السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي انزل القرآن ايات بينات. ففسره رسوله بالاحاديث الشريفات اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى على ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فهذا المجلس الحادي عشر في شرح الكتاب الاول من التفسير النبوي للقرآن فهو كتاب الاربعين المدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية. لمصنفه وصالح ابن عبدالله ابن حمد العصيمي فقد انتهى بنا البيان الى قوله الحديث التاسع وقبل البدء في شرح متعلقاته احسنوا بنا ان نرجع القول في جمل مما تقدم. فقد سبق قبل في الدرس الماضي شرح الحديث السادس والسابع والثامن. فكان مما ذكرنا في الحديث السادس من اخبار راويه ما لك ابن فصعصعة رضي الله عنه انه ما لك بن صعصعة بن وهب الانصاري الخزرجي سكن البصرة ذكره الباجي في التعديل والترجيح في التعديل والتجريح. وتوفي بالمدينة كما ذكره ابن حبان في مشاهير علماء الانصار. ولم يذكر احد من مترجميه سنة وفاته اذا ان الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب قال وكأنه مات قديما. وقلنا ان هذه الاشارة التي طه ابن حجر استفادها من قلة الرواة عنه وقلة حديثه. فانه لم يروي كبير حديث بل روى حديثين كما قال البغوي وذكر الخزرجي في الخلاصة انه روى خمسة احاديث. فاحاديثه قليلة ولا يعرف شيء من شيء في الصحيحين من حديثه الا حديث الاسراء هذا وهو من احسن احاديث الاسراء والمعروف كما قال النووي في تهذيب الاسماء واللغات. ثم ذكرنا ان حديث ما لك الذي رواه وفيه قوله فقال يعني جبريل هذا البيت المعمور انه تفسير لقول الله سبحانه وتعالى والبيت المعمور. وذكرنا ان المفسرين في البيت المعمور المقسم به في سورة الطور على قولين ما هما؟ نعم احسنت. احدهما انه بيت في السماء والاخر انه الكعبة المشرفة واصح القولين هو الاول لصراحة الحديث بذلك. فذكرنا ان البيت الكائن في السماء ثبت اسمه فما اسمه عضوا راح بالضاد المعجمة عن من ثبت عن من ذكره عن من؟ احسنت عن علي ابن ابي طالب رواه ابن جرير في تفسيره والبيهقي وفي شعب الايمان باسناد حسن وفيه تسمية البيت المعمول بالضواحي وانه حيال الكعبة اي في سمتها في السماء وانه له من الحرمة في السماء كما لكعبة من الحرمة كما للكعبة من الحرمة في الارض وان عمارته هو بصلاة الملائكة فيه كما في هذا حديث يصلي فيه كل يوم سبعون الف ملك اذا خرجوا لم يعودوا اليه اخر ما عليهم. وذكرنا ان هذا الحديث من المتفق عليه يعني مما اخرجه البخاري ومسلم لان المتفق عليه يقع على اصطلاحات جمعت في اربعة ابيات هي ها يا ابراهيم متفق عليه في اصطلاح اهل الحديث خذه في اتظاحي مروي مسلم مع البخاري عن واحد بالسند الخياري الا الذي في المنتقى تراه ففيهما واحمد رواه وربما يجعل وهذا حكم وصفا لما يرى الحفاظ نقلا يسمو. وربما يجعل هذا الحكم وصفا ولا ايش في البيت؟ اي احسنت وربما يجعل هذا الحكم لما يرى الحفاظ نقلا يسمو ثم في الحديث الثامن ذكرنا ان راويه هو او في الحديث السابع ان راويه هو عبد الله ابن مسعود وان جده اسمه ها جميل ابن غافل بالغيم والفاء بالغين المعجمة وبالفاء غافل ويتحرف في بعض الكتب الى عاقل فهو تحريف الهدى ليكنى بابى عبد الرحمن وكانت وفاته بالمدينة لما رجع اليها في اخر عمره فانه كان نازلا الكوفة ثم رجع في اخر عمره في اصح الاقوال الى المدينة فتوفي بها سنة اثنتين وثلاثين. وله من العمر بضع وستون. سنة بضع وستون لا سبعون كما ذكرنا في احد الموضعين. بل له من عمر بضع وستون سنة اتفاقا. نقله النووي في تهذيب الاسماء واللغات وحديثه هذا ايضا من المتفق عليه. ثم ذكرنا ان هذا الحديث كائن في تفسير قول الله تعالى فكان قاب قوسين او ادنى وان متعلقه هو جبريل عليه الصلاة والسلام. كما قال ابن مسعود النبي صلى الله عليه وسلم جبريل له ست مئة جناح ووقعت هذه الرؤية للصورة الكاملة لجبريل مرتين احداهما عند سدرة المنتهى والاخرى عند اجياد كما ثبت بذلك الحديث. فالصحيح ان الذي دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى هو جبريل عليه الصلاة والسلام في اصح اقوال اهل العلم وهو المعروف عن الصحابة. فقد جاء هذا عن ابن مسعود وعائشة وابي هريرة. قال ابن كثير ولا يعرف لهم مخالف من الصحابة. واما ما وقع في البخاري في حديث الاسراء ثم ثم دنا رب العزة فتدلى فهذه اللفظة من من اغلاط شريك ابن عبد الله ابن ابي ابن ابي نمر في حديث الاسراء فان شريكا اخطأ في احاديث في حديث الاسراء في عدة مواضع منها هذا الموضع كما ذكره جماعة من المحققين كابي العباس ابن تيمية وترميذها بعبد الله ابن القيم وابي الفضل ابن حجر رحمه الله تعالى فالذي دنا فتدلى هو جبريل عليه الصلاة والسلام ثم ذكرنا ان معنى قوله فكان قاب قوسين او ادنى يعني قدر قوسين او ادنى والقوس هو الالة التي ترمى بها السهام تقدرها العرب بذراع فيكون قد دنا قدر ذراعين او ادنى من ذلك يعني او اقرب من ذلك. ثم ذكرنا بعد في الحديث الثامن انه من افراد مسلم ومعنى قولنا من افراد مسلم انه لم يشاركه البخاري في روايته بل انفرد به مسلم عنه ولكل منهما افراد وافراد مسلم عن البخاري اكثر من افراد البخاري عن مسلم واتفقا على احاديث كثيرة وهذا الحديث الثامن وهو حديث عبد الله ابن مسعود وقع تفسيرا لقول الله تعالى اذ يغشى السدرة ما يغشى. فالسدرة هي سدرة المنتهى لقوله تعالى عند سدرة المنتهى وقوله في هذا الحديث الى سدرة المنتهى. وقلنا ان به السدرة سميت بسدرة المنتهى على اختلاف اهل العلم في اقوال اربعة وهي اخ احمد احمد انت اسمك احمد ها؟ نعم القول الاول ينتهي اليها علم الملائكة. فالقول الاول انه اليها علم الملائكة فلا يجاوزه. فهذا قول كعب الاحبار. والقول الثاني انه ينتهي اليها ما يهبط من السماء يقبض منها وينتهي اليها ما يعرج من الابيه من الارض فيقبض منها. وهذا هو الواقع في حديث الباب. حديث عبدالله بن مسعود. والقول الثالث انه ينتهي اليها من امن بالنبي صلى الله عليه وسلم واتبع سنته لانها عند جنة المأوى. وهذا قول الربيع بن انس والقول الثالث ان معنى كونها سدرة المنتهى انه تنتهي اليها علاقة جهنم وتبتدأ بعدها علاقة الجنة فان الجنة تكون حينئذ من سدرة المنتهى كما قال تعالى عندها جنة المأوى ويكون سقفها عرش الرحمن وهذا كما ذكرت لكم من مبتكرات العلامة محمد انورشة الكشميري وكان رجلا ذكيا الا ان مثل هذا القول يفتقر الى دليل صادق من الوحي لانه خبر عن غيب وهو استنباط حسن لكن الذي يدل عليه الدليل هو القول الاول لانه وقع في حديث ابن مسعود وحديث ابن مسعود هذا ذكرنا انه لا يقال من قبل الرأي فله حكم الرفع. ثم ذكرنا ان سدرة المنتهى اختلف في موضعها على قولين ما هما ها يا اخي اللي في الاخير نعم. والثاني والراجح السابعة يقول الاخ القول الاول انها في السماء السابعة وهو الواقع في حديث مالك بن صعصعة وغيره من احاديث الاسراء والمعراج. والاخر انها في السماء السادسة كما في حديث عبد الله بن مسعود. ورجح الاخ انها في السماء السادسة. وانتم ترجحون على خلافه ها ومن قول هذا قول من؟ احسنت والراجح ان مبتدأها في اصل ساقها في السماء السادسة. ومنتهاها في السماء السابعة فهو قول حفظ ابي الفضل ابن حجر العسقلاني رحمه الله في فتح الباري وهو احسن الاقوال لما فيه من الجمع بين الادلة الواردة ثم ذكرنا ان ما ذكر انه يغشى السدرة اختلف فيه على ثلاثة اقوال. احدها القول الاول انه فراش من ذهب وهو الواقع في هذا الحديث. وثانيها انه نور الله سبحانه وتعالى وثالثها انهم الملائكة والصحيح من هذه الاقوال الثلاثة هو الاول في صحة الحديث الوارد فيه في حديث عبد الله ابن مسعود وفي انه قال فراش من ذهب وعند ابي عوانة في المستخرج رأيت فراشا من ذهب ومثل هذا لا يكون قائله الا النبي الله عليه وسلم فرأى صلى الله عليه وسلم فراشا من ذهب والفراش الدويبة المعروفة ذات الجناحين التي تتهافت على النور وهي من من ذهب على حقيقته في اصح قول اهل العلم لان الاصل في الكلام هو الحقيقة نعم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على ختام الانبياء واشرف المرسلين نبينا محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين. قلتم احسن الله اليكم في كتاب اربعين المدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية. الحديث التاسع في تفسير قوله تعالى يغني من الحق شيئا عن ابي هريرة الدوسي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والظن فان الظن اكذب الحديث. ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا. متفق عليه واللفظ لمسلم. وليس عند البخاري ولا تنافسوا موارد القول في هذا الحديث ثلاثة. فالمورد الاول في تعريف صحابي حديث وهو عبدالرحمن بن صخر ابني ذي الشرى ابن ذي الشرى وذشر ابن عبد ذي الشرى ابن عبد ذي الشرى وذو الشرا صنم من اصنام دوس فوقعت تعبيد جده له ابن او ابن عبد ذي الشرى. الدوسي شهر بكنيته واختلف في اسمه على اقوال كثيرة. قدرها القطب الحلبي باربعين قولا وقدرها النووي ثلاثين قولا وقدرها ابن حجر في الاصابة عشرين قولا وان ما ذكره المكفرون كالنوويين والقطب الحلبي يرجع الى الاختلاف في العشرين بالتركيب والتقديم والتأخير والمشهور عند المحدثين ان اسمه هو عبدالرحمن بن صخر الدوسي توفي بالمدينة سنة سبع وخمسين في اصح الاقوال وهو حافظ الصحابة بالاجماع حكاه الذهبي وغيره. وكان ذال طافة مع مزيد عبادة وكان ذال طافة مع مزيد عبادة فروى احمد في كتاب الزهد بسند صحيح عن ابي عثمان النهدي قال اضفت ابا هريرة سبع ليال يعني نزل ضيفا عنده سبع ليال فكان يقسم الليل اثلاثا بينه وبين زوجه وخادمه. فكان يصلي هذا ويوقظ هذا. فكان يصلي هذا ويوقظ هذا يعني ان احدهم يصلي ثم اذا فرغ من ثلثه ايقظ من بعده فصلى. وروى ابن سعد بسند صحيح عن عكرمة البربري مولى ابن عباس قال كان ابو هريرة يسبح في اليوم اثنتي عشرة الف ويقول تسبيحي بقدر ذنبي ويقول تسبيحي بقدر ذنبي. فاذا كان هذا حال ابي هريرة رضي الله عنه. في الزمن الصالح فما حال احدنا في الزمن الكالح؟ نسأل الله عفوه ومسامحته واما المورد الثاني ففي تخريج الحديث فهذا الحديث من المتفق عليه اخرجه البخاري في صحيحه قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا مالك عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة واخرجه مسلم في صحيحه قال حدثنا يحيى ابن يحيى قال قرأت على مالك عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه فذكر الحديث وتقدم ان جل حديث ابي هريرة الذي رواه مالك في موطئه هو من روايته عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة هريرة ورواه الشيخان مرارا من حديث مالك بهذا الاسناد. وهذا الحديث عند البخاري ايضا من حديث جعفر ابن جعفر ابن ربيعة عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه وهو في الصحيحين من حديث جماعة من اصحاب ابن من جاء من حديث جماعة من اصحاب ابي هريرة عنه كهمام ابن منبه وطاوس ابن كيسان و عبدالرحمن بن يعقوب مولى الحرقة وابي صالح السمان فهذا الحديث من المتفق عليه. ومدار ما اتفق عليه انه ما روياه من حديث ما لك عن ابي ازدناد عن الاعرج عن ابي هريرة واما المولد الثالث ففي بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى وان الظن لا يغني من الحق شيئا ففي الاية ان الظن غير مغن من الحق شيئا. ووقع في الحديث تعليله. بقوله صلى الله عليه وسلم فان الظن اكذب الحديث. فانما كان الظن غير مغن من الحق شيئا لانه اكذب الحديث. والظن في الاصل هو الاعتقاد غير الجازم هو الاعتقاد غير الجازم وربما اطلق على الاعتقاد المجزوم به مما هو يقين. وربما اطلق على الاعتقاد المجزوم به مما هو يقين. كما في قوله تعالى الذين يظنون انهم ولاقوا ربهم وقوله تعالى وظن انه الفراق في ايات اخر واكثر ما يذكر في القرآن على ارادة الاعتقاد الباطل اكثر ما يطلق في القرآن على ارادة الاعتقاد الباطل فيتحصل من هذا ان معنى الظن اصلا الاعتقاد غير الجازم. وانه يقع في القرآن تارة على ارادة اليقين ويقع تارة على ارادة الاعتقاد الباطل هو اكثر ما في القرآن الكريم ويقرن غالبا بما يشير اليه. كما في قوله تعالى ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون قوله تعالى ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس. فيكون في سياق الاية ما يدل على كونه باطلا غير معتد به وقد ذكر الراغب الاصبهاني في كتاب المفردات ان الظن وقع في القرآن بمعنى العلم لامرين ان الظن وقع في القرآن بمعنى العلم لامرين احدهما ان علم اكثر الناس في الدنيا بالنسبة للاخرة يكون كالظن الى جنب العلم ان اكثر علم الناس في الدنيا بالنسبة الى الاخرة كمناسبة الظن الى العلم. فان الناس اذا انتهوا الى المآل في الاخرة صار ما يظنونه علما لا يندفع صار ما كانوا يظنونه علما لا يندفع فكأنما هم فيه من العلم الى جنب ما سيكون ظن الى جانب علم. والاخر ان العلم ما الحقيقي لا يكاد يكون في الدنيا الا للانبياء والصديقين. ان العلم الحقيقي لا يكاد يكون في لا يكاد يكون في الدنيا الا للانبياء والصديقين اي الذين امتلأت قلوبهم باليقين كما قال تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا في سورة الحجرات. فجعل ايمانهم ايمانا لما اعقب ذلك الايمان بنفي الريب عنه وعدم طلوء قلق ولا اضطراب على نفوسهم يتعلق فيما امنوا به فوقع الامر كذلك في القرآن الكريم. ومن افادات البرهان الزركش في كتابه البرهان ذكر قاعدة يفرق بها بين الظن الذي يراد به اليقين والظن الذي لا يراد به ذلك في القرآن فانه استنبط ضبط ذلك بامرين احدهما ان الظن المقترن بالمدح يراد يراد به اليقين ان الظن المقترن به المدح يراد به وان ما اقترن به الذنب وذكر العقاب يراد به الشك. وانما اقترن به الذم والعقاب يراد به الشك. والاخر ان الظن المراد به اليقين ان تتبعه ان المشددة ان الظن المراد به اليقين تتبعه ان المشددة واما الظن المراد به الشك فتتبعه ان الخفيفة فتتبعه ان الخفيفة. فمن الاول قوله تعالى وظن انه الفراق فمن الاول قوله تعالى وظن انه الفرار ومنه قوله تعالى الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم. فانه يراد به اليقين. ومن الثاني وهو ان الخفيفة قوله تعالى ان ظن ان يقيما حدود الله. ان ظن ان يقيما حدود الله وقوله تعالى بل ظنتم ان لن ينقلب الرسول بل ظننتم ان لن ينقلب الرسول. قال رحمه الله وهذا من اسرار القرآن. قال رحمه الله بعد ذكره وهذا من اسرار القرآن فيكون الظن المراد في هذه الاية وان الظن لا يغني من الحق شيئا هو الاعتقاد الباطل لانه غالب ما يطلق في القرآن الكريم. ووقع في سورة الحجرات قول الله تعالى ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن. ان بعض الظن اثم وللقرطبي فائدة ذكر فيها ما ينبغي اتباعه من الظن. فقال ما قام معه امارة امارة صحيحة قال وكل وكل ما لم يقترن به امارة صحيحة وسبب ظاهر فهو واجب الاجتناب وكل ما لم يقترن به امارة صحيحة وسبب ظاهر فهو واجب الاجتناب انتهى كلامه بمعناه. فيكون المنهي عنه وهو اكثر الظن ما خلا امن امارة صحيحة من امارة صحيحة دالة عليه. او سبب ظاهر يفصح عنه ومن لطائف الطاهر بن عاشور بعد ذكره المعاني التي تقدمت للظن ما ذكره ان الظن وقع التفنن في معناه في القرآن يعني جاء على فنون متعددة ليس على معنى واحد وقع التفنن في معناه للقرآن لتنبيه المسلم الى تحقيق النظر في الظن الذي يقع في نفسه هل هو مما يمدح او يذم؟ قال للتنبيه للمسلم الى النظر في في الامر الذي يظن فيه هل هو مما يمدح او يذم؟ فوقع على معان متعددة الانباه الى ان الظن لا يأخذ حكما واحدا مطردا وان العبد ينبغي له اذا وقع في قلبه ظن ان ليختبره بالامارة بالامارة الصحيحة والسبب الظاهر. فمتى قوي ذلك ظنه وسلم فيما ابتغاه منه وان كان بعكس ذلك فانه يجب عليه ان يحذره وهذا هو هو اكثر الظن كما اخبر الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات. نعم احسن الله اليكم الحديث العاشر في تفسير قوله تعالى فلا تزكوا انفسكم عن محمد بن عمرو ابن عطاء قال سميت ابنتي برة فقالت لي زينب بنت ابي سلمة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم وسميت برة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزكوا انفسكم الله اعلم اهل البر منكم فقالوا بما نسميها؟ قال سموها زينب. رواه مسلم موارد القول في هذا الحديث ثلاثة فالمورد الاول تعريف صحابي الحديث وهي زينب بنت ابي سلمة واسمه عبدالله زينب بنت ابي سلمة واسمه عبدالله بن عبد الاسد ابن عبد الاسد القرشي المخزومي القرشية المخزومية نحن نعرف الصحابية القرشية المخزومية زينب بنت ابي سلمة واسمها عبدالله بن عبدالاسد القرشية المخزومية كانت من افقه نساء الصحابة كانت من افقه نساء الصحابة وذكر انه بعد موت عائشة رضي الله عنها لم يكن في المدينة امرأة افقه منها. وتوفيت سنة ثلاث وسبعين. وتوفيت سنة وسبعين ومن اخبارها رضي الله عنها انه كان لهبنان قتلا يوم الحرة قتل يوم الحرة فجيء بهما محمولين اليها. قتيلين فقالت انا لله وانا اليه راجعون. والله ان موتهما لمصيبة وان المصيبة بهذا اعظم من هذا واشارت الى احدهما. اما هذا فكف يده وقعد في بيته فقتل مظلوما فله الجنة. واما هذا فخرج. فحمل السيف فلا ادري الى اي شيء يصير فالمصيبة به اكبر من المصيبة بهذا رضي الله عنها وارضاها. واما المولد الثاني ففي تخريج الحديث وهذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه قال حدثنا عمرو الناقد قال حدثنا هاشم ابن القاسم قال حدثنا الليث عن يزيد ابن ابي حبيب عن محمد ابن عمرو ابن عطاء قال سميت ابنتي برة الى تمام الحديث. ولم يروه البخاري فهو من افراد مسلم لم يوافقه فيها البخاري. واما المورد الثالث فهو في بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى فلا تزكوا انفسكم فوقع مصداق ذلك في الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم لا تزكوا انفسكم والقدة بالقدة مما جاء في القرآن الكريم. ووقع تعليل النهي في القرآن الكريم بقوله تعالى اعلم بمن اتقى ووقع تعليله في الحديث بهذا في قوله صلى الله عليه وسلم الله اعلم باهل لي منكم فالاية في النهي عن تزكية النفس والنفس المرادة هنا لها معنيان احدهما نفس العبد الواحد نفس العبد الواحد فيكون قوله تعالى فلا تزكوا انفسكم نهيا عن ان يزكي المرء نفسه والمعنى الثاني ان يكون المراد بالنفس هنا غير العبد بان يكون المراد بالنفس هنا غير العبد. ومنه قوله على لا تلمزوا انفسكم. وقوله تعالى فلا تقتلوا انفسكم. فان المراد بذلك لا تقتلوا غيركم من اخوانكم ولا تلمزوا غيركم من اخوانكم. ومنه قوله تعالى وتسلموا على انفسكم. يعني على غيركم من فتكون الاية نهيا عن امرين احدهما تزكية العبد نفسه والاخر تزكيته غيره والمراد بالتزكية المنهي عنها هو نسبتها الى الزيادة والنماء بفعل الطاعة وترك المعصية نسبتها الى الزيادة والنماء بفعل الطاعة وترك المعصية. لان العبد يطهر نفسه بذلك فيزكيها بما ينميها به من الطاعات التي ينسبها لنفسه. وكذلك منهي عن تزكية غيره بذكر طاعاته وتقليل سيئاته وهذان الامران مما دخلهما التقييد فاما الاول وهو تزكية العبد نفسه فقد جاء قول الله تعالى عن يوسف اجعلني على خزائن الارض اني ايش؟ حفيظ عليم. فذكر نفسه بالحفظ والعلم فمتى وقع هذا الموقع وهو ابتغاء مصلحة عامة جاز فاذا وقع هذا الموقع من ابتغاء مصلحة عامة لاحظ فيها للنفس جاز فمتى زكى الانسان نفسه لبيان اهليته في ايصال نفع عام لا على ارادة حظ نفسه جاز ذلك. واما تزكية العبد غيره فوقع في كثير من الاحاديث النبوية تزكية النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من اصحابه. فدل ذلك على ان هذا النهي مخصوص بمعنى ما ويتعين الجواز اذا اجتمعت شروط اولها ان تكون التزكية بحق ان تكون التزكية بحق فان كانت بباطل كانت حراما ورجعت الى اصل النهي فلا يزكيه الا بشيء يتيقنه الا بشيء يعلمه منه انه فيه. وثانيها الا يخرجها الى حد الاطراء الا يخرجها الى حد الاطراء والمبالغة فيها لان الاصل في التزكية النهي لان الاصل في التزكية النهي وانما استبيح من النهي ما كان حقا دون ما زاد على ذلك يبقى على اصل الحرمة فيبقى على اصل الحرمة. وثالثها امن الفتنة على المزكى امن الفتنة على المزكى. فاذا خيفت الفتنة عليه رجعت الى اصل النهي فاذا خيفت الفتنة عليه رجع الى اصل النهي. ورابعها ان اذا العبد علم ذلك تحقيقا الى الله. ان يكل العبد علم ذلك تحقيقا الى الله. بان يقول نحسبه كذلك والله حسيبه كما جاء في الصحيح. فمتى اكتنفت التزكية هذه الشروط الاربعة جاز ان يزكي الانسان غيره. والسلامة لا يعدلها شيء فانه ينبغي للمرء ان يتبرأ من تزكية نفسه نفسه. فلا يعجب بعمله ولا ليذكره. وكذلك ينبغي له ان يتحرز من تزكية غيره. لان الحي لا تؤمن عليه الفتنة وليس احد من الخلق مفتقر الى احد من الخلق. بل من استغنى بالله اغناه الله. ومن افتقر الى غير الله افقره الله فمتى ظن الانسان انه بكيل المدائح والذكر والالقاب يرتفع عند الناس وكله الله الى ذلك فسقط ومتى تيقن العبد ان الذي يخفض ويرفع هو الله سبحانه وتعالى فوكل الامر اليه لم يبالي باحد من الناس كائنا من كان. فانه اذا رفعك الله لم يخفضك الخلق كلهم ولو اجتمعوا. وانخفضت الله لم يرفعك الخلق كلهم من اجتمعوا ولكن تحقيق هذا المعنى في القلوب امر عسير وذلك لا يكون الا بتخليص العبد نفسه من الرؤية لاحد من المخلوقين. فهو لا يرى احدا من الخلق شيئا. لان كل ما على التراب تراب ومن كان مآله الى التراب فما يغني مدحه ولا ماذا يوضع ذمه والعبد الصادق صلته بالله عز وحده ليس في قلبه توجه الى غيره. والامر كما قال ابو العباس ابن تيمية العارف لا يطالب ولا يعاتب ولا يغالب انتهى كلامه. فالعارف بالله حقا والمعظم له صدقا لا يطالب الخلق بشيء. ولا يعاتبهم في شيء ولا يغالبهم على شيء. لانهم فقراء والله هو الغني الحميد فمن استغنى بالله سبحانه وتعالى اغناه الله. ومن افتقر الى غير الله سبحانه وتعالى افقره الله فلا يخشين احدكم دم احد ولا يطلبن مدح احد بل يكن خوفه من محبة الله سبحانه وتعالى له وبغضه اياه. فاذا كان العبد دائم الخوف من السقوط من من محبة الله عز وجل وقوعي فيما يبغضه الله سبحانه وتعالى نجا ومن كان نظره دائرا مع الخلق متى يمدحونه؟ فيطرب ومتى يذمون فيحزن كان ذلك عنوان خيبته في الدنيا والاخرة لان من تعلق بالخلق سقط ومن تعلق بالخلق سبحانه وتعالى نجا نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا جميعا كمال الصلة به سبحانه وتعالى. اذا تقرر هذا المعنى الذي ذكرناه فقد ذكر بعض اهل العلم ان قول الله سبحانه وتعالى فلا تزكوا انفسكم توهموا معارضته لقوله سبحانه وتعالى قد افلح من تزكى. وقوله سبحانه وتعالى قد افلح من زكاها ولا معارضة بينهما بل التأليف بينهما ظاهر فان المنهي عنه هو نسبة النفس الى الطاعة تبرئتها من المعصية فان المنهي عنه هو نسبة النفس الى الطاعة وتبريتها من المعصية. واما ما الله سبحانه وتعالى عنه مدحا في قوله قد افلح من تزكى وفي قوله قد افلح من زكاها فالمراد بذلك تطهيرها بالعمل من الذنوب تطهيرها بالعمل من الذنوب. فالذي يسعى في تطهير نفسه وطلب اسباب فلاحها من الذنوب بالعمل الصالح فذلك هو الذي قد افلح في قوله تعالى قد افلح من زكاها وفي قوله تعالى قد افلح من تزكى فالتزكية المطلوبة هي اصلاح النفس بالعمل الصالح. فالتزكية المطلوبة هي اصلاح النفس بالعلم النافع والعمل الصالح. هي اصلاح النفس بالعلم النافع والعمل الصالح. والتزكية المغلوبة اي التي لا تطلب هي التي يكيل العبد فيها المدح والثناء لنفسه هي التي يكيل فيها العبد المدح والثناء لنفسه بنسبتها الى الطاعات وتبرئتها من المعاصي والسيئات. نعم احسن الله اليكم. الحديث الحادي عشر في تفسير قوله تعالى اقتربت الساعة وانشق القمر عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين فرقة فوق فوق الجبل وفرقة دونه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا. متفق عليه واللفظ للبخاري موارد القول في هذا الحديث ثلاثة. فالمورد الاول تعريف راوي الحديث. وهو عبد الله ابن مسعود ابن غافل الهزلي يكنى بابي عبد الرحمن سنة اثنتين وثلاثين في المدينة في اصح الاقوال وله بضع وستون سنة اتفاقا نقله النووي في تهذيب الاسماء واللغات. والمورد الثاني في تخريج هذا الحديث فهذا الحديث كما قال المصنف متفق عليه اي اخرجه البخاري ومسلم فاخرجه البخاري قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن شعبة وسفيان عن الاعمش عن ابراهيم عن ابي معمر عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه. واخرجه مسلم في صحيحه قال حدثنا عبيد الله ابن معاذ عن بريء قال حدثنا ابي قال حدثنا شعبة عن حدثنا شعبة عن الاعمش به اي بالاسناد المتقدم واخرجاه ايضا اتفاقا من حديث سفيان ابن عيينة عن ابن ابي نجيح عن مجاهد عن ابي معمر وعبدالله بن سخطرة عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم واخرجه البخاري قال حدثنا حفص بن غياث قال حدثنا شعبة عن الاعمش واخرجه البخاري من حديث حفص بن غيات عن شعبة عن الاعمش به مختصرا بلفظ انشق القمر واما المورد الثالث فهو بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى اقتربت الساعة وانشق القمر ففيه قول ابن مسعود قول ابن مسعود انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين فيكون انشقاق القمر المخبر عنه في قوله تعالى وانشق القمر هو خبر عن انشقاق للقمر وقع في عهده صلى الله عليه وسلم وكان اية من ايات نبوته وعلما من اعلام صدقه صلى الله عليه وسلم وقع ذلك بمكة. وقع ذلك بمكة وهذا قول جمهور اهل العلم بل نقل ابو الفداء ابن كثير الاتفاق على ان هذا الانشقاق المذكور من اما وقع وفرغ منه وان ما وقع من خلاف ذلك عن الحسن وغيره انه من الخلاف الذي انطوى وانغمر فلم فلم يبق معتدا به فيكاد يكون الامر اجماعا ان هذا الانشقاق للقمر وقع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويصدقه ما روي في قراءة حذيفة اقتربت الساعة وقد انشق القمر بانه خبر عن امر كان وانتهى وان الله عز وجل اظهره لاهل مكة لما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم اية فاراهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية تأييدا من ربه بانشقاق القمري حتى صار فرقتين اي فرقتين فانقسم الى فلقتين كما قال في الحديث فرقة فوق الجبل وفرقة دون انهم رأوه فرقتين احداهما دون الجبل ادنى منه والاخرى فوق الجبل مرتفعة عنه ووقع عند مسلم في حديث انس ابن مالك قال انشق القمر بمكة مرتين. قال انشق القمر بمكة مرتين وهذه الرواية ذهب بعض اهل العلم الى حملها على فرقتين وانه اراد بالمرتين عد كل فرقة من القمر مرة. وهذا القول فيه تكلف. والقول الثاني ان هذه الرواية غلط وان المحفوظ في حديث جماعة من الصحابة انها وقعت مرة واحدة. وممن ذهب الى ذلك ابو عبد الله ابن القيم وهو صاحبه ابو الفداء ابن كثير وبسطه الصالحي في سيرته سبل الهدى والرشاد فالصحيح ان القمر انفلق مرة واحدة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة لما سأله هم كفار قريش اية فاظهر الله عز وجل لهم هذه الاية تأييدا للنبي صلى الله عليه وسلم وتصديقا بخبره صلى الله عليه وسلم. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته غدا باذن الله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين