السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي انزل القرآن ايات بينات. ففسره رسوله بالاحاديث الشريفات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت تعالى ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فهذا الدرس الحادي عشر في شرح الكتاب الاول من التفسير النبوي للقرآن فهو كتاب الاربعين المدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية. فقد بلغ البيان الحديث الثاني عشر. وقبل الشروع في كشف معانيه يحسن رجع القول الى بعض ما مضى ذكره في الاحاديث الثلاثة التي شرحت في الدرس الماضي. واولها الحديث التاسع في تفسير قوله تعالى وان الظن لا يغني من الحق شيئا. فكان من نبأ هذا الحديث ان راويه هو ابو هريرة خيرتا الدوسي رضي الله عنه فما طرف من خبره تذكرون. متى توفي؟ هو عبدالرحمن عثمان بن صخر بن عبد ذي الشرى الدوسي ابو هريرة شهر بكنيته اسلم سنة سبع وصحب النبي صلى الله عليه وسلم فحفظ عنه كثيرا من حديثه وهو حافظ الصحابة بالاجماع نقله الذهبي وغيره. وتوفي رحمه الله تعالى سنة سبع وخمسين بالمدينة. وكان موصوفا بالدعابة مع كثرة العبادة فصح عنه انه كان يقسم الليل اثلاثا بينه وبين امرأته وخادمه وكان يسبح في اليوم اثنتي عشرة الف تسبيحة ثم ذكرنا ان هذا الحديث من المتفق عليه اي ما اخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. ثم ذكرنا فيما يتعلق بتفسير قوله تعالى وان الظن لا يغني من الحق شيئا ان بيانه جاء في الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم فان الظن اكذب الحديث واذا كان الظن واذا كان الظن اكذب الحديث فانه لا يغني من الحق شيئا لانه لا حقيقة له. ثم ذكرنا ان الظن هو الاعتقاد غير الجازم. وجاء في القرآن تارة مرادا به اليقين المستحكم وهو العلم وجاء تارة اخرى. وهو الاغلب مرادا به الاعتقاد الباطل وذكرنا ان الزركشية في كتاب البرهان ذكر ضابطا حسنا في الجملة في التفريق بين الظن الذي يراد به اليقين والظن الذي يراد به الشك وهو ها يا ابراهيم احسنت الظاء الاول ان ما اقترن بالمدح فالمراد به ظن بمعنى العلم. وما اقترن به الذم فمراد به ظن بمعنى شك واما الثاني فذكرنا ان الظن الذي هو بمعنى العلم تعقبه ان سدده. واما الظن الذي بمعنى الشك فتعقبه ان الخفيفة. ثم كان مما ذكرنا ان الظن وقع في القرآن متفننا فيه على انحاء تارة على ارادة شك وتارة على ارادة اليقين للانباه الى اصل ذكره الطاهر ابن عاشور. وهو الجميع لمطالبة العبد بالتحقيق في الظن المنظور فيه اهو مما يمدح اما او مما يذم ثم ذكرنا ان القرطبي رحمه الله تعالى ان ما لم تقم عليه امارة صحيحة ولا سبب ظاهر فانه يجب اجتنابه والحذر منه. ثم ذكرنا بعد في الحديث الذي يليه وهو قول الله تعالى وهو المتعلق بقول الله تعالى فلا تزكوا انفسكم ان راوي الحديث وهي صحابية اسمها زينب بنت ابي سلمة ان بنت ابي سلمة وام سلمة فهي ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم. وابو سلمة اسمه عبد الله ابن عبد الاسد وهي قرشية مخزومية رضي الله عنها توفيت سنة ثلاث وسبعين ولم يخلف بعد عائشة رضي الله عنها في نساء المدينة احد افقه منها فكانت بعد عائشة هي افقه نساء اهل المدينة ثم ذكرنا ان هذا الحديث ممن فرد به مسلم في صحيحه فلم يشاركه البخاري ثم ذكرنا ان الحديث وقع مطابقا للاية. فالاية قوله تعالى فلا تزكوا انفسكم. وفي الحديث لا تزكوا انفسكم وعلل في الاية بقوله تعالى هو اعلم بمن اتقى وعلل في الحديث بنفس العلة في قوله صلى الله عليه وسلم الله اعلم باهل البر منكم. وذكرنا ان هذا النهي عن التزكية يشمل شيئين هما نعم احسنت يشمل امرين احدهما تزكية الانسان نفسه والاخر تزكيته غيره. وبينا ان المراد بالتزكية ها هنا هو نسبة النفس الى الطاعة من المعصية فهذا هو الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه. واما الذي امر الله سبحانه وتعالى به في قد افلح من زكاها وفي قوله قد افلح من تزكى فالمراد به الامر للانسان ان يطهر نفسه من المعاصي العلم النافع والعمل الصالح. فصارت التزكية نوعان احداهما تزكية مغلوبة وهي نسبة العبد نفسه بالقول الى الطاعات وترك المعاصي. والاخرى تزكية مطلوبة وهي سعي العبد في فكاك نفسه من الذنوب بتطهيرها بالعلم النافع والعمل الصالح. ثم ذكرنا ان النهي عن تزكية العبد نفسه استباحوا في حال واحدة وهي ابراهيم. اذا كانت لمصلحة عامة لا حظ فيها للنفس كما في قول يوسف اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم. فنسبته نفسه الى الحفظ والعلم. انما وقعت رجاء امنفعة راجحة في مصلحة عامة مع البراءة من حظ النفس. فصاغ ذلك حينئذ. واما تزكية غيرهم فذلك جائز باربعة شروط. ها اولها ان يكون بحق ان يتحققوا هذا الذي ذكره فيه انه منه وثانيها ان لا يخرجه الى حد الاطراء وهو المجاوزة في ذلك حتى يوصله الى الباطل. والثالث ثالث امن الفتن على المزكى والرابع احسنت ان يكل علم ذلك الى الله سبحانه وتعالى فلا يقطع بشيء وانما يقول نحسبه والله حسيبه. ثم ذكرنا في الحديث الحادي عشر في تفسير قوله تعالى اقتربت الساعة وانشق ان هذا الحديث من رواية عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه وهو عبد الله ابن مسعود ابن غافل الهدلي يكنى ابا عبد الرحمن اناء الكوفة وتوطنها مدة ثم رجع اخر عمره الى المدينة النبوية وتوفي بها رضي الله عنه سنة اثنتين وثلاثين للهجرة ثم ذكرنا ان حديثه هذا من المتفق عليه وان هذا الحديث مفسر الانشقاق كالقمر المذكور في الاية وان الانشقاق الذي ذكر في الاية هو الانشقاق الذي وقع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اتحداه اهل مكة ان يأتيهم باية فاتاهم بهذه الاية العظيمة وانه وقع مرة واحدة ولم يتكرر وقوعه للنبي صلى الله عليه وسلم. نعم. الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين. قلتم غفر الله لكم في كتابكم الاربعين المدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية. الحديث الثاني عشر في تفسير لقوله تعالى انا كل شيء خلقناه بقدر. عن ابن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قال وعرشه على الماء رواه مسلم. موارد القول في هذا الحديث ثلاثة. فالمورد اول تعريف راوي الحديث. وتقدم ذكره وهو عبد الله ابن عمر ابن العاصي القرشي السهمي. يكنى ابا محمد. توفي سنة ثلاث وستين ليالي الحرة في اصح الاقوال. كما قال الامام احمد رحمه الله تعالى. فله من العمر ثلاث وسبعون سنة. والمورد الثاني تخريج الحديث. هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه. قال حدثنا احمد ابن عمر ابن قال حدثنا ابن وهب قال حدثني ابو هانئ الخولاني قال اخبرني ابو هانئ الخولاني عن ابي الرحمن الحبري عن عبد الله ابن عمرو ابن العاصي. وهذا اسناد مصري يكثر مسلم من تكراره في صحيحه بالرواية عن عبدالله بن عمرو فان اشهر الثقات المصريين الراويين عن عبد الله ابن عمرو ابو عبد الرحمن الحبري رحمه الله تعالى ورواه مسلم ايضا من حديث نافع بن يزيد وحيوة بن شريح كلاهما عن ابي هانئ الخولاني بالاسناد المتقدم. والمولد الثالث ذكر ما يتعلق منه في تفسير الاية. وهي قول الله تعالى فانا كل شيء خلقناه بقدر. ففيه الخبر الصادق عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة فهو دال على تقدم الاقدار والفراغ منها وانها قد قد كتبت فان قوله تعالى ان شيء خلقناه بقدر دال على اثبات القدر وانه ما من شيء الا وهو واقع بقدر الله سبحانه وتعالى وهو نظير قوله تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا. وقوله تعالى وكل شيء عنده بمقدار. فهؤلاء الايات دالة على الفراغ من الاقدار. وان الله سبحانه وتعالى الا قد عقد ازمتها وكتب مواقعها فلا يخرج شيء عن قدر الله سبحانه وتعالى. وفي في حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما نبأ عن بعض ما يتعلق بالقدر. فان حقيقة القدر الشرعية انه علم الله بالوقائع علم الله بالوقائع وكتابته لها وكتابته لها وخلقه ومشيئته اياها وخلقه ومشيئته اياه فان القدر الالهي راجع الى هذا المعنى الجامع وهو دائر على اربعة اركان كان احدها علم الله بالمقادير. وثانيها كتابته لها وثالثها خلقه اياها. خلقه اياها مشيئته سبحانه وتعالى لها. وهذه الاركان الاربعة هي اركان الايمان بالقدر وهي تندرج مجموعة في درجتين. فالدرجة الاولى درجة تسبق ظهور المقدور درجة تسبق ظهور المقدور. وهي تجمع العلم كتابة وهي تجمع العلم والكتابة. والاخرى درجة تقارن وقوع المقدور درجة تقارن وقوع المقدور. وهي تجمع الخلق والمشيئة. وهي تجمع الخلق والمشيئة. وذكر في هذا الحديث وقوع كتابة المقادير. قبل خلق السماوات الارض بخمسين الف سنة. وهذه الكتابة هي الكتابة الاجمالية العامة. هي كتابة الاجمالية العامة. فان كتابة القدر نوعان. فان كتابة القدر نوعان الاولى كتابة اجمالية عامة وهي تتعلق بجميع المخلوقات. وهذه هي المذكورة في في حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما والاخرى كتابة تفصيلية خاصة. كتابة تفصيلية خاصة. وهذه الكتابة هي التي تكون حال كون العبد جنينا وهذه الكتابة هي التي تقع حال كون العبد جنينا في بطن امه. وفيها حديث حذيفة الغفار عند مسلم انها بعد الاربعين الاولى وحديث ابن مسعود في الصحيحين انها بعد الاربعين الثالثة. واحسن الاقوال كما تقدم هو الجمع بينها بالقول بهما فهو اختيار ابي عبد الله ابن القيم في كتاب التبيان وحاشية تهذيب سنن ابي داود ان العبد تقع له كتابة المقادير في رحم امه مرتين. فالاولى بعد الاربعين الاولى والثانية بعد الاربعين الثالثة. والكتابة الاولى على العبد في بطن امه تقرير للقدر والكتابة الاولى على العبد في بطن امه تقرير للقدر. والكتابة الثانية بعد تأكيد له. والكتابة الثانية بعد تأكيد له. فكأن العبد اذا فرغ منه في الاربعين الاولى كتب له ما قدر عليه كما في حديث حذيفة ابن اسيد الغفاري رضي الله عنه وفي صحيح مسلم فاذا قضي منه من الاربعين الثالثة اعيدت تلك الكتابة لتأكيد القدر الذي كتبه الله عز وجل عنه وتثبيته. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثالث عشر في تفسير قوله تعالى كل يوم هو في شأن عن ابي الدرداء الانصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى كل يوم هو في شأن قال من شأنه ان يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما رواه ابن ماجة وصححه ابن حبان وصوب الدار قطني وقفة. موارد القول في هذا الحديث ثلاث فالمورد الاول تعريف راوي الحديث. وهو عويمر بن عامر عويمر بن عامر بن قيس الانصاري الخزرجي تختلف في اسمه على وجوه هذا اشهرها. ان اسمه عومر بن عامر. وهو مشهور بكنيته سكن الشام وتوفي به سنة اثنتين وثلاثين. بعد وفاة عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه وكان رجلا عابدا حكيما. قال ابو عمر ابن عبدالبر وله حكم مأثورة مشهورة. ثم ذكر طرفا منها. وروي في حديث لا يثبت انه حكيم هذه الامة فمن حكمه رظي الله عنه قوله تفكر ساعة خير من قيام ليلة تفكر ساعة خير من قيام ليلة. وانما وقعت هذه الخيرية لما يثمره التفكر من زيادة اليقين بما يثمره التفكر من زيادة اليقين. وكانت اكثر عبادة رضي الله عنه التفكر والاعتبار كما قالته زوجه ام الدرداء رضي الله عنها. وهو ومن ائمة القراءة في عهد الصحابة واليه ترجع قراءة اهل الشام رضي الله عنه وارضاه وكان يسبح في اليوم مائة الف تسبيحة. فقد سئل الى لما رؤي كثرة ذكره لله كم تذكر الله؟ فقال اسبح مئة الف الا ان تخطي اصابع الا ان تخطي الاصابع يعني في العد رضي الله عنه وارضاه. والمورد الثاني تخريج الحديث هذا الحديث اخرجه ابن ماجة كما عزاه اليه المصنف والمراد بذلك كونه في سننه وهي احدى السنن الاربع. فاخرج ابن ماجة هذا الحديث قال حدثنا هشام ابن قال حدثنا الوزير ابن صبيح قال حدثنا يونس ابن حلبس عن ام الدرداء عن ابي الدرداء رضي الله عنه فذكر هذا الحديث. وهذا اسناد الحسن ولهذا حسنه البوصيري في مصباح البوصيري في مصباح الزجاج في زوائد ابن ماجة. الا ان المحفوظ فيه انه موقوف من كلام ابي الدرداء رضي الله عنه هكذا رواه الثقات من اصحاب يونس كمعاوية ابن يحيى. ورواه ايضا اسماعيل ابن عبيد عن ام الدرداء عن ابي الدرداء موقوفا فالصواب وقفه كما رجحه الدارقطني في كتابه العلل. واذا قيل بوقفه فهل يقال ان له حكم الرفع ام لا محل تأمل لان مثله مما يفهم من معنى الاية. ولهذا جاء هذا المعنى عن من جماعة سواه كما سيأتي. واما المولد الثالث فهو بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى كل يوم هو في شأن. قال من شأنه ان يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما. ويخفض اخرين فمعنى قوله تعالى كل يوم هو في شأن اي في امر يدبره. اي في امر يدبر قال ابن طاهر شؤون يبديها لا يبتديها شؤون يبديها لا يبتديها. والمعنى انه شؤون يظهرها سبحانه وتعالى. وليس سيبتدأ علمه بها حينئذ عز وجل. بل هي مما فرغ منه. فقوله تعالى كل يوم هو في شأن اي في ابرام تفاصيل القدر السابق. اي في ابرام تفاصيل القدر السابق. فان الله سبحانه وتعالى فرغ من تقدير المقادير وكتابتها. سواء ما يتعلق بالاحكام الدينية الشرعية او ما بالاحكام القدرية الكونية. فيكون المذكور في الاية هو انفاذ ما ابرمه الله سبحانه وتعالى من حكمه مما سبق تقديره ازلا مما يتعلق بتفاصيل الحكم الشرعي الديني او الحكم القدري الكوني. ومن جملة ذلك ما جاء في قول ابي الدرداء يرفع يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويخفض اخرين. وجاء مثله عن عبيد ابن عمير قال يفك عاني ويجيب داعي ويشفي مريضا ويعطي سائلا وجاء ايضا عن مجاهد ابن جبر رحمه الله تعالى في جماعة اخرين من التابعين بذكر تفاصيل ما ينفذه الله عز وجل الا مما سبق تقديره من اقداره مما يتعلق باحوال الناس بل باحوال الخلق كافة في ما يرجع الى الامر الديني الشرعي او الامر الكوني القدري. نعم احسن الله اليكم قلتم غفر الله لكم الحديث الرابع عشر في تفسير قوله تعالى حور مقصورات في الخيام عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان للمؤمن في الجنة خيمة من لؤلؤ لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة. طولها ستون ميلا للمؤمن فيها اهل يطوف عليها المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا. فلا يرى بعضهم بعضا. متفق عليه واللفظ واللفظ مسلم موارد القول في هذا الحديث ثلاثة فالمورد الاول في تعريف راوي الحديث وهو عبد الله ابن قيس ابن سليم الاشعري يكنى بابي موسى واشتهر بكنيته رضي الله عنه. كان حسن الصوت بالقراءة فكان عمر رضي الله عنه يقول له يا ابا موسى شوقنا الى ربنا عليهم من القرآن الكريم ما شاء ما شاء الله له ان يتلوه عليهم. وتوفي سنة اربع واربعين في اصح الاقوال وله من العمر بضع وستون سنة. وله من العمر بضع وستون سنة. وكان من خبره رضي الله عنه انه الحياء فكان يلازم لبس السراويل على خلافة خلاف عادة العرب فان العرب يأتزرون ويقل فيهم التسرول فكان يلازم ذلك حياء فيلبسه لئلا ينكشف شيء منه. وكان يقول اني لاغتسل في المكان المظلم ظهري حياء من ربي اني لاغتسل في المكان المظلم فاحني ظهري حياء من ربي رضي الله عنه وارضاه. واما المولد الثاني وهو تخريج الحديث. فهذا الحديث متفق عليه اخرجه البخاري قال حدثنا محمد بن مثنى قال حدثنا عبدالعزيز بن عبدالصمد قال حدثنا ابو عمران الجوني عن ابي بكر ابن عبد الله ابن قيس عن ابيه عبد الله ابن قيس الاشعري فذكره فاخرجه مسلم قال حدثني ابو غسان المسمعيل قال حدثنا ابو عبد الصمد يعني عبد العزيز ابن عبد الصمد عن ابي عمران الجون بالاسناد المتقدم. واخرجاه من غير وجه عن ابيه من غير وجه عن ابي عبد العزيز عن ابي عبد الصمد عبد العزيز ابن عبد الصمد عن ابي عمران الجوني واخرجاه وايضا من حديث همام ابن يحيى عن ابي عمران الجوني عن ابي بكر عن ابيه فمدار الحديث عندهما من رواية ابي عمران الجوني عن ابي بكر ابن عبد الله ابن قيس عن ابيه عبد الله ابن قيس الاشعري رضي الله عنه. واما المورد الثالث وهو بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى حور مقصورات في الخيام فذلك في قوله صلى الله عليه وسلم للمؤمن فيها اهلون فان الاية في بذكر ما اعده الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين من الازواج. فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان هؤلاء الازواج كائنات في خيام موافقة للاية في قوله في الخيام. فقال صلى الله عليه ان للمؤمن في الجنة لخيمة ثم بين حقيقة هذه الخيمة من لؤلؤة واحدة ومعنى قوله مجوفة يعني مخلاة الباطن. فهي مفرغة في داخلها فالاصل ان اللؤلؤة تكون عصمتة لا جوف لها. واما ذلك اللؤلؤ الذي يكون مسكنا للمؤمنين من اهل الجنة انه يجوف داخله ليتخذ مسكنا كالجبل القفل المغلق اذا حفر في جوفه فاتخذ مسكنا كحال مدائن صالح وغيرها فيكون حال اهل الجنة ان تلك الخيام من لؤلؤة تكون وحدتها من لؤلؤة مجوفة من لؤلؤة مجوفة الباطن. وطولها ستون بميل المسافة الذي تعرفه العرب في تقديرها في المسافات. ثم بين هؤلاء الحور المقصورات في قوله للمؤمن فيهن فيها اهلول. فهؤلاء الاهلون يعني الازواج لان اصل اهل الرجل هم زوجاته. واما الاسرة والعائلة فهذه لا تقع على هذا المعنى في اللسان العربي فهي معان على غير ما تعرف به في اللسان العربي فلا تكون الاسرة ولا العائلة في اللسان العربي بمعنى اهل البيت ووصف هؤلاء الاهلون بقوله تعالى حور مقصورات والحور جمع حوراء والحوراء هي المرأة الجميلة. واجمل ما فيها شدة سواد عينها. وبياضها مع اتساع هي المرأة الجميلة واجمل ما فيها شدة سواد عينها مع بياضها في اتساع وهذا جامع لما قيل في الحوراء فمنهم من قال الحوراء هي الجميلة ومنهم من قال الحوراء هي شديدة شديدة بياض العين في سواد ومنهم من قال هي واسعة العين وهذا جامع لهذه المعاني التي ذكرت ان الحوراء هي الجميلة واجمل ما فيها شدة سواد عينها مع بياضها في بتلك العين. ووصفهن الله سبحانه وتعالى بانهن مقصورات. ومعنى مقصورات محفوظات في تلك الخيام ومعنى مقصورات محفوظات في تلك الخيام لا يبرزن منها في غير ما يعتاد البروز لا يبرزن منها في غير ما يعتاد البروز وتعبير بعض المفسرين بالحبس لا يناسب حقيقة التنعيم في الجنة بل او لا بل الاولى ان يقال ان المقصود بالقصر الحفظ والصيانة. تكرمة لهن ولازواجهن. الحفظ والصيام انا تكرمة لهن ولازواجهن فهن نساء خفيرات لا يخرجن الى خارج بيوتهن الا فيما اعتيد فيه الخروج مما يكون لاهل الجنة وما سوى ذلك فهن ملازمات لبيوتهن التي جعل الله سبحانه وتعالى لهن ولازواجهن. وهذا الحديث في قوله الله عليه وسلم للمؤمن فيها اهلون مشعر بتعدد اهل المؤمن يشكل عليه ما في الصحيح في ذكر ما يكون لاول زمرة تدخل الجنة وفيه قوله صلى الله عليه وسلم لكل واحد منهم زوجتان من الحور العين. يرى مخ سوقهن من ورائها من الحسن. فهذا الحديث ظاهره ان اول اهل الجنة دخولا وهم من اكرمهم على الله عز وجل ليس لاحدهم الا زوجتين وحديث الباب يدل على تعدد ذلك فما الجمع بينها؟ هم. ايش؟ وهذي اثنتين من الجنة واللي في الدنيا الاخ يقول ان الجمع بان يقال ان اقل الجمع هو اثنان. وهذه المسألة مختلف فيها لا يحل الاشكال بما فيه اعتلال. ولا يحل الاشكال بما فيه اعتلال. فهذه المسألة الانظار فيها متجاذبة فلا يحال عليها وانما يحال على امر متقرر. ثم اجاب بجواب اخر فقال ان الذي يكون له في الجنة زوجتان فاذا جمعت الى زوجاته من الدنيا صرنا جمعا فيكون له نون وهذا الامر يشكل على العزاب. لانهم سيخرجون خال الوفاظ. والجواب الاحسن ان يقال قال ان الذي في الحديث الوارد في الصحيح وصف زوجتين على هذه الصفة ان له زوجتان يرى مخ سوقهما من ورائه السوق لشدة حسنهن. ولا يدفع زيادة عنهن ممن هن دون هذه الصفة فيكون من زوجاته اثنتان على هذه الصفة البالغة الكمال في الحسن كهيئة الزجاج. وتكون بقية وازواجه دون ذلك في الحسن. وهذا احسن الوجوه في الجمع بين هذه الاحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. قلتم غفر الله لكم. الحديث الخامس عشر في تفسير قوله تعالى ولحم خير مما يشتهون. عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان طير الجنة كامثال البخت ترعى في شجر الجنة. فقال ابو بكر يا رسول الله ان هذه نطير نائمة. فقال اكلتها انعم منها قالها ثلاثة واني لارجو ان تكون ممن يأكل منها يا ابا بكر. رواه الترمذي واحمد واللفظ له. وقال الترمذي حديث حسن. موارد القول في هذا الحديث ثلاثة. فالمورد الاول في تعريف راوي وهو تقدم معنا في الحديث الثاني انس ها ابراهيم احسنت انس بن مالك بن النظر الانصاري الخزرجي. يكنى ها يكنى ابا حمزة فهو خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم سكن البصرة وتوفي بها وهو اخر من مات من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيها وكانت وفاته في قول الجمهور سنة ثلاث وتسعين وقد جاوز فقيل وهو ابن مئة وثلاث سنوات وثلاث سنوات وقيل توفي عن مئة وعشر سنين قيل توفي عن مئة وعشرين سنة. وذكرنا من خبره ان النبي صلى الله عليه وسلم جعله بكثرة المال والولد ما مات رضي الله عنه حتى اندفن من ولده بصلبه اكثر من مئة وعشرين كما في صحيح البخاري لكم قول ابن قتيبة في كتاب المعارف قال اولهم انس بن مالك ثانيهم ابو بكرة وثالثهم خليفة ابن بدر. قال ثلاثة من اهل البصرة لم يموتوا حتى رأى كل واحد منهم مائة ولد ذكر لصلبه. انس بن مالك وابو بكرة الثقفي وخليفة ابن بدر والمولد الثاني في تخريج الحديث. فهذا الحديث اخرجه الترمذي في قال حدثنا عبد ابن حميد قال حدثنا عبد الله ابن مسلمة. قال حدثنا محمد ابن عبد ابن مسلم عن ابيه عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكوثر فقال هو نهر اعطانيه الله يعني في الجنة. لونه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل وعليها طير كاعناق البخت الحديث ورواه احمد في مسنده قال حدثنا سيار ابن حاتم عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن انس رضي الله عنه بهذا المتن المثبت عندكم فان هذا اللفظ هو لفظ احمد. وذكرنا ان موجب تقديمه هو كونه تاما وقاعدته نظما ابراهيم. واياكم مظعفا فالطرح ام. عند اختيار اللفظ قدم اتم فان يكن مظعفا فالطرح ام. فهذا الحديث اكمل رواياته مما يوافق مقصود الباب هو هي رواية احمد في مسنده ومن قواعد الرواية ان الحديث اذا كان في الاصول ستة لم يخرج عنها الى غيره الا لمعنى يوجب ذلك كاد الحديث فانه عدل عنه ذلك عن ذلك الى عزوه الى احمد لاجل تمام لفظه. وهذا الحديث مما خلط فيه الرواة تخليطا شديدا حتى اوهم صحة بعض وجوهه عند جماعة من نقدة الحديث طابوا ان هذا الحديث انما هو من رواية محمد ابن عبد الله ابن مسلم عن ابيه عن انس وعبدالله ابن مسلم هو اخو محمد ابن مسلم ابن عبيد الله ابن عبد الله وهو الزهري المشهور فهذا اخوه وهو من الثقات لكن الراوي عنه وهو ابنه محمد سمي عمه فانه قد اختلف فيه اختلافا واشبه شيء انه صدوق لكن له اوهام واخطاء. ومن جملتها هذا الحديث. فان هذا الحديث خطأ دخل عليه حديث في حديث فان اصل الحديث عند مسلم من حديث انس بن مالك رضي الله عنه لما ذكر انزال سورة الكوثر عليه كما سيأتي ان شاء الله تعالى في موضع ات ان النبي صلى الله عليه وسلم اغفى اغفاءة ثم تبسم فسألوه فقال انزلت علي انفا سورة ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم انا اعطيناك الكوثر فهذا الى تمام السورة فهذا هو المحفوظ من حديث انس. ودخل على محمد هذا مع حديث غيره فان المعروف في هذا الباب في صفة طير الجنة المحفوظ فيه مرسل عن الحسن البصري عند ابن ابي شيبة وموقوف عن كعب الاحبار عند ابن جرير واسناده او عند ابن ابي حاتم واسناده صحيح كما قال ابن كثير رحمه الله تعالى فهذا هو المحفوظ في الباب. ثم اخطأ فيه محمد بن عبد الله بن مسلم فالحقه بحديث اخر انس ابن مالك رضي الله عنه وهذا من دقائق مسالك العلة في دخول حديث في حديث فربما الف الراوي بين وجعلهما حديثا واحدا فيتوهم من يقف عليه ان هذا حديث مستقل مروي بهذا الاسناد فيحكم يحكم عليه بظاهره والبصير بالعلل. اذا امعن النظر في من يخشى تفرده يجد نوعا من هذا الادخال في حديثه كحال محمد بن عبدالله بن مسلم فانه يخطئ في حديثه كما قال الذهاب له خطأ كثير في حديثه وانما روى له البخاري في الشواهد والمتابعات. فهذا الحديث والله اعلم لا يحفظ في الباب الا مرسلا عن الحسن البصري عند ابن ابي شيبة او موقوفا من كلام كعب الاحبار عند ابن ابي حاتم. واما الحديث طوعوا فلا يثبت. واما المورد الثالث وهو بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية. وهي قوله تعالى ولحم طير مما يشتهون. فبين الحديث صفة هذه الطير. في قوله صلى الله عليه وسلم ان طير الجنة امثال البخت والبخت نوع من الابل. ويذكرها المصنفون في اللغة في الحديث بقولهم الابل الخرسانية. تعرفون الابل الخرسانية؟ ها؟ لا ليست ذات سنامي. البخت ليست البخت هي الابل العظيمة التي تعرف عندنا الان بالابل الباكستانية. التي يأتون بها من باكستان ومن تلك الجهات وهي في خلقتها عظمة اشد من عظمة الابل العربية التي تعرف في جزيرة العرب فهي ابن عظيمة الخلقة هذه هي الابن البختية فهي نوع من انواع الابل وهي ليست ابلا عربية وانما هي من تلك الجهات وفيها الخبر بان طير الجنة يكون على هذه الهيئة من العظم. وبين سبب عظمها انها ترعى في شجر في شجر الجنة. ترعى في شجر الجنة. وما رعى من البهائم في شجر الجنة صار عظيما. ومنه قوله تعالى في في اسماعيل وفديناه بذبح عظيم فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنه انه كبش كان يرعى في الجنة. انه كبش كان يرعى في الجنة فصار عظيم الخلقة كاملها لاجل رعيه في الجنة. وهذا اخر ما يتعلق ببيان هذه من الاحاديث هذه الليلة ونستكمل بقيته غدا والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين