السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي انزل القرآن ايات بينات. ففسره رسوله بالاحاديث واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد. كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فهذا المجلس في شرح الكتاب الاول من برنامج التفسير النبوي للقرآن وهو كتاب الاربعين بدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية. لمصنفه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. وقد انتهى بنا بيانه الى كقوله الحديث الاول. نعم. الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد. اللهم اغفر لنا والديه ولمشايخه وللمسلمين. قلتم غفر الله لكم في الاربعين المدنية في تفسير القرآن السنة النبوية الحديث الاول في تفسير قوله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين عن عديب حاتم رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اليهود مغضوب والنصارى ضلال. رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب. موارد القول في هذا الحديث ثلاثة فالمولد الاول معرفة راوي الحديث وهو عدي بن حاتم بن عبدالله الطائي ولد حاتم من المضروب به المثل في الكرم. يكنى بابي طريف في طاءه توفي بعد الستين اتفاقا. واختلف في تعيين سنة من ذلك واختار خليفة ابن خياط وابو الفضل ابن حجر انه توفي سنة ثمان وستين. وقد اسن. قال خليفة مات اوله من العمر مئة وعشرين سنة. وقال ابو حاتم السجستاني مات وله من العمر مئة وثمانين مئة وثمانون سنة وكان من الصحابة الذين ثبتوا ايام الردة. ومن احواله رضي الله عنه انه كان شديد التعظيم للصلاة. فكان يقول ما اقيمت صلاة الا او انا على وضوء ما اقيمت صلاة الا وانا على وضوء. وقال ايضا ما جاء وقت صلاة قط الا وانا اشتاق اليها. ما جاء وقت صلاة قط الا وانا اشتاق اليها وكأن هذا كان في حاله رظي الله عنه بانه كان متعبدا نصرانيا قبل الاسلام فلما وجد الحق بعد الباطل الذي علق به عظمت محبته لما عرف من الحق فكان من وجوه تعظيم الحق عنده عنايته عنايته بالصلاة رضي الله عنه والمولد الثاني تخريج الحديث. فالحديث المذكور اخرجه الترمذي في جامعه قال حدثنا محمد ابن المثنى وبندار واسمه محمد ابن بشار قال حدثنا محمد ابن جعفر قال حدثنا شعبة عن سماك ابن حرب عن عباد ابن حبيش عن عدي رضي الله عنه فذكر الحديث واخرجه الترمذي ايضا من حديث عمرو بن ابي قيس عن سماك بالاسناد المتقدم بسياق اتم وهو المحفوظ عن سماك انه يرويه عن عباد ابن حبيش عن عدي بن حاتم رضي الله عنه وخلط فيه بعض الرواة فرواه حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن مري بن قطري عن عدي بن حاتم وهو غلط لان المعروف في رواية سماك انه حدث به عن عباد ابن حبيش لا عن مري ابن قطري. ورواه صالح بن حي. وابو بكر الهزلي عن سماك ابن حرب مرسلا. ورواية شعبة وغيره من الثقات عن سماك عن ابن حبيش عن عدي ابن حاتم هي المحفوظة فيه. وهي التي قدمها الترمذي فرواها في جامعه كما سلف. وهذا الحديث ممن فرد به الترمذي عن بقية الستة فلم يروه احد سواه. وله عند الترمذي في احدى روايتيه سياق اطول مما اقتصر عليه المصنف فيما ذكره منه مما يتعلق بمحل الشاهد ولما رواه الترمذي قال هذا حديث حسن غريب ولابي عيسى الترمذي رحمه الله كلام في بيان اصطلاحاته في كتابه. ذكره في اخر كتابه في كتاب العلل الصغير منه. وقد ذكر رحمه الله تعالى في كتابه العلل الصغيرة ان ان الحسن عنده ما جمع ثلاثة اوصاف احدها الا يكون راويه متهما بالكذب. الا يكون راويه متهما بالكذب وثانيها الا يكون الحديث شاذا وثالثها ان يروى من غير وجه ان يروى من غير وجه فاذا اجتمعت هذه الاوصاف الثلاثة صدق عليها فاذا اجتمعت هذه الاوصاف الثلاثة في حديث صدق عليه عند الترمذي وصف الحسن. واما قوله رحمه الله غريب فقد ذكر في كتابه العلل الصغير من جامعه ان الغريب يقع على عدة معان اللائق منها ان يكون غريبا بالنظر الى حال الاسناد. ان يكون غريبا نظري الى حال الاسناد كان يروى الحديث من وجوه كثيرة لكن لا يعرف الا من هذا الوجه على هذه الصفة كحديث عدي هذا. فانه روي من وجوه لكن الاسناد الذي وقع على وجه الرجحان والتقديم منها هو رواية سمات ابن حرب عن عباد ابن حبيش عن عدي رضي الله عنه. وهذا الاسناد مما يستغرب ووجه غرابته ان عبادا هذا لا يعرف احد روى عنه الا سماك بن حرب ذكره البخاري وابو حاتم الرازي. وقد صحح هذا ابن ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما. فروياه بالاسناد المذكور وقال عنه الحافظ ابن حجر في كتاب الاصابة وسنده صحيح وكيف يكون صحيحا وعباد هذا لم يروي عنه الا رجل واحد وهو سماك فما الجواب؟ الان ابن خزيمة صححه ابن حبان صححه. والحافظ ابن حجر قال اسناده صحيح فكيف يكون صحيحا وهو على هذه الحال؟ نعم. عباد ابن حبيش من هما؟ ما في احد ما في احد. الجواب ان من قواعد الرواية ان من كان من التابعين وقل حديثه ان من كان من التابعين وقل حديثه وكان حديثه مستقيما ادخل في الصحاح ان من كان من التابعين وقل حديثه وكان حديثه مستقيما ادخل في الصحاح. وهذا الادخال يراد به جعله في مرتبة منها وهي مرتبة الحسن. فان القدامى ربما صنفوا الصحيح خلوا فيه الحسن كابي بكر ابن خزيمة وابي حاتم ابن حبان فانهما يدرجان الحسنة في مسمى صحيح فالاشبه ان هذا الحديث حديث حسن. وعباد ابن حبيش قد ذكره ابن حبان في الثقات وصحح ابن خزيمة وابن حبان حديثه. وقد ذكر الذهبي في الموقظة ان ما كان من هذا الضرب ممن صحح حديثه الائمة كابن خزيمة وابن حبان ولم يوجد فيه جرح فانه يدخل في جملة الصدوقين فاسناد هذا الحديث اسناد حسن. فاسناد هذا الحديث من رواية سماك ابن حرب. عن مم عباد ابن حبيش عن عدي بن حاتم رضي الله عنه اسناد حسن. ووقع عند الطبراني في كبير تصريح عباد ابن حبيش بسماعه من عدي ابن حاتم رضي الله عنه. وروي هذا الحديث من وجه اخر عن عدي ابن حاتم فرواه الطبراني في الاوسط وغيره من حديث عبدالله بن جعفر الرق عن اسماعيل ابن ابي خالد عن الشعبي عن علي ابن حاتم. واسناده ضعيف وهو غلط والصواب ما رواه سعيد ابن منصور في سننه. قال حدثنا سعيد قال حدثنا سفيان عن اسماعيل ابن ابي خالد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعدي فرواه مرسلا وهو المحفوظ من هذا ورواه محمد بن عيينة عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن عدي بن حاتم فذكره الدارقطني في كتاب الافراد واسناده ضعيف ايضا فمجاهد ابن سعيد الهمداني احد الضعفاء وقد اخطأ فيه فلا يحفظ هذا الحديث من رواية الشعبي عن عدي ابن حاتم. ورويت له شواهد منها حديث عبد الله بن شقيق عن رجل سمع النبي صلى الله عليه وسلم بوادي القرى ان رجلا من بلقين سأله من هؤلاء رسول الله قال هؤلاء المغضوب عليهم واشار الى اليهود. فقال الرجل ومن هؤلاء يا رسول الله؟ فقال هؤلاء الضالون واشار اليهم يعني النصارى ورجاله ثقات الا ان المحفوظ عن عبد الله ابن شقيق انه مرسل كما رواه سعيد ابن اياس وخالد ابن الحداء وغيرهما من الثقات عند ابن جرير في تفسيره. ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث عبد الله بن شقيق عن ابي ذر رضي الله عنه. وقال الحافظ واسناده حسن. وفيه نظر لان مداره على عبد الله ابن شقيق ورواية سقات عنه انه مرسل من حديثه. ورواه البيهقي في شعب الايمان من حديث ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا ولا يصح ايضا فاسناده ضعيف جدا. فالمروي في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يثبت الا من حديث عدي بن حاتم بالاسناد الذي رواه الترمذي وغيره من حديث سمات ابن حرب عن عباد ابن حبيش عن عدي ابن حاتم رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال فهذا الاسناد اسناد حسن. فيكون حديث الباب ايش؟ يكون يكون حديثا حسنا. والمورد الثالث بيان ما يتعلق به من تفسير الاية بيان ما يتعلق به من تفسير الاية وهي قوله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين. فالحديث يدل ان المغضوب عليهم هم اليهود وان ان وان الضالين هم النصارى. قال ابن ابي حاتم في تفسيره ولا اعلم في ذلك خلافا بين المفسرين. ولا اعلم في ذلك خلافا بين المفسرين فعلم ان تفسير المغضوب عليهم باليهود وتفسير الضالين بالنصارى ثابت بدليلين احدهما احدهما النص هذا تعبير علماء الجدل النص تعبير علماء الجدل ولكن الحديث النبوي احدهما الحديث النبوي من رواية عدي ابن حاتم رضي الله عنه. والدليل الاخر اجماع الذي نقله الذي نقله ابن ابي حاتم في تفسيره. ومن قواعد علم التفسير ان ما وقع فيه خلف بين المفسرين فجاء فيه حديث مبين معناه فالمقدم القول الذي اقترن به الحديث النبوي الصريح في ذلك. قال ابن جرير واذا ثبت الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت الحجة في تفسيره. وقال القرطبي في موضع من تفسيره وتفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم او واعلى واحسن. وتفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم اولى واعلى واحسن. انتهى كلامه. فمتى اصح النبي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير اية فان المقدم هو تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم ومن قواعده ايضا انه اذا وقف على اجماع من قول في تفسير اية عن الصحابة او التابعين او من بعدهم فالمقدم هو القول بالاجماع. لان الاجماع حجة قاطعة ويتأكد في تفسير القرآن الكريم للقطع بان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اخذوا علم التفسير عنه صلى الله عليه وسلم وكذلك اخذ التابعون علم التفسير عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يكاد هؤلاء اولئك ان يتكلموا في التفسير بشيء من الاستنباط الا بشيء قليل. فاذا انعقد الاجماع على شيء نقل في التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم او عن التابعين او من بعدهم فالحجة فيه. واذا وقع في كلام غيرهم قول يخالف قولهم فان هذا التفسير من محدثات التفسير التي سماها الزمخشري فاحسن ببدع التفاسير التي سماها الزمخشري فاحسن ببدع التفاسير. فبدع التفاسير هي الاقوال في تفسير للقرآن الكريم مما لم يوجد في كلام الصحابة ولا كلام التابعين ولا اتباعهم من السلف رحمهم الله تعالى وعلم التفسير اصلا من العلوم النقلية المحضة. فالاصل فيه الاعتماد على النقل. فاذا فقد النقل صاغ للانسان ان يتكلم فيه بالفهم والاستنباط باعتبار ما يلوح له من دلائل القرآن والسنة. ومن ثم علم التفسير بالاثر لان معاني القرآن الكريم لا يطلع عليها الا بوحي فهي وحي تفتقد الى وحي مبين لها وذلك الوحي بحمد الله كثير لمن التمسه فهو في القرآن الكريم نفسه تارة وفي سنة النبي صلى الله عليه سلم تارة اخرى وفي كلام الصحابة رضي الله عنهم تارة ثالثة وفي كلام التابعين تارة رابعة فمثلا من كونه في كلام الله سبحانه وتعالى ما تقدم نبأه من ان قول الله سبحانه وتعالى في الطارق والسماء والطارق قد فسرها بعده قوله تعالى وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب فهذا علم تفسيره من القرآن. واما كونه مما اثر عن النبي صلى الله عليه وسلم فمثله هذا الحديث النبوي الذي فسر فيه النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين ان المغضوب عليهم هم النصارى وان هم اليهود وان الضالين هم النصارى. ومن جنس ما فسره الصحابة رضي الله عنهم وما قوله رضي الله عنهم؟ قوله تعالى فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتاهما فان الصحابة فسروه بان ذلك من ادم وحواء. واما كونه من ذريتهم من المشركين فهذا من التفاسير المحدثة كما ذكره سليمان ابن عبد الله ابن محمد ابن عبد الوهاب في تيسير العزيز الحميد. واذا صحت الحجة عن الصحابة لم يكن لمن بعدهم ومثل ما عرف تفسيره عن التابعين مما فقد عن من؟ قبلهم ما جاء عنهم في ان انهار الجنة من غير اخدود فانهم فسروا الاية التي فيها قول الله تعالى تجري من تحتها الانهار انها تجري من غير اخدود. وهذا التفسير جاء عن جماعة من التابعين كمسروق الاجدع وغيره ولا يعرف عن من قبلهم بسند صحيح. واجماعهم على ذلك دال على ان المعنى المراد هو ما ذكروه. لان علمهم التفسير انما اخذوه عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فليكن المرء معتدا بهذه المسالك في تفسير كلام الله عز وجل مقدما ما فسر به القرآن بالقرآن. فان لم يجد نظر فيما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فان لم يجد نظر فيما فجاء عن الصحابة رضي الله عنهم فان لم يجد نظرا عما جاء عن التابعين ولا يكاد يفقد التفسير بعد ذلك وانما يتكلم الانسان بعد ذلك بمعان تلوح بالاستنباط والفهم اخذا من مجموع الدلائل من القرآن والسنة. فتفسير الاية غير المغضوب عليهم ولا الضالين ان المغضوب عليهم هم اليهود وان الضالين هم وقد اخبر الله سبحانه وتعالى عن غضبه عن هؤلاء وعن ضلال هؤلاء. فقال سبحانه وتعالى في غضبه على اليهود اباءوا بغضب فباءوا بغضب على غضب. وقال في النصارى وقد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا وعن سواء السبيل. فاليهود قد وقع الخبر عنهم في القرآن بالغضب والنصارى قد وقع الخبر في القرآن عنهم بالضلال. وانما غضب الله عز وجل على اليهود لانهم تركوا العمل بالعلم الذي عندهم ووقع النصارى في الظلال لانهم عملوا بلا علم. فاليهود كان عنده اليهود كان عندهم علم من الكتاب. الا انهم تركوا العمل بالكتاب فغضب الله سبحانه وتعالى عليهم كما قال الله عز وجل اتأمرون الناس بالبدء وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون قال ابن القيم رحمه الله تعالى لو نفع علم بلا عمل لما ذم الله احبار اهل الكتاب. قال الله تعالى اتأمرون وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون. انتهى كلامه من كتاب الفوائد. واما صار فانهم كانوا يريدون خيرا. ولكنهم عملوا بلا علم كما قال الله عز وجل ورهبانية ابتدعوه ما كتبناها عليهم فهم قصدوا الوصول الى الله سبحانه وتعالى لكنهم عملوا بغير علم في الضلال فلا تكمل حال الانسان الا بجمعه بين العلم والعمل. وهذه هي حقيقة الصراط المستقيم ولذلك قال الله عز وجل في سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم ثم قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين. للاخبار بان الصراط مركب مما فقد من هاتين الطائفتين فالطائفة الاولى وهم اليهود فقد منهم العمل والطائفة الثانية وهم النصارى فقد منهم العلم. فاذا جمعت الانسان بين العلم والعمل فانه يكون من المنعم عليهم. وهذه الاية وان كانت في والنصارى فانها بالاتفاق تتناول غيرهم ممن وقع في مضاهاتهم. فانها تتناول غيرهم ممن وقع في مضاهاتهم. قال سفيان بن عيينة رحمه الله من ضل من علمائنا ففيه شبه من اليهود. ومن ضل من عبادنا ففيه شبه من النصارى. من ظل من علمائنا ففيه شبه من من اليهود ومن ضل من عبادنا ففيه شبه من النصارى. فكونه مشابها لليهود في حقه. فكون العالي مشابها لليهود اذا ضل في هذه الامة فذلك ان عنده علم فاذا ترك هذا العلم ولم يعمل به صار مشابها اليهود. واما كون العابد اذا ضل في هذه الامة وقع في مشابهة النصارى فذلك انه يبتدأ عملا بلا علم فيقع فيما وقع فيه النصارى من عبادة الله سبحانه وتعالى بلا علم. فمن اراد ان يسلك الصراط مستقيم فانه لا يقدم على شيء الا بعلم. واذا وقع له العلم بادر بالعمل. فمتى جمع المرء هذين الوصفين فانه يكون حينئذ فقيها. فان العلم هو ادراك خطاب الشرع. واما الفقه هو مرتبة فوق ذلك وهي ادراك خطاب الشرع مع العمل به ادراك خطاب الشرع مع العمل به ذكر ابو عبد الله ابن القيم في كتاب مفتاح دار السعادة وابن سعدي في مجموع الفوائد. ونقل ابن القيم رحمه الله تعالى اجماع السلف على ان الرجل لا يكون فقيها حتى يكون جامعا بين العلم والعمل. فمن جمع بين العلم والعمل سمي فقيها وصار بالرؤوس اهل الصراط المستقيم جعلنا الله واياكم منهم. فلا بد ان يجتهد العبد فيما عنده من العلم ان يعمل به لان لا هنا من المغضوب عليهم وان يجتهد مريد العمل في الا يقدم على عمل الا بعلم ولهذا فالراجح في الواجب من العلم فوق القدر اللازم لكل احد ان كل شيء اريد العمل به وجب تقدم العلم عليه ان كل شيء اريد العمل به وجب العمل عليه ذكره الاجور في كتاب طلب العلم وابو عبد الله ابن القيم في مفتاح دار السعادة والقرافي في كتاب الفروق. ولذلك اذا حج الحاج ثم ارتكب محظورا من المحظورات. هل يكون اثما ام لا يكون اثما نعم لماذا؟ كيف ها يا اخي؟ احسنت انه يكون اثما اذا فرط بالدخول في العبادة دون تقدم علم بها اذا فرط بالدخول في العبادة دون علم بها. فاذا اراد الانسان ان يعمل عملا وجب عليه ان يتعلم احكامه. وكان عمر رضي الله عنه يقول من لم يعرف البيع فلا يبع في سوقنا. يعني الذي لا يعرف واحكام الشرع في البيوع فلا يبع في سوقنا فنهاه ان يبيع في السوق زجرا له عن الدخول في معاملة ما يقع فيها بالحرام فالذين يبادرون بالدخول في عبادة او معاملة دون استبانة حكمها الشرعي هم اثمون اذا فرطوا بالعلم بها لما تقرر من ان كل ما اريد العمل به وجب تقدم العلم عليه كما نقلت عن الائمة الان في ذكرهم. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثاني في تفسير قوله تعالى يوم نقول لجهنم هل انت تأتي وتقول هل من مزيد؟ انا انس بن مالك رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول خلقة قط وعزتك ويزوى بعضها الى بعض. متفق عليه. موارد القول في هذا الحديث فالمورد الاول معرفة راوي الحديث. وهو انس بن مالك ابن النظر انس ابن مالك ابن النضر الانصاري الخزرجي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى بابي حمزة. يكنى بابي حمزة ويلقب ذا الاذنين ويلقب ذا الاذنين توفي بالبصرة. سنة اثنتين او ثلاث وتسعين توفي بالبصرة سنة اثنتين او ثلاث وتسعين. والقول الثاني هو قول الجمهور فقول الجمهور انه مات سنة ثلاث وتسعين. وهو اخر من مات من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بالبصرة وكان جاوز المئة اتفاقا. وكان جاوز المئة اتفاقا فقيل جاوزها بثلاث وقيل بعشر وقيل بعشرين فهو معمر اتفاقا نيف عن المئة لكن وقع الخلاف في تقدير مدة حياته بعد المئة وقد كان من اخباره رضي الله عنه كما في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بكثرة الولد والمال فلم يمت رضي الله عنه الا وقد دفن من ولده لصلبه اكثر من مئة وعشرين قال ابن قتيبة في كتاب المعارف ثلاثة من اهل البصرة لم يموتوا حتى رأى كل واحد منهم مائة ذكر من صلبه. لم يموتوا حتى رأى كل واحد منهم مئة ذكر من صلبه انس بن ما لك وابو بكرة الثقفي وخليفة ابن بدر. انس ابن مالك وابو بكرة الثقفي وخليفة ابن بدر وكان رظي الله عنه كثير العبادة ذكر في اخباره رضي الله عنه انه كان يطيل القيام. حتى تقطر قدماه دما رضي الله عنه وارضاه من شدة معاناته قيام الليل وصبره عليه ربما لشدة تشقق رجله قطر منها الدم. فكان رضي الله عنه يقوم الليل وهو على هذه الحال وهذا دليل كثرة قيامه واطالته له رضي الله عنه. والمولد الثاني تخريج الحديث واليه اشار المصنف بقوله متفق عليه. فما معنى متفق عليه نعم يا اخي. يقول الاخ رواه البخاري ومسلم. احد له رأي اخر؟ ها ياسين اتفقوا في اصله ها كقوله نحن نريد من يزيد عن قوله ها يا عبد الله ايش يا عبد الله؟ رواه تطلق على ثلاث معاني الاول والثاني احسنت. قلنا ان المتفق عليه يطلق على ثلاثة معان احدها ان يكون قد رواه البخاري ومسلم عن صحابي واحد وهو اشهرها فلا يقال باطلاق رواه البخاري ومسلم بل لا بد من تقييده من كون تلك الرواية واقعة عن صحابي واحد فلو اخرجاه من حديث صحابيين لا يقال متفق عليه هذا اخرجه عن صحابي وذلك اخرجه عن صحابي اخر. والثاني ان المتفق عليه هو ما رواه البخاري ومسلم واحمد في مسنده. ما رواه البخاري ومسلم واحمد في مسنده وعليه جرى ابو البركات. ابن قدامة في كتاب المنتقى. وعليه جرى ابو البركات ابن ابو البركات ابن تيمية الجد في كتابه المنتقى. فاذا وقع عزو حديث فيه الى المتفق عليه فهو مما رواه البخاري ومسلم واحمد. طيب لماذا زاد احمد ها يا محمد احسنت لانه كان حنبليا فلم يرضى بان تنزل رتبة العزو الى امامه عن قرنه فجعل طريقته ان يكون المتفق عليه ما رواه البخاري ومسلم واحمد في مسنده والثالث ان المتفق عليه ما وقع اتفاق المحدثين في اصولهم وقواعدهم على تصحيحه. ما وقع من المحدثين على اصول وقواعدهم تصحيحه. فتجد ان من المتأخرين من متأخري الاوائل. تجد ان من الحفاظ من الذين تأخروا عن طبقة المتوسطة كابي نعيم الاصبهاني وابن منده ربما قالوا في حديث صحيح متفق عليه. لا يريدون انه في البخاري ومسلم وانما يريدون انه صحيح باتفاق اهل الحديث وفق اصولهم وقواعدهم وقد اشرت الى ذلك في ابيات ما هي؟ ها يا عبد الله اه متفق عليه في اصطلاحه. اكتبوا. متفق عليه في اصطلاح اهل الحديث خذه باتضاح. متفق عليه في اصطلاح اهل الحديث خذه في اتضاح مروي مسلم مع البخاري. مروي مسلم مع البخاري عن واحد بالسند الخياري. الخيار بالكسرة دون اشباعها ياء. معناها السند المختار عن واحد بالسند الخيار ايش احسنت الا الذي في المنتقى تراه الا الذي في المنتقى تراه المنتقى يعني كتاب المنتقى في كامل ابي البركات ابن تيمية ايش احسنت ففيهما واحمد رواه ففيهما يعني اين؟ الصحيحين واحمد احمد من ابن حنبل في مسنده واحمد ممنوع من الصرف لكنه صرف لاجل الوزن. قال الحريري في الملحة وجائز في صنعت الشعر الصلف ان يصرف الشاعر ما لا ينصرف. نعم. ايش؟ وغيره ما اسمعه. الله ما اسمعك. وقد ربما ربما يذكر هذا الحكم احسنت وربما يجعل هذا الحكم ويذكر ويجعل بنفسه لكن حنا امليناها قبل وربما يجعل هذا الحكم وصفا لما ترى الحفاظ يسمو وصفا لما ترى الحفاظ يسمو وربما يجعل هذا الحكم وصفا لما اترى الحفاظ يسمو؟ فالمتفق عليه يطلق على هذه المعاني الثلاثة المجموعة في الابيات الاربعة والمراد منها في هذا الموضع هو اولها فهذا الحديث مما اتفق عليه ومسلم من حديث انس رضي الله عنه فقال البخاري رحمه الله تعالى حدثنا ادم قال حدثنا شيبان قال حدثنا قتادة عن انس بن مالك رضي الله عنه فذكره. وقال مسلم حدثنا عبد ابن حميد قال حدثنا يونس بن محمد بل ان قال حدثنا شيبان عن قتادة قال حدثنا انس بن مالك فذكره فهو متفق عليه من حديث شيبان ابن عبد الرحمن مولاهم عن قتادة ابي دعامة السدوسي عن انس بن مالك رضي الله عنه. وروياه ايضا من حديث سعيد ابن ابي عروبة عن قتادة عن انس ابن مالك وزاد في اخره ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشأ الله لها خلقا ورواه البخاري وحده من حديث شعبة ابن الحجاج وسليمان التيمي عن قتادة عن انس ورواه مسلم من حديث ابانا ابن يزيد العطار عن قتادة عن انس فهو حديث متفق عليه بهذه الاساليب التي ذكرنا ومداره عندهم على رواية قتادة عن انس ابن مالك واتفق عليه من حديث شيبان ابن عبد الرحمن وسعيد بن ابي عروبة عن قتادة عن انس بن مالك رضي الله عنه. والمولد الثالث بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد؟ ففي الحديث بيان الغاية التي ينتهي اليها قول النار هل من مزيد؟ ففي الحديث بيان الغاية التي ينتهي اليها قول النار هل من مزيد؟ فان الله سبحانه وتعالى يقول يوم القيامة وهو المراد بقوله تعالى يوم نقول فان ذلك اليوم هو يوم القيامة وسؤاله سبحانه وتعالى النار له فائدتان. وسؤاله سبحانه وتعالى النار له فائدتان احداهما توبيخ اهلها توبيخ اهلها وايجاعهم بسماع هذا وانهم لا ينتظرون الا شرا فوق الشر الذي هم فيه. والاخر تصديق خبره سبحانه وتعالى في لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين. تصديق خبره في قوله تعالى لاملأن جهنم انما من الجنة والناس اجمعين. ذكره ابو الفرج ابن الجوزي في زاد المسير. فاذا كان يوم القيامة قال الله سبحانه وتعالى لجهنم هل امتلأت؟ وهذا السؤال اختلف في موقعه على قولين احدهما انه سؤال للنار قبل امتلائها. انه سؤال للنار قبل وضع الله قدمه فيها انه سؤال للنار قبل وضع الله قدمه فيها والاخر انه سؤال للنار بعد وضع الله قدمه فيها انه سؤال للنار بعد وضع الله قدمه فيها. واصحهما الاول ان الله سبحانه على يسألوها فتقول هل من مزيد؟ قبل ان يضع رب العزة فيها قدمه واختاره ابو جعفر ابن جرير وابو الفداء ابن كثير رحمهما الله تعالى. فلا تزال النار يلقى وفيها مما توقد به من الناس والحجارة وهي تقول هل من مزيد؟ اي تطلب مزيدا حتى رب العزة فيها قدمه ورب العزة هو الله سبحانه وتعالى. فالعزة من اوصافه كما قال تعالى ولله العزة ولرسوله فمعنى قوله حتى يضع فيها رب العزة اي صاحب العزة اي صاحب العزة ومنه قوله تعالى سبحان ربك رب العزة اي صاحبها المتصف بها. وذكرت لكم فيما سلف ان الرب عند العربي يرد الى ثلاثة معان ذكرها ابن الانباري هي المالك والسيد والمصلح للشيء القائم عليه والمصاحبة ترجع الى الملك والمصاحبة ترجع الى الملك. لكن لما كان متعلقها الصفة قيل صاحب العزة وبهذا التقرير ينحل الاشكال عن قول القائل ورب القرآن انحلوا الاشكال عن قول القائل وربي القرآن لان من اهل العلم من منعه. لان الربوبية عنده لا تكون الا لمخلوق مخلوق والقرآن غير مخلوق عند اهل السنة والجماعة. وينحل هذا الاشكال بان يقال ان قول القائل ورب القرآن يعني وصاحب القرآن والمصاحبة بين الله وبين القرآن انه كلامه سبحانه وتعالى فهو النوع المراد من الصحبة بينهما يكون هذا القول جائزا غير جار على قول القائلين بان القرآن مخلوق وروي في انكاره اثر على ابن عباس رضي الله عنهما لكنه لا يصح عند اللا ذكاء وغيره الا انه لا يصح. فرجع الى المعنى اللغوي الذي ذكرناه من ان معنى قول القائل وربي القرآن يعني وصاحب القرآن فاذا كان يوم القيامة وقال الله عز وجل لجهنم هل امتلأت؟ فقالت هل من مزيد؟ وضع رب العزة وهو الله فيها قدمه. والقدم من صفات ربنا سبحانه وتعالى. التي صح بها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشافعي رحمه الله تعالى لله اسماء وصفات اخبر بها الله في كتابه وجاء بها رسوله صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر منها ان لله قدما ثم ذكر منها ان لله قدما واحتج بهذا الحديث. فمن صفات ربنا سبحانه وتعالى اثبات القدم له وهذه الصفة هي وفق ما يليق بجلاله سبحانه وتعالى. فان مدارك الخلق تنقطع عن درك حقائق صفاته عز وجل. وكل ما يقع في القلب من ذلك فانه يجب دفعه عن النفس فان العقول المستقيمة يقع في خواطرها تصور شيء لكن السلامة في نفيه والى ذلك اشار بعضهم اذ قال وكل ما يخطر في الجوانح من التصورات والجوارح فربنا الله العظيم المالك عز وجل بخلاف ذلك. وكل وما يخطر في الجوانح من التصورات والجوارح فربنا الله العظيم المالك عز وجل بخلاف ذلك. واحسن من ذلك لو قال فوق ذلك فان صفة الله سبحانه وتعالى فوق تقدير العبد لكن لا يقول بخلاف ذلك لكن لعل بقوله بخلاف ذلك انه فوق ادراك العبد. فالعبد يثبت لله عز وجل ما اثبته الله عز وجل لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم وينقطع عن ترك كيفيتها. تصديقا بخبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم. ووجه الانقطاع عن ذلك ان العبد يجزب بانقطاع علمه بكيفية ذات الله عز وجل. فاذا كان علم الذات محجوبا فعلم الصفات محجوب ايضا وهذا معنى قول جماعة من القدامى كالخطاب وابي بكر الخطيب القول في الصفات فرع عن القول في ذات القول في الصفات فرع عن القول في في الذات. وهذه قاعدة اثرية قديمة موجودة في كلام الخطاب وابي بكر ذكر الخطيب رحمهم الله تعالى. والى ذلك اشار ابن عدود في نظم المعتقد اذ قال وما نقول في صفات قدسه فرع الذي نقوله في نفسه فان يقل جهميهم كيف استوى؟ كيف يجئ فقل له كيف هو؟ اي اذا اعترض احد بالسؤال عن كيفية الصفات فاسأله عن كيفية الذات فانه ينقطع فكل مسلم يجزم بعجزه عن درك كيفية ذات الله عز وجل فكذلك يكون القول في الصفات بعد اثباتها ان كيفيتها مردود علمها الى الله سبحانه وتعالى. وهذا قول السلفي قاطبة وقد ذكر اجماعهم على ذلك ابو عمر ابن عبد البر من المالكية وهو من القدامى فقد توفي في القرن الرابع وهذه عقائد لا يعرف بعض الناس الا انها عن ابن تيمية او عن ابن عبد الوهاب ونحن لا نعول على كلامهما ولا كلام غيرهما وانما اول على ما جاء في القرآن وفي السنة النبوية وفي كلام السلف. فاذا وقع في كلامهما وكلام غيرهما ما يوافق القرآن والسنة واجماع على العين والرأس وان وقع خلاف ذلك فلا عدول حينئذ عن ما جاء في القرآن والسنة وفي كلام السلف ومذاهب قدامى في هذه المسائل مذكورة في كلام جماعة. منه كلام الشافعي الذي ذكرت لكم وهو احد الائمة الاربعة ولم يكن حنبليا ولا كان تيميا ولا كان وهابيا وفي كلام من نقلت كلامه ايضا ككلام الخطاب وابي بكر الخطيب رحمهم الله تعالى وهما لم يكنا من حنابلة بل كان من الشافعية في قول وفي قول اخر انهم من اهل الحديث الذين يتبعون ما صح من الدليل وربما يوافقون تارة الشافعية او يوافقون احمد او يوافقون ابا حنيفة او يوافقون مالكا رحمهم الله جميعا. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد خبره عن وظع الرب قدمه في النار قال فتقول قط قط وعزتك ويزوى بعضها الى بعض فاخبر عن نشوء امرين اذا وضع الله سبحانه وتعالى قدمه في النار. احدهما قولها قط قط وعزتك. احدهما قولها قط قط وعزتك. والاخر انزواء بعضها بعض والاخر انزواء بعضها الى بعض ونستكمل بقية ذلك ان شاء الله تعالى غدا والحمد لله رب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين