السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي انزل القرآن ايات بينات. ففسره رسوله بالاحاديث الشريفات. واشهد ان لا اله الا الله الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد. كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فهذا المجلس التاسع في شرح الكتاب الاول من برنامج التفسير النبوي التفسير النبوي للقرآن. من برنامج التفسير النبوي للقرآن وهو وكتاب الاربعين المدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية لمصنفه صالح بن عبدالله بن حمد ميم وقد انتهى بنا البيان الى قول المصنف الحديث السادس. وقبل الشروع في قراءته يحسن ان نرجع بالقول على جملة مما تقدم بيانه. فمن ذلك ان قول الله سبحانه انا ومن الليل فسبحه وادبار السجود هو على المختال في تفسيره. ماذا نعم الصلوات ايهن ايش والذي قبلها في الاية التي قبلها في قوله تعالى واصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وادبار السجود. فذكرنا ان قوله تعالى قبل طلوع الشمس يعني صلاة الفجر وقبل الغروب يعني صلاة ايش؟ العصر والظهر اين هي الظهر تابعة لها والظهر لاشتراكهما في كونهما بعد الزوال. ثم في قوله تعالى ومن الليل سبحوا يعني صلاة الليل وهي المغرب والعشاء والفجر تقدم فيها وانما ذكرنا ان هذه الاية قوله تعالى فاقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر. ان قرآن الفجر كان مشهودا. فقوله للدلوك الشمس يعني لميلها بالزوال وذلك جامع لوقت الظهر والعصر. وقوله الى رسق الليل جامع لوقت المغرب والعشاء ثم صرح بصلاة الفجر فيها فهذه الاية حذو تلك الاية في تقدير الاوقات. ثم ذكرنا في حديث الرابع وهو حديث عبدالله ابن ابن عمر رضي الله عنهما طرفا من اخبار عبد ابن عمر فمن هو عبد الله ابن عمر اس ايش تمام احسنت هو عبد الله ابن عمر ابن الخطاب القرشي العدوي يكنى ابا آآ عبد الرحمن توفي سنة ثلاث وسبعين وقيل اربع وسبعين والاول اصح وكان له من العمر خمس وثمانون سنة وذكر مالك انه حين مات كان ابن سبع وثمانين والاشبه والله اعلم الاول بحساب مدة عمره فيما ذكره عن نفسه انه كان يوم احد له من العمر اربع عشرة سنة فيكون حين توفي كما استظهره الذهبي في سير اعلام النبلاء خمسا ثمانين سنة. وذكرنا من اخباره رضي الله عنه ان نافعا سئل عن عمله اذا اه كان في بيته فقال نعم احسنت قال لا تطيقون ذلك الوضوء لكل صلاة والمصحف فيما بينهما. ومن اخباره رضي الله عنه انه لما قتل عثمان دخل مروان ابن الحكم وجماعة من كبراء قريش عليه فقالوا نبايعك فقال ما لي بالناس؟ فقالوا تقاتلهم ونقاتلهم معك. فقال لو اجتمع علي اهل الارض جميعا الا اهل لما قاتلتهم. ثم ذكرنا ان قول الله سبحانه وتعالى يوم تشقق الارض عنهم صراعا وقع هذا حديث في تفسيره وهو حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما وبينا ان هذا الحديث رواه الترمذي وصححه الحاكم والصواب ان هذا الحديث حديث لماذا من هم الرواة عاصم بن عمر العمري وعبد الله بن نافع الصائغ. ذكرنا ان هذا الحديث ضعيف. وان له ثلاثة علل احدها ضعف راويه حفص بن عاصم العمري رضعت راويه حفص بن العاص بن عمر العمري اخو عبدالله بن عمر وعبد الله بن عمر العمريين والثانية ضعف عبد الله بن نافع الصائغ والثالثة اضطرابه فيه. اضطراب عبد الله بن نافع فيه. فذكرنا ان عبد الله بن نافع تارة كان يحدث به عن عاصم ابن عمر العمري عن عبد الله ابن دينار عن ابن عمر وتارة رواه عنه فجعله عن ابي بكر بن سالم بن عبد الله ابن عمر عن ابيه سالم عن عبد الله ابن عمر والاضطراب في فيه من نافع بن عبدالله بن نافع فيما يظهر. الا ان ان الجملة الاولى وهي في كون النبي صلى الله عليه وسلم اول من تنشق عنه الارض قد ثبتت عند البخاري من حديث ابي سعيد الخدري وعند مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه فهي ثابتة ان النبي صلى الله عليه وسلم هو اول من عنه الارض يوم القيامة فيكون مندرجا في تفسير قوله تعالى يوم ان تشقق الارض عنهم. وذكرنا ان تشقق الارض ذكر في القرآن في ثلاثة مواضع ها يا ابراهيم احدها انشقاقها وخروج الماء منها في سورة البقرة وان منها لما يتشقق فيخرج منه الماء الثاني ايش والثاني خروج النبات منها وذلك في قوله تعالى انا صببنا الماء صبا ثم شققنا الارض شق اذن ذلك في سورة عبسان. والموضع الثالث انشقاقها للبعث في قوله تعالى يوم تشقق الارض عنهم سراعا في سورة قاف ثم ذكرنا ان المراد بقوله سراعا ايش ايش؟ احسنت تقديرها يوم تشقق الارض عنهم فيخرجون سراعا يعني يبعثون من قبورهم سراعا كما قال تعالى يوم فيخرجون من الاجداث سراعا فوصف خروجهم حينئذ من قبورهم في حال المسارعة وذلك انهم يجيبون الداعي كما قال تعالى مهطعين الى الداعي. يعني يسرعون الى الداعي الذي يناديهم. ثم ذكرنا بعد ذلك في تفسير في الخامس وهو حديث رجل من ربيعة عند الترمذي ان هذا الرجل من ربيعة وقع مسمى وان الراجح فيه هو الحارث الحارث بن حسان البكري الذهلي رضي الله عنه. كان نازلا البادية وربما قدم على الكوفة ولم يذكر في شيء ممن ترجم له تاريخ وفاته ولا مدة عمره رضي الله عنه. وذكرنا انه باسمه على ثلاثة انحاء نعم الاول الحارث ابن حسان والثاني الحارث ابن يزيد والثالث حريث بن حسان واصحها هو الاول ثم ذكرنا ان هذا الحديث رواه الترمذي وان اسناده ياسين حسن لماذا احسنت ان هذا الحديث من رواية سلام ابن سليمان النحوي عن عاصم ابن ابي النجود عن ابي وائل عن رجل من ربيعة وهو الحارث بن حسان. وسلام وعاصم امامان في القراءة صدوقان في الحديث. فاسناده حسن وهو حديث حسن حينئذ ثم ذكرنا ان هذا الحديث كان مفسرا لقول الله وفي عهد اذ ارسلنا عليهم الريح العقيم في اي شيء فسر ذلك لا الحديث ماذا فسرها به فسرها ايش هذي العقيم معنى العقيمة التي لا تأتي بخير لكن كيف فسر الحديث احسنت فسرها الحديث ببيان قدر الريح الذي فتح عليهم كما قال في الحديث وذكر انه لم يرسل عليهم من الريح الا قدر هذه الحلقة يعني حلقة الخاتم. فالذي ارسل عليهم قدر يسير من عذاب الله سبحانه وتعالى بهذه المنزلة وهذا يدل على قدرة الله سبحانه وتعالى. ثم ذكرنا ان معنى الريح العقيم يعني التي لا خير فيها والشيء العقيم هو الذي لا منفعة فيه فان الريح من منافعها سوق السحاب وتلقيح الشجر وهذه الريح التي ارسلت عليهم كان لا نفع فيها ومنه قوله تعالى او يأتيهم عذاب يوم عقيم يعني مهلك فاسد لا خير لا خير فيه الريح التي ارسلت على عاد وقع وصفها بقول الله سبحانه وتعالى واما عاد فارسلنا عليهم ريحا صرصرا عاتيا فوقع وصفها بشيئين احدهما الصرصر والاخر العاتية فما معناهما نعم احسنت. العرعر آآ العاتية يعني الشديدة والصرصر يعني التي فيها صوت. وقلنا ان شدتها تؤذي الابدان والاعين وان صوتها يؤذي الاذان فيكون الانسان قد غلب على امره ولذلك قال الله عز وجل في عذابهم فترى القوم فيها صرعى كانهم اعجاز نخل من قعر يعني نخل قد قلع من موضعه فلا يرى الا ساقطا على وجه الارض نعم تفضل الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا لوالديه ولمشايخه وللمسلمين. قلتم غفر الله لكم في الاربعين المدنية. في تفسير القرآن بسورة السنة النبوية الحديث السادس في تفسير قوله تعالى والبيت المعمور عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم صححوا عن ما لك بن صعصعة رضي الله عنه عن ما لك ابن صعصعة رضي الله عنه. اضربوا على اسم الراوي المثبت عندكم انس بن مالك واثبتوها ذلك من صعصعة نعم اعد قراءتها. احسن الله اليكم عن ما لك بن صعصعة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم بين انا عند البيت بين النائم واليقظان ذكر حديث الاسراء والمعراج الطويل فيه انه صلى الله عليه وسلم قال فرفع لي البيت المعمور فسألت جبريل فقال هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون الف ملك. اذا خرجوا لم يعودوا اليه اخر عليهم متفق عليه واللفظ للبخاري. موارد القول في هذا الحديث ثلاثة فالمورد الاول في تعريف راوي الحديث وهو ما لك بن صعصعة ابن وهب الانصاري الخزرجي الانصاري الخزرجي سكن البصرة سكن البصرة ذكره الباجي في التعديل والتجريح ولم يذكر احد من من مترجميه سنة وفاته لكن قال الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب وكأنه مات قديما. وكانه مات قديما لماذا قال الحافظ وكانه مات قديما ايش قبل مات قديم المعنى انه مات قديما يعني في الزمن الاول من عهود الصحابة. لكن من اين استنبطه الحافظ؟ لان كل من ترجم له لم يذكره استنبطه الحافظ من قلة حديثه وانه لم يروي عنه الا انس ابن مالك استنبطه الحافظ من قلة حديثه وانه لم عنه الا انس بن مالك رضي الله عنه فهو قليل الحديث وله في الصحيحين حديث واحد وهو هذا الحديث وهو حديث الاسراء والمعراج. وهو حديث الاسراء والمعراج وقد ذكر النووي في تهذيب الاسماء واللغات ان احسن روايات حديث الاسراء والمعراج هو رواية مالك صعصعة ان احسن روايات حديث الاسراء والمعراج هي رواية ما لك بن صعصعة وقال المجدي في تهذيب الكمال ويقال انه لا احسن ولا اصح من حديثه في الاسراج والمعراج. ويقال انه لا اصح ولا احسن من حديثه في الاسراء والمعراج. والمورد الثاني تخريج الحديث هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم لقول المصنف متفق عليه. فان المتفق عليه كما تقدم يطلق على معان ثلاثة اشهرها ان يكون الحديث مما رواه البخاري ومسلم عن صحابي واحد وهذا الحديث من هذا الجنس. فاخرجه البخاري ومسلم عن ما لك بن الصعصعة رضي الله عنه قال البخاري رحمه الله تعالى حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة وقال ليزيده وقال حدثنا يزيد بن زريعة قال حدثنا وقال لي خليفة حدثنا يزيد ابن زريع قال حدثنا سعيد وهشام كلاهما عن قتادة عن انس بن مالك عن مالك بن صعصعة فذكر الحديث. واخرجه البخاري رحمه الله تعالى في موضع اخر قال حدثنا هدبة ابن خالد قال حدثنا همام ابن يحيى قال حدثنا قتادة عن انس ابن مالك قال حدثنا مالك ابن صعصع رجل من قومه فذكر الحديث ولم يذكر دخول الملائكة للبيت المعمور فيه واخرجه مسلم في صحيحه قال حدثنا محمد بن مثنى قال حدثنا ابن ابي عدي عن سعيد عن قتادة عن انس ابن مالك لعله عن ما لك بن صعصعة رجل من قومه فذكر الحديث كرواية البخاري بذكر البيت معمول ومن دخله ثم اخرجه مسلم ايضا قال حدثنا شيبان ابن فروخ قال حدثنا حماد ابن سلمة قال حدثنا ثابت عن انس ابن مالك فذكر الحديث ولم يذكر روايته عن مالك ابن صعصعة. ووقع هذا في روايات مختصة للحديث في الصحيحين يرويها انس عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يذكر مالكا وهي في الاصل من روايته عنه وانما اختصره فلم يذكر ما لك بن صعصعة ذكر هذا الترمذي في جامعه. فالحديث بسياقه الطويل مما اتفق عليه البخاري ومسلم وهو عندهما من حديث قتادة عن انس بن مالك عن مالك بن صعصعة اتى رضي الله عنه فذكر هذا الحديث. واما المورد الثالث فهو بيان ما يتعلق به من تفسير الاية وهي قوله تعالى والبيت المعمور. ففيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فرفع هي البيت المعمور فسألت جبريل فقال هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون الف ملك ان الحديث يدل على ان البيت المعمور المقسم به في سورة الطور هو بيت في تمام وقد اختلف المفسرون في البيت المعمور على قولين احدهما ان البيت المعمور بيت في السماء والاخر ان البيت المعمور هو الكعبة المشرفة. واصح القولين هو القول الاول لصحة الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه لما ذكر البيت الذي في السماء قال البيت المعمور كيفية عمارته بما يقع فيه من صلاة الملائكة. والبيت المعمور الكائن في السماء وقع تسميته بالضراح بالضاد المعجمة المضمومة الضراح عند البيهقي في شعب الايمان عند لجرير في تفسيره والبيهقي في شعب الايمان باسناد حسن عن علي ابن ابي طالب فالبيت المعمور الكائن في السماء يسمى الضراح. وهو كما ثبت في اثر علي المتقدم حيال الكعبة. يعني في جهة في السماء وله من الحرمة في السماء كما للكعبة من الحرمة في الارض. وله من في السماء كما الكعبة في الارض من الحرمة. فهذا الحديث حديث ما لك مع لعلي رضي الله عنه يبينان ان البيت المعمور هو بيت معظم في السماء حيال الكعبة اسمه الضراح وله من الحرمة ما للكعبة في الارض من الحرمة. وعمارته فسرت في هذا في الحديث بقوله يصلي فيه كل يوم سبعون الف ملك اذا خرجوا لم يعود لم يعودوا اليه اخر ما عليهم يعني انهم لا يعودون اليه ابدا. فهو معمور بطاعة الله عز وجل وعبادته بما يكون فيه من صلاته ملائكة نعم قلتم غفر الله لكم الحديث السابع في تفسير قوله تعالى فكان قاب قوسين عن ابي اسحاق الشيباني قال سألت زر ابن حبيش قال سألت زر ابن حبيش عن قول الله عز وجل او ادنى قال اخبرني ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ست مئة جناح متفق عليه واللفظ لمسلم. هذا الحديث موارد القول فيه ثلاثة. فالمورد الاول تعريف راوي الحديث وهو عبد الله ابن مسعود ابن غافل ابن غافل بالغين المعجمة في اوله الهزلي الهدى لي يكنى ابا عبد الرحمن سكن الكوفة بعد المدينة. سكن الكوفة بعد المدينة ثم رجع اخر حياته فمات بالمدينة في اصح القولين. ثم رجع في اخر حياته الى المدينة فمات بها في اصح القولين سنة اثنتين وثلاثين. سنة اثنتين وثلاثين وكان شديد التعظيم للاتباع. فكان يشبه في هديه وسمته ودله بالنبي صلى الله عليه وسلم المحبة للقرآن الكريم كثير التلاوة له. وقد صح عنه عند الطبراني وغيره انه كان يترك صيام النفل ويقول انه يمنعني عن القرآن انه يمنعني عن القرآن واني احب قراءة القرآن اي انه كان اذا صام نفلا ضعف ضعف بدنه رضي الله عنه فكان يترك صيام النفل محبة قراءة القرآن وهو من ائمة القراءة من الصحابة رضي الله عنهم وله حين موته لما توفي بضع وسبعون سنة ذكر النووي في تهذيب الاسماء والصفات ذلك اتفاقا. اي انهم اتفقوا انه مات عن بضع وسبعين سنة والمولد الثاني تخريج هذا الحديث فهذا الحديث اخرجه البخاري. قال حدثنا قتيبة قال هنا ابو عوانة قال حدثنا ابو اسحاق الشيباني. قال سألت زر ابن حبيش فذكر الحديث واخرجه مسلم قال حدثنا ابو الربيع الزهراني قال حدثنا عباد وهو ابن العوام قال حدثنا الشيباني قال سألت زر ابن حبيش فذكر الحديث واخرجه مسلم ايضا من حديث شعبة بن الحجاج وحفص وحفص بن غيات كلاهما عن ابي اسحاق سليمان الشيباني به الا ان شعبة جعله في تفسير قوله تعالى لقد رأى من ايات ربه الكبرى وجعله حفص بن غياث في تفسير قوله تعالى ما كذب الفؤاد ما رأى. والمحفوظ رواية الصحيحين المتفق عليها ان هذا الحديث في تفسير قوله تعالى فكان قاب قوسين او ادنى واما المولد الثالث وهو بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى فكان قاب قوس او ادنى ففيه ان الذي قرب من النبي صلى الله عليه وسلم هو جبريل عليه الصلاة والسلام واهل العلم مختلفون في قوله تعالى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى في من دنى فتدلى على قولين احدهما انه الله عز وجل والاخر انه جبريل عليه الصلاة والسلام والقول الثاني هو الحقيق بالتقديم. والقول الثاني هو الحقيق بالتقديم. فقد جاء عن جماعة من الصحابة من عبد الله بن مسعود وعائشة بنت ابي بكر وابو هريرة الدوسي رضي الله عنهم قال ابن كثير ولا يعرف لهم مخالف من ابه واختار هذا القول جماعة من المحققين منهم ابو العباس ابن تيمية الحفيد وتلميذه ابو عبد الله ابن قيم وتلميذه الاخر ابو الفداء ابن كثير. فالمرجح هو كون الاية متعلقة بجبريل عليه صلاة والسلام ويدل على ذلك ملاحظة سياق الايات. فالاشبه في سياق الايات ابتداء من اولها الى وصولها الى هذا الموضع انها متعلقة بجبريل عليه الصلاة والسلام اذ قال الله سبحانه وتعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى علمه شديد القوى. ذو مرة فاستوى وهو بالافق الاعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى. واطنب ابن القيم رحمه الله تعالى في الانتصار لهذا قول فرجحه بسياق ستة عشر وجها تدل على تعين كونه جبريل بسطها رحمه الله تعالى في باب الاتصال من كتاب مدارج السالكين. بسطها في باب الاتصال من كتاب مدارج التاركين وهو في اخر مدارج السالكين ومعنى قوله فكان قاب قوسين او ادنى يعني فكان قدر قوسين او ادنى القوس الالة التي ترمى بها السهام. فانها تسمى قوس وتقديره عند العرب ذراع. فكل قوس ذراع فيكون قد قرب منه قدر ذراعين او ادنى من ذلك. وكان هذا القرب عند سدرة المنتهى في السماء السابعة. وكان هذا القرب عند سدرة المنتهى. في السماء السابعة. كما وقع ذلك باسناد حسن في حديث ابن مسعود نفسه عند احمد في مسنده من حديث عاصم ابن ابي النجود عن زر ابن حبيش عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه. وهذا احد الموضعين اللذين وهذا احد الموضعين اللذين رأى فيهما النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته الحقيقية وله ست مئة جناح. فالاولى كانت عند سدرة المنتهى والثانية كانت عند اجياد. فالاولى كانت عند سدرة المنتهى والثانية كانت عند اجياد فرآه النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الصورة. وروي في ذلك كاحاديث فيها ضعف في الكتب المشهورة لكن وقع ذلك باسناد صحيح عند الفاكهة في اخبار مكة فقال الفاكهي في اخبار مكة حدثنا ابن ابي عمر ومحمد ابن ميمون وعبد الجبار قالوا حدثنا سفيان عن ابي اسحاق الشيباني عن زيد ابن حبيش عن ابن مسعود ذكر هذه الاية فقال رآه في صورته مرتين عند سدرة المنتهى وباجياد. فهذا اسناد صحيح يبين ان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على صورته العظيمة وقعت في هذين الموضعين الذين ذكرنا فيكون تفسير الاية فكان جبريل عليه الصلاة والسلام قريبا من النبي صلى الله عليه وسلم قدر ذراعين او اقل من ذلك ومعنى قوله واللفظ لمسلم يعني ان اللفظ المذكور لمسلم لماذا اختير لتمامه؟ لماذا اختير لتمامه نعم احسن الله اليكم قلتم غفر الله لكم. الحديث الثامن في تفسير قوله تعالى اذ يغشى السدرة ما يغشى. عن عبد الله ابن ابن مسعود رضي الله عنه قال لما اسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهي به الى سدرة المنتهى وهي في السماء اليها ينتهي ما يعرج به من الارض فيقبض منها واليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها. قال اذ اغشى السدرة ما يغشى. قال فراش من ذهب. الحديث رواه مسلم موارد القول في هذا الحديث ثلاثة فالمورد الاول تعريف راوي الحديث. وتقدم انه عبد الله ابن مسعود ابن غافل الهدني. يكنى عبدالرحمن سكن الكوفة بعد المدينة ثم رجع اخر عمره الى المدينة النبوية فمات بها سنة اثنتين وثلاثين وله بضع وستون سنة اتفاقا حكاه النووي في تهذيب الاسماء واللغات. والمولد الثاني في تخريج الحديث فهذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه قال حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال دفن ابو اسامة قال حدثنا ما لك بن مغول حاء وحدثنا ابن نمير وزهير بن حرب بالفاظ الفاظهم متقاربة. قال ابن نمير حدثنا ابي قال حدثنا ما لك ابن مغول عن الزبير ابن عدي عن طلحة عن مرة عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه فذكر هذا الحديث وهو من مسلم فلم يخرجه البخاري. والبخاري رحمه الله تعالى انفرد عن مسلم باحاديث اقل وانفرد مسلم عن البخاري باحاديث اكثر واتفقا على كثير من الاحاديث. فمسلم له زوائد كثيرة على البخاري بخلاف البخاري فزوائده على مسلم قليلة واتفقوا على جم غفير من الاحاديث التي رووها عن جماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم. والمولد الثالث بيان ما تعلقوا به في تفسير الاية وهي قوله تعالى اذ يغشى السدرة ما يغشى فان بين ان السدرة المذكورة هي سدرة المنتهى. لقوله فيها انتهي به الى سدرة المنتهى. ووقعت التصريح بذلك في قوله تعالى عند سدرة المنتهى. فالسدرة التي وقعت دون تعيين في هذه الاية سبق تعيينها في القرآن بانها سدرة المنتهى. ووقع التصريح بذلك في هذا الحديث النبوي. وهي شجرة عظيمة من شجر السدر وهو شجر معروف عند العرب. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم عظم خلقته في الصحيحين من حديث ما لك بن صعصعة المتقدم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فاذا نبقها بكسر الباء وتسكن بلغة اخرى فاذا نبقها وهو اسم ثمرها. كقلال هجر كقلال هجر واذا اذانها واذا اوراقها كاذان الفيلة. وقلال هجر يعني جرار هجر والجرة اسم لوعاء كبير يوضع فيه الماء وغيره. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان ثمرها يبلغ هذا القدر من الكبار وان اوراقها كانها اذان الفيلة من عظمها. واختلف اهل العلم رحمه الله رحمهم الله تعالى بسبب تسميتها بسدرة المنتهى على اربعة اقوال اولها انها سميت سدرة المنتهى لما ذكره عبد الله ابن مسعود في هذا الحديث وهو قوله ينتهي ما يعرج به من الارض. فيقبض منها واليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها وثانيها انها سميت بذلك لانتهاء علم الملائكة اليها. لانتهاء علم الملائكة اليها فلا يجاوز علمهم العلم بسدرة المنتهى. فما وراء ذلك فهو مخفي عنهم كره كعب الاحبار وثالثها انها سميت سدرة المنتهى لانتهاء من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم اليها لقوله تعالى عندها جنة المأوى فمن اطاع النبي صلى الله عليه وسلم واتبعه انزله الله عز وجل جنة المأوى فكان منتهاه الى سدرة المنتهى. ذكره الربيع ابن انس ورابعها انها سميت سدرة المنتهى لانتهاء علاقة جهنم اليها انتهاء علاقة جهنم اليها وانها من سدرة المنتهى فما بعد علاقة الجنة. وانه من سدرة المنتهى فما بعد علاقة الجنة. فيكون مبتدى. الجنة من المنتهى ومنتهاها عرش عرش الرحمن لان الفردوس وهي اعلى الجنة سقفها عرش الرحمن وهذا القول هو قول شيخ شيوخنا محمد انور شاه الكشميري في فيض الباري وهو من مبتكراته رحمه الله تعالى واصح الاقوال هو القول الاول. واصح الاقوال هو القول الاول. لثبوته عن عبد ابن مسعود رضي الله عنه في صحيح مسلم وكونه محكوما بان له حكم الرفع وكونه محكوما بان له حكم الرفع. لماذا له حكم الرفع بس لو اقبلت علينا كان خليناك تجيه جزاك الله خير فاقبل جزاك الله خير. اخوان اللي يجلسون على الاعمدة لطفا منهم من ادب المجلس ان يقبل الانسان المتحدث اليه اما ان يعطيه جنبه ويتحدث اليه هذا لا لا يحسن. وخاصة عند قراءة الحديث في درس الموطأ نعم يا اخي لان خبر الصحابي عما لا يقال من قبل الرأي يحكم برفعه. لان ما لا يقال من قبل الرأي لا يدرك بالعقل وانما يفتقر الى ادراكه بوحي والصحابة رضي الله عنهم تلقوا علم الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم والى ذلك اشار العراقي بقوله وما اتى عن صاحب بحيث لا يقال رأيا حكمه الرفع على ما قال في المحصول نحو من اتى فالحاكم الرفع لهذا اثبت. ولكن ذكرنا ان هذا مقيد بايش؟ احسنت. مقيد بكون ذلك الصحابي المخبر بالخبر ليس ممن عرف بالاخذ عن اهل الكتاب وهو الاصل في الصحابة انهم لا يأخذون عن اهل الكتاب لكن شهر منهم من عرف بالاخذ عن اهل الكتاب كعبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما ففي البخاري انه اصاب متزاملتين يوما لا يرموك من كتب اهل الكتاب فكان يحدث بها وهذا ظاهر في حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما ولذلك في احمرار الالفية لكن ما اطلقه العراقي مقيد في شبه الاتفاق بكون قائل له لا يعرف اخذ له عن الكتاب فاعرفه. يعني اخذ له عن اهل الكتاب. وعبدالله ابن مسعود رضي الله عنه كان من اشد الناس بعدا عن الاخذ عن اهل الكتاب استغناء بالقرآن والسنة وكان عظيم الاستنباط من القرآن والسنة شديد الاقبال عليهما كما هو معلوم في اخبار وفتاويه رضي الله عنهم فيكون ما ذكره عبد الله ابن مسعود مقدما على غيره. فسميت هذه الشجرة بسدرة المنتهى لما قال عبد الله بن مسعود اليها ينتهي ما يعرج به من الارض فيقبض منها. واليها ينتهي ما يهبط به من فوق بها فيقبض منها. واختلف في موضع هذه الشجرة على قولين احدهما انها في السماء السابعة انها في السماء السابعة. كما وقع التصريح به في حديث ما لك لمن صعصع في الصحيحين وفي حديث غيره من رواة حديث الاسراء. كما وقع التصريح به في حديث ما لك بن صعصعة في الصحيحين وفي في حديث غيره من رواة حديث الاسراء. والثاني انها في السماء السادسة. والثاني انها في السماء السادسة. وهو الذي ذكره عبدالله بن مسعود في هذا الحديث فانه قال وهي في السماء السادسة وهي في السماء السادسة. وتقدم ان هذا الحديث يحكم برفعه. لماذا؟ لانه لا يقال من قبل الرأي. ولاهل العلم في الفصل بين هذين الحديثين مسلكان. احدهما مسلك الترجيح احدهما مسلك الترجيح. وهو تقديم ما وقع في حديث ما لك ابن صعصع انها في السابعة على ما وقع في حديث ابن مسعود انها في السادسة. واليه ذهب ابو الفرج ابن رجب في فتح الباري وعلله بقوله والمرفوع اولى من الموقوف وعلله بقوله والمرفوع اولى من الموقوف انتهى كلامه. وهذا حسن لو كان هذا الموقوف مما يتعذر القول بان له حكم الرفع لكن كما تقدم فان هذا الاثر الوارد عن عبد الله ابن مسعود له حكم الرفع حينئذ لا مناص من طلب الحكومة في الفصل بين الحديثين بغير هذا المسلك. والمسلك الثاني القول بان اصلها في السماء السادسة ومنتهاها في السماء السابعة ان اصلها في السماء السادسة ومنتهاها في السماء السابعة. واليه ذهب ابو الفضل ابن حجر العسقلاني في الباري وهذا والله اعلم احسن المسلكين لما فيه من الجمع بين الحديثين ومن قواعد في الخصومة المتوهبة بين الادلة المتوهم تعارضها تقديم الجمع بينها في اصح اقوال اهل العلم كما قال في المراقي والجمع واجب متى ما امكن. فيجب الجمع بين الادلة متى ما امكن ذلك موقن بين هذين الحديثين بما ذكرنا ان اصلها في السماء السادسة ومنتهاها في السماء السابعة ثمان هذه السدرة يغشاها ما يغشى كما قال الله عز وجل اذ يغشى السدرة ما يغشى ووقع في ابن مسعود رضي الله عنه انه قال فراش من ذهب ان يغشاها فراش من ذهب. والفراش دويبة معروفة تتهافت الى الشيء المضل المضيء دويبة معروفة ذات جناحين تطير حول الشيء المضيء عليه وهي المرادة في هذا الحديث. وقوله من ذهب على حقيقته في اصح القولين وان ذلك الفراش الذي يتهافت على سدرة المنتهى هو فراش من ذهب وذهب جماعة كالطيب والبيضاوي انه انما سمي ذهبا لصفاء لونه وقوة اضاءته والا فانه ليس كذلك وفيه نظر لان الاصل في الكلام الحقيقة والحقيقة المتبادرة من هذا الوضع اللغوي في لسان العرب ان هذا فراش كائن من ذهب وهذا القول هو احسن الاقوال فيما يرشى السدرة. فانما يغشى السدرة اختلف فيه على ثلاثة اقوال احدها انه فراش من ذهب وهو المذكور في حديث عبد الله بن مسعود انه فراش من ذهب وهو المذكور في حديث عبد الله بن مسعود وتانيها انه نور الله سبحانه وتعالى انه نور الله سبحانه وتعالى وثالثها انها الملائكة انها الملائكة ونورها انها الملائكة ونورها واصح الاقوال هو القول الاول. لصحة الحديث الوارد في ذلك عن عبد الله ابن مسعود انه قال من ذهب ووقع عند ابي عوانة بهذا الاسناد في مستخرجه قال رأيت فراشا من ذهب. قال رأيت فراشا من ذهب. والرائي حين ذلك يكون من يكون النبي صلى الله عليه وسلم فهذه الزيادة تدل على ان هذا الحديث مرفوع وفيها رد على من قال بانه من تفسير عبدالله بن مسعود الموقوف عليه لان مثل هذا لا يكون من كلام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. ووقع البخاري ومسلم روايتان تشكلان. اما الاولى فهي قوله صلى الله عليه وسلم في حديث مالك بن صعصعة فغشيها الوان لا ادري ما هي فغشيها لا ادري ما هي. واما الرواية الثانية فهي في حديث ما لك عند مسلم فغشيها غشيها فغشيها ما غشيها. وهاتان الروايتان مجملتان. فسرته فسرتا حديث عبد الله ابن مسعود ان الذي رآه فراش من ذهب وقوله الوان لا ادري ما هي يعني لما اختلط ذلك الفراش الذي هو من ذهب ثمر السدرة وورقها اختلطت هذه الالوان فصارت لا تتميز فهو خبر عن مجموع ما رآه في السدرة من نبقها وورقها والذي تغشاها فيكون المقطوع به ما جاء في حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه في قوله فراش من ذهب ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى فراشا من ذهب وهذا يدل على عظمة سدرة المنتهى التي هي بعظ ما يدل على عظمة الله سبحانه وتعالى. فيكون تفسير الاية اذ يغشى السدرة ما يغشى. اذ يغشى السدرة يعني سدرة المنتهى ما يغشاها من فراش هو من ذهب ووقع في حديث ابي الحارث الازدي عند ابن ابي عاصم في الاحاد والمثاني قال فراش من ذهب كان انه الضباب فراش من ذهب كانه الضباب واسناده ضعيف لكنه معبر عما رأى النبي صلى الله عليه وسلم من اختلاط الالوان وعند الترمذي من حديث سفيان الثوري عن مالك ابن مغول عن ما لك وبهذا الاسناد الذي ذكرناه قال واشار سفيان بيده فارعدها. واشار سفيان بيده فارعدها. يعني لما ذكر اذ يغشى السدرة كما يغشى قال فراش من ذهب واشار سفيان بيده فارعدها. كيف نعم اوعدها يعني حركها كهيئة الرعدة يعني الرجفان فهو رأى صلى الله عليه وسلم فراشا من ذهب كأنه شيء يرتعد من عظمة ما رآه من نوره صلى الله عليه وسلم. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته باذن الله سبحانه وتعالى غدا والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد اله وصحبه اجمعين