السلام عليكم ورحمة الله وبركاته العلم للخير اساس الصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث رحمة للناس وعلى اله وصحبه البررة الاكياس اما بعد فهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الرابع من برنامج اساس العلم بسنده الخامسة خمس وثلاثين بعد اربع مئة والالف وست وثلاثين بعد الاربع مئة والالف بمدينته الخامسة مدينة حائل وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام للعلامة يحيى ابن شرف النووي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وست مئة وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله الحديث الخامس نعم بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ومشايخه وللمستمعين وجميع المسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى الخامس عن ام المؤمنين ام عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وقد علقها البخاري هذا الحديث مخرج في الصحيحين باللفظ المذكور اولا واللفظ الثاني هو عند مسلم وحده موصولا واما البخاري فرواه معلقا وتقدم ان المعلق في اصطلاح المحدثين هو الحديث الذي سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف هو الحديث الذي سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف راو او اكثر وفي حديث عائشة رضي الله عنها بيان مسألتين عظيمتين الاولى بيان حد المحدثة في الدين التي سمتها الشريعة بدعة ففيه ان البدعة تتبين حقيقتها بامور اربعة اولها ان البدعة احداث ان البدعة احداث وتأنيها انه احداث كائن في الدين فلا تعلق له بالدنيا وثالثها انه احداث بالدين مما ليس منه اي لا يرجع الى اصوله المقررة وقواعده المحررة اي لا يرجع الى اصوله المقررة ولا الى قواعده المحررة فهو خارج عن اصول الاسلام وقواعده ورابعها انه يقصد بها طلب القربى من الله عز وجل انه يقصد بها طلب القربى من الله عز وجل فهي مفعولة على وجه التعبد فهي مفعولة على وجه التعبد فحد البدعة شرعا مستفادا من هذا الحديث انها ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التقرب ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التقرب والمسألة الثانية بيان حكم البدعة وهو ردها لقوله صلى الله عليه وسلم فهو رد اي مردود فلا تقبل البدعة من صاحبها فلا تقبلوا البدعة من صاحبها واللفظ الثاني من الحديث اكمل من اللفظ الاول فانه يبين رد نوعين من العمل احدهما عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على الشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على الشريعة والاخر عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا للشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا للشريعة ففي الاول رد البدع المحدثة ففي الاول رد البدع المحدثات وفي الثاني ابطال المنكرات الواقعات ابطال المنكرات الواقعات فالحديث المذكور اصل جليل في ابطال البدع وانكار المنكرات فالحديث المذكور اصل جليل في ابطال البدع وانكار المنكرات وهو مع مع وجازة لفظه ميزان للاعمال الظاهرة فان ميزان الشريعة على العمل له جهتان احداهما ميزان يتعلق بالظاهر وهو المذكور في حديث عائشة رضي الله عنها هذا والاخر ميزان يتعلق بالباطن وهو المذكور في حديث عمر بن الخطاب اولا انما الاعمال بالنيات فبهذين الحديثين يوزن الباطن والظاهر فبهذين الحديثين يوزن الباطن والظاهر. ذكره ابن تيمية الحفيد وابن سعدي رحمهما الله ومن اللطائف المستجابة والفوائد المستلطفة ان حديث انما الاعمال بالنيات لم يصح الا من رواية عمر وحديث من احدث في امرنا هذا لم يصح الا من حديث عائشة فلم يأت من رواية غيرهما من احد من الصحابة اشارة الى ضبط الفاظهما فان الميزان اذا اخذ باكثر من يد اختل فان الميزان اذا اخذ باكثر من يد اختل ففي التنبيه بما قدر الله عز وجل من انفراد عمر بصحة حديثه انما الاعمال بالنيات وانفراد عائشة بحديث من احدث في امرنا هذا ضبطا منهما للفظل الحديثين اشارة الى ثبوت هذا الميزان الشرعي وقراره. وانه لا يعدل عن هذا الميزان ابدا فمن اراد ان يحكم على باطن او ظاهر اخذ بهذا الميزان ولم يعدل عنه الى غيره نعم قال رحمه الله تعالى الحديث السادس عن ابي عبد الله النعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان لا لبين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن التقشب فقد استبرأ لدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان الا وان لكل ملك حمى الاوان حمى الله محارمه الا وان في الجسد مضغة اذا صلح قد صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو فهو من المتفق عليه وفي هذا الحديث اخبار لان الاحكام الشرعية الطلبية نوعان ان الاحكام الشرعية الطلبية نوعان احدهما بين جلي فالحلال بين والحرام بين كحل بهيمة الانعام وحرمة الزنا والاخر متشابه مشتبه والمشتبه المتشابه من الاحكام الشرعية الطلبية ما لم يتضح معناه ولم تعرف دلالته ما لم يتضح معناه ولا عرفت دلالته والناس فيما يشتبه عليهم والناس فيما يشتبه عليهم من الاحكام الشرعية الطلبية قسمان والناس بما يشتبه عليهم من الاحكام الشرعية الطلبية قسمان القسم الاول من يكون متبينا لها عالما بها من يكون متبينا لها عالما بها والقسم الثاني من لا يتبينها ولا يعلم حكم الله فيها من لا يتبينها ولا يعلم حكم الله فيها واشير الى القسمين في قوله صلى الله عليه وسلم لا يعلمهن كثير من الناس فان قوله كثير من الناس نافيا العلم عنهم يستفاد منه ان من الناس من يعلمه ان من الناس من يعلمها والذين لا يتبينون المشتبهات لهم حالان والذين لا يتبينون المشتبهات لهم حالان الحال الاولى المتقون للشبهات التاركون لها المتقون للشبهات التاركون لها والحال الثانية الوالغون في الشبهات الواقعون فيها الوالغون في الشبهات الواقعون فيها والواجب على العبد اذا اشتبه عليه شيء ان يتوقاه. فلا يجوز الدخول فيه فلا يجوز الدخول فيه فالاول فالقسم الاول منهم متقون وهم الممسكون عن الشبهات والقسم الثاني متعرضون للفتنة والقسم الثاني متعرضون للفتنة فحكم تناول المشتبه شرعا ايش حكم المشتبه شرعا تناوله حرمته على من لا يتبينه حرمته على من لا يتبينه فمن لا يتبين شيئا يحرم عليه ان يدخل فيه ونهي عن الوقوع في المشتبه لامرين ونهي عن الوقوع في المشتبه لامرين احدهما الاستبراء للدين والعرظ الاستبراء للدين والعلم اي طلب برائتهما اي طلب براءتهما والاخر ان الولوج في المشتبهات يجروا الى الولوج في المحرمات ان الولوج في المشتبهات يجر الى الولوج في المحرمات فان الشيطان ينسب ينصب من فخاخه ضخ المشتبه حتى اذا علق بقلب العبد قاده الى الحرام وهذا واقع في الناس يبدأ الامر مشتبه مختلف فيه حتى يهون الحرام في قلبه فيقع في الحرام وكان الناس فيما سلف لمتانة ديانتهم لا يدخلون في المشتبهات فاذا شهر شيء في البلد اختلف فيه علماؤهم الكبار ولا يتبين لاحاد الناس تقديم قول هذا او قول هذا امسكوا عنه واما اليوم فانهم يتسابقون اليه قبل صدور فتوى العلماء فقبل ان يسألوا عالما عن حكمه يدخلون فيه ثم يزعمون انهم اذا قيل حرام خرجنا منهم ثم لا يخرجون منه الا من رحم ربك تجد احدهم ينصح احدا بمعاملة مالية ان يمسك عنها فيقول له هل احد المشايخ قال حرام فيقول له لا المشايخ الى الان ما صدر فتوى يقول ما دام ما صدرت الفتوى ندخل فيها واذا طلعوا طلعت فتوى من المشايخ خلاص طلعنا من من الحرم وفي الواقع لا يخرج من هذا لان الشيطان يجره اليه بهذه الحبال وهذه قاعدة نافعة في الاحكام للرجال والنساء الشيء الذي يشتبه لا تدخل فيه ابدا لتتبرأ لدينك وعرضك فلا يقع عليك شيء من قبل الله عز وجل لتفريطك في دينه. ولا لوم من الناس يتناولون به عرظك وكذلك تجعل بينك وبين الحرام حصنا مشيدا تخرج به من الوقوع في المحرمات وتطبيقاتها المعاصرة هذه كثيرة انتم الان تسمعون بانواع من الانكحة مختلفة المسيار والمصياف والمسفار الدورة العسكرية والطلابية هذا سئلت عنه نوع من الانكحة الجديدة هذا الدخول في هذه الاشياء اوقع بعض الناس في الحرام المحض يخبرني واحد عن احدهم يتمدح بانه في اجازة صيفية سافر الى خارج البلاد وتزوج بعدم النساء اكثر من عشر من النساء فقال لها الاخ طيب والعدة قال الرجال ما عليه عدة قال لا اذا طلقت الرابعة لابد ان تنتظر حتى تخرج من عدتها والا صرت متزوجا كم خامسة فوقع في الحرام المحو هذي نهاية التساهل في امر المشتبهات ثم اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى غاية ما توصل اليه هذه الامور من صلاح القلب وفساده فاخبر ان في الجسد مضغة يعني قطعة من اللحم اذا صلحت صلح اذا صلحت صلح حال العبد واذا فسدت فسد حال العبد وذكر صلاح القلب وفساده بعدما تقدم لبيان اثري وقوف النفس عن المشتبهات انه يحفظ دين العبد وان دخوله فيها يضيع دين العبد نسأل الله ان يحفظ علينا وعليكم ديننا نعم قال رحمه الله تعالى الحديث السابع عن ابي رقية تميم ابن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال صلى الله عليه وسلم لله ولكتابه ولرسوله ولائمة مسلمين وعامتهم رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ وهو من افراده عن البخاري فلم يروه البخاري وقوله فيه الدين النصيحة اي الدين كله النصيحة وحقيقة النصيحة شرعا قيام العبد بما لغيره من حق قيام العبد بما لغيره من حق فكل شيء ثبت له حق عليك فقيامك به هو نصح والنصيحة باعتبار منفعتها نوعان والنصيحة باعتبار منفعتها نوعان احدهما ما منفعته للناصح ما منفعته للناصح وهي النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم والاخر ما منفعته للناصح والمنصوح ما منفعته للناصح والمنصوح وهي النصيحة لائمة المسلمين وعامتهم فالاول ينتفع به العبد والثاني ينتفع به هو وغيره من اخوانه من ائمة المسلمين وعامتهم نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الثامن عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال امرت ان وقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. فاذا فعلوا ذلك اعصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله تعالى. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث رواه البخاري ومسلم كما قال المصنف فهو من المتفق عليه واللفظ للبخاري قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه جملة من شرائع الاسلام ترجع الى نوعين قد ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم جملة من شرائع الاسلام ترجع الى نوعين النوع الاول ما يثبت به الاسلام وهو الشهادتان ما يثبت به الاسلام وهو الشهادتان فاذا جاء العبد بهما ثبت له عقد الاسلام فاذا جاء العبد بهما ثبت له عقل الاسلام وصار مسلما معصوم الدم والمال والنوع الثاني ما يبقى به الاسلام ما يبقى به الاسلام ان يدوم ويستمر واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة ولهذا ذكرا في الحديث تعظيما لهما وقوله فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم اي صارت دمائهم واموالهم حراما غير حلال وثبتت لهم عصمتها وهذه العصمة نوعان وهذه العصمة نوعان احدهما عصمة الحال ويكفي فيها الشهادتان عصمة الحال ويكفي فيها الشهادتان فمن جاء بالشهادتين تبت لتاه العصمة حالا فمن جاء بالشهادتين ثبتت له العصمة حالا والاخر عصمة المآل عصمة المآل يعني العاقبة ولا يكتفى فيها بالشهادتين بل لا بد من الاتيان بحقوقهما ولا يكتفى فيها بالشهادتين بل لا بد من الاتيان بحقوقهما فاذا اتى بتلك الحقوق استمرت له تلك العصمة فمعنى الحديث امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وان يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني اي عصموها مئالا اما الحال فبمجرد ان يقر بالشهادة فانه يكف عن ماله ودمه وليس معنى الحديث انه لا تثبت منه عصمة الحال حتى يأتي بهذه كلها ثم يكون بعد ذلك معصوما وقوله الا بحق الاسلام اي لا ترتفع عنهم تلك العصمة ولا تنتفي الا بحق الاسلام اي لا ترتفع عنهم تلك العصمة ولا تنتفي الا بحق الاسلام وهو نوعان احدهما ترك ما يبيح دم المسلم او ما له من الفرائض ترك ما يبيح دم المسلم امواله من الفرائض والاخر انتهاك ما يبيح دم المسلم او ما له من المحرمات انتهاك ما يبيح دم المسلم او ما له من المحرمات فمتى وجد هذا او هذا ارتفعت تلك العصمة فمثلا ترك ما يبيح دمه ترك واجب يبيح دمه او ما له مثل من يترك الصلاة فيقتل على تركها او يترك الزكاة فيؤخذ منه حق الله في الزكاة قهرا يعني جبرا فهذا ارتفعت عنه عصمة دمه وماله لما ترك شيئا من الفرائض وربما ارتفعت تلك العصمة في في دمه او ماله اذا انتهك شيئا من المحرمات كمن قتل مسلما ظلما فهذا يقتل به وترتفع عصمة دمه او اتلف مال غيره من المعصومين فهذا وقع في حرام فيؤخذ من ما له ما يرد به حق المتلف وما عدا هذا تبقى له هذه العصمة تبقى له هذه العصمة ولذلك من وعى هذا الحديث لم يتجرأ على دماء الناس واموالهم. لان الاصل لاهل الاسلام عصمتها فلا ترتفع تلك العصمة الا بشيء بين جلي لا بشيء مشتبه مخلط فيه وضعف تبين هذا الاصل في قلوب الخلق جعلهم يتجرأون على الاموال والدماء فهم يتهاونون بالدماء سفكا وبالاموال نهبا ثم يولدون من الكلام ما يدعون انه يشهد لهم واذا اتيت الى ما ولدوه من الكلام تجدهم ينقلون عن فلان او فلان او فلان من المعظمين عند الناس كلاما مجملا مشتبها ويتركون البين من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والحامل على هذا هو الهوى والحامل على هذا هو الهوى والا فالدين المتين يمنع العبد من الدخول في شيء الا بيقين هذا هو الدين المتين ما صحة انه متدين بالدين انه لا يدخل في شيء الا بيقين واليقين يؤخذ من اهله واهل اليقين هم العالمون بالكتاب والسنة. هذا يتيقن به الانسان اليقين واما المستهترون باحكام الشرع فهم يتداعون الى سفك الدم ونهب المال بادنى شبهة بادنى شبهة تجد بعض الناس يتجرأ على دم اخوانه من المسلمين بادنى شبهة ولا يراجع فيها اهل العلم وتجد اكثر من هؤلاء من يتجرأ على اموال المسلمين العامة بادنى شبهة ويقولون اسمها حلال الدولة هذا مو بصحيح هذي اموال المسلمين العامة والدولة مؤتمنة على مؤتمنة عليها فانتهاب الانسان منها من اعظم الغلول فهذا وهذا لا يخرج منه الانسان الا بالبيان الواضح من من الشرع الذي تكفل ببيان هذا ان الاموال ان الدماء والاموال التي ثبتت عصمتها لا تنقل عنها العصمة الا بيقين انظر حديث اسامة ابن زيد في الصحيحين لما علا رجلا بالسيف فلما رأى بارقة السيف قال لا اله الا الله فقتله اسامة فلما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال اقتلته بعد ان قال لا اله الا الله فقال اسامة رضي الله عنه يا رسول الله انما قالها خوفا من القتل فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يكرر عليه اقتلته بعد ان قال لا اله الا الله قال اسامة فوددت اني لم اكن اسلمت يومئذ شدة الامر من تكرار النبي صلى الله عليه وسلم عليه هذا الشأن فاذا كان هذا في رجل قاتله واتقن في المسلمين ثم لما تمكنوا منه قال لا اله الا الله فقتل فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال ما قال لاسامة بن زيد فكيف بحال المسلمين اليوم ممن يقتل بعضهم بعضا بادنى شبهة وسبب دون تبين حق في ذلك وان من ورطات الامور الدخول في الدماء والاموال وانتشار هذا في الناس دليل على ضعف الدين وقلة المعرفة بحكم الله حتى وان كان ينسب قوله الى الشرع هذا يكذب الى على الشرع غير صادق الصادق في الشرع هو الذي يعرف من اين يأخذ الشرع الشرع يؤخذ من العلماء العارفين بالكتاب والسنة هذا لا يجهلها احد لكن اذا جاء الهواء تجد الانسان يبحث بالكتب يبحث في النت يبحث عن ادنى شبهة كلام يقول هذا الدليل كلام فلان ولا فلان ويترك سؤال اهل العلم الذين يعرف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الانبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وانما ورثوا العلم. العلم هو ميراث النبوة. واهله لا يخفون. ما في احد يخفى عليه اهل العلم فالله سبحانه وتعالى لا يضيع دينه ويبقي في الناس من يقوم على حفظ على حفظ الدين والواجب على العبد اذا لاح له شيء ان يرجع الى هؤلاء الذين لا تجهلهم العجائز في قعر بيوتهن فيسألهم عن هذا حتى يتبين ولا يدخل في شيء الا وله عند الله اذا وقف بين يديه حجة واما اذا كانت لا حجة له اذا وقف بين يدي الله عز وجل فويل له ثم ويل له ثم ويل له لان هذا امر عظيم ليس سهل امر الدماء وامر الاموال امر عظيم عند الله سبحانه وتعالى ودلائل هذا في الكتاب والسنة كثيرة لكن المقصود هنا تقرير ان الاصل في دماء المسلمين واموالهم العصمة فلا يجوز التعدي عليها بحال والانسان الذي يعبد الله ولا يعبد هواه اذا لاح له شيء لم يتجرأ عليه بمجرد الهوى بل لا بد ان يتحققه بدليله من الكتاب والسنة المأخوذ عن اهله مهو بالمأخوذ من رأسه هو يأتي الى اية ويأتي الى حديث يفهمها مثل ما يريد يطبقها لا يرجع الى اهل العلم والعلماء لا يجهلون انت تعرف انك ولد فلان وفلان ولد فلان كذلك العلم نحن نعرف ان فلان اخذ العلم عن فلان وفلان اخذ العلم عن فلان اذا اردت ان تعرف الان علمائنا المشهورين نعرف نحن ننسبهم في العلم زي ما ننسب في عمود النسب نعرفه مثلا اذا اردنا نقول الشيخ عبد العزيز الراجحي اخذ اكثر علما ان الشيخ عبد العزيز ابن باز واخذ عن الشيخ عبد الله بن حميد الشيخ عبد العزيز بن باز اخذ اكثر علمه عن الشيخ محمد ابن ابراهيم. وان كان اخذ عن قاضي الرياظ صالح بن عبد العزيز ال الشيخ ومحمود عبد اللطيف ال الشيخ وغيرهم ومحمد ابن إبراهيم ال الشيخ اخذ اكثر علمه عن عمه عبد الله ابن عبد اللطيف وان كان اخذ عن ابيه ابراهيم بن عبد اللطيف وعن سعد بن عتيق وغيرهما وعبدالله بن عبد اللطيف اخذ اكثر علمه عن ابيه عبد اللطيف بن عبد الرحمن وان كان اخذ عن جده ايضا واخذ عن غيره وعبدالرحمن ابن حسن اخذ علمه عن جده وان كان اخذ عن غيره ايضا وجده اخذ علمه عن عبد الله ابن ابراهيم ابن سيف وغيره وعبدالله بن إبراهيم بن سيف اخذ علمه عن ابي المواهب الحنبلي وغيره الى ان يرجع الى اصل العلم وهو محمد صلى الله عليه وسلم لكن اللي ما له سند في العلم المقصود سند التلقي مهو بسند المكتوب هذا يعطيه اجازة ولا يقرا عليه شي لا وانما اخذ الدين لا تجد عالما راسخ القدم الا وهو اخذ علمه بهذه الطريقة لا سمعت فلان في شاشة يتكلم في مسألة من المسائل في الدماء والاموال اسأل هذا عن من اخذ علمه تبرأ لدينك اعرف عمن تأخذ دينك اذا جيت تخطب بنت عرفت ابوها واخوها وسألت عنهم واذا جاء دين الله عز وجل ما تبالي به هذا دليل رقة الدين لكن قوي الدين ينظر هذا عن من اخذ علمه وهذا عمن اخذ علمه وهذا عن من اخ اخذ علمه. طالب الحق يعرف طريق الحق لكن الذي لا يطلب الحق ويخدع نفسه تلتبس عليه الامور ولذلك دائما ينبغي ان يكثر الانسان من دعائه ربه سبحانه وتعالى ان يهديه الى الحق وهذا عرفوا هذه الامة بالحق وهو محمد صلى الله عليه وسلم كان يقول كل ليلة في قيام الليل اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم كم قلتها انت مرة كم تقولها في الاسبوع مرة؟ ما نقول في الليلة الحينه تجد انه يقل ان نذكر هذا الدعاء كل واحد منا مغتر بما عنده من المعلومات يقول الحق واضح يا اخي ما يحتاج الحق. بين وهو اكثر هذا اللي يقول بين تلقاه جاهل ما يعرف الحق ولذلك تجد واعذروني لكن الجرح عظيم الان مما حدثت مصائبنا من جهلنا بديننا تجد ان الانسان يتجرأ على مسائل عظيمة ولا يستأني وينسب نفسه الى الدين لا اذا كنت صاحب دين حقيقة انظر في دينك انت. خاف الله عز وجل. لا تخاف آآ السلطان والحكومة خاف الله اعظم من ذلك اذكر مرة في حادثة من الحوادث وهي احداث احدى عشر سبتمبر ذكر لي بعضهم كفر كذا وكذا للتعزية في الكافرين وان هذا من الموالاة فمن عز الكافر فهو كافر فقلت له من عز الكهف فهو كافر تلتزم بهذا قال اكيد لان هذا ولاء براء لا تجامل قلت له طيب الامام احمد عنه رواية في جواز تعزية الكافر بالكافر قالها قلت لا انت محد ثنتين اما احمد بن حنبل تقول الان كافر واما ان تقول غير كافر وغيره لا يكون كافر المسألة مهيب هوى المسألة دين قال وش الدليل الدليل حديث من عزى مصابا كان له مثل اجره فمن اهل العلم من يرى عمومه يقول هذا في كل مصاب واهل العلم ذكروا الالفاظ التي يعزى بها الكافر وانه يعزى بالفاظ لا يدعى فيها بالرحمة لميته والمسألة مذكورة عند اهل العلم وكان الشيخ ابن باز ابن عثيمين رحمهما الله يريان جواز تعزية الكافر بالكافر قبل احداث احدى عشر سبتمبر فهمت الحين البلاء والبراء هذه هي الحقيقة تجد الجهل الفاضح الذي يغطيه الانسان بدعوى ان طالب علم وانه مطلع والحمد لله الامور الان صارت مكشوفة مكشوفة في ايش مهو مكشوفة انك تعرف تبحث وتنظر وعندك وسائل التقنية هذه لا كن مكشوفه يجعل الله لك نور قال الله تعالى ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور قال ابو العباس ابن تيمية ومن لم يجعل الله له نورا لم تجده كثرة الكتب الا حيرة الكتب هذي لا تغرك اهم شيء ان يهديك الله الى النور. فانت الان تستفيد في طلب العلم انك يقربك الى النور الذي يهديك الى احكام الشرع ومن نور الشرع ان تعلم ان دماء المسلمين واموالهم معصومة انه لا يجوز التساهل بهذا ولا يجوز اغضاء النظر عمن يتساهل بهذا لسنا ارحم من محمد صلى الله عليه وسلم لما قال في الخوارج لان لئن لقيتهم لاقتلنهم قتل عاد معنى قتل عاد قتل ابادة مستقصى هذا وهو صلى الله عليه وسلم ارحم الخلق بالخلق وانصح الخلق بالخلق قال صلى الله عليه وسلم هذا في هؤلاء فالدين يريد قوة في الحق بطريق الحق مهو بقوة في الحق بالتهور قوة في الحق بطريق الحق. تبين الحق بطريق الحق ولا تكن لك فيه شهوة خفية وانما تريد هداية الناس الى الحق وتنصح لهم في الحق وتصبر على اذاهم ولا تؤذيهم ولا تتهمهم بالباطل ولا تتجرأ عليهم بنسبتهم الى زور لا لابد ان تعرف ان الله يسألك عن كل شيء تقوله فانت تشدد في هذا وتبين لهم الاحكام الشرعية وتخوفهم هذه طريقة العلماء اذا اتيت الى العلماء في اي حادث من الحوادث تجد ان هذه طريقتهم. والعدول عن هذا هو ليس من طريقة العلماء والعبد مفتقر الى البصيرة في الفتن اشد الافتقار وكان يعجبهم البصر النافذ عند حلول الفتن ايش معنى البصر النافل عند حلول الفتن يعني النظر في المآلات ينظر في المآل لا يقف مع صورة المسألة فقط الواقع اليوم لا ينظر الى مآلاتها فاذا تكلم ينظر الى ما سيصلح به حال الناس بعد ذلك ما يتكلم بكلام يكون له سوء عاقبة على الناس هو يريد به الاصلاح لكن يحصل به الفساد لكن ذو البصر النافذ اذا تكلم في هذه المسائل تكلم فيها بكلام نافع وهدى الخلق الى ما ينفعهم ولم يكن في كلامه ما يورث الخلق الاضطراب والاختلاف والنزاع والخصومة والفجور والتعدي وانما ما يفصل بين الحق والباطل فمن اراد الحق اخذه ومن لم يرد الحق فقد قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وما جعلناك عليهم حفيظا وقال وما انت عليه بوكيل وقال انك لا تهدي من احببت انت لست خير من النبي صلى الله عليه وسلم فالزم نفسك هديه صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى الحديث التاسع عن ابي هريرة عبدالرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم فانما كالذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم لكن عنده تفعل منه عوض قوله فاتوا منه وفي الحديث بيان الواجب علينا في الامر والنهي فالواجب في النهي الاجتناب وهو الترك مع مباعدة السبب الموصل الى المنهي عنه فالاجتناب ترك وزيادة يطلب فيه من العبد ان يترك الشيء وان يباعده بقطع نفسه عن الاسباب الموصلة اليه والواجب علينا في الامر فعل ما استطيع منه فاذا امرت بامر وجب عليك ان تفعل منه قدر استطاعتك ففعل المأمور معلق بالاستطاعة ثم قال صلى الله عليه وسلم فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم. واختلافهم على انبيائهم. والذين قبلنا هم اليهود والنصارى هلكوا بكثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم طيب ما صلة الجملة هذه بالجملتين السابقتين ليش امرنا اذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه واذا امرتكم بشيء فاتوا منه استطعتم ثم قال انما هلك من كان قبلكم طيب والجملة الاخيرة ارشاد لما يحفظ به الامر والنهي والجملة الاخيرة ارشاد لما يحفظ به الامر والنهي فيحفظ بترك كثرة المسائل والحذر من الاختلاف فيحفظ بترك كثرة المسائل والحذر من الاختلاف. فاذا حذر العبد من هذا ترك المنهيات وفعل المأمورة واذا اشتغل العبد بتكثير السؤالات والولع بالاختلافات ترك المأمورات ووقع في المحرمات فاراد ان ينبه الى الاصل الكلي الذي يحصل به حفظ الامر والنهي وانهما يضيعان اذا اخل به فلما استكثر من كان قبلنا من مسائلهم لانبيائهم واختلفوا عليهم اداهم ذلك الى تضييع الامر والنهي نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى حديث العاشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى طيب لا يقبل الا لا طيبا وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا وقال يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ثم ذكر الرجل ويطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب. ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟ رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه واوله عند مسلم يا ايها الناس ان الله تعالى طيب الحديث وقوله ان الله طيب اي منزه عن النقائص والافات وقوله الا طيبا اي الا فعلا طيبا والمراد بالفعل الايجاد فيندرج فيه الاعتقاد والقول والعمل فلا يقبل الله من الاقوال والاعمال والاعتقادات الا ما كان طيبا والطيب منها ما اجتمع فيه امران احدهما الاخلاص لله والاخر الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم الاخلاص لله والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا وجد هذان وجد ايش الطيب فاذا وجد هداني وجد الطيب واذا فقد او احدهما لم يوجد الطيب فاذا عقلت هذا ميزت ما يحكم عليه الناس بانه قول طيب او فعل طيب فاذا وجد فهو كذلك وان فقد او احدهما فليس قولا طيبا ولا فعلا طيبا وان حكم عليه الناس بذلك وفي قوله وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين تعظيم للمأمور تعظيم للمأمور بذكر اجتماع امر الله به للمرسلين والمؤمنين فاقتران هؤلاء وهؤلاء من المؤمنين وساداتهم في الامر فيه يراد به تعظيم المأمور به ولهذا اعظم القرآن الاوامر في القرآن ما جاء الامر به للنبي ولغيره كقوله تعالى يا ايها النبي اتق الله وقوله تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم وقل في نظائر ذلك من القرآن الكريم. فامر بها المؤمنون وامر بها خير المؤمنين وهو محمد صلى الله عليه وسلم والمأمور به في الايتين شيئان احدهما اكل الطيبات والاخر عمل الصالحات احدهما اكل الطيبات والاخر عمل الصالحات ما الصلة بينهما الصلة بين اكل الطيبات وعمل الصالحات والصلة بينهما ان من اكل طيبا عمل صالحا ان من اكل طيبا عمل صالحا ومن عمل صالحا فجدير به ان يأكل طيبا فلاجل قوة ما بينهما من الصلة التي تسمى بالتأثر والتأثير امرنا بان نأكل من الطيبات وان نعمل طالحا ثم قال في الحديث ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر الحديث وقد اشتمل على ذكر اربعة امور من مقتضيات اجابة الدعاء مقابلة باربعة امور من مقتضيات منع اجابة الدعاء وهذا من احسن المقابلة مبنى ومعنى فانه ذكر اربعا قوبلت باربع وتلك الاربع الاولى فيما يقتضي اجابة الدعاء. وتلك الاربعة الاخرى فيما يمنع اجابة الدعاء فاما المقتضيات للاجابة فاطالة السفر ومدوا اليدين الى السماء والتوسل الى الله سبحانه وتعالى باسم الرب والالحاح عليه بالدعاء بتكرار اسم الربوبية والالحاح عليه بالدعاء بتكرار اسم الربوبية فهذه اربعة تستدعي قبول دعاء الداعي ثم قبلت هذه اربع باربعين فقال صلى الله عليه وسلم ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام وهذه هي موانع اجابة الدعاء والغذاء اسم جامع لكل ما به نماء البدن وقوته اسم جامع لكل ما به نماء البدن وقوته فهو اوسع معنى من المطعم والمشرب اوسع معنى من المطعم والمشرب مثلا النوم مطعم ولا مشرب لا مطعم ولا مشرب ولكنه غذاء ولذلك الذي لا يراعي نفسه في النوم يؤدي به ذلك الى فساد حاله صحة وفهما ولهذا جاءت الشريعة بتقدير اوقات النوم وتنبيه الناس اليها في القرآن والسنة لان الفساد فيها يؤدي الى الفساد في حال الانسان في علمه وعمله وعقله وعند الدارمي من حديث ثوبان رضي الله عنه وصححه جماعة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان هذا السهر جهد ومشقة ان هذا السهر جهد ومشقة. وقد اجمع الاطباء على ان السهر يؤدي الى الاخلال بصحة الانسان وربما كان سببا للموت الانسان دائما لابد ان يكون مراعيا ما امرت به الشريعة من الغذاء وليس معنى هذا انه يكثر من النوم يقول السهر يظر لا ولكني كن وسطا لا يجهد نفسه بالسهر ولا كذلك يملأ قلبه من النوم فانت اذا اكثرت من ارسال الغذاء ارسال الغطاء على بدنك نائما اعرف انك تكثر من احكام هذا الغطاء على قلبك فالنوم كثرته سبب من اسباب فساد القلب وظعف الفهم والتصور سواء كان في علوم الشرع او في المعارف الدنيوية وقوله فانى يستجاب لذلك ان يبعد وقوع اجابة الدعاء له ان يبعد وقوع اجابة الدعاء له وليس المراد امتناعه لان الله ربما اجاب دعاء الكافر لان الله ربما اجاب دعاء الكافر وهذا في القرآن والسنة فالمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم فانى يستجاب له؟ يستجاب لذلك التحذير تخويفا من عدم اجابة الدعاء بسبب هذه الموانع فمع كمال حال العبد في كونه مسافرا رافعا يديه الى السماء متوسلا الى الله باسم الرب ملحا عليه بالتكرار ذلك بقوله يا ربي يا ربي الا انه منع اجابة الدعاء لان ملبسه حرام ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام وهذا فيه بيان حال عدم اجابة دعاء كثير من الناس يقوم به مانع فلا يستجاب لدعائه فلا بد ان يصحح الانسان حاله عند الدعاء ينظر يتوقع هالمشربة حرام المأكلة حرام المطعمة حرام الغذي بالحرام ويتوقف في ذلك توقيا شديدا اذا اراد ان يجيب الله عز وجل دعاءه لذلك كان في الناس من قبل من اذا دعا استجيب دعاءه لاول وهلة هذا ليس فيه خيال ادركنا من الصالحين من اذا دعا اجاب الله دعاءه لماذا؟ لكمال حالهم تجده حالة كاملة وذو الحال الكاملة الله عز وجل ما يخذله الله كريم الله سبحانه وتعالى كريم. وفي حديث سلمان في السنن ان الله يستحي ان يرفع احدكم يديه الى السماء فيردهما الله صفرا الله كريم اكرم الاكرمين سبحانه وتعالى. لكن الشأن في صحة الحال الشأن في صحة الحال تجد صحيح الحال لا يفسد على نفسه ابدا. يخاف من دعائه يختل فيتوقى من ذلك توقيا شديدا اعرف رجل من الصالحين قد جاوز عمره المئة وشيء يصلي هذا في الليل اربع ساعات اربع ساعات يقول لي لا اترك احد من الناس صغير وكبير من المسلمين الا دعوته ما اترك احد ادعي للمسلمين كلهم يعني بالالفاظ العامة مثل حكام المسلمين علماء المسلمين وهكذا من من هذه الالفاظ العامة واخبرني عن ان احد المعظمين من كبراء هذه البلاد سمع بذكره الحسن وهذا الرجل متخل عن الدنيا فارسل اليه مالا يريد بتحسين احواله كما يقولون فارسل اليه مالا كان في شنطة وقدم عليه اربعة رجال به جاءوا اليه وسلموا عليه وقالوا نحن من فلان ويعتذر عن التقصير في وصلك وهذي هدية منه فقال سلموا لي عليه وقولوا موفرة مشكورة خذوها معكم ما سألهم وش في الشنطة وفي الحقيقة في الشنطة امهات خمس مئة فهؤلاء مراسيل فقالوا له الخير جاك وانت ما طلبته فقال الخير من الله وانا يكفيني ما يعطيني الله عز وجل ماني بمحتاج خذوها ردوها له فيريدون انهم يتجملون عند معزبهم قالوا له خذها وابن بها مسجد قال ردوها له وقول له يبني لي بها مسجد فبعد الحاح ما استطاعوا اخذوها وخرجوا انظر هذا الدين حقيقة مع ظعف حاله في الدنيا لكنه غني بالله سبحانه وتعالى مثل هذا يرجى اجابة دعاء لانه لا يريد ان يفسد قلبه بشيء ابدا لا يريد ان يفسد قلبه بشيء من الميل الى الدنيا. ولا يريد ان يظن الناس انه يدعو لهم لاجل ان يحسنوا اليه. هو للناس لاجل ان ينفعهم بدعائه عند الله سبحانه وتعالى يدعو الله عز وجل ان يصل الخير الى هؤلاء صلاحا وديانة ومخافة لحق الله سبحانه وتعالى في الناس هؤلاء هم كمل الخلق لذلك تجدهم يتحرزون في هذه الامور ويتصونون منها حفظا على اجابة دعائهم وتجدون في تراجم القدامى وجمع هذا في كتاب من ترجم له فقير كان مستجابا الدعوة كان مستجاب الدعوة لماذا مستجاب الدعوة؟ هناك اسباب لماذا نفقد نحن هذا؟ هناك اسباب كما نبحث عن احوال اولئك التي اجيبت بها دعواتهم ينبغي ان نبحث اكثر واكثر لماذا لا تستجاب دعواتنا ونعالج انفسنا. هل الاحاديث عندما تمر بك يستفيد منها اصلاح حالك مطعمك ومشربك وملبسك وغدائك يكون كله على ما اراد الله عز وجل اذن به من الحلال ولا تدخل فيه حرام فاذا كنت كذلك اشرق قلبك فان القلوب تشرق بالحلال واذا اشرق قلبك قوي لسانك على الدعاء واستجاب الله عز وجل لدعائك فان الله عز وجل يقبل دعاء الملحين الصادقين المقبلين عليه سبحانه وتعالى ويجيب الله سبحانه وتعالى دعاءهم والموقنون بالله عز وجل لا يستكثرون من خيره شيئا يسألون الله كل شيء قال ابو العتاهية الله يغضب ان تركت سؤاله وبني ادم حين يسأل يغضب والله عز وجل يريدك ان تسأل اسألوا اسألوا اسألوا الح على الله سبحانه وتعالى بالدعاء واعلم ان الله سبحانه وتعالى يعطيك بهذا الدعاء الخير الكثير اما في الدنيا واما في الاخرة لكن الشأن في تصحيح حالك في الدعاء ان تصحح حالك في الدعاء اذا صح حالك كمل لك الخير من الله عز وجل رجل كان من الصالحين رحمه الله عرفته نحن نقرأ الاحاديث الان ونعرف يقولون الفاتحة رقية وفي حديث ابي سعيد قرأها على الرجل الملدوغ فكأنما نشط من قال هذا الرجل يقول سولف لي في سالفة يعني عرضه يقول فدخلت دخلت يدي تحت الحجر يقول لدغتها عقرب يقول يوم رفعتها لانها عقرب سودا كبيرة يقول فضربتها فقتلتها فمضي يبي يسولف بيقول السالفة فقلت طيب وش سويت في آآ لدغة العقرب رحت المستشفى قال قرأت عليها الفاتحة سبع مرات فلم احس بها ابدا هذا رجل سمعتها انا منه وكان مؤذنا رحمه الله تعالى لليقين انه متيقن ان الفاتحة تقرأ فهي رقية خلاص ما عندي شك في هذا فشفاه الله عز وجل بها ما التفت الى ما التفت الى اطباء وان كان التطبب هذا مأذون به شرعا لكن المقصود وجود كمال اليقين بما اخبر به الله وبما اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم. نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى حديث الحادي عشر عن ابي محمد الحسن ابن علي ابن ابي طالب سبط رسول الله صلى الله عليه قلما وريحانته رضي الله عنهما قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع المعروف بالسنن والنسائي في المجتبى المعروفة بالسنن الصغرى. واللفظ للترمذي وزاد فان الصدق اطمأنينة والكذب ريبة فان الصدق طمأنينة والكذب ريبة واسناده صحيح وفيه تقسيم الواردات القلبية الى قسمين وفيه تقسيم الواردات القلبية الى قسمين احدهما الوارد الذي يريبك الوارد الذي يريبه والاخر الوارد الذي لا يريبك والمريب هو المولد الريب في النفس والمريب هو المولد الريب في النفس والريب هو قلق النفس واضطرابها. والريب هو قلق النفس واضطرابها قاله ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابو عبد الله ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابو الفرج ابن رجب في اخرين فما يرد على قلبك من الواردات اما ان يكون مريبا واما ان لا يكون مريبا وفي كل واحد منهما امرت بامر فالوالد الذي يريبك يجب عليك ان تتركه والوالد الذي لا يريبك فانك تعمل به وتستعمله. وهذا اصل نافع فيما يرد على القلب والله سبحانه وتعالى يهيئ للناس اسباب الهدى بما جعل في قلوبهم من الفطرة. واذا حفظت هذه الفطرة وصححت بمعرفة احكام الشرع قوي هذا فصار للانسان تمييز في الواردات التي على قلبه يعرف هذا الوالد حق والا هذا وارد هوى ثم اذا عرف ان هذا وارد هوى استطاع ان يخلص نفسه منه واذا لم يبلغ هذه الرتبة فهو على خطر. لابد ان تجاهد نفسك حتى تصل الى مرتبة تميز بها هذه الواردات بما حرزه من العلم بشرع الله سبحانه وتعالى حتى اذا لاح لك والد اتى على قلبك استطعت ان ترده والا فان هذه الواردات اذا سلمت قلبك لها ربما جرتك الى الشر في اخبار عبد القادر الجيلاني وهو احد وهو رجل من صلحاء الحنابلة وعلمائهم قال ابن تيمية الحفيد لم يثبت لاحد من الكرامات بعد الصحابة ما ثبت لعبد القادر الجيلاني كان رجل صالح فخرج مرة متخليا في الصحراء ينظر في اركان الصحراء ويذكر الله عز وجل ويحاسب نفسه فبينما هو كذلك تجلت له صورة في سحابة وخاطبه من في السحابة فقال له يا عبد القادر اني انا ربك واني احللت لك ما حرمت على الناس هذا المشهد الرهيب رجال صالح وهو طالع في الصحراء يذكر الله ويحاسب نفسه خرجت له هذه السحابة هنا يأتي تمييز الواردات فقال اخسى يا عدو الله كان الشيطان فقال له بما عرفتني يا عبد القادر قال لاني علمت ان الله لم يكن ليحل لعبد القادر ما حرم على محمد صلى الله عليه وسلم هذا العلم المتين الذي يميز به الانسان الواردات واما مع الجهل تتمكن هذه الواردات من القلب حتى تكون حقائق يعمل عليها الانسان كما صار تلاعب الشيطان باخرة للناس بالمنامات تجدهم كل واحد يحدث نفسه بالمنامات واحد يحدث نفسه في المنامات يأتيه شيطان يلعب به بانه صار قائد للجيش الذي فتح الاقصى وقائد الجيش الذي كذا وقائد الجيش الذي كذا ثم يخرج على المسلمين بالسيف ويقتل المسلمين لاجل هذه المنامات جاء رجل الى ابي عبدالله احمد بن حنبل وذا ذكر له مناما حسنا رآه له فقال الرؤيا تسر المؤمن ولا تغره. لم يزل الناس يحدثون سهل ابن سلامة بمناماتهم حتى خرج على الناس بالسيف شف استرسل مع المنامات كثروا عليه الناس منامات وكان صالح في نفسه لكن غره الشيطان فتح على نفسه باب للشر. لانه لم يرده الى العلم. والا لو رده الى العلم ما وقعت هذه الشروط او في نفسه وهذا يقع فينا كثيرا في اشياء اما منامات واما استحسانات واما اراء واما مقالات يأخذها الانسان ويفعلها بدون ان يميز هل هي صحيحة ام ليست صحيحة؟ هل هي وفق الكتاب والسنة؟ ام لا؟ فيقع الشر فالانسان اذا كان اي شيء يرد عليه ما يدخل نفسه حتى يميزه نجا ولهذا اوصى ابن تيمية صاحبه ابن القيم وذكرها ابن قائد مفتاح دار السعادة الا يجعل قلبه كالاسفنجة اي شيء يأتيها يشرب فيها وانما امره ان يكون قلبه ايش؟ كالمرآة الثقيلة. يدخل ما ينفع من الضياء والنور. والظار لا يدخل فيها وانت اجعل قلبك كذلك لا تجعلك كالاسفنجة يعني خلال العشر سنوات وخمسطعش سنة رأينا بعض الناس قلبه ما صار للاسف سنجة واحدة عدة اسفنجات تجده يوم كذا ويوم كذا ويوم كذا ويوم كذا ويوم كذا يعني خلال سنوات له رأي خلال سنوات له رأي خلال سنوات له رأي لماذا؟ هو ابتلى نفسه وما ربك بظلام للعبيد لم يحسن قيادة نفسه وهدايتها الى الخير ولم ينطرح بين يدي الله عز وجل فتجده يتنقل من شر الى شر الى شر الى شر وهذا ليس درب من الخيال يا اخوان هذا واقع قبل بضعة عشر سنة قام اناس طلبا لانكار المنكرات بتفجير محل فيديو في الرياض ثم انتهت الحال باحدهم اليوم الى احداث دين اسمه دين الانسانية وهو الدين المشترك بين اليهود والنصارى والمسلمين شف بدأ ينكر المنكرات بالتفجيرات وانتهى الى ما يوشك ان يخرج به من الاسلام بايجاد دين جديد وان الافكار السابقة علمته الغلو والتشدد ومن الذي علمك؟ عن من اخذت هذا الغلو والتشدد حتى تقول علمتني التعاليم السابقة ما اخذتها عن العلماء الراسخين لو اخذت دينك عن العلماء الراسخين ما انتهت بك الحال الى هذا. فخلال بظعة عشر سنة انظر ماذا حصل له انت خف على قلبك خف على نفسك ان يكون لك هذا لا تنظر الى ان هذا واحد بعيد انظر انت الى نفسك قال ابن القيم رحمه الله تعالى واجعل لقلبك مقلتين كلاهما من خشية الرحمن باكيتان لو شاء ربك كنت ايضا مثلهم فالقلب بين اصابع الرحمن اعرف النعمة التي عليك واسأل الله عز وجل دوامها وان يهديك الى الخير حتى لا تصل الى هذه الشرور واحمي قلبك من هذه الشرور اجتهد في حماية قلبك كل شيء تخاف على قلبك منه اجتهد في ان تصدق قلبك عنه بقوة ولا تتساهل. لذلك كان المشايخ قبل تجد عندهم هذه الحماية قوية اقوى من الفولاذ كما يقولون يعني هناك احد العلماء الشيخ فهد ابن حنين رحمه الله كان بعض الاخوان يأتون يزوروني في الرياض ويقول مروا الشيخ فهد وسلموا عليه. فمرة ذهبوا اليه فلما جاءوا الى المسجد كان قد خرج فقصدوه الى البيت يسلمون عليه قبل ان يدخل فوافقوه عند الباب فسلموا عليه وسأل عن احوالهم فقال احدهم بعد بيان احوالهم قال ونحن بخير ما دام انت وامثالك موجودين فينا فغضب وقال لا تقل هكذا فانكم لا تزالون بخير ان بقي التوحيد فيكم قلت ما غره انه قال له حنا بخير ما دام انت وامثالك فينا خاف على نفسه قاف على نفسه ان يغتر فقال هذه المقالة ومن القصص لان لان العلم لا يتبين الا بالشواهد التي تعرفك من اهل العلم من غيره ان الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله تعالى مرة اراد ان يدخل الى الملك وكان عنده بعض تلاميذه هل هذا في الحجاز فعمد بعض تلاميذه في سكن الى غترة الشيخ واخذها كي يخدمه في كيها في الشقة لانه بيروح للملك فاراد ان يكون الشيخ فيهم دام حسن فاخذ الغترة كان الشيخ واضعا لها ظواهر الشيخ تفقد غترته ما وجدها فقام وبرز وشافه يكويها قال ليش يا فلان؟ تكويها قال لي يا شيخ احسن الله اليك انت منك برايح للملك قال الا بروح للملك قال ودي انك تكون على يعني حال حسنة فاخذ الشيخ الغترة بغضب وطواها وطواها وطواها ثم رماها لانه ما يهمه مهو بهذا التزين التزين زين ما بينك وبين الله عز وجل قال عبيد ابن عمير الايمان هيوب رواه ابن ابي شيبة في الامام بسند صحيح يعني انت اذا كمل ايمانك هابك كل احد ما هو بحزن هندامك ولا فصاحة كلامك ولا كثرة كثرة جمعك ولا ارسال دمعك لا قوة ما بينك وبين الله سبحانه وتعالى اذا كان ما بينك وبين الله سبحانه وتعالى قويا كانت لك قوة عظيمة ولهذا قتيبة بن مسلم لما كان في لقاء الروم سأل عن محمد ابن واسع اين محمد ابن واسع فقيل هو ذاك بميمنة الصف يدعو الله وكان يرفع اصبعه في الدعاء فقال الاصبع محمد ابن واسع احب الي من الف سيف شهير وشاب ضرير من هذي الاصبع احب الي لماذا؟ لانه يعلم ان هذا له سر مع الله سبحانه وتعالى في اقباله عليه فيرجوا اجابة دعائه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى حديث الثاني عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه. حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا هذا الحديث رواه الترمذي وابن ماجه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ثم رواه الترمذي من حديث علي بن الحسين مرسلا وهذا هو المحفوظ في هذا الحديث ففي صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم نظر والاشبه انه لا يروى الا مرسلا قاله جمع من الحفاظ كاحمد والبخاري قريبة اخرين فهو ضعيف من جهة الرواية واما من جهة الدراية فمعناه صحيح. فدلائل الشرع على تصديقه وفي هذا الحديث الارشاد الى ما يقع به حسن الاسلام اي المرتبة التي يكون بها العبد حسن الاسلام وتقدم ان حسن الاسلام يكون ببلوغ العبد مرتبة الاحسان فيه فمن حسن اسلام العبد تركه ما لا يعنيه اي ما لا تتعلق به عنايته ولا تتوجه اليه همته اي ما لا تتعلق به عنايته ولا تتوجه اليه همته فيكون مقصوده ومطلوبه هو ما له به طلة واما ما لا صلة له به فان من حسن اسلامه ان يجتنبه وافراد ما لا يعنيك لا تنحصر لكن لها اصول اربعة تجمعها اولها المحرمات اولها المحرمات وثانيها المكروهات وثالثها المشتبهات ورابعها فضول المباحات وهي الاقدار الزائدة عما تحتاج اليه من المباح وهي الاقدار الزائدة عما لا تحتاج اليه من المباح فاي شيء يرجع الى واحد من هذه الاربعة فان من حسن اسلامك ان تتركه ولا تشتغل به فالامر المحرم ما تشتغل به الامر المكروه ما تشتغل به. الامر المشتبه ما تشتغل به الامر الذي هو من فضول المباحات ما تشتغل به وبهذا يكون اسلامك حسنا اذا اردت ان تعرف حالنا انظر الى المحرم تجد الان بعض الناس له عناية بالمحرمات تحت دعاوى مختلفة اقلها ما سموه الاطلاع على الثقافات فتجد بعض الناس يسمع اشياء محرمة محاضرات يحرم سماعها لاهل الكفر او البدعة يبينون فيها مثلا دين اليهودية ما هو دين نصرانية ما هو دين الرفظ ما هو التجهم ما هو صار بعض الناس يقول هذا خل نطلع عليهم حتى بعض الناس ترى اكثر الناس للاسف بعد مو اسوء من هذا السحر والدجل والشعوذة الموجودة في بعض القنوات صار بعض الناس يتابعها هذي امر محرم باتفاق كيف يبقى حسن اسلامه لا يبقى حسن اسلام بل ربما زال اسلامه كله بسبب هذا فالانسان اذا وعى هذه الاصول ينبغي له ان يطبقها. كل شيء حولك تنظر هذا يلزمك وتتوجه الى عنايتك او لا تتوجه اليه عنايتك اذا يلزمك خذ به اذا لا يلزمك ولا تتوجه اليك عنايته عنايتك اليه فلا تدخل نفسك فيه فانه خير لك فان فيما يلزمك شغل عما لا يلزمك اللي يلزمك يشغلك عن ما لا يلزمك. لكن الناس لما صاروا بطالين الا من رحم ربك طار يشتغل بما لا يلزمه ويترك ويترك ما يلزمه الامر الذي يلزمه ويسأله الله عز وجل عنه تجده مفرطا فيه والامر الذي لا يلزمه تجده والعا فيه مثل ايش بالفتن في حديث معقل ابن يسار عند مسلم النبي صلى الله عليه وسلم قال العبادة في الهرج كهجرة الي ماذا يلزمك من هذا الحديث في الفتنة ان تكثر من العبادة الان اكثر الناس اذا وقعت الفتنة الاذاعات والقنوات يقول خلنا نتابع الاخبار تجد يعني قديما احداث الخليج اذاعة مونت كارلو لندن باريس حتى يعني اذاعات يعني بعض الدول الشرقية كوريا الجنوبية وغيرها التي بالعربية تلقاهم يتابعونها كل اخبار يتابعونها يتركون ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم وارشد اليه وتتوجه اليه العناية ويشتغلون بغيره. لذلك تعجب ان النبي صلى الله وسلم عدل العبادة في الهرج بالهجرة اليك تقول سبحان الله كيف اذا اردت ان تعرف انظر حال الناس في الفتنة تجد ان الذي يقبل على العبادة قليل يقل من يقبل على العبادة اثناء الفتنة اكثرهم مشغولون بالواقع عن المطلوب يشتغل بواقع الفتنة ماذا حصل؟ ماذا وقع؟ ماذا تحرك؟ من تكلم؟ ماذا فعل؟ ماذا قال؟ ما هو التحليل السياسي الفلاني؟ ما هو كله لا يقدم ولا يؤخر فيها يحرق قلبه بس ويمنع قلبه من العبادة ما يشتغل بالعبادة تجده لا يدعي والله تجد بعض الناس تمر الكوارث بالمسلمين فيكون تتبعه اخبارها اكثر من ان يقول يا رب رب اكشف هذه الملمة عن المسلمين والله اقول من معرفة حال الناس تجد انه لا يدعو الله عز وجل ان يرفع هذا البلاء وهذا الشقاء عن المسلمين. ومع ذلك تجده يقول انا مهتم بامر المسلمين يتابع من قناة وقناة طيب مهتم بامر المسلمين وين دعاءك الله عز وجل؟ ليش ما تدعو للمسلمين هذا هو الاهتمام الصحيح بالمسلمين ان تطلب من الله عز وجل ما يكون فرجا لهم. اما اشتغالك بما لا ينفعك ولا ينفعهم هذا تضييع لما يلزمك فاعتبر هذا في كل حال من الاحوال. نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الثالث عشر عن ابي حمزة انس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ للبخاري ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم اي لا يكمل ايمانه فالمراد بنفي الايمان هنا نفي كمال الايمان عن العبد وما نفي فيه اصل الايمان او كماله فهو واجب وما نفي فيه اصل الايمان او كماله فهو واجب ذكره ابن تيمية الحفيد في كتاب الايمان وابن رجب بفتح الباري وقوله لاخيه اي للمسلم لان عقد الاخوة الايمانية كائن معه والذي يحبه العبد لنفسه هو الخير ووقع التصريح به عند النسائي وغيره لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه من الخير والخير اسم لكل ما يرغب فيه شرعا اسم بكل ما يرغب فيه شرعا فكل مرغب فيه شرعا يسمى خيرا وهو نوعان احدهما الخير المطلق وهو المرغب فيه من كل وجه الخير المطلق وهو المرغب فيه من كل وجه. ومحله الامور الدينية والاخر الخير المقيد وهو المرغب فيه من وجه دون وجه ومحله الامور ايش الدنيوية ومحله الامور الدنيوية فمثلا الصلاة والصيام والصدقة هذه خير مرغب فيه من كل وجه فهو خير مطلق لكن المال والزوجة والاولاد هذه خير ايش مقيد فمرغب فيه من وجه دون وجه فربما كان منفعة للانسان وربما كان وبالا عليه فالمرأة والاولاد يكونون اعداء للانسان والمالك والعدو للانسان كما جاء هذا في الكتاب والسنة فلها احوال ينتفع بها الانسان واحوال يضر بها الانسان فما كان من الخير المطلق يجب على العبد ان يحبه لاخيه كما يحبه لنفسه فما كان من الخير المظغ يجب ان يحبه العبد لاخيه كما يحبه لنفسه واما ما كان من الخير المقيد فانه يجب عليه ان يحبه لاخيه انقطع ان تيقن او غلب على ظنه انه ينتفع به اذا قطع او غلب على ظنه انه ينتفع به فان قطع او على غلب على ظنه انه يفسده لم يجب عليه ان يحبه له فاذا قطع او غلب على ظنه انه يفسده فانه لا يجب عليه ان يحبه له فصار الحديث من العامي المخصوص وصار الحديث من العامي المخصوص مثل ايش الخير المقيد الذي قد ينفع وقد يضر المال يعني انسان تاجر في تجارة ربح مئتين الف او ثلاث مئة الف وله اخ له التجارة نفسها لكن يربح ارباح خمسة الاف عشرة الاف فهنا يبتلى العبد فيما يحبه لاخيه هل يحبه ان يربح مثله ام لا المحك ان علم انه اذا ربح كثيرا كانت كثرة المال خيرا له وجب عليه ان يحبه له واذا تخوف ان يكون كثرة الربح مفسدة لدينه لم يجب عليه ان يحبه له ومثل المنصب ومثله الزوجة ونحو ذلك اذا غلب على ظنه انه ينتفع بذلك وجب عليه ان يحبه له. لكن اذا غلب على ظنه انه يفسده ويظره فانه لا يجب عليه ان يحبه اه احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى حديث الرابع عشر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث. الثيب الزاني النفس بالنفس والتارك لدينه المفارق جماعة رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكره المصنف فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم الا انه قال لا يحل الدم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله الحديث وقوله الا باحدى ثلاث استثناء بعد نفي وهو يفيد القصر عند علماء المعاني وهو يفيد القصر عند علماء المعاني فما يستباح به الدم مقصور على هذه الامور الثلاثة وورد في احاديث عدة زيادة عن هذه الزيادة على هذه الثلاث وما صح من تلك الاحاديث فهو يرجع الى هذه الثلاث المذكورة وما لا يرجع اليها فلا يثبت فيه حديث ولذلك احسن ابو الفرج ابن رجب اذ ذكر ان هذا الحديث جمع اصول ما يستباح به الذنب جمع اصول ما يستباح به الدم. فاصول ما يستباح به دم المسلم ثلاثة فاصول ما يستباح به دم المسلم ثلاثة الاول انتهاك الفرج الحرام انتهاك الفرج الحرام. والمذكور منه في الحديث الزنا بعد الاحصاء الزنا بعد الاحصان معنى هذا لما جعل ابو الفرج ابن رجب الذي في الحديث اصل ضرب به المثال وقال انتهاك الفرج الحرام معناه هناك اشياء تلحق به مثل اللواط عند جماعة من الفقهاء اللواط اللواط عند جماعة من الفقهاء فهو استفاد من هذه الفروع تشييد الاصول وثانيها سفك الدم الحرام سفك الدم الحرام والمذكور منه في الحديث قتل النفس المكافئة قتل النفس المكافئة اي المماثلة شرعا للقاتل اي المماثلة شرعا للقاتل. والثالث ترك الدين ومفارقة الجماعة ترك الدين ومفارقة الجماعة وكل حديث صح فيه خصلة تستباح بها الدماء فهي راجعة الى واحد من هذه الاصول الثلاثة ومن حسن اخذ العلم العناية بمعرفة الاصول والقواعد لانها تسهل عليك اخذ العلم وتهون عليك جمعهم قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى في نظمه وبعدها العلم بحور زاخرة لن يبلغ الكادح فيها اخرة لكن في اصوله تسهيلا لنيله فاحرص تجد سبيلا فاذا وعيت الاصول والقواعد استطعت ان تجمع العلم جمعا حسنا وبهذا بز من بز ممن انتفع به الناس في علمه انه يعتني ببناء القواعد والاصول فيبني عليها طلابه واصحابه علمهم فيدركون في العلم ادراكا سريعا وكل واحد منكم يريد ان يفهم العلم يسأل لماذا كان تحصيل العلم في هذه البلاد عند المشايخ في سبع سنوات سبع سنوات يكون الانسان قاضي والان يدرس الابتدائي والمتوسطة والثانوي والجامعة كلية الشريعة وبعد ذلك يصير قاضي ملازم قظاء سنتين ثم بعد ذلك يصير قاضيا كم سنة طالت المدة لماذا؟ لان اخذ اولئك غير اخذ هؤلاء طريقة الاخذ وما يعتنون به غير الطريقة هذه فصار الناس يصعبون على انفسهم العلم ترى العلم يا اخوان العلم سهل مو صعب لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان هذا الدين يسر الدين واضح وجلي لمن اخذه بالطريق الصحيح اذا اخذ بالطريق الصحيح صار هذا العلم في قلبك في مدة يسيرة واذا اخذ بغير الطريق الصحيح تحرث في نفسك عشرين سنة ثلاثين سنة لا تدرك لماذا لان العلم عزيز من اخذه من غير طريقه شق عليه ما ما يدله العلم اذا اخذت العلم بطريقك لان لك بطريقه لان لك العلم واستقر في قلبه واذا اخذت العلم بغير طريقة تصعب على نفسك العلم قال الزبيدي في الفية بالفية السند قال فما حوى فما حوى العلم فما حوى فما حوى الغاية في الف سنة فما حوى الغاية في الف سنة شخص فخذ من كل فن احسنه بحفظ متن جامع للراجح تأخذه على مفيد ناصح يعني مثل ما يقولون العوام عندنا في نجد قصر عليك السالفة قال لك العلم بحفظ متن جامع للراجح متن معتمد تأخذه على انسان موصوف بوصفين مفيد وايش ناصح وهذا اللي كان عليه المشايخ تجد الشيخ مفيد وتجده ناصح ما يغش الطالب ابدا ما يغش الطالب واذا ابى الطالب الا الغش ما يساعده عليه ابدا انسان طبيب اراد طلب العلم جاء الى احد مشايخنا رحمه الله وهو من قرابته قال احسن الله اليك يا شيخ انا اريد اني التزم معكم في الحلقة واحضر الدروس اقرا عليك قال جبت ثلاثة الاصول تعال من الفجر بكرة اقر قال يا شيخ انا خريج الجامعة طبيب تقرأ ثلاثة اصول هذه الاصطاد الاصول واضحة يا شيخ ودنا نقرا في غيرها قال لا في ثلاثة الاصول لابد تبدأ بثلاثة الاصول حاولوا حاولوا حاول ما استطاع قال شف يا ولدي تبي تقرا ها ثلاثة الاصول وتعال هذا من قرابته وطبيب يعني عند الناس له منزلة دكتور جعل الطبيب اعطي اسم الدكتور تعظيما لدراسته قال يا ولدي تبي طلب العلم زي ما اقول لك ها ثلاثة الاصول وتعال ادرس فما جاء بثلاثة الاصول ولا اخذ العلم خلاص ما تاخذ العلم بطريقة لا يمكن ان يأتي لك العلم ابدا كان يأتي الطالب الى الشيخ يقول احسن الله اليك اريد ان اقرأ عليك يقول هات الكتاب الفلاني ما يجي الطالب يقول شيخ احسن الله اليك انا بقرأ الكتاب هذا واذا جاه وقال لك اذا اسأله يا ولدي على من قرأت؟ وماذا قرأت فاذا عرف انه متهيأ لهذا جعله يقرأ اذا عرف انه غير متهيأ لهذا لم يجعله يقرأ ابدا واذا رأى منه غلطا وحاجة الى علم اخر نقله اليه شيخ صالح الاطرم رحمه الله قرأ عدة متون على شيخه الشيخ محمد بن ابراهيم فلما وصل الى الواسطية قرأ عليه لحن فيها لحنا فاحشا كما اخبر رحمه الله فقال له الشيخ محمد لا يا صالح خل هالحين الواسطية ولازم تقرا الاية الرامية. هات من مقدمة الاجر الرامية واقراها وبعدين نرجع للواسطية اراد ان يقوم لسانه ثم يواصل معه في قراءة الواسطية الشيخ محمد إبراهيم جاءه الشيخ حسن بن مانع رحمه الله فجاء اليه وسلم عليه قال احسن الله اليك انا اريد ان اقرأ عندكم قال حياك الله يا ولدي وش تبي تقرا قال وشترون احسن الله اليكم قال تقرأ ثلاثة الاصول قال قرأتها يا شيخ معنى قرأت عندهم اول يعني حفظتها قرأها حفظا وفهما هو كان كفيف رحمه الله قال طيب هات كتاب التوحيد قال قرأتها احسن الله اليك قال طيب هاتوا لغ المرهم اذا قرأته احسن الله اليك قال هات هذا المستقنع قال قرأتها احسن الله اليك قال يا ولدي انت ما تقرا علي؟ انت تبي تجلس هنا وتقري الطلبة من انت؟ قال انا حسن ابن مانع قال وين قرأت؟ قال انا قرأت عند ابن عمي محمد بن عبد العزيز بن مانع فاختصه الشيخ من اصحابه فكان احد اربعة يقرأون على الشيخ قراءة خاصة ما عندهم يأتي الطالب بس يجي يلفق على نفسه يضحك على نفسه والله لقد عرفت رجلا قال له شيخه لما اراد ان يقرأ عليه في الحديث جاء وقال يا شيخ اريد ان ارضعك في الحديث. قال له مسند احمد طبع طبعة جديدة طبعت الرسالة هذي هات مسند احمد تعال نقرا فيه وهذا الرجل لم يقرأ الاربعين النووية هذا كيف يأخذ العلم؟ كيف يصير عالم هذا هذا غش هذا غش جاء الناس ام ابوا ولما كان المشايخ يخفون هذا في الناس انتفع الناس تجد الطالب يطلب مدة قصيرة وينتفع شيخنا الشيخ فهد بن حمير رحمه الله تعالى لما جاء الى الشيخ محمد ابراهيم اراد ان يطلب عليه العلم منين جاي من الزلفي والمجيء الى الرياظ حينئذ صعب على سيارات صعبة والطريق صعب وجاء اليه وقال له يا شيخ اريد ان اقرأ عليك لازم حلقتك قال له حفظت القرآن يا ولدي قال له احسن الله اليك احفظ منه لكن ما ختمته قال احفظ القرآن يا ولدي واذا حفظت القرآن انه موجود تقرأ علي ان شاء الله تعالى ترابط رحمه الله تعالى في رباط الاخوان اللي كان في دخنة طلاب العلم طلاب الشيخ محمد فحفظ القرآن في ستة اشهر ثم قرأ على الشيخ اثنين وعشرين سنة اثنين وعشرين سنة قرأ على الشيخ اللي بيطلب العلم وياخذ طريقه يصل اليه. فالانسان ينبغي له ان يحرص على الطريق الذي يوصله الى العلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الخامس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم وظيفة رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم واتفقا عليه من حديث ابي هريرة بلفظ فلا يؤذي جاره واما لفظه فليكرم جاره فعند مسلم وحده وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاثا من خصال الايمان المتعلقة بكماله الواجب احدها يتعلق بحق الله عز وجل والاخران يتعلقان بحق العباد فاما الذي يتعلق بحق الله عز وجل فهو قول الخير او الصمت عنه في قوله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت اي ليتكلم بكلام خير او يسكت فاذا لم يكن الكلام خيرا بل كان شرا او كان لا يتبين خيره من شره فان المأمور به ان تسكت والناس اليوم صاروا يمدحون الكلام ويذمون السكوت تجد انه يمدح بالمبادرة الى الكلام واذا سكت احد عنفوه ولاموه وعمر ابن عبد العزيز لما ذكر حال من سبق من الصحابة قال فانهم عن علم كامل تكلموا وببصر نافذ سكتوا فاذا تكلموا فتكلم بكلامهم. واذا سكتوا فاسكت كما سكتوا لست ملزما بالكلام انت اذا تكلمت كانت عليك تبعة كلامك امام الله سبحانه وتعالى فاذا لم يتبين لك شيء فانك تسكت ولا تتجرأ على الكلام. وكلنا نحفظ كان عمر اذا وقعت النازلة جمع لها البدريين ويقول احدنا هذه النازلة تحتاج البدريين واذا رأيته في نفسه وجدته هو مباشرة يتكلم ما يراجع المشايخ ما يراجع العلما مباشرة يتكلم يقول لابد ان نبين الحق وهذه كلمة حق اريد بها الباطل تبين الحق بالحق الحق اذا وقعت مسألة تشاور فيها وتنظر وتراجع اهل العلم واذا لم تتبوأ المكان الاعظم عند الناس وابتليت بهم وصرت محط انظارهم لا تبلى نفسك لا تفتح على نفسك باب شر اذا كفيت بغيرك فاحمد الله ان كفاك غيرك به واذا ابتليت بعد ذلك فاسأل الله عز وجل عز وجل التوفيق والتسديد هذا هو المؤمن الكامل هذه وظائف العبودية اذا كفيت في وظائف العبودية باحد يقوم بهذا الواجب خلاص يكفي واذا لم يكن احد يقوم بهذا الواجب فانت عندئذ يجب عليك ان تقوم بهذا الواجب ما ينظر الانسان الى حظ نفسه لذلك شيخنا الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى قال مرة قال ولو اني منعت من التدريس لامتنعت قال له احد الطلبة احسن الله اليك هذا كتم للحق ويضيع الدين في الناس قال لا فيه غيري بين الدين في غيري يبين الدين فاذا وجد من يبين الدين ممن يوثق بعلمه ودينه وعقله كفاك الله عز وجل ذلك وصرت في سعة فاذا ابتليت بذلك فاطلب لنفسك النجاة. ولهذا اولا المشايخ كانوا عندنا اذا سئلوا عن المسائل الكبار يردونها الى اكبرهم تنا وافتاء ردونا اليه لان المقصود جمع القلوب على ذلك ان يجتمع الناس ما يصير كل واحد له قول ما دام فلان موجود هو يتكلم فيها وقد يكون غيرهم اعلم منه ويعرف من نفسه ويعرف الناس انه اعلم لكن المتبوء المقام الاعظم من الفتيا وقوة الصلة بولي الامر في تدبير الشأن العام يطلع على اشياء انت ما تطلع عليها فاذا كفاك هذا فلا تبتلي نفسك وهذا كله مما يرجع الى قوله صلى الله عليه وسلم فليقل خيرا او ليصمت واقرأوا كلام الشاطبي رحمه الله تعالى في مقدماته في مقدمات الموافقات لما ذكر ان من العلم ما يكون حقه كتمه وعدم اظهاره لمصلحة شرعية تقتضي ذلك. وذكر حديث ابي هريرة لقد حملت عن النبي صلى الله عليه وعائي اما احدهما فقد بكث فقد بتثته الى اخر الحديث فبين انه يكون من الشرع احيانا ان تسكت عن ما معك ان تسكت على ما معك من العلم ليس خوف من الناس خوف من الله ان تخاف الله سبحانه وتعالى لكن هذه الحقائق ما يفهمها الا من علم الدين اما الذي لا يعلم الدين عن الحقيقة يبقى مع ظواهر يظن انه يحسن في الدين وهو يفسد في الدين وفي ترجمة قياس العجل انه قال جاهدت نفسي على تعلم الصمت عشر سنين عشر سنين يتعلم يعلم نفسه كيف تصمت؟ كيف تسكت فهذا من الاداب التي ينبغي ان نتعلمها كيف الانسان يسكت مرة اجتمع في مجلس الشيخ عبد الرزاق عفيفي الشيخ عبدالله بن غضيان رحمه الله والشيخ صالح الفوزان فكان بعض الطلبة يسأل الشيخين الشيخ عبدالله بن ظيان والشيخ صالح الفوزان لقربهما منهما عن بعض المسائل فكان يقولان اسأل الشيخ عبد الرزاق خلاص لان الشيخ عبد الرزاق هو اكبر منهما اسأل الشيخ عبد الرزاق لا تسألني ما يتكلم في مجلس الشيخ ادبا معه هكذا كان اهل العلم الان يجتمعون كلهم عمرهم ثلاثين ثلاثين ثلاثين وحولها كل واحد يلقي كلمة ويقولون نريد نفعل الاخوان نفع الاخوان جمعهم على الاكبر منهم الاكبر هو يتكلم يكفي عن الجميع خلاص لان المقصود نفعهم بما هو اعظم وهو جمعهم على ما تجمع به كلمتهم فكان المشائخ دائما يردون الامر الى المقدم في البلد في العلم والافتاء. حتى يجتمع الناس وغيره يسكت وربما له رأي غير رأي ذلك الشيخ لكن يرى ان المصلحة الشرعية ان ذلك الذي تكلم يكتفي الناس بكلامه ويتركون كلام غيره. ولذلك كان الناس يحبوا بعضهم بعضا ويجل بعظهم بعظا فلما عدلوا عن هذا وقعت بينهم العداوة والبغظاء. كما قال ابو العالية فان هذه الاهواء تلقي بين الناس العداوة والبغضاء كل واحد يقول شيخنا يقول والثاني يقول شيخنا يقول والثالث يقول شيخنا يقول انتصارا لشيخه لكن هو وشيخه وغيره ما رجعوا الى الاكبر وقالوا احسن الله اليكم ماذا تقول؟ وماذا نقول لو هم رجعوا الى الاكبر لما وقع هذا الشر بين الناس ولا اجتمعت للناس كلمتهم ومما يوصف عليه ان بعظ طلبة العلم لا يفهم من لزوم الجماعة الا لزوم الامامة السلطان وينسى ان من لزوم الجماعة لزوم العلما والاجتماع على العلماء وتقديم قول العلماء والاخذ بالاكابر من العلماء واذا اختلف الاكابد نظر الى قول اكثرهم واخذ به ايثارا للسلامة في الدين وبهذا تصفو قلوب الناس ويحب الناس بعظهم وتظهر السنة وتندفع البدعة وتنقلع الاهواء من قلوبهم وتذهب من ارضهم. واما ما عدا هذا فان الاهواء تترعرع فيها وتصير العداوات فيها عداوات شخصية او اقليمية او اهواء من الحسد والغل وتلبس ثوب الدين كل واحد يتشيطر في تلبيسه ثوب الدين فيقعون في الشر لكن لو انهم جردوا انفسهم من هذا وارادوا ما عند الله عز وجل ولم ينظر احدهم الى حظ نفسه لظهر الدين فيهم لكن نقص الدين في الناس اذا نقص الناس حظ الله سبحانه وتعالى في قلوبهم ما يراعون الله عز وجل يراعي حظه يراعي منصبه يراعي رئاسته يراعي الجمع الذي عنده فيبقى مراعيا هذا اكثر من مراعاة لمصالح كبرى في الشرع. لذلك احد العلماء الاحياء مرة تكلم في مسألة بمسجد جوابا عن سائل فقال احدهم ممن يصنف حديثا باسم ملقوف قال له احسن الله اليك لكن الشيخ ابن باز يقول كذا وكذا فقال ذلك الشيخ ان كان الشيخ ابن باز يقول كذا فالقول مثل ما قال ابن باز وهذا الرجل انا اعرف منه انه يرى الصواب ليس قول ابن باز عنده لكن اراد ان يؤدب هذا يؤدب الحاضرين اذا قال ابن باز العالم الكبير خلاص وهذا اخطأ في ايراده بهذه الطريقة لكن هو اراد ان يؤدب الناس على امر اعظم جمع الناس على امر اعظم وهو الاقتداء باكابرهم والاجتماع على اكابرهم واعظم من هذا مرة ان الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى جاء الى الرياض والقى محاضرة عن الصيام وتكلم عن المفطرات في اثناء كلامه ثم جاء الى الحجامة وكان الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى حاضرا فذكر الشيخ الحجامة وانها مفطرة من المفطرات عند بعض الفقهاء. ثم قال والصحيح ان الحجامة ليست مفطرة فلما قال الصحيح حجاب مفطرة تكلم الشيخ ابن باز وهو يرى ان الحجامة مفطرة شيخ ابن باز فقال الاظهر والله اعلم ان الحجامة تفطر لصحة الاحاديث في ذلك ونقلت اليها الميكروفونات على عادة من يعرف المشايخ نقلت الى الكبير وتكلم وقال الاظهر ان ان الحجامة تفطر وهذا مذهب عامة فقهاء اهل الحديث وذكر الكلام في هذه المسألة فلما انتهى من كلامه ردت الميكروفونات الى الشيخ محمد العثيمين رحمه الله ثم قال رحمه الله المفطر السابع وانتقل الى مفطر اخر ما رجع في تقرير المسألة تقريرا جديدا خلاص تكلم الشيخ ابن باز بما يراه راجحا وهو المفتي في البلاد هنا ليس مجالا لاستعراض العضلات وان الانسان يقول لكن هذا القول الذي ذكره الشيخ عبد العزيز ذهب غيره من الفقهاء المتقدمين الى خلافه والدليل كذا وكذا وكذا. هكذا كان العلم وهكذا كان اهل العلم. ولذلك نفعوا وانتفعوا فلما فسد اخذ الناس للعلم وفسدت طريقتهم الا من رحم ربك ربما صار العلم وبالا على بعض الناس وشر على بعض الناس انظر هذه الجملة لقوله صلى الله عليه وسلم فليقل خيرا او ليصف ما فيها من العلم الذي اردت بذكر بعض القصص توجيه الانظار الى العناية كل هذه المآخذ لاصلاح القلوب واصلاح الناس. ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حقين يتعلقان بالعباد وهما حق الجال والضيف من الاكرام وليس للجار حد ينتهي اليه. بل تقدير جواره باعتبار العرف. فما سمي جارا فهو جار. بعد ام قرب والضيف اسم لكل من ورد على البلد من غير اهلها فكل من قصدك من خارج البلد يسمى ضيفا كل من قصدك من خارج البلد سمى ضيفه فالضيف الذي له حق الاكرام شرعا فيه وصفان احدهما ان يكون من خارج البلد فان كان من داخل البلد فهو زائر والاخر ان يكون قاصدا لك والمقصود بقولهم قاصدا لك يعني ان يتوجه اليك ناصيك على قولة الاخر ان يكون متوجها اليك قادما عليك في بيتك فهذا هو الذي يتعلق به شرعا وجوب اكرام الضيف اما الزائر مثلا لا يتعلق شرعا به اكرام الضيف يمكنك ان ترده عندك اشغال دق عليك واحد الجرس كلمته قال فلان ودي اقلط عندك ودي تزين الشبة وانت عندك تقراه ولا تكتب بحث ولا غيرها فتعتذر اليه لا يجب عليه شرعا وكذلك دعاك مثلا فلان قال عندنا ظيف مسوين له عشاء فانت لا يجب عليك شرعا ان تدعوه الاكرام الشرعي انما يكون لمن قدم عليك في بيتك لكن باعتبار العرف اعراف الناس في هذا واسعة والشرع جاء بتقوية علم من اخلاق الناس في نفوسهم لكن وجود الاثم لا يكون الا عند وجود صفة القدوم من خارج البلد وان يقصده. فالذي يأتي اليك من خارج البلد ويقصدك لا يسع لك شرعا ان لا تفتح له الباب ما تقول اني مشغول لابد من الحق ولذلك الله يرحمنا برحمته يعني هذا صار الان تحت وطأة ضيق الزمن بكثرة الواجبات وهذه الاشياء التي حدثت للناس تركوا كثير من هذه الواجبات اسم مشغول مشغول مشغول حتى صار الناس ما يألفون ان يأتوا الى احبابهم واصحابهم ويقصدونهم بل صاروا ينفرون من ذلك حتى من اللطائف انه طالب دارس في احدى الجامعات درس ابوه فيها من قبل قبل تقريبا ثلاثين سنة فكان ابوه يقول له يا ولدي ما فيه احد من المشايخ الذين درست عليهم وهو قادم من خارج البلاد ما في احد سيأخذ الذين درست عليهم في الجامعة الشيخ ابن باز او غيره من المشايخ الذين كانوا يدرسونه الا وقد نمت عنده في البيت ليلة او ليلة مرة او مرتين فقال ولده لي يقول وما من شيخ درست عنده في الجامعة حتى الان وهو في مرحلة الماجستير يقول دخلت عنده في البيت مرة واحدة يعني انظر البون الشاسع بين حال اولئك وحال الناس الان لذلك كان حال المشايخ من الرحمة والمحبة لطلابهم والحرص عليهم ما نفتقده الان في انفسنا فظلا ان نقول ان من نفقد في الاخرين لكن الانسان صار هذه الوطأة التي عند الناس من كثرة الاشغال ونحوها تؤثر فيه لكن الانسان يجاهد بقدر ما يستطيع للقيام بحقوق الناس ومنه ومنها حق الضيف الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث السادس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم فاوصني قال صلى الله عليه وسلم لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب رواه البخاري هذا الحديث اخرجه البخاري وحده فهو من افراده عن مسلم وفيه نهيه صلى الله عليه وسلم عن الغضب وهذا النشر نهي يشمل امرين احدهما تعاطي الاسباب المهيجة للغضب تعاطي الاسباب المهيجة للغضب فينهى العبد عن تعاطي سبب يعلم انه يحرك غضبه ويقويه والاخر الامتناع عن انفاذ موجب الغضب الامتناع عن انفاذ موجب الغضب فاذا غضب ودعاه غضبه الى ان يقول قولا او يعمل عملا فانه منهي عن انفاذ غضبه لان ثورة الغضب تخرج العبد الى حال الشيطنة فان الغضب من مس الشيطان فان الغضب من مس الشيطان لذلك في حديث سليمان بن سرد في الصحيح في قصة الرجلين اللذين تلاحيا واشتد غضب احدهما حتى احمر وجهه. قال النبي صلى الله عليه وسلم اني لاعلم كلمة لو قالها لذهب عنهما يجد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الغضب من جمرة من الشيطان. يوقدها في قلب الانسان. فاذا غضب الانسان فانه منهي عن انفاذ غضبه به والغضب لله ينبغي ان يكون وفق ما يحبه الله لا وفق الهوى الغضب لله عبادة ممدوحة محمودة لكن كيف تكون محمودة ممدوحة؟ اذا كانت وفق ايش ما يريده الله ويحبه لا وفق هواك وهذا واقع كثيرا فينا تجي انسان يغضب يقول ما نغضب لله واذا رأيت ما غضب به تجد ان هذا الغضب على غير ما يحبه الله عز وجل احدهم استفتاني انه مر بمحل فوجد صاحبه قد اغلق عليه في اثناء الصلاة يقول علقت عليه البوري كما يقولون حتى خرج فلما خرج جاني من الناحية هذي قلت له تعال من الناحية هذي فجاءه يقول فضربته فقلت له ليش ضربته قال لانه ما صلى قلت هذا حرام ما يجوز قال ليش حرام قلت لانه ليس لك عليه سلطة انك تضربه نعم تأمره بالمعروف يقول لي يا اخي صلى الله عليك خاف الله اما انك تمد يدك عليه بالضرب فهذا اثم ولا يجوز وقس على هذا اشياء كثيرة الناس يظهرون فيها انها غضب لله فاذا رأيتها في الحقيقة ليست مما يحبه الله سبحانه وتعالى ويأبى. وهذي منفعة العلم منفعة العلم هذه منفعة العلم العلم يعرفك كيف تغضب تغضب لله عز وجل وفق ما يحبه الله. لذلك احد المشايخ فاللي يكون علمه راسخ يكون علمه غانم عند الله وعند خلق الله اتصل به واحد قال احسن الله اليك فيه اجتماع في المكان الفلاني اريد ان ان تذهب معنا قال لماذا قال لنكثر سواد المسلمين قال له تريد نكثر سواد المسلمين على المسلمين انظر هذا الذي عنده علم راسخ ما هي بهوا هي الدعوة هي لابد من علم ويقين يبني عليه الانسان احكام الشرع ما يبنيها على هواه او على رايه او على ما لا يلوح به او يقولها احد ويسمع كلامه دون ان يمحصه يمحص الكلام. هل الله عز وجل اذن لي ان اغضب هكذا او لم يأذن الله سبحانه وتعالى لي ان اغضب هكذا. فان كان اذن الله لي غضبت كذلك. وان كان الله عز وجل لم يأذن فالانسان يمتنع عن هذا ولا يبادر اليه. ويوقف نفسه عن ذلك وان كان فيه حظ لغيره ان كان فيه حظ لنفسه كان فيه رجل من العلماء رحمه الله كان يتنقص الشيخ محمد ابن ابراهيم كثيرا يتنقص كثيرا وما يقول الشيخ محمد يصغره هذا شيخ والناس هذه اشياء جبلات نفسانية جبلات نفسانية وكان هذا قاضي هذا المتناقص كان قاضي وكان يدرس في احد الحرمين الشريفين وكانت تبلغ هذه الاخبار الشيخ محمد ابن ابراهيم قال الشيخ عبد العزيز بن مرشد رحمه الله تعالى من شيوخنا وهو احد اقران الشيخ محمد إبراهيم بل هو صفيه بالعلم ونجيه قال فاردت ان اطيب نفس الشيخ محمد عليه لان ذلك الرجل قائم بنشر التوحيد وتعليم الناس فقلت له يا شيخ محمد الشيخ فلان فيه خير ونافع الناس فلا تأخذ في خاطرك عليه فقال له يا شيخ عبد العزيز يكفيني منه انه قائم بنشر التوحيد وهو كان رئيس القضاة ومفتي البلاد وله الصلة المختصة بولاة الامر يعني قادر انه يزيله من القضاء ويزيله من التدريس في ذلك المكان الذي يدرس فيه ويمنعه يقدر على ذلك لكن كان يرى مصلحة اعظم ولا يرى حظ نفسه فهذه المصلحة الاعظم جعلته يعامله بهذا. فهو لم يغضب كما تريده نفسه وانما غضب وتعامل كما يريده الله عز وجل فهو يكره منه ما ينقلونه عنه من كلام ما ليس ينقلونه ما شهر عنه من كلام معروف لكنه لا يعامله بالتسلط عليه بما جعله الله عز وجل من القوى لان له حسنة عنده وهي نشر التعليم ونشر التوحيد بين الناس في ذلك المكان الذي هو فيه فلما كانوا يقيمنا حكم الله على انفسهم جعلهم الله سادة ودفع به لكن نحن لما صار احدنا يحكم هواه يحكم هواه ما يحكم حكم الله ويظهر انه يحكم حكم الله يقول لا نحن ابد هذا الذي دل عليه الدليل صار النقص عندنا النقص في ماذا؟ قلة الانتفاع بنا واحد يدرس تلقاه يدرس ما ينتفع الناس يخطب ما ينتفع الناس يؤم ما ينتفع الناس هل فكرت يوم انه ربما كان منك في اخبار محمد الامين الشنقيطي احد المرابطين من علماء شنقيط قديما والشناقظة خالد بن محمد الامين محمد المختار انه مرة تفكر لانه كان يأتيه الطلبة وينتفعون في مدة يسيرة ثم صار هؤلاء التالين على قولتنا يجي الواحد يطول ما استفاد استفادة الا قليل. كان الذين يتخرجون به قديما كثير فصار الذي يتخرجون به في اخر عمره قليل وكان يهتم بهذا يعني اكل قلبه ليش الاستفادة صارت مني قليلة فبينما هو مرة يمشي في ناحية ايام قبيلته على ما هو معروف باعادة اهل زنقيط في العلم فبصر احد الذين يقرأون عنه يتكلم مع فتاة فجاء وامسك به وقال الان عرفت من اين اوتيت اني عرفت من اوتيت منكم يعني انتم ما لكم متخلقين باخلاق اهل العلم فعندكم امور تحول بينكم وبين العلم الصحيح. فالان حمدت الله اني عرفت اني تلين من العلل التي تمنع انتفاع الناس بي. وان السبب منكم. هل يوم واحد منا نحن الذين نعلم الناس او نخطب بالناس او نؤم الناس فكر لماذا الناس لا ينتفعون مني كثيرا قد يكون عندك اشياء تحول بينه وبين الناس وبين الناس بين الناس وبين ان ينتفعوا منك فانت اولا قبل ان تستكثر من الكلام امام الناس معلما او خطيبا او اماما او واعظا انظر الى صلاح نفسك فانك اذا صلحت نفسك انتفع بك الناس قال عبدالله بن بكر بن عبدالله المزني لابيه بكر بن عبد الله المزني ابتاه ما لك اذا وعدت الناس بكى الناس واذا وعظهم غيرك لم يبكوا قال ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستجارة ليست المرأة ليست المرأة التي تبكي لانها مصابة مثل النائحة التي ليست مصابة بمصيبة لكن يستأجرونها عشان تظهر البكاء فالصادق الذي يريد ان ينفع الناس يتفطن الى نفسه. يفحص نفسه ويقيمها على شرع الله عز وجل مرة بعد مرة بعد مرة يصبرها على ذلك واذا تنبه الى خطأ في نفسه او نبه الى ذلك يرجع عن ذلك ما يكابر يرجع يقول انا اخطأت اني اخطأت انا قلت كذا وكذا او فعلت كذا وكذا وانا بريء من هذا الخطأ. عند ذلك ينتفع هو وينتفع به الناس نسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا جميعا بما قلنا وان يجعله حجة لنا لا حجة علينا وان يوفقنا لمحابه ومراضيه وهذا اخر هذا المجلس نستكمل بقية الكتاب غدا بعد الفجر باذن الله تعالى والحمد لله رب العالمين