السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي انزل القرآن ايات بينات. ففسره رسوله بالاحاديث الشريفات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فهذا المجلس الخامس اشاروا في شرح الكتاب الاول من برنامج التفسير النبوي للقرآن. وهو كتاب الاربعين المدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية لمصنفه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. وقد انتهى بنا البيان الى قوله الحديث الثامن والعشرون. وقبل الشروع في بيان معانيه والاشارة الى مغانيه. يجدر ردع القول الى جمل مما تقدم في المجلس السابق فان شرحنا في المجلس السابق الحديث الرابع والعشرين والخامس والعشرين والسادس والعشرين والسابع والعشرين. فاما الحديث الاول منهن وهو الحديث الرابع والعشرون. فهو حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يكشف ربنا عن ساقه الحديث من هو ابو سعيد الخدري؟ احسنت. هو سعد ابن مالك ابن سنان. الانصاري الخزرجي الخدري يكنى ابا سعيد. اول مشاهده مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق. وتوفي اربع وسبعين. ثم ذكرنا ان هذا الحديث من المتفق عليه فهو مما اخرجه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري. ثم بينا تفسير هذه الاية وهي قوله تعالى يوم يكشف وعن ساق وان معنى ذلك ماذا؟ يوم يكشف الله عن ساقه. فالساق التي وقعت منكرة في القرآن وقعت في الحديث مضافة الى الله سبحانه وتعالى فهي من جملة الصفات الالهية الثابتة لربنا عز وجل والقول فيها كالقول في سائر الصفات اثباتا للكمال اللائق بربنا سبحانه وتعالى ثم ذكرنا ان ما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال يوم يكشف عن ساق عن كرب وشدة انه على صحيح باعتبار المتبادل من الاية. فان الاية وقع فيها وقعت فيها كلمة الساق منكرة غير مضافة واذ تجردت عن الاضافة صح حملها على هذا المعنى ولولا بيان الحديث لها لما امكن حملها على معنى ساق ربنا عز وجل بما تقرر من ان العلم بالصفات مبني على التوقيت لكن لما ورد الحديث صلح ان يكون تفسيرا للاية ذكره القرطبي وابن عاشور في التحرير والتنوير وما ذكره ابن عباس هو وصف ملازم يوم القيامة فان يوم القيامة يوم كرب وشدة. ثم في الحديث الخامس والعشرين وهو حديث عائشة رضي الله عنها ان كان ليوحى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عائشة آآ هي بنت ابي بكر واسمه هاجمت عبد الله بن عثمان وانها تيمية تكنى ام عبدالله وهي حبيبة رسول رب العالمين الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وارضاها توفيت سنة مم امان وخمسين عند الاكثر وقيل سبع وخمسين. ثم ذكرنا ان هذا الحديث اخرجه الامام احمد في مسنده والحاكم بمستدركه ووقع فيه اختلاف وصلا وارسالا وان الصواب فيه الارسال وان فيه الارسال عن عروة ابن الزبير رضي الله عنه. الا ان المعنى الذي تضمنه جاء في احاديث عدة منها ما في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها انها قالت وانه ليتحدر منه مثل الجمان في يوم شاة من القول الذي ينزل عليه. وغير ذلك من الاحاديث بهذا المعنى. ثم بينا ان ثقل القرآن وقع في كلام المفسرين على انحاء مختلفة على انحاء مختلفة يجمعها شيئان. احسنت. قلنا انها اترجع الى شيئين احدهما ثقل الحال وهو ما يعلوه صلى الله عليه وسلم من ثقل الحمل اذا نزل عليه ولا ثقل الجلال من جهة علو كلام الله سبحانه وتعالى. والموافق للاحاديث الواردة هو الاول فقد تعددت الاخبار عن النبي المختار في ذكر الحال التي تعتريه من الشدة والثقل اذا انزل الله سبحانه وتعالى عليه القرآن الكريم. ثم ذكرنا في الحديث السادس والعشرين وهو عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة الحديث وان هذا الحديث رواه الحاكم واختلف ايضا في وصفه وارساله وان الصواب فيه ايضا الارسال عن عروة ابن الزبير رضي الله عنه ورحمه وهو احد التابعين بعين ثم ذكرنا ان قول الحاكم فان ابن عيينة كان يرسله باخره فيها ثلاث لغات وهي نعم. الاولى باخره بمد وهاء في اخرها طيب. احسنت والثانية بمد وتاء تنين باخرة. والثالثة والثالثة بلا مد وبتاء تأنيث باخرة. فهذه لغات ثلاث تصلح في ضبط هذه الكلمة ثم ذكرنا ان معنى قول الله تعالى يسألونك عن الساعة ايان موساها ان المراد بالمرسى هو المنتهى. شبهت بالسفينة التي لا تزال جارية حتى ترسو اذا انتهت الى مستقرها فلا تزال الساعة جارية في الخلق حتى يقوم حقها ويشهد شاهدها فعند ذلك يتبين للناس موعدها. ثم ذكرنا ان قاعدة الشريعة اخفاء المعظمات ترغيبا في الحق على الاعمال. مثل ماذا؟ نعم. احسنت الاجابة يوم الجمعة وليلة القدر في رمضان. فهذه مما اخفي على الناس وكذلك يوم القيامة. ثم في الحديث السابع والعشرين وهو حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان ابن عمر هو عبد الله ابن عمر ابن خطاب القرشي النوفلي نوفل ابن العدوي العدوي العدوي يكنى ابا عبد الرحمن توفي رظي الله عنه سنة سنة اربع وسبعين وقيل ثلاث وسبعين. لكن الاول اصح. ونقل ابن عبد البر الاتفاق عليه. وله من العمر خمس وثمانون سنة وقيل سبع وثمانون سنة كما قال مالك والاول هو الصحيح كما اظهره الذهبي في سير اعلام النبلا. ثم ذكرنا ان هذا الحديث في الصحيحين. وانه تفسير لقوله تعالى يوم يقوم الناس ربي العالمين وان قيامهم يكون في العرق الذي يعلوهم اذا ادنيت منهم الشمس قدرا كما في حديث المقداد ابن الاسود عند مسلم. وهذا العرق الذي يطرأ عليهم سببه ماشي. سببه دنو الشمس لكن مقاديره الاعمال السيئة. ما الدليل على الاعمال السيئة؟ في مسلم فيكون العرب ومنهم على قدر اعمالهم. هم. ايش؟ السن. في مسند احمد عن ابي امامة بسند حسن مرفوعا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيكون العرق منهم على قدر خطيئتهم. فتكون مفسرة للاعمال المبهمة في حديث ابي في حديث المفرد ابن الاسود وانما المراد بها الاعمال السيئة نعم. احسن الله اليك. الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه يا اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين. قلتم غفر الله لكم في كتابكم الاربعين المدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية. الحديث الثامن والعشرون في تفسيره لقوله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. عن ابي هريرة خيرة الدوسي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان المؤمن اذا اذنب كانت نكتة سوداء في فان تاب ونزع واستغفر سقم قلبه. فان زاد زادت فذلك الران الذي ذكره الله في كتابه كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. رواه الترمذي والنسائي في السنن بالكبرى وابن ماجة واللفظ له وقال الترمذي حسن صحيح. موارد القول في هذا الحديث ثلاثة فالمورد الاول في تعريف راوي الحديث وهو عبدالرحمن بن صخر بن عبد ذي الشر الدوسي اختلف في اسمه على وجوه كثيرة بلغها القطب الحلبي وعينا قولا وذكر النووي في تهذيب الاسماء واللغات انها تنتهي الى ثلاثين قولا واستظهر ابو الفضل ابن حجر في الاصابة انها تكاد تبلغ عشرين قولا وان من عددها لها زيادة على ذلك فانه وقع له باعتبار التركيب بين اسمه المختلف فيه واسم ابيه لا باعتبار الواقع المنقول. والا فالواقع المنقول في كلام الاخباريين واهل الانساب لا يبلغ والقدر الذي ذكره النووي فضلا عما ذكره القطب الحلبي من بلوغها اربعين قولا فمنتهى الاقوال التي ذكرت في الاختلاف في اسمه عشرين عشرون قولا اشهرها عند المحدثين ان اسمه عبدالرحمن ابن صخر الدوسي يكنى ابا هريرة. وبهذه الكنية اشتهر رضي الله عنه وارضاه توفي مدينة سنة سبع وخمسين في اصح الاقوال وله من العمر ثمان وسبعون سنة. واما المورد الثاني ففي تخريج الحديث. فهذا الحديث وقع في الكتاب عزوه الى الترمذي اي في جامعه ثم الى النسائي في السنن وقال المعروفة بالكبرى تمييزا لها عن الصغرى واحتيج الى هذا لما خفي اسمهما فان الصغرى تسمى المجتبى من السنن المسندة. واما الكبرى فتسمى السنن. ولو التزم الناس الاسم الذي سمى به النسائي كلا من كتبه لما وقع هذا الاشتباه لكن صار الحل لهذا الاشتباه من جهة اطلاق اسم على كليهما يفتقر الى تمييز احدهما وهو المجتبى بالصغرى والى تمييز الاخر وهو كتاب السنن الكبرى ليقع الفرق بينهما فهذا الحديث مما اخرجه في سننه الكبرى. واخرجه ايضا ابن ماجة في سننه واللفظ له اي اللفظ المذكور هو له. وتقدم ان من قواعد تقديم اللفظ اختيار الاتم والى ذلك اشرت بقولي ايش؟ نعم فان يكن مظعفا فالطرح ام عند اختيار اللفظ قدم الاتم. فان يكن مظعفا فالطرح ام. وهذا الحديث اخرجه نسائي اخرجه الترمذي في جامعه قال حدثنا قتيبة ابن سعيد قال حدثنا الليث عن ابن عجلان عن القعقاع ابن حكيم عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه واخرجه النسائي في سننه قال اخبرنا قتيبة ابن سعيد قال حدثنا الليث عن ابن عجلان بالاسناد المتقدم. فما الفرق بين رواية الترمذي والنسائي؟ ما فرق بينهما انتم سمعتم الاسنادين ما الفرق بينهما؟ ها؟ عند من؟ لا حدثنا الليل والنسائي احسنت الفرق بينهما ان الترمذي قال حدثنا قتيبة والنسائي قال اخبرنا قتيبة ووجه الفرق ان النسائي يلتزم عن اشياخه ان يقول اخبرنا ولا يقول حدثنا ولم يقع ذلك في سننه الا في موضع واحد اظنه تحريف من النشرة التي بايدي الناس. فالاصل فيه هو واسحاق ابن راهويه انهما اذا حدثا عن اشياخهما انهما لا يعدلان عن قول اخبرنا. وفي مثل هذا فان مسلما اذا ساق حديثا يقول قال فلان حدثنا وقال فلان اخبرنا للتمييز بينهما على الاختلاف في هذه المسألة من التسوية او التفريق بينهما. واما ابن ماجة فاخرج هذا الحديث في سننه قال حدثنا هشام بن عمار عن عبيد الله بن موسى والوليد بن مسلم كلاهما عن ابن عجلان ان بهذا الاسناد. فمدار روايتهم على ابن عجلان عن القعقاع عن ابي عن ابي هريرة وهذا اسناد حسن. فالحديث حديث حسن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم واما المولد الثالث وهو بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى كلا بل على قلوبهم مما كانوا يكسبون. فبين النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة الران. اذ قال ان المؤمن اذا نبأ كانت نكتة سوداء في قلبه. يعني وجدت نكتة سوداء في قلبه فمن اثر المعصية طرق اسوداد يعتني القلب. فان تاب العبد ونزع اي اقلع عن ذنبه واستغفر صقل قلبه. اي طهر فمحي عنه ذلك الاسوداد الذي اعتراه والاسوداد الذي يعتري المعادن يندفع صقلها بامرار الة قوية عليها حتى حتى يذهب ذلك الاستبداد الذي اعتراها وهذا يدل على قوة اثر الاستغفار في محو وان الذنب مع شدة سواده الذي يعلق بالقلب فان العبد اذا استغفر الله سبحانه وتعالى محي ذلك السواد الذي صار على قلبه. فان زاد اي زاد من الذنب زادت اي زادت تلك النكتة فذلك الران الذي ذكره الله في كتابه كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. فالران هو اسوداد قلب لاصابة العبد الذنوب واقامته عليها. هو اسوداد القلب لاصابة العبد الذنوب واقامته عليها. فاذا استكثر العبد من الخطيئات ولم ينزع عنها ها استحكم ذلك الاسوداد على قلبه حتى يكون محيطا به. وقد جاء عن جماعة من كحذيفة بن اليمان ومجاهد بن جبر. انهما قالا القلب كالكف اذا اذنب العبد ذنبا قبض اصبع فان اذنب اخر قبض اصبع فان ذنوبه قبضت اصابعه. فذلك الرام. يعني ان الذنوب تعتور القلب كحال جمع الاصابع الى باطن الكف فاذا استكثر الانسان من الذنوب كانما جمعها على قلبه فعند ذلك وقع الران على قلبه ويقال ايضا له الرين. واصله الصدأ الذي يعلو السيف وغيره. فان العرب نسميه رينا. وهذا الصدأ يدفع بمعالجة تدرأ اثره على الالة التي وبها من سيف او غيره وكذلك ما يطرأ على القلب من اثر الذنب يدفع بما يصقله من والاستغفار. لله سبحانه وتعالى فاذا استغفر الانسان محي عنه ذلك الران والعبد لا يلام على صدور الذنب منه كما يلام على بقائه عليه فان الاقامة عن الذنب على الذنب هي العورة التي لا تستر. واما جريان الذنب من العبد فذلك من قدر الله عليه. والواجب عليه اذا وقع في بذنب ان يبادر الى التوبة. فان بقي على الذنب فقد اذنب ذنبا بعد الذنب الاول وهو عدم مبادرته الى التوبة قال ابو العباس ابن تيمية في التدمرية من اذنب فندم فتاب فقد اشبه اباه يعني ادم ومن شابه اباه وما ظلم انتهى كلامه. ومما وقع في كلام جماعة من اهل العربية كابي اسحاق الزجاج وابي منصور الجواليقي قولهم ان الرين كالغين وهما حجاب يعلو القلب ان الرين كالغين وهما حجاب يعلو القلب. وهذا الذي ذكروه فيه نظر من جهة التسوية بينهما لان الرينة حال نقص اوجبتها مواقعة الذنوب. واما الغين فحال اقسم توجبها الفترة عن الطاعة. فاذا انفصل الانسان عن الطاعة وقع له الغين. واما الرين فانما بالذنب والغين كان يعرض للنبي صلى الله عليه وسلم. ففي صحيح مسلم من حديث حماد بن زيد عن ثابت عن الاغر المزني رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انه يغان على قلبي واني لاستغفر في اليوم مئة مرة. فالغين حجاب لطيف القلب عند ترك الطاعة والفتور عنها. واما الغيب فحجاب كثيف. يعتري القلب عند اصابة الذنب والاقامة عليه. فبينهما فرق وليس هما بدرجة واحدة فهما يشتركان في طرق الحجب على القلب ويفترقان في شيئين. احدهما ان الغينة حجاب لطيف واما الرين فحجاب كثيف والاخر ان الرين ناتج من اصابة ذنب والاقامة عليه. واما الغين فناتج من الفتور عن الطاعة. فاذا فتر الانسان عن الاشتغال بذكر الله وتسبيحه وتهليله وصار خلوا من ذلك فانه يسري اليه الغين. وربما اذا تمادت به هذه الحال فلم ينزع عنها اوصلته الى الوقوع في الذنب. ولذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما هو معاجل بدفع الغين؟ فقال واني لاستغفر الله في اليوم مائة مرة. فاذا كان الاستغفار ادفعوا الرين مع شدته واستحكامه على القلب فدفعه الغين اسرع واقوى. نعم الله عليك. الحديث التاسع في تفسير قوله تعالى رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس احد يحاسب يوم القيامة الا هلك فقلت رسول الله اليس قد قال الله تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب فمن يسيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما ذلك العرض وليس احد يناقش حسابه وليس احد يناقش الحساب يوم القيامة الا عذب. متفق عليه واللفظ للبخاري. موارد القول في هذا الحديث ثلاثة فالمورد الاول في تعريف تراوي الحديث وهو عائشة بنت ابي بكر واسمه عبدالله ابن عثمان القرشية التيمية. تكنى ام عبدالله توفيت سنة آآ كم؟ نعم. ثمان وخمسين. وقيل سبع وخمسين بالمدينة النبوية ودفنت بالبقيع رضي الله عنها وارضاها. واما المولد الثاني فهو في تخريج هذا الحديث فهذا الحديث متفق عليه. كما ذكره المصنف فهو مما اخرجه البخاري ومسلم ففي صحيحيهما فاما البخاري فاخرجه قال حدثنا اسحاق ابن منصور قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا حاتم بن ابي صغيرة قال حدثنا عبد الله ابن ابي مليكة قال حدثني القاسم ابن محمد قال حدثتني عائشة رضي الله عنها واما مسلم فاخرجه في صحيحه قال ابو الربيع العتكي وابو كامل قال حدثنا حماد بن زيد عن ايوب عن ابن ابي مليكة واخرجه من طرق عدة عن عدة عن ايوب عن ابن ابي مليكة واخرجاه ايضا من حديث عثمان بن الاسود عن عبدالله بن ابي مليكة عن القاسم ابن محمد عن عائشة رضي الله عنها فمدار الحديث عندهما من رواية لله ابن ابي مليكة عن القاسم ابن محمد عن عائشة رضي الله عنها. ومن اولى ما يعتنى به في الاحاديث معرفة المدار الذي تدور عليه. يعني مخرج الرواية الذي تكثرت وجوه الرواية منه فان هذا الحديث مداره على ابن ابي مليكته ثم رواه عنه جماعة منهم ايوب ومنهم عثمان ابن الاسود وهو اقل حظ تنبغي العناية به في معرفة الاسانيد. اذ منه يعقل وصلها وارسالها ورفعها واما المولد الثالث وهو بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى فاما من اوتي كتابه يمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا. فذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم بين حقيقة الحساب اليسير في قوله انما ذلك العرض. والعرض هو تقرير العبد على سيئاته ثم العفو عنه تقرير العبد على سيئاته ثم العفو عنه وهذا العرض هو الموصوف بالحساب اليسير. لان من مقامات يوم القيامة مقام الحساب. والحساب شرعا ايش ؟ ايش معنى الحساب شرعا؟ دايم الناس يقولون الحساب يوم الحساب. ما معنى الحساب؟ يوم القيامة الحساب شرعا هو عد اعمال العبد يوم القيامة. تقدم معنا في الواسطية. عد اعمال العبد يوم القيامة. فاذا اطلق والحساب في الشرع فالمراد به هذه الحقيقة. وهو نوعان احدهما الحساب اليسير الحساب اليسير. ويسمى العرض. وحقيقته تقرير العبد على سيئاته ثم العفو عنه. والاخر الحساب العسير. وحقيقته مناقشة العبد في اعماله ومؤاخذته عليها. مناقشة العبد في اعماله ومؤاخذته عليها وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم وليس احد يناقش الحساب يوم القيامة الا عذب وهو بعظ العسر الذي يكون في تلك الحال. فان يوم القيامة يوم عسير كما قال الله سبحانه وتعالى ومن عسره ما يقع من تشديد الحساب على من يناقش فيه فاذا نوقش العبد الحساب فانه قد وقع في حال كرب وشدة. وهذا معنى قوله الله عليه وسلم ليس احد يحاسب يوم القيامة الا هلك. لانه يناقش في اعماله بالتي عمل ويقرر عليها ويبكت على فعله اياها فيما خالف فيه خطاب الشرع ثم يؤاخذ بها ويرى عقابه عليها. واذا كان هذا الامر واقعا يوم القيامة كان من اعظم ما يخافه العبد حساب ربه عز وجل له اذا ورد عليه يوم القيامة فان مقامات يوم القيامة مقامات عظيمة. ومنها ما هو مقدمة لما بعده. كالحساب فانه مقدمة للجزاء. فمن كان حسابه يسيرا فاز بجزاءه. ولذلك قال الله عز وجل في هذه الاية فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا انه رأى جزاءه بعد حسابه بخلاف من يشدد عليه الحساب فانه يكون منقلبا في حال ويل وثبور ومن ظن انه يفلت من حساب الخلق فلا يحسبن انه يفلت من حساب الخالق سبحانه وتعالى وقد ذكر ابو الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه بعد موته بتسع سنين فقال له رأيه ما فعل الله بك يا ابن الخطاب؟ فقال عمر الان فرغت من الحساب. فاذا كان مثل عمر رضي الله عنه تعرض له هذه فكيف بغير عمر رضي الله عنه؟ ومثل هذه المرائي عند اهل السنة والجماعة هي مما يجري في مقام الاستئناس بها ترغيبا او ترهيبا لان الرؤيا حق مقطوع به ويظهر الله سبحانه وتعالى بها لمن شاء من خلقه العظة والعبرة واقتباس الفكرة. نعم. احسن الله اليكم الحديث الثلاثون في تفسير قوله تعالى واليوم الموعود وشاهد ومشهود عن ابي هريرة الدوسي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم الموعود يوم القيامة المشهود يوم عرفة. والشاهد يوم الجمعة. الحديث رواه الترمذي واشار الى ضعفه موارد القول في هذا الحديث ثلاثة فالمورد الاول في تعريف راوي الحديث وهو عبدالرحمن بن صخر بن الشرى الدوسي يكنى ابا هريرة توفي بالمدينة سنة كم؟ سبع وخمسين او ثمانية وخمسين سنة سبع وخمسين في اصح الاقوال وله من العمر ثمان وسبعون سنة واما المولد الثاني فهو في تخريج الحديث فهذا الحديث عزاه المصنف الى الترمذي واكتفى به تنبيها الى انه لم يروه احد من اصحاب الكتب الستة سوى الترمذي في جامعه فاخرجه الترمذي في جامعه قال حدثنا عبد ابن حميد قال حدثنا روح ابن عبادة وعبيد الله بن موسى عن موسى ابن عبيدة عن ايوب ابن خالد عن عبد الله ابن رافع عن ابي هريرة رضي الله وعنه فذكره. وقال المصنف واشار الى ضعفه اي اشار الترمذي الى ضعفه. اذ قال هذا حديث لا نعرفه الا من حديث موسى ابن عبيدة وموسى ابن عبيدة يضعف في الحديث. انتهى كلامه. فاسناد هذا الحديث ضعيف لضعف موسى ابن عبيدة. وروي هذا الحديث من وجه اخر عند احمد من رواية علي ابن زيد عن عمار مولى بني هاشم عن ابي هريرة رضي الله عنه واسناده ضعيف لضعف علي ابن زيد ابن جدعان وقد اخطأ فيه فرواه احمد في مسنده من يونس ابن عبيد عن عمار مولى بني هاشم عن ابي هريرة رضي الله عنه موقوفا وهو المحفوظ عن ابي هريرة رضي الله عنه الا ان الرواة عن عمار مولى بني هاشم اختلفوا في متنه اختلافا كثيرا يقطع او الناظر معه ان عمارا لم يحفظ هذا الحديث وهو من جملة الصدوقين الذين لهم اوهام فيشبه ان يكون هذا الحديث لا يثبت مرفوعا ولا موقوفا. وروي من وجه اخر من حديث ابي مالك الاشعري رظي الله عنه عند الطبراني في الكبير ومسند الشاميين قال حدثنا هاشم ابن مرثد قال حدثنا محمد بن اسماعيل ابن عياش قال حدثني ابي قال حدثني ضمضم ابن شريح اضمضم ابن عبيد عن شريح اه ضمضم ابن زرعة عن شريح بن عبيد عن ابي مالك الاشعري اسناده ضعيف لانقطاعه. وضعف محمد ابن اسماعيل ابن عياش يدفعه ان الطبري اخرجه في التفسير قال حدثنا محمد بن عوف قال حدثنا محمد ابن اسماعيل ابن عياش عن ابيه بالاسناد متقدم فان محمد بن عوف مما ذكر في اخباره انه سمع احاديث اسماعيل ابن عياش عن ابنه محمد ثم اخذها من كتاب اسماعيل ابن عياش فيكون هذا الحديث من جملة حديث اسماعيل ابن عياش الثابت في كتبه فلا يبقى له الا الانقطاع وهو احسن ما يروى في هذا الباب. اعني حديث ابي مالك الاشعري وهو ضعيف لانقطاعه. ولا يصلح وان يقوى احدهما بالاخر لان حديث ابي هريرة لا يثبت مرفوعا عنه والاشبه انه موقوف من كلامه ثم اذا كان موقوفا من كلامه لم يبق في المرفوع الا حديث ابي ما لك الاشعري وهو ضعيف الاسناد. واما المولد والثالث وهو بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى واليوم الموعود وشاهد ومشهود فهو قد وقع في الحديث تفسير اليوم الموعود بيوم القيامة واليوم واليوم المشهود يوم عرفة هو الشاهد يوم الجمعة تقدم ان هذا الحديث لا يثبت. والذي يظهر مما جاء في القرآن ان اليوم الموعود هو كما عنه في هذا الحديث انه يوم القيامة كما قال تعالى ربنا انك جامع الناس ليوم لا ريب في ان الله لا يخلف الميعاد. وقال تعالى فكيف اذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه؟ فهذه الاية وما كان في معناها يدل على ان اليوم الموعود الذي اراده الله عز وجل في سورة البروج هو ما اخبر عنه من ورود يوم القيامة وعدا لا يتخلف من الله عز وجل. واما الشاهد والمشهود فالشاهد في لسان العرب هو المطلع او المطلع هو المطلع المخبر والرقيب هو المطلع والمخبر والرقيب والمشهود هو المطلع عليه. والمخبر عنه هو المطلع عليه والمخبر عنه واضطربت اقوال المفسرين في تعيين الشاهد والمشهود الذين يصح عليهما الوضع العربي وبلغ اختلاف اقوالهم ثلاثين قولا حكاه الالوسي في تفسيره. واحسن هذه الاقوال ان قوله تعالى وشاهد ومشهود يصدق على كل شاهد مخبر عن غيره وان قوله ومشهود يصدق على كل مخبر عنه. ويكون ما ذكره المفسرون من جهة ضرب المثال فهو لا يختص بشيء من الاشياء دون غيره كيوم عرفة او يوم الجمعة او قول من قال انه النبي صلى الله عليه وسلم هو امته فالاصح انه لا يختص باحد من تلك الاعيان بل يشمل كل ما صح عليه وصف الشاهد والمشهود وهذا هو اختيار جماعة من المحققين منهم ابن جرير الطبري في تفسيره وابو عبد ابن القيم في كتاب التبيان. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب. ونستكمل بقيته ان شاء الله تعالى في درسين غدا احدهما بعد صلاة الفجر والاخر في مثل هذا الوقت فسنزيد درسا اخر في الفجر عوضا عن درس الحديث الذي فرغنا منه وغدا باذن الله تعالى نختم هذا الكتاب في مثل هذا الوقت الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم عبدي ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين