلالة عليهما عند المحدثين الا ما جرى عليه المجد ابن تيمية في منتقاه فان المجد ابن تيمية اذا قال في حديث من احاديث المنتقى متفق عليه فشرطه ان يكون مما اخرجه بخاري ومسلم مع الامام احمد تبعا لكونه حنبليا فادخل رواية الامام احمد بالمسند في معنى المتفق عليه المشهور عند المحدثين. فصار مصطلح المتفق عليه له معنيان احدهما هما اخراج البخاري ومسلم له وثانيهما اخراج البخاري ومسلم له مع الامام احمد. والاول عام والثاني واصطلاح المجد لابن تيمية في كتاب منتقى الاخبار وهذا الحديث تضمن الخبر بان احب الاعمال الى الله سبحانه وتعالى ما داوم عليه صاحبه اي ما لازمه وصارت له عادة فيه وان قل ذلك العمل. اي كان يسيرا وفي الحديث من الفوائد بيان ان الله سبحانه وتعالى يحب كما يحب فان الله عز وجل يحب من شاء من الاعيان والافعال كما انه سبحانه وتعالى محبوب المؤمنين قد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في روضة المحبين ان في الادلة اكثر من مئة دليل على ان الله سبحانه وتعالى يحب كما يحب ونفاة الصفات يقولون الله يحب الله يحب ولا يقولون الله يحب وفيه من الفوائد فضيلة العمل القليل اذا داوم عليه صاحبه وصارت له عادة فيه فليست العبرة بالكثرة فقد يقترن بالقلة ما يوجب فضلها. فالعمل القليل الذي يداوم عليه صاحبه يكون محبوبا لله سبحانه وتعالى مقبولا اذا كان مع المداومة والملازمة وفيه انه لا يعامل العبد اذا لازم عملا دون غيره فان ابواب الخير متنوعة. واذا فتح للمرء بباب منها لم يعب عليه انه ملازم للصلاة النفل فقط او ملازم لقراءة القرآن فقط او ملازم للصيام فقط نعم احسن الله اليكم. الحديث الثاني عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البركة مع اكابركم رواه ابن حبان والحاكم وله علة هذا الحديث اخرجه ابن حبان والحاكم والعزو اليهما معلن بان الاول مخرج له بكتاب الصحيح والثاني في كتاب المستدرك واذا عزي الحديث اليهما قيل فيه ايضا صححه ابن حبان والحاكم. ما لم يوجد في كلامهما ما يدل على استثنائهما تصحيح الحديث عندهما فالاصل فيما اسنداه من الحديث في كتابيهما قولهما بتصحيحه وهذا الحديث مخرج عندهما في الكتابين المذكورين واشار المصنف الى ان الحديث له علة وهو ان الصواب فيه الارسال عن عكرمة مولى عبد الله بن عباس ليس فيه عن عبد الله ابن عباس اشار الى هذا ابو حاتم الرازي في كتاب العلل فالصواب فيه الارسال والموصل من الحديث ما اضافه التابعي الى النبي صلى الله عليه وسلم وحكمه الضعف والى ذلك اشرت بقول ومرسل الحديث ما قد وصف لرفع تابع له وضعف فالاول يتضمن بيان حقيقته وهو كونه مرفوع التابعي وقوله في اخره وضعف يتضمن بيان حكمه وهو الضعف والحكم بضعف المرسل هو الذي استقر عليه القول عند المحدثين وكان فيهم من يقول بقبوله كما قال العراقي رحمه الله تعالى بالفيته واحتج واحتج بهم واحتج مالكم واحتج مالك كذا النعمان به وتابعوهما به ودانوا رده جماهر النقاد للجهل بالساقط في الاسناد في الحديث المرسل ضعيف وفي هذا الحديث بيان ان البركة مع الاكابر وهذا المعنى يروى فيه اشياء موقوفة صحيحة عن جماعة من الصحابة كعمر بن الخطاب وعبدالله بن مسعود انه لا يزال الناس بخير ما اتاهم العلم من اكابرهم فاذا اتاهم من اصاغرهم هلكوا. والخير الذي ذكراه هو البركة المذكورة في هذا المتن لان البركة هي كثرة الخير ودوامه لان البركة هي كثرة الخير ودوامه. والاكابر ما جمع معنيين احدهما كبر السن والاخر صحة الديانة والتقدم في العلم احدهما كبر السن والاخر صحة الديانة والتقدم في العلم فمن جمع هذين المعنيين فهو حقيق بلفظ الاكابر. ومن فاته واحد منهما فهو ناقص من ركبة الاكابر لكن فوته بضعف الديانة وفسادها كالبدعة اشد واهلك من فوتها بالتقدم في السن اي مع الصغر وفيه من الفوائد اثبات البركة والادلة متكاثرة على اثبات البركة وهي كثرة الخير ودوامه واستمراره. وفيه ان من اسباب البركة الكون مع الاكابر. فالكبير له بركة والمحكوم ببركته نوعان احدهما ذوات معظمة والثاني اسباب مشروعة فمن الاول ذات النبي صلى الله عليه وسلم فان ذاته مباركة ومنها ماء زمزم فان ماء زمزم ذاته مباركة كما ثبت في صحيح مسلم انها مباركة ومن الثاني العلم والزهد وغير ذلك فانها من اسباب البركة فمتى وجدت في امرئ وجد فيه سبب من اسباب البركة نعم احسن الله اليكم. الحديث الثالث عن معقل ابن يسار رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم تزوجوا الودود فاني مكاثر بكم. رواه ابو داوود والنسائي واللفظ لابي داوود. وصححه ابن حبان. وقال ابو عوانة في هذا الحديث نظر هذا الحديث اخرجه ابو داوود والنسائي والعزو الى النسائي يراد به سننه الصغرى فهي المعهود اذا اطلقت واسمها المسند من السنن المجتبى المجتبى من السنن المسندة اسمها المجتبى من السنن المسندة. وله كتاب اخر هو السنن الكبرى وذكر المصنف ان هذا الحديث صححه ابن حبان يعني باخراجه له فما اخرجه ابن حبان كما تقدم فهو حديث صحيح وقال ابو عونة في مستخرجه على صحيح مسلم في هذا الحديث نظر ولم يبين رحمه الله تعالى ما اراده من النظر وليس في طرقه ولا رجاله مغمز ولا وجدت احدا من علماء علل الحديث كالبخاري واحمد وابي حاتم وابي زرعة الرازيين اعلاه بشيء فهذا الحديث حديث صحيح ولعل قول ابي عوانة في هذا الحديث نظر باعتبار معناه عنده والله اعلم وهذا الحديث يتضمن الامر بنكاح الودود الولود والودود هي المتصفة بالود والود خالص المحبة فالمقصود بذلك من عرفت بانها سهلة لينة متحببة الى غيرها والولود هي المرأة المنجبة وهاتان الصفتان يعرفهما الناكح بالنظر الى نظرائها من النساء من امهاتها او اخواتها او غيرهما من قراباتها فيعرف وصف المرأة بمقارنتها بمن قرب منها من تاء وعلل النبي صلى الله عليه وسلم الامر نكاح الودود الولود بقوله فاني مكاثر بكم والمراد بهذه المكاثرة مكاثرة الامم ووقعت هذه الزيادة في رواية ابن الاعرابي في سنن ابي داوود فاني مكاثر بكم الامم. يعني يوم القيامة لان الانبياء تفتخر باممها يوم القيامة فالنبي صلى الله عليه وسلم امر بنكاح الودود الولود لاجل طلب المكاثرة بهذه الامة يوم القيامة وفيه من الفوائد الامر بالزواج وان تركه من غير علة ليس من شعائر الاسلام وفيه فضل المرأة الودود الولود وفيه فظل حسن الخلق لان التحبب الى الخلق من محاسن الاخلاق. ومدحت هذه المرأة حتى صارت مطلبا لكونها متصفة بتوددها ولينها مع الخلق وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم يكافر بامته الامم افتخارا نعم احسن الله اليكم. الحديث الرابع عن رافع بن خديج رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثمن الكلب ومهر البغي خبيث وكسب الحجام خبيث. رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه وانفرد به عن البخاري فهو من زوائده عليه وما زاده مسلم على البخاري فهو من الدرجة الثالثة من مراتب الصحة لان ما صح من الحديث اعلى مراتبه هو المتفق عليه ودونه البخاري ودونه منفرد به مسلم وحده. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ان هذه المكاسب الثلاثة متصفة بالخبث فثمن الكلب خبيث ومهر البغي اي المرأة اي ما تأخذه المرأة الفاجرة على فجورها خبيث وكسب الحجام خبيث والخبز المذكور في الحديث له معنيان احدهما خبز تحريم وهو المذكور في ثمن الكلب ومهل البغي والثاني خبث كراهة وهو المذكور في كسب الحجام طيب ما الدليل على اخراج كسب الحجام من خبث التحريم الى خبث الكراهة واعطى ابا طيبة دينارا كما في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم واعطى حاجمه دينارا وامر اهله بان يخففوا من خراجه هذا يدل على ان الخبث المذكور في كسب الحجام انه لكراهة اهل التحريم فان قال قائل اخراج هذا الفرد عن نظيريه تحكم فكما وصف الخبث في الاولين بانه خبث تحريم قيل بان الخبث المذكور في الثالث هو خبط تحريم. لان وصف الخبز يكون مشتركا بين الثلاثة. وذلك يقتضي تحريم فما الجواب عنه نقول ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر البصر والثوم قال انهما شجرتان خبيثتان ولم يحكم صلى الله عليه وسلم بتحريمهما. بل امر بإماتتهما طبخا. فدل على ان الخبث قد يطلق على النقص والدناءة البصل والثوم فيهما دناءة عن بقية المأكولات وكذلك كسب الحجام فيه دناءة ونقص عن بقية اثم وفي الحديث من الفوائد بيان ان من المكاسب ما هو محرم كثمن الكلب ومهر البغي فليس الكسب على اي حال مشروعا بل لابد ان يكون سببه مأذونا فيه شرعا والا كان كسبا حراما وفيه تحريم ثمن الكلب ومهر البغي وفيه ان الحجامة من المكاسب الناقصة الدنيئة نعم احسن الله اليكم. الحديث الخامس عن انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال جاهدوا المشركين اموالكم وانفسكم والسنتكم. رواه ابو داوود والنسائي واللفظ لابي داوود واسناده صحيح هذا الحديث اخرجه ابو داوود والنساء دون قرينيهما من اصحاب الكتب الاربعة وهما الترمذي وابن ماجه وحكم المصنف بان هذا الحديث اسناده صحيح ووصف الحديث بان اسناده صحيح يتضمن الجزم بثلاثة اوصاف له اولها عدالة رواته وثانيها ضبط رواته وثالثها اتصال اسناده فما وجدت فيه هذه المعاني الثلاثة قيل فيه اسناد صحيح وكان المتقدمون يلتزمون فيما قالوا فيه اسناده صحيح انه بمعنى حديث صحيح فيندرج فيه ايضا السلامة من الشذوذ والسلامة من العلة. اما المتأخرون فانهم يحصرونه في الثلاثة الاول وربما كان شاذا او له علة. فما وجد من كلام الاوائل كاحمد وابن معين انهم قالوا في حديث اسناده صحيح فانما يعنون به حديث صحيح. وما وجد في كلام المتأخرين من ذلك فانهم يلتزمون الشروط الثلاثة الاولى. ولا يلتزمون كونه صحيحا بسلامته من الشذوذ والعلة والمصنف هنا جار على اصطلاح الاولين. فهذا الحديث حديث صحيح وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بمجاهدة المشركين بالمال والنفس واللسان فيجب على العبد ان يجاهدهم بما قدر عليه من مال ونفس ولسان وفيه من الفوائد الامر بجهاد المشركين اي قتالهم اذا ابوا ان يدخلوا في الاسلام ولم ينقادوا له فالجهاد يراد به ارسال الناس الى الخير. وهدايتهم الى الاسلام فان عرضت عليهم الدعوة ثم ابوا لم يكن لهم الا الجهاد ليؤمنوا بالله وحده وفيه ان من المأمور بجهادهم المشركون فان الافراد التي امر بجهادها متعددة كالشيطان والنفس والمشركين والمنافقين واهل البدع. وكل هذه الاعيان مما امر بجهاده ولابن القيم رحمه الله كلام حسن. في جهاد هذه الاعيان ذكره في زاد المعاد وفيه ان الجهاد يكون بهذه الثلاثة او احدها. فالانسان يجاهد بماله ونفسه ولسانه او بواحد منها يرحمك الله فمن الناس من له مكنة على الجهاد بماله دون نفسه ولسانه. ومن الناس من له مكنة على الجهاد بلسانه دون ماله ونفسه فيجاهد الانسان بما يستطيعه من الة الجهاد. نعم احسن الله اليكم. الحديث السادس عن انس رضي الله عنه ايضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات. رواه مسلم. هذا الحديث ايضا من زوائد مسلم على البخاري وبين النبي صلى الله عليه وسلم فيه ان الجنة محفوفة بالمكاره اي ما تكرهه النفوس ولا يلائمها وهي مشاق الطاعات. فالطاعة لها مشقة لا تلائم مراد النفس. وان النار محفوفة بالشهوات اي ملائمات النفوس وما ترغب فيها. فالجنة محفوفة بالمكاره نار محفوفة بالشهوات والشهوة طلبة النفس. واما المكاره فان النفوس لا تطلبها وفيه من الفوائد اثبات الجنة والنار لخبره صلى الله عليه وسلم عن حثهما وفيه ان الوصول الى الجنة لا يكون الا بمراغمة النفس وجهادها لان ما يراد منها من الطاعة هو خلاف ما ترغب فيه من الشهوة فان النفس مطبوعة على الظلم والجهل كما قال تعالى وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا. والظلم والجهل يوجب محبة الشهوة وكراهة الطاعة المشتملة على المشقة وفيه بيان ان الجنة والنار محفوفتان. ومعنى الحث الحجب كما وقع التصريح بذلك في حديث ابي هريرة عند البخاري حجبت الجنة المكاره وحجبت النار بالشهوات نعم احسن الله اليكم. الحديث السابع عن سفينة رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافة النبوة ثلاثون سنة. ثم يؤتي الله الملك او ملكه من يشاء. رواه ابو داوود واسناده حسن هذا الحديث اخرجه ابو داوود في سننه دون بقية الستة فهو من زوائده عليها واسناد هذا الحديث حسن وكل واحد من الكتب الستة فيما انفرد فيه من الاحاديث احاديث صحاح فما يقال ان من فرض به واحد من اصحاب السنن يكون فيه مغمز فيه نظر بل اقل السنن درجة ورتبة وهو سنن ابن ماجة فيه احاديث كثيرة من الصحاح والحسان انفرد بها عن بقية اصحاب الكتب الستة. وهذا الحديث ممن فرد به ابو داوود داوود في ابو داوود في سننه واسناده حسن وبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان خلافة النبوة ثلاثون سنة وقيد النبوة مبين ان الخلافة تكون بغير ذلك وهذا وجه الجمع بين هذا الحديث وبين الحديث الاخر الخلفاء اثنا عشر. فالمراد بالمذكور ها هنا خلافة النبوة اي التي تكون على منهاج النبوة ولا تخالفها. اما ما بعد ذلك فانه قد يقع من المستخلفين من الولاة مخالفة ما كانت عليه النبوة وقدرت خلافة النبوة في هذا الحديث ثلاثون سنة. وهي مدة ولاية الخلفاء الاربعة. ابي بكر وعمر امراء وعثمان وعلي مضافا اليها مدة الحسن ابن علي رضي الله عنه قبل ان يترك ذلك ويجعل الامر الى معاوية وجعله الامر الى معاوية تصديق لقوله صلى الله عليه وسلم ثم يؤتي الله الملك او ملكه من يشاء انا معاوية اول ملوك المسلمين وهو افضلهم باتفاق نقله ابو العباس ابن تيمية الحفيد في منهاج السنة النبوية وفي الحديث من الفوائد بيان ان الخلافة التي تكون بعد النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما خلافة النبوة ومدتها ثلاثون سنة والاخر خلافة مطلقة فيها ما يوافق النبوة وفيها ما يخالفها وهي كل ما كان بعد هذه المدة من ولايات ملوك المسلمين وفيه ان الملك لله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء فمن شاء جعل الله له ملكا ومن شاء نزع الله سبحانه وتعالى منه ملكه وفيه الامر بطاعة ولي الامر ولو جار او ظلم. لان النبي صلى الله عليه وسلم مع امره بطاعة ولاة الامر اخبر بان الذي يبقى منهم على خلافة النبوة انما هم المتملكون في ثلاثين سنة بعده وما بعد ذلك يكون منهم ما يوافق النبوة ويكون منهم ما يخالف النبوة ومع ذلك امر النبي صلى الله عليه وسلم بطاعتهم الا في معصية الله عز وجل فانهم لا يطاعون. نعم احسن الله اليكم. الحديث الثامن عن ابي هريرة الدوسي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر. رواه مسلم. هذا الحديث ايضا من زوائد مسلم على البخاري وذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان الدنيا للمؤمن بمنزلة السجن وللكافر بمنزلة الجنة. في مقابل ما سيجده كل واحد منهما في الاخرة فبالنسبة للنعيم الذي يكون فيه المسلم فانما يلقاه في الاخرة يجعل ما كان فيه ولو كان منعما بمنزلة السجن وما يلقاه الكافر في الاخرة من العذاب الاليم ولو نعم في الدنيا يكون بمنزلة تكون الدنيا بالنسبة له بمنزلة الجنة وفيه من الفوائد حقارة الدنيا وفيه عظم ما اعده الله عز وجل للمؤمنين من النعيم المقيم وما اعده للكافرين من العذاب الاليم حتى يكون ما اصاب هذا وذاك في الاخرة من قبل لا شيء في مقابل ما سيناله في الاخرة وفيه من الفوائد ترغيب النفوس في طلب الاخرة فان السجين يطلب فكاكه فمن اراد ان يطلب فكاكه من سجن الدنيا فليجتهد لما يوصله الى سعة الاخرة من طاعة الله سبحانه وتعالى تعالى وفيه اثبات نعمة الله عز وجل على الكفار في الدنيا لانها جعلهم لهم جنة ولا تكونوا جنة الا بوصول نعمة اليهم وهذه النعمة نعمة مطلقة ونعمة مقيدة لا مطلقة وهي نعمة الدنيا دون غيرها. وهذا فصل الخطاب في خلاف العلماء. هل لله على الكافر نعمة ام لا؟ والصحيح ان لله على الكافر في الدنيا نعمة هي النعمة المقيدة فيما يتعلق برزقه وصحته وسعة حاله. واما النعمة المطلقة التي تكون من كل وجه فانها لا تكون له ابدا. ذكر هذا ابن القيم الله تعالى في جملة من كتبه. نعم احسن الله اليكم. الحديث التاسع عن العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا رواه مسلم هذا الحديث ايضا ممن فرد به مسلم عن البخاري فهو من زوائده عليه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ان مما ينال به ذوق طعم الايمان الرضا بهؤلاء الثلاث بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا. وحقيقة الرضا التسليم لامرهم دون وجدان الم للمرارة في القلب التسليم لامرهم دون وجدان مرارة الم في القلب فان سلم لامرهم مع وجدان المرارة سمي ايش صبرا فان سلم لامرهم مع وجدان مرارة الالم في القلب سمي صبرا وهذه الحال وهي حال الرضا اكمل ولاجل هذا توقف ذوق طعم الايمان عليها فان الصابر الذي يجد المرارة تبرأ ذمته ويسقط الطلب عنه. لكن لا يستكمل ذوق طعم الايمان الا من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وفي الحديث من الفوائد اثبات ان للايمان طعما وهذا الطعم يكون متعلقا بالحقائق القلبية وفيه اثبات ذوقه وانه يذاق وهل هو ذوق معنوي ام حسي؟ قولان اصحهما ان ذوقه حسي واختاره ابو الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى فمن كان مؤمنا ذاق قلبه حلاوة الايمان فيجدها باتساع صدره وطمأنينة نفسه وسكينة ويحس بفقدها اذا ذهبت عنه وفيه ان من موجبات ذوق طعم الايمان الرضا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم طول نعم احسن الله اليكم. الحديث العاشر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الربا بضع وسبعون والشرك مثل ذلك. رواه البزار والصواب وقفه هذا الحديث اخرجه البزار في مسنده الكبير من حديث عبدالله ابن مسعود واختلف فيه رفعا ووقفا والمرفوع هو ما اضافه ما اضيف الى النبي صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير والموقوف ما اضيف الى الصحابي من قول او فعل او تقرير. وهذا الحديث اختلف في رفعه والصواب انه موقوف من كلام عبد الله ابن مسعود اخطأ بعض الرواة فجعلوه مرفوعا. وفيه ان الربا بضع بابا اي نوعا والشرك مثل ذلك اي بضع وسبعون بابا. والبضع من الثلاث الى التسع وروي فيه حديث فيه مقال الا ان هذا هو المعروف عند العرب في عدها ان البضع من الثلاث الى التسع فيكون التقدير الربا ثلاث وسبعون بابا الى تسع وسبعين بابا. والشرك مثل ذلك ومن قواعد العرب في لغتهم انهم يجعلون التسبيح دليلا للتكثير. فالسبعة السبعون السبع مئة من الفاظ التكثير عند العرب وقد لا يريدون حقيقتها وانما يريدون التكثير بها ولذلك يشار الى هذا التكثير في عدة معان ومنها حديث عدي الحسنات بمضاعفة وفيه الى سبعمئة ضعف الى سبعمائة ضعف واشارته بالسبعمائة يراد فيها التكفير لقوله بعد الى اضعاف كثيرة. فذكر السبع مئة لان العرب تذكر التسبيح للدلالة على التكفير وفي الحديث من الفوائد بيان ان الربا انواع كثيرة وانه يأتي على صور متعددة وان الشرك مثل ذلك وفيه التخويف منهما لكثرة ابوابهما واختلاف انواعهما فان هذه الكثرة والاختلاف توجب الخوف منهما ان يدخل العبد في احدهما فيقع في الحرام وفيه ان اعظم ما يفسد التوحيد هو الشرك. وان اعظم ما يفسد المال هو الربا فالشرك والربا من اعظم المفسدات ولهذا اذن بينهما في بيان كثرتهما نعم احسن الله اليكم. الحديث الحادي عشر عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زينوا القرآن باصواتكم رواه اصحاب السنن الا الترمذي هذا الحديث اخرجه اصحاب السنن الا الترمذي واصحاب السنن اذا اطلقوا فالمراد بهم الاربعة. ابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه على هذا الترتيب. فيكون الحديث ممن اخرجه من ابو داوود والنسائي وابن ماجه واما الترمذي فلم يخرجه هذا الحديث حديث صحيح الاسناد. امر فيه النبي صلى الله عليه وسلم بتحسين الصوت بقراءة القرآن. فاذا قرأ القارئ القرآن فانه مأمور ان يحسن صوته به وتحسين الصوت المأمور به اعلاه ان يقرأه القارئ وفق الهيئة التي تلقي بها القرآن فان للقرآن هيئة خاصة تلقي بها ليست كسائر الكلام. وهي احكام قراءته المعروفة عند القراء. فمن اراد ان يزين قراءته بالقرآن الكريم فان المقصود ان يقرأه اولا على كيفية التي امر بها النبي صلى الله عليه وسلم ولقنها اصحابه فمن يقرأه ولو حسن صوته في اذان الناس على خلاف هذه الطريقة فانه لم يزين صوته بالقرآن فالذي يقرأ ويخل بالاحكام المعروفة كاحكام النون الساكنة والتنوين او احكام النون والميم المشددتين او احكام المدود فهذا مهما قرب بصوته فانه لا يكون له حظ من المأمور به في تزيين الصوت بقراءة القرآن لان اول ذلك هو ان يبتدأ الانسان بقراءته وفق ما قرأه النبي صلى الله عليه وسلم وقرأه عليه اصحابه وقد روى الدارمي وغيره بسند صحيح عن ابن مسعود انه قال اقرأوا القرآن كما علمتم. يعني بالتلقي الذي اخذتموه وروي مرفوعا وحسنه بعضهم لكن الاشبه ان الصواب الوقف والى هذا المعنى اشار شيخ شيوخنا اعمر بن محبوب الشنقيطي بقوله ولا يجوز اخذها من الكتب كما كما به قد صرحوا بل قد يجب عليك ان تأخذها ممن يريك كيفية النطق بها فاه لفيك. فلا يجوز للانسان ان يقرأ القرآن الا بالتلقي عن رجل قرأه عن رجل الى الحضرة النبوية صلى الله وسلم على صاحبها حتى يكون الانسان مزينا صوته بالقرآن وما وراء ذلك فان الناس يتفاضلون فيه لكن المراد بما زاد عن ذلك ما كان وفق الطبيعة دون تكلف. اما ما كان عن تكلف فهذا مما ذم. فان هذه الشريعة نهت عن التكلف ولم تبنى على التكليف وعند البخاري من حديث عمر رضي الله عنه قال نهينا عن التكلف وله حكم الرفع لان قول الصحابي نهينا وامرنا حكمه الرفع حكما كما قال العراقي في الفيته قول الصحابي من السنة او نحن امرنا حكمه الرفع ولو بعد النبي قاله باعصر على الصحيح وهو وقول الاكثر وفي هذا الحديث من الفوائد الامر بتزيين الصوت بقراءة القرآن كريمي اذا قرأه القارئ ان يزين صوته به. وفيه ان الناس يتفاضلون في ذلك الاختلاف اصوات فمستقل ومستفتر وفيه ان للقرآن هيئة يقرأ بها هي الزينة. فزينة الترتيل هي الهيئة التي يقرأ بها القرآن وقد عدل المجود الى الفاظ اصطلحوها وتركوا ما جاء به الشرع من الالفاظ الدالة على قراءة القرآن كزينة القرآن ومنهم من جعل الالفاظ التي جعلها الشرع للدلالة على هيئة مخصوصة ببعض الانواع. كمن يجعل الترتيل قسيما الحذري والتحقيق والتدوير وليس الامر كذلك بل الترتيل هو هيئة الكلية لقراءة القرآن وفيها الانواع الثلاثة المذكورة عند القراء الحذر والتحقيق والتدوير. نعم احسن الله اليكم. الحديث الثاني عشر عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السيد الله رواه ابو داوود وفيه قصة واسناده صحيح. هذا الحديث اخرجه ابو داوود في سننه بسياق طويل فيه قصة والاشارة الى القصة من طرائق اختصار الحديث. فقول المصنف السيد الله رواه ابو داوود وفيه قصة واعلام بان المتن المروي اطول اطول من ذلك لكن المقصود منه مرفوعا هو هذا اللفظ السيد الله واسناده صحيح فهو حديث صحيح بين في النبي صلى الله عليه وسلم ان السيد الله يعني ان الكامل في سؤدده على الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى الا وما عداه فان ما فيه من سؤدد كملك او امير او وزير انه سؤدد ناقص وفيه من الفوائد بيان ان السيادة الكاملة التامة لله وحده وفيه ان من اسماء الله هو ان من اسماء الله السيد في اصح قولي اهل العلم ورجحه ابن القيم في الفوائد وما لا اليه سليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد نعم احسن الله اليكم. الحديث الثالث عشر عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شفاعتي لاهل الكبائر من امتي. رواه الترمذي ابن ماجه واللفظ للترمذي. فقال حديث حسن غريب هذا الحديث رواه الترمذي وابن ماجه من الاربعة ولفظه للترمذي وقال الترمذي حديث حسن غريب واسناده ضعيف فان في اسناده محمد ابن ثابت ابن اسلمة محمد ابن ثابت ابن اسلمة البناني احد الضعفاء. لكن يروى هذا الحديث من وجوه اخرى يدل مجموعه على ثبوت هذا الحديث فهو من الاحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر فيه صلى الله عليه وسلم ان شفاعته لاهل الكبائر من امته. والمقصود انه يشفع لمن عظم ذنبه من المؤمنين في الاخرة وفيه من الفوائد اثبات شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في الاخرة وفيه ان من شفاعته صلى الله عليه وسلم في الاخرة شفاعته لاهل الكبائر وهم عصاة المؤمنين وفيه ان شفاعته صلى الله عليه وسلم لاهل الكبائر انما تكون لمن كان منهم من امته اما من كان من اهل الكبائر من غير امته فانه صلى الله عليه وسلم لا يشفع فيهم بل شفاعتهم الى غيره من الانبياء او الملائكة او غير ذلك من اسباب الشفاعة. وصفة شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لاهل الكبائر. من امة هو في اخراجهم من النار بعد ان دخلوها فيشفع فيهم صلى الله عليه وسلم ان يخرجوا منها بعد ان قالوها فاذا اخذ عصاة المؤمنين بكلاليب جهنم شفع فيهم النبي صلى الله عليه وسلم باخراجهم منها واضح طيب هل من شفاعته صلى الله عليه وسلم لاهل الكبائر؟ ان يشفع لمن استحق النار منهم ان لا لمن استحق النار منهم الا قبل ان يدخلها ام لا نحن الان قلنا شفاعته فيمن دخل النار واستحق العذاب فيها ان يخرج منها. فهل من شفاعته فيهم ان يشفع الا يدخلوا النار لماذا الواسطية لما قعد شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم قال وشفاعته فيما يستحق النار الا يدخلها ما الذي يستحق النار وصاة المؤمنين ومنهم اصحاب الكبائر لكن هذا النوع الذي ذكره شيخ الاسلام لم يثبت فيه دليل كما رجحه تلميذه ابن القيم وهو الصحيح لما ثبت في صحيح مسلم ان الشفاعة لا تكون الا بعد المرور على الصراط. فاذا مر الناس على الصراط وكان فيهم من سقط في نار جهنم واخذته اخذته اذن الله سبحانه وتعالى بعد ذلك بالشفاعة. فلا يكون قبل المرور على الصراط شفاعة وانما يكون بعد المرور على الصراط ويكون من سقط من عصاة المؤمنين اخذ من الصراط فتكون شفاعته صلى الله عليه وسلم لاهل الكبائر مختصة بشفاعة لمن دخل النار منهم ان يخرج منها. نعم احسن الله اليكم الحديث الرابع عشر عن زيد ابن ارقم رضي الله عنه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الاوابين حين حين ترمض الفصال رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم وحده دون البخاري وبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان صلاة الاوابين وهو جمع اواب والاواب هو الرجاع المقبل على الله سبحانه وتعالى. فالاوب يجمع معنيين احدهما الرجوع الى الله والاخر الاقبال عليه. فلا يكون الرجل اوابا حتى يجمع بينهم فيكون راجعا الى الله عز وجل مقبلا على الله عز وجل وهذه الصلاة هي صلاة الضحى لتعيين وقتها بقوله حين ترمض الفصال والفصال جمع فصيل وهو لولد الناقة الصغير الذي فصل عن امه وقطع عنه شرب لبنها فاذا رمض يعني احس بالرمضاء والحرارة فانه يبرك فاذا بركة صغار الابل فذلك وقت صلاة الضحى. وتقدير ذلك عند اهل المعرفة منهم. من الساعة عشرة والنصف الى الحادية عشرة فهي المدة التي تحس فيها صغار الابل للين خفافها وعدم قساوتها بحرارة في الارض فتبرك فحينئذ يكون هو افضل وقت صلاة الضحى. وفيه من الفوائد فضل الاوب والرجوع الى الله سبحانه وتعالى وقد مدح الله عز وجل ابراهيم بقوله نعم العبد انه اواب يعني ضجاع الى الله سبحانه وتعالى. وفيه من الفوائد جواز تسمية الصلاة بنسبتها الى اهلها لا الى وقتها فان الصلوات تنسب الى اوقاتها كصلاة العصر والمغرب والعشاء وهلم جرا وهذه الصلاة نسبت الى اهلها الفاعلين لها هم الاوابون فسميت بصلاة الاوابين. نعم احسن الله اليكم. الحديث الخامس عشر عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضال المسلم حرقوا النار. رواه ابن ماجه ورجاله ثقات هذا الحديث اخرجه ابن ماجة في سننه دون بقية اصحاب الكتب الستة فهو من زوائده عليها. واشار المصنف الى ان رجاله ثقات وقوله رجاله ثقات يقتضي الحكم عليه بوصفين احدهما ان رواته عدول والثاني ان رواته ضابطون وبقية اوصاف الصحة لم يثبتها له لانها هذا الحديث مع كون رجاله ثقات الا انه لا يثبت من حديث عبدالله بن الشخير غلق فيه بعض الرواة وانما هو من حديث الجارود العبدي كما رواه على الصواب النسائي في السنن الكبرى واحمد في المسند وهو حديث صحيح من رواية الجارود العبدي واما من رواية عبد الله ابن الشخير فهي غلط. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه ان ضالة يعني ما اضاعه المسلم حرقوا النار اي سبب لايجاب الحرق بالنار وانما تكون الضالة موجبة حرق العبد بالنار اذا ضيع ما يجب لله فيها فان الواجب في الضالة مثلا تعريفها فاذا لم يعرفها وحبسها ابتغاء تملكها فان هذا متوعد بالنار وما توعد عليه بالنار فذلك علامة من علامات من علامات الكبيرة انه حرام وانه كبيرة من كبائر الذنوب ويجوز في حرق النار الفتح للراء ويجوز السكون فيقال حرق النار وحرق النار. وفيه بيان خطر امساك الضالة وعدم تعريفها وانه من الكبائر وفيه عظم قدر المسلم لجلالة حقه المالي بحيث ان منعه اياه فانه يستحق النار عليه. نعم احسن الله اليكم. الحديث السادس عشر عن ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الطيرة شرك طيارة شرك ثلاثا. رواه اصحاب السنن الا النسائي واسناده صحيح هذا الحديث اخرجه اصحاب السنن الاربعة الا النسائي فانه لم يخرج هذا الحديث واسناد هذا الحديث اسناد صحيح. ووقعت روايته الطيرة شرك الطيرة شرك مرتين مع قول الراوي ثلاثا فلعله سقط من بعض رواته عدوا الثالثة ووقع في رواية للاعرابي لابي داوود الطيرة شرك الطيرة شرك الطيرة شرك ثلاثا بذكر المعدود والعدد. واما هذه الرواية ففيها ذكر العدد دون ذكر المعدود المستوفي له فانه قال الطيرة شرك ثم قال ثلاثا مما يدل على انه ذكر الجملة التي رددها قبل مرة اخرى لكن لم يذكرها الرواة اختصارا والطيرة هي ايش التشاؤم ليش هي التشاؤم يبقى خذه من ايش هي الطيرة من الطير كيف اذا انت قلت اذا راح يمين تفاؤل اذا راح شمال تشاؤم فالطيرة لهذا وهذا ولا الهذا دون هذا الاثنين اذا ما تكون التساؤل تكون الطيرة ما يحمل العبد على الاقدام او الاحجام ما يحمل العبد على الاقدام او الاحجام فان اقدم تفاءل وان احجى ما تشاء يكون التشاؤم بعض الطيرة وليس هو حقيقتها بل حقيقتها ذكرنا من انه ما يحمل على الاقدام والاحجام. وحكم النبي صلى الله عليه وسلم بانه شرك وانما كان شركا لما فيه من التعلق بسبب غير شرعي ولا قدري. فان العبد مأمور باخذ الاسباب المؤثرة ومنهي عن الاعتداد بما لم يكن سببا. والاعتداد بما لم يكن سببا قدريا او شرعيا وهذا الشرك شرك اصغر فاذا تعلق الانسان بما ليس مشروعا من الاسباب فقد وقع في الشرك الاصغر والسبب القدر ما علم ثبوته في طريق القدر والسبب الشرعي ما علم ثبوته بطريق الشرع. فمن الاول ما علم ثبوته بطريق القدر مثل الادوية الادوية المعينة مثل البندول او نحوه هذا سبب علم بالقدر ومثل ما علم بطريق الشرع مثل العسل والقرآن فاذا جعل الانسان شيئا من الاسباب سببا وهو ليس كذلك فان ذلك يكون شركا وهذا فموجب كون الطيارة شركا اصغر لانه تعلق بما ليس سببا اذ لا يؤثر ذلك في شيء ابدا. وفي من الفوائد تحريم الطيرة لانها شرك وما ذكر بانه شرك فهو محرم. وفيه ان الشرك منه اكبر ومنه اصغر. والطير من الشرك الاصغر لان قاعدة الاسباب ان ما خرج منها عن السببية مع اعتقاد تأثيره لا استقلاله فهو شرك اصغر. نعم احسن الله اليكم. الحديث السابع عشر عن عصمة ابن مالك الخطمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهر المؤمن حمى الا بحقه. رواه الطبراني في المعجم الكبير. واسناده ضعيف جدا هذا الحديث اخرجه الطبراني في المعجم الكبير واطلاق العزم للطبراني يراد به كتابه الكبير المسمى بالمعجم الكبير فلو قدر انك وجدت حديثا كتب عليه رواه الطبراني فان المتبادر هو كونه في المعجم الكبير لان له معجمين اخرين هما الاوسط والصغير الا ان المشهور بالتقديم في العزو هو المعجم الكبير وهذا الحديث من احاديثه واسناده ضعيف جدا ففيه الفضل ابن المختار احد المتروكين. الا ان معنى هذا الحديث صحيح. فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان ظهر المؤمن حمى يعني محمي محفوظ وهذه القطعة بوب عليها البخاري في صحيحه فقال باب ظهر المؤمن حمى اي انه محمي معصوم لا يجوز التعدد عليه الا بحقه يعني الا بما يوجب ذلك ووقع التصريح بالحق في حديث عائشة عند ابي الشيخ الا في حد من حدود الله عز وجل واسناده ضعيف ايضا لكن معناه صحيح ويدل على هذا ما في الصحيحين من حديث ابن امر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله. وفي لفظ لمسلم الا بحق الاسلام بمعنى قوله في الحديث الا بحقه يعني الا بما يوجبه شرعا فبذلك اثبات عصمة فيما يتعلق ببدنه وعرضه وماله وادلة ذلك متكاثرة. ومن اللطائف انك لا تكاد تجد حديثا صحيحا مبدوءا بحرف الظاء يعني قلت الاحاديث المبدوءة بحرف الظاء لعلها حديث او حديثين. لماذا؟ الاحاديث الصحيحة. لماذا لوعورة هذا الحرف لوعورة هذا الحرف وان هذا الحرف حرف وعر والعرب كلامها مبني على السهولة فيقل فيها استعمال مثل هذا الحرف لضيق التمييز بينه وبين الضاد. والضاد عند الناس لما تبدلت لغتهم صار اعسر من وفيه من الفوائد بيان حرمة المسلم وفيه من حرمته عدم جواز التعدي عليه في بدنه الا بحق الاسلام وفيه ان تعيين الحقوق الخاصة والعامة مرجعه الى الشرع وفيه ان تعيين الحقوق الخاصة والعامة مرجعه الى الشرع وليس مرجعه الى المواثيق والاعراف الدولية. نعم احسن الله اليكم الحديث الثامن عشر عن معقل ابن يسار رضي الله عنه رده الى النبي صلى الله عليه وسلم قال في الهرج كهجرة الي رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم دون البخاري فهو من افراده عليه وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ان العبادة في الهرج يعني في الفتنة وسميت الفتنة هرجا لان فيها الامور فاصل الهرج هو الاختلاط والاختلاط الذي يكون في الفتنة والهرج الذي يكون في الفتنة هو اختلاط احوال الناس واقوالهم وافعالهم وقد جعلها النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة الهجرة اليه يعني ثوابا وجزاء. وانما جعل بمنزلة الهجرة اليه ثوابا وجزاء لان المهاجر اليه صلى الله عليه وسلم يخرج اليه بدنه وقلبه ومن ترك الفتنة واعتزلها فانه يقبل بقلبه على امر الشرع فلاجل ما بينهما من الاشتراك في معنى الانفراد فالمهاجر منفرد بقلبه وبدنه ومعتزل الفتنة مهاجر ببدنه وقلبه تارك لها صارت العبادة في الهرج من الاقبال على الله سبحانه وتعالى بمنزلة الهجرة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه من الفوائد فظل سعادتي في زمن الفتنة فضل العبادة في زمن الفتنة وموجب تفضيلها قلة العاملين بها والغفلة عنها قلة العاملين بها والغفلة عنها ومن دواعي تعظيم العمل في الشرع وقوعه في زمن غفلة ومن دواعي تعظيم العمل في الشرع وقوعه زمن غفلة مثل ايش بعد صلاة المغرب من امثلة ذلك الدالة عليه تحقيقا ما رواه البخاري من حديث جنادة ابن ابي امية عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من تعار من الليل يعني انتبه من الليل غير مريد للاستيقاظ فقال سبحان الله والحمد لله والله اكبر ولا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله. فان استغفر غفر له. وان قام فصلى ركعتين قبل منه فمع قلة هذا العمل الا انه ضوعف جزاؤه لان الوقت وقت غفلة. وفيه بيان عظم جزاء العبادة في الفتنة انها تبلغ في الجزاء الهجرة الى النبي صلى الله عليه وسلم وفيه فضل الهجرة الى النبي صلى الله عليه وسلم لتشبيه العبادة في الهرج في فضلها بمنزلة الهجرة صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم. الحديث التاسع عشر عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال غسل يوم جمعة واجب على كل محترم متفق عليه واللفظ للبخاري. هذا الحديث من الاحاديث المتفق عليها بل مما اخرجه السبعة فان الحافظ ابن حجر لما اورده في بلوغ المرام قال اخرجه السبعة يعني اصحاب الكتب الستة مع الامام احمد فهو حديث صحيح مشهور الرواية ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان غسل يوم الجمعة لها واجب على كل محترم يعني واجب على كل بالغ ووجه وجوبه على البالغ لان البالغ هو الذي يؤمر بحضور الصلاة وجوبا فصلاة الجمعة واجبة على البالغ متى كان المرء بالغا وجبت عليه الصلاة اما من دونه فانه لا تجب عليه الصلاة وانما يؤمر بها تأديبا وتعويدا له ان يصلي اذا بلغ اذا كمل له سبع سنين ثم يضرب عليها اذا كملت له عشر سنين وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ان ذلك واجب. وهذا الوجوب هل هو على معناه الاصطلاحي ام لا فلان لاهل العلم اصحهما انه ان وجدت فيه علة الحكم وجب وان لم توجد لم يجب. وعلة الحكم هي وجدان الرائحة الكريهة من صاحبها. فاذا كان الانسان يجد من نفسه رائحة كريهة يؤذي بها المصلين وجب عليه ان يغتسل للجمعة وان لم يكن كذلك فانه لا يجب عليه بل يكون سنة. وهذه العلة مدركة من تتبع طرق الحديث فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بالغسل الا لما وجد الرائحة الكريهة منه فاذا وجدت الرائحة الكريهة منهم على المرء ان يغتسل واما اذا لم توجد فان غسل يوم الجمعة في حقه مستحب وهذا اصح اقوال اهل العلم في المسألة وفي الحديث من الفوائد الامر بالغسل يوم الجمعة الامر بالغسل يوم الجمعة على التفصيلي المتقدم وفيه تعظيم يوم الجمعة للامر بالاغتسال له تعظيم يوم الجمعة للامر بالاغتسال له وفيه الامر بالنظافة عند الوصول الى مجامع الناس. فمن خالط الناس في مجامعهم فانه ينبغي ان كن على وجه اتم من على وجه اتم من النظافة. نعم احسن الله اليكم. الحديث العشرون عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف والرابع للشيطان. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه فهو من زيادته على البخاري وبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان ما يتخذ من الفراش للنوم اما ان يكون للرجل واما ان يكون للمرأة واما ان يكون للضيف واما ان يكون للشيطان. وليس المقصود العدد بل المراد ما زاد عن الحاجة. فما زاد عن الحاجة فهو للشيطان. لان التوسع في المآكل والمشارب والملابس والمفارش مما لا حاجة فيه من وضع المال في غير موضعه فان المال انما يوضع في ما يحتاج اليه فهذا اسراف والاسراف مما اليه الشيطان ويعجبه وهذا الحديث فيه اشكال معنى قوله صلى الله عليه وسلم فراش للرجل يعني ان يكون للرجل وحده وفراش للمرأة ان يكون لها وحدها فهل السنة ان يكون للرجل فراش للمرأة فراش لم يكن لهما فراش واحد يعني فراش واحد تزور عندهم فرس واحد طيب وهذا الحديث عبادتك زي ما يسمعون كيف حاليا الغرفة ما كان لهم الا غرفة وحدة في الاولين ما هو في الفراشة اربعة اربعة اخرى كم بس قال فراش لامرأته عند تأديبها هذا من العنف الاسري السنة ان يكون للرجل وامرأته فراش واحد. هذه السنة وهذا الحديث وقع على شيء لم تعرفه تعرفه العرب وجهله اكثر الشراح لان الاكثر منهم عجب. ولذلك اطلبوا هذا المعنى وستعرفون اثر معرفة ما كانت عليه العرب في زمانها في فهم الاحاديث النبوية والمراد بفراش المرأة هو الفراش الذي تحتاج اليه عند ارضاعها. الم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم؟ هنا ما ذكر للولد فراش اين اين فراش الولد اين فراش الولد؟ ما فيه فهو اما ان يكون رجلا فيكون له فراش او في حكم الرجل واما ان يكون رضيعا وكانت المرأة من العرب اذا انجبت اتخذت فراشا لولدها تنومه وترضعه عليه. ويكون لها فراشها مع زوجها. فهذا صلى الله عليه وسلم فراش لامرأته يعني فيما تحتاجه المرأة والذي كان من احتياج المرأة للفراش لولدها الصغير اذا ارادت ان تنومه او ارادت ان ترضعه ثم تغيرت الحال بما هيأ الله عز وجل للناس من الاوضاع الحالية في مفارشهم. نعم احسن الله اليكم. الحديث الحادي والعشرون عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه. طيب قوله فراش للشيطان يقتضي التحريم ام الكراهة تحريك تراها ليش مذهب جمهور اهل العلم ان ما اضيف الى الشيطان فهو للكراهة. والصحيح انه للتحريم لكن احيانا يضاف اليه الشيء لا يراد انه من افعاله بل من احواله وما كان من الاحوال فقد يكون مكروها مثل حديث المسافر شيطان يعني المسافر الذي يسافر وحده شيطان يعني في حاله لانه هو شيطان بنفسه ولا يكون فعله محرما بل هو فعل مكروه فكذلك هذا الحديث في قوله والرابع للشيطان يعني من احوال التي تكون للشياطين لان خروج الشيء عن ما لا حاجة اليه من تسلط الشيطان على الناس في انفاق اموالهم فيما لا ينبغي. نعم الحديث الحادي والعشرون عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قفلة كغزوة رواه ابو داوود وقال النووي اسناده جيد. هذا الحديث من مفردات ابي داوود عن بقية اصحاب الكتب الستة. وهو حديث حسن. قال النووي اسناده جيد والجيد كما ذكر السيوطي في تدريب الراوي من الالفاظ التي ترتفع عندهم عن الحسن من الصحة فيعبرون بها اذا وجدوا تلك الحال. فالحديث الجيد حديث حسن هو في اعلى درجاته ثمان هذا الحديث بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم بان القفلة يعني الرجوع من الغزاة كغزوة يعني في اجره وهذه المسألة هي المسماة عند الفقهاء بزوائد العمل بزوائد العمل واليها اشار ابن سعدي في نظمه بقوله وسائل الامور للمقام وسائل الامور كالمقاصد واحكم بهذا الحكم في الزوائد فالغزوة مقصد وهي الجهاد في سبيل الله والوسيلة الموصلة اليها الخروج اليها. والقفول والرجوع منها زائد من الزوائد فما كان من زوائد الطاعات فان الانسان يثاب عليه لهذا الحديث فالانسان يثاب اذا خرج الى العمرة ويثاب على العمرة ويثاب اذا رجع من العمرة واضح؟ طيب فاذا خرج الى حرام يأثم في بالوسيلة وفي وفي الزائد كيف حسب النية ايوه وان لم يعد تائبا ها تتوقف نقول اما زوائد المحرم فان لها حالين احدهما ان يفعلها تخلصا منه فهذا يثاب عليه العبد كقصد التوبة والحال الثانية الا يفعلها تخلصا فهذا لا يوزر ولا يؤجر. لا يكون عليه عقاب واثم ولا يكون له اجر نعم احسن الله اليكم. الحديث الثاني والعشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كافر اليتيم له او لغيره انا وهو كهاتين في الجنة. رواه مسلم. وقال واشار مالك احد رواة الحديث عنده بالسبابة والوسطى هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ وفيه واشار مالك يعني مالك ابن انس احد رواة الحديث بالسبابة والوسطى اشارة الى المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة بذلك اشارة الى تقاربه صلى الله عليه وسلم مع كافل اليتيم في الجنة سواء كان اليتيم له او لغيره اي كفل يتيما من قرابته او كان من الابعدين. وكفالة اليتيم هي ضمه والقيام على شأنه كفالة اليتيم هي ظمه والقيام على شأنه والموجود اليوم في الجمعيات الخيرية ليس كفالة يتيم وانما صدقة على يتيم. فكفالة اليتيم ان يكون معك في بيتك. فتنفق عليه وتقوم على اصلاحه. واما الصدقة عليه في ان يكون في بلده او في مدرسة او في دار للايتام هذا يسمى صدقة على اليتيم ولا يسمى كفالة لليتيم ولا يكون فيه هذا الجزاء الوارد في هذا الحديث فان هذا الجزاء مختص كافل اليتيم. ومن عرف كفالة اليتيم بضمه ادرك معنى عظم هذا الاجر فان لها ثقلا في اصلاحه. وهذا الثقل يجب ان يكون الجزاء عظيما. واما النفقة قال فهذا امر سهل ميسور ربما نسي الانسان ما انفقه لانه استقطع من دخله الشهري ولا يحس به فالاجر معلق بضم اليتيم اليه وكونه تحت رعايته هذه هي الكفالة. ومما يؤسف له ان كثيرا من الحقائق الشرعية اخرجت عن معانيها وصارت تسمى بغير ما سمتها الشريعة ومنها الكفالة ها هنا وفي الحديث بيان فضل كفالة يتيم بيان فضل كفالة اليتيم. وفيه ان العمل الصالح من موجبات الجنة. لان النبي صلى الله عليه قال انا وهو كهاتين في الجنة نعم احسن الله اليكم. الحديث الثالث والعشرون عن حسان عن حسان بن ثابت رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم دوارات القبور رواه ابن ماجه واسناده حسن. هذا الحديث اخرجه ابن ماجة وحده فهو من زوائده على الكتب الستة حسن ويروى لهذا الحديث شواهد عن جماعة من الصحابة يثبت بها ويكون صحيحا بمجموع طرقه. وقد النبي صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور يعني اللواتي يعتدن زيارة القبور من زيارة قبور من النساء واللعن هو الطرد والابعاد عن رحمة الله. ففيه بيان ان ذلك محرم بل كبيرة من كبائر الذنوب لان ما كان عليه لعن سواء في القرآن او السنة فهو من كبائر الذنوب واللعن علامة من علاماتها وزيارة القبور تكون بالوصول اليها والدخول عليها. فلا يكون الزائر زائرا حتى يدخل على القبور واما ان كان مارا بها فسلم فهذا لا يسمى زيارة. فالزيارة تقتضي الوصول اليها والدخول عليها ان لم يوجد دخول لم يسمى هذا زيارة. فالمرأة التي تمر على المقبرة فتسلم ليست زائرة وانما الزائرة المرأة التي تدخل على القبور وفيه من الفوائد تحريم زيارة النساء للقبور وفيه لعن الفاعل للمعصية على وجه الابهام لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعين احدا وانما جاء بفاعل هذا الذنب مبهما. نعم احسن الله اليكم. الحديث الرابع والعشرون عن عمرو ابن امية الظمري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما اعطى الرجل امرأته فهو صدقة رواه احمد واسناده ضعيف هذا الحديث اخرجه احمد في مسنده. فهو من زوائده على الكتب الستة واسناده ضعيف لان فيه محمد بن ابي في حميد المدني احد الضعفاء وصح عند مسلم من حديث ابي مسعود الانصاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المسلم اذا انفق على اهله نفقة يحتسبها فهو له صدقة. ان المسلم اذا انفق على اهله نفقة يحتسبها وهو يحتسبها فهو له صدقة فما اعطاه الانسان لاهله من النفقة صدقة من الصدقات لكن شرطه الاحتساب وهو ان ينوي وقوع الثواب والاجر عليها من الله سبحانه وتعالى وفيه من الفوائد فظل النفقة على المرأة فضل النفقة على المرأة وفيه تسمية ما وجب من حق المال صدقة تسمية ما وجب من حق المال صدقة فان النفقة المالية على الزوجة واجبة ومع ذلك سميت صدقة وفيه ان العمل المباح لا يقع ثوابه الا بالنية ان العمل المباح لا يقع ثوابه الا بالنية وهذا معنى قوله في الحديث وهو يحتسبها وهذا معنى قول الفقهاء لا ثواب على مباح الا بنية. نعم احسن الله اليكم. الحديث الخامس والعشرون عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نهيت عن تعري رواه ابو داوود الطيالسي وله علة هذا الحديث اخرجه ابو داوود الطيالسي في مسنده وانفرد به عن الكتب المشهورة بهذا اللفظ له علة فان بعض رواته غلط فيه فاصله حديث فعلي وهو ما رواه مسلم عن جابر ابن عبد الله ان النبي صلى الله عليه وسلم كان مع عمه العباس في بناء الكعبة فقال له عمه اجعل ازارك على عاتقك تتقي به الحجارة والازار ما يكون ايش اسفل البدن كيفك واسفل البدن يعني السروال ازا ها ما يكون مشدودا على اسفل البدن. فشرط الازار عند العرب الشد وما يلبس اليوم في الاحرام ويسمى ازارا هذا من تغيير الحقائق هذا ليس ازار وانما هذا سروال والناس يفهمون السروال بانه ما ادخلت فيه الرجلين وهذا غلط السروال هو ما غطى اسفل البدن دون شد فان غطى اسفل البدن بشد سمي ازارا فليزرعوا ما كان فيه شد على اسفل البدن. فقال اجعل ازارك على عاتقها تتقي الحجارة ففعل تخر الى الارض صريعا جحظت عيناه الى السماء وقال وهو يقوم يقول ازاري ازاري. فما رؤي بعد ذلك متعريا صلى الله عليه وسلم هذا اصل الحديث. ثم اخطأ فيه بعض الرواة فرواه بهذا اللفظ نهيت عن التعري التعري هو كشف العورة بلا حاجة للتعري هو كشف العورة بلا حاجة وتقدم ان قول الراوي نهيت انه له حكم الرفع وهذا اذا كان غير النبي صلى الله عليه وسلم فان كان القائل هو النبي صلى الله عليه وسلم فمعنى هذا ان الناهي له من؟ هو الله سبحانه وتعالى فيكون مرفوعا لفظا يكون له حكم الرفع لفظا بخلاف قول هذه نهينا عن كذا وكذا او نهيت عن كذا وكذا وكشف العورة بلا حاجة ان كان مع وجود لمن لا يجوز له الاطلاع على عورته فمحرم اتفاقا. وان كان مع عدم وجود احد او مع وجود من يجوز له الاطلاع على عورته كزوج وغيرها فان ذلك جائز فان كان بلا حاجة مع عدم وجود احد او مع وجود من يجوز له النظر فان الصحيح من اقوال اهل العلم انه مكروه ففي هذا الحديث من الفوائد النهي عن التعري تحريما وكراهة عن الوجه الذي تقدم. النهي عن التعري تحريما على الوجه المتقدم نعم احسن الله اليكم الحديث السادس والعشرون عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلك المتنطعون قال الثلاثة رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم وحده دون البخاري وفيه اخباره صلى الله عليه وسلم بهلاك متنطعين والتنطع هو التقعر في الكلام ثم استعمل في كل غلو والتنطع هو التقعر في الكلام ثم استعمل في كل غلو والغلو هو مجاوزة الحد المأذون فيه. ومجاوزة الحد المأذون فيه والاخبار بالهلاك دال على التحريم فما اخبر عنه بهلاك فاعله دل ذلك على تحريمه. ففي هذا الحديث من الفوائد تحريم الغلو تحريم الغلو وفيه ان من موجبات هلاك الافراد والامم وجود الغلو فيها فاذا ظهر الغلو في عبد او في امة فان ذلك مما يجرها الى الهلاك وفي فضيلة التكرير ثلاثا ترغيبا في ثبوت الملقى الى العبد من الكلام وكان هذا هديه صلى الله عليه وسلم اذا تكلم اعاد ثلاثا ومن لطائف الاحوال ان اكثر الصحابة ذكرا لتكرار الثلاث هو عبد الله ابن مسعود في احاديثه. ويدل على هذا ما وصف به رظي الله عنه من شدة اتباعه لهدي النبي صلى الله عليه وسلم نعم احسن الله اليكم. الحديث السابع والعشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد الله الغازي والحاج والمعتمر. رواه النسائي والمحفوظ انه من قول كعب الاحبار رحمه الله هذا الحديث اخرجه النسائي في سننه بهذا اللفظ. ورجاله ثقات الا ان بعض رواته اخطأ فيه فهو من كلام كعب الاحبار ثم جعل مرفوعا من حديث ابي هريرة. وروي من حديث ابن عمر باسناد ضعيف جدا فلا يثبت في هذا المعنى حديث وفيه ان الذين يفدون على الله سبحانه وتعالى ويقدمون عليه هم الغازي والحاج والمعتمر والوفد ما جمع معنيين احدهما تعظيمه واجلاله تعظيمه واجلاله والثاني ملاقاته بالصلات والجوائز ملاقاته بالصلات والجوائز. ولذلك جعل اهل الجنة وفدا ام وردا وفدا جعل اهل الجنة وفدا لا وردا. وفيه من الفوائد فظل الغزو والحج والعمرة فضل الغزو والحج والعمرة وفيه ان من موجبات محبة العبد محبة الله عبده الاعمال الصالحة. ومنها الغازي والحج والحج والعمرة ولاجل هذا لقي الله سبحانه وتعالى هؤلاء بالتعظيم والاجلال ويرجعون بغنائم لا يرجع بها سواهم وكعب الاحبار هو كعب ابن ماتع الحميري احد علماء اهل الكتاب الذين دخلوا في الاسلام وحسن اسلامهم نعم احسن الله اليكم. الحديث ثامن وعشرون عن عدي بن حاتم رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال. رواه الترمذي وصحح ابن حجر ابن حجر اسناده اخر المعجم المختار والله هو العليم الغفار اخر احاديث هذا المعجم بحرف الياء حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال. رواه الترمذي واذ صحح ابن حجر اسناده. وهو من افراد الترمذي عن بقية اصحاب الكتب الستة واسناده حسن الا ان ابن حجر صحح اسناده لانه من رواية شعبة بن الحجاج عن سماك ابن حرب عن زر ابن حبيش عن علي ابن حاتم واستماك ابن حرب حسن الحديث الا ان الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ذكر في موضع من فتح الباري وفي التهذيب وغيره ان شعبة لا يحمل عن شيوخه الا صحيح احاديثهم الا صحيح حديثهم. فحمله ذلك على الحكم بصحة اسناده والاقرب انه حديث حسن اسناد وانما كان اليهود مغضوبا عليهم لانهم تركوا العلم بالعمل. وكان النصارى ضلالا لانهم عملوا من بلا عمل فاستحق الاولون الغضب واستحق الاخرون الضلال. وفيه من الفوائد ذم اليهود والنصارى. ذم اليهود والنصارى فيه ان من موجبات غضب الله ترك العمل بالعلم. لان اليهود لم يغضب عليهم الا لاجل هذا. وفيه ان من موجب باقي الضلال العمل بلا علم لان النصارى لم يكونوا ضالين الا لانهم عملوا بلا علم وهذا الحديث هو اخر الاحاديث المذكورة في المعجم المختار عن النعت المتقدم فيه والله الموفق اكتبوا وثيقة السماع سمع علي جميع لمن كان جميع بقراءة غيره صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان الفلاني وتم له ذلك في كم مجلس واحد هذا كله في الطبقة كم في الطبقة الاولى فاجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين واكتبوا تاريخ اليوم الاثنين الخامسة عشر من جماد الاخرة الاولى الجماد الاولى سنة اثنتين وثلاثين بعد اربع مئة جولا في مسجد حصة الهاجري بدولة الكويت وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمد لله رب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين