السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي انزل القرآن ايات بينات. ففسره رسوله بالاحاديث الشريفات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد. فهذا المجلس السابع عشر في شرح الكتاب الاول من برنامج التفسير النبوي للقرآن. وهو كتاب الاربعين المدنية. في تفسير القرآن بالسنة النبوية لمصنفه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. فقد انتهى بنا بيان معانيه. والكشف عن الى قوله الحديث السادس والثلاثون. نعم. احسن الله اليكم. الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديك ولمشايخه وللمسلمين. قلتم غفر الله لكم في كتابكم الاربعين المدنية القرآن بالسنة النبوية. الحديث السادس والثلاثون. في تفسير قوله تعالى التكاثر عن عبد الله ابن رضي الله عنه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو الهاكم التكاثر. قال يقول ابن ادم ما لي ما لي. قال وهل لك يا ابن ادم من مالك على ما اكلت فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فامضيت. رواه مسلم. موالد القول في هذا الحديث ثلاثة فالمورد الاول في تعريف راوي الحديث وهو عبد الله ابن الشخير ابن عوف الحرشي العامري كان من مسلمة الفتح كان من مسلمة الفتح. ذكره ابن سعد في الطبقات وله ثلاثة من الولد اشهرهم مطرف فيشبه ان يكون مكنا بابي مطرف. ولم يذكر احد من المترجمين له كنيته ولا سنة وفاته. لان روايته قليلة. فالمنقول عنه من رواية احاديث قليلة هذا احدها. والمولد الثاني في تخريج هذا الحديث فهذا الحديث رواه مسلم في صحيحه قال حدثنا هداب بن خالد قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة عن مطرف بن عبدالله بن الشخيري عن ابيه عبدالله رضي الله عنه فذكره واخرجه مسلم ايضا من حديث سعيد ابن ابي عروبة وهشام الدستوائي كلاهما عن قتادة عن مطرف بن عبدالله عن ابيه. واما المورد الثالث فهو بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى الهاكم التكاثر ففيه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ هذه الاية قال يقول ابن ادم ما لي ما لي؟ فذكر من الافراد التي يقع بها التكاثر. فان التكاثر تفاعل من الكثرة. والمقصود من ذلك التفاعل هو المفاخرة بينهم. فكانوا يتفاخرون بما يعظمونه من الاولاد والاموال فيفخر بعضهم على بعض بما يكون له منها وما يحوزه الى رحله من حطامها فقال الله عز وجل الهاكم التكاثر. وحذف المتكاثر به العموم فان الافراد المتكاثر بها اجناس متعددة. جماعها الشهوات التي تميل اليها النفوس وافرادها لا تنقضي ورؤوسها هي المذكورة في قول الله تعالى حبب زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين. والقناطير المقاطرة من والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث. فهذه رؤوس ما كانت العرب تفتخر بجمعه وتتكاثر بعده. فيكون النبي صلى الله عليه وسلم في قوله مالي مالي ذكر افرادا من تلك الافراد التي يقع بها التكاثر مما ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله الهاكم والتكاثر اي اشغلكم التكاثر بما تميلون اليه وتتكثرون بعده عما قلتم لاجله وهو عبادة الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم. الحديث السابع والثلاثون في بتفسير قوله تعالى ثم لتسألن يومئذ عن النعيم عن ابي هريرة هريرة الدوسي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. الله. ان اول ما يسأل عن يوم القيامة يعني العبد من النعيم ان يقال له الم نصح لك اسمك ونرويك من الماء البارد رواه الترمذي وقال حديث غريب. موارد القول في هذا الحديث ثلاثة فالمورد الاول في تعريف راوي الحديث وتقدم انه من نعم انه عبدالرحمن بن صخر بن عبد ذي الشرى الدوسي. اختلف في اسمه على وجوه كثيرة انهاها ابن حجر تحقيقا في الاصابة الى عشرين قولا. وذكر النووي في تهذيب الاسماء واللغات انه اختلف فيه على ثلاثين قولا وذكر القطب الحلبي انه اختلف فيه على اربعين قولا. لكن هذين القولين الاخيرين انما وقع على وجه التنويع بين المنقول في اسمه واسم ابيه من جهة الاحتمال العقلي. دون الواقع النقلي فان الواقع النقلي ينتهي في الاشبه الى عشرين او الى تسعة عشر قولا كما استظهره الحافظ ابن حجر في كتاب بالاصابة واشهرها عند المحدثين انه عبدالرحمن بن صخر وان جده هو عبد ذي الشرى وذو الشرى قلم من اصنام دوس يكنى ابا هريرة واشتهر بكنيته وتوفي بالمدينة سنة سبع وخمسين على الاصح وله من العمر ثمان وسبعون سنة. سألني سائل فقال ان عائشة توفيت سنة كم ثمان وخمسين وفي ترجمتها ان ابا هريرة صلى عليها فكيف يكون كذلك؟ فالجواب وان يقال له ما كان كثير من اهل للعلم يردده عند ذكر قول اثبت العرش ثم انقش الدعوة التي فيها ان ابا هريرة صلى على عائشة انما هي خبر عن الواقد. ولا يصح وقد زيفه الحافظ الذهبي في ترجمة ابي هريرة من سير اعلام النبلاء. فخبر الواقد لا يصح وانما الثابت هو المعروف عن اقرباء كهشام ابن عروة انها ماتت في هذا التاريخ سنة ثمان وخمسين في رمضان وان ابا هريرة مات قبل ذلك كسنة سبع وخمسين للهجرة. واما المولد الثاني وهو ما يتعلق بتخريج الحديث فهذا اخرجه الترمذي في جامعه قال حدثنا عبد ابن حميد قال حدثنا شبابه عن العلاء عن عبدالله بن العلاء عن الضحاك بن عبدالرحمن بن عرزم الاشعري قال سمعت ابا هريرة فذكر الحديث وهذا اسناد حسن. وقول الترمذي حديث غريب يقع على واحد ممن الغريب عنده التي ذكرها في اخر جامعه في كتاب العلل الصغير. وهو ان الحديث المذكور لا هو الا من هذا الوجه من حديث عبدالله بن العلاء بن زبر عن الضحاك بن عبدالرحمن بن عرزم عن ابي هريرة رضي الله عنه وهذا اسناد حسن وقد صححه ابن حبان وغيره. واما المولد الثالث وهو بيان ما يتعلق منه بتفسير الاية وهي قوله تعالى ثم لتسألن يومئذ عن النعيم. ففيه قوله صلى الله عليه وسلم ان اول ما يسأل عنه يوم القيامة يعني العبد من النعيم ان يقال له الم نصح لك اسمك ونرويك من البائل بارد ففيه ذكر افراد من افراد النعيم التي تقدم بالسؤال عنها. فان المذكور في الاية اختلف المفسرون في بيان نوعه على اقوال عدة منها قول من قال انه الامن والصحة ومنهم من قال انه العافية. ومنهم من قال غير ذلك. واصح الاقوال ان النعيم اسم لكل ما يلتذ به الانسان. فكل ما يلتد به الانسان فهو نعيم. واختار هذا القول من اهل العلم ابو الفداء ابن كثير والطاهر ابن عاشور رحمهما الله تعالى. فكل ما يقع به الالتزام هو من جملة النعيم الذي يسأل عنه. وما ذكر في هذا الحديث هو من افراد ذلك النعيم. وخصت بالذكر لتقديمها بالسؤال عنها قبل سائر افراد النعيم. ففيه قوله ان اول ما يسأل عنه يوم القيامة يعني العبد من النعيم ان يقال له الم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد؟ فاول ما يسأل عنه العبد من النعيم الصحة التي تكون في بدنه وما يشربه سائغا من الماء البارد ووراء ذلك افراد اخرى لكن ذكر هذان الفردان للتنبيه الى جلالة قدرهما وعلو شأنهما في الالتذاذ بهما فان صحة الانسان في بدنه نعمة ظاهرة ولذة وافرة. وكذلك شربه الماء البارد ولا سيما في ايام الحر القائض نعمة عظيمة يكبر ارتداد الانسان بها فانه يجد من الانس عند استساغته الماء في الجوف فيه شيئا لا يوصف ولو قيل لكثير من الخلق ما اطيب المشروبات لقالوا الماء وربما اجمع الخلق على ذلك ومما ينبه اليه ان النعيم بعض النعمة. وليس هما بمعنى واحد. فان النعيم اسم لما يلتد به الانسان مما هو مفارق له غير ملازم له. فالشيء المفارق للانسان يسمى نعيم واما ما كان ملازما له كبصره وسمعه ونحو ذلك فانه يسمى نعمة. فالنعمة تسمى على وزيادة فالفرق بينهما خصوص وعموم فالنعمة عامة واما النعيم فانه يختص ما تقع به اللذة من المفارق للانسان غير الملازم له كتمتع الانسان بمركب او مشرب او مأكل او غير ذلك والنعيم هو من جنس النعمة. فالنعمة والنعيم بمعنى واحد وهما بعض ما يقع من النعمة فما يتفعل به من النعمة اي ما يقع الانتفاع به من النعمة المفارقة للانسان يسمى نعيما اشار الى ذلك الطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير. وهذا السؤال الكائن يوم القيامة عن النعيم اختلف فيه على قولين احدهما انه خاص بالكافر. وهو قول الحسن البصري. والقول والثاني انه عام لكل احد وهو قول قتادة ابن دعامة السدوس والثاني اصح لثبوت الاخبار في ذلك فبهذا الحديث ان اول ما يسأل عنه يوم القيامة يعني العبد والعبد اسم عام يقع على المؤمن والكافر فيسأل هذا وهذا. لكن الفرق بين السؤالين ان سؤال المؤمن النعمة سؤال امتنان وتشريف. وسؤال الكافر عن النعمة سؤال تبكيت وتعريف. فالمؤمن يسأل عنها مشرفا بها لاظهار منة الله عز وجل عليه. بقيامه بشكرها. واما الكافر فانه يسأل عنها تبكيكا على ما اقترفه في جناب الرب سبحانه وتعالى. اذ كفر نعمته وتعريفا له بها كيف انكرها مع شدة ما وصل اليه من الخير الذي اسداه الله عز وجل اليه. نعم. السلام عليكم الحديث الثامن والثلاثون في تفسير قوله تعالى ويمنعون الماعون عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية الدلو والقد. رواه ابو داوود والنسائي في كبراه وصححه ابن حجر في فتح الباري. موارد القول في هذا الحديث ثلاثة المولد الاول في تعريف راوي الحديث وهو عبد الله ابن مسعود ابن غافل بغينا ابن غافل الهدلي يكنى ابا عبدالرحمن توفي بالمدينة بعد منصافه اليها من الكوفة وكان سكنها مدة طويلة. وكانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين وله من العمر بضع وستون سنة رضي الله عنه وارضاه. واما المولد الثاني وهو تخريج الحديث فهذا الحديث رواه ابو داوود والنسائي في كبراه يعني في سننه الكبرى قال ابو داوود حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا ابو عوانة عن عاصم ابن ابي النجود عن شقيق عن عبدالله رضي الله عنه فذكره واخرجه النسائي قال اخبرنا قتيبة ابن سعيد قال حدثنا ابو عوانة بالاسناد المتقدم حذو القذة القذة الا انه زاد في اوله كل معروف صدقة وكنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية الدلو والقدر وهذا اسناد حسن لما تقدم ان عاصم ابن ابي النجود واسمه بهدلة الكوفي صدوق حسن الحديث. وصحح ابن حجر رحمه الله تعالى هذا الحديث لانه روي من غير وجه عن عبد الله ابن مسعود فرواه جماعة من الثقات سوى شقيق بما يدل ان هذا الخبر مستفيض عن عبدالله بن مسعود صحيح عنه. ومثله له حكم الرفع. لانه عزاه الى عهد النبي صلى الله عليه وسلم اذ قال كنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية الدلو والقدر فما اضيف الى عهد النبي صلى الله عليه وسلم حكم برفعه في اصح اقوال اهل العلم لانه واقع في العهد النبوي ولا يقر الناس فيه على منكر او شر. فدل ذلك ان هذا من الامر المتقرر المشهور عندهم وهو باعتبار المولد الثالث وهو بيان ما يتعلق بتفسير الاية وهي قوله تعالى ويمنعون ويمنعون الماعون تفسير للماعون انه عارية الدلو والقدر. اي ما كان الناس يتبادلونه بينهم كالدلو والقدر والابرة والابرة والمنخل واشباه ذلك من ما ينتفع به مما يبذله الناس عادة. وهذا من جملة اقوال المنقولة في تفسير الماعون فان اهل العلم اختلفوا في تفسير الماعون على اقوال متعددة صحت عن الصحابة فمن دونهم فقيل الماعون هو الزكاة. وقيل الماعون هو المال فيكون المعنى ويمنعون المال مستحقه الذي يستحقه يستحقه في زكاة واجبة او نحوها. وقيل الماعون عارية الدلو القدر واحسن الاقوال ان الماعون اسم لكل ما يعان به من مال او منفعة. اسم لما به من مال او منفعة. فيكون جامعا لهذه الاقوال واختار هذا القول ابو بكر ابن العربي في كامل قرآن وابو الفداء ابن كثير في تفسيره المعروف بتفسير القرآن العظيم. فيكون معنى قول الله تعالى ويمنعون الماعون انهم يمنعون كل يمنعون كل ما تقع به الاعانة من مال او منفعة وهم متفاوتون بعظهم من الممنوع فمنهم من يمنع المعظم فزكاة المال ومنهم من يمنع دون ذلك. من يمنع دون ذلك كالدلو والابرة والقدر وما جرت عادة الناس ببذله. نعم. احسن الله اليكم. الحديث التاسع والثلاث في تفسير قوله تعالى الكوثر. عن انس رضي الله عنه يقال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين اظهرنا اذ اخفى اخفاء ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما اضحكك يا رسول الله؟ قال انزلت علي الفا سورة فقرأ فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ان شانئك هو الابتر. ثم قال اتدرون ما الكوثر قلنا الله ورسوله اعلم. قال فانه نهر وعدنيه ربي عز وجل. عليه خير كثير هو حوض ترد عليه امتي يوم القيامة. انيته عدد عدد النجوم. فيختلج العبد من فاقول ربي انه من امتي فيقول ما تدري ما احدثت بعدك. رواه مسلم موارد القول في هذا الحديث ثلاثة. فالمورد الاول في تعريف راوي الحديث. وهو ان انس بن مالك بن النظر الانصاري الخزرجي يكنى ابا حمزة خادم رسول الله صلى الله عليه سلم توفي سنة ثلاث وتسعين وقد جاوز المئة. فقيل مات وهو ابن مئة وثلاث وثلاث سنوات وقيل قد بلغ مائة وعشر سنوات وقيل مئة وعشرين وتقدم ذكر ذلك. واما المورد الثاني وهو في تخريج الحديث. فهذا الحديث من افراد مسلم في في صحيحه اذ لم يخرجه البخاري. فاخرجه مسلم في صحيحه قال حدثنا علي ابن حجر السعدي قال حدثنا علي ابن مسهل قال اخبرنا المختار ابن خلفل عن انس رضي الله عنه وحدثنا ابو بكر ابن ابي بكر ابن ابي شيبة واللفظ له قال احدثنا علي ابن مسهر عن المختار ابن فلفل عن انس رضي الله عنه فذكر الحديث بهذا اللفظ. واما المورد الثالث وهو بيان ما يتعلق منه تفسير الاية وهي قوله تعالى انا اعطيناك الكوثر. ففي الحديث المذكور قوله صلى الله عليه وسلم اتدرون ما الكوثر؟ فقلنا الله ورسوله اعلم. قال فانه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير. هو حوض ترد عليه امتي الحديث. ففسر النبي صلى الله عليه وسلم ما الكوثر بانه نهر اعطيه النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة. وهذا هو قول اكثر اهل العلم وهو القول الصحيح. ومن قال ان الكوثر فوعل من الكثرة وان الله سبحانه وتعالى يعطي نبيه صلى الله عليه وسلم خيرا كثيرا فهذا القول وان كان حقا في نفسه لكنه لا يناسب مشهد الامتنان. لان كثرة الخير المعطاة تكون لاهل الجنة جميعا كما قال الله سبحانه وتعالى واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والارض لما شاء ربك عطاء غير مجدول. فجعل هذا العطاء مكثرا للكل لان التنكير من دلائل التعظيم والتكثير فكونه واقعا على وجه التنكير في الاية المذكورة يدل على كثرته. ومنه ايضا قوله تعالى في سورة النبأ ان للمتقين مفازا ثم قال عطاء حسابا. فتنكير العطاء دال على ووفرته. فالعطاء الذي يكون في الجنة بالكثرة هو وصف لكل داخل الجنة. جعلنا الله واياكم منهم. ولكن المناسبة للاية ان يكون ما امتن الله عز وجل به على رسوله صلى الله عليه وسلم هو شيء يختص به دون من يدخل الجنة وذلك الشيء هو الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله نهر وعدنيه ربي عز وجل وهذا اختيار جماعة من المحققين كالقرطبي وابي العباس ابن تيمية ومحمد ابن علي الشوكاني رحمهم الله تعالى. فيكون الكوثر الممتن به في قوله تعالى انا اعطيناك الكوثر ونهر الكوثر الذي في الجنة. ويدل على ذلك امران. احدهما الاحاديث الواردة المفسرة هذه الاية ومنها حديث انس هذا والاخر ملاحظة مشهد الامتنان الالهي على النبي صلى الله عليه وسلم ان وقوع الامتنان يقتضي تخصيصه صلى الله عليه وسلم بعطية جزلة تكون في الجنة له وحده ولا تكون لغيره به وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عليه خير كثير هو حوض ترد عليه امتي. ليس تفسيرا للنهر وانما تفسير للخير الكثير. فان النهر هو نهر الكوثر. وعلى هذا النهر خير كثير ومن جملة هذا الخير الذي هو عليه العار. ومن جملة هذا الخير الذي هو عليه هو الحوض الذي يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. فان الحوض في اصح الاقوال مستقره الارض ويمد بميزابين من نهر الكوثر. فاظيف الى الكوثر باعتبار انه منفصل عن مائه وانه بعض ما يكون من ماء الكوثر في الجنة. فلاجل ما وقع بينهما من الملابسة باعتبار الماء اضيف اليه ولذلك قال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه باب الحوض وقول الله تعالى انا الكوثر فذكر الكوثر مع الحوض ما بينهما من التلازم. وهذا التلازم وجهه ان ماء الحوظ هو وبعض ماء الكوثر فهو يمد بميزابين يصبان فيه من نهر الكوثر فيكون تفسيرا للخير الكثير الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فعلم ان الكوثر نهر في الجنة. وان الحوض موضعه الارض وان الاتصال بينهما وجهه كون ماء الحوض هو بعض ماء الكوثر فهو اليه من نهر الكوثر. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الاربعون في تفسير قوله تعالى ومن شر غاسق اذا وقب. عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم نظر القمر فقال يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا فان هذا هو الغاسق اذا وقب رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. اخر الاربعين المدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية وكان الفراغ منه في ايام معدودات. اخرها يوم الاربعاء الثامن عشر من جمادى الاخرة سنة ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وتم املائه عشرتان في المسجد النبوي الشريف موارد القول في هذا الحديث ثلاثة فالمولد الاول في تعريف راوي الحديث وهو عائشة بنت ابي بكر. واسم ابي بكر عبدالله ابن عثمان القرشية التيمية تكنى ام عبدالله وهي ام المؤمنين وحبيبة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم توفيت سنة ثمان وخمسين في اصح الاقوال بالمدينة النبوية وبها دفنت. واما المولد الثاني وهو تخريج الحديث هذا الحديث مما رواه الترمذي فانفرد به عن بقية الستة. فاخرجه في جامعه قال حدثنا محمد ابن المثنى قال حدثنا عبد الله ابن عامر العقدي قال حدثنا ابن ابي ذئب عن ابن عبدالرحمن عن ابي سلمة عن عائشة رضي الله عنها فذكر هذا الحديث قال حدثنا عبد الملك ابن عمرو العقدي حدثنا محمد ابن ثنى قال حدثنا عبد الملك ابن عمرو العقدي قال حدثنا ابن ابي ذئب عن الحارث ابن الرحمن عن ابي سلمة عن عائشة رضي الله عنها وهذا اسناد حسن رجاله ثقات سوى الحارث ابن عبد الرحمن فهو احد صادوقين فهذا اسناد حسن. واما المولد الثالث وهو بيان ما يتعلق منه بتفسير اية وهي قوله تعالى ومن شر غاسق اذا وقب. ففيه ان النبي صلى الله عليه وسلم نظر الى القمر فقال يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا فان هذا هو الغاسق الذي فان هذا هو الغاسق اذا وقب. فيكون الغاسق الذي امرنا بان نستعيذ منه اذا وقب هو القمر وهذا القول قول صحيح باعتبار وهو انه علامة عليه فان الغاسق مشتق من الغسق وهو الظلمة. ومنه قوله تعالى اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل. فان قسم للظلمة ومن علامات ظلمة الليل بروز القمر فيه فان القمر لا يكون الا في الليل. فيكون النبي صلى الله عليه وسلم ارشدها الى الكل بذكر جزء من اجزائه. وهذا الجزء هو القمر. لانه علامته فالصحيح الموافق للوضع اللغوي ان الغاسق هو الليل. ومن علاماته القمر ومن علاماته ما ذكره بعض السلف في تفسير الغاسق انه البارد لان الليل عادة ابرد من النهار فيكون ما ذكره بعض السلف موافقا لما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من جهة ذكر بعض افراد الكلي الذي التي ترجع الى الليل واختار هذا القول ابو العباس ابن تيمية الحفيد و ابن سعدي في تفسيره والطاهر ابن وابن سعدي في تفسيره والطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير فيكون الغاسق المطلوب الاستعاذة منه هو الليل ومعنى اذا وقب يعني اذا دخل ومن علاماته القمر الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث. وانما امرنا بالاستعاذة من الليل اذا اظلم. لان الليل حل لانتشار الارواح الشريرة والحيوانات المؤذية وعامة شرور الخلق انما تكون في الليل لان ظلمته ستار الموبقات. فالسارق والفاجر انواع العصاة لله عز وجل يتسلط جمهورهم في الليل وهذا حادث في احوال الخلق على مدى الدهر ان الشر في الليل اغلب منه في النهار فامرنا ان نستعيذ منه اذا دخلت ظلمته واستقرت لانه له محل للشرور فيتقي الانسان بالاستعاذة منه الشرور التي تكتنفه وتكون فيه هذا الحديث نكون بحمد الله عز وجل فرغنا من شرح الكتاب الاول من برنامج التفسير النبوي اه القرآن وهو كتاب الاربعين المدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية. ويتلوه ان شاء الله تعالى في رمضان انا القادم كتاب امداد المستشير باصول الاحاديث في التفسير. وهو اوسع منه وانما جعل تقدمة لتتطلع النفوس الى ما بعده. وتعي مواضع القول في التفسير النبوي للقرآن قال وهو عون لمن حفظه ان يكون في قلبه شيء من الاحاديث المذكورة في علم التفسير. وسبق ان ذكرت لكم ان العناية بحفظ احاديث التفسير مما قل عند المتأخرين. فجمهور ما يعتنى به اما احاديث او احاديث الاحكام وكلاهما خير. لكن مما ينبغي ان يشتغل به طالب العلم في الحفظ في ابواب الديانة حفظ ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسير القرآن وتمييز صحيحه من ضعيفه ومعرفة معانيه وعسى ان هنا هذه الكتب عونا على ادراك هذا المبتغى. وبفراغنا بحمد الله من هذا الكتاب في هذه الليلة نكون قد انتهينا من الدروس الكائنة في شهر رمضان فاننا فرغنا بحمد الله من درس الحديث وهو قراءة كتاب موطأ ابي ما لك بن انس رحمه الله تعالى وما تبعه من الكتب الستة وفرغنا فيما يتعلق بتفسير القرآن من كتاب الاربعين المدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية ونستقبل ان شاء الله تعالى في سنتنا القادمة سنن ابن ماجة فيما يتعلق بالحديث وامداد المستشير فيما يتعلق بالتفسير. فاسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل ما تعلمناه وعلمناه لنا وحجة لنا لا حجة علينا. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك. ومن طاعتك ما تبلغنا به ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ابدا ما احييتنا واجعله منا اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تسلط علينا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا. اللهم انا نسألك البركة في نياتنا ونسألك البركة في ذرياتنا ونسألك البركة في اعمالنا ونسألك البركة في اعمالنا اللهم اتي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم على المسلمين خيارهم وقهم شر شرارهم. اللهم فرج كرب المكروبين ونفس هموم المهمومين. اللهم كن عونا ونصيرا لاخوانك في الشام وفي ميانمار اللهم فرج كربتهم وارحم ضعفهم واجبر كسرهم واكبت عدوهم وعجل بفرحنا بنصرهم والحمد لله يا رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين