السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي انزل القرآن ايات بينات. ففسره رسوله بالاحاديث الشريفات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد على ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم. انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فهذا المجلس الثاني عشر. في شرح الكتاب الاول من برنامج التفسير النبوي للقرآن. وهو كتاب الاربعين المدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية وقد انتهى بنا بيان معانيه الى الحديث السادس عشر. وقبل الشروع في بيان ما يلزم من مقتضى يحسن العود الى جمل مما مضى في الدرس السابق. فان الدرس السابق ابتدأ بشرح الحديث في الثاني عشر وهو حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله مقادير الخلائق. الحديث. فكان مما ذكرناه في ترجمة عبد الله ابن عمر انه عبد الله ابن عمرو ابن العاصي القرشي السهمي يكنى ابا محمد توفي سنة ثلاث وستين في ليالي الحرة في اصح الاقوال. فهو قول ابي عبد الله احمد ابن حنبل. وله ومن العمر ثلاث وسبعون سنة. ثم ذكرنا ان هذا الحديث الذي جعل في تفسير الاية ممن فرد به مسلم عن البخاري فلم يخرجه البخاري في صحيحه. وان هذا الحديث كائن في تفسير قول الله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. فان الاية دالة على تقدير جميع وقائع وان الله عز وجل قد فرغ منها ثم بين في الحديث واحد من متعلقات القدر وهو كتابة وذكرنا ان كتابة الاقدار نوعان وهما نعم احسنت انها نوعان احدهما الكتابة الاجمالية العامة وهي المذكورة في حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما والنوع الاخر الكتابة التفصيلية الخاصة المتعلقة بكل عبد وهي كائنة وهي واقعة حال كون جنينا في بطن امه وهي تقع في الرحم مرتين اولاهما بعد الاربعين الاولى كما وقع في حديث حذيفة الغفاري عند مسلم والاخرى بعد الاربعين الثالثة كما وقع في حديث عبد الله ابن مسعود في صحيحين وكان مما ذكرناه حقيقة القدر شرعا وهي نعم. علم الله علم الله بالوقائع وكتابته لها وخلقه ومشيئته اياها. فهذه هي حقيقة القدر شرعا وينتظم فيها مراتب القدر الاربع. واولها العلم وثانيها الكتابة وثالثها المشيئة ورابعها الخلق وقلنا ان هذه المراتب الاربع تجمع في درجتين الاولى درجة تسبق ظهور المقدور. وهي الى العلم والكتابة والاخرى درجة تقارن وقوع المقدور بالنسبة لنا. وتجمع الخلق المشيئة وبقي مما له صلة بهذه الاية وفاة التنبيه عليه ان هذه الاية وهي قول الله سبحانه وتعالى ان كل شيء خلقناه بقدر نزلت في الرد على المشركين ففي مسلم من حديث زياد بن اسماعيل السهمي عن محمد بن عباد بن جعفر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء االمشركون يخاصمون النبي صلى الله عليه وسلم في القدر فنزل قول الله سبحانه وتعالى ذوقوا مس سقر. الى قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر الملائكة التي بينهما او التي قبلها ايش؟ البصر ويسحبون في النار على وجوههم قال فنزل قول الله تعالى يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا ما استقر ان كل شيء خلقناه بقدر. فكانت هذه الاية ردا على المشركين في احتجاجهم بالقدر. وذلك في بهم لو شاء الله ما اشركنا نحن ولا اباؤنا. فلما اعترظوا بالقدر انزل الله سبحانه وتعالى عليهم هذه الاية الجاما لهم وقطعا لدعواهم. ثم ذكرنا في الحديث الذي يليه وهو الثالث عشر في تفسير قوله تعالى كل يوم هو في شأن حديث ابي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله كل يوم هو في شأن قال من شأنه ان يغفر ذنبا ويفرج كربا الحديث. وذكرنا ان هذا الحديث من رواية ابي الدرداء الانصاري واسمه عويمر ابن عامر ابن قيس الانصاري الخزرجي سكن دمشق الشام وتوفي بها سنة اثنتين وثلاثين بعد وفاة عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه. ثم ذكرنا ان هذا الحديث رواه ابن ماجة مرفوعا والصواب فيه الوقف كما قال الدار قطني وقد علقه البخاري في صحيحه موقوفا انه موقوف من كلام ابي الدرداء رضي الله عنه. وجاء معناه عن جماعة من السلف كعبيد بن عمير ومجاهد بن جبر فمعنى قول الله سبحانه وتعالى كل يوم هو في شأن اي مما يدبره سبحانه وتعالى من تفاصيل القدر قال عبدالله بن طاهر شؤون يبديها لا يبتديها. اي يظهرها سبحانه وتعالى لا يتجدد علمه بها بل علمه سبحانه وتعالى بها سابق لكن يبديها ويظهرها للخلق سواء فيما يتعلق بالحكم القدري او حكم الشرعي ثم ذكرنا في الحديث الرابع عشر وهو حديث ابي موسى الاشعري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان للمؤمن في الجنة لا خيمة الحديث ان راويه ابو موسى الاشعري اسمه عبدالله ابن قيس ابن لسليم الاشعري يكنى بابي موسى وبكنيته اشتهر رضي الله عنه وتوفي سنة اربع واربعين وله من العمر بضع وستون سنة. وحديثه هذا حديث متفق عليه في الصحيح ثم ذكرنا ان هذا الحديث هو في تفسير قوله تعالى حور مقصورات في الخيام. وذكرنا ان الحور جمع حوراء والمرأة الحوراء هي الجميلة واعظم جمالها سواد شدة سواد وادي عينها مع بياضها في اتساع. وهؤلاء النسوة مقصورات في الخيام. والمراد بالقصر ها احسنت. الحفظ والصيانة. واما من ذكر الحبس من المفسرين ها لا يناسب نعيم الجنة. لا يناسب نعيم الجنة. وذكرت لكم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما عد ابواب الجنة باعتبار الاعمال قال فيدعى اهل الصلاة من باب الصلاة ويدعى اهل الصدقة من باب الصدقة ويدعى اهل الصيام من باب الريان. فلم يقل من باب الصيام لان الصيام فيه معنى الامساك. وانما سمي الباب بضده فان الري دال على الافاظة والعطاء الواسع. ووقع في رواية عند البخاري فيدعون من باب الصيام الا ان هذه الرواية غلط محفوظ في باب الصائمين ان اسمه هو باب الريان. ثم ذكرنا ان الخيام التي قصرت فيها تلك الحور هي منازل اهل الجنة وان هيئتها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستنا ميلا المجوفة التي افرغ داخلها فهي ليست صماء بل جوفاء. وهذا التجويف يمتد ستين ميلا بالميل المعروف عند الخلق. ثم ذكرنا بعد ذلك ان قول النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين للمؤمن فيها اهلون لا يعارض قوله صلى الله عليه وسلم في جزاء اول زمرة يدخلون الجنة لكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من الحسن. فذكرنا ان الجمع بينهما ان المؤمن الذي يدخل الجنة له زوجات كثيرات لكن تختص اثنتان من هؤلاء الزوجات بهذه الصفة الكاملة من الجمال ثم ذكرنا بعد ذلك في الحديث الخامس عشر في تفسير قوله ولحم طير مما يشتهون ان راويه انس بن مالك هو انس ابن مالك ابن النظر الانصاري الخزرجي يكنى بابيه حمزة توفي سنة ثلاث وتسعين عند الجمهور وقد جاوز المئة. وهذا الحديث الذي ذكر في تفسير هذه الاية رواه الترمذي في جامعه واحمد في مسنده وذكرنا ان هذا الحديث خلط فيه الضعفاء ومن كان قريبا منهم من اهل الصدق ممن له اوهام والصواب انه من رواية محمد بن عبدالله بن مسلم عن ابيه عن انس بن مالك رضي الله عنه وانه دخل عليه حديث في حديث. وهذا الحديث بتمامه لا يثبت. وذكرنا انه انما ذكر احمد مع الترمذي لاجل ذكر لفظه لان الاصل ان الحديث اذا كان في الستة لا الى غيرها الا لمعنى مراد. وذكرت ذلك نظما في بيتين سابقين. وهما لا في العزل الستة. ها يا عبد الله؟ سم. وما اتى في ستة لا يعزى لغيرها الا عزى وما اتى في ستة لا يعزى. لغيرها الا لامر عزى. كلفظ او قوة في سند او نقلنا لقوله المعتمد كلفظة او قوة في سند او نقلنا لقوله المعتمد. وما اتى في ستة لا يعزى لغيرها الا امر عز كلفظة او قوة في سند او نقلنا لقوله المعتمد. اي ان الاصل اكتفاء بالعزو الى الستة. لما اختصت به من خصائص معروفة عند اهل الحديث. وانه لا يعدل عن بالزيادة حال الاختصار الا لامر عزيز. كلفظة ومنه هذا الحديث. فان هذا الحديث عند احمد اتم لفظا او قوة في سند اي لكوني السند الذي روي به خارج الستة اقوى مما روي داخل الستة. وهذا نادر ولا يقع غالبا الا مع مسند الامام احمد رحمه الله تعالى لان الاصل ان الحديث الذي يغادر الاصول الستة فهو محل نظر في قبوله لان هذه هي اصول الاسلام ولابن رجب رحمه الله تعالى كلام نافع في ذلك في شرح العلل وكذلك في رسالته المتعلقة باتباع المذاهب او يكون ما نقلناه عنه مشتملا على نقل كلام الله. فحينئذ يعزى اليه ويقال وقال وقال كذا وكذا فلاجل نقل كلامه عزي اليه زيادة عن السدة. وهذا الحديث هو في تفسير قوله تعالى ولحم طير مما يشتهون. وفيه ان طير الجنة كامثال البخت. والبخت هي الابل العظيمة هي الابل العظيمة وهي الابل الخراسانية التي تسمى اليوم في بلادنا بالابل الباكستانية تمييزا لها عن الابل العربية فهي ارفع طولا واعظم خلقة من الابل العربية. وذكرنا ان هذا الباب احسن ما يروى فيه مرسل الحسن عند ابن ابي شيبة وموقوف ومقطوع من كلام كعب الاحبار رحمه الله تعالى عند ابي حاتم في تفسيره واسناده صحيح. نعم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على ختام انبياء واشرف المرسلين نبينا محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين المسلمين قلتم احسن الله اليكم في كتاب الاربعين المدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية. الحديث السادس عشر في قوله تعالى في سدر مخضوض. عن ابي امامة الباهلي رضي الله عنه قال كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون ان الله ينفعنا بالاعراب ومسائلهم اقبل اعرابي يوما فقال يا رسول الله لقد ذكر في الشجر في القرآن شجرة مؤذية وما كنت ارى ان في الجنة شجرة تؤذي صاحبها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هي؟ قال السدر فان لها شوكا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في سدر مخضوض يقبض الله شوكة يخضب يقبض الله شوكه فيجعل مكان كل شوكة ثمرة فانها تنبئ ثمرة تفتق الثمرة معها عن اثنين وسبعين لونا. ما منها لون يشبه الاخر. رواه الحاكم وصححه والمحفوظ رضوان سليم ابن عامر مرسلا من غير ذكر لابي امامة رضي الله عنه. موارد القول في هذا الحديث ثلاثة فالمورد الاول في تعريف راوي الحديث وهو صدي بن عجلان صدي بن عجلان ابن وهب الباهلي ويقال له ايضا الصدي. بالف ولام في اوله. يكنى ابي امامة وبها اشتهر. فهو يذكر بها غالبا. وينذر ذكر باسمه صحابي سكن مصر. مدة طويلة ثم ولا الى حمص فمات بها سنة ست وثمانين وله من العمر مئة وست سنوات. وله من العمر مئة سنوات رضي الله عنه. وكان من اخباره رضي الله عنه انه كان كثير الصوم فكان لا ينفى هو وامرأته وخادمه الا صياما. وكانه ولا بهذه العبادة رضي الله عنه لمحبته اصرار الاعمال. بمحبته اصرار الاعمال فقد ذكر في ترجمته انه مر برجل في المسجد وهو ساجد يبكي بكاء شديدا. فقال انت انت لو كان هذا في بيتك انت انت لو لو كان هذا في بيتك اي انك رجل عظيم لو كان عملك هذا الذي تعمله في بيتك. والصيام عبادة لا طلعوا عليها فوقعت محبتها في قلبه وكان ملازما لها رضي الله عنه وارضاه والمورد الثاني في تخريج الحديث وهذا الحديث عزاه المصنف للحاكم. والعزو للحاكم يراد به كتابه المستدرك على الصحيح حي والحديث فيه قال حدثنا ابو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا بشر ابن بكر قال حدثنا صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر عن ابي امامة رضي الله انه فذكر الحديث ثم قال الحاكم صحيح الاسناد ولم يخرجاه ويشبه ان يكون هذا الاسناد مقبولا لولا انه غلط فان المحفوظ في هذا الحديث كما رواه عبدالله بن مبارك وغيره عن صفوان بن عمر عن سليم بن عامر مرسلا اخرجه ابن ابي الدنيا في في بصفة الجنة. فالمحفوظ في الحديث انه مرسل عن سليم بن عامر احد التابعين. والحديث المرسل من جملة الحديث الضعيف. قال العراقي رحمه الله تعالى في الفيته ورده جماهر النقاد للجهل بالساقط في الاسناد. وذكرت لكم قبل بيتا ينتظم فيه معناه وحكمه وهو ها يا عبد الله ومرسل الحديث ما قد ومرسل الحديث ما قد وصف برفع تابع له وضعف ومرسل الحديث ما قد وصف برفع تابع له وضعف. فقوله ومرسل حديث ما قد وصف برفع تابع له هذا في بيان حقيقته انه الحديث الذي يرفعه التابعي الى النبي صلى الله عليه وسلم وقوله وضعف هذا في بيان حكمه انه ضعيف عند جماهير اهل العلم وهو الذي استقر عليه عمل اهل الحديث رحمهم الله. واما المولد الثالث فهو بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى في ستر مفقود ففي الحديث ان هذا الرجل قال للنبي صلى الله عليه وسلم وما كنت ترى ان في الجنة شجرة تؤذي صاحبها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هي؟ قال السجد. فان لها شوكا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في سدر مخضوض يخضد الله شوكه. ومعنى يخضد الله شوكة يكسره فان الخض هو الكسر وربما وربما اطلق على القطع. فيكون معنى قوله تعالى في سدر مخضوض اي قد كسر شوكه ونزع منه. وما بعد ذلك في قوله فيجعل مكان كل من شوكة ثمرة الى اخره لم يثبت في هذا المعنى شيء. وانما الثابت بنص بنص القرآن المصدق باللسان العربي ان سدر الجنة مخضوض الشوك اي منزوع الشوك لا شوك فيه. ومن الطائف الطاهر ابن عاشور رحمه الله تعالى في ذكر فضل امتنان الله عز وجل على اهل الجنة السدر فيها قوله ان العرب كانت تحب شجر السدر لكنه لا يكون الا في بواديها ان العرب تحب شجر السدر لكنه لا يكون الا في بواديها فلا يكون في جناتها اي في مزارعها في العادة الغالبة حينئذ. فكان من اكرام الله عز وجل للمؤمنين ان وعدهم بهذه الشجرة المحبوبة عند العرب انها تكون في الجنة ثم زادهم انعاما بالخبر بان تلك الشجرة وهي السدرة اذا كانت في الجنة فانه دعوا شوقها وهذا احسن ما قيل في معنى الخط. وذهب بعض المفسرين الى ان معنى في سدر مخضوض اي حملا بثمنها اي الموقرة يعني المثقلة حملا بثمرها ولم يثبت في ذلك شيء واستحسنه ابن كثير من جهة ان سدر اهل الدنيا كثير الشوك قليل الثمر ان سدر اهل الدنيا كثير الشوك قليل التمر. فيحسن الانعام بمقابله في الجنة بان يكون منزوع الشوك كثير الثمر وهذا وجه حسن من جهة المقابلة في الجزاء. واما من جهة النقل فلم يثبت تكثير ثمره وانما الذي في الاية هو نزع شوكه. وقال بعض اهل العلم قولا ثالثا في سدر مخضوض ان معناه المتدلية اغصانها فهي شجر من شجر السدر الذي قربت اغصانه ليكون ايسر في اجتناب ثماره وهذا وجه حسن ايضا. لكن لم يثبت ما يدل عليه من جهة النقل ولا تساعد عليه اللغة. فالمعجب يمتد به مما ذكرنا في تفسير قوله تعالى في سدر مخبود انه سدر منزوع الشوك لئلا يؤذي المنتفعة به. نعم. احسن الله اليكم. الحديث السابع عشر في تفسير قوله تعالى وظل من دود عن ابي هريرة الدوسي رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان في الجنة شجرة يسير وفي ظلها مئة عام لا يقطعها واقرأوا ان شئتم وظل ممدود. متفق عليه واللفظ للبخاري موارد القول في هذا الحديث ثلاثة فالمورد الاول في تعريف في راوي الحديث وهو كمل ايوه نعم انت احسنت انه عبدالرحمن بن صخر بن عبد ذي الشرى. الدوسي وذي الشر صنم لدوس. فهم له فكان جده اسمه عبد ذي الشرى. فهو عبدالرحمن بن صخر بن عبد ذي الشرى الدوسي في اصح الاقوال فذكرنا ان اهل العلم ذكروا اختلافات كثيرة. ها يا ابراهيم؟ ذكر القطب الحلبي انها اربعون قولا وذكر النووي انها ثلاثون قولا وذكر ابن حجر انها ترجع الى عشرين قولا وهو اشبه اقوال بالصواب ومثل هذا اختلاف كثير في اسمه. لكن المشهور عند المحدثين انه عبدالرحمن بن صخر الدوسي ومعرفة رواة الحديث يرجع فيها الى من؟ للفقهاء وللمؤرخين وللمحدثين؟ الى المحدثين وذكرت لكم ان ابن ابي عاصم انشد بيتا بالف بيت وهو قوله وكل فن فله مجتهد عليه في تقريره يعتمد وكل فن فله ومجتهد عليه في تقريره او قال في تحريره يعتمد فالمقصود ان كل فن يرجع فيه الى ارباب وانه توفي رضي الله عنه سنة رجل سنة سبع وخمسين وله من العمر بضع وستون سنة رضي الله عنه وارضاه ثم وله من العمر ثمان وسبعون سنة. ذكر لكم قبل كم ثمان وسبعون له من العمر ثمان وسبعون. الذي له بضع وستون ممن تقدم معنا عبد الله بن مسعود وكذلك ابو موسى الاشعري هذان بضع وستون لكن هو ثمان وسبعون سنة رضي الله عنه وارضاه والمورد الثاني في تخريج الحديث. فهذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم في صحيحه بهما وهما المراد المراد بقول المصنف متفق عليه لان اعلى مرتبة المتفق عليه هي هذا المعنى فهو المشهور عند محدثين وقبل انشدنا فقلنا ها متفق عليه في اصطلاح اهل الحديث خذه باتضاح مروي مسلم مع البخاري عن واحد بالسند الخياري الا الذي في المنتقى تراه ففيهما واحمد رواه وربما يجعل هذا الحكم نقلا يسمو؟ لما ترى الحفاظ نقلا يسمو؟ فهذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم. فقال البخاري في صحيحه حدثنا علي ابن عبد الله قال حدثنا سفيان وقال حدثنا ابو الزنادي عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه فذكر الحديث واخرجه مسلم في صحيحه قال حدثنا قتيبة ابن سعيد قال حدثنا المغيرة يعني ابن عبد الرحمن الحزامي عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة بمثله الا انه لم يذكر الاية. واخرجه البخاري في صحيحه ايضا من حديث فليح قال حدثنا محمد ابن سنان قال حدثنا فليح ابن سليمان قال حدثنا هلال بن علي عن عبد الرحمن بن ابي عمرة عن ابي هريرة رضي الله عنه فذكر الحديث وذكر تلاوة الاية فيها. واخرجه مسلم في صحيحه قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث قال حدثنا سعيد بن ابي سعيد المقبوري عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه فذكر الحديث لم يذكر الاية فتلاوة الاية واقعة عند البخاري دون مسلم والحديث متفق عليه عندهما من رواية في ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه. واما المورد الثالث فهو بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى وظل ممدود فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن شجرة في الجنة يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها اقرأوا ان شئتم وظل ممدود. فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان ظل التي ممتد لا يتقلص ان ظل الجنة ان ظل شجر الجنة ممتد لا يتقلص بخلاف الظل الواقع في الدنيا فان انه يتقلص فانه يتقلص. واما ظل الجنة فهو لا يتغير ولا يتحول. كما قال الله سبحانه تعالى اكلوها دائم وظلها. والمعنى وظلها دائم ايضا. فظل اشجار الجنة وما يكون في من الظل لا يتحول ولا يتغير ولا يتقلص فهو ظل كامل لا يلحقه نقص. فان قال قائل فهل في الجنة شمس فالجواب نعم احسنت لا لقول الله تعالى لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرة فان قال فمن اين يأتي الظل؟ هذا خارج الجنة نحن الان في الجنة. جعلنا الله واياكم من اهلها يقول الاخ حديث سبعة يظلهم الله في ظله. لكن هذا في المحشر والموقف ليس في الجنة. الجواب ها احمد الجواب ومن اين لك ان الظل لا يكون الا مع الشمس؟ الا بقياس الغائب على المشاهد الاخرة لا يقاس على عالم الدنيا. فللآخرة احوالها كما ان للدنيا احوالها. فهذا قياس نشأ فهذا قول نشأ من الحاق حال الاخرة وهي غيب بحال الدنيا. وذهب بعض المفسرين الى ان ذلك كائن بحسب النور الذي يجيء من عرش الرحمن سبحانه وتعالى. ولكن الاحسن قطع القول عن ذلك لان الله سبحانه وتعالى ذكر الظل بغير الشجرة فقال وندخلهم ظلا ظليلا. في اية اخر تدل على تعدد الظل الكائن في الجنة فهو من الظل الذي يعرفونه مما انعم الله سبحانه وتعالى به عليهم لكن ليس اسبابه ولا احواله كحال الدنيا فان الانسان اذا خرج في الدنيا من ظل الى غيره تمنى العودة الى الظل. واما في الاخرة فان الذي يكون في الجنة لا ينقل من حال الى حال الا وهو يتنعم بتلك الحال. فلا تكون حال نقص ترجع على ما كان فيه اولا بالاعظام مع انزال غيره منزلة النقص والدون فكل ما في الجنة من النعيم ان هو نعيم تام كامل يتلذذ به اهل الجنة. نعم احسن الله اليكم الحديث الثامن عشر في تفسير قوله تعالى وهل هذه هل هذه الشجرة هي طوبى ام لا؟ ان في ان في الجنة يرى الجواب ان الاحاديث الواردة في شجرة طوبا لا تصح. وانما الصحيح ان طوبى يعني فعلة من الطيب. فعلة من طيب فمثلا حديث ابي هريرة في صحيح مسلم طوبى للغرباء معناه فعلة من الطيب للغرباء اي كل امر طيب هو لهم. نعم. احسن الله اليكم الحديث الثامن عشر في تفسير قوله تعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن عن سهيل ابن ابي صالح عن سهيل ابن ابي صالح ان انه قال كان ابو صالح يعني اباه يأمرنا اذا اراد احد ان ينام ان يضطجع على شقه الايمن ثم يقول اللهم رب السماوات ورب الارض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحبيب والنوى ومنزل التوراة والانجيل والفرقان. اعوذ بك من شر كل شيء انت اخذ بناصيته. اللهم انت الاول فريس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء. وانت الباطن فليس دونك شيء. اقض عنا الدين من الفقر وكان يروي ذلك عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه مسلم. موارد القول في هذا الحديث ثلاثة فالمولد الاول في تعريف راوي الحديث وتقدم انه عبدالرحمن بن صخر بن عبد الدوسي يكنى بابي هريرة وشهر بهذه الكنية. توفي رحمه الله سنة سبع وخمسين. في المدينة النبوية وله من العمر ثمان وسبعون سنة. والمورد الثاني في تخريج هذا الحديث. فهذا الحديث عزاه المصنف الى مسلم فهو من افراده عن البخاري. قال مسلم في صحيحه حدثني زهير بن حرب قال حدثنا اجرير عن سهيل ابن ابي صالح فذكره. واخرجه مسلم في صحيحه ايضا. قال حدثني عبد الحميد ابن بيان الواسطي قال حدثنا خالد يعني الطحان عن سهيل ابن ابي صالح فذكره قريبا منه واخرجه مسلم ايضا من حديث الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال جاءت فاطمة تسأل النبي صلى الله عليه وسلم خادما فقال لها قولي اللهم رب السماوات السبع فذكر الحديث بتمامه يعني ورب العرش العظيم والى تمامه ولم يسق مسلم لفظه بل احال على ما قبله معروف في الصحيحين ان عائشة ان فاطمة لما جاءت للنبي جاءت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما انه علمها ايش نعم احسنت الثابت في الصحيحين من حديث علي رضي الله من حديث الحكم عن ابن ابي ليلى عن علي رضي الله عنه انه قال له فاطمة اذا اويتما او اخذتما مضجعكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وكبرا اربعا وثلاثين فهي خير لك ما من خادم فيحمل هذا على تعدد القصة وعلى تعدد ما اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة. فتكون قد سألته مرتين رضي الله عنها فارشدها صلى الله عليه وسلم الى ذكرين لان هذه الرواية في صحيح مسلم لا سبيل الى تغليطها لانها رويت من غير وجه عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة وهي من اصح الاسانيد عن ابي هريرة رضي الله عنه واكثر مسلم رحمه الله تعالى من رواية حديث ابي صالح عن ابي هريرة تارة يرويه من حديث سهيل ابنه وتارة يرويه من حديث الاعمش عنه. واما المولد الثالث وهو بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن. ففيه قوله صلى الله عليه وسلم اللهم انت الاول فليس قبلك شيء. وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء. قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره وقد شرحها رسول الله صلى الله عليه وسلم شرحا يغني عن قول كل قائل فقد شرحها رسول الله صلى الله عليه وسلم شرحا يغني عن قول كل قائل وسبق ان ذكرت لكم انه قال في موضع من تفسيره وتفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم اولى واعلى واحسن. وتفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم اولى واعلى واحسن. وذكر ابن جرير في مواضع من تفسيره انه اذا ثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير لم يحتج معه الى غيره. فتفسير النبي صلى الله عليه وسلم للاية بين فانه فسر الاول بقوله فليس قبلك الشيء وفسر الاخرة بقوله صلى الله عليه وسلم فليس بعدك شيء وفسر الظاهر بقوله صلى الله عليه وسلم ليس فوقك شيء وفسر الباطن بقوله صلى الله عليه وسلم فليس دونك شيء. فهو سبحانه وتعالى اول في فليس قبله شيء. واخر في ابديته. فليس بعده شيء. وهو سبحانه وتعالى الظاهر فليس فوقه شيء في فوقيته وعلوه. وهو سبحانه وتعالى الباطن فليس دون شيء في كمال احاطته. فليس دونه شيء في كمال احاطته. فجمعت هذه الاسماء بما تضمنت عليه من الصفات كمالا لله سبحانه وتعالى يتعلق بعموم الزمان والمكان ففي الزمان هو الاول فليس قبله شيء وهو الاخر فليس بعده شيء. وفي المكان هو الظاهر فليس فوقه شيء وهو الباطن فليس دونه شيء كما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى. نعم احسن الله اليكم. الحديث التاسع عشر في تفسير قوله تعالى يسعى نوره بين ايديهم. عن عن ابن مسعود رضي الله في قوله عز وجل يسعى نوره بين ايديهم قال يؤتون نورهم على قدر اعمالهم منهم من يؤتوا يؤتون على قدر اعمالهم منهم من نوره مثل الجبل وادناهم نورا من نور من نور من نوره على ابهام من من؟ من نوره على يا ابهامي يطفئ مرة ويوقد اخرى. رواه الحاكم وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه قيد القول في هذا الحديث ثلاثة فالمورد الاول في تعريف راوي الحديث وهو يكنى عبد الرحمن هو عبد الله ابن مسعود ابن غافل بغير في اوله ثم فاء ثالثه الهزلي يكنى ابا عبد الرحمن من الكوفة ثم رجع الى المدينة فتوفي بها سنة اثنتين وثلاثين وله من العمر بضع وستون سنة رضي الله عنه وارضاه واما المولد الثاني ففي بيان تخريج الحديث فهذا الحديث عزاه المصنف الى الحاكم يعني في مستدركه. وهذا الحديث اخرجه الحاكم في مستدركه قال حدثنا ابو بكر ابن اسحاق قال حدثنا قتيبة ابن اسماعيل قال حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا الله ابن ادريس عن ابيه عن المنهان ابن عمرو عن قيس ابن سكن عن عبدالله يعني ابن مسعود رضي الله عنه فذكره وهذا الحديث مما رواه الحاكم من طريق ابن ابي شيبة في مصنفه. فان هذا الحديث رواه ابن ابن ابي شيبة في مصنفه وزاد فيه بعد الجملة الثالثة. ومنهم من نوره كالنخلة بعد قوله منهم من نوره مثل الجبل قال ومنهم من نوره مثل النخلة. فيشبه ان يكون هذا ساقطا ان نسخة المستدرك لان نشرات المستدرك كلها سقيمة له ولم يطبع بعد طبعة قويمة فلعله سقط من هذه النسخة من المستدرك التي بايدي الناس فانه بتمامه في كتاب المصنف. فان قيل ان ابا بكر ابن ابي شيبة اقدم من الحاكم. والحاكم رواه من طريقه فلماذا عزي الى الحاكم ولم الى مصنف ابن ابي شيبة فما الجواب الجواب ان المحدثين يذكرون عند نوع الصحيح بعد البخاري ومسلم الكتب التي الزم اصحابها تخريج الحديث الصحيح. فيذكرون صحيح ابن خزيمة وابن حبان ومستدرك الحاكم ويرون فظل العزو الى هذه الاصول لان اصحابها اشترطوا الصحة فيما يسندون منها فلاجل كونهم اشترطوا ذلك صار العزو اليهم دأبا اذا فقد الحديث بعد اذا فقد الحديث من الكتب الستة والمسند الاحمدي فانه ينظر في كتب الصحاح صحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان ومستدرك فيعزى اليها فهذا الحديث رواه الحاكم في مستدركه وهو ممن التزم الصحة فيما يرويه من الاحاديث وان كان وقع له مخالفة معروفة فيما يذكره فقدم العزم اليه. وهذا الحديث اسناده وهذا الحديث وهذا الحديث اسناده جيد فرواته ثقات فرواته ثقات الا هل المنهال ابن عمر راويه عن قيس ابن السكن فانه صدوق الا المنهال ابن عمر عن قيس بن السكن فانه صدوق وما عداه فانه من الثقات المشهورين ومثله لا يقال من قبل الرأي. لماذا لماذا مثله لا يقال من قبل الرأي؟ احسنت لانه خبر عن غيب يكون في الاخرة. والخبر عن الغيب لا يكون برأي وانما فيكون بعلم وعلم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو مما اخذوه عنه صلى الله عليه وسلم ما لم يعرف لان الراوي اخذ عن اهل الكتاب فانه يتوقف في مرويه وينظر فيه فيكون له حكم فيسمى مرفوع حقيقة ام حكما؟ حكما كما قال العراقي وما اتى عن صاحب بحيث لا قالوا رايا حكمه الرفع على ما قال في المحصول نحو من اتى فالحاكم الرفعان لهذا اثبت. فيكون هذا الحديث مرفوعا حكما. واما المورد الثالث فهو بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم. ففي الحديث بيان مقادير ذلك النور لقوله يؤتون نورهم على قدر اعمالهم. اي يكون ذلك النور بحسب ما كان للعبد من العمل الصالح فيتفاوتون في الانوار بحسب ما تفاوتوا في الاعمال. فمنهم من نوره مثل الجبل. ومنهم من نوره مثل النخلة كما عند ابن ابي شيبة اي دون ذلك فهو نور طويل لان النخلة توصف بالطول لكنه ليس كطول الجبل وادناهم يعني اقلهم نورا من نوره على ابهامه يعني على قدر ابهامه يكون على الابهام وهو نور على الابهام يطفأ مرة ويوقد اخرى. يطفئ مرة يعني يذهب هذا النور الذي يكون على يستضيئ به ويوقد اخرى. وهذا النور هو كائن لهم يوم القيامة. كائن لهم يوم القيامة. لان النور الذي ينعم الله به على العبد المؤمن نوران احدهما نور دنيا والاخر نور الاخرة. فاما عموم النور فمذكور في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به وهذا النور الذي اطلق في هذه الاية مما يمشى به جاء ذكره في الدنيا تارة وفي الاخرة تارة مرة اخرى فاما في الدنيا ففي قوله تعالى اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. فانه نور الهداية في الدنيا الى الاعمال الصالحة. واما في الاخرة ففي قوله تعالى يوم ترى المؤمنين والمؤمنات نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم فانه النور الذي يهتدون به الى الصراط. وهذا النور في اصح القولين هو نور حسي هذا قول الجمهور هو نور حسي وهذا هو قول الجمهور ويدل عليه ان المنافقين يقولون ايش؟ انظرونا نقتبس من نوركم. طيب كيف يدل هذا؟ على انه نور حسي. من وجهين احدهما انه لو كان اعمالا فان الاخرة ليست محلا للعمل. انه لو كان معنويا يرجع الى الاعمال كما قال القائلون بذلك فان ليست دارا للعمل وانما هي دار جزاء فلا يناسب هذا المعنى. والاخر ان المراد بالاقتباس طلب ما تقع به الاضاءة ان المراد بالاقتباس طلب ما تقع به الاضاءة. ولذلك قال موسى لاهله لعلي اتيكم منها بقبس او اجد على النار هدى فالمراد بقوله بقبس يعني شيئا تهتدون به يضيء لنا الطريق في هذه الليلة الظلماء فهو نور حسي على الحقيقة للامرين الذين ذكرن يجعله الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين في الاخرة وفي قوله تعالى يسعى بين ايديهم اي يكون ممتدا بين ايديهم. وفي قوله وبايمانهم قولان لاهل العلم احدهما ان معنى قوله وبايمانهم اي عن الجهات الاخرى ايضا وبايمانهم عن الجهات الاخرى ايضا. وذكرت اليمين تشريفا. وذكرت اليمين تشريفا. فيكون معهم نور يضيء ما بين ايديهم فيكون معهم نور يضيء الجهات يضيء الجهات الاخرى وذكرت اليمين تشريفا دون بقية الجهات فيكون له هم نور بين ايديهم ونور عن ايمانهم وكذا عن بقية الجهات. والقول الثاني ان معنى قوله تعالى وبايمانهم اي ويكون له ويكون لهم نور بايمانهم ينتفعون به حيث شاؤوا. يكون لهم نور بايمانهم ينتفعون به حيث شاءوا. والقول الثاني اظهر لعدم الحاجة فيه الى التقدير لانه على القول الاول يكون الواو الى التقدير وعن ايمانهم وعن ايمانهم يعني عن جهد اليمنى وبقية الجهاد كما قال بذلك القائلون. اما القول الثاني في تفسير قوله تعالى وبايمانهم ان يكونوا لهم نور بايمانهم ينتفعون به حيث شاءوا وهذا القول اصح اظهر وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته غدا والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين