السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي انزل القرآن ايات بينات. ففسره رسوله بالاحاديث الشريفات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فهذا المجلس الخامس في شرح الكتاب الاول من برنامج التفسير النبوي للقرآن وهو كتاب الاربعين المدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية لمصنفه صالح بن عبدالله بن حمد العصيم مين؟ وقد فرغنا بحمد الله عز وجل من بيان معاني ديباجة الكتاب. وقبل الشروع في بيان احاديثه وقبل الشروع في بيان معاني وقبل الشروع في بيان معاني احاديث الكتاب فاننا نحتاج الى استعراض ما سبق ايضاحه من معاني ديباجته. وذلك في اسئلة سنسألكم اياها. فالسؤال الاول ذكر في ديباجة الكتاب ثلاثة اداب من اداب التصنيف فما هي؟ نعم. احسنت. الاداب الثلاثة وفي بها في ديباجة الكتاب من اداب التصنيف. اولها استفتاحه بالبسملة. وثانيها اتباع البسملة بالحمدلة. وثالثها تفريتها بذكر الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم فان هذه الاداب الثلاثة من اداب التصنيف التي ذكرها جماعة منهم ابو عمر ابن عبدالبر وابو بكر الخطيب رحمهما الله تعالى. سؤال اخر ما الادلة على استحباب افتتاح التصانيف بالبسملة. نعم. الاول. الدليل الاول مضاهاة استفتاح القرآن الكريم فان استفتاح القرآن الكريم وقع ببسم الله الرحمن الرحيم. وهذا الاستفتاح الكائن في القرآن الكريم ذكرنا انه يرجع الى احد مولدين ما هما؟ احدهما ان يكون ذلك باشارة منه صلى الله عليه وسلم. والاخر ان يكون واقعا باتفاق الخلفاء الاربعة لان الخلفاء الاربعة هم الذين ابتدأوا جمع المصحف فكان الجمع الاول في عهد ابي بكر الصديق ثم وقع الجمع الثاني في عهد عثمان ابن عفان رضي الله عنه. وذكرنا بيتا من منظومة كشف العمى والرين. عن رسم مصحف عثمان ذي النورين. لمحمد العاقب بن عبد بما يأبى الجكني الشنقيطي ما هو اياسين؟ لانه اما بامر المصطفى او للراشدين الخلفاء فاما ان يكون واقعا بذاك او بذاك. والاولى في الدليل الاول ان يقال مضاهاة الرسم القرآني. وترك التعبير وترك التعبير بقول الاقتداء بالقرآن الكريم الا ان يقال الاقتداء بالقرآن الكريم في رسم المصحف. اما اطلاق القول بانه اقتداء بالقرآن الكريم. فانه يوهم انه اقتداء بالقرآن الكريم في تنزيله. وذلك غير واقع على الحقيقة. لان اول النازل من القرآن ايش احسنت لان اول النازل من القرآن هو قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق. فلم يقع استفتاح التنزيل بالبسملة وانما وقع استفتاح في التنزيل بقوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق. فمن ذكر الاقتداء بالقرآن الكريم مطلقا فدليله مدخول غير واضح الدلالة على المقصود. ما لم يقيده بقوله الاقتداء بالقرآن الكريم في رسمه فانه اذا قيده بالرسم علم انه مردود الى وضع المصحف الذي هو اما باشارة من النبي صلى الله عليه وسلم او باتفاق الاربعة الراشدين من الخلفاء وانعقد اجماع الصحابة على ذلك وجرى به عمل الامة الى اليوم. والدليل والثاني في ذلك كما ذكر الاخ هو استفتاح مكاتبات النبي صلى الله عليه وسلم ورسائله بالبسملة لقد صح ذلك في احاديث عدة في الصحيحين وغيرها ككتابه الى هرقل عظيم الروم فان اوله بسم الله الرحمن الرحيم. وذكرنا فيما سلف ان السنة النبوية افتتاح الرسائل والمكاتبات بايش وافتتاح الخطب بالحمدلة. فالاشبه ان تكون السنة في الكتب استفتاحها البسملة. والسنة في الدروس والمحاضرات استفتاحها الحمدلة بعد السلام على من دخل عليهم كنظيره في خطبة الجمعة ثم ذكرنا الدليل الثالث وهو اتفاق اهل العلم على استفتاح تآليفهم بسم الله الرحمن الرحيم. وقلنا ان هذا الاجماع العملي من جنس ما يسمى بالمتواتر العملي الذي ذكره الشاطبي وغيره اي انه عمل شاع في الامة وجرى فيها فاطبقت عليه بلا نكير منها ولا وجود مخالف يعتد به وانما وقعت المخالفة من بعض اهل هذه الازمنة المتأخرة لاسقاطه حديث كل وامر ذي بال لا يبدأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم فهو اقطع. فلما وهن الحديث عنده طرح العمل به غافلا عن الادلة في الاخرى في ذلك وذكرنا ان هذا الحديث كل امر ذي بال لا يبدأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم بهذا اللفظ انه اسناده ضعيف جدا. هو اضعف الالفاظ التي رويت في هذا الحديث. رواه الخطيب في كتاب الجامع وعبد القادر الرهاوي في كتابه الاربعين. ثم ذكرنا بعد ذلك مما يتعلق بمعاني البسملة ذكرنا نوع الباء فيها ومعناها فما نوع الباء في بسم الله الرحمن الرحيم؟ وما معناها ما الجواب؟ هذا معناها لكن نوعها نوعها حرف جر وليس بزائد ومعناها اي معاني الارصاد؟ ذكرنا انها حرف جر اصلي هذا نوعها. وذكرنا ان معناها هو الاستعانة وهي احدى فروع الالصاف. لان مقدمين من اهل العربية كسيبويه اقتصروا على ذكر معنى واحد للباء وهو الالصاق. وفرض المتأخرون هذا المعنى فعد ابن هشام في كتاب مغن لبيب للباء اربعة عشر معنى اولها والانصات ثم ذكر بعد ذلك ثلاثة عشر معنى كلها يمكن ردها الى الانصاف اما حقيقة او حكما فالالصاق المراد في قول القائل بسم الله الرحمن الرحيم هو الاستعانة فهو يلتصق بذكر الله عز وجل مستعينا بالله عز وجل في درك مقصوده ان كان مصنفا او اكل او شاربا بحسب حاله ثم ذكرنا انه لابد للجار من متعلق يتبين به معناه. لان حروف الجر لا تستقل بالدلالة على معنى وانما يظهر المعنى بالنظر الى متعلقها. ولذلك سميت حروفا المعاني سميت حروف المعاني تمييزا لها عن حروف المباني لان الحروف نوعان احدهما حروف المباني وهي هي الاحرف التي تتركب منها الكلمات. كالاحرف الابتدية او الاحرف الابجدية على الترتيبين اي التي اولها الف باء تاء ثاء واخرها الياء. والابجدية التي اولها الف باء جيم دال الى الترتيب المعروف امجد هوس حطي الى اخره فهذان ترتيبان بحروف المباني والاخر حروف المعاني وهي التي تدل على معنى فهذه لا يبين معناها الا بمتعلق وذكرنا ان متعلق الجار والمجرور يقدر بثلاثة اشياء احدها او كلها الذي يرجحناه قلنا ان يكون فعلا متأخرا عاما. ان يوصف بثلاثة اوساط احدها ان يكون فعلا لان الاصل في الاعمال الافعال دون الاسماء والحروف. فقدر الفعل بدلالته على العمل والتاني ان يكون ذلك الفعل عاما. ان يكون ذلك الفعل ان يكون ذلك الفعل خاصا بمتعلقه يعني بحسب الكلام فالذي يبسمل اول الاكل فتقديره بسم الله اكل والذي يبسمل في اول التصنيف فتقديره باسم الله اصنف وهلم جرنا جرا ثم الوصف الثالث ان يكون ذلك الفعل خاصوا متأخرا. وذكرنا ان تأخيره لامرين احدهما اعتناء بتقديم الاسم الاحسن ذكر الله سبحانه وتعالى باسمه فلا يتقدمه شيء. والاخر ان ذلك ادل على القصر الذي يسميه علماء الاصول الحصر واليه اشار الجوهري الاخضري في الجوهر المكنون اذ قال قال تقييد امر مطلق بامري هو الذي يدعونه بالقصر. فهو يدل تأخير ما حقه التقديم يدل على وقوع القصر في الجملة. ثم بعد ذلك ذكرنا ان الاسم الاحسن الله ايش ما معناه؟ معناه احسنت انه علم على ربنا سبحانه وتعالى فاسم دال على الله عز وجل ومعناه المألوف المستحق للعبادة. اي الذي تألهه القلوب محبة وخضوعا له فهي تعظمه سبحانه وتعالى محبة وخضوعا له عز وجل. ثم ذكرنا بعد ذلك كان الرحمن ان الرحمن والرحيم اسمان من اسماء الله عز وجل دالان على رحمته كيف يكونان دالان على رحمته؟ كيف نستفيد الصده؟ من وين استفدنا الصبا في قاعدة ها يا عمر. تذكر البيت اسمعوا ربنا من الادلة لذي الاثبات. قلنا ان من قواعد هذا الباب عند اهل السنة والجماعة ان الاسماء الالهية لله سبحانه وتعالى تدل على صفة او اكثر له عز وجل. فاسمه الرحمن دال على صفة واسمه الرحيم دال على صفة الرحمة بناء على القاعدة المذكورة من ان كل اسم من اسماء الله فانه يتضمن مصيبة او اكثر من صفاته والى ذلك اشرت بقول ايش؟ لا دليل القاعدة هذي ضبط ظوابط القاعدة هذي تو قال له عمر اسماء الحسنى على الصفات من الادلة الاثبات اسماؤه الحسنى على الصفات من الادلة لذي الاثبات اي ان من دلائل مثبتة الصفات الاسماء الالهية الحسنى فانها تدل على صفات لله سبحانه وتعالى وربما دل الاسم على صفة او دل على اكثر من صفة كما هو مبين في غير هذا المحل. ثم ذكرنا بعد الفرق بين الرحمن والرحيم وهو يا صهيب احسنت. قلنا ان الرحمن اسم دال على رحمة الله باعتبار تعلق بصفة الرحمة به. وكونها قائمة به عز وجل. وان الرحيم دال على صفة الرحمة باعتبار تعلقها بالمرحومين ولذلك لا يأتي اسم الرحيم الا مع لا يأتي ذكر من تتعلق بهم الرحمة الا الرحيم كما في قوله تعالى ان الله بالناس لرؤوف رحيم. واشار الى هذا الفرق ابو عبد الله ابن القيم في كتاب بدائع الفوائد واشرت الى ذلك شعرا بقول ورحمة لله مهما علقت بذاته الاسم رحمن ثبت او علقت بخلقه الذي رحم. فسمه الرحيم فاز من سلم. ثم ذكرنا بعد ذلك ان المصنف بعد فراغه من البسملة اتبعها بحمد الله سبحانه وتعالى على انزاله كتابه. وذكرنا ان حمد الله عز وجل على هذه النعمة واقع في القرآن. وذلك في قوله تعالى ايش؟ هم احسنت في قوله تعالى الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. واكمل حمد الله هو ما حمد به الله نفسه او حمده به رسوله صلى الله عليه وسلم. لان اكمل الحمد من المسائل التي وقع فيها الخلاف. وللشافعية مذهب مشهور في ذلك لكن الصحيح ان اكمل الحمد هو ما حمد الله به نفسه او حمده به رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن جملة حمد الله به نفسه قوله تعالى الحمدلله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. وقلنا ان الحمد هو ماذا؟ ها يا عبد القادر. احسنت. هو الاخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه. فالحمد مركب من امرين احدهما كونه اخبارا عن محاسن المحمود اقتران ذلك الخبر بحبه سبحانه او بحب المحمود وتعظيمه سواء كان هو الله سبحانه وتعالى او غيره وقلنا انه اذا تجرد من المحبة والتعظيم فانه يسمى يسمى مدحا. ثم ذكرنا ان الله سبحانه ان ان محاسن المحمود نوعان احدهما صفاته اللازمة وتسمى الفضائل والاخر صفاته المتعدية وتسمى الفواضل. ثم ذكرنا ان الله سبحانه تعالى يحمد على امرين جامعين هما يعني بعبارة يعني بينة تسهل ها احسنت. الاول كماله الحاصل اي ما اتصف به الله عز وجل من الكمالات. والاخر لسانه الواصل اي ما ينعم به عز وجل على خلقه من النعماء فالله محمود على هذا وذاك. ثم ذكرنا بعد لو ان حمد الله على انزاله الكتاب يجتمع فيه الامرين. فاما كونه حمدا على كماله الحاصل فذلك كأن القرآن الكريم هو اكمل الكلام واعظمه واعلاه. واما كونه من حمده على احسانه الواصل فذلك ان ان هداية الخلق لا تكون الا بكتاب الله عز وجل كما قال تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ثم ذكرنا بعد ان انزال القرآن نوعان احدهما نعمة. انت نعم احدهما انزال كتابة والاخر انزال تكليم انزال كتابة والاخر انزال تكليم او تكلم. فالاول انزله الله سبحانه وتعالى من اللوح المحفوظ الى سماء الدنيا اخر انزله الله سبحانه وتعالى بسماع جبريل من الله عز وجل ثم سماع النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل وذكرنا ان هذين الانزالين وردا في اثر واحد عن من؟ ومن اخرجه؟ نعم. واسناده احسنت ان هذا الاثر جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عند النسائي باسناد صحيح ثم بعد ذلك ذكرنا حقيقة القرآن وقلنا ان القرآن اسم للكتاب المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم. ولماذا سمي ها يا احمد قلنا ان القرآن سمي قرآنا اخذا له من قول العرب ما قرأ الناقة جنينا قط يعني ما اخرجت الناقة جنينا قط. فسمي قرآنا لما فيه من الظهور والاخراج والبيان ذكر هذا من القدماء قطب واختاره ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابو عبد الله ابن القيم في زاد المعاد والمشهور عند المتأخرين انهم يقولون ان القرآن سمي قرآنا لما فيه من الجمع. هذا كثير من المصنفين في علوم القرآن يقولون سمي قرآن لما فيه من الجمع في معانيه لان من معاني القرء في لسان العرب على الجمع وفي القرآن اية ترد على هذا القول. وهي قوله تعالى ان علينا جمعهم وقرآنه. قال ان علينا جمعه وقرآنه. ففرق بين هذا وبين ذاك. ثم ذكرنا بعد ذلك ان القرآن الكريم كائن ايات بينات وذكرنا ان الاية القرآنية شرعا جملة انها جملة قرآنية ذات مقطع تتركب من كلمة او اكثر انها قرآنية ذات مقطع تتركب من كلمة او اكثر. ثم قلنا ان هذا المقطع سماه علماء القرآن سموه رأس الاية ولم يسموه نهاية الاية. وموجب ذلك نعم احسنت تعظيما للقرآن الكريم. لان الاخر والنهاية تشعر بالمجيء بخلاف الرأس فانه متقدم والقرآن رأس الكلام. فيناسب هذا المعنى. فجرى في كلام السلف فمن بعدهم من المصنفين في علوم القرآن تسمية الفاصلة القرآنية الاية. وقلنا ان فواصل الكتب الاخرى كالتوراة والانجيل تسمى ايات ام لا تسمى ايات بدليله قلنا ان فواصل الكتب المتقدمة على القرآن كالتوراة والانجيل تسمى ايات لقوله تعالى ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل يسجدون فسمى الله سبحانه وتعالى فواصل ما يتلون من كتابهم ايات واضح طيب احد الاخوان اعترظ فاحسن فاما اعتراضه فذكر ان هذه الاية عند كثير من المفسرين هي في الذين امنوا من اهل الكتاب كعبد الله بن سلامة رضي الله عنه وانهم وصفوا بذلك وهم يتلون القرآن الكريم. واظح الاعتراظ؟ ها واما ما احسانه فهو انه عرض اعتراضه عليه. والمتعلم اذا اشكل عليه شيء من كلام شيخه عرضه عليه. لانه ربما فهمه غلطا. لانه ربما فهمه غلط فيقع في الخطأ على شيخه اولا ثم يقع في الخطأ على العلم والدين ثانيا. ومن صلحت نيته وسلم قصده كانت هذه عادته فيما استشكله من كلام اشياخه الذين الذين يسمع منهم العلم. فان كل عاقل مؤمن الا لا يعتقد ان كلامه صواب على كل حال. بل هو يجزم بانه يقع في كلامه الصواب الخطأ لانه من بني ادم وبنو ادم من جبلتهم التي خلقوا عليها وقوع الخطأ منهم. فلا يستبعد ان يقع من الانسان خطأ لكن الادب فيمن لاح له خطأ شيخه ان يعرضه عليه لانه ربما يكون وقد اخطأ في فهمه او له شيء من الدليل لم يسع المقام لذكره. واما اخذ كلامه والدوران على اشياخ في تصحيحه وتصويبه فهذا من قلة الدين قبل ان يكون من قلة العلم. لان العلم بحر واسع والعالم اذا ورد عليه شيء من العلم لا يعرفه لم يجزم بخطأه. واذكر ان احد العلماء الكاملين رحمه الله في الرياض سمع مني بعض الطلبة اني اقول ان الصلاة لا تقع في اللسان على معنى الدعاء وانما هي على معنى الحنو والعطف. فاستشكلوه ولان التحقيق في الناس قليل. فعرظوه عليه. فقال الذي اعرفه ان الصلاة هي الدعاء. وما عداه فلا اعرفه. وهذا هو العالم فان العلم لا يحيط به احد والعاقل ينتهي علمه الى ما يعرفه من نفسه. واما الجزم بتغليط المقالات الاقوال لمجرد انه لا يعرفها فهل هو ابن مجدتها؟ وحاوي محيطها حتى يكون القول قوله والفصل فصله كلا فان الغالب في الناس التقليد في العلم منذ قرون طويلة ونحن بحمد الله لا نذكر شيئا من المسائل الا بدليله. والعادة الجارية في اني لا اجرأ على ان اذكر كلاما الا ولي فيه متقدم. لكن الدروس قد تضيق احيانا عن بيان ذلك. وانتم تعلمون ممن حضر الدرس ان طريقتنا فيه ليست كطريقة دروس المهمات فدروس المهمات نعتني فيها ببيان مقاصد الكتاب واصوله الكلية دون تفاصيل جملي اما هذا الدرس فنحن نبحر في بيان معانيه بما يتسع له الوقت ونترك وراء ذلك متسعا ليس هذا محل والمقصود ان من لاح له شيء استشكله استشكله فانه يلزم الاحسان بعرضه على شيخه كصنيع هذا الاخ ما ما ذكره من الاعتراض فانه مردود لان هذه الاية وان قال اكثر المفسرين انها في اهل الكتاب فذلك فيه نظر من وجهين احدهما سياق الايات فان الايات المتقدمة لها في احوال لاهل الكتاب ممن خالف امر الكتاب. فجاءت هذه الاية في ذكر احوال المؤمنين بالكتاب على نقيض احوال المكذبين بالكتاب الذين تقدم ذكرهم. واما الامر الثاني فهو ان اسم اهل الكتاب لا يقع في القرآن الا على اهل الكتاب الباقين على دينهم. ذكر هذا ابو عبد الله ابن القيم في اجتماع الجيوش الاسلامية فيبعد ان يكون المراد بهذا من اسلم وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم منهم ثم يسمى ايضا باهل الكتاب وانما يسمى حينئذ مسلما ولا يسمى من اهل الكتاب. فالصحيح ان هذه الاية ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة انها في المؤمنين من اهل الكتاب قبل النبي صلى الله عليه وسلم للوجهين الذين ذكرناهما ثم لو قدر ان هذه الاية لا تسلم بدلالتها على ذلك فعند البخاري رحمه الله تعالى في حديث المرأة والرجل الذين زنيا من بني اسرائيل في عهده صلى الله عليه وسلم. قال البخاري حدثنا الله ابن يوسف قال اخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر فذكر القصة وفيها فاتوا بالتوراة فنشروها وضع رجل منهم يده على اية الرجل فوضع رجل منهم يده على اية الرجم يعني في التوراة فسماها اية ففواصل الكتب المنزلة قبل القرآن تسمى اياتك كما تسمى ايات فهو كما تسمى فواصل القرآن اياته ثم وصف المصنف ايات القرآن بانها بينات. وقلنا ان ايات القرآن وقع وصفها في بوصفين هما احسنت احدهما بينات والاخر مبينات وفي قراءة فهذان الوصفان وقعا وصفا لجميع ايات القرآن الكريم. فقال قائل فان الله سبحانه وتعالى وصفها ايضا بالاحكام فقال منه ايات محكمات. والجواب انه قال واخر متشابهة فلا يقع وصف الاحكام على ايات القرآن كلها. وانما كما قال الله منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابه فيقع وصفا لبعض لبعض ايات القرآن. ثم ذكرنا ان الوصف بالكرم لا يقع للاية الواحدة وانما يقع لمجموع القرآن. قال الله تعالى ما الدليل؟ انه لقرآن كريم. ووجه ذلك ان هو الرفعة والعلو والثناء والسمو وهذا يقع بمجموع القرآن الكريم. ولهذا لم يقع التحدي باية واحدة وانما وقع بسورة او عشر سور او بالقرآن كله. ثم ذكرنا بعد ذلك ان هذه الايات البينات ملأت صدور الذين اوتوا العلم من المؤمنين والمؤمنات. وذكرنا في ذلك قول الله سبحانه وتعالى بل هو ايات بينات في صدور الذين العلم ذكرنا ان محل العلم من الانسان هو الصدر ان محل العلم من الانسان هو الصدر لانه يحوي القلب لانه يحوي القلب. والعقل في اصح الاقوال محله العقل مع اتصاله بالدماغ. والعقل باصح الاقوال محله القلب مع اتصاله بالدماء وهذا هو الذي تجتمع به الادلة الشرعية والقدرية. وهو رواية عن الامام احمد اختارها ابو العباس ابن تيمية الحفيد من اصحابه الحنابلة. ثم ذكرنا ان الاية المذكورة انفا مما اختلف في المراد بها على ثلاثة اقوال. نعم. احسنت. احدها ان المراد به الرسول صلى الله عليه وسلم وحين اذ يكون الجمع بالتعظيم. وانتصر له الطاهر ابن عاشور رحمه الله. والقول الثاني ان المراد بها العلماء من هذه الامة. والقول الثالث ان المراد به علماء اهل الكتاب الذين يعرفون صفة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا القول والقول الصحيح وهو المعروف عن السلف واختاره ابن جرير الطبري وابو الفداء ابن كثير رحمهما الله تعالى. ثم ذكرنا بعد ذلك ان القرآن الكريم جعل لكل شيء تبيانا. ما معنى تبيانا؟ هم. نعم. ان القرآن تبيان لكل شيء اي موضح لكل شيء وذلك في امرين احدهما في بيان الحق في نفسه والاخر في رد الباطل فمن رام ان يعرف الحق عول على القرآن ومن اراد ان يرد الباطل عول على القرآن كما قال تعالى ولا يأتونك الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. ومن قواعد الامام ما لك قوله لا يأتي احد بباطل الا وفيما استدل به ما يبطل باطله. لا يأتي احد بباطل الا وفيما استدل به ما يبطل باطله. ثم شيد هذه القاعدة وبنى اصولها ابو العباس وابن تيمية الحفيد في كلام له متفرق فلا يستدل احد بشيء من القرآن على باطله الا وفي ذلك الذي استدل به ما يرد على الباطل الذي تعلق به كما استدل احدهم على سؤال الاموات ممن له عند الله عز وجل جاه عظيم من الشهداء بقوله تعالى بل احياء عند ربهم يرزقون. فقال له عامي موحد؟ قال نعم. قال الله يرزقون الم يقل يرزقون. قال يرزقون ولم يقل يرزقون اي انهم لا يبتدئون بالرزق لغيرهم. وانما هم يتفضلون الله عز وجل عليهم لكمال مقاماتهم برزقهم ما يناسب حالهم. فلا يأتي صاحب باطل بشيء يستدل به على باطله مما اصول الشرع الا وفي ذلك الدليل من القرآن او السنة ما يبطل باطله لكن يحتاج هذا الى فكر عميق فيما استدل به فمن ادمن الفكر وقلب النظر فيما استدل به سيجد ثغرة فيما استدل به تبطل باطله الذي انتصر له بما من كتاب الله سبحانه وتعالى او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ثم ذكرنا بعد ذلك معنى قوله وختم به كتبه صدقا واحسانا ان القرآن الكريم خاتمة الكتب. وقد جمع فيه الصدق والاحسان كما قال تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا فهي صدق في الاحكام الخبرية وعدل في الاحكام الطلبية وان الاحسان بمعني العدل. ثم ذكرنا بعد ذلك معنى الصلاة والسلام. وذكرنا ان الصلاة في اللسان العربي هي الحنو والعطف. ورددناه الى جماعة من المحققين من هم؟ منهم ابو بكر السهيلي في نتائج الفكر وابو عبدالله ابن القيم في بدائع الفوائد وابن هشام في مغني اللبيب والملوي في شرح السلم وذكرنا في ذلك ثلاثة ابيات وفسر الصلاة فبالسان بالعطف والحنو في ايقاني عن السهيلي وولد القيم وابن هشام في كلام قيمي والملوي بشرحه للسلم وما عداه ينتمي ثم ذكرنا ان السلامة في لسان العرب باب معظمه الصحة والعافية. قاله ابن فارس في المقاييس وحقيقته البراءة والسلامة من كل نقص وعيب. وذكرنا ان الصلاة والسلام من الله على عباده لم يثبت فيهما معنى شرعي فوجب المصير الى اللسان العربي فيردان الى المعنيين المذكورين للصلاة والسلام مما تقدم بيانه. ثم وذكرنا انه اذا جمع بين الصلاة والسلام فان الصلاة لجلب الخير والسلام لدفع الشر. فبالصلاة تحصل وبالسلام تدفع الافات. ثم ذكرنا بعد ذلك ان المصنف وصف النبي الله عليه وسلم بوصفين في قوله على عبده ورسوله. وان هذين الوصفين هما اكمل ما وصف به النبي صلى الله عليه وسلم ما الدليل؟ نعم. احسنت. حديث عمر عند البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم فانما انا عبده فقولوا عبد الله ورسوله فاكملوا مقاماته صلى الله عليه وسلم هو مقام العبودية والرسالة. ثم ذكرنا ان الله سبحانه وتعالى ذكر مقام العبودية مع انزال القرآن في ايتين فالاولى قوله تعالى وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله. والاخر في قوله الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. ثم ذكرنا بعد ذلك ان الرسول يقع على احدهما عام والاخر خاص. فالمعنى العام للرسول ها يا ابراهيم احسنت. انه رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم. وبهذا المعنى يندرج فيه النبي. ومنه قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا. فالرسول يقع بمعنى النبي على المعنى العام. ومنه قول الله تعالى لما ذكر النبيين قال كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. فالنبيين هنا بالمعنى العام الذي يندرج فيه واما بالمعنى الخاص فالرسول يكون بعثه الى قوم مخالفين بخلاف النبي فانه يبعث الى قوم موافقين ثم ذكرنا بعد ذلك ان القرآن الكريم انزل على النبي صلى الله عليه وسلم على كيفية معينة وهي ان الله تكلم به فسمعه منه جبريل ثم قرأه جبريل فسمعه منه النبي صلى الله عليه وسلم. فذكرنا من نقل الاجماع على ذلك وهو ابو حامد الا الشرايين من فقهاء الشافعية اذ قال قولي وقول اصحابنا من الشافعية وفقهاء الانصار ان الله سبحانه وتعالى تكلم بالقرآن فسمعه منه جبريل ثم قرأه جبريل فسمعه منه النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكرنا ان القرآن ابلغ اية مرشدة الى نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وصدقه كما عند البخاري من حديث ابي هريرة ما من الانبياء نبي وهو عند مسلم. ما من الانبياء نبي الا لا اعطي ما مثله امن عليه البشر وانما كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي. يعني القرآن واني لارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة فلما حصر اعظم ما اوتي في القرآن علم انه ابلغ اية مرشدة على صدقه. ثم ذكرنا معنى قوله اتبعه قراءة وبيانا لقول الله سبحانه وتعالى فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم ان علينا بيانه وبيانه صلى الله عليه وسلم للقرآن كان بطريقين احدهما بيان الاداء في الالفاظ. بيان الاداء في الالفاظ ولذلك من يعقل هذا لا يمكن ان يقول باستحباب التجويد. لان القرآن الكريم كتاب انزل على صفة معينة في قراءته فليس لاحد ان يقرأ بغير هذه الصفة. لان الله سبحانه وتعالى تكلم بالقرآن وكان تكلمه ترتيلا ورتلناه ترتيلا ثم امر رسوله صلى الله عليه وسلم بان يقرأه كذلك فقال ورتل القرآن ترتيلا وصاحب المراقب يقول لنا ما امر الرسول سوى ما خصه الدليل. فكما امر فنحن مأمورون بما امر به صلى الله عليه وسلم. فيجب وعلى الانسان ان يقرأ القرآن كما يقرأ مما علمه النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه وعلمه اصحابه التابعين الى يومنا هذا في قرون الامة. وقد قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنهما اقرأوا القرآن كما علمتم. وقال زيد ابن ابن ثابت القراءة سنة متبعة. ليس لاحد ان يقرأ بفتح المصحف ثم يرتجل القراءة كما ويرتجل القراءة كما شاء بل لابد ان يقرأ بالصفة المعروفة في قراءة القرآن الكريم. ثم ذكرنا ان البيان الثاني بيان معانيه وان النبي صلى الله عليه وسلم بين معاني القرآن تارة بقوله وتارة بفعله وحاله صلى الله عليه وسلم. ثم انه كمل به علما وايمانا لان النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيح ان اعلمكم بالله واتقاكم له انا وكان ذلك منه صلى الله عليه وسلم ببلوغه غاية الكمال الانساني الذي يرجع الى اربعة اصول احدها العلم وتانيها العمل وثالثها الدعوة ورابعها الصبر على ذلك. فلما تبوأ النبي صلى الله عليه وسلم منها مكانا عليا صار صلى الله عليه وسلم اكمل الخلق مقاما ورتبة. ثم ذكرنا الصلاة والسلام على اله وصحبه الخيرة المهتدين وبينا ان ال النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين تحرم عليهم الصدقة لحديث ابي هريرة عند مسلم ان الصدقة لا لال محمد فمن حرمت عليه الصدقة فهو من ال محمد. وهؤلاء في اصح الاقوال هم من نعم هم بنو هاشم وازواج النبي صلى الله عليه وسلم. واشرت الى ذلك بقول ال النبي هم الذين تحرم عليهم الزكاة والحصر اعلم في هاشم وماله من الولد وكل زوج للنبي لم ترد. ومذهب الاصحاب ان الال اتباع دينه فعلم قال ثم ذكرنا ان صحب عند الجمهور اسم جمع ام جمع؟ اسم جمع لماذا؟ لانه ليس على اوزان جموع المعتمدة عندهم وذكرنا ان الشيخ محمد الامين الشنقيطي تعقب هذا بماذا؟ يتعقب بماذا؟ هم قالوا ان ان فعل لا يوجد من اوزان جموع التكسير احسنت قال الا ما ذكره النحاة لا يقتضي حصر كلام العرب فيه. ومن اللطائف ان ابن القيم في الصواعق المرسلة قال وكم من مسألة نحوية في القرآن والسنة النبوية لم تطلع عليها شمس علوم النوحان. هذه كلمة عظيمة لكنها تحتاج الى رجال عظماء في استنباط ما في القرآن والسنة من الاوضاع النحوية التي لم يذكرها النحاء رحمهم الله تعالى ويوجد عند ابن مالك وابن هشام منها اذى شيء فانهما ذكرا احوالا لم يذكرها احد من النحاة اعتمادا على ما استنبطاهم من القرآن او السنة النبوية في ذلك. ثم ذكرنا معنى الخيرة والمهتدين وان الخيرة اسم بمعنى مختارين والمهتدين هم المرشدون الى ما ينفعهم. ثم ذكرنا بعد ذلك معنى ومن اتبع الصراط المستقيم الى يوم الدين وان الصراط المستقيم هو الاسلام كما في حديث النواسف سمعان وان يوم الدين هو يوم الحساب والجزاء وانهما امران متلازمان واشير الى ذلك في اخر سورة الفطار وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين؟ يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله وزوال الاملاك يكون يوم القيامة كما قال تعالى لمن الملك اليوم لله الواحد القهار. ثم ذكرنا بعد ذلك كلمة ان كلمة اما بعد يؤتى بها الانتقال من اسلوب الى اسلوب والمراد بالاسلوب نوع من انواع الكلام ذكره عطية الاجهور ذكره عطية الاجهور بما نقله عنه تلميذه سليمان البجيرمي في فتوحات الوهاب. وذكرنا ان معنى هذه الكلمة اي مهما يكن من شيء بعد ذلك الذي قدمه وهي سنة نبوية ثبتت في احاديث كثيرة وقد جمع عبد القادر الروهاوي اربعين حديثا فيها اما بعده ثم ذكرنا ان قوله فهذه اشارة الى ايش؟ المعنى القائم في الذهن من هذه الاحاديث سواء تقدمت الخطبة وضع الاحاديث او تقدم وضع الاحاديث على وضع الخطبة. وهذه الاحاديث اربعون حديثا وذكرنا ان عدد الاربعين من اعداد التكثير عند العرب. وروي في ذلك حديث وهو من حفظ على امتي اربعين حديثا كتب في زمرة العلماء والفقهاء وهذا الحديث حديث ضعيف باتفاق العلماء من نقل الاتفاق؟ ها العلي نعم في احسنت نقل الاتفاق النووي في مقدمة الاربعين النبوية. ثم ذكرنا ان هذه الاحاديث اربعين هي في تفسير طائفة من الايات القرآنية وذكرنا ان التفسير هو بيان معاني ايات القرآن الكريم ان التفسير هو بيان معاني ايات القرآن الكريم. وهذه الاحاديث وهذه الاحاديث الاربعون مقتطفة من الرواية المسندة والدوحة هي شجرة العظيمة هي الشجرة العظيمة والرواية نوعان احدهما الرواية المسندة وهي المقتنية بالاسناد والاخر الرواية المجردة وهي الخلية من الاسناد. ثم قال بعد ذلك وابرزتها في احسن صورها المجردة. يعني في احسن سور الرواية المجردة. وذكرنا ان الرواية المجردة لها اربع صور. احدها الحديث مع صحابيه ومخرجه من الائمة. والثانية ذكر الحديث مع مخرجه من الائمة. والثالثة ذكر الحديث مع راويه من الصحابة والرابعة ذكر الحديث فقط واكملها اولها ثم ذكرنا ان ابرازها في احسن السور وقع اتباعا لما تقرب ومن القواعد اي اقتفاء بما هو معتمد مستقر من القواعد عند اهل الحديث الاماجد دون غيرهم لان فن الحديث يعول فيه على اهل الحديث كما ان فن الفقه يعول فيه على الفقهاء رحمهم الله تعالى. ثم ذكرنا بعد ذلك ان اهل الحديث لقب يطلق على معنيين احدهما المشتغلون به كيفما كان والاخر والاخر المتبعون له ولو لم يكونوا من المحدثين كأن يكونوا فقهاء او مفسرين او نحاتا. ثم ذكرنا بعد ذلك دعاء الله سبحانه وتعالى على ان يؤتينا فهم القرآن وذكرنا ان فهم القرآن من اعظم العلم كما عند البخاري ومسلم عن ابي جحيفة انه قال لعلي هل عندكم شيء سوى القرآن؟ فقال لا الا فهم اوتيه رجل. وفي لفظ اتاه الله رجلا في القرآن وهذه الصحيفة ففهم القرآن من اعظم الرتب في العلم. ثم ختم بالدعاء بقوله ويحفظ علينا السنة والايمان لان حفظ الدين على العبد من اعظم ما ينبغي ان يدعو به. وذكرنا لكم اثر عمر. اثر ابن عمر عند عند من؟ عند مالك في الموطأ. وهذا من حسان الاثار عندهم ان مالكا روى عن نافع عن ابن عمر انه سمعه وهو يدعو على الصفا اللهم انك قلت ادعوني استجب لكم وانك لا الميعاد فكما هديتني للاسلام فلا تنزعه مني وتوفني وانا مسلم. ثم ذكرنا ان موت العبد على الاسلام والسنة من اعظم التوفيق له كما قال ابو بكر المروض لابي عبد الله احمد الرجل يموت على الاسلام والسنة مات على خير فقال اسكت مات على على الخير كله. وقال الفضيل ابن عياض طوبى لمن مات على الاسلام والسنة. وكان من دعاء احمد كما ذكر ابن مفلح في المقصد الارشد في ترجمة طلحة بن عبيد الله البغدادي قال وافقت احمد وهو على السفينة كان يطيل السكوت فاذا تكلم قال اللهم احينا على الاسلام والسنة. وبهذا نكون قد فرغنا من اعادة ما يحتاج اليه من معاني هذه الديباجة ونشرع ان شاء الله تعالى غدا في شرح احاديث الكتاب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين