السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن والفجر عشر والشفع والوتر والليل اذا هل في ذلك الم ترى كيف فعل ربك العباد التي لم يخلق مثلها في البلاد وسمود الذين جابوا الصخر بالوعاد. وفرعون ذي الاوساخ الذين طغوا في البلاد فاكثروا فيها الفساد ان ما اكرمه ونعمه فيقول ربي اكرما واما اذا مبتلاهم فقدر عليه رزقه. فيقول ربي يا عالم كلا بل لا تكرمون اليتيم. ولا على طعام المسكين وتأكلون التراث اكلا لما وتحبون المال حبا جما كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم قولوا يا ليتني قدمت لحياتي. فيومئذ لا يعذب عذابه ولا يوثق وثاقه احد والنفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي. الحمد لله الذي انزل ايات بينات ففسره رسوله بالاحاديث الشريفات. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فهذا المجلس السادس عشر في شرح الكتاب الاول من وماجد التفسير النبوي للقرآن فهو كتاب الاربعين المدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية فيه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. وقد انتهى بنا البيان الى قوله الحديث الحادي والثلاثون وقبل الشروع في بيان معانيه وكشف مغانيه يجدر ردع القول الى جمل مما تقدم بيانه في الدرس الماضي فاننا في الدرس الماضي قد فرغنا بحمد الله من شرح الحديث الثامن والعشرين والتاسع والعشرين والثلاثين. فاما الحديث الاول من هؤلاء الثلاثة فهو حديث ابي هريرة رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وفيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان المؤمن اذا اذنب الذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فان تاب ونزع واستغفر صقل قلبه فان زاد زادت. فذلك الذي ذكره الله في كتابه ثم قرأ قوله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وبينا ان هذا الحديث بالنظر الى راويه من الصحابة ان راويه من الصحابة من الصحابة هو ابو هريرة واسمه عبدالرحمن بن صخر بن عبد ابن عبد ذي الشرى الدوسي في اصح اي الاقوال واشهرها عند المحدثين يكنى ابا هريرة توفي سنة سبع وخمسين على الاصح في المدينة النبوية وله كم سنة؟ ثمان وسبعون سنة. واما بالنظر الى رتبة هذا الحديث فقد ذكرنا ان هذا الحديث حديث حسن رواه الترمذي والنسائي ابن ماجة من حديث ابن عزان عن القعقاع بن حكيم عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه وهذا اسناد حسن. واما ما به في تفسير الاية المذكورة فبينا ان الرين والران وهم وشيء واحد انه اسوداد قلب العبد لاصابته الذنوب واقامته عليها. فاذا اصاب العبد ذنبا نكتت فيه نكتة سوداء فاذا اقام عليها ثم ازداد من غيرها تزايد ذلك الاشتداد حتى يستحكم القلب. حتى يستحكم على القلب فذلك الرين. ثم ذكرنا ان من اهل العربية كابي اسحاق الزجاج وابي منصور الجواليقي من جعل الرين والغين بمعنى واحد وذكر ان هذا القول قول ضعيف. وان الصواب وجود فرق بينهما من وجهين. ما هما ها ابراهيم احسنت. الفرق بينهما من وجهين اولهما ان الغين حجاب لطيف. واما فحجاب جديد. والاخر ان الغين ينتج من الفتور عن الطاعة. واما الرين فينتج من وقوع العبد في المعصية واقامته عليها وعدم توبته منها. ولذلك الغين يعرض للنبي صلى الله عليه وسلم دون الرين. كما في صحيح مسلم من حديث الاغر المزني رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انه ليغان على قلبي واني لاستغفر الله في اليوم مائة مرة اداء الغين ناتج من الفتور عن الطاعة. اي التشاغل عنها بغيرها مما ارد الله سبحانه وتعالى به من واحادي وانواع الحلال. ثم ذكرنا بعد في الحديث التاسع والعشرين وهو عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس احد يحاسب يوم القيامة الا هلك. فقلت يا رسول الله لقد قال الله تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما العرب وليس احد يناقش الحساب يوم القيامة يوم القيامة الا عذب. فذكرنا ان راوي الحديث هو عائشة بنت ابي بكر واسم ابي بكر عبدالله ابن عثمان وهي قرشية تيمية تكنى اما عبد الله توفيت سنة ثمان وخمسين في ارجح الاقوال بالمدينة النبوية. ثم ذكرنا ان حديثها هذا متفق عليه قد اخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما ثم بينا ان الحساب في الشرع هو جميل ان الحساب شرعا عد اعمال العبد يوم القيامة. ثم ذكرنا ان الادلة بينت لان الحساب قسمان هما ويؤاخذ عليه في السن ذكرنا ان الحساب نوعان احدهما الحساب ليسيل ويسمى العرض وذلك ان الله يطلع العبد على الى اعماله ويقرره عليها ثم يعفو عنه. والثاني الحساب العسير. وهو الذي يقرر فيه على اعماله ويناقش فيها ويوبخ عليها ويؤاخذ بها. فالمذكور في قوله تعالى سوف يحاسب حسابا يسيرا هو الاول دون الثاني. ثم ذكرنا في تاليه وهو الثلاثون في تفسير قوله تعالى واليوم من وعود وشاهد ومشهود ان هذا الحديث يروى عن ابي هريرة الترمذي في جامعه وان اسناده ايش نعم لماذا؟ لان فيه موسى بن عبيدة احد الضعفاء. واختلف في الحديث على ابي هريرة فروي عنه موقوفا من هذا الوجه ومن وجه اخر من حديث علي ابن زيد ابن عن عمار مولى بني هاشم عن ابي هريرة والصواب وما رواه يونس ابن عبيد عن عمار مولى بني هاشم عن ابي هريرة خوفا وكلاهما عند احمد الا ان عمارا لم يتقن الحديث فاضطرب في الفاظه فهو حديث لا يثبت عن ابي هريرة لا مرفوعا ولا موقوفا وروي من وجه اخر من حديث ابي مالك الاشعري عند الطبراني في واسناده ضعيف وهو احسن ما يروى في هذا الباب. ثم بينا ان المختار في تفسير اليوم الموعود انه يوم يوم القيامة لتتابع كثير من الايات على تعيين هذا الميعاد لقوله تعالى ربنا انك جامع الناس ليوم لا ريب فيه. ان الله لا يخلف الميعاد. يعني ميعاد ذلك اليوم. وقال تعالى فكيف اذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه. ثم بينا ان قول الله تعالى وشاهد ومشهود اختلف فيه اختلافا كثيرا. واحسن هذه الاقوال ان ما صح عليه وصف الشاهد والمشهود فانه مندرج في هذه الاية. فان الشاهد في لسان العرب هو المطلع على الشيء المخبر عنه المشهود هو المطلع عليه المخبر عن الشيء. فكل ما صح عليه هذا وذاك من الاعيان ان درز فيه هذا وبينا ان هذا اختيار اختيار ابي جعفر ابن جرير الطبري هو ابي عبدالله ابن القيم في كتاب التبيان. نعم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على ختام الانبياء واشرف المرسلين محمد نبينا محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا حاضرين ولجميع المسلمين قلتم احسن الله اليكم في كتاب الاربعين المدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية الحديث الحادي والثلاثون في تفسير قوله تعالى في تفسير قوله تعالى ثم لا يموت فيها ولا يحيى اضربوا على هذه الاية واكتبوا الاية الاخرى. لانها في تفسير هذه الاية ثم لا فيها ولا يحيى. والضرب غير الكشط. الناس يقولون اكشطوا على هذا الموضع. والكشط هو الازالة بالكلية. اما الضرب فهو امرار خط يتضح من ورائه الكتابة. وهو الذي من اداب العلم. واما الطمس فهذا ليس من اداب العلم لا ينبغي ان يكون الطمس في كتاب وانما يكون الضرب وهو وظع خط لطيف يرى ما وراءه. فيوضع خط لطيف ثم تكتب الاية التي ذكرناها. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الحادي والثلاثون في تفسير قوله تعالى ثم لا يموت فيها ولا يحيى. عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما اهل النار الذين هم اهلها فانهم لا يموتون فيها ولا يحيون. ولكن ناس اصابتهم النار بذنوبهم او وقال بخطاياهم فاماتهم اماطة حتى اذا كانوا فحما اذن بالشفاعة. فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على انهار الجنة ثم قيل يا اهل الجنة افيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل فقال رجل من القوم كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان بالبادية. رواه مسلم واصله عند البخاري موارد القول في هذا الحديث ثلاثة. فالمورد الاول في تعريف راوي الحديث. وهو سعد بن ما لك بن سنان الانصاري خزرجي الخدري يكنى ابا سعيد اول مشاهده مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق توفي سنة اربع وسبعين توفي سنة اربع وسبعين رضي الله عنه وارضاه. واما المولد الثاني ففي بتخريج الحديث فهذا الحديث عزاه المصنف الى مسلم. فاخرجه مسلم في صحيحه. قال حد جزني نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا بشر يعني ابن المفضل عن ابي مسلمة عن ابي عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه فذكره بهذا اللفظ. واشار المصنف الى ان هذا الحديث يكون اصله عند البخاري. والمراد بالاصل مشاركة البخاري مسلما في رواية اصل هذا الحديث وهو حديث طويل دون هذه الجملة المرادة منه وهي المتعلقة لاماتة من يميت الله عز وجل من اهل التوحيد في النار كما سيأتي بيانه. فيكون شاركه في اصل الحديث دون لفظه فمثله يقال فيه واصله عند البخاري. ومثله ايضا في الصحيحين من حديث ايوب عن ابي قلابة عن ما لك بن الحويرتي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلوا كما اصلي اخرجه البخاري واصله عند مسلم. فاصل الحديث في وفود مالك في وفود ما لك بن الحويت وصحبه من الشببة الذين يتعلمون لكن مسلما لم يخرج هذا اللفظ بعينه فعند ذلك يقال اصله عند مسلم كما قيل في هذا الحديث اصله عند البخاري وكان المتقدمون يوسعون الخطو في التخريج بالاصل في العزو فربما عزوا حديثا الى احد الصحيحين يفقد فيه اللفظ لكنه يريدون الاصل. قال العراقي في الفيته والاصل يعني البيهقي ومن عزى وليت اذ زاد الحميدي ميزا. اي ان البيهقي في سننه وجماعة اذا عزوا الى البخاري او مسلم فانما يريدون احيانا اصل الحديث لا انه بلفظه. فاذا كشفت الحديث بلفظه ملتمسا اياه في البخاري او مسلم لم تجده فلا يصح حينئذ ان تقول انه ليس في البخاري ولا مسلم وان تقول انه بهذا اللفظ ليس عندهما وانما عندهما او عند احدهما اصل الحديث وهذا من مدارك التخريج التي ربما خفيت على بعض الناس. واما المولد الثالث وهو ما يتعلق بتفسير الاية وهو قوله تعالى وهي قوله تعالى ثم لا يموت فيها ولا يحيى وهي خبر عن من يدخل النار اخبر الله عز وجل فيه بان من دخل النار لا يموت فيها ولا يحيى. وهذا الخبر جاء تصديقه في هذا الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم اما اهل النار الذين هم اهلها. فانهم لا يموتون فيها ولا يحيون. وقوله صلى الله عليه وسلم اما اهل النار الذين هم اهلها اعلام عن نوع اخر. هم من اهل النار لكنهم ليسوا من اهلها اي انهم ينسبون اليها باعتبار ولا ينسبون اليها باعتبار اخر. فاما نسبتها نسبتهم اليها باعتبار فهي باعتبار دخولهم. واما عدم نسبتهم اليها فهي باعتبار خروج وهم اهل الكبائر من الموحدين. فان هؤلاء لهم حظ من النار اذا عوقبوا بالدخول فيها يعدون في اهلها وينقطع عذابهم فيخرجون منها فلا يصح حينئذ وردهم الى وصفهم وبانهم من اهلها فاحتاط النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك بخبره في قوله اما اهل النار الذين هم اهلها فانهم لا يموتون فيها ولا يحيون. ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم حال الموحدين الذين يدخلون النار وليسوا من اهلها المقيمين فيها فقال ولكن ناس اصابتهم النار ذنوبهم او قال بخطاياهم فاماتهم اماتة حتى اذا كانوا فحما اذن بالشفاعة فهؤلاء الموحدين الذين فهؤلاء الموحدون الذين يدخلون النار جزاء ما اقترفوه من ذنوب لم تكن لهم مكفرات لها فاستحقوا التطهير بدخول النار. اذا عذبوا وفرغ ومن عذابهم فانهم يموتون في النار اماتة. وهذه الاماتة اختلف فيها اهل علمي على قولين احدهما انها اماتة حقيقية تزول بها الحياة. والقول الاخر انها اماتة مجازية. فهم احياء لكن لا احساس لهم. فهم احياء لكن لا احساس لهم فلا يصل اليهم العذاب. والقول الاول اصح وهو اختيار الحافظ النووي رحمه الله تعالى في شرع مسلم ان الاماتة اماتة حقيقية لهم. وهذه الاماتة الحقيقية مناسبة لحالهم وهي ليست اماتة دائمة وانما هي اماتة منقطعة. ولذلك في الصحيح يا اهل النار خلود فلا موت ويا اهل الجنة خلود فلا موت فلا يعارضون ذلك ما ورد ها هنا لان هذه حال منقطعة. والمراد الحال الدائمة. فالحال الدائمة التي تكون بعد لا تتغير فاذا استقر اهل الجنة في الجنة خلدوا فيها لا يموتون. واذا استقر اهل النار ان لخلدوا فيها لا يموتون. واما قبل الاستقرار فيها كالحال العارضة لاهل الكبائر. فانه يقع لهم ايتفضل الله به عليهم من اماتتهم فيها. بعد استيفائهم العذاب فاذا استوفوا اجاب اميتوا في النار اماتة ثم يحيون بعد ذلك ويدخلون الجنة فان قيل ما منفعة هذه الاماتة بعد استيفاء العذاب. ما منفعة هذه الاماتة بعد استيفاء العذاب. فما الجواب الجواب ان هذا من جنس الحبس الذي فيه تأخير العبد عن النعيم فيحصل له فوت يكون من جنس العقوبة فانه يعاقب بامرين. احدهما ما يجري عليه من عذاب النار. والاخر ما له من التأخير عن الجنة. يعاقب بامرين احدهما ما يجري له في النار من انواع العذاب الاخر ما يقع له بنا التأخير عن نعيم الجنة. فان من الجار في العقاب عند الناس صرف احد عن مطلوبه او تأخيره عنه. تحسيرا وتنديما له على تفريطه في طلبه من الوجه الذي اليه سريعا فيكون هذا من جنس التتمة لعقابهم لكن الله خفف عنهم فلم يدم عليهم انواع عن عذاب النار وانما نقلهم من العذاب الناري الى حبث في النار ثم بعد ذلك يتفظل الله سبحانه وتعالى عليهم فيأذن بالشفاعة لهم ثم يجاء بهم ضبائر ضبائر يعني جماعات جماعات فيبثون على انهار الجنة ثم يفاض عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميد السيل ينبتون نباتا جديدا مناسبا للحال التي سينقلون لها وهي حال اهل الجنة من النعيم فحين اذ اذا قيل هل يموت اهل النار ام لا يموتون؟ فالجواب ان اهل اهل النار نوعان احدهما اهل النار الطارئون عليها. فهؤلاء يعرض لهم موت مناسب بحالهم كما في هذا الحديث. والاخر اهل النار المقيمون فيها الذين لا يخرجون منها فهؤلاء كما اخبر الله سبحانه وتعالى عنهم انهم لا يموتون فيها ولا يحيون. فهم لا يموتون موتا ينقطع به عنهم العذاب ولا يحيون حياة كاملة بل هم في حياة شقاء وتبار وهذا من اشد ما يكون من الوصف. فلا هو ميت فيتسلى بعزائه ولا هو فيفرح بحياته بل هو مشتت في تلك الحال يسام انواع العذاب المناسبة له جزاء تفريطه فيما امر الله سبحانه وتعالى به من عبادته وتكبيبه للرسل الذين ارسلهم الله سبحانه وتعالى اليهم نعم احسن الله اليكم. الحديث الثاني والثلاثون في تفسير قوله تعالى وليال عشر والشفع والوتر. عن جابر لعبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والفجر وليال عشر. قال الاضحى والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر. رواه النسائي في السنن وصححه الحاكم على شرط مسلم موارد القول في هذا الحديث ثلاثة فالمورد الاول في تعريف راوي الحديث. وهو جابر بن عبدالله بن عمرو الانصاري السلمي نسبة الى الى بني سليم نسبة الى بني سليم. فبنو سليم قبيلة من الانصار تكون النسبة اليها السلمي تكون النسبة اليها السلمي كما فقد نسبة الى بني سلمة تكون نسبة الى بني سلمة وهي قبيلة من الانصار تكون النسبة اليها السلمي كما تقدم في شرح في التعليقات على الموطأ يكنى ابا عبد الله. وقيل ابا عبد الرحمن وقيل ابا محمد فاختلف في كنيته على هذه الاقوال الثلاثة. وهو من قدماء الصحابة. فشهدوا العقبة مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان صغيرا وهو وابوه صحابيان. توفي رضي الله عنه سنة اربع وسبعين في اصح الاقوال وهي السند التي توفي فيها ابو سعيد الخدري رضي الله عنه وله من العمر فيما قيل اربع وتسعون سنة. فهو من المعمرين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. واما المولد الثاني وهو تخريج الحديث. فهذا الحديث رواه في السنن والمراد بالسنن اذا اطلقت الكبرى والمراد بالسنن اذا اطلقت الكبرى لان الصغرى تسمى ها عبد الله احسنت المجتبى من السنن المسندة. فهذا الحديث اخرجه النسائي في سننه قال اخبرنا عبدة بن عبدالله قال حدثنا زيد وهو ابن حباب قال حدثني عقبة عن خير ابن نعيم عن ابي الزبير قال حدثني خير بن نعيم عن ابي الزبير عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه فذكره صححه مسلم على شرط صححه الحاكم على شرط مسلم. وما قاله الحاكم بعيد فانه لا يدنو الى رتبة الصحيح. واشبه شيء ان يكون حسنا. وهو الذي ذهب اليه ابن كثير فقال في تفسيره وهذا اسناد رجاله لا بأس بهم وقول احد من الحفاظ لا بأس به الاصل فيه انه يريد انه في مرتبة الصدوق الذي يحسن حديثه الا ان الحافظ ابن كثير قال وعندي ان في رفعه نكارة وعندي ان في رفعه نكارة وهو ما كما قال رحمه الله تعالى فان هذا اسناد غريب من رواية عقبة بن عياش عن خير بن نعيم عن ابي الزبير عن جابر بن عبدالله فلم يروه الاكابر من اصحاب ابي الزبير محمد ابن مسلم ابن تدرس المكي وانما انفرد به عنه خير ابن نعيم. ثم وقع في هذا الحديث او اضطراب في متنه فقد اخرجه ابن جرير في تفسيره من حديث عبيد الله ابن ابي زياد القطواني عن عقبة ابن عن خير ابن نعيم عن ابي الزبير عن جاء ابن عبد الله رضي الله عنه مرفوعا بقوله الشفع اليومان والوتر اليوم التالي اليوم الثالث يعني من الايام التي تلي يوم النحر يقصد ان العاشر الحادي عشر الشفع والثاني عشر بعدهما هو اليوم الثالث من ايام العيد في منى وهذا يدل على على ان قوات هذا الحديث لم يتقنوه فهو حديث لا يصح. وهذه من مسالك الحفاظ في التعليم فان من امتزج قلبه ولحمه بمعرفة اثار النبي صلى الله عليه وسلم لم يرى ان لفظ هذا الحديث مما يجري من الجناب النبوي النبوي وهو شبيه بما يكون من جنس كلام الفقهاء وهي مسلك من مسالك وهذا المأخذ مسلك من مسالك التعليل. بسط القول فيه ابو الفرج ابن رجب في شرح علل فهذا لا يشبه قول النبي صلى الله عليه وسلم ففي رفعه نكرة وهذا الاسناد لا يحتمله. فكما ان كلام العظيم يحتاج الى مسند عظيم يسند اليه هذا الكلام حتى يقبل فكذلك الاحاديث العظام عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تحتمل الا من الثقات الاثبات. وكم من حديث انكره جماعة من الحفاظ وهو يروى من حديث بعض الثقات لان روايتهم عنه لا تحتمل كما قال ابو بكر ابن ابي شيبة في حديث لعيسى بن يونس عليه هشام بن عروة قال وعيسى ثقة من اين له هذا الحديث عن هشام ابن عروة يعني يبعد ان ينفرد بروايته عن ولا يكون عند اصحابه المدنيين الملازمين له. ومن مقالات الامام مسلم رحمه الله تعالى انه ذكر ان علامة النكرة في حديث الرجل ان يعمد الى رجل كثير الحديث والاصحاب فيأتي عنه بما ليس عنده وابو الزبير المكي له اصحاب كثير وحديث كثير ولم يروي الثقات هذا الحديث عنه بل هذه وهي رواية ابي الزبير عن جابر مما ادخلها مسلم في صحيحه من رواية بن جريج عن ابي الزبير عن جابر ومن رواية غيره فترك هذا الحديث وخروجه عن مسلم بل عن الكتب الستة كلها دال على وهن فيه فهذا الحديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. واما المولد الثالث وهو ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى وليال عشر والشفع والوتر وفي قراءة اخرى سبعية والوتر بكسر الواو ففيه ان العشر هي عشر الاضحى يعني العشرة الاول من ذي الحجة. واضيفت الى لانه اخرها واعظمها. والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر فاما ما جاء في اوله وان العشر هي عشر ذي الحجة فهذا قول جمهور اهل العلم وهو اصح الاقوال. لان الله سبحانه وتعالى خاطب العرب بما يعقلون من المعاني القائمة عندهم وكانت العرب ولا سيما قريش تعظم عشر ذي الحجة تعظيما بالغا فاذا اطلقت الايام العشر والليالي العشر فانها عند العرب لا يراد بها الا عشر ذي الحجة فما ذكره بعض المتأخرين من تقوية انها العشر الاواخر من رمضان لان ليلة القدر فيها وهي اعظم ضعيف لان العرب لا تعرف عشر رمضان. فان عشر رمضان انما عظمت بالوضع الشرعي. لا بالوضع العربي والقرآن خوطب به عرب اقحاح بما يعرفون من احوالهم. والدليل على كونها معروفة عندهم ان الله عز وجل ساقها منكرة ولو كانت مجهولة لكان التنكير زيادة في التعمية والقرآن لا يخاطب بالتعمية وانما يخاطب بالامر البين الواضح. فعلم ان هذه العشر عشر معروفة عندهم وجيء بها على مساق التنكير تعظيما لها. فان من مآخذ التعظيم ومسالكه باللسان العربي ايراد الكلمة منكرة. فقوله تعالى وليال عشر اي وليال عشر عظيمة. وهذه الليالي العشر هي التي تعرفها العرب وهي عشر ذي الحجة. واما ما بعد ذلك من قوله تعالى والشفع والوتر فقد اضطرب فيه المفسرون اضطرابا كثيرا وذكروا فيه احاديث لا يثبت منها شيء منها هذا الحديث ومنها حديث عند الترمذي ان الصلاة منها شفع ووتر وهو حديث لا يصح وذكر في هذا المعنى غيره واشبه شيء ان الشفع والوتر وصفان يصحان على كل عين من الاعيان الموصوفة بذلك ان الشفع والوتر وصفان يصحان على كل من الاعيان الموصوفة بذلك فان الشفع هو الذي يضم اليه غيره وهو المسمى في لساننا الزوج والوتر هو الشيء المنفرد المسمى بالعدد الفردي. فكل ما صح عليه هذا الوصف فانه في ذلك مثاله ان الخلق الاصل فيهم الشفع ام الوتر الشافع لقوله ومن كل شيء خلقنا زوجين والله وتر ام شفع؟ وتر. فيكون الله يسر والخلق شفع فهذا مما يندرج في هذه الحقيقة. ومن المفسرين من ابصر وعورة قولي في هذه المسألة في تفسيرها فاكتفى بسياق ما جاء فيها دون ترجيع ابي جعفر ابن جرير ثم تبعه ابن كثيرا فقال ذكر ابن جرير الاقوال ولم يرجح شيئا منها. والمح ابو بكر ابن عربي في احكام القرآن الى رجحان القول الذي ذكرناه ولم يجزم به وانه اشبه شيء وبه جزم ابو عبدالله ابن القيم في كتاب التبيان هو شيخنا ابن عثيمين رحمه الله في تفسير جزء عما وهو الموافق للوضع المفهوم من القرآن لانه اذا خلا من دليل شرعي يبين رجحان احد الاقوال على غيرها فان لا مصير عن النظر فيما يقتضيه الوضع العربي لان القرآن قرآن بلسان عربي مبين خطب به العرب فيكون الله عز وجل قد اقسم بكل شفع ووتر تعظيما له وهذا احسن الاقوال في تفسير هذه الاية اية نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثالث والثلاثون في تفسير قوله تعالى. لحظة بارك الله فيك. ذكرت مسألة قال لي احد الاخوان قال لماذا هذا الكتاب فيه احاديث ضعيف؟ لماذا هذا الكتاب؟ فيه احاديث والجواب ينبغي ان يسأل من يقع في نفسه هذا السؤال لماذا يقع في نفسك هذا السؤال؟ وعمن اخذت هذا فانك اذا نظرت في تصانيف المتقدمين وجدت انهم يدخلون فيها الضعيف ويقولون الحديث الضعيف خير من الرأي كما جاء عن الامام احمد رحمه الله تعالى. ورب حديث يكون عند احد لكنه قوي عند غيره. كما ان المروي في الباب تنبغي معرفته ولو كان مضعفا فمثلا ما ذكرناه في تفسير الليالي العشر والشفع والوتر مما ينبغي معرفته وقد ذكر ابن العماد في شذور الذهب ان الامام احمد الزم ابنه حفظ عشرة الاف حديث الزم ابنه عبد الله حفظ عشرة الاف حديث. فلما حفظها قال يا بني هذه الاحاديث لا اصل لها لماذا؟ لانه يستفيد منها ان هذه الاحاديث لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. فليس كل ضعيف يطرح وما سير اليه من طرح الحديث الضعيف لم يكن من مسالك العلماء. فكان العلماء يدخلون الضعيف والصحيح في الكتب ويبينون المضعف ووجه تضعيفه وما يستنبط منه من العلم وما يصدق ذلك الاستنباط من دلائل غيره من الكتاب او من السنة او من قول الصحابة رضي الله عنهم او من اجماعهم كهذا الحديث في تفسير الليالي العشر فان ان عشرة ذي الحجة نقل ابن جرير اجماع الحجة على انه على انها عشر ذي الحجة على مذهب في الاجماع المعروف لكن هو قول قوي مشهور فمثل هذا مما لا يجتنب عاقل ان ادراجه مما يناسب المقام للحاجة اليه في معرفة تفسير هذه الاية مما روي فيها مضعفا. فلا ينظرن احد هذه الكتب التي تدخل الضعيف نظرة قاصرة بل هي نظرة كمال وانظر الى كتاب بلوغ المرار اي بلوغ المرام فيه ضعيفة انت من اين تعرف ضعفها؟ يقول الحافظ ابن حجر واسناده ضعيف فيقول والصواب وقف او انه انه مرسل والحافظ قال في مقدمته وقد حررته تحريرا بالغا كون من يحفظه بين اقرانه نابغا. افترى ان ما وقع فيه يخالف التحرير البالغ. كلا لا يكون مخالفا للتحرير البالغ لكن الحالة التي انت فيها هي التي تخالف التحرير البالغ ولذلك تجد ان الحفاظ اشاروا الى ادخالهم الضعيف ابو داوود لما صنف السنن ثم قال في اخر رسالته في اثناء رسالته في اخر جملة معروفة لاهل مكة وما كان فيه من وهن شديد بينت فهو يذكر انه يدخل فيه الضعيف ويبينه. نعم احسن الله اليكم. الحديث الثالث والثلاثون في تفسير قوله تعالى عن عبدالله بن زمتر رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وذكر الناقة والذي عقر. فقال رسول الله صلى الله عليه انبعث لها رجل عزيز عالم منيع في رهطه مثل ابي زمى حديث متفق عليه. موارد القول في هذا الحديث ثلاثة. فالمورد الاول في تعريف راوي الحديث وهو عبد الله ابن زمعة ابن الاسود القرشي الاسدي صحب النبي صلى الله عليه وسلم وتوفي قديما سنة خمس وثلاثين. يوم الدار عند قتل عثمان رضي الله عنه وذكر انه تأخرت وفاته الى ليالي الحرة فهي سنة يا للحرس سنة كم؟ سنة سنة ثلاث وستين لكن الصحيح انه توفي سنة خمس وثلاثين. وان الذي توفي يوم الحر انما هو ولده يزيد. واما المولد الثاني وهو في تخريج الحديث فهذا لذا فهذا الحديث متفق عليه اخرجه البخاري في صحيحه قال حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا اهيب قال حدثنا هشام عن ابيه ان عبد الله ابن زمعة اخبره فذكر الحديث بهذا اللفظ اخرجه البخاري ايضا. قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثنا هشام فذكره باسناده واخرجه مسلم في صحيحه من حديث ابن نمير عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عبد الله ابن زمعة رضي الله عنه. واما المولد الثالث وهو بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى اذ انبعث اشقاها. فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك المنبعث فقال انبعث لها اي للناقة التي جعلها الله اية لتموت رجل عزيز يعني قليل المثال عارم اي ذو شدة مع شراسة ايدوس شدة مع شراسة منيع في رهقه اي له مقام كريم وعظمة عند قومه مثل ابي زمعة وابو زمعة هذا هو جد عبد الله. واسمه الاسود ابن المطلب الاسدي وكان رجلا قويا سديد الراي مطاعا في عمر حتى قارب المئة. وتوفي بعد يوم بدر كافرا ولم يكن ممن خرج جاء يوم بدر وانما قتل ابوه او قتل ابنه زمعة والد عبدالله يوم بدر واما هو فكان شيخا فانيا هرما كبيرا فلم يخرج فذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان قافل الناقة الذي انبعث كانت هذه حاله في قومه وهو قدر بن سالف. فقد ذكر نقلة الاخبار من ان ذلك الرجل من قوم صالح اسمه قدام ابن قدام ابن ثالث بقاف فدال الف فراء وكان كما اخبر الله عز وجل عنه اشقاهم فقوله تعالى اذ انبعث اشقاها اي اشقى تلك القبيلة فكان اشقاها هو هذا الرجل. وكان من شقائه ان بادر الى عقر الناقة فتعاطى ذلك فعقر الناقة فاستوجب قومه العذاب بذلك فكان شؤما عليهم. ولهذا تضرب المثل به في الشؤم. فمن اشد من كان شؤما على قومه قدر ابن سالف. ويقال له احيمر المعنى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اشقى الاولين عاقر الناقة. واشقى الاخرين اقاتلك يا علي. روي هذا من حديث صهيب سنان وعمار ابن ياسر. وغيرهما باسانيد لا من ضعف ومن المحدثين من يقوي ذلك ويرى انها باجتماعها تكون حسنة والله اعلم نعم. احسن الله اليكم. الحديث الرابع والثلاثون في تفسير قوله تعالى ولسوف يعطيك ربك عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما انه قال عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على امته من بعده كفرا كفرا. فسر بذلك فانزل الله عز وجل ولسوف يعطيك ربك فترضى فاعطاه الله في الجنة الف قصد في كل قصر ما ينبغي له من الولدان والخدم. رواه الطبراني في المعجم الكبير والاوسط والمحفوظ فيه الارسال عن ابنه علي. ذكره ابو زرعة وابو حاتم الرازيان. موارد القول في هذا الحديث ثلاثة فالمورد الاول في تعريف راوي الحديث وهو عبد الله ابن عباس ابن عبدالمطلب القرشي الهاشمي ابا العباس وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحظر هذه الامة في السنة ثمان وستين في اقرب الاقوال وله من العمر احدى سنة رضي الله عنه وارضاه. واما المولد الثاني وهو في تخريج الحديث فهذا الحديث مما ورواه الطبراني في المعجم الكبير وفي المعجم الاوسط ايضا. قال حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي قال حدثنا الاوزاعي عن اسماعيل المخزوم عن علي بن عبدالله بن عباس عن ابيه عبدالله بن عباس فذكره طولا وهذا الحديث اعله. ابو حاتم وابو زرعة الرازيان بان الصواب انه مرسل عن علي بن عبدالله بن عبدالله بن عباس رضي الله عنه فكذلك ابن جرير رواه ابن ابي شيبة وابن جرير ايضا من حديث رواد ابن من حديث رواد ابن عن الاوزاعي عن اسماعيل عن علي ابن عبد الله ابن عباس فذكر الحديث مرسلا لم يذكر عن ابيه والحديث الموصل من انواع الحديث الضعيف كما تقدم فهذا الحديث لا يثبت مرفوعا. واما المولد ثالث وهو بيان ما يتعلق منه بالاية وهي قوله تعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى. ففي الحديث ان مما يعطى النبي صلى الله عليه وسلم في الاخرة قوله فاعطاه الله في الجنة الف قصر في كل قصر ما ينبغي له من الولدان والخدم. وهذا وان ضعف له ضاء لكنه ابتم معنا بل ما يعطى النبي صلى الله عليه وسلم هو اعظم من ذلك. فان الله قال وقوله ولسوف يعطيك ربك فترضى اي حتى تبلغ الرضا من ربك. وهذا العطاء يراد به العطاء في الاخرة. لان الله سبحانه وتعالى قال قبلها وللاخرة خير لك من من الاولى ولسوف يعطيك وسوف عند العرب يراد بها التنفيذ اي التأخير في الفعل وهذا التنفيس يراد به يراد به زمن مستقبل وهو زمن الاخرة. فما فما يؤتى النبي صلى الله عليه وسلم من ربه عطاء عظيم لا يقدر قدره فكل ما ينتهي رضا النبي صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم مصيبه لا محالة ومن جملة ذلك ما صلى الله عليه وسلم من نعيم الجنة في قصورها وخدمها ونسائها ما لا يكون لغيره صلى الله عليه وسلم وقوله في الحديث عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على امته من بعده كفرا كفرا يعني قرية قرية فالكفر اسم للقرية. فلماذا سميت القرية كفرا؟ هم. تستر ايش يعني ان البيوت والخلق المقيمين فيها يغطون تلك الارض فسميت كفرا لذلك سميت القرية كفرا لان الكفرة في الوضع العربي هو التغطية. فالبقعة من الارض اذا بنيت عليها بيوت ممتزجة عليها الخلق فصارت قرية سميت كفرا لان هذه البقعة من الارض سترت بمن عليها من الخلق وما اقاموا عليها من البنيان. ونظير هذا ان من الفاظي العرب في الدلالة على العامة تسميتهم بالدهماء. فان الدهم هو التغطية. ولما كان اكثر الخلق هم العامة الذين يغطون الارض سمي العامة بالدهماء اخذا من هذا الاصل. نعم احسن الله اليكم الحديث الخامس والثلاثون في تفسير قوله تعالى واخرجت الارض اثقالها عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقيؤ الارض افلاذ كبدها امثال الاسطوان من الذهب والفضة فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت. ويجئ القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي ويجئ السارق فيقول في هذا قطعت يدي ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا. رواه مسلم موارد القول في هذا الحديث ثلاثة. فالمورد الاول في تعريف راوي الحديث. وهو من عبدالرحمن بن صخر بن عبدوس يكنى ابا هريرة توفي سنة سبع وخمسين وله من العمر ثمان وسبعون سنة. واما المورد الثاني وهو في تخريج هذا الحديث هذا الحديث فهذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه قال حدثنا واصل ابن عبد الاعلى وابو كريب ومحمد بن يزيد الرفاعي. واللفظ لواصل قالوا حدثنا يا محمد بن فضيل عن ابيه عن ابي حازم عن ابي هريرة رضي الله عنه وهو ممن فرض به مسلم عن البخاري فلم يروه البخاري عن في صحيحه وانما رواه مسلم وحده واما المولد الثالث وهو بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى واخرجت الارض وضوء اثقالها. فان هذا الاخراج هو المذكور في قوله تقيؤ الارض افلاذا كبدها والقيء هو اخراج ما في الجوف. فقيء الارض اخراجها ما في فيها ومن جملة مما ومن جملة ما في جوفها افلاذ كبدها وافلاد الكبد هي قطعها وواحدتها ايش كل ده ولا فلذة؟ فلة كسدرة وواحدها فلذة كسدرة. والاصل انها لا تقال الا في قطع كبد البعير فلا يقال فلذة الكبد الا كان المراد به كبد البعير. لماذا لان الابل اعز ما للعرب. لان الابل اعز ما للعرب. فكانت ابلها هي اكبادها فكل شيء معظم. جعلوه فلذة للكبد انما ارادوا انه عنده بمنزلة تلك الابل العظيمة فعندما يقال لي الولد هو فلذة الكبد يريدون انه بمنزلة ومقام عظيم كما كانت العرب تعظم ابلها وتجعلها افلاذ اكبادها. فتقيء الارض ما فيها اي تخرج الارض ما فيها كما قال تعالى واذا الارض مدت والقت ما فيها وتخلت. قال امثال الاسطوان. والاسطوان اسم للسارية العظيمة كهذه وهذه. فالاسطوانة السارية العظيمة هي المرادة في هذا الحديث بقدرها اي انها عظيمة من الذهب والفضة. فتخرج الارض ما في بطونها من الكنوز فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت ويجيء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي فيجئ السارق فيقول في هذا قطعت يدي يعني عقوبة ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا. وهذا المذكور في الحديث هو بعض ما تثقل به الارض. فان الارض تثقل بشيئين. احدها احدهما الاموات المدفونون فيها. الاموات المدفونون فيها والاخر الكنوز من المال المدخرة فيها الكنوز من المال المدخرة في فاذا اخرجت الارض اثقالها فانها تخرج الموت وتخرج الكنوز المعظمة الخلق وهذا الحديث متعلق بتلك الاموال التي تكون مكتنزة في الارض ثم اذا زلزلت الارض زلزالها يعني وقع لها الزلزال العظيم عند يوم القيامة فحينئذ تخرج الارض اثقالها وهذا الزلزال يختص عن غيره من الزلازل بانه زلزال عام في الارض ولذلك قال الله اذا زلزلت الارض زلزالة يعني زلزال الارض فهو زلزال عام وما قبله فهو زلزال خاص بقطعة من الارض. فهو زلزال خاص بقطعة من فالزلازل التي تعتور الارض نوعان. احدهما زلازل جزئية منقطعة وهي كل زلزال قبل يوم القيامة. والاخر زلزال كلي يكون يوم القيامة يكون يوم القيامة فيعم الارظ جميعا. وهو الذي يقع به وعد الله في قوله واخرجت الارض اثقالها اي ماتت قلوبه من الخلق الاموال فان قيل ما فائدة الزلازل؟ التي تقع في اطراف الارض ان لم تكن هي الزلزال المذكور في الاية في قوله اذا زلزلت الارض زلزالها فما الجواب يا ابراهيم ايش احسنت. التنبيه بالجزئي الى الكلي. فانه تقدمة لذلك الزلزال الاعظم. فان الزلزال اذا وقع في الارض كان اية وعبرة وتحذيرا وتنبيها الزلزال الاعظم الذي يكون وهذا من اسرار التقدير الالهي. فان الله يقدر من اجناس العقوبات ما نبهوا على العقوبة الكبرى. ومن ذلك ما يخرجه الله عز وجل من الدجالين قبل الدجال الاكبر فان من منافع ذلك التنبيه لاعداد العدة للحال التي يخشى منها. اكثر غيرها وهي حال الدجال الاكبر ففي صحيح مسلم وانه لن تقوم الساعة حتى يخرج من امتي دجالون ثلاثون فهم يبلغون ثلاثين رجالا لكن اخرهم الدجال الاكبر وهؤلاء جعلوا تقدمة بين يديه تنبيها الى اخذ الحيطة منه. ومن اخذ الحيطة اجتناب الشبه التي يلقيها على الخلق. فاذا عود الانسان نفسه النعي عن الشبه التي يلقيها الدجالون نأى بنفسه عن الدجال الاكبر. ومن اقبل بقلبه على شبهات المشبهين فانه يخشى عليه ان يقبل الدجال الاكبر فعند ابي داوود بسند حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا سمع احدكم بالدجال فلينأى عنه. يعني فليبعد عنه. فان الرجل ليأتي وهو مؤمن فيتبعه لما يرى من الشبهات. يأتيه متكلا على ايمانه مغترا به فاذا رأى ما عنده من الشبهات اتبعه. وكما يدفع الدجال الاعظم بهذا فان الدجاجلة الذين هم دونه يدفعون بهذا. وكم من دجال في بيوتنا كم من دجال يتابعه الناس اليوم بالقنوات الفضائية او بمواقع التواصل او بغيرها. ثم يقول احدهم اني مؤمن. فاذا طرح عليه شبهة فاخرى فثالثة فرابعة واذا بذلك الايمان كان كأنما ماء سخن فتبخر فينبغي للانسان ان يحترز لايمانه من ايراد قلبه على الشبهات. وقد بوب البخاري باب من الايمان الفرار بالدين من الفتن. ولا يقصد الفرار منها مجرد الهرب الى اماكن بعيدة بل من الفرار منها قطع السبل المفضية اليها والموصلة بها. ومن جملتها هذه الموارد التي ذكرنا فينبغي ان يحتاط الانسان بايمانه وان يحفظه. لان لا ينجر الى مقالات الدجالين ومن منافع دعائنا في كل صلاة ونحن نستعيذ من الدجال الاكبر مع انه لم يخرج طول هذه المدة ان هذه الاستعاذة الكبرى تكون سورا دون الدجاجلة الصغار. ذكر هذا ابو العباس ابن تيمية في المنهاج وابنه سعدي في مجموع الفوائد. فانت اذا استعدت من الدجال الاكبر اندرج في ضمن ذلك استعاذتك من كل دونه فهذا من جملة المعنى الذي اتصل القول به فيما ذكر من قول الله تعالى اذا زلزلت رجالها واخرجت الارض اثقالها وهدى اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب وبقيت منه خمسة احادث حديث نأتي عليها باذن الله تعالى في درس الليلة بين العشائين وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين