السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل العلم للخير الاساس. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله محمد المبعوث رحمة للناس. وعلى اله وصحبه البررة الاكياس. اما بعد هذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الثالث من برنامج اساس العلم في سنته السابعة سبع وثلاثين واربع مائة والف وثمان وثلاثين واربعمائة والف بمدينته التاسعة مدينة عرعر وهو كتاب اعتقاد اهل السنة والجماعة المعروف شهرة بالعقيدة الواسطية لشيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيمية النميري الحراني رحمه الله المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة. وقد انتهى بنا البيان الى كقوله رحمه الله ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تفسر القرآن. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمستمعين. يقول المصنف رحمه الله تعالى ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه. وما وصف الرسول به ربه من الاحاديث الصحاح التي تلقاها اهل المعرفة بالقبول وجب الايمان بها كذلك. مثل قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى سماء الدنيا كل ليلة حين تبقى ثلث الليل الاخر فيقول من يدعوني فاستجيب له. من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم الله اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم براحلة الحديث متفق عليك وقوله صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر يدخلان الجنة متفق وقوله عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غياره. ينظر اليكم ازلين قنطين فيظلوا وينظر اليكم يضحك يعلم ان فرجكم قريب. حديث حسن. وقوله صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه. وفي رواية عليها قدمه فينزوي بعضها الى وتقول قط متفق عليه. وقوله يقول الله عز وجل لادم عليه السلام يا ادم فيقول وسعديك في نادي بصوت ان الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار. متفق عليه وقوله ما من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه حاجب ولا ترجمان. وقوله في رقية المريض ربنا الله الذي في ما تقدس اسمك امرك في السماء والارض. كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الارض اغفر لنا حوبنا وخطايانا انت رب الطيبين انزل انزل رحمة من انزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع رواه ابو داوود وقوله الا تأمنوني وانا امين من في السماء؟ رواه البخاري وغيره. وقوله والعرش فوق ذلك والله فوق عرشه وهو يعلم ما انتم عليه. رواه ابو داوود والترمذي وغيرهما. وقوله وقوله للجارية اين الله؟ قالت في السماء. قال من انا؟ قالت انت رسول الله. قال اعتقها فانها مؤمنة. رواه مسلم وقوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت. حديث حسن. وقوله اذا قام احدكم من الصلاة فان الله قبل وجهه فلا يبصن قبل وجهه ولا عن يمينه ولكن عن يساره او او تحت قدمه متفق عليه متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع ورب الارض ورب العرش العظيم وربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى. منزل التوراة والانجيل والفرقان. اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء. اقض عني الدين واغنني من الفقر. رواه مسلم. وقوله لما رفع اصحابه اصواتهم بالذكر ايها الناس يربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا. انما تدعون قريبا ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته متفق عليه. وقوله انكم سترون كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته. لا تضامون في رؤيته. فان استطعتم ان لا تغلبوا على صلاتهم قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا. متفق عليه. الى امثال هذه الاحاديث التي يخبر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه بما يخبر به فان الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك كما يؤمن هنا بما اخبر الله به في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. بل هم الوسط في الفرق بل هم الوسط في فرق الامة. كما ان الامة هي الوسخ في الامم. ذكر المصنف رحمه الله جملة مستحسنة من احاديث الصفات بعد اياتها. لان السنة وحي كالقرآن والاسماء والصفات كما تقدم مردهما نفيا واثباتا الى القرآن والسنة صدرا المصنف رحمه الله تعالى هذه الاحاديث المذكورة ببيان الصلة بين القرآن والسنة فقال رحمه الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه فعلائق اتصال السنة بالقرآن اربع. فعلائ اتصال السنة بالقرآن اربع. الاولى تفسير السنة للقرآن. والثانية تبيين السنة القرآن تبيين السنة للقرآن. والثالثة دلالة السنة على القرآن دلالة السنة على القرآن. والرابعة تعبير السنة عن القرآن. تعبير السنة عن القرآن. والعلاقتان الاولى والثانية متصلتان بعضهما ببعض. كما ان العلاقتين الثالثة والرابعة متصلتين بعضهما ببعض. والفرق بين العلاج الاولى والعلاقة التانية وهما تفسير السنة للقرآن وتبيين السنة للقرآن ان العلاقة الاولى تتعلق بالايضاح التفصيلي ان العلاقة الاولى تتعلق بالايضاح التفصيلي والعلاقة تتعلق بالايضاح الاجمالي. والعلاقة الثانية تتعلق بالايضاح الاجمالي والفرق بين العلاقتين الثالثة والرابعة ان العلاقة الثالثة يتضمن مجيء السنة بنظير ما في القرآن. تتضمن مجيء السنة بنظير ما في القرآن والعلاقة الرابعة تتضمن مجيء السنة بمثل ما في القرآن مجيء السنة بمثل ما في القرآن. واصل هذه العلائق الاربع قديم في كلام الامام احمد ثم اخذه ابن تيمية الحفيد وكرره في جملة من كتبه وهي على بالغة الاهمية في رصد الصلة بين الكتاب والسنة على النحو الذي ذكرناه. وجميع الاحاديث التي ذكرها في الصحيحين اتفاقا او انفرادا سوى اربعة احاديث. فالحديث الاول قوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره. رواه احمد. وفيه ضعف. والمشهود فيه لفظ ضحك ربنا. المشهور فيه لفظ ضحك ربنا. واما اللفظ المذكور فهو مفقود من كتب الحديث. والحديث الثاني قوله صلى الله عليه وسلم في رقية المريض ربنا الله الذي في السماء الحديث رواه ابو داوود واسناده ضعيف. والثالث قوله صلى الله عليه وسلم والعرش فوق الماء والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه. وعزاه المصنف الى ابي داود الترمذي واشار في كتابه الاخر مناظرة الواسطية الى انه يريد حديث عباس ابن عبد المطلب وهو حديث اخر رواه ابو داوود والترمذي لكن ليس بهذا اللفظ. واما هذا اللفظ رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد والطبراني في المعجم الكبير من حديث ابن مسعود رضي الله عنه واسناده حسن والحديث الرابع قوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان الحديث رواه الطبراني في المعجم الكبير والاوسط اسناده ضعيف. وهذه الاحاديث التي ذكرها المصنف اشار الى رتبتها بقوله وما وصف الرسول صلى الله عليه وسلم به ربه من الاحاديث الصحاح التي تلقاها المعرفة بالقبول فخبره عنها بكونها صحاحا بالنظر الى اختياره هو وهو يرى ان هذه الاحاديث صحاح وقد نزع في بعضها فجملة منها ضعفه من ضعفه من الحفاظ المتقدمين للعلم المتأخرين. وقوله التي تلقاها اهل المعرفة بالقبول يراد به انهم تلقوها بقبول ايرادها في احاديث الصفة. انهم تلقوها بالقبول ايرادها في احاديث السباع. فهم ذكروا هذه الاحاديث سواء مما كان صحيحا عندهم او كان ضعيفا عند بعضهم فانهم تتابعوا على ايرادها في كتب الاعتقاد. وهذه من طريقة اهل العلم فانك اذا فحصت كتب ال السنة في الاعتقاد مما صنف مسندا ككتاب التوحيد لابن منده او الايمان له او والتوحيد ابن خزيمة او الشريعة للاجر او الابادة اللي ببطة او شرح سورة قادة السنة للالكاء وجدت انهم يذكرون فيها الاحاديث الضعاف فهذه طريقة اهل السنة. ومنشأوا ذلك انهم يذكرون عاف تبعا للصحة انهم يذكرون الضعاف تبعا للصحاح. اشار الى هذا المعنى ابن تيمية القيم رحمهم الله فانهم قد يشيرون في كتبهم نفسها الى ان هذه الحديث لا يثبت ولكنهم ذكروه تبعا لاحاديث صحيحة في الباب فهم يذكرونها في مقام الاعتظاد فتجيء تابعة والفقهاء يقولون التابع تابع ويقولون يثبت تبعا ما لا يثبت استقلالا فهي تجري هذا المجرى فلا تثريب على من ذكرها قديما ولا حديثا التثريب على من ذكر هذه المرويات في كتابه قديما ولا حديثا فان هذه جادة مسلوكة عند اهل العلم رحمهم الله تعالى وهذه الادلة الحديثية التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى اشتملت على جملة من الاسماء والصفات الالهية ها هي؟ فاشتملت على تسعة عشر اسما الهية. الاسم الاول الرب. لقوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا وقوله عجب ربنا الى غير ذلك من الاحاديث. وتقدم ان هذا الاسم الرب جاء في السنة الصحيحة محلا بال واما في القرآن واكثر السنة فيأتي مضافا او موصوفا ووقع في جملة من الاحاديث القليلة ذكره بال ومنه قوله صلى الله عليه وسلم واما الركوع فعظموا فيه ايش؟ الرب. والاسم الثاني الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا قال يضحك الله الى اخر ما جاء في هذه الاحاديث التي ذكرها. والاسم الثالث رب العزة. قال صلى الله عليه وسلم حتى يضع رب العزة اي صاحبها فالعزة صفة من صفات الله سبحانه وتعالى. والاسم الرابع رب والطيبين قال صلى الله عليه وسلم انت رب الطيبين. ولا يحفظ في هذا الاسم دليل فالحديث المذكور فيه ضعيف. والاسم الخامس رب السماوات السبع. والاسم سادس رب الارض. والاسم السابع رب العرش العظيم. والاسم الثامن رب كل بشيء والاسم التاسع فالق الحب. فالق الحب والاسم العاشر النوى والاسم الحادي عشر منزل التوراة. ويروى مخففا منزل التوراة. والاسم الثاني عشر منزل الانجيل. ويروى ايضا مخفف بل ننزل الانجيل. والاسم الثالث عشر منزل القرآن. ويروى ايضا منزل الفرقان وكلها في حديث واحد اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم الى اخر الحديث الذي تقدم والاسم الرابع عشر الاول والاسم الخامس عشر الاخر. الاسم السادس عشر الظاهر والاسم السابع عشر الباطن. وكلها جاءت في حديث واحد انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر ليس بعدك شيء الى اخر اللفظ المتقدم وهو في صحيح مسلم. والاسم الثامن عشر السميع الاسم التاسع عشر القريب. وهما في قول النبي صلى الله عليه وسلم انما تدعون سميعا قريبا انما تدعون سميعا قريبا. وهذه الاسماء الالهية التسعة عشر اشتملت على صفات الهية وفق القاعدة التي تقدمت من ان كل اسم الهي فانه يدل على صفة او اكثر فالصفات التي دلت عليها هذه الاسماء هي احد عشر صفة. الربوبية والالوهية والعزة والفلق وهو الشق والفلق وهو الشق والانزال والاولية والاخرية والظهور والبطون السمع والقرب. والسمع والقرب. فهذه الصفات الاحد عشر. مستفادة من الاسماء التسعة عشر. طيب كيف قلت؟ احنا نقول كل اسم فيه صفة. كيف قلت الصفات نعم لا تدل على صفة واحدة بعض الاسماء تدل على صف واحد مثل السماوات رب الارض رب العرش العظيم كلها تدل على صفة صفة الربوبية. وهي كما تقدم من جنس الاسماء المباركة قد تقدم بيان قاعدته. وذكر المصنف رحمه الله تعالى احاديث تشتمل على هذه الصفات التي تقدمت على وجه اثبات الصفة واحاديث اشتملت على صفات الهية اخرى ليست مما تقدم فالصفة الاولى صفة النزول قال صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا والصفة الثانية والثالثة والرابعة صفة الاستجابة والاعطاء والمغفرة صفة الاستجابة والاعطاء والمغفرة في قوله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل انه يقول من يدعوني عجيبة له من يسألني فاعطيه. من يستغفرني فاغفر له. والصفة الخامسة الفرح قال صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا والصفة السادسة الضحك قال صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجلين وقال ضحك ربنا. والصفة السابعة والثامنة والتاسعة جابوا والنظر والعلم. العجب والنظر والعلم. وكلها في قوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوت بعباده وقرب غيره ينظر اليكم ازيدين قانتين فيظل يضحك يعلم ان فرجكم قريب وتقدم ان هذا الحديث ضعيف. وهذه الصفات تقدمت ادلتها من القرآن الكريم فيما سبق سوى صفة العجب فلم تتقدم من الايات ما يدل عليه. ويدل عليها من القرآن قوله تعالى بل عجبت ويسخرون على قراءة الضم ففي قراءة الظم جعل ذلك صفة لله سبحانه وتعالى. والصفة العاشرة القدم قال صلى الله عليه وسلم لا يزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه والصفة الحادية عشرة الوضع قال صلى الله عليه وسلم حتى يضع رب العزة حتى تضع رب العزة. والصفة الثانية عشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة. القول والنداء والصوت. قال صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل لادم. يقول الله عز وجل لادم يا ادم فيقول لبيك وسعديك في نادي يعني الله في نادي بصوت والصفة الخامسة عشرة الكلام قال صلى الله عليه وسلم ما منكم الا سيكلمه ربه. والصفة السادسة عشرة والسابعة عشرة العلو والفوقية. العلو والفوقية. قال صلى الله عليه وسلم ربنا الله الذي في السماء. وقال صلى الله عليه وسلم والله فوق العرش الى اخر ما ذكر. والصفة الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرون الامر والرحمة والشفاء. الامر والرحمة والشفاء. قال صلى الله عليه وسلم امرك في السماء والارض اجعل رحمتك رحمتك في السماء كما رحمتك في الارض. ثم قال في اخره انزل رحمة من رحمتك ايثاء من شفائك واظاف الى الله الرحمة والشفاء. والصفة الحادية والعشرون المعية. قال صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله معك الى غير ذلك من الاحاديث. والصفة الثانية والعشرون الاخذ قال صلى الله عليه وسلم الحمد لله فيكم مع السلامة. قال صلى الله عليه وسلم انت اخذ بناصيتها. فهذه الاحاديث اشتملت على الصفات المذكورة ثم الصفة الثانية الثالثة والعشرون التجلي. قال صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم. وفي هذه الاحاديث صفتان من الصفات المنفية. وهما نفي الصمم والغياب. نفي الصمم والغياب. قال صلى الله عليه وسلم انكم لا تدعون دون اصم ولا غائب. انكم لا تدعون اصما. ولا غائبا. فهذه الاحاديث النبوية كاملة على اثبات اسماء وصفات لله سبحانه وتعالى. والقول فيها كالقول فيما تظمنته الايات. لذلك قال المصنف وجب الايمان بها كذلك. يجب على العبد ان يؤمن بها كذلك. ثم قال من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل على ما تقدم بيانه. ثم ذكر ان هذه الطريقة وهي طريقة اهل السنة من الايمان بها من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف تمثيل صاروا بها الوسط بين فرق الامة فهم وسط بين ان من يبالغ في اثباتها حتى يقع في التشبيه وبين من يبالغ في نفيها حتى يقع في التعطيل كما ان هذه الامة وسط بين سائر الامم. نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهل التعطيل الجهمية. وبين اهل التمثيل المشبهة. وهم وسط في باب افعال الله تعالى الا بين القدرية والجبرية وفي باب وعيد الله بين المرجئة وبين الوعيدية من القدرية وغيرهم وفي الايمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية. وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض وبين الخوارج لما قرر المصنف رحمه الله في اخر كلامه المتقدم وسطية اهل السنة زاد القول في البيان ذاكرا وسطية اهل السنة في خمسة ابواب من ابواب الاعتقاد اقتصر عليها لعظيم اهميتها اقتصر عليها لعظيم اهميتها وظهور قول فيه وظهور قول المخالف فيها. فالباب الاول باب الصفات. فهم فيه وسط بين اهل التعطيل المنكرين لها واهل التمثيل المبالغين في اثباته. فهم وسط بين اهل التعطيل المنكرين لها وبين اهل التمثيل المبالغين في اثباتها بذكر مماثليها والباب الثاني باب القدر المشار اليه بقول المصنف باب افعال الله تعالى فهم فيه وسط بين القدرية. الذين يزعمون ان العبد يخلق فعله وان الله سبحانه وتعالى لا يعلمه ولا يكتبه قبل ذلك. وبين الجبرية الذين ان العبد مجبور على فعله لا اختيار له. وهم وسط بين هاتين الطائفتين والباب الثالث باب الوعيد بالعذاب والعقاب. فهم وسط فيه بين المرجئة. بين مرجئة الزاعمين ان فاعل الكبيرة لا يدخل النار ولا يستحق ذلك. ان فاعل الكبيرة لا يدخل النار ولا يستحق ذلك وبين الوعيدية الذين ينفذون الوعيد فلا يتخلف عندهم بها الذين ينفذون واعيد يعني يمضون الوعيد فلا يتخلف عنهم بحال عنه بحال ويقولون ان فاعل الكبيرة في النار والباب الرابع باب اسماء الايمان والدين. باب اسماء الايمان والدين. ويسمى ايضا باب الاحكام فهم فيه وسط بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والخوارج فالحرورية وهم الخوارج والمعتزلة يرون ان فاعل الكبيرة خارج من الايمان هنا ان فاعل الكبيرة خارج من الايمان. ثم يختلفون في صفة اخراجه. فالخوارج من الايمان الى الكفر. فالخوارج يخرجونه من الايمان الى الكفر. واما المعتزلة فيخرجونه من الايمان ولا يدخلونه الكفر. ويوقفونه في منزلة سموها المنزلة بين المنزلتين. فمعنى المنزلة بين المنزلتين التي تجد ذكرها في اعتقاد المعتزلة انهم يحكمون على فاعل كبيرة بانه خرج من الايمان لكنهم لا يدخلونهم في الكفر ويجعلونه في مقام بين الكفر والايمان. سموه المنزلة بين ثم تتفق الطائفتان الخوارج والمعتزلة على ان فاعل الكبيرة في الاخرة قلدوا في النار ثم تتفق الطائفتان على ان الفاعل الكبير في الاخرة مخلد في النار. وبين المرجئة والجهمية الذين يجعلون فاعل الكبيرة مؤمنا كامل الايمان. الذين يجعلون الى الكبيرة مؤمنا كامل الايمان. وخامسها باب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهم فيه وسط بين الروافض والخوارج. فالروافض بالغوا في حب بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اله وغلوا فيه والخوارج كفروا من كفروا من اصحاب النبي صلى الله عليه سلم نعم احسن الله اليكم قال مصنف رحمه الله تعالى وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله الايمان بما اخبر الله به في كتابه. وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. واجمع عليه الامة من انه سبحانه وتعالى فوق سماواته على عرشه. علي على خلقه وهو سبحانه معهم اينما كان كانوا يعلم ما هم عاملون كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرض فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. وليس معنى قوله وهو معكم انه مختلط بالخلق. فان هذا لا توجبه اللغة وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما فطر الله عليه الخلق. بل القمر اية من ايات الله من اصغر مخلوقات وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر اينما كان وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه. مهيمن على عليهم مطلع اليهم الى غير ذلك من معاني ربوبيته. وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من انه فوق العرش وانه على حق على حقيقته. لا يحتاج الى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة. ودخل في ذلك الايمان بانه قريب من خلقه كما قال سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعا فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق من عنق راحلته. وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته. فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميل بروده وهو علي في دنوه قريب في علوه ذكر المصنف رحمه الله ان من الايمان بالله الايمان بعلوه ومعيته. فهو سبحانه فوق عرشه علي على خلقه وهو معهم اينما كانوا. وهاتان الصفتان وهما العلو والمعية. تقدم ذكرهما في الايات القرآنية والاحاديث النبوية. ثم اعاد المصنف لذكرهما انفراد اهتماما بمقامهما وردا على الطوائف الضالة فيهما اهتماما بمقامهما وردا على الطوائف الضالة فيهما. مبينا ان اثبات العلو لا ينافي اثبات المعين مبينا ان اثبات العلو لا ينافي اثبات المعية. فهو سبحانه وتعالى له العلو على خلقه وهو معهم اينما كانوا. ثم بين انه لا يراد بالمعية انه مختلط بخلقه وذكر ان هذا التوهم من كون المعية تفيد اختلاطا بالخلق باطل لثلاثة امور. وبين ان هذا التوهم من اعتقادي ان المعية يلزم منها الاختلاط بالخلق باطل بثلاثة امور. اولها ان هذا لا توجبه اللغة التي خطبنا بها في القرآن ان هذا لا توجبه اللغة التي خاطبنا بها في القرآن. فالمرء يقول وهو في سافرنا والقمر معا فالمرء يقول وهو في الارض سافرنا والقمر معنا وهو بائن منهم منفصل عنهم في السماء وثانيها انه خلاف ما اجمع عليه سلف الامة انه خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وثالثها انه خلاف ما فطر الله سبحانه وتعالى عليه الناس ثم ذكر المصنف ان كون الله على العرش حق وانه معنا حق على حقيقته. لا يحتاج الى ولكن يصان عن الظنون الكاذبة. مثل ان ظن ان السماء تقله اي تحمله او ان السماء تظله اي تعلوه. فيثبت العبد علو الله سبحانه وتعالى ومعيته او مع صيانته عن الظنون الكاذبة التي تنقدح في اوهام الخلق. ثم ذكر المصنف انه دخل في لذلك اثبات قربه من خلقه. وبين ان قرباه ومعيته لا تنافي علوه كما قال علي في دنوه قريب في علوه علي في دنوه قريب في علوه فله سبحانه وتعالى العلو وله سبحانه وتعالى القرب. والقرب المذكور في باب الصفات مختص بالمؤمنين في اصح قولي اهل السنة والقرب المذكور في باب الصفات مختص بالمؤمنين في اصح لقولي اهل السنة لان هذا هو حقيقة استخلاصهم واصطفائهم دون غيرهم من الخلق فلما اصطفاهم الله عز عز وجل وميزهم عن الخلق كان مما اكرمهم به انه سبحانه وتعالى قريب منهم فلا يصح ان يقال ان القرب نوعان. قرب عام للخلق اجمعين وقرب خاص بالمؤمنين. بل الوارد في القرآن والسنة قرب خاص فقط. بخلاف المعية فان المعية تأتي عامة. فان المعية تأتي عامة في قوله تعالى وهو معكم اينما كنتم. وتأتي خاصة قوله تعالى ان الله مع المحسنين. واما القرب فانه لا يجيء الا خاصا. والايات التي يتوهم منها عموم القرب في تفسير السلف قرب الملائكة لا قرب الله. هي في تفسير السلف قرب الملائكة كقوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. فالمقصود في الاية في تفسير السلف قرب الملائكة. نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى ومن الايمان به وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى. منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود. وان الله تكلم به حقيقة وان هذا القرآن الذي انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره. ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية عن لله او عبارة عن بل اذا قرأه الناس او كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن ان يكون كلام الله وتعالى حقيقة فان الكلام انما يضاف حقيقة الى من تكلم به مبتديا. لا الى من قاله مبلغا مؤديا. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان من الايمان بالله عز وجل وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى منزل غير مخلوق لانه صفة من صفاته منه بدأ اي تكلم به حقيقة. واليه يعود اي رفعه من الصدور والسطور فيسرى عليه فلا يبقى منه اية في صدر حافظ ولا في مصحف ثبتت بذلك الاحاديث وانعقد عليه الاجماع ان معنى عوده اليه رفعه في اخر الزمان وهو كلام الله حقيقة لا كلام غيره. اي انه من الله مبنى ومعنى اي انه من الله مبنى ومعنى. فالحروف في مبانيها ومعانيها هي كلام الله سبحانه وتعالى ثم ذكر رحمه الله تعالى ابطال مذهبين مشهورين. احدهما القول بان القرآن حكاية عن كلام الله. والاخر قول بان القرآن عبارة عن كلام الله. وهذان المذهبان غايتهما ان المعاني من الله والحروف من غيره وهذان المذهبان غايتهما ان المعاني من الله والحروف من غيره. فهذا القرآن الذي نتلوه ليس هو عين لا ملة وانما هو حكاية او عبارة انما هو حكاية او عبارة. فمذهب الحكاية ومذهب طلابية ومذهب العبارة ومذهب الاشاعرة. فمذهب الحكاية ومذهب كلابية ومذهب تارة ومذهب الاشاعرة فهاتان الطائفتان تزعمان ان الكلام صفة قائمة الله ان الكلام صفة قائمة بذات الله. فهؤلاء يزعمون انه فصار المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم قرآنا واولئك يزعمون انه عبر عنه فصار نزلوا على النبي صلى الله عليه وسلم قرآنا فعندهم ان التوراة والانجيل وسائر الكتب هي شيء واحد لكن عبر عنها كل بلغة ونزل منها ما نزل على نبي من الانبياء وهذا المذهب كما تقدم مبني على ان القرآن حروفه من غير الله ومعانيه من الله. واما اهل السنة فهم يقولون الحروف والمعاني كلها من الله. ولذلك قال المصنف في اول كلامه قال وهو كلام الله حقيقة اي انه ينسب في مبناه حروفا وفي معناه الى الله سبحانه وتعالى انه هو الذي تكلم به. نعم قال المصنف رحمه الله تعالى وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به وبكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرونه يوم القيامة عيانا بابصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته. يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة. ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان من الايمان بالله وبكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة بابصار بلا خفاء وهذا معنى قوله عيانا بابصاره اي يرونه بلا خفاء بابصارهم وثبت هذا اللفظ عيانا في حديث جرير في صحيح البخاري يرونه سبحانه وتعالى في عرفات القيامة اي متسعاتها. يرونه سبحانه وتعالى في عرصات يوم القيامة اي متسعاتها ثم يرونه بعد دخول الجنة. والفرق بين الرؤيتين من وجهين. والفرق بينهم رؤيتين من وجهين احدهما ان الرؤية التي في عرصات يوم القيامة رؤية امتحان وتعريف. ان الرؤية التي هي عرصات يوم القيامة رؤية امتحان وتعريف والرؤية التي في الجنة رؤية انعام وتشريف والرؤية التي في الجنة رؤية انعام وتشريف. والاخر ان الرؤية التي في يوم القيامة للخلق اجمعين. ان الرؤية التي في عرصات يوم القيامة للخلق اجمعين اما الرؤية التي في الجنة فتختص بالمؤمنين. واما الرؤية التي في الجنة فتختص بالمؤمن منين؟ نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيؤمنون بفتنة القبر وبعذاب القبر تأمل فتنة فان الناس يفتنون في قبورهم فيقال للرجل من ربك وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيثبت يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت فيقول المؤمن الله ربي والاسلام ديني ومحمد نبيي ما المرتاب فيقول؟ اه اه لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء الا الانسان ولو سمعها الانسان لصادق. ثم بعد هذه ثم بعد هذه الفتنة اما نعيم واما عذاب. الى يوم القيامة الكبرى فتعاد الارواح الى الاجساد. وتقول يوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع عليها المسلمون فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلا. وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق وتنصب الموازين فتوزن فيها اعمال العباد. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. وتنشر الدواوين وهي الاعمال فاخذ كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره. كما قال تعالى كل انس وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه من اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبد المؤمن فيقرره بذنوبه كما كما وصف ذلك بالكتاب والسنة. واما الكفار فلا يحاسبون ثبت من توزن حسناته وسيئاته فانه لا حسنات لهم ولكن تعدد اعمالهم وتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها. ويجزون بها. وفي عرصة وفي عرصة القيامة روض المورود لمحمد صلى الله عليه وسلم ماؤه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل طوله شهر وعرضه شهر انيته عدد نجوم السماء فمن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار. يمر الناس عليه على قدر اعمالهم منهم من يمر عليه كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا منهم من يخطف فيلقى في جهنم في جهنم. فان الجسر عليه كلاليب تخطف الناس باعمالهم. فمن مر على الصراط دخل الجنة. فاذا عذروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار. فيقتص لبعضهم من فاذا هذبوا ونقطوا اذن لهم في دخول الجنة. واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم واول من يدخل الجنة من الامم امته صلى الله عليه وسلم. وله في القيامة ثلاث شجعات اما الشفاعة الاولى فيشفع لاهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع الانبياء. ادم نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم عليهم من الله السلام الشفاعة حتى تنتهي اليه. واما الشفاعة والثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة. وهاتان الشفاعتان خاصتان له. واما الشفاعة فيشفع فيمن استحق النار. وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم. فيشفع في من حق النار الا يدخلها ويشفع في من دخلها ان يخرج منها. ويخرج الله تعالى من النار اقواما بغير شفاعة بل بفضل رحمته ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من اهل الدنيا. فينشئ الله لها فيدخلهم الجنة واصناف ما تتضمنه الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء والاثارة من العلم المأثور عن الانبياء وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي فمن ابتغاه وجده الشرع المصنف رحمه الله يبين الركن الخامس من اركان الايمان وهو الايمان باليوم اخر فذكر ان اليوم الاخر اسم لما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ما يكون بعد الموت فحقيقة اليوم الاخر انه اسم لما يكون بعد الموت اسم لما يكون بعد الموت وهذا احسن ما قيل في حده ووصفه العلامة ابن سعد في التنبيهات اللطيفة بانه ضابط جامع وصفه العلامة ابن سعدي بالتنبيهات اللطيفة بانه ضابط جامع. ويندرج في خبره ما ذكره المصنف رحمه الله من احواله وما احال عليه اخرا مما في القرآن وفي السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم. فيؤمن اهل السنة والجماعة بفتنة القبر وهي سؤال الملكين العبد عن ربه ودينه ونبيه وهي سؤال الملكين العبد عن ربه ودينه ونبيه فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت. واما المرتاب فيقول اه اه لا ادري سمعت اساء يقولون شيئا فقلته. والمشهور في لفظ الحديث ها ها وهذه الرواية المثبتة هي المثبتة في النسخة المقروءة على ابن تيمية من العقيدة الواسطية ففيها هذا اللفظ اه اه وهو موافق لرواية الروياني في مسنده. فالحديث يروى بلفظ ها ها وهي ويروى ايضا بلفظ ويؤمنون بنعيم القبر وعذابه وهو ما يجري على العبد في قبره من نعيم او عذاب وهو ما يجي على العبد في قبره من نعيم او عذاب ويؤمنون يوم القيامة القيامة بالبعث ويؤمنون بالبعث الذي يكون يوم القيامة اذا اعيدت الارواح الى الاجساد. وقام الناس بالعالمين حفاة عراة غرلا اي غير مختونين غرلا اي غير مختونين حينئذ ينصب الميزان. وهو واحد في اصح الاقوال. وهو واحد في اصح الاقوال وجمع في ايات من القرآن لتعدد الموزون فيه وجمع في ايات من القرآن لتعدد الموزون فيه. فانه يوزن فيه العمل والعامل وصحيفة عمله. فانه يوزن فيه العمل والعامل وصحيفة عمله في اصح الاقوال. وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال. سميت دواوين لانه يدون فيها العمل اي يكتب. سميت دواوين لانه يدون فيها العمل اي يكتب فتنشر تلك الدواوين فيأخذ المؤمن كتابه بيمينه ويأخذ الكافر كتابه بشماله وراء ظهره ويأخذ الكافر كتابه بشماله وراء ظهره ويحاسب الله الخلائق. والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم والقيام الحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة وله درجتان الاولى الحساب اليسير. الاولى الحساب اليسير. وفي تعرض اعمال العبد عليه ويقرر بها. وفيه تعرض اعمال العبد عليه ويقرر بها ان يقر بانه عمل كذا وعمل كذا وعمل كذا. والدرجة الثانية الحساب العسير. الحساب العسير وفيه تستسقى تستقصى اعمال العبد وفيه تستقصى اعمال ويناقش فيه تستقصى اعمال العبد ويناقش فيها. والكفار لا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته. والكفار لا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته لانهم يأتون يوم القيامة ولا حسنة لهم فقد جوزوا بها في الدنيا فانهم يوم القيامة ولا حسنة لهم فانهم قد جوزوا بها في الدنيا. لكنهم يوقفون على اعمالهم ويوبخون عليها. وهذا الذي ذكره المصنف مختصرا وخلاصة القول في مسألة طويلة وهي هل الكفار هل الكفار محاسبون ام غير محاسبين؟ والصحيح في ذلك انهم يحاسبون محاسبة من يوبخ على عمله ويقرر عليه. لا محاسبة من توزن ماتوا وسيئاته لانه لا حسنة لهم يوم القيامة. ثم ذكر المصنف انه في عرصات القيامة وهي متسعاتها الحوض المورود لنبينا صلى الله عليه وسلم. وكل نبي له حوض. لكن حوض النبي صلى الله عليه وسلم هو اكبرها واعظمها واوسعها. ويومل اهل السنة بالصراط. وهو هو جسر منصوب علامة جهنم اي ظهرها يوصل الى الجنة وهذا معنى قول المصنف وهو الجسر الذي بين الجنة والنار. وهو الجسر الذي بين الجنة والنار. فهو بينهما الايصال لا باعتبار الاتصال. فهو بينهما باعتبار الايصال لا باعتبار الاتصال اي انه لا يكون مجعولا على صفة تكون فيها الجنة في والنار في ناحية فيكون بينهما بل هو مجعول علامة جهنم يعني على ظهر جهنم فهو فوق جهنم جهنم يوصل الى الجنة. فقول المصنف وغيره وهو جسر بين الجنة والنار اي بينهما باعتبار الايصال انه يوصل من النار الى الجنة. لا باعتبار الاتصال انه واصل بين الجنة والنار يمر عليه المؤمنون فقط على الصحيح من اقوال اهل السنة يمر به المؤمنون فقط على الصحيح من اقوال اهل اهل السنة فلا يمر عليه الكفار ولا المنافقون فانهم يصرفون عنه في عرصات يوم القيامة فان الله عز وجل يتجلى لخلقه ثم يأمر الكفار ان يتبعوا معبوداتهم فيتبعونها فيلقون في نار جهنم هم واياها ويبقى المؤمنون ومعهم المنافقون فيؤمرون بالسجود فيسجد المؤمنون واما المنافقون فلا يستطيعون سجوده ثم تلقى عليهم الظلمة فاذا القيت عليهم الظلمة جعل الله للمؤمنين انوارا يهتدون بها الى الصراط واما المنافقون فانه لا نور لهم. فلا فلا يستطيعون الوصول الى الصراط. ويسقطون في نار جهنم صحيح ان المرور على الصراط يختص بالمؤمنين. يمر عليه المؤمنون على قدر اعمالهم. فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل يعني الرواحل التي تتخذ للركوب وهي اقل سرعة من الفرس الجواد ومنهم من يسحب ومنه من تخطفه كلاليب جهنم وهم عصاة مؤمنين فتعلق بهم كلاليب جهنم التي تلقى على الخلق والكلاليب جمع كلاب وكلوب والكلاليب جمع كلاب كلوب وهي حديدة ذات راسين او ثلاث وهي حديدة ذات راسين او ثلاثة. تعكف فيها تلك الرؤوس. تعكف فيها تلك الرؤوس. وهي معروفة الى وقت قريب في هذه البلاد. والذي يسمونها الناس شنكار كانوا يستخرجون به الذبائح لما كانوا يطبخون في البيوت هذا هو الكلوب يكون له رأسين او ثلاثة رؤوس يستخرجون به الذبيحة وبعضهم لا زال يستعمله في رفع الالات ونحوها فتكون صفة كلاليب جهنم اعاذنا الله واياكم منها على هذه الصفة تخطف عصاة المؤمنين فعصاة المؤمنين ممن كتب عليهم دخول النار يؤخذون من الصراط بكلاليب جهنم ثم من عبر الصراط جعلنا الله واياكم منهم يوقفون على قنطرة يقتص لبعضهم من بعض والقنطرة هي البناء المرتفع والقنطرة هي البناء المرتفع شبيه بجسور المشاة التي على الطرق العامة شبيه بجسور المشاة. فهذا يسمى قنطرة كونوا على هذه الصفة يوقفون عليها ويقتصوا من بعضهم ببعض. ثم يدخلون الجنة واول من يستفتح باب الجنة هو محمد صلى الله عليه وسلم. فيدخلها ويدخل المؤمنون من امته بعده ثم سائر المؤمنين من بقية الامم. وهو صلى الله عليه وسلم اول شافع واول مشفع. والشفاعة التي يذكرها المتكلمون في الاعتقاد يريدون بها الشفاعة عند الله. والشفاعة عند الله شرعا هي سؤال الشافع الله سؤال الشافعي الله حصول نفع للمشفوع له سؤال الشافعي الله حصول نفع للمشفوع له. وهذا النفع تارة يتضمن جلب الخير له وتارة يتضمن دفع الشر عنه. وذكر المصنف رحمه الله ان للنبي صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات. فالشفاعة الاولى شفاعته صلى الله عليه وسلم في اهل الموقف ان يفصل بينهم ويوضع الحساب وهي الشفاعة العظمى. والشفاعة الثانية شفاعته صلى الله عليه سلم لاهل الجنة في دخول الجنة. وهاتان الشفاعتان خاصتان به والشفاعة الثالثة شفاعته صلى الله عليه وسلم فيمن استحق النار. شفاعته صلى الله عليه وسلم في من استحق النار وهذه الشفاعة له ولغيره من الانبياء والملائكة والشهداء وغيرهم من الشفعاء يشفعون في من استحق النار. وهذه الشفاعة فيهم هي عند المصنف اللقوا بمن استحق النار ولم يدخلها ومن استحق النار ودخلها. هي عند المصنف وغيره تتعلق بمن استحق النار ولم يدخلها بعد ومن استحقها ودخلها فيشفع فيهم واختار ابن القيم ان هذه الشفاعة هي فيمن دخل النار. واختار ابن القيم ان هذه الشفاعة في من دخل النار. وبين انه ليس في الاحاديث النبوية ما يدل على شفاعة اللي مستحق النار لم يدخلها قبل ان يدخلها. انه ليس في الاحاديث النبوية شفاعة لمستحقي النار الا يدخلها قبل ان يدخله وانما تكون فيمن استحق النار فدخلها ان يخرجه الله سبحانه وتعالى منها. وما ذهب فاليه ابن القيم اقوى مما ذهب اليه شيخ ابن تيمية والجمهور فالجمهور على قول المصنف رحمه الله لكن ما ذهب اليه ابن القيم اظهر من جهة دلالة الفاظ الاحاديث النبوية الواردة في الشفاعة ان هذه الشفاعة تكون فيمن حق النار ودخل النار ان يخرج منها. ثم ختم المصنف ما ذكره من احوال يوم القيامة بالبيان بان احوال اليوم الاخر كثيرة متعددة وان من اراد تفاصيل ذلك فهو في كتاب الله وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم فالطريق الى العلم بما يكون في اليوم الاخر موقوف على الكتاب والسنة الطريق الى العلم بما يكون في اليوم الاخر موقوف على الكتاب والسنة. لماذا؟ ليش الوقوف على الكتاب والسنة ما الجواب؟ نعم. احسنت. لان الخبر عن اليوم الاخر خبر عن علم الغيب. خبر عن علم الغيب. وعلم الغيب لا يطلع عليه الا بوحي لا يطلع عليه الا بوحي. فلا سبيل الى العلم بذلك الغيب الا بوحي هو الوارد في القرآن والسنة. اذا تقرر هذا فانما يوجد اليوم وازداد من التعبير عن اليوم الاخر باشياء كالرسوم او الافلام المصورة او الاصوات حرام لا يجوز. تجد محاضرة نعيم الجنة ثم يعرض الدعاية لها اشجار وانهار واصوات عصافير ونحو ذلك هذا لا يجوز. ولا يقال ان هذا من باب ضرب المثال والتقريب لان ما في اليوم الاخر لا يشبهه شيء ابدا الا من جهة الاسماء فقط. اما من جهة الحقائق لا يدخل في العقل ما يستوعبه العقل. وهو غيب مستور فلا يجوز ان يمثل هذا بصور او باصوات او بغيرها الذين يأتون بافلام الان فيها دمار وفيها نحو ويقرأون الايات التي في اليوم الاخر. هذا لا يجوز. هذا من علم الغيب. وعلم الغيب مستور عنا. فنحن نؤمن بما اخبر به الله وما اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم دون ان نتعرض لتمثيله او تكييفه لانه غيب مستور عنا. نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره. والايمان بالقدر على درجتين. كل درجة تتضمن شيئين. فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم من الخلق عاملون بعلمه القديم. الذي هو موصوف به ازلا وابدا. وعلم احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق اول ما خلق الله القلم قال له اكتب. فقال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئ وما اخطأه لم يكن ليصيبه. جفت الاقلام وطويت الصحف. كما قال سبحانه وتعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. وقال تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه وتعالى. يكون في مواضع جملة وتفصيلا فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء فاذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات بكتب رزقه وعمله وشقي او صغير ونحو ذلك. فهذا القدر قد كان ينكره ولاة القدرية قديما اليوم قليل. واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله نافذة وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ما او انه ما في السماوات ولا في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى لا يكون في ملكه ما لا يريد. وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته. وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين. ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد. والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم والعبد هو المؤمن والكافر والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم كما قال تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم السلف مجوس هذه الامة. ويغلو وفيها قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة الركن السادس من اركان الايمان وهو الايمان بالقدر وبين انه يأتي على درجتين. الدرجة الاولى درجة تسبق وقوع المقادير درجة تسبق وقوع المقادير وذلك بعلم الله بها وكتابته لها. وذلك بعلم الله بها وكتابته لها. والدرجة الثانية درجة تصاحب وقوع المقدر درجة تصاحب وقوع المقدر وتتعلق بمشيئة الله للمقادير وخلقه له وتتعلق بمشيئة الله للمقادير وخلقه لها وهاتان الدرجتان ينتظم فيهما مراتب القدر الاربع وهاتان الدرجتان ينتظم فيهما مراتب القدر الاربع وهي العلم والكتابة والخلق والمشيئة العلم والكتابة والخلق والمشيئة. فحقيقة القدر شرعا كتابة الله للمقادير علم الله بالمقادير وكتابته لها علم الله بالمقادير وكتابته لها. ومشيئته وخلقه اياه ومشيئته وخلقه اياها. ومما يندرج في هذا الباب من الايمان بالقدر الايمان بان الله جعل للعبد مشيئة وقدرة تابعة لمشيئة الله سبحانه وتعالى وقدرته. فالله سبحانه وتعالى يشاء والمخلوق يشاء. وهذه المشيئة التي جعلها الله سبحانه للعبد يختار هي تابعة لمشيئة الله غير خديجة عنها ثم ذكر المصنف ان الدرجة الاولى من درجتي القدر قد كان ينكرها غلاة القدرية قديما ومنكروها اليوم قليل. فكانوا ينكرون العلم والكتابة. ومنكر كفار عند السلف. واما الدرجة الثانية فينكرها عامة القدرية. الذين يزعمون ان العبد يخلق فعله. فاذا كان يخلق فعله فلا يقترن حينئذ بمشيئة الله اله ولا خلق وهؤلاء يثبتون العلم والكتابة وينفون ايش؟ الخلق والمشيئة هؤلاء يثبتون العلم والكتابة وينفون الخلق والمشيئة وهم عند السلف مبتدعة غير كفار فالقدرية كفار هم الذين ينفون العلم والكتابة الذين يزعمون ان الله لا يعلم ولم يكتب المقادير واما تبعتهم هم الذين يقولون ان الله يعلم المقادير ويكتبها ولكن العبد هو الذي يشاؤها ويخلقها ويقابل هؤلاء كما ذكر المصنف قوم يغلون في اثبات القدر وهم الجبرية الذين يزعمون ان العبد مجبور لاختيار له. ويخرجون عن افعال الله حكمها ومصالحها واحكامها اي انه اذا كان العبد مجبورا على الفعل ففي اي شيء يكون امره بالصلاة او امره بالصيام او امره بالحج او نهيه عن الشرك او نهيه عن شرب بالخمر او ناويه عن الزنا فاذا كان مجبورا لا اختيار له لم يكن للامر والنهي الالهي حكمة ولا ما مصلحة؟ هذا معنى قول المصنف ويخرجون عن افعال الله حكمها ومصالحها واحكامها. نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى ومن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. وهم مع ذلك فلا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج بل الاخوة الايمانية ثابتة مع كما قال سبحانه وتعالى في اية القصاص فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف. وقال سبحانه وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما. فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيق الى امر الله فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقصروا ان الله يحب المقسطين. انما المؤمنون اخوة ولا ولا يسلبون الفاسق الملي اسم الايمان بالكلية. ولا يخلدونه في النار كما تقول المعتزلة بل الفاسق يدخل في اسم الايمان. في مثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة. وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين نشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ويقولون هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. فلا يعطى فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاثم. لما فرغ المصنف رحمه الله من ذكر اركان الايمان ايمان اجمالا وتفصيلا ذكر حقيقة الايمان شرعا. انه ابتدأ قال اول الكتاب وهو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والقدر خيره وشره. هذا ذكر اركان الايمان اجمالا ثم فصلها فقال ايش؟ ومن الايمان بالله. ثم قال ومن الايمان بالله وملائكته ورسله. ثم قال من الايمان بالله وكتبه واليوم الاخر. ثم ذكر الايمان باليوم الاخر. ثم قال تؤمن الفرقة الناجية بالقدر خيره وشره. ذكر اركان الايمان بهذه الصفة في كتابه هذا. ثم هنا ذكر ايش حقيقة الايمان الشرعية قال ومن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل هذي حقيقة الايمان الشرعي. واضح واضح الكلام هذا؟ طيب لماذا فعل هذا؟ لماذا ما قدم الحقيقة قبل؟ لماذا ما قال الايمان قول وعمل وله ستة اركان. حقيقة الشيء تذكر قبل. مثل الان الصلاة ما هي؟ شرعا اقوام وافعال مبتدأة بالتكبير مختتمة بالتسليم ثم بعد ذلك تذكر اركان الصلاة التي تبينها ولواحقها من الاحكام. نعم حتى هذه يعني بين فيها هذا اللي ذكرته انت ما هو تعليم ابي تعليل ليش فعل هذا هو؟ موفقة نفس فعل ذلك رحمه الله لثلاثة امور. اولها ان الوارد في خطاب الشرع في خبره صلى الله عليه وسلم عن الايمان لما سئل عنه وذكر اركانه ان الوالد في الخطاب الشرعي في الخبر على الايمان عن الايمان لما سئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر اركانه في حديث وغيره. والاخر ان ذكر الاركان يعين على فهم حقيقة الايمان. فانك اذا عرفت اركان الشيء عرفته. ان ذكر الاركان يعين على معرفة حقيقة الايمان فانك اذا عرفت الشيء اركان الشيء عرفته. وثالثها ان اركان الايمان منصوص عليها وحقيقته مستنبر ان اركان الايمان منصوص عليها وحقيقته مستنبط فانت لا تجد في الكتاب السنة الايمان قول وعمل. ما تجد والاحاديث كل حديث روي فيه الايمان قول وعمل لا يصح. ذكره ابن بدر الموصلي وغيره لكن اهل العلم استنبطوا ان حقيقة الايمان في الشرع هي قول وعمل. فلاجل هذه الامور الثلاثة التي ذكرناها قدم المصنف رحمه الله ذكر اركان الايمان ثم بين حقيقته شرعا. وتقدم ان الايمان في الشرع له معنيان. احدهما عام وهو الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم فانه يسمى ايمانا والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة وهذا المعنى هو الذي يراد اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان او احدهما فيكون معناه الباطنة. والمعنى العام هو الذي عبر عنه اهل السنة بانه قول وعمل قولهم الايمان قول وعمل يعني الايمان بمعناه العام. ولذلك قال المصنف ان الايمان والدين يعني الدين كله هو قول وعمل. فالايمان بمعناه العام على هذه الموارد الخمسة التي تتعلق بالقلب واللسان التي تتعلق بالقلب واللسان والاركان. فموارد الايمان خمسة. فموالد الايمان خمسة. اولها قول القلب وثانيها عمل القلب وثالثها قول اللسان ورابعها عمل اللسان وخامسها عمل الجوارح. اولها قول القلب وثانيها عمل القلب وثالثها قول اللسان ورابعها عمل اللسان وخامسها ايش؟ عمل الجوارح ولا الاركان لا تكون سوا لا مو نفس الشيء مو نفس الشيء لنفس الشيء ليش يقولون ما الفرق بينهما؟ ما الفرق بينهما؟ عمل الجوارح والاركان ايوا العقلية احسنت. الجوارح والاركان يراد بها اعضاء الانسان. لكن عبارة الجوارح باعتبار الوضع اللغوي. فهي جوارح يكتسب بها. جوارح يكتسب بها وهو الوارد في الكتاب والسنة تسميتها جوارح والاركان اسم لها باعتبار الوضع العقلي فعلماء ماء العقليات يسمون اعضاء الانسان اركانا باعتبار ان الانسان مركب من هذه الاعضاء فهي اركانه تارة يعبرون بهذا وتارة يعبرون بهذا والاحسن التعبير بما تعرفه العرب الجوارح العرب يعبرون قم بالجوارح والاوضاع الفلسفية دخلت في كثير من العلوم حتى استولت عليها الان تجدون كثير التعبير يقول كيفية الصلاة كيفية الوضوء العرب ما تسميه كيفية هذا وضع فلسفي انما تسميه صفة صفة الوضوء صفة الصلاة هذا يعبر عن بمثل هذا والمقصود ان الخامس هو عمل الجوارح. فاما الاول وهو قول القلب فالمراد به اعتقاده وتصديقه. فالمراد به اعتقاده وتصديقه. واما الثاني وهو عمل القلب فالمراد به حركاته. فالمراد به حركاته واراداته. فحركات القلب الخوف والخشية والمحبة والرجاء هذي تسمى عملا وهي وفق ما ذكرناه من حدودها التي تقدمت بثلاثة الاصول فهي احوال للقلب يكون بها عمله اما خوفا واما رجاء واما توكلا او غير ذلك من اعمال القلب. واما الثالث وهو قول اللسان فهو الاقرار بالشهادتين. الاقرار بالشهادتين. واما الرابع وهو عمل كان فهو ماذا؟ ما هو عمل اللسان؟ نعم. ايش قراءة القرآن لك يعني يعني ما لا يؤدى من العمل الا به ما لا يؤدى من العمل الا كقراءة القرآن والتكبير والتحميد والاستغفار هذا عمل اللسان لا يؤدى الا باللسان لا يؤدى الا باللسان. واما الخامس وهو عمل الجوارح فهو امتثال الانسان للامر والنهي في اعضائه امتثال الانسان للامر والنهي في اعضائه. فيتبين من هذا الذي تقدم ان كل ما اشترك في شيء تميز عن شريكه فقول القلب غير عمل القلب وقول اللسان غير عمل اللسان. فقول القلب تصديقه واقراره. مثلا الايمان بالملائكة قول قلب ام عمى القلب؟ قول قلب. ان الانسان يعتقد ويصدق بوجود الملائكة هذا اعتقاد للقلب علو الله سبحانه وتعالى هذا قول القلب يعتقد ذلك. لكن الخشية او الخوف او الرحمة مثلا الخوف فراق القلب الى الله ذعرا وفزعا هذي حركة قلبية تحدث للقلب. فهذه عمل القلب وليست اعتقاد وليست قولا للقلب وكذلك قول اللسان يختص بالنطق بالشهادتين. واما عمل اللسان بعد افراده كثيرة وهي الاعمال التي لا ادى الا به مثل التسبيح والتهليل والتحميد وغير ذلك من الاعمال. ثم ذكر المصنف رحمه الله ان الايمان وينقص وزيادته تكون بالطاعة ونقصانه يكون بالمعصية. وان من فعل كبيرة فهو فاسق بمؤمن كامل الايمان وليس بكافر فهو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمان فاسق بكبيرته. فتارة يعبر عنه بانه مؤمن الايمان وتارة يقال فيه مسلم ولا يقال فيه فيه مؤمن اذا اردت ان يعبر عنه قال مؤمن ناقص الايمان كشارب الخمر او الواقع في الزنا او غير ذلك والمؤمن ناقص الايمان او قال هو مسلم ولا يقال مؤمن فهذان قولان لاهل السنة فيه ذكرهما ابو الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى ثم ذكر المصنف انه لا يعطى الاسم المطلق. فلا يقال له مؤمن ولا يسلب مطلقا اسم فيقال له كافر لكنه مؤمن ناقص الايمان او مسلم. ثم ذكر ان الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي لا تزول ولا تحول خلافا لما تزعمه المعتزلة والخوارج. فالمعتزلة والخوارج يتفقون على اخراج فاعل من الايمان يتفقون على اخراج فاعل الكبيرة من الايمان. كما انهم يتفقون على انه في الاخرة مخلد في النار. لكنهم يختلفون اذا اخرجوه من الايمان ماذا يكون؟ فالخوارج تجعله كافرا واما المعتزلة يقولون لا مؤمن ولا كافر ويجعلونه في مرتبة سموها المنزلة بين المنزلتين. نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما وصفهم الله به في قوله والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا اخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم طاعات النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه. ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والاجماع من فضائلهم ومراتبهم فيفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعده وقاتل. ويقدمون المهاجرين على الانصار ويؤمنون بان الله قال لاهل بدر وكانوا ثلاث مئة وبضعة عشر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم لكم وبانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة. كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بل قد رضي الله عنه ورضوا عنه وكانوا اكثر من الف واربعمائة. ويشهدون بالجنة لمن شهد له لمن شهد له رسوله الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة وكثابت ابن قيس ابن شماس وغيرهم من الصحابة ويقرون بما تواتر به النقل عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وغيره من ان خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي كما دلت عليه الاثار وكما اجمعت الحصن وكما اجمعت على تقديم عثمان في البيعة. مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي بعد اتفاقهم على تقوى دين ابي بكر وعمر ايهما افضل؟ فقدم قوم عثمان وسكتوا او ربعوا بعلي وقدم قومه عليا وقوم توقفوا لكن استقر امر اهل السنة على تقديم عثمان ثم علي. وان كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من الاصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور اهل السنة. لكن المسألة التي المخالف فيها مسألة الخلافة. وكذلك يؤمنون بان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين. ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء الائمة فهو من حمار اهلك ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غديركم اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي وقد قال ايضا للعباس عمه وقد شكى اليه ان بعض قريش يجفوا بني هاشم فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون لا يحبوكم لله ولقرابته. وقال ان الله اصطفى اسماعيل واصطفى من بني اسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريش واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ويتولون ازواج النبي صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين ويؤمنون بانهن ازواجه في الاخرة خصوصا خديجة ام اكثر اولاده واول من امن به وعاضد على امرك وكان لها منه المنزلة العالية. والصديقة بنت الصديق التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون اهل البيت بقول او عمل ويمسكون عما شجر بين ويقولون ان هذه الاثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ومنها ما ومنها ما قد زيد فيه ونقص وجيران وجهك وعامة الصحيح منه هم فيه معلمون. وعامة الصحيح منه هم فيه معذرون معذر معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثم وصغائره. بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة. ولهم من السوادق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منه من صدر حتى انهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم. لان له من الحسنات التي السيئات ما ليس لمن بعدهم. وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم خير القرون. وان المد من اذا تصدق به كان افضل من جبل احد ذهبا ممن بعدهم. ثم اذا كان قد صدر عن احدهم ذنب فيكون وقد تاب منه او اتى بحسنات تمحوه او غفر له بفضل سابقته او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذين هم احب الناس بشفاعتك او ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه. فاذا كان هذا في الذنوب المحققة كيف بالامور التي كانوا فيها مجتهدين ان اصابوا فلهم اجران وان اخطأوا فلهم اجر واحد والخطأ مغفور ثم القدر الذي ينكر منه ثم القدر ثم القدر الذي ينجر من ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغموم نور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم. من الايمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح ومن نظر في سيرة القوم بعلم وعدل وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء لا كان ولا يكون مثلهم. وانهم هم الصفوة من قرون هذه الامة التي هي خير الامم واكرمها على الله تعالى. ذكر المصنف رحمه الله ان من اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ممتثلين ما اخبر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بما لهم من الفضائل والمناقب يقدمون من انفق قبل الفتح وهو صلح الحديب على من انفق بعده وقاتل. ويقدمون المهاجرين على الانصار ويؤمنون بفضيلة اهل بدر وان الله سبحانه وتعالى قال اعملوا ما شئتم فاني قد غفرت لكم ثبت هذا في الصحيحين من حديث علي رضي الله عنه. وانه لا يدخل الجنة او انه لا يدخل النار احد بايعة تحت الشجرة وهي البيعة التي كانت يوم صلح الحديبية ويسمى اصحابها اصحاب ويشهدون بالجنة لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بها كالعشرة المبشرين ووسائل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بعينه من انه من اصحاب الجنة كثابت ابن قيس ابن شماس وغيره من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويعتقدون ان ترتيب الاربعة في الفضل كترتيبهم في الخلاف افظلهم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رظي الله عنهم. وكان في المفاضلة بين عثمان وعلي خلاف قديم فكان من اهل العلم من يرى ان عثمان افظل ومنهم من يرى ان علي افضل ومنهم من يسكت ولا يقدم احدا على الاخر. ثم انعقد امر عند اهل السنة على تفضيل عثمان على علي رضي الله عنه. وهذا الخلاف المذكور هو خلاف في الافضلية. لا خلاف في استحقاق الخلافة. فاهل العلم مجمعون على ان الخليفة الاول هو ابو بكر ثم عمر. ثم عثمان ثم علي ولذلك نبه المصنف الى ان مسألة المفاضلة لا يضلل المخالف فيها. واما مسألة الخلافة فيضلل المخالف فيها. لماذا؟ لماذا؟ من اعتقد ان علي افضل من عثمان لا يضلل لكن من اعتقد ان عليا اولى بالخلافة من عثمان يضلل لماذا على احسنت لاجماع الصحابة رضي الله عنهم على تقديم عثمان في الخلافة الا علي فجرى العمل على ان عثمان مقدم في الخلاف. واما في المفاضلة فكان فيهم هم ومن بعدهم من اهل الكوفة خاصة الخلاف في المفاضلة بين عثمان وبين علي رضي الله عنهم عنهما. ثم ذكر المصنف ان اهل من السنة يحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونه. واهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هم اله واصح ما قيل في ال محمد صلى الله عليه وسلم انهم الذين حرمت عليهم الصدقة الذين حرمت عليهم الصدقة من اهل بيته هم اهله. وهؤلاء هم من كان من ولد هاشم وازواج النبي صلى الله عليه وسلم. فهؤلاء هم الذين يسمون ال محمد صلى الله عليه وسلم. وهاشم هو والد جد النبي صلى الله عليه وسلم عبد المطلب. ثم ذكر المصنف مال ازواج النبي صلى الله عليه وسلم من رتبة سامية فقال ويتولون ازواج النبي صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين. فان هن مقاما كريما عند النبي صلى الله عليه وسلم وعند المؤمنين. ثم ذكر رحمه الله انهم يتبرأون من طريقة الرواتب والنواصب. الروافض يغلون في حب من يحبونه. من بعض ال النبي صلى الله عليه وسلم من اصحابه ويبغضون غيرهم والنواصب هم الذين يؤذون اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وال بيته فيؤذون هؤلاء ويؤذون هؤلاء. وقد كفروا كثيرا من ال البيت ومن الصحابة كما هو مشهور في كتبهم قديما وحديثا ثم ذكر المصنف رحمه الله ان ما شجر بين الصحابة من الاختلاف وما وقع بينهم من النزاع فان اهل السنة يمسكون عنه ولا يتعرضون له حفظا لمقامهم واعظاما فان الله عز وجل جعل لهم من المقام والرتبة ما ليس لغيرهم ومما جعله لهم الشرع في هذه الرتبة ان ما جرى بينهم من خلاف او نزاع يمسك عن التعرض له. لان لهم في الامة من المقام الحسن من القيام بنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودين الله بانفسهم واموالهم ما ليس لغيرهم فيكون ومن حفظ مقامهم ترك التعرض لهم. والذي يتعرض لهؤلاء تحت دعوى النقد التاريخي او البشرية او غير ذلك هو مخل بما وجب عليه من اعظام هؤلاء لاجل نصرتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيامهم بحق دين الله سبحانه وتعالى. والعبد متعبد بامر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم. لا باراء المؤرخين ونحوهم الذين ينظرون الى طبقات البشرية بان هذه الطبقات من القرون هي محل للنقد التاريخي فهذا على علم هؤلاء لكن على علم الشريعة ان لهؤلاء الصحابة مقام ان لهؤلاء الصحابة مقاما لا معه التعرض لما وقعوا فيه. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى كلاما حسنا يفيد ان الاثار المروية في مساوئ اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة اقسام. يفيد ان الاثار المروية في مساوئ اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة اقسام. القسم الاول ما هو كذب في نفسه؟ ما هو كذب في نفسه فلا اشتغلوا به البتة والقسم الثاني ما زيد فيه ونقص وغير عن وجهه ما زيد فيه ونقص وغير عن وجهه فلا تؤتمن روايته على ذلك الوجه. والقسم الثالث صحيح عنه والقسم الثالث صحيح عنهم. وهذا الذي صح عنهم هم فيه معذورون. اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون وهذا القسم الذي صح عنهم هم فيه معذورون. فهم مجتهدون مصيبون او مجتهدون مخطئون فهم بين الاجر والاجرين فهم بين الاجر والاجرين. ولا يعتقد اهل السنة ان احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم معصوما من الوقوع في الذنوب. فالذنوب تقع منهم وتجري عليهم لكنهم يعتقدون ان لهم من الاعمال التي تكفر ذنوبهم ما ليس لغيرهم. واعظم ذلك ما اختصوا به من صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ولهم بهذا الامر ما ليس لغيرهم من مغفرة ذنوبهم. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان هذا الذي ذكره من الاعتدال عنهم اذا كان في الذنوب المحققة من ان لهم ما يغفرها يكفرها فكيف في الامور التي كانوا فيها مجتهدين؟ اي انهم اولى بالعذر. ثم ذكر ان هذا الذي ينسب اليهم مما ايسوء نزر يسير يعني قليل في جنب فضائلهم ومحاسنهم ومناقبهم وما جعل الله عز وجل لهم من حسنة والمقام السامي. فيجب على العبد ان يعرف هذا للصحابة رضي الله عنهم وان يتدين لله عز وجل بذلك فمن نظر في اخبار الصحابة علم كما قال المصنف انه ما كان ولا يكون بعد الانبياء والرسل افضل من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. يعني هم خير الناس بعد الانبياء والرسل. اذا كانوا خير ناس وجب على العبد ان يلتزم معهم ما امرنا الله سبحانه وتعالى به من اعظامهم واجلالهم واكبارهم ومعرفة حقهم. نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى ومن اصول اهل سنة التصديق بكرامات الاولياء. وما يجرى على وما يجري الله على ايديهم من خوالق العادات في انواع العلوم والمكاشفة وانواع القدرة والتأثيرات كالمأثور عن سالفي الامم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الامة من والتابعين وسائر قرون الامة. وهي موجودة فيها الى يوم القيامة. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان من اصول اهل السنة والجماعة التصديق بكرامات الاولياء. والكرامة جمع كرامة والكرامات جمع كرامة وهي الاية العظيمة وهي الاية العظيمة الدالة على صلاح العبد الاية العظيمة الدالة على صلاح العبد. والاولياء جمع ولي والولي شرعا هو كل مؤمن تقي. كل مؤمن تقي واما اصطلاحا فهو كل مؤمن تقي غير نبي. كل مؤمن تقي غير نبي فالولي في علماء الاعتقاد لا يريدون به المعنى الشرعي وانما يريدون به المعنى الاصطلاحي. وانهم المؤمن الذين ليسوا بانبياء المؤمنون المتقون الذين ليسوا بانبياء. للتفريق بين دلائل النبوة التي للانبياء وبين كرامات الاولياء التي تختص بهم. ثم ذكر المصنف ان الكرامات نوعان احدهما كرامة تتعلق بالعلوم والمكاشفات. كرامة تتعلق بالعلوم والمكاسبات والاخر كرامة تتعلق بالقدرة والتأثيرات. كرامة تتعلق بالقدرة والتأديب فتارة تجري الكرامة في العلم تجري الكرامة في العلم. الان تجد في كتب السلف يقولون فلان كان يحفظ الف الف حديث الف الف حديث مرادهم الف الف حديث يعني كم؟ مليون. والمقصود بها طرق والاسانيد الطرق والاسانيد يعني الحديث الواحد قد يكون له خمسين طريق ستين طريق سبعين طريق الان بعض الناس يقول هذا مستحيل ليس في القدرة البشرية هذي كرامة. الله عز وجل جعل لهم كرامة في حفظ العلم اعانة على حفظ الدين في هذه الامة وتجد في تراجمهم كان يختم في اليوم ختمتين وثلاث. يأتي بعض الناس يقول هذا ما يمكن في اربعة وعشرين ساعة يا اخي في صحيح البخاري خفف على داوود حزبه فكان يقرأه قبل ان يسرج فرسه خفف يعني الله عز وجل يسهل على اللسان القراءة فيقرأ الانسان انت تقرأ الجزء في خمسة واربعين دقيقة ومن لزم القرآن يقرأه في اثني عشر دقيقة. يجد الناس هذا الاختلاف فيهم بالتخفيف الذي يجدونه. واذا اردت ان تعرف صدق كلامي انظر في كم تقرأ سورة الكهف التي تلازمها كل جمعة فانت في ملازمتها تقرأها بوقت سريع ولا سيما اذا كنت حافظا لها ولا تجد هذه وقع في غيره من القرآن الذي لا تلازم قراءته هذه من كرامات القدرة العلوم والمكسبات التي يجعلها الله عز وجل وتارة تكون القدرة والتأثيرات يعني يكون للعبد قدرة على شيء لا يقدر عليه غيره كالذي ذكر في تراجم بعضهم انه يصلي مئتي ركعة ثلاثمئة ركعة ركعة او غيرها هذا الله سبحانه وتعالى اعطاه قدرة كرامة له اكرمه الله سبحانه وتعالى بها. فاهل السنة يؤمنون بكرامات الاولياء يؤمنون بالكرامة وينكرون الخرافة. هذا الفرق بينهم وبين غيرهم. فغيرهم يؤمن بالكرامة ويؤمن بالخرافة. ويجعل خرافة كرامة وليس هذا من طريقة اهل السنة والجماعة. واضح؟ طيب المصنف رحمه الله في هذه الجملة قال ومن اصول اهل السنة التصديق ايش؟ كرامتها وقبلها قال ومن اصول اهل السنة ومن اصول اهل السنة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قبل وش كان يقول؟ كان يقول ومن الايمان بالله ويقول وتؤمن الفرقة الناجية باليوم الاخر هنا غير صح ولا لا؟ غير ولا ما غير؟ ما قال ويؤمنون بفضائل الصحابة يؤمنون بكرامات الاولياء قال ومن اصولهم ليش؟ للتفريق بين المسائل الاصلية في الايمان اي التابعة المسائل الاصلية والمسائل التابعة المسائل الاصلية هي اركان الايمان والمسائل التابعة هي مسائل ملحقة بركن من الاركان مسائل ملحقة بركن من الاركان. فمثلا القول في الصحابة يتبع اي ركن من اركان الايمان؟ ها؟ الايمان بالرسل. لان هؤلاء اصحاب من؟ اصحاب رسول هو محمد صلى الله عليه وسلم. وان كان ايضا قد يلحق بالايمان بالله وبالكتب لاجل التي ذكرت في القرآن بخبر الله لكن اصلا هو تابع للامام بالروس كذلك كرامات الاولياء تابعة للايمان بالرسل لانه في الكلام عن الايمان الانبياء يذكرون دلائل النبوة التي يسمونها معجزات معجزات الانبياء وكرامات الاولياء تابعة لتلك المعجزات فهو فرق بينها بتصرفه رحمه الله تعالى عبر عبر وهذا يدل على تمكن العلم هذا الذي كتب هذه في جلسة بعد العصر واستعمل هذا التصرف يعني تحقق عنده العلم تحققا واضحا يميز المسائل يعرف رتبة المسائل هذه المسألة اين اين تدرج اين؟ هل هي من مسائل الايمان الاصلية او هي من المسائل التابعة؟ ولاجل هذا هذه المصنفات التي هي الانسان ينبغي له ان ينظر فيها كثيرا يتفهم حتى يفهم هذا الكتاب كما ينبغي. فانت اذا فهمت الكتاب كما ينبغي فهمته فهما صحيحا اما الذي يقرأ مثلا الواسطية وتمر هذه العبارة ومن اصول اهل السنة كذا ومن اصول السنة ولا يفرق بينها وبين ما قبلها لماذا المصنف فعلها لابد ان هناك سبب دعا المصنف الى فعل ذلك. كما ذكرنا انه اخر حقيقة الايمان وقدم الاركان. لابد ان هناك ما دعاه الى ذلك نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى ثم من طريق اهل السنة والجماعة اتباع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا. واتباع سبيل السابقين الاولين من المهاجرين والانصار وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة ويعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. فيؤثرون كلام الله على غيره من كلام اصناف ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل احد. ولهذا سموا اهل الكتاب والسنة اهل الكتاب والسنة وسموا اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع وضدها وضدها الفرقة. وان كان لفظ الجماعة لقد صار أسماء لنفس القوم المجتمعين والإجماع هو الأصل الثالث الذي يعتمد في العلم والدين وهم يزنون بهذه الثلاثة جميع ما عليه الناس من اقوال واعمال باطنة او ظاهرة مما له تعلق بالدين. والاجماع الذي ينضبطوا هو ما كان عليه السلف الصالح اذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الامة. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة الطريق الكلي لاهل السنة والجماعة في اخذ دينهم الطريقة الكلية لاهل السنة والجماعة في اخذ دينهم وهو اتباع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع السلف السابقين الاولين من المهاجرين والانصار والتمسك بوصية النبي صلى الله عليه وسلم بلزوم سنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين والحذر من محدثات الامور من البدع. وانهم يعلمون ان اصدق كلامي كلام الله وان خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ولاجل هذا اثروا كلام الله على كلام غير غيره وقدموا هدي النبي صلى الله عليه وسلم على هدي غيره فسموا اهل الكتاب والسنة لاخذهم كتابي والسنة وسموا اهل الجماعة لاجتماعهم على الكتاب والسنة فهم مجتمعون على اتباع الكتاب والسنة ثم ذكر المصنف ان الاجماع هو الاصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين. وحقيقته اتفاق مجتهدي عصر اتفاق مجتهد عصر من عصور امة محمد صلى الله عليه وسلم من عصور امة محمد صلى الله عليه وسلم على حكم شرعي على حكم شرعي ثم ذكر انهم يزنون الناس بالقرآن والسنة والاجماع فما عليه الناس من اقوال وافعال واحوال ميزانها الذي يحكم به عليها هو الكتاب والسنة والاجماع. ثم ذكر ان الاجماع الذي ضبطه ما كان عليه السلف الصالح. ان الاجماع الذي ينضبط هو الاجماع الذي كان عليه السلف الصالح وليس مقصوده منع حدوث الاجماع بعدها بعدهم وانما ذكر عسره وليس مقصوده منع وقوع الاجماع بعدهم وانما بيان عسره اي انه تشق حكاية الاجماع بعد السلف الاول فان الصدر الاول من السلف رحمهم الله كانوا مجتمعين والامة قليلة غير منتشرة ثم كثرت الامة وتفرق الناس نعم. احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى ثم هم مع هذه الاصول يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة. ويرون اقامة الحج والجهاد والجمع والاعياد مع الامم اراء ابرارا كانوا او فجارا ويحافظون على الجماعات ويدينون بالنصيحة للامة ويعتقدون معنى قوله الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. وشبك بين اصابعه صلى الله عليه وسلم وقوله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد. اذا منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. ويأمرون بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احزنهم خلقا ويندبون الى ان تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ويأمرون ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار والاحسان الى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك. وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق او بغير حق. ويأمرون بمعالي الاخلاق وينهون عن سفسافها وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا او غيره فانما هم فيه متبعون للكتاب والسنة وطريقتهم هي دين الاسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم. لكن لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان امته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة وفي حديث عنه انه قال قال هم من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي صار المتمسكون بالاسلام المحض الخالص عن الشوب هم اهل السنة والجماعة وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون ومنهم اعلام الهدى ومصابيح الدجى المناقب المأثورة والفضائل المذكورة وفيهم الابدال ومنه ومنه ومنهم الائمة الذين اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهم الطائفة المنصورة التي قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة فنسأل الله العظيم ان يجعل انا منهم والا يزيغ قلوبنا بعد ان هدانا. ويهب لنا من لدنه رحمة انه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين وصلواته على خير خلقه محمد واله وصحبه وسلم ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان من طريقة اهل السنة والجماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة. اي بحسب الامر الديني لا بالهوى اي بحسب الامر الديني لا بالهوى فهذا معنى على ما توجبه الشريعة. فهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وفق امر الله لا وفق رغباتهم واهوائهم وما يحبونه. وذكر انهم يرون اقامة الشعائر الظاهرة كالجمع الجماعات والعيدين والحج والجهاد مع امرائهم ابرارا كانوا او فجارا. فاهل السنة يشاركون امرائهم في ما صنعوا من الخيل ويفارقونهم فيما صنعوا من الشر ويبذلون لهم النصيحة كما قال المصنف ويدينون بالنصيحة للامة فهم يبذلون النصح للخلق اجمعين من الرعاة والرعية ترى ان اهل السنة يحفظون الاخوة الايمانية والحمية الاسلامية للمؤمنين جميعا ويأمرون بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء وانهم يدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال كصلة من واعطاء من حرمك الى غير ذلك من المكارم التي ذكرها المصنف وانهم ايضا ينهون عن دميم الاخلاق فينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق او بغير بحق والاستطالة على الخلق هي الترفع عليه والاستطالة على الخلق هي الترفع عليهم والوقيعة فيهم. فان كانت بحق فقد افتخر من فعل ذلك. فان كانت بحق قد افتخر وان كانت بغير حق فقد بغى وكلاهما محرم فالفخر هو البغي كلاهما محرم بين المؤمنين ثم ذكر انهم يأمرون بمعالي الاخلاق وينهون عن سفسافها يعني رديئة فالسفساف ومن كل شيء هو الرديء. ثم ذكر ان اهل السنة والجماعة في اقوالهم وافعالهم هم متبعون للكتاب والسنة وطريقتهم هي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم فهم على الاسلام الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم لكن لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان امته ستفترق ثلاثا وسبعين فرقة كان الباقون على الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هم اهل السنة والجماعة. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان فيهم اعلام الهدى ومصابيح الدجى وائمة الناس فهم في اهل السنة والجماعة الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى رسالته بدعاء الله سبحانه وتعالى الهداية الى طريقهم ثبات على اعتقادهم فان هذا امر عظيم يغيب عن كثير من الناس ممن ينتسب الى طريقة السلف فهو تغفل عن دعاء الله سبحانه وتعالى عن على ان يثبته ذلك على ذلك وان ارزقه الهداية اليه حتى تجر هذه الحال من غياب دعاء الله الى الاغترار. فبعض الناس يغتر بحاله بانه صار على هذه وغيره على طريقة مرذولة فهذا ربما يخذل لاجل غروره. فان العبد فاذا خضع لله رفعه واذا استكبر وظعه ومن الاستكبار الاغترار بالحال ويستكبر الانسان بالنظر الى حاله عن ان يديم سؤال الله سبحانه وتعالى الثبات. وهذا خير الناس في الناس محمد صلى الله عليه وسلم كان من اكثر دعائه كما في حديث ام زلمة عند احمد قوله يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك واذا كان هذا قول محمد صلى الله عليه وسلم فنحن اولى بدوام دعاء الله ان يهدي العبد الى ما يحبه ويرضاه وان يثبته على الحق حتى يلقاه اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب وبها يتم على ما يوافق المقام من التعليق على ما يلزم من معانيه. اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميعا لمن سمع الجميع بقراءة غيره والقارئ يكتب بقراءته صاحبنا ويكتب اسمه تاما فتم له ذلك في مجلسين بالميعاد المثبت لمحله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين باسناده المذكور في رفع النبراس لاجازة طلاب الحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوم الاحد الثامن الثامن يوم الاحد الثامن من شهر شوال سنة ثمان وثلاثين واربع مئة والف مسجد الامير بن مساعد رحمه الله في مدينة عرعر