السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي انزل القرآن ايات بينات. ففسره رسوله بالاحاديث الشريفات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فهذا المجلس السابع في شرح الكتاب الاول من التفسير النبوي للقرآن وهو كتاب الاربعين المدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية لمصنفه صالح بن عبد ابن حمد العصيمي وقد شرعنا البارحة في ايضاح معاني حديثه بينا ما يتعلق بالحديثين الاول والثاني. وقبل الانتقال الى ما بعدهما يحسن ان نعيد الكرة بالفكرة في بعض ما القي من العلم اليكم فيما يتصل بهما. فاول سؤال يتعلق بما مضى جرى الشارح على اعتماد القول في ثلاثة موارد تتعلق بالحديث. فما هي قاسم احسنت. المولد الاول معرفة راوي الحديث. والمورد الثاني تخريج الحديث. والمورد الثالث بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية في علم منه ان ما وراء ذلك وهو بيان معاني الحديث فليس مقصودا بالاصل لان محله دروس شرع شرح الحديث واما هذه الدروس فتتعلق اصلا بعلم التفسير. فلا يشغل عن المراد الاصلي بما يزيد عليه خشية ان يضيع العلم بعضه بعضا. السؤال الثاني راوي الحديث هو عدي ابن حاتم. فمن يذكر نبذة معرفة به؟ ما الجواب؟ ها؟ متى احسن هو عدي ابن حاتم ابن عبد الله الطائي ابن حاتم المضروب به المثل في الكرم يكنى بابي طريف. توفي بعد الستين اتفاقا واختلفا في سنة وفاته من سني الستين. فجزم خليفة بن خياط وابن حجر انه توفي سنة ثمان وستين. وكان انا قد اسن فتوفي وعمره مئة وعشرون سنة كما قال خليفة ابن خيار. وقال ابو حاتم سجستاني وهو من علماء العربية وله كتاب اسمه كتاب المعمرين. كتاب المعمرين اورد فيه اخبار من عمر وطالب به عمره. ذكر ان عديا مات وهو ابن مئة وثمانين سنة ثم ذكرنا من احواله انه كان شديد التعظيم للصلاة. فكان يقول ما اقيمت الصلاة الا وانا على وضوء. وقال ما اتى وقت صلاة الا وانا اشتاق اليها. وفي رواية الا وانا اليها اشواقا ثم ذكرنا ان هذا الحديث رواه الترمذي في جامعه وان اسناده حسن لماذا؟ حبيش اللاسماك ان هذا الحديث من رواية سمات ابن حرب عن عباد ابن عن علي ابن حاتم وعباد ابن حبيش لم يروي عنه الا سمات ووثقه ابن حبان وصحح له ابن خزيمة وابن حبان وما كان من هذا الضرب من التابعين الذين قل حديثهم ولم يقع فيه شيء من اذا اقترن بتصحيح ابن خزيمة وابن حبان كان حديثه حسنا نص على معناه الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى ثم ذكرنا ان هذا الحديث وهو حديث عدي يدل على تفسير قوله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين بماذا؟ ما هو تفسير الاية كما في الحديث؟ نعم. احسنت. يدل ان المغضوب عليهم هم اليهود وان الضالين هم النصارى. ووقع ذلك في القرآن. فالله عز وجل قال في اليهود فباءوا بغضب على غضب قال في النصارى قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل. فالامة اليهودية امة غضبية والامة النصرانية امة ضالة. لماذا وقع الغضب على اليهود؟ ولماذا ضل النصارى احسنت. وقع الغضب على اليهود لانهم تركوا العمل بالعلم. ووقع النصارى في الضلال لانهم هم عملوا بلا علم هل يختص ذلك باليهود والنصارى؟ ام يقع في غيرهم ومتى يكون ذلك؟ احسنت. لا يقتص ذلك بهم بل من فقد منه ما فقد من اليهود او وجد منه وما وجد من النصارى شاركهم في وصفهم فمن كان عنده علم ترك العمل به ففيه شبه من اليهود ومن كان عنده عمل ابتدأه دون علم به فبه شبه من النصارى. وفي ذلك قال ابو محمد سفيان ابن عيينة الهلالي من ضل من علمائنا ففيه شبه من اليهود. ومن ضل من عبادنا ففيه شبه من النصارى ثم ذكرنا في الحديث الثاني وهو حديث انس رضي الله عنه لا تزال جهنم الحديث ان راوي الحديث من هو يلقب بماذا؟ لا يلقب ليس يكنى احسنت انه انس ابن مالك ابن النظر الانصاري الخزرجي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى بابي حمزة ويلقب ذا الاذنين وهو اخر من مات من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في البصرة توفي سنة اثنتين وتسعين وقيل ثلاث وتسعين والثاني هو قول الجمهور ذكره في تهذيب الاسماء واللغات. وكان قد اسن فجاوز المئة وعشرين. ومن اخباره رضي الله تجاوز المئة واختلف في تقدير ما جاوز به الثقيلة مئة وثلاث سنوات وقيل مائة وعشر سنوات وقيل مائة وعشرين سنة ومن اخباره ما في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بكثرة المال والولد. فلم يمت رضي الله عنه حتى كان مئة وعشرين من صلبه وذكرت لكم ان ابن قتيبة في المعارف قال ثلاثة من اهل البصرة لم يموتوا وحتى رأى كل واحد منهم مائة ذكر من صلبه. من هم الثلاثة؟ ها ابراهيم احسنت. انس بن مالك وابو بكرة الثقفي وخليفة ابن بدر. ومن اخبار انس رضي الله عنه انه كان يقوم الليل ويصلي حتى تقطر قدمه دما رضي الله حتى تقطر قدماه دما رضي عنه ثم ذكرنا ان هذا الحديث وهو حديث انس قد اخرجه البخاري ومسلم. واشير الى ذلك بقولنا متفق عليه. وذكرنا ان المتفق عليه له ثلاثة معان ما هي ها احمد احسنت. المعنى الاول ما اخرجه البخاري ومسلم عن صحابي واحد. والمعنى الثاني ما اخرجه البخاري ومسلم واحمد وهذا هو الذي جرى عليه المجد ابو البركات ابن تيمية الجد في كتاب المنتقى لانه حنبلي فقرن امامه بالبخاري ومسلم في المتفق عليه. والمعنى الثالث انه صحيح اتفاقا على اصول وقواعد اهل الحديث وهذا يوجد في كلام ابي نعيم الاصبهاني وابن مندا رحمهما الله تعالى. واشرنا الى ذلك نظما بقول متفق عليه في اصطلاح ايش؟ اهل الحديث خذه باتضاح. مروي مسلم مع البخاري عن واحد بالسند الخياري الا الذي في المنتقى تراه ففيهما واحمد رواه ربما يذكر هذا الحكم وصفا لما لدى الحفاظ لما يرى الحفاظ يسمو وربما يذكر هذا الحكم لما يرى الحفاظ وصفا يسمو. يجعل وربما يجعل كلاهما وزنا لكن يجعل احسن وربما يجعل هذا الحكم وصفا لما ترى الحفاظ يسمو لما ترى الحفاظ يسمو بتأنيث الفعل وربما يجعل هذا الحكم لما ترى الحفاظ نقلا نقلا يسمو نقلا وصفا الرواية القديمة نقلا كلاهما الوزن واحد لكن الرواية القديمة نقلا يسمو ثم ذكرنا بعد ذلك ان هذا الحديث من المتفق عليه من حديث انس رضي الله عنه انه يبين الغاية التي ينتهي اليها قول النار هل من مزيد؟ وان ذلك يكون بوضع رب العزة فيها قدمه. وما انا رب العزة نعم اي صاحب العزة لان العزة من صفات الله كما قال الله عز وجل ولله العزة ولرسوله فهي من صفاته سبحانه وتعالى ومن العزيز ثم ذكرنا ان معنى قوله فيها قدمه اثبات صفة القدم لله سبحانه وتعالى الا كما يليق بجلاله عز وجل. وذلك موجود في كلام جماعة من القدماء من المثبتة للصفات كالامام الشافعي رحمه الله تعالى ثم ختمنا القول بان الله سبحانه وتعالى اذا وضع قدمه في النار نشأ من ذلك امران احدهما قول النار قط قط وعزتك والاخر انزواء بعظها الى بعظ والى هنا انتهى قولنا حين اذا فاما الامر الاول وهو قط قط فوقع مثنى في حديث انس رظي الله عنه وقع في الصحيحين من حديث ابي هريرة قط قط قط ثلاثا. ووقع في حديث ابي هريرة في الصحيحين قط قط قط ثلاثا. ومعناها حسبي. ومعناها حسبي. وصرح بهذا معنى في حديث معمر عن همام عن ابي هريرة عند احمد فتقول اي حسبي. فتقول قط قط اي حسبي. وهذا الحرف قط فيه ثلاث لغات احدها سكون الطاء وثانيها كسرها بتنوين وثالثها كسرها مع التنوين. فالاول قط قط والثاني قطي قطي والثالث قط قط وروي هذا الحرف على اوجه عدة اولها قط قط اخرها طاء وهو في الصحيحين اولها قط قط اخرها طاء. وهو في الصحيحين وثانيها قد قد قد قد اخرها دال عند البخاري عند البخاري والدال يجري فيها التثبيت الذي تقدم فهي بالاسكان وبالكسر بلا تنوين وبالكسر مع التنوين وثالثها باثبات ياء في اخرها باثبات ياء في اخرها. وقع هذا في بعض نسخ رواية ابي ذر للبخاري. وقع في بعض نسخ رواية ابي ذر للبخاري. ورابعها قطني قطني قطن قطن بطاء فنون فياء. ووقع هذا كذلك في بعض نسخ في رواية ابي ذر للبخاري وخامسها قد نيقدني. قدني قدني بدال فنون فياء. ووقع هذا في حديث ابي سعيد الخدري عند احمد ووقع هذا في حديث ابي سعيد الخدري عند احمد واسناده ضعيف. واسناده ضعيف واما الامر الثاني وهو قوله ويزوى بعضها الى بعض فمعناه يضم بعضها الى بعض فمعناه يضم بعضها الى بعض وعند البخاري من حديث ابي هريرة ويرد بعضها الى بعض ويرد بعضها الى بعض وهو يفسر الزوي الذي يقع النار برد بعضها على بعض نعم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على ختام الانبياء واشرف المرسلين. نبينا محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين. قلتم احسن اليكم في كتاب الاربعين المدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية. الحديث الثالث في تفسير قوله تعالى ومن الليل فسبح وادبار السجود. عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خصلتان او خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم الا دخل الجنة. هما يسير ومن يعمل به ما قليل يسبح في دبر كل صلاة عشرا ويحمد عشرا ويكبر عشرا. فذلك خمسون ومئة باللسان والف وخمسمائة في الميزان ويكبر اربعا وثلاثين اذا اخذ مضجعه ويحمد ثلاثا وثلاثين تسبح ثلاثا وثلاثين فذلك مئة باللسان. فذلك مئة باللسان والف في الميزان. فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده قالوا يا رسول الله كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل الا يأتي احدكم يعني الشيطان في منامه فينومه قبل ان يقول. قبل ان يقوله. ويأتي في صلاته فيذكره حاجة قبل ان يقولها. رواه الاربعة واللفظ لابي داوود. وقال الترمذي حديث حسن موارد القول في هذا الحديث ثلاثة. فالمورد الاول معرفة راوي الحديث. وهو هو عبد الله ابن عمرو ابن العاصي القرشي السهمي يكنى بابي محمد يكنى بابي محمد توفي ليالي الحرة سنة ثلاث وستين. في اعدل الاقوال وهو قول الامام احمد توفي ليالي الحرة سنة ثلاث وستين في اعدل الاقوال وهو قول امام احمد وله من العمر ثلاث وسبعون سنة ودفن بالشام وقيل بغيرها. ودفن بالشام وقيل بغيرها كان مشهورا بالعبادة رضي الله عنه. ومن اخباره انه كان يغلق على نفسه فيبكي بكاء عظيما حتى رمست عيناه من بكائه. اي اصاب الرمس وهو سائل يثقل يخرج من العين لعلة فيضعف رؤيتها ومن اخباره رظي الله عنه انه مر يوما في المقبرة فنظر اليها فنزل ثم صلى ركعتين فقال له بعض اصحابه يا ابا محمد انك فعلت شيئا لم تكن افعله فقال اني ذكرت اهل القبور وما حيل بينهم وبينه فاحببت ان اصلي لله ركعتين يعني ان اهل القبور في قبورهم من صالح او مسيء يتمنون لو اعيدوا الى الدنيا فيعمل صالحا. فاما الصالح فليزداد من الخير. واما المسيء ليحسن عمله بعد اساءته. والمورد الثاني تخريج الحديث هذا الحديث اخرجه ابو داوود في سننه قال حدثنا حفص بن عمر قال شعبة قال حدثنا عطاء بن السائبي عن ابيه عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما فذكره بهذا اللفظ المثبت في الكتاب. ورواه النسائي والترمذي ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجة كلهم من حديث عطاء بن السائبي عن ابيه عن عبد الله ابن عمر فمدار هذا الحديث على رواية عطاء بن السائبي عن ابيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وهذا اسناد صحيح. رجاله ثقات. وانما يتخوف من عطاء ان يكون حجة بهذا الحديث في اختلاطه فانه تغير واختلط اخر عمره لكن المخوف منه مندفع بان جماعة من القدامى من اصحابه الذين حدثوا عنه قبل الاختلاط رووا هذا الحديث عنه منهم شعبة ابن الحجاج وسفيان الثوري. فصح ان هذا الحديث من حديثه الذي اتقنه ولم يقع له فيه خطأ بعد تغيره واختلاطه اخر عمره رحمه الله تعالى فاسناد هذا اه الحديث صحيح ومن ثم قال الترمذي حديث حسن صحيح وهذه قولة من الترمذي كيفما حمل معناها عليه من الاقوال السبعة المشهورة في كتب مصطلح في الحديث فانها قول بثبوت هذا الحديث. فالترمذي رحمه الله تعالى اذا قال في حديث حسن صحيح فهو يشير الى ثبوته عنده. وهي اكثر الاصطلاحات التي استعملها في كتابه الجامع رحمه الله تعالى وهذا التخريج الذي ذكرناه هو معنى قول المصنف رواه الاربعة فان الاربعة في الاصطلاح المستقر عند المحدثين هم ابو داوود سيستاني اذا اخرجه اين؟ في سننه. وابو عيسى الترمذي اذا اخرجه في جامعه النسائي اذا اخرجه في المجتبى من السنن المسندة. المعروفة بالسنن الصغرى. وابن ماجة اذا اخرجه في سننه فاذا اجتمع هؤلاء بتخريج الحديث في كتبه المذكورة كتبهم المذكورة قيل اخرجه الاربعة. وعلم انه لو اخرجه واحد منهم خارج كتابه الذي سميناه فانه لا يكون على قانون اهل الحديث المستقر. فلو قدر ان حديثا ما رواه النسائي في المجتبى والترمذي في الجامع وابن ماجة في السنن وابو داوود في كتاب الزهد. فهل يقال فيه رواه الاربعة ام لا يقال لا يقال لماذا؟ لان شرط العزو الى ابي داوود ان يكون في سننه ثم قال المصنف واللفظ لابي داوود يعني ان اللفظ المذكور هو لفظ ابي داود. وانما قدم لفظ ابي داوود لانه هو الاتم. لانه هو الاتم. واشرت الى ذلك بقولي عند اختيار اللفظ قدم الاتم وان يكن مظعفا فالطرح ام. عند اختيار اللفظ قدم الاتم فان فان يكن مضعفا فالطرح ام. ام يعني اقصد. فالاصل تقديم لفظ الاتم الا ان يكون ذلك اللفظ الا ان يكون ذلك اللفظ مضعفا. فانه عند ذلك يطرح ولا يؤبه به والمولد الثالث الثالث بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى ومن الليل سبحه وادبار السجود. فان الاية تتضمن الامر بتسبيح الله سبحانه وتعالى في الليل وفي ادبار السجود. والمراد بالسجود الصلاة وادبار الصلاة جمع دبر. ودبر الصلاة نوعان احدهما اخرها المتصل بها قبل السلام. اخرها المتصل بها قبل السلام. والثاني لاحقها التابع لها الواقع بعد السلام. لاحقها التابع لها بعد السلام ففي الاحاديث النبوية جرى تسمية هذا وهذا بدبر الصلاة. فيكون هذا اللفظ دبر الصلاة صالحا المعنيين. ويفسر بما يقع من الفعل النبوي فيه كما سيأتي في هذا الموضع وفي الحديث ذكر شيء من التسبيح المأمور به في الليل وذكر شيء من التسبيح المأمور به في ادبار الصلوات. فاما الذكر المأمور فاما التسبيح المأمور به في الليل ففي قوله صلى الله عليه وسلم كبروا اربعا وثلاثين اذا اخذ مضجعه ويحمد ثلاثا وثلاثين ويسبح ثلاثا وثلاثين والمضجع اسم للموضع الذي يأوي اليه النائم ليلا والمضجع اسم للموضع الذي يأوي اليه النائم ليلا فيختص بذلك ففيه الامر بتسبيح الله عز وجل ثلاثا وثلاثين وتحميده ثلاثا وثلاثين اربعا وثلاثين اذا اخذ مضجعه ووقع في حديث الحكم ابن عن عبدالرحمن ابن ابي ليلى عن علي رضي الله عنه في قصته هو فاطمة في سؤال النبي صلى الله وسلم خادما انه قال لهما الا ادلكما على خير لكما من خادم. اذا اخذتما مضجعكما او قال اويتما الى مضجعكما فكبرا اربعا وثلاثين وسبح ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين. فهن خير لكم من خادم قال ابو العباس ابن تيمية الحفيد من استعمل هذا الذكر اذا نام لم يلحقه تعب في يومه وكان نشيطا. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال خير لكما من خادم. فمن قال هذا الذكر بقلب صادق عند اخذه مضجعه اورثه ذلك قوة في بدنه لان القلبية تورث قوة بدنية. فاذا قوي ذكر الانسان ربه بقلب حاضر عند نومه اورثه ذلك قوة في بدنه. فاصبح نشيطا. وفي حديث سعيد بن المسيب عن ابي هريرة في اذا نام احدكم عقد الشيطان على قافيته ثلاث عقد نم. ارقد عليك ليل طويل. فاذا اصبح فذكر الله انحلت عقدة. فذكر الله سبحانه وتعالى مما يدفع سطوة ويقوي الابدان ومن محاله هذا الذكر من التسبيح. والتسبيح في الليل عند المضجع وقع في موضعين احدهما عند المبادرة اليه فاذا اراد ان ينام جاء بهذا الذكر. وان كان المرء لم ينم الليل. فانه يقوله اذا اراد اخذ مضجعه اذا اصبح كالعادة الجارية من الناس في رمضان غالبا فانهم لا ينامون الليل فمثل هذا اذا اراد ان ينام اما بعد الصبح وهو نومه في يومه لاراحة بدنه فانه يأتي بهذا الذكر لانه هذا محل اخذ المضجع واما الموضع الثاني ففي حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه عند البخاري من تعار من الليل فقال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. سبحان الله والحمد لله والله اكبر ولا اله الا الله ولا حول ولا لا قوة الا بالله. فان دعا استجيب له. وان قام فصلى ركعتين قبل منه. فهذا موضع اخر من مواضع التسبيح في الليل اذا كان الانسان في مضجعه. واما التسبيح في صلاة المذكور في هذا الحديث ففي قوله صلى الله عليه وسلم يسبح في دبر كل صلاة عشرا ويحمد ويكبر عشرا. والمراد بالصلاة التي يكون فيها ذلك في دبرها الصلاة المكتوبة لانه هو الواقع في الاحاديث النبوية ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا انصرف من صلاته يعني الصلاة المكتوبة ولما علمه الصحابة علمه ما يتعلق بالصلاة المكتوبة فهو ذكر مخصوص بالصلاة المكتوبة ودبر الصلاة هنا يراد به اللاحق بها التابع لها الذي يكون بعد الانصراف منها بالتسليم فيكون هذا من الاذكار التي يؤتى بها بعد الصلاة. والتسبيح المأمور به بعد الصلاة وقع في السنة النبوية على خمسة انحاء اولها التسبيح عشرا والتحميد عشرا والتكبير عشرا وهذا في حديث عبدالله بن عمر عند الاربعة وهو حديث الباب. واسناده ايش صحيح وثانيها التسبيح خمسا وعشرين. التسبيح خمسا والتحميد خمسا وعشرين. والتكبير خمسا وعشرين والتهليل خمسا وعشرين وقع هذا عند النسائي من حديث زيد ابن ثابت واسناده صحيح وثالثها تسبيح ثلاثا وثلاثين والتحميد ثلاثا وثلاثين والتكبير ثلاثا وثلاثين وقع هذا في حديث ابي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين ورابعها التسبيح ثلاثا وثلاثين والتحميد ثلاثا وثلاثين والتكبير اربعا وثلاثين وقع ذكر هذا في حديث كعب بن عجرة في صحيح مسلم وخامسها التسبيح ثلاثا وثلاثين والتحميد ثلاثا وثلاثين والتكبير ثلاثا وثلاثين وقول لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير امام المئة وقول لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير تماما المئة فهذه خمس صفات من التسبيح الوارد بعد الصلاة المكتوبة. واختلف العلماء في السنن المتعددة في موضع واحد هل يجمع بينها؟ ام يؤتى بواحد منها؟ والصحيح ان انما تعدد في موضع واحد فان العبد يأتي بواحد من تلك الانواع انواع فان العبد يأتي بواحد من تلك الانواع وينوع بينها ليصيب عمل السنة كلها. وينوع بينها ليصيب عمل السنة كلها فمرة يسبح ويحمد ويكبر عشرا ومرة يسبح ويحمد ويكبر خمسا وعشرين ويزيد التهليل لا اله الا الله وهلم جرا. فاذا وقع منه ذلك اصاب السنة كلها ذكر هذا ابو العباس ابن تيمية الحفيد وحفيده بالتلمذة ابو الفرج ابن رجب رحمهم الله تعالى وما ذكرناه من التسبيح المتعلق بالليل والصلاة مما ذكر في الحديث هو مما يندرج في قوله تعالى ومن الليل فسبحه وادبار السجود. فان الاية باطلاقها تدل على الامر بالتسبيح. وهذا قول بعض المفسرين ان المأمور به في الاية هو تسبيح الله سبحانه وتعالى في الليل وفي ادبار السجود. لان الله امر بذلك في الموضعين. فيقع تفسيره بما جاء في السنة النبوية مما بيناه انفا. والمختار والله اعلم ان معنى الاية يتبين بما قبلها. فان الله سبحانه وتعالى قال فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وادبار السجود. فالاشبه او ان الاية تتعلق ببيان صلاة مرادة. فهاتان الايتان من سورة قاف تظمنتا اوقات الصلوات. فقوله تعالى وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس يعني صلاة الفجر. وقبل الغروب يعني صلاة العصر ومن الليل فسبحه يعني صلاة المغرب والعشاء. والحق بهم الفجر لانه يكون مع بقية ليل لانه يكون مع بقية ليل فانه اذا طلع الفجر تبقى بعظ وما يلابس الليل كالنجوم فان النجوم لا تزول بمجرد طلوع الفجر بل لا تزول الا اذا ازداد نوره انه ربما يطلع الفجر ولا تزال ترى النجوم ظاهرة فبين الليل والفجر ملابسة وهذه الملابسة ادرجت بها صلاة الليل الحاقا في هذه الاية. وموجب هذا القول ما رواه البخاري ومسلم من حديث اسماعيل ابن ابي خالد عن قيس ابن ابي حازم عن جرير ابن عبد الله رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الفجر قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ثم قرأ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. فقرائته صلى الله عليه وسلم للاية تصديقا ما ذكر يدل ان المراد بها صلاة الفجر وصلاة العشر العصر. فيكون ما بعدها ملحقا بها لاقترانه بالامر بالتسبيح فانه قال وسبح بحمد ربك ثم قال ومن الليل فسبحه. فدل هذا ان المأمور به من التسبيح في الاية الاخرة هو المأمور به من التسبيح في الاية الاولى. وهذا الوجه من الاستنباط منزعه دلالة السياق. فان دلالة السياق من اجل مسالك فهم كلام الخلاق. وقد ذكر ابو محمد ابن عبد السلام في كتاب الامام ان السياق يبين المجملات ويرجح المحتملات ويحل وكم من مسألة غار فهمها واعتاص على الناظر فيها فاذا قلب النظر وحرك في سياق ما ورد فيه ذلك المراد فهمه من اية او حديث تبين له معناه فتكون هاتان الايتان شبيهة بقول الله سبحانه وتعالى اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن قال الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا. فمعنى قوله اقم الصلاة لدلوك الشمس اي لميلها بالزوال وذلك شامل لوقت الظهر والعصر. وقوله سبحانه وتعالى وغسق الليل يعني ظلمته. وذلك شامل الى غسق الليل وذلك اي ظلمته وذلك شامل للمغرب والعشاء. ثم صرح بصلاة الفجر فقال وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا. فاحسن الاقوال في تفسير هذه الاية ان المراد بها الامر بالصلوات الخمس ان المراد بهذه الاية وسابقتها الامر بالصلوات الخمس في قوله وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس يمشي وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وادبار السجود. فالعبد مأمور بان يأتي بهذه الصلاة وانما امر بالصلاة بعد الامر بالصبر لان من اعظم ما يعين العبد على الصبر الصلاة واعظم ما يعين العبد على الصلاة الصبر عليها. وقد وقع القرن بينهما في قوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة وقال تعالى وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها. فهما امران مقرونان. بقوة تأثير احدهما في الاخر فمما يقوى به صبر العبد ان يكون محافظا على الصلاة لما فيها من تطمين القلب وتسكين روح واصلاح الحال وتقوية النفس. وكذلك لا يستقيم امر الصبر لاحد الا بمحافظته على الصلاة لان من وجوه الصبر الصبر على طاعة الله عز وجل. ومن اعظم طاعة الله عز وجل الصلوات الخمس المفروضة فذلك المراد بهاتين الايتين. واذا كان المراد بهاتين الايتين هو الامر التسبيح لله باداء الصلاة فان ما وراء ذلك من التسبيح يندرج فيها. لانه من باب لازم للصلاة فان الصلاة تشتمل على التسبيح فان الصلاة تشتمل على التسبيح. فكل ما يتعلق بالتسبيح يكون مأمورا به لكن الفرق بين الامرين ان الامر بالصلوات الخمس هو امر فرض واما الامر بما وراء ذلك من من التسبيح كالاذكار التي ذكرنا فالامر به امر نفل فيستحب للانسان ان يذكر الله سبحانه وتعالى بما ذكرناه من الاذكار الموظفة في الشرع بعد الصلوات وبعد وفي الليل اذا اخذ الانسان مضجعه او تعار منه من الليل. وهذا اخر البيان على هذه الجملة ونستكمل وان شاء الله تعالى غدا بقية الكتاب في الحديث الرابع والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين