السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين رسول الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله اصبح به اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد نلتقي ايها الاخوة في هذه السنة الرابعة من برنامج وعاية المتعلم. ومن مقتضيات السلوك في السير الى الله سبحانه وتعالى التواصي بما ينفع فان الله سبحانه وتعالى لما ذكر صفات النجاة في سورة العصر قال في عدها وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. والتواصي بالحق هو ان يأمر المؤمنون بعضهم بعضا بما ينفعهم بارشادهم الى الخير وتحذيرهم من الشر. فمن مستحسنات القول في فواتح ما يؤمر به من الخير التواصي عليه. وهذا البرنامج وهو اية المتعلم يأتي في سنته الرابعة ليكون منارا للمسترشدين وميدانا للمستفيدين فان حقيقة البرنامج في كلام العرب انه الشيء الذي يجعل ويفتط فيثار عليه. وهي في الاصل كلمة فارسية. ثم عربت. وكانوا يريدون بها الورقة التي تدون فيها البضائع الواردة على السوق. فكان التاجر اذا ورد بقافلته معه ورقة فيها اسماهما معه من الاشياء ومقادير ما فيها ففيها مثلا ثياب وتمر ونحو ذلك وانواع تلك البضائع مقاديرها في عرضها للتجار خاصة او للناس عامة ليأخذوا منها ما يشاؤون ثم استعملت هذه الكلمة في كل ما يحقق المعنى المذكور. من ايضاح ما يختط يسار عليه. ومن جملة ما يفتقر الى ارتسام برامج يسار عليها العلم. فان العلم ككل المطلوبات له طريق. وفي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ومن سلك طريق يلتمس فيه علما. الحديث رواه من طريق الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه. عن النبي صلى الله عليه وسلم فجعل النبي صلى الله عليه وسلم للعلم طريقا. ومما يوضح هذا الطريق البرامج المختصة التي ترسم منارا للمسترشدين المبتغين الحصول على العلم وهذا الطريق الذي يصفه الواصفون له لا يمكن السلوك فيه لا بنقل النفس في مراتب هذا الطريق. فلزوم طريق العلم حقيقة لازمة للمتعلم ولا سبيل له للوصول الى العلم الا بان يأخذ في طريقه. فاذا وجد طالب العلم من البرامج شيئا اختطه الواصفون للعلم بقي عليه ان يحرص على السير فيه وان يأخذه اخذا جادا. وموارد هذه البرامج مختلفة. ومن جملة مضامن البرامج المختصة في طلب العلم الحفظ. فان الحفظ هو الاسطوانة العظمى في طلب العلم. ولا شك عند العقلاء ان العلم لا ينال الا بحفظ. قاله شيخ شيوخنا ابن مانع. ودلائل ذلك من القرآن والسنة والاجماع والفطرة والعقل متكاثر على ان العلم لا يؤخذ الا بحفظه والحفظ الذي يكون في العلم يلاحظ فيه احتياج العبد في مراتب وصوله الى الله سبحانه وتعالى. فليس مجالا لان يأخذ فيه العبد كيفما شاء. بل ينبغي ان يأخذ فيه وفق طريق مختط يرتب فيه ما يحتاج اليه المتعلم. فاذا هدي المتعلم الى يلاحظ فيه الحفظ وفق خطة مرسومة فينبغي عليه ان يشد عليه بيديه وان يأخذ به اخذا قويا. وهذا البرنامج وهو وعاية المتعلم عماده كما سبق الحفظ. وهذا الحفظ نوعان احدهما اما حفظ ابتداء الاخر حفظ انتهائه. فحفظ الابتداء هو ان يبتدأ المتعلم بحفظ شيء لم يكن حافظا له من قبل. وحفظ انتهاء ان يعيد المتعلم مراجعة محفوظه السابق. فلا غنى لمن حفظ شيئا عن دوام المراجعة فرص تكون فيها مراجعة المحفوظ هي الاجازة الصيفية. فاما من كان يبتدأ حفظه او اولا فانه يقبل على هذا البرنامج وفق ما رتب فيه فيتحفظه شيئا فشيئا حتى توفيه او يستوفي ما يقدر عليه منه. واما من كان حافظا قبله فانه اذا دخل هذا البرنامج على ان يراجع محفوظه السابق فيبتدأ بما حفظه قبل فيراجعه ثم ينتقل الى ما بعده حتى يصل الى القدر الذي وقف عليه من المحفوظات فيبتدأ به ولو لم يبقى من مدة البرنامج الا يسيرا فالتذكرة بين يدي اخذكم في هذا البرنامج هي الوصية بالحرص على الحفظ اولا ثم الوصية بالحرص على ما لكم في هذا البرنامج فيأخذ فيه المتعلم وفق موضع له ثم يلاحظ الم تعلم قدرته على الحفظ فيأخذ من كل محفوظ لشرع فيه القدر الذي يقدر عليه. فاذا كان يقدر على حفظ ثلاثة اسطر اكتفى بها. واذا كان على ما على اكثر من ذلك اخذ فيه. ثم اذا شرع يتحفظه فعليه ان يكرره كثيرا ولا اقل من ان يرده عشرين مرة فما فوق. حتى يتقنه. فاذا اتقنه فانه يلزمه ان يعرضه على غيره. وهم بخصوص هذا البرنامج الاخوة المعيدون الذين تمرون عليهم فمن حفظ شيئا من العلم فلابد له من اخراجه من نفسه بالقائه على غيره فان هذا يثبت حفظه ويبقي علمه. اما من يظن انه يحفظ ثم لا يعرض على احد فان حفظه يبقى ضعيفا ولا يقوى حفظه ولا يستمسك حتى يعرضه على غيره. فاذا عرظ على غيره هذا المحفوظ فقد ارتقى رتبة اخرى بعد تحفظه. ثم لا يزال نفسه في رتب هذا المحفوظ حتى يستوفيهم. فاذا حفظ ما ابتغاه من محفوظ فانه ينبغي له ان يعيد هذا المحفوظ مرات حتى يتقنه. فاذا كان قد حفظه في ثمان مئة في ثمانية ايام وله ثمانية مقادير من الحفظ فتم له ذلك فيبدأ في عرضه مرة اخرى بان يعرضه في اربعة مقادير اي في اربعة ارباع ثم اعرظه في في مقدارين ثم يعرظه ثم يعرضه في مقدار واحد اي بان يأتي محفوظه من اوله الى اخره. فاذا اتقنه انتقل الى ما بعده ولا ينبغي له ان يستعجل فان العجلة هنا هي بالتؤدة والاتقان. فالمرأة اذا اتقن محفوظه لم احتج الى ان يرجع اليه مرة ثانية. اما ما يفعله بعض الطلبة من مخادعة نفوسهم من انهم يحفظون على وهن وضعف ويحدثون انفسهم بانهم بعد ذلك يرجعون الى اتقانه فان هذا المحفوظ يكون ذاويا في نفوسهم غير فاذا حفظ الطالب ينبغي له ان يحدث نفسه بانه لا يرجع الى وقت اخر يحفظ فيه وانما هذا الذي افرغه للمحفوظ يجمع قلبه عليه حتى يتقنه ثم يعرضه على معين او غيره ممن يعينه على هذا فاذا استوفاه وقام على سوقه في قلبه انتقل الى محفوظ اخر وهكذا حتى يتم له محفوظه. واذا حصل للمتعلم معارضة بين متطلباته في زمان او مكان ما فانه ينبغي ان ينظر في حسن التصرف في التأليف بينها اما بان يقدم شيئا ويؤخر شيئا واما بان يجمع بينهما على ان يقلل من شيء هو يكثر من شيء اخر. فمثلا من هو في هذا البرنامج ثم يعرض له برنامج السد المجرد تتوق نفسه اليه فلابد ان يلاحظ حاله. فان كان صغيرا في السن يمكنه ان يستدرك سماع كتاب البخاري فيما يستقبل من الايام فهذا يجمع نفسه على برنامج رعاية المتعلمين ولا يشتغل بغيره. اما ان كان كبيرا في السن او يتوق توقانا شديدا الى التأليف بين البرنامجين فهو يخفف محفوظه. فالوقت الذي يصفه في رعاية المتعلم يقلله جدا لانه او مزاحم بالبرنامج الاخر الذي يريد حضوره في جمع بينهما. فاذا قدر انه كان قبل يحفظ في الصباح والمساوى يعني في الصباح والمساء ثم مشتركة في برنامج السرد المجرد وهو في اوقات الفجر والعصر والمغرب والعشاء فانه يقلل ما كان يحفظه. حتى يفرغ من برنامج السر المجرد ثم يرجع الى عدده السابقة واما ما يعمد اليه بعض الاخوان من انهم يرغبون في حضور برنامج في السرد المجرد فيوقفون ذلك البرنامج الاخر وايقافا نهائيا. فهؤلاء اذا ارادوا ان يعودوا الى استكمال البرنامج الاول تثقل نفوس عن قبول الانتقال الى ذلك البرنامج لانها اعتادت شيئا فيدخل نقل النفس من عادتها الى عادة اخرى لضيق الوقت وتزاحمه فالذي ينبغي ان يلاحظه المرء في هذا انه ان كان قادرا على ارجاء احد البرنامجين وتقديم اخر بان يحرص على الوعاية ويؤخر برنامج السرد المجرد فهذا حسن. وان كان يروم الجمع بينهما فهذا يقلل محفوظه. حتى اذا انتهى من برنامج السر المجرد ينتقل بعد ذلك الى استكمال برنامج رعاية العلم. ويجتهد في ما بقي من زمانه في الاستكثار من المحفوظ الذي يريده حتى يستوفيه في الوقت المحدد له. ومما يعلم في اثناء في مثل هذه البرامج ان الطالب الذي رسمت له خطة يرتسم لنفسه مسلكا يضعفه ويمهنه ويقطعه. بدعوى الاتقان فهو يزعم انه يريد الاتقان. لكنه لا يلاحظ الزمان اذا كان هذا البرنامج له مدة محدودة وهي ثلاثون يوما مثلا. فينبغي ان يكون مفرغا في هذه المدة. لا ان يعطل نفسه بدعوى الاتقان. فيبقى في محفوظ واحد طول هالزمان او يبقى فيه ثلثي الزمان بدعوى الاتقان. وانما يعطي نفسه من في الحفظ اكبر مما يجعل ان قصد الاتقان فاذا كان يجعل لها ساعة فيجعل لها ساعتين حتى ينتهي من الى البرنامج وفق المدة الموضوعة له. فالبرنامج عندما يوضع لا يلاحظ فيه جانب واحد وهو جانب المحفوظات بل لا بد من ملاحظة ايضا جانب الزمان وجانب المكان. فالزمن زمن محدود والمكان يتهيأ لك فيه من الاقبال على العلم والانصراف اليه. ولو كنت من اهل الرياض لانك تجد من يجلس لك ذلك المكان شيء قد لا يتهيأ في غيره فينبغي ان تغتنم هذه الفرصة من المكان ايضا فاذا لاحظ متعلم هذين الامرين فانه ينجز باذن الله سبحانه وتعالى. وينبغي الا يزهد المتعلم سواء كان ممن يتحفظ ابتداء او ممن يتحفظ الجهاد الا يزهد في انفاق وقته في الحفظ فان رأس مال الم تعلم هو محفوظه. واذا متن محفوظه متن علمه. واذا ضعف محفوظ توضعف علمه فيقبل على الحفظ بذمة واجتهاد ويلاحظ مدته وزمانه وقوته هو من يعينه على ذلك يجتهد في الانتفاع بذلك مما له اليوم وقد لا يتهيأ له غدا للقواطع التي تعترض الناس في احوالهم في معاشهم ومعاديهم هذه جملة من القول احببت ان القيها بين اظهركم في اوائل هذا البرنامج وطلائعه محرضا على الاجتهاد والاشتغال به وعدم اضاعة الوقت او الانصراف لما لا ينفع او انصراف لما هو نافع في نفسه الا ان هذا ليس وقتا له فان هذه من القواطع التي تقطع طالب العلم وتمنعه من الوصول الى مقصوده منه. والحمد لله رب العالمين احد عنده سؤال تعلق بالبرنامج او بالحفظ النافذة هذا هو الاصل ان شاء الله تعالى. هذا هو الاصل. يسأل الاخ يقول في المقبلة هل يعاد ما مضى من ما قرأ في برنامج استاذ بن مجرد؟ والجواب ان هذا هو الاصل فان برنامج السرد المجرد برنامج ممتد ما حيينا لكن مطالبه محددة فالاصل ان مطالبه هي الكتب الستة وفروعها اللاحقة بها. يعني كالادب المفرد البخاري شمايل للترمذي ونحوها مما يسمى بفروع التهذيب اي كتاب تهذيب الكمال وما يتبعه بالاضافة الى مسند الدارمي ومسند الامام احمد وسنن البيهقي. هذه هي مقاصد برنامج السد المجرد. والاصل اننا اذا انتهينا منها نعيدها وهكذا. وغيره امين ايه؟ ايش انا ذكرت اعادة المحفوظ مثالا فانك قد تحفظه في ثمانية مقادير. ثم تجعله ارباعا ثم تجعله انصافا ثم تجعله مرة واحدة. ولكن قد يكون في بعض المحفوظات اكثر من ثمانية مقادير. فمثلا من يحفظ الفية اذا تمت له فانه غالبا تكون اعشارا اي مئة بيت ثم مئة بيت ثم مئة بيت فيكررها في عشرة ايام. ثم بعد ذلك يجمع كل عشرين في يوم فتصير بخمسة ايام. ثم يجعلها بعد ذلك نصفين. خمس مئة خمس مئة. ثم بعد ذلك يأتي بها تامة. فقد ينفق يوما كاملا في الاتيان بها تامة. ثم القدر الذي كرره من كل واحد من هذه بحسب قوة اتقانه. يعني انه اذا تم له حفظ الالفية ثم جعلها اعشارا فوجد انه عند قراءته للعشر لا يجد اتقانا متينا ربما اعاد هذه الاعشار مرة ثانية امضى عشرة ايام في تعشير الالفية ثم اعادها في عشرة ايام ثم ربما في عشرة ايام حتى تقوى في حفظه ثم بعد ذلك يجعلها خمسة اقماس ثم يجعلها نصفين ثم يجعلها مرة. وكم يعيد هذه المرة من مرة هذا يرجع الى وقته وقوته. وحاجته الى المتن الذي يحفظه فمن الناس من كان اذا حفظ شيئا وكان المحفوظ مما تشتد الحاجة اليه كرره كثيرا وفي ترجمة زكريا بن ادريس الكندهلوي انه لما حفظ القرآن امره ابوه ان يقرأ كل يوم ختمة مدة ستة اشهر كل يوم ختمة مدة ستة اشهر حتى يتقنه وآآ ذكر لي احد المشايخ رحمه الله انه لما حفظ القرآن بقي سنة كاملة. يقرأ كل يوم ختمة. سنة كاملة اقرأ كل يوم ختمة حتى اتقن القرآن. وذكر لي انه كان بقي مدة طويلة سنوات ذكرها لي كان اذا فرغ من صلاة العشاء وضع يده على سارية المسجد اعاد متنا حفظه فقه الشافعية اسمه الزبد ابن رسلان. يقول بقيت مدة اضع يدي على السارية فابتدأ فيه من اول فلا ارفعها حتى انتهي من المد. ولذلك بقي رحمه الله يذكر هذا المتن الى موته ان نقول الفاتحة لقوة اعتياده حفظه وذلك لشدة الحاجة الى المتن هذا فمتن الزبد في فقه الشافعية له مقام معروف. فالمتون من جهة ما يراجع منها والمدة التي تجعل يلاحظ فيها شديد الحاجة الذي يحتاج اليه في العلم فهذا يكرره كثيرا حتى يتقنه. حتى يتقنه. ويلاحظ فيها ايضا سعة الزمان والمكان لاحظوا في هذا الشيء انه قد يعيد مرات كثيرة لاجل الزمان والمكان. قد تقرأ القرآن في رمضان حفظا مرتين ثلاث لكن ما تستطيع تقرأ بعد ذلك تختم حفظ الا في شهر او في اربعين يوما فتختلف واذا كنت كذلك في مكة او المدينة وتقرأ من القرآن قد يتهيأ لك من بركة المكان والنشاط عن الختم فيه ما لا يتهيأ في غيره. لكن المقصود انك اذا حفظت لابد ان تلاحظ هذا فان هذا اتقن. يجعل الانسان متقن لمحفوظه. ثم مع طول عمره كرر هذه المحفوظات ولا يزهد في تكرارها. وقد ذكر لي الشيخ علي الحمد الصالح رحمه الله انه مرة وهو في اواخر حياته امسك بيد تلميذه الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله وقال له وددت لو جلسنا راجعنا محفوظاتنا التي كنا نحفظها. هذا العاقل يعرف انه مهما بلغ من العلم والسن فانه يحسن به ان يراجع والا يتركه البتة فيكرره باستمرار. نعم مم وفي الحفظ تحفظ برفع صوتك يعني ان يسأل الله يقول بالنسبة للقاعدة التي ذكرتموها ان رفع الصوت يعين على الحفظ وان خفض الصوت يعين على الفهم. وعللنا ذلك بما ذكرناه في ولا يعني هذا انها تطرد في جميع الافراد فهو يذكر مثلا انه اذا حفظ صوته لم يتمكن الحفظ في قلبك لم يتمكن الفهم بقلبه وانما يحتاج الى رفع صوته. فهذا كالاستثناء فيكون الانسان اذا عرف هذا من حاله استثناء وهذا يقع كثيرا في في العلم. ومما يفيد المتعلم ان يلاحظ حاله وان يسأل فيها من يرشده في العلم فقد يكون له حال يستثنى. فمثلا الجاري في عرف اهل العلم ويجده الناس في نفوس ان حفظ المنظوم اسهل من حفظ المنثور. لكن قد يوجد في الناس من حفظ عليه اهون من حفظ منظور. قد رأيت ذلك في بعض الاخوان وهو يستصعب مثلا ان يحفظ الاجر نظما ويستطيع ان يحفظها نترا باسهل سبيل. فاذا وجد هذا فانه يلاحظ فيه حال المتعلم شيخه فمثلها هذه الحالة التي تذكرها يكون كالاستثناء ان الانسان قد تكون هذه حاله في سلك الطريق التي تؤدي الى ما ينفع وما يوصف في العلم المقصود منه الاعانة وتيسير حصول النفس عليه. لكن ليس هو احرف منزلة لا يحاد عنها ولا يتحول. بل قد يعرض من الامور ما يوجب التحول من شيء الى شيء اخر نعم. اتقان حفظ الحين نتكلم بخصوص الحفظ لكن اتقان الحفظ طريق معرفته واضح بانك عندما تسرد هذا المقدار الذي تحفظه يوميا لا تكثر غلطك فيه. بدلا الانسان يحفظ عشرة فيكون عنده عشرة اخطاء. هذا حفظه غير متقن. فسبيل ذلك ان تقل الاخطاء منه او تعدم كلية ثم اذا اعاده كذلك مجزأ على اي حال كان تكون اخطاءه قليلة هذا اذا صار الخطأ قليلا او معدوما فقد اتقن حفظه. وان تأخر عن استحضار فالاستحضار شيء والحفظ شيء اخر. فانت مثلا قد تسأل حفاظا للقرآن اين ذكر الله سبحانه وتعالى اسم المتين ثم لا يأتي به من مئة يحفظون القرآن الا واحد هذا اسمه الاستحضار وهذا الاستحضار له موجبات ليس هذا مقامها. لكن الاتقان بالحفظ ان تقل اخطاؤك او تعدم واما اتقان المفهوم فسبيل ذلك ان تتلقاه تلقيا صحيحا عن شيخ متقن فاذا تلقيته على هذا الوجه هذه اول درجات الاتقان. ثم تكرارك له بعد ذلك ما يحتاج الى الحفظ منه مثل التعريفات والتقسيمات والتنبيهات. فاذا استوفيت ذلك واتقنته اتقانا تاما فقد اتقنت فهم هذا المتن ولو لم تكن قادرا بعد على شرحه فليس من شرط الاتقان في الفهم ان تكون قادرا على الشرع. فان ملكة الشرح ملكة تأتي متقدمة. اذا استوفيت الات اخرى تعين عليه. لكن اذا استشرحت متنا من شيخ متقن ثم تحفظت تعريفات وتقسيماته وتنبيهاته. فلو سألت في شيء منها اجبت فقد اتقنت. هم نعم الجواب كلما اهمل الانسان الحفظ ضعفت قدرته عليه. فلا ارتباط بذلك بسن. قد رأيت اناسا يحفظون اشياء جديدة ومن فوق ثمانين فيتقنون وفوق الثمانين ويحفظها لاول مرة لكنه يتقنها اتقانا شديدا لانه اعتاد فهو لم يخلي نفسه من بقاء الحفظ فيه. اما بدوام الحفظ او بمراجعة محفوظاته. فالحفظ لا علاقة له بالسن نعم النفس في الصغر افرغ والقلب اقوى لكن لا يمنع هذا ان يكون الكبير قادرا على الحفظ متى نجتهد وحرص وبقي ملازما للحفظ فلا تزال نفسه قادرة على الحفظ. نعم المقصود من التكرار هو اتقان المحفوظ. المقصود من التكرار هو اتقان المحفوظ هو لا يتقيد بعدد. لكن الجاري في العادة ان الاتقان يحتاج الى ان يكرره عشرين مرة. وما زاد فهو فضل. وقد يكون بعض الناس يحتاج الى خمسين مرة وقد يكون يحتاج الى ستين فاذا كرر هذا التكرار واتقنه فهو لا يستغني عن التكرار الذي ذكرناه اخرا من انه اذا حفظ هذا المحفوظ فينبغي له ان يعيده مرة اخرى على الطريق التي ذكرناها. لان ذلك في تجويد الحفظ يعني في تقويته ان يكون حفظا متقنا فلا غنى له عن ان يعيده على هذا الوجه يا سعد يقول الاخ هذي التشجير طريقة نافعة في الفهم والجواب نعم التشجير اي جعل المعلومات مرسومة على مخطط ايا كانت صورته ولو لم تكن شجرة هذا نافع في الفهم لكن لا ان يكون اصلا في العلم. فبعض الناس الآن صار يجعل اصل تلقي العلم المشجرات. والمشجرات في تقوية صورة العلم في النفس لا في رسمها. فانت اذا تلقيت شيئا بفهم متقن. ثم بعد كذلك استعنت بالمشجرات على تجويد هذا الفهم كانت معينا. اما ان يعمد الى ان يقول التجويد المشجر النحو والمشجر الفقه المشجر ثم يجعلها اصل التلقي هذه غير نافعة. فمثل التشجير يصلح في المتابعات الشواهد ولا يصلح ان يكون اصلا ابتداء وانما يكون مما يستعين به طالب العلم في تقوية فهمه ان يسجل هذه المعلومات بنفسه او اذا وجد مشجرات استعان بها على ذلك. مثلا اذا عرفن الكلمة الى ان نوحاه تكون اسما او فعلا او حرفا صارت الكلمة مقسومة الى هذا التشجيع. ثم الفعل اما ان يكون ماضيا او مضارعا او امرا الى هذا التشجيع. هذا يعين في تقوية الفهم لكن لا يكون اصلا في ابتدائي. نعم يقول الاخ في الاجازة الصيفية هل يجعل الوقت لمراجعة المحفوظ ان يجعل منه وقت لمراجعة المفهوم يجعل هذا وهذا يستفيد من الاجازة في تقوية محفوظاته وتقوية مفهوماته لكن ينبغي ان يجعل عظم ذلك هو الحفظ. لان الحفظ يحتاج الى تخلي النفس من الشواغل. وهذا يكون للطالب في الاجازة الصيفية فيجعل اكثر وقته مصروفا الى اتقان الحفظ ويجعل بعض وقته لمراجعة مفهوماته التي مسابقات يقول ابراهيم يقول هل خطأ الطالب في الواو والفاء هو صيغ التحمل في الحديث مثل ان يقول الطالب عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والمكتوب هو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هل يؤثر في الحفظ؟ نعم. يؤثر. وذلك ان الارتخاء يولد الضعف. فالشيء اذا اخذته بارتخاء وعدم مبالاة لا يكون متقنا. بخلاف اذا اخذته محققا ولذلك كان من حفاظ الحديث من يشدد في الواو والفاء ونحوها لان التشديد في ذلك ادعى الى ان يتقن الراوي حديثه. فاذا لم يبالي بمثلهما فانه يوهن ضع حفظه يضعف. فينبغي ان يحرص الطالب على ذلك اشد الحرص فانه اذا صار لا يبالي به ويغير كيفما شاء ولد هذا الضعف في الاخذ لمحفوظه ما نتج من ذلك ضعف حفظه ارفع صوتك. كيف يكون التوفيق ايش؟ يقول الاخ كيف التوفيق بين حفظ القرآن او مراجعته مع المحفوظات الاخرى. مثله مثل التوفيق بين الحفظ وبين متطلبات حياتك الاخرى. لابد ان يعرف المتعلم ان ما يطالب به شيء كثير سواء في خاصة العلم او في عامة احواله. فالسبيل الى انجازها جميعا حسن التوفيق بينها. فمثلا انت في اليوم والليلة ان كان لك والدان في بلدك تحتاج الى ان تجلس معهم او ان تبرهما بذلك فلا يسع الانسان ان يترك الجلوس معهما ويقول انا عندي برنامج حفظ قرآن او برنامج حفظ محفوظات. لابد ان يجعل من وقته لوالديه. فسبيل التوفيق هو اعطاء كل ذي حق حقه. مع ملاحظة وقته هذا هو سبيل التوفيق. يعني تعطي كل من له حق ذلك الحق مع ملاحظة الوقت الذي تعطيه فمثلا من حق النفس الاجمام يعني الراحة. لكن يكون ذلك بان تعطيها القدر الذي فالطالب مثلا الذي يأتي ويقول انا اريد ان اريح نفسي في الاجازة الصيفية مع الاشتغال بالعلم فاجلس بعد الفجر بقدر ما اتي بالاذكار ثم اذهب وارتاح الى الظهر نائما ثم بعد ذلك اجلس قليلا في المسجد بعد صلاة الظهر بقدر ما الاذكار ثم ارجع الى البيت فاحتسب قهوة واجلس مع الوالدين حتى يستقيم مزاجي ثم بعد ذلك لا بأس ان اجلس في غرفة النوم واحفظ مقدار ربع ساعة. لان لا اضر بالاجمال بنفسي ثم يرتاح مرة ثانية بالنوم وهكذا ينام في الليل ايضا كل كل الليل ان ينام في الليل خمس ساعات وينام من الفجر الى الظهر ثم يجلس بعد الظهر نصف ساعة ثم ينام ساعتين قبل العصر. يقول اعطاء نفسي حقها من الاجمال هذا ليس صحيحا. هذا وحق النفس من الاجماع. فالطالب في متطلباته في العلم وغيره يلاحظ اعطاء كل ذي حق حقه بالقدر الذي يستحقه من الوقت. ولا يقدم شيء على شيء مع كان تأخير تجد بعض الطلبة يبدأ في برنامج رعاية المتعلم. ثم بعد ان يمضي فيه ايامهم مجتهد في الحفظ يعرض له احد يقول ما رأيك ان تذهب للإجمام في رحلة الى الطائف او غيرها مدة سبع ايام فيقول نعم لابد من اراحة النفس واستغلال الاجازة الصيفية لنصيب من الراحة ومشاهدة المطر والشجر هذا خطأ. فانه ينبغي له ان يفرغ من هذا البرنامج ثم اذا اراد ان يتم نفسه برحلة بعد ذلك لا بأس اما ان يجعل هناك تعارض وتداخل بين المتطلبات هذا يقطعه ويضعفه ويمنعه من الوصول الى ما يبتغيه من العلم كيف يقول كيف يحفظ الطالب التصانيف الممتزجة بشيء من الباطل. والجواب ان هذه التصانيف تارة يكون فيها الباطل شيئا يسيرا فهذا يندرج في المحفوظ كله. فلا يبالي الانسان بوقوعه مثل ما في اخر نظم لهجة الرومية في قوله دائمة النفع بجاهي ايش؟ احمدي. هذه الجملة معروف ان التوسل بالجاه منهي عنه وممنوع منه. فمثل هذا لا يضر حفظه. واما ان كان قدرا عظيما منها كما يقع في بعض التصانيف الفقهية التي تكون في مقدمتها عقيدة مخالفة لعقائد اهل السنة. ويكون هذا المتن متنا معتمدا في الفقه في مذهب ما. فهذا يحفظه دون هذه العقيدة لا يحفظ هذه العقيدة وانما يحفظ هذا المتن المتعلق بالاحكام الفقهية مثل عاشر ولا غيره من المتون عند المالكية. نعم العلم كله محله الجسد والروح فليس لاحدهما دون الاخر. فالقوة الجسمانية التي يمتاز بها بعض الناس قد لا تساعده في الحفظ اذا كانت روحه غير صالحة للعلم. فيحبسه الله سبحانه وتعالى منه. فمثلا من المقطوع به ان علوم الشريعة تفسدها الذنوب وهذه الذنوب هي شيء متعلق بالروح كما ثبت في الصحيح في صحيح مسلم ان العبد اذا اذنب نكت في قلبه نكتة سوداء فهذه النكت السوداء من الذنوب تضعف العلم في الانسان حفظا فهما وادراكا ونفعا وانتفاعا وهو شيء الريحاني لا يؤثر فيه الجسم. فالعلم يتعلق بالروح والجسم جميعا فلا بد ان يحرص على تزكية نفسه وعلى تقوية مداركه الجسمانية. فليست المدارك الجسمانية وحدها كفيلة بان يكون مدركا للعلم. فاذا كنت قوي الحفظ او قوي الفهم او صحتك قوية وعندك سعة من المال وقدرة على العلم ليس بالضرورة ان تكون من اهله. اذا كانت روحك غير اذا كانت روحك غير زكية فلا تصلح للعلم فيحجب الله سبحانه وتعالى عنها العلم. فالعلم محتاج فيه الانسان الى ملاحظة روحك بالتزكية والى ملاحظة جسده بالتقوية. ومن جملة التقوية الاغذية الاماكن المناسبة للحفظ وغيرها من الاشياء التي تعين على عليه حفظا او فهما فمثلا صفاء المكان وفراغه المشغلات معينة على الحفظ والفهم. وهذا شيء مقطوع به بدلائل الشرع. وتجارب الامم. فاذا وجد هذا كان مما يقويك على العلم واذا وجدت المشغلات في المكان اضعفتك عن العلم وكذلك الاغذية لها تأثير في الحفظ والفاء لكن ليست كل هذه الامور بمنأى عن زكاة الروح عن تأله الانسان واقباله على الله فيما عنده ومحبته الله ورضاه وما يقرب اليه. فاذا وجدت هذه المعاني افاض الله سبحانه وتعالى على العبد من العلم. فيحصل للانسان مع طهارة نفسه شيء كثير ولو كان جسمه غير قادر على ما يصل اليه من المطالب. فالله عز وجل ييسر له بنوع الكرامة انه يقدر على اشياء من الحفظ والفهم الاصل ان جسده لا يقدر على مثلها. لكن اقترن به من الامور ما جعلته محلا لفضل الله سبحانه وتعالى وهبه حفظا او فهما الطريقة المثلى اعطاء كل ذي حق حقه. ان يعطي الانسان كل واحد منهما حقه. ومن جملة ذلك ان ينفق وقتا اكثر يأتي الطالب ويقول انا اريد اراجع القرآن واراجع محفظاتي الاخرى. ثم يعطي نصف ساعة في اليوم ثم يقول بعد لذلك انا ما استطعت اني اراجع القرآن واراجع المعهود الاخرى. الجواب نعم لانك لم تعطي كل ذي حق حق. لابد ان تجعل وقت اكثر لمراد هذا ومراجعة هذا فاذا اعطى كل ذي حق حقه سواء في المحفوظات على اختلاف انواعها او في غيرها من الامور المتعلقة بها قنا ان يوفق بينها ويقدر عليها جميعا. ولذلك من الاشياء التي توهمها بعض الناس ان ما لا يكون مقدورا عليه عادة لا يكون بالامكان. فيضعف بدعوى ان هذا لا وهو في الاصل مما يقدر عليه وسبب عدم الامكان هو عدم اعطاء كل ذي حق حقه فلا يعطي الشيء الذي يريده الذي يريده حقه ثم بعد ذلك يرجع على نفسه بانه لا يمكن وانه لا يقدر مع جريان العادة في غيره بانه يقدر على مراجعة المحفوظ والمفهوم يقول الاخ ما حفظ بسرعة نسي بسرعة هذه القاعدة مطردة ام لا الجواب ان هذه القواعد قواعد نسبية تختلف من شخص الى اخر. وقد سئل ابن المبارك كيف تحفظ فقال انما هو اذ اشتهيت شيئا حفظته. يعني اذا اشتهى شيء يحفظه. فمثلا البيت من الشعر قد تسمعه مرة واحدة ثم تحفظه حتى تموت. لجودة معناه وجمال ما فيه. فيلصق بك وقد لا تتكلف حفظه لجمال ما فيه المعنى. واذكر انني مرة سمعت خطيبا ذكر بيتا فحفظته منه وهو اذا الكلب لم يؤذيك الا بنبحه فدعه الى يوم القيامة ينبح لجمال المعنى يلصق بقلبك مباشرة لا تتكلف فيه. فاحيانا يكون من المحفوظات ما هو من هذا الضرب. واحيانا كن في قوى الناس من يكون على تلك الحال. من يحفظ من اول مرة فهذا سرعة في الحفظ وقد يحفظ شيئا كثيرا اذا قرأت رواة من سبق للحديث او للشعر تجد بعض الناس كان يحفظ لاول مرة. نحن ادركنا مثلا من عوام من يذكر لك شعرا ويقول قال فلان كذا وكذا وكذا وكذا وفلان قال كذا وكذا وكذا وفلان قال كذا وكذا هؤلاء لم يجلس كجلوس يتكلفون يكررون الابيات لا هم سمعوها مرة واحدة ثم حفظوها. فهذا يختلف امر نسبي من الاصل في كل مطلوب ومنه العلم انه يؤخذ شيئا في شيء. هذا الاصل انه يؤخذ شيئا فشيئا فهي القاعدة التي في عموم الخلق وان من اخذ الشيء بتؤده بقي معه. وان من اخذه بعجلة قد لا يبقى معه. هذا عموم الخلق القاعدة التي ينبغي ان يسلكها هو ان يتألم في محفوظه شيئا فشيئا حتى يتقنه. واذا وجد افذاذ لبناء الخلق هذا لا يمنع ولا يعني ان القاعدة لازمة له لكنه على وجه الندرة. هو دائما القلب اذا جمعته على العلم واخذته متأني يقوى ثبوته فيه. واذا اخذته متعجلا لا يبقى ثبوته فيه. فصرعا ما يذهب يقول الاخ اذا كان الحفظ متقنا فهل تكون مراجعته من نفس المتن بالنظر اليه او تكون والجوب ان هذا وهذا يختلفان. فاما بخصوص القرآن فالاصل ان مراجعته النظر افضل لما في النظر في المصحف من كونه عبادة. ففيه هذه الخاصية التي ليست في غيره من الكتب. فتفضل هذا ويكون قراءته غيبا في صلاة ونحوها. ولو صلاة نفل. واما غيره من المحفوظات في جمع بينهم تارة يراجعها باستصحاب المتن وتارة يحاول ان يراجع محفوظه دون نظر في المتن. وكذلك من طرائق المراجعة النافعة المراجعة الصوتية بان تستصحب تسجيلا للمحفوظ الذي تحفظه فتسمعه وانت ذاهب وانت غاد وانت راجع حتى تعرضه مرة ثانية على نفسك ايش؟ ايش؟ قد تؤدى الى يقول الاخ ذكرت من الاغذية تؤثر على الحفظ كيف ذلك؟ هل جوابه طويل. فهناك قواعد تتعلق الاطعمة تبين ذلك. منها مثلا ان من كثر اكله ضعف حفظه. لان الشبع يجعل المعدة تمتلئ بالرطوبات. الرطوبات اذا امتلأت في المعدة اضعفت من ذلك العقل. ولذلك تجد ان الانسان اذا اكثر من الطعام ربما يكون كالذائد لشدة ما يجده من من الشبع فالافراط في الاكل هو كثرته من اسباب ضعف الحياة والعلم عامة. لذلك قال بعضهم اظنه كيف ابن الجراح قال ما افلح سمين قط الا ان يكون محمد بن الحسن الشيباني. وهذا يعني خرج مخرج الغالب والا يوجد كثير من الناس ابدانهم عظيمة ومقاديرهم في العلم عظيمة لكن المقصود انه اذا كثر اكله ونهمته في الطعام يضعف حفظه لان رطوبات الطعام تبعد مدارك العقل الابخرة هذه تضعف مدارك العقل. وتارة يكون نوع الطعام مؤثرا في الفهم والحفظ. فمثلا الاشياء الحلوة تقوي الحفظ والفهم. لماذا؟ لانها بالتعليلات العلمية المتأخرة تعطي حرارية للبدن اكبر فينشط البدن. فاذا نشط البدن قويت قواه. يعني اذا اكل شيئا حلوا قويا ابدا واستطاع ان ان يحفظ كما يستطاع ان يعمل. وان الاشياء التي تشتمل على مرارة او على حمض ان هذه تضعف مدارك العقل حفظا وفهما. هذا مثلا من من الابواب وذكروا في ذلك ادوية نعتوها للحفظ وقوة العقل مثلا يقولون الزبيب يقوي العقل يعني حفظا وفهما وفهما. لماذا؟ لا يجد ما فيه الا مادة الحلاوة. وهذا لكن ايضا هذه الاطعمة تؤخذ على وجه صحيح. لان لا تولد علة اخرى. مثلا انسان يروح يقرأ يقول الزبيب من مقويات فيقول كل يوم مئة جرام زبيب اكل هذا لا ليس حسنا لانه يولد القرحة اذا كثر اكل الزبيب وخاصة مع عدم مخالطة طعام اخر هذا يؤدي الى قرحة المعدة وقرحة الامعاء. فيترك الانسان هذا انما هم يأكلون حبات يسيرة من سبع حبات عشر حبات يأكلها ويكون ايضا بطنه اشتمل على طعام اخر هذا لا بأس يستفيد بذلك طالب العلم لازم ايضا يحذر من مسألة الاغذية ينتفع بها لكن على الوجه الصحيح. ليس على وجهه هو يرسم لنفسه. وكما الى البخاري ما دواء الحفظ؟ قال لا اجد مثل تقوى الله وادمان النظر في الكتب. يعني الاغذية شيء مساعد لكن الاصل انك تكون متقي لله سبحانه وتعالى ان تكون متقيا لله سبحانه وتعالى وان تدمن النظر في الكتب. يعني كثرة المراجعة قراءة وتحفظ هذي تجعلك من من اهل الحفظ. نعم ايش ايوا يقول الاخ هل حفظ المتن يكون قبل الاستشراح او بعده؟ الاصل فيما سبق انه كانوا يقدمون الحفظ قبل الاستشراف. فيأتي الطالب وقد حفظ المتن اما كله واما القدر الذي سيستشفعه من طيب ثم لما حصل الاضطراب في مناهج التعليم اضطر الناس الى التوسع في هذا وانه قد للحفظ طريق وللفهم طريق اخر يعني يختط طريق للحفظ يسير فيه ويختط طريق للفهم. فهذا لا بأس به الحالة التي ادت اليها احوال الناس. وينبغي ان يعلم طالب العلم ان من المحفوظات محفوظات قد لا يسع حفظها الا بفهمها يعني تكون من شدة وعورة ما فيها من تركيب الكلام لا تستطيع ان تحفظها الا بتصور معانيها مثل بالتجربة مثل لامية الافعال لابن مالك ومثل الشاطبية الشاطبي والدرة لابن الجزري والطيب بن الجزري. هذه المتون الاربعة لا تكاد تستطيع تحفظها الا بتقدم الفهم عليها فاذا فهمتها امكنك ان ان تحفظها لالتصاق تركيب الكلام فيها وقد يوجد في الناس من يتهيأ لها الحفظ قبل لكن القاعدة العامة ان مثلها مما يحسن تقدم الشرع عليه ثم يحفظ بعد ذلك. نعم ارفع صوتك. عدد يجمعها في مثل واحد قول اي يقول الاخ عدد المحفوظات في علم واحد هذا بحسب ما ينعته اهل المعرفة. فاهل المعرفة بالعلم قد يقدرون في علم ما متنين او ثلاثة وقد يقتصرون على متن واحد بحسب رتبة هذا العلم وحاجة الناس اليه. فمثلا من العلوم التي صار الناس يحتاجون اليها في فهم بعض مصطلحات العقيدة علم الفلسفة. وهذا العلم انما يحتاج منه بقدر ما تفهم بعض المقالات التي تقرأها في كتب الاعتقاد المتقدمة. مثلا الجوهر والعرب والكم والكيف هذه مصطلحات تمر عليك في كتب عقائد اهل السنة ونشأت اصلا من مصطلحات فلسفية فهذا الفن فيه نوع وجيز اسمه المقولات العشر لاحمد بن احمد الشجاع الازهري. فيكفي ان ان تحفظ فيه هذا المتن. لا ان يتوسع طالب العلم ثم يحفظ مال ابن سينا او ينصر الدين الطوسي او لغيرهما فيكفيه هذا فقط في الوقت المناسب له يعني لا يحفظه في المبادئ وانما يحفظه في الوقت الذي يبين له شيخه اليه وتارة قد يحفظ في العلم متنان وقد يحفظ ثلاثة بحسب هذا العلم الى المتون الموضحة له. لكن ليس من الجادة السوية ان كل فن تعدد المحفوظ فيه يقتصر على واحد من الغاية. فتجد بعض الناس يقول ماذا نحفظ يا شيخ في في النحو؟ تقول ابن مالك يقول ماذا نحفظ في مصطلحات وكيت وكيت والفية العراق ماذا تحفظ في السيرة؟ تقول السيرة للعراق يقول اذا نحفظ ايش؟ الفيات نقتصر على الفية العراقي في السيرة والفية العراقي في في الحديث ومرق السعود او مرتقى الوصول وهلم جرا. هذا خطأ لان اهل العلم لما درجوا المحفوظات لاحظوا مدارك الانسان. فالمبتدئ يستطيع ان يحفظ الوجيز وتقوى نفسه عليه. فيحمل على ثم يرتفع بعد ذلك الى المطول. فمثلا هذه المدة التي تقضونها في حفظ عشرين متنا او ثلاثين متنا حتى. قد يأتي بعض الناس ويحفظ بنفس هذه المدة الفية ابن مالك. ايهم ايهما افضل منهجه ثلاثين متنا في فنون العلم المتنوعة ام من حفظ الفية المالك فقط؟ الجواب الاول لماذا انه اشرف بنفسه على كل فن من البنون بحفظ مختصر فيه. فهذا افضل ممن لا يدري الا فنا واحدا بمتن واحد ابن مالك. فالذي يقول نحن نحفظ ما انتهى اليه اهل العلم في كل فن هذه ليست طريقة اهل العلم طريقة الكتبيين الذين لم يتلقوا العلم عن العلماء كما ينبغي ثم يعمد بعض الناس ويقول وكذلك هذه المحفوظات نحن لا نحفظها جميعا. فالمقدمة والخاتمة هذه لا حاجة اليها. لا حاجة اليها. وانما نحفظ صلب المحبوب فيتركون يعني ما في المقدمة وما في الخاتمة من فوائد قد لا توجد الا فيهما. نعم. ايش ارفع صوتك. يقول الاخ مسائل كتاب التوحيد هل هل تحفظ الجواب ان من قدر على حفظها فهو افضل. ومن لم يقدر على ذلك فهو يكررها كثيرا حتى تحضره ومن اراد ان يحفظ المسائل لا يجعلها في مبتدأ يعني لا يجعلها في اول ما يحفظ كتاب التوحيد يحفظ معه المسائل لا يحفظ الان كتاب التوحيد في جملة المحفوظات المطلوبة منه. ثم بعد ذلك يرجع الى المسائل فيحفظها باتقان يقول الافضل اذا حفظ الفية ابن مالك يراجع ما سبق من حفظه مثلا اجر ونظرة نعم الجواب نعم يراجع هذا قدر المستعان قدر المستطاع. ما حفظته ادم مراجعته. فقد يوجد في هذا الانهار ما لا يوجد في تلك البحار. فانت محتاج الى مراجعتها. نعم لو تقدمت بك السن وصارت قواك تضعف عن المراجعة يعني من ابناء السبعين الثمانين اجعل مراجعتك للمهمات. نعم ايش؟ موجود هذا انا هنا ايه هذا يرجع الى قدرة من يعرض عليه اذا كانت عنده قدرة على ذلك فلا بأس هذه اشياء قدرات اذا كان لا يفرم وينتبه لا بأس. يقول الاخ اذا كان من يعرض عليه المحفوظ يعرض اكثر من واحد هل هذا يسوغ ام لا يسوغ؟ الجواب ان هذا يرجع الى القوى. فاذا كانت له قوى بالغة نستطيع ان يقف على خطأ كل احد وان يصححه له فلا بأس. واما ان كان لا يقدر فلا ينبغي ان كان يفعله للمفارق او للمضاهاة ونحو ذلك هذا لا يفعله. لكن اذا كانت عنده قوة يستطيع ان يسمع اكثر من واحد لا بأس بذلك. لكن هذا يصح في الحفظ ولا يصح في اصح القولين في قراءة رواية. كمن يحفظ القرآن يريد ان يقرأ على شيخ ليأخذ منه اجازة فهذا لا يصح ان يسمع من اثنين او ثلاثة او اربعة لان السمع يخالط بعضه بعضا فلا يتحقق السمع وان تحقق الغلط قد يقرأ واحد مثلا واحد يقرأ عليك من سورة الانعام واحد يقرأ عليك من الاعراف واحد يقرأ عليك من الغاشية فيستطيع ان يرد هذا الى اخطأ واذا رد هذا اخطأ يعني نفسه تنتبه للخطأ لقوة حفظه فهذا لا بأس به في نفي الغلط لكن في صحة الرواية بذلك وبصحة اجازة الصحيح انه لا يصح ذلك او قد ذكر عبدالهادي الابياري رحمه الله ان شيخه كان شيخ قراء طنطا وما حولها اسمه سليمان الشهداوي. كان يقرأ عليه اربعة. كل واحد بقراءة موضع من القرآن وهو يخصف الجريد. ويرد على كل احد اذا اخطأ. لانه يخص بالجريد يتصلح بالجريد وهذا يقرأ مثلا ابن نافع وهذا يجمع القراءات السبع وهذا يقرأ بحفص واذا اخطأ واحد رد عليه سائغ من جهة رد الخطأ لكن الرواية لا تصح بذلك. نعم لا لا خليه خلفك نعم المدة التي تكون لمراجعة المحفوظات بالا تضيع هي الاجازة الصيفية. اذا جت الاجازة الصيفية توقف حفظك الجديد ثم تراجع كل محفوظاتك ولو انتهت الاجازة الصيفية وانت لا زلت تراجع تستمر حتى تستكمل فان استكملتها ولو مع بداية الدراسة تبدأ في الزيادة وهكذا كل سنة تفعلها. اي مراجعة هي مرة في السنة ايه لماذا ضاع الحفظ هنا؟ لان حفظك الاول غير يضيع لانه غير اذا كان حفظك ما يوصلك لاجازة معناه حفظك فيه نظر. فلابد اذا حفظت ان اذا حفظت ان تتقن فاذا اتقنت اعلم انك اذا جاءت الاجازة الصيفية ستستطيع ان تراجع محفوظك هذا. ومع دوام الاستمرار في المراجعة سيتمكن منك الموقف. اذا ادمت المراجعة سيتمكن منك المحفوظ. ثم بعد ذلك ايضا اذا تقدم الانسان في في العمر تكون له اوراد من المحفوظات التي تلزمه يعني يكاد يكررها يعني كل يوم منها قدر كل يوم منها قدر كل يوم منها قدر مثلا لا شك القرآن رأسها مثلا بلوغ المرام ونحوها تحتاج انك تراجعها باستمرار هذي ما تجيها الى الاجيال الصيفية لكن الان في حال السلوك في طلب العلم تكون هي الحالة التي تلزمها. ها يا ابراهيم من النوم يقول هل صحيح ما يذكره بعضهم ان الجسم يحتاج من ست الى ثمان ساعات في اليوم هذا الامر نسبي يختلف من الشتاء الى الصيف مختلف ويختلف في اعمار ويختلف بين اصحاب الهمم. فليس هناك مقدار معين للنوم. لكن شرط النوم ان تريح بدنك. هذا بشرط انه بحيث انك ترتاح اذا ارتحت قد ترتاح في ثلاث ساعات في اربع ساعات في اقل من ذلك في من ذلك اذا وجدت هذا فانك تأخذ به. قد الانسان يقسم نومه بين الليل والنهار. قد ينام في الليل ثلاث ساعات وينام في النهار ثلاث ساعات فيصير مجموع نومه ست ساعات فليس له قاعدة مطردة لكن يعطي جسده حقه لا ينهك بعدم النوم فان عدم النوم يضعف المدارك العقلية ومنها الحفظ. لكن اذا اعطيت نفسك القدر الذي يناسب ساعات النوم حسب ما جرت به عادته لا يشترط ان تبلغ ست ساعات او سبع ساعات او ثمان ساعات لا يشترط ذلك ماشي الله خير. يقول اخونا العربي يقول هل من كلمة تذكيرية في ان يسأل العبد ربه ويبلغه العلم؟ نعم هذا اصل ما ذكرناه من قبل من ان تزكية الروح هي اساس التلقي. ومن دمنية ومن جملة تزكية الروح استدامة دعاء الله سبحانه وتعالى ان يكثر متلقي العلم دعاء ربه منذ ان يكثر متلقي العلم دعاء ربه ان يرزقه العلم النافع ولذلك من الادعية المأجورة اللهم اني اسألك علما نافعا فينبغي ان يستمطر الم تعلم دائما فضل الله سبحانه وتعالى بان يدعو في خلواته وجلواته وسره وعلنه وشهوده وغيبته وصلاته وغيرها ان يدعي الله ان يدعو الله سبحانه وتعالى ان يرزقه العلم النافع. فلابد ان يكون الدعاء حاضر في قلب المتعلم. يدعو الله وتعالى ان يسهل له الحفظ يدعو الله سبحانه وتعالى ان يسهل له الفهم ويكرر هذا دائما لان تكرار الحاح في الدعاء ومع الالحاح في الدعاء يكرمه الله سبحانه وتعالى باستجابة دعاءه فلا ينبغي الغفلة عن هذا فان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في حديث النعمان عند الاربعة الدعاء هو العبادة الدعاء عبادة عظيمة والعبد مفتقر اليه في كل شيء ولا سيما المطلوبات العظيمة. فينبغي ان تدعو ربك اللهم اني اسألك علما اللهم اعني على حفظ القرآن اللهم اعني على مراجعة القرآن اللهم اعني على حفظ هذا المحفوظ وكان السلف رحمهم الله يدعون الله سبحانه وتعالى حتى الملح في دعائهم فينبغي للانسان ان يستكثر من دعاء الله سبحانه وتعالى في ان يرزقه العلم النافع وان ييسر له سبله وان لا يحول بينه وبين العلم. هذا من اعظم الاسباب يحصل بها مدد العلم. اذا اكثرت من الدعاء فالله سبحانه وتعالى كريم. واذا دعوت هذا الكريم بقلب حاضر مع صدق والتجاء فان الله سبحانه وتعالى يكرمك به. واذا ظن الانسان انه تكفيه قدراته النفسية من جودة حفظ او جودة فهم او سعة وقف او صحة فهذا لا تفلح معه تلك الحال في تحصيل العلم وانما يفتقر العبد افتقارا شديدا الى دعاء الله تعالى كما قال ربي اني لما انزلت الي من خير فقير واعظم الفقر فقر القلوب واعظم الفقر الذي يكون في القلوب فقرها الى معرفة الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. هذه هذا الفقر فقر شديد. لا يسد بشيء اعظم من ان تدعو الله سبحانه وتعالى ان يرزقك علم نافع وان يعينك على الحفظ وان يعينك على الفهم وان يعينك على حفظ المحفوظ الفلاني تسميه باسمه اللهم اعني على الاربعين نووية اللهم اعني على حفظ بلوغ المرام. فادعو الله سبحانه وتعالى بذلك وتكرر هذا دائما. دوام هذا السؤال يكرمك الله سبحانه وتعالى ويجعل لك ما لا يجعل لغيرك. فهذه الاشياء التي توهب للناس من العلم والفهم والادراك اعظم مواردها فضل الله عز وجل وفتحه. ان الله يفتح للعبد فيدعو للعبد ربه ان يفتح عليه في العلم والفهم وادراك المعاني المرادة في العلوم المقربة الى الله سبحانه وتعالى. فاذا لازم هذا واكثر منه فالله سبحانه وتعالى كريم ومن اجمل طرق باب الكريم سبحانه وتعالى اكرمه. نسأل الله عز وجل ان يرزقنا جميعا علما نافعا وعملا صالحا ايمانا زائدا ويقينا راسخا. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم عن عبد الرسول محمد واله وصحبه اجمعين