السلام عليكم ورحمة الله الذي جعل العلم للخير اساس. والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث رحمة للناس وعلى اله وصحبه البررة الاكياس اما بعد فهذا المجلس الاول في شرح الكتاب الثاني من برنامج اساس العلم في سنته الخامسة خمس وثلاثين واربعمائة والف وست وثلاثين واربعمائة والف بمدينته بمدينته الخامسة مدينة حائل وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف نعم المئتين والالف نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل. الاولى العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه معرفة دين الاسلام بالادلة الثانية العمل به. الثالثة الدعوة اليه الرابعة الصبر على الاذى في والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. والعصر ان الانسان لفي خسر امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي نكفتهم. وقال البخاري رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل. والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر فبدأ بالعلم قبل القول والعمل. ابتدأ المصنف رحمه الله رسالته في البسملة مقتصرا عليها اتباعا للسنة اقتداء بسنته صلى الله عليه وسلم في المراسلات والتصانيف والتأليف ملحقة بها ثم ذكر انه يجب علينا تعلم اربع مسائل المسألة الاولى العلم وهو شرعا ادراك خطاب الشرع وهو شرعا ادراك خطاب الشرع ومرده الى المعاني في الثلاث معرفة الله ومعرفة دينه ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم والعلم المطلوب من العبد له وصفان عند المصنف. والعلم المطلوب من العبد له وصفان عند المصنف. احدهما ما يطلب منه ما يطلب منه وهو معرفة الله ومعرفة دينه ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم والاخر ما يطلب فيه ما يطلب فيه وهو كون تلك المعرفة واقعة بالادلة وهو كون تلك المعرفة واقعة بالادلة والجار والمجرور في قوله بالادلة متعلق بالمعارف الثلاث والجار والمجرور في قوله بالادلة متعلق بالمعارف الثلاث فالادلة تطلب في معرفة الله وتطلب في معرفة نبيه صلى الله عليه وسلم وتطلب في معرفة دينه والمراد من طلب معرفة الادلة اعتقاد كون اصول تلك المعارف اعتقاد كون اصول تلك المعارف ثابتة بادلة شرعية ثابتة بادلة شرعية فاذا اعتقد العبد اصول معرفة الله ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم ومعرفة دينه انها ثابتة بادلة الشرعية فامن بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا كفاه في صحة اسلامه وانه واقع بالادلة وليس المراد ايجاب اقتران كل فرع من تلك الفروع بمعرفة دليلها اذ ذاك مما يعسر على جمهور الخلق والمعرفة الكافية التي ذكرناها هي المعرفة الاجمالية المعرفة الاجمالية يكفي فيها اعتقاد العبد ثبوت تلك المعارف بادلة اعتقاد العبد ثبوت تلك المعارف بادلة شرعية وهذه المعرفة هي معرفة عامة الخلق وهي تجب على كل احد اما المعرفة التفصيلية ففرض كفاية بقدر ما يقوم في العبد من المعاني الموجبة له ففرض كفاية بقدر ما يجب على العبد من المعاني الموجبة لها فالواجب على الحاكم والمفتي والقاضي والمعلم من المعرفة التفصيلية فوق الواجب على غيرهم لما اقترن بهم من معان اوجبت عليهم مزيد معرفة لا تجب على غيره فمعرفة الشرع المأمور بها نوعان فمعرفة الشرع المأمور بها نوعان احدهما المعرفة الاجمالية وهي معرفة اصول الشرع وكلياته وهي معرفة اصول الشرع وكلياته ويتعلق وجوبها بالخلق كافة. ويتعلق وجوبها بالخلق كافة. والاخر المعرفة التفصيلية ايه وهي معرفة تفاصيل الشرع وهي معرفة تفاصيل الشرع ويتعلق وجوبها باحاد من الخلق ويتعلق وجوبها باحاد من الخلق. لمعنى يقترن بهم كالحكم او القضاء او الافتاء او التعليم والمسألة الثانية العمل به اي بالعلم والعمل شرعا ظهور صورة خطاب الشرع على العبد ظهور سورة خطاب الشرع على العبد وخطاب الشرع نوعان احدهما خطاب الشرع الخبري خطاب الشرع الخبري وظهور صورته بالتصديق نفيا واثباتا. وظهور صورته بالتصديق نفيا واثباتا والثاني خطاب الشرع الطلبي وظهور صورته بامتثال الامر والنهي واعتقاد حل الحلال وظهور صورته بامتثال الامر والنهي واعتقاد حل الحلال فمن خطاب الشرع الخبر قوله تعالى ان الساعة اتية لا ريب فيها وقوله تعالى وما ربك بظلام للعبيد فظهور صورته في الاول يكون بامتثال التصديق اثباتا بان الساعة اتية وظهور صورته في الثاني بامتثال التصديق نفيا بان الله سبحانه وتعالى لا يظلم احدا. ومن خطاب الشرع الطلبي قوله تعالى اقيموا الصلاة وقوله تعالى ولا تقربوا الزنا وقوله تعالى وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وظهور صورته في الاول يعني في اقيموا الصلاة يكون بامتثال الامر بالفعل امتثال الامر بالفعل وظهور صورته في الثاني بامتثال النهي بالترك وظهور صورته في الثالث باعتقاد حل الحلال باعتقاد حل الحلال والمسألة الثالثة الدعوة اليه اي الى العلم والمراد بها الدعوة الى الله والمراد بها الدعوة الى الله. لان العلم يشتمل على معرفة الله ومعرفة دينه ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم لان العلم يشتمل على معرفة الله ومعرفة دينه ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم فالداعي الى العلم داع الى الله اصالته. فالداعي الى العلم داع الى الله اصالة وهو داع الى دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم تبعا. وهو داع الى دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم تبعا فمن دعا الى العلم وفق ما يريده الله فهو يدعو الى الله سبحانه وتعالى على الحقيقة. والدعوة الى الله شرعا هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة والمسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه اي في العلم تعلما وعملا ودعوة اي في العلم تعلما وعملا ودعوة والصبر شرعا هو حبس النفس على حكم الله هو حبس النفس على حكم الله وحكم الله نوعان احدهما حكم الله القدري والاخر حكم الله الشرعي والمراد منهما في قول المصنف الصبر على الاذى فيه هو الصبر على حكم الله القدري لان لحوق الاذى هو من قدر الله لان لحوق الاذى هو من قدر الله ولما كان العلم مأمورا به شرعا صار الصبر عليه ايضا صبرا على حكم الله الشرعي ولما كان العلم مأمورا به شرعا صار الصبر عليه صبرا على حكم الله الشرعي فيجتمع في قوله الصبر على الاذى فيه الصبر على حكم الله القدر الصبر على حكم الله القدر نصا. وعلى حكمه الشرعي لزوما وعلى حكمه الشرعي لزوما والدليل على وجوب تعلم هذه المسائل الاربع هي سورة العصر لان الله اخبر فيها بحلول الخسران جميع جنس الانسان لان الله اخبر فيها بحلول الخسران جميع جنس الانسان. فقال ان الانسان لفي خسر فكل الناس خاسرون ثم استثنى الله سبحانه وتعالى من تتحقق فيهم اسباب النجاة ثم استثنى الله سبحانه وتعالى من تتحقق فيهم اسباب النجاة. وهذه الاسباب هي المسائل الاربع المذكورة انفا هي المسائل الاربع المذكورة انفا فالمسائل الاربع العلم والعمل والدعوة والصبر واجبة لتوقف النجاة عليها فالمسائل الاربع العلم والعمل والصبر والدعوة واجبة لتوقف النجاة عليها وايضاح هذه الجملة ان الله استفتح سورة العصر بالقسم به فقال والعصر والمراد به الوقت الكائن في اخر النهار والمراد به الوقت الكائن في اخر النهار لان اسم العصر اذا اطلق في خطاب الشرع فالمراد به هذا الوقت لان اسم العصر اذا اطلق في خطاب الشرع كان المراد به هذا المعنى ومن قواعد فهم خطاب الشرع الرجوع الى لغة الكتاب والسنة ذكره ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابن القيم والشاطبي في الموافقات وذكر الله بعد قسمه بالعصر مقسما عليه في قوله ان الانسان لفي خسر ثم بين ما يدرأ به الخسران فذكر صفات اربع فالصفة الاولى في قوله الا الذين امنوا وهذا دليل ايش العلم العلم وهذا دليل العلم لان تحصيل اصل الايمان او كماله متوقف عن العلم لان تحصيل اصل الايمان او كماله متوقف على العلم وقال في الصفة الثانية وعملوا الصالحات وهذا دليل العمل ووصف العمل بالصالحات يبين ان المطلوب من العبد ليس مطلقا العمل بل عمل مخصوص وهو العمل الصالح الخالص لله الموافق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال في الصفة الثالثة وتواصوا بالحق وهذا دليل الدعوة الى الله لان الحق اسم لما وجب ولزم لان الحق اسم لما وجب ولزم واعلاه ما وجب ولزم بطريق الشرع واعلاه ما لزم ووجب بطريق الشرع والتواصي تفاعل بالوصية بين اثنين واكثر والتواصي تفاعل بين تفاعل بالوصية بين اثنين فاكثر. فيوصي احدهما الاخر وهذه هي حقيقة الدعوة كما تقدم انها طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة وقال في الصفة الرابعة وتواصوا بالصبر. وهذا دليل الصبر. فالسورة العصر مع عن قصرها دلت على المسائل الاربع وهي وافية في بيان ما يؤمر به الخلق لينجوا ويفلحوا ولوفائها بتلك المطالب قال الشافعي هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم اي لكفتهم في قيام الحجة عليهم اي لكفتهم في قيام الحجة عليهم بوجوب امتثال حكم الله بوجوب امتثال حكم الله خبرا وطلبا ذكره ابن تيمية الحفيد وعبد اللطيف ابن عبدالرحمن وابن باز رحمهم الله فالسورة كافية في اقامة الحجة على الخلق في وجوب امتثال حكم الله الشرعي. هذا مراد الشافعي وليس مراده انها كافية عن غيرها في جميع ابواب الديانة ومن فهم كلامه وفق هذا فقد غلط على الشافعي والاجلة لا يخطئون على الاجلة والجهلة يزيدون المرض والعلة. فتجد من الناس من يبادر الى تزييف كلام الشافعي. ويقول انه كلام باطل قل مخالف للكتاب والسنة. لان هذه السورة ليس فيها احكام التوحيد كاملة. ولا احكام الصلاة كاملة ولا احكام الصيام كاملة وعزب عن علمه لبالغ جهله ان هذا الذي يقوله هو في علم الشافعي رحمه الله. لكن الشافعية اراد شيئا واراد هو شيئا اخر. والعلماء الكاملون فهموا كلام الشافعي فلم يزيفوه ولا جاهروا ببطلانه بل اجتهدوا في توجيهه على المعنى الموافق للكتاب والسنة. ان المقصود هو اقامة الحجة على الخلق بامتثال حكم الله الشرعي والعاقل اذا نبى عن فهمه شيء من كلام الاوائل لا يبادر بتزييفه اعظاما لمقامهم واجلالا لاقدارهم ومعرفة بمنزلته بينهم. قال ابو عمرو ابن العلاء وهو من التابعين انما نحن في من سبقنا كبقل في اصول نخل طوال. والبقل النب صغير فنحن في من سلف كالنبت الصغير في اصول النخل الطوال لا يصل اليه. يقول هذا وهو من هو في الزمن الفاضل زمن التابعين فكيف بحال الناس اليوم؟ فهم في من سلفهم في علومهم وديانتهم وتقواهم لا يصلون الى البقر بل هم مستوون على الارض. واذا اعجب الناس سعة ما فتح لهم من وسائل البحث العلمي في البرامج الالكترونية فينبغي ان يعلموا انه اذا فتحت هذه الالات في البحث العلمي فقد اغلق على اكثر القلوب عن فهم مراد الله ومراده رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا الذي كان عند السلف رحمهم الله فكان لهم في نور قلوبهم ما يبين لهم الهدى وهذا لا تجده في الالات صمة وانما تجده منحة من رب الارض والسماء فاذا عدلت حالك بحال اولئك عرفت مقدارك واخلدت الى الارض تواضعا وهضما للنفس حفظت اقدار من سبق. لئلا تفتضح عند العارفين بالله وامره فانه لا يزال في الارض من يقيم حجة الله على خلقه. ويبين معاني كلام الاوائل الموافق للكتاب و السنة ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى كلام البخاري للارشاد الى ان المقدم من هذه المسائل هو العلم فهو اصلها الذي تنشأ منه وتتفرع عنه ولفظ البخاري باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله فبدأ بالعلم انتهى كلامه وذكره المصنف بمعناه وقول المصنف قبل القول والعمل زيادة تفسر معنى البدء بالعلم المأمور به في قوله فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فان الله امر بالعلم ثم عطف عليه الامر بالقول والعمل في قوله واستغفر بذنبك وللمؤمنين والمؤمنات اين القول واين العمل في قوله واستغفر لذنبك نعم الاستغفار باللسان بقول استغفر الله هذا هو القول. طب واين العمل انا راضي ايش ترك الذنب وين في الاية والقول والعمل كلاهما في قوله واستغفر لذنبك فالاستغفار يكون قولا بقول استغفر الله ويكون عملا لان حقيقة الاستغفار في الشرع تندرج فيه التوبة. لان حقيقة الاستغفار في الشرع تندرج فيه التوبة. ذكره ابو الفرج ابن رجب رحمه الله والتوبة تتضمن الرجوع الى الله سبحانه وتعالى في الاعمال كلها دقها وجلها سرها وعلنها تنبط هذا المعنى قبل البخاري شيخه سفيان ابن عيينة رواه عنه ابو نعيم الاصبهاني بكتاب حلية الاولياء. ثم اخذه بعد البخاري الغافقي. فترجم في مسند الموطأ بقوله باب العلم قبل القول والعمل. نعم الله عليكم قال رحمه الله تعالى اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن الاولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل ارسل الينا رسولا فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. والدليل قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا. الثانية ان الله فلا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا غيرهما. والدليل قوله تعالى الثالثة ان من اطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب. والدليل قوله تعالى قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر من الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم. اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه. ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها. رضي الله عنهم ورضوا عنه. اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون. ذكر المصنف رحمه الله هنا ثلاث مسائل عظيمة. يجب على كل من مسلمة تعلمها والعمل بها فاما المسألة الاولى فمقصودها بيان وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم بيان وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا اي مهملين لا نؤمر ولا ننهى اي مهملين لا نؤمر ولا ننهى. بل ارسل الينا رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم ليأمرنا بعبادة الله فمن اطاع امره وعبد الله دخل الجنة. ومن عصى امره وجحد عبادة الله دخل النار. كما قال تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا اي اخذا شديدا. واتبع خبر ارسال الرسول صلى الله عليه وسلم اليه بذكر خبر ارسال موسى عليه الصلاة والسلام الى فرعون تخويفا لنا من عاقبة فرعون تخويفا لنا من عاقبة فرعون لما عصى الرسول الذي ارسل اليه فاخذه الله عز وجل اخذا شديدا فكذلك هذه الامة مأمورة باتباع الرسول الذي ارسل اليها والا فان الله يعذبها عذابا شديدا. واما المسألة الثانية فمقصودها ابطال الشرك في العبادة واحقاق توحيد الله فمقصودها ابطال الشرك في العبادة واحقاق توحيد الله ببيان ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد من كان لان العبادة حقه وحق الله لا يقبل الشرك فلا يرضى ان يشاركه فيه احد والنهي عن دعوة غير الله امر بعبادته وحده لان الدعاء يقع اسما للعبادة كلها فهو لبها وغايتها. وفي حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما اصحاب السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة فقوله تعالى فلا تدعوا مع الله احدا اي فلا تعبدوا مع الله احدا. واما المسألة الثالثة مقصودها بيان وجوب البراءة من المشركين. بيان وجوب البراءة من المشركين لان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والتوحيد وهما الامران المذكوران في المسألة الاولى والثانية لا يتحققان الا بالبراءة من المشركين لا يتحققان الا بالبراءة من المشركين فالمسألة الثالثة بمنزلة التابع اللازم للمسألتين الأولى والثانية فالمسألة الثالثة بمنزلة التابع اللازم للمسألتين الاولى والثانية. فمن اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم ووحد الله لا تتم عبادته الا بالبراءة مع المشركين من المشركين. لا تتم فتصح الا بالبراءة من المشركين ومعنى قوله تعالى في الاية من الله ورسوله اي من تميز عنهما فكان في حد غير حدهما اي من تميز عنهما فكان في حد غير حدهما فيكون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في حد ويكون المشركون في حد اخر وهاتان المقدمتان المتضمنتان في الاولى لاربع مسائل وفي الثانية بثلاث مسائل هما من كلام المصنف رحمه الله الا انهما خارجان عن كتاب ثلاثة الاصول فمبتدأ كتاب ثلاثة الاصول قوله اعلم ارشدك الله لطاعته ثم عمد بعض اصحابه الى ضمهما الى ثلاثة الاصول وشهر هذا منذ حياته رحمه الله فصار اسم ثلاثة الاصول ضميمة جامعة لتلات رسائل من كلامه احداهما المسائل الاربع والثانية المسائل الثلاث والثالثة ثلاثة الاصول وادلتها ذكر هذا ابن قاسم العاصمي في حاشيته على ثلاثة الاصول وهو امر معلوم لمن تسلسل اخذه تصانيف الامام رحمه الله الى الى مصنفها عن الشيوخ الذين اتصل اخذهم لها بعضهم ببعض اليه رحمه الله تعالى وهذا هو الذي يتميز به من اخذها من طريقهم من الذي اخذها من المطبوعات فالذين اخذوا تأليفه والعلم الذي كان عليه ممن اخذه بطريق اخذه عمن قبله فعن من قبله اليه يميزون اشياء لا يعرفها اكثر الذين يأخذون دون العلم من الكتب فمثلا علماء الدعوة عندهم رسالة ثلاثة الاصول وادلتها غير رسالة الاصول الثلاثة فالاصول الثلاثة رسالة وجيزة مختصرة منشورة في مجموعة التوحيد. وهي مختصر لثلاثة الاصول يراد منه ان تكون لعموم الناس من العامة وغيرهم. واما رسالة ثلاثة الاصول فهي الرسالة التي بين ايديكم ثم صاروا يطبعون رسالة ثلاثة الاصول باسم الاصول الثلاثة. ويجعلونهما واحدا. ولا يزال الامر يشتد. حتى قال لي ان المسائل التي مذكورة في كتاب التوحيد ليست من كلام المصنف يعني كتاب التوحيد يعقد باب ثم يقول وفيه مسائل. يقول ليست من كلام المصنف وانما اظيفت بعده قلت لماذا قال لانه موجود في بعض النسخ الخطية كتاب التوحيد ليست فيه هذه المسائل قلت له كتاب التوحيد ما تاخذه من المخطوطات ومن المطبوعات. تاخذه من اهل العلم الذين اخذوه عن من قبلهم عن من قبلهم عن من قبلهم الى المصنف هم يعلمونك هذي من كتاب التوحيد ولا ليست من كتاب التوحيد وزاد الامر سوءا ان صار كلام المصنف يفهم على غير ما يعرفه علماء دعوته ممن يعرف قوله وهذا وقع منذ عهد احفاده فالشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن واخوه اسحاق بن عبد الرحمن فمن بعدهما ذكروا كلام اناس ينتسبون الى الشيخ محمد بن عبد الوهاب يخطئون عليه في فهم كلامه والمقصود ان تحرص على اخذ العلم عن الرجال وليس عن الاوراق والكتب فان اخذها عن الاوراق والكتب تقع فيه غوائد كثيرة منها ما ذكرنا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها. كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ومعنى يعبدوني يوحدون. واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة. واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه. والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. ذكر المصنف الله ان الحنيفية ملة ابراهيم. مبينا حقيقتها بقول جامع يندرج فيه ما يراد به شرعا فان الحنيفية في الشرع لها معنيان فان الحنيفية في الشرع لها معنيان. احدهما عام وهو الاسلام احدهما عام وهو الاسلام. والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد. خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد ولازمه الميل عما سواه بالبراءة من الشرك الميل عما سواه بالبراءة من الشرك والمذكور في قول المصنف ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين هو مقصود الحنيفية ولبها ووصفها الجامع للمعنيين المذكورين. فان المعنى الاول والثاني كلاهما مندرج في قوله ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين وهي دين الانبياء جميعا ونسبها المصنف رحمه الله الى ابراهيم فقال ان الحنيفية ملة ابراهيم لماذا اتباعا للوارد في القرآن اتباعا للوارد في القرآن فان الحنيفية فيه نسبت الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام مع كونها دين الانبياء جميعا وموجب نسبتها الى ابراهيم عمران. وموجب نسبتها الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام امران. احدهما ان الذين نزل فيهم القرآن ان الذين نزل فيهم القرآن ينتسبون الى ابراهيم ويذكرون انهم من ذريته وانهم على دينه فجدير بهم ان يكونوا مثله حنفاء لله غير مشركين به فجدير بهم ان يكونوا حنفاء لله غير مشركين به والاخر ان الله جعل ابراهيم اماما لمن بعده من الانبياء ان الله جعل ابراهيم اماما لمن بعده من الانبياء بخلاف سابقيه منهم بخلاف سابقيه منهم فلم يجعل احد منهم اماما لمن بعده ذكره ابو جعفر ابن جرير في تفسيره ذكره ابو جعفر ابن جرير في تفسيره وعبادة الله لها معنيان في الشرع احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع والاخر خاص وهو التوحيد والاخر خاص وهو التوحيد وعبر بالخضوع في بيان المعنى العامي للعبادة دون الذل لامرين احدهما موافقة الخطاب الشرعي موافقة الخطاب الشرعي لان الخضوع مما يعبد الله به بخلاف الذل لان الخضوع مما يعبد الله به بخلاف الذل فالخضوع يكون شرعيا دينيا ويكون كونيا قدريا فالخضوع يكون شرعيا دينيا ويكون كونيا قدريا بخلاف الذل فانه يكون قدريا كونيا فقط. بخلاف الذل فانه يكون كونيا قدريا. فقط فيتقرب الى الله بالخضوع ويتعبد له به. فيتقرب الى الله بالخضوع ويتعبد له به ولا يتقرب الى الله بالذل ولا يكون عبادة لله وفي صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قضى الله الامر من السماء ضربت الملائكة باجنحتهم خضعانا لقوله اي خضوعا لقوله. وعند البيهقي في السنن الكبرى باسناد قوي في قنوت عمر رضي الله عنه انه قال انه كان يقول ونؤمن بك ونخضع لك انه كان يقول ونؤمن بك ونخضع لك والاخر ان الذل ينطوي على الاجبار والقهر جامعا محظورين ان الذل ينطوي على الاجبال والقهر جامعا محذورين. الاول ان قلب الذليل فارغ من الاقبال على الله بالتعظيم ان قلب الذليل فارغ من الاقبال على الله بالتعظيم الذي هو حقيقة العباد والاخر انه يتضمن نقصا لا يناسب مقام عبادة الله. انه يتضمن نقصا لا يناسب ومقام عبادة الله المورثة كمال الحال قال الله تعالى خاضعين قال الله تعالى ترهقهم ذلة. وقال تعالى خاشعين من الذل فالعبادة تجمع الحب والخضوع لا الحب والذل. والى هذا اشرت بقولي وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده هما قطبان. وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده هما قطبان والذل قيد ما اتى في وحينا والوحي قطعا اكمل التبيان والذل قيد ما اتى في وحينا والوحي قطعا اكمل التبيان ويوجد في كلام جماعة من المحققين كابن تيمية وصاحبيه ابن القيم وابن كثير التصريح بان العبادة تجمع الحب والخضوع لا الحب والذل فتأله القلب بالعبادة يعبر عنه بجملتين. فتأله القلب بالعبادة يعبر عنه بجملتين الاولى انه يجمع الحب والخضوع والثانية انه يجمع الحب والذل. الاولى انه يجمع الحب والخضوع. والثانية انه يجمع الحب والذل والمقدم منهما بالدليل الشرعي والوضع العربي هو الجملة الاولى والمقدم منهما بالدليل الشرعي والوضع اللغوي هو الجملة الاولى يعني تجد بعض اهل العلم قالوا العبادة الحب والخضوع بعضهم قال الحب والذل لابد ان تفهم ما معنى هذه العبارة؟ ما معنى هذه العبارة؟ ايهما الذي في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فاذا فهمت هذا اذا علمت هذا فهمت ان الذي جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو الخضوع ما جاء فيهما الذل والحكم باشياء لازمة خارجة عن المسألة هذي لا تعلق لها بها يعني قال لي احدهم الله عزيز فماذا يكون العبد قد يكون دليل مقابل العزيز يكون دليل. قال اذا العبادة هي الذل قلت لا ما يكون كذا انا اعطيك اسهل من كلامك هذا فالرد عليك قلت له انت تقول العبادة توقيفية؟ قال نعم كيف العبادة لا بد توقيفية على الكتاب والسنة. قلت عطني دليل واحد ان العبادة ان الذل عبادة. هات دليل واحد من القرآن والسنة ان الذل عبادة فاذا بحثت وفق اصول اهل السنة في الفهم والاستدلال اتضحت لك المسألة والامر في ذلك يسير لكن المقصود رد الناس الى الخطاب سنة ثم ارجع الى التصانيف القديمة لاهل الحديث والسنة في الاعتقاد ابحث فيها عن ماذا يعبرون عن العبادة؟ هل تجد هذا او تجد ثم ذكر المصنف ان الناس جميعا مأمورون بعبادة الله التي هي مقصود الحنيفية ومخلوقون لاجلها والدليل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ودلالة الاية على المسألتين من جهتين. ودلالة على المسألتين من جهتين احداهما صريح نصها المبين ان الانس والجن مخلوقون للعبادة صريح نصها المبين ان الجن والانس مخلوقون للعبادة والاخرى لازم لفظها لازموا لفظها المبين انهم مأمورون به المبين انهم مأمورون بها. فانهم اذا خلقوا لاجلها فهم ايش؟ مأمورون بها وفسر المصنف رحمه الله يعبدون بقوله يوحدون وله وجهان احدهما انه من تفسير اللفظ باخص افراده. انه من تفسير اللفظ باخص افراده. تعظيم له فان التوحيد اعظم انواع العبادة والاخر انه من تفسير اللفظ بما وضع له شرعا انه من تفسير اللفظ بما وضع له شرعا. فالعبادة اذا اطلقت في القرآن والسنة المراد بها التوحيد فالعبادة اذا اطلقت في القرآن والسنة فالمراد بها التوحيد. قال ابن عباس كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد. ذكره البغوي في تفسيره والعبادة والتوحيد اصلان عظيمان تتحقق صلتهما اتفاقا وافتراقا بحسب معانيهما والصلة بينهما لها حالان. الصلة بينهما لها حالان. الحال الاولى اتفاقهما اذا نظر الى ارادة التقرب اتفاقهما اذا نظر الى ارادة التقرب. اي قصد القلب الى العمل تقربا الى الله فان هذا القصد يسمى عبادة ويسمى توحيدا والاخرى افتراقهما اذا نظر الى ما للمتقرب بها افتراقهما اذا نظر الى الاعمال المتقرب بهما فان التوحيد نوع من انواع العبادة. فان التوحيد نوع من انواع العبادة. ويبينه وحديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين في بعث معاذ الى اهل اليمن وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انك تأتي قوما اهل كتاب ليكن اول ما تدعوهم اليه ان يشهدوا ان لا اله الا الله وفي لفظ ان يوحدوا الله ثم قال فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ايش؟ ان الله افترض عليهم خمس صلوات الى تمام الحديث فالتوحيد هنا نوع من انواع العبادة فالتوحيد والعبادة يجتمعان في ارادة التقرب التوحيد والعبادة يجتمعان في ارادة التقرب. ويفترقان فيما به الى الله يتقرب ويفترقان فيما به الى الله يتقرب. ثم ذكر المصنف ان اعظم ما امر الله به هو التوحيد اعظم ونهى عنه الشرك مع بيان حد كل لانه لما كانت الحنيفية هي الاقبال على الله بالتوحيد الميل عن الشرك اقتضى ذلك ذكر حقيقة التوحيد والشرك. والتوحيد له معنيان شرعا له معنيان شرعا. احدهما عام وهو افراد الله بحقه عام وهو افراد الله بحقه. وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات. وحق بالارادة والطلب وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والطلب وينتج من هذين الحقين ان الواجب علينا في توحيد الله وينتج من هذين الحقين ان الواجب علينا في توحيد الله هو توحيده في ربوبيته هو توحيده في ربوبيته وتوحيده في الوهيته وتوحيده في اسمائه وصفاته والاخر خاص وهو افراد الله بالعباد والاخر خاص وهو افراد الله بالعباد وهذا المعنى الخاص هو المراد في خطاب في خطاب الشرع عند اطلاق التوحيد فمثلا حديث جعفر بن محمد بن علي عن ابيه عن جابر رضي الله عنهما عند مسلم في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم وفيه قول جابر فاهل صلى الله عليه وسلم بالتوحيد المراد بالتوحيد هنا اي توحيد ايش العبادة لماذا؟ لانه اهل بماذا لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الى تمام اهلاله صلى الله عليه وسلم بالمعنى الخاص هو المراد عند اطلاق التوحيد في الكتاب والسنة. والشرك يطلق يطلق في الشرع على معنيين احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره. والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله. والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله. والمعنى الخاص هو المعهود شرعا والمعنى الخاص هو المعهود شرعا فالشرك يطلق في خطاب الشرع ويراد به الشرك المتعلق عبادة واذا بصرت بما ذكرنا من حد التوحيد والشرك عموما وخصوصا وجدت ان المصنف اقتصر على ذكر اي المعاني على ذكر المعاني الخاصة لانها الحقيقة بالعناية فهي المقدمة في خطاب الشرع. وعدل في حد شرك الى الجعل عن الصرف لامرين. وعدل في حد الشرك الى الجعل عن الصرف لامرين احدهما موافقة الخطاب الشرعي فان الشرك ذكر في الكتاب والسنة باسم الجعل. قال الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا. وفي حديث ابن مسعود اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك متفق عليه وما في خطاب الشرع احلى في قلوب الموقنين من كلام المتكلمين والاخر ما في الجعل من الاقبال وتأله القلب ما في الجعل من الاقبال وتأله القلب. بخلاف معنى الصرف ففيه تحويل الشيء عن غير وجهه دون ملاحظة المحول اليه. ففيه تحويل الشيء عن وجهه من غير ملاحظة المحول اليه يعني فقط المقصود بالصرف ان يحول اين يحول ما يلاحظ هذا لذلك تجد اكرمكم الله والمسجد ما يسمى بالصرف الصحي. اهم شيء ان يحول عن وجهه. يجعل مرة في بحر يجعل مرة في اه حفرة من الارض ويجعل في وادي يجعل فما وجد فيه المعنى المتقدم اولى من كلمة الصرف. ثم ذكر المصنف الدليل على ان اعظم ما امر الله به هو التوحيد وان اعظم ما ما نهى عنه هو الشرك. وهو قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا كيف تدل هذه الاية على اعظمية الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك نعم اول واجبات اول ايش واجباتي اول الحقوق احسنت يعني قوله تعالى واعبدوا الله امر بايش العبادة وقوله ولا تشركوا به شيئا نهي عنه الشرك. وليس في الاية الاعظمية بظاهرها ليس فيها الاعظمية لكنها تفيد الاعظمية من وجهين احدهما تقديمهما بالذكر على غيرهما في اية الحقوق العشرة تقديمهما بالذكر على غيرهما في اية الحقوق العشرة. في قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وبذي القربى الى تمام الاية والاخر عطف ما بعدهما من الحقوق عليهما عطف ما بعدهما من الحقوق عليهما فالمقدم معظم. فالمقدم معظم. وغمض هذا على بعض منشرح الكتاب فذكر ان الاية تدل على الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك ولا تدل على الاعظمية وهذا غلط فانها تدل على الاعظمية بالوجهين الذين ذكرنا نعم قال رحمه الله تعالى فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها؟ فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. لما بين المصنف رحمه الله ان الناس مخلوقون للعبادة ومأمورون بها ذكر انه يجب عليهم معرفة ثلاثة اصول لتوقف تحقيق العبادة المرادة منهم عليها فان العبادة لا تمكن الا بمعرفة ثلاثة امور فان العبادة لا تمكن الا بمعرفة ثلاثة امور اولها معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة. معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة وثانيها معرفة كيفية عبادته معرفة كيفية عبادته وثالثها معرفة المبلغ عنه تلك الكيفية للعباد معرفة المبلغ عنه تلك الكيفية للعبادة فالامر الاول هو معرفة الله. فهو المعبود والامر الثاني هو معرفة الدين لانه الكيفية التي توقع بها العبادة والامر الثالث هو معرفة المبلغ عن المعبود وهو الرسول صلى الله عليه وسلم. لان العقول لا تستقل بمعرفة ما يجب لله من حق فهي مفتقرة الى مبلغ يرسله الله يبلغها ما له من حق العبادة فكل امر بالعبادة هو امر بهذه الاصول الثلاثة. فكل امر بالعبادة هو امر بهذه قل الثلاثة فاذا قيل لك ما دليل الاصول الثلاثة فقل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم فان الامر بعبادة الله يتوقف تحققه على معرفة هذه الاصول الثلاثة. بان تعرف المعبود وهذه معرفة الله وتعرف كيفية عبادته. وهذه معرفة الدين وتعرف المبلغ عنه وهذه معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم. نعم فاذا قيل لك من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبود سواه الدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين وكل من سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم فاذا قيل لك بما عرفت ربك فقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته سماوات السبع ومن فيهن والاراضون السبع ومن فيهن وما بينهما. والدليل قوله تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس وقوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. وقوله تعالى ان الله وان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغش الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. والرب هو المعبود. والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم فراشا والسماء بناءا وانزل من السماء ماء فاخرج به فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة. شرع المصنف رحمه الله الاصل الاول من الاصول الثلاثة وهو معرفة العبد ربه. فقال فاذا قيل لك من ربك فقل قل ربي الله الذي رباني الى اخره فالرب هو الله وربوبيته سبحانه وتعالى من تربيته الخلق بنعمه. فانه لما رب الخلق بنعمه صار ربا لهم سبحانه. واذا كان هو مربيهم وله الربوبية عليهم فهو المستحق للالوهية. ولهذا قال المصنف والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين فقوله رب العالمين دليل الربوبية وقوله الحمد لله دليل الالوهية فهو مستحق الحمد لالهيته سبحانه وتعالى واصول معرفة الله الواجبة على كل احد اربعة. واصول معرفة الله الواجبة على كل احد اربعة. اولها معرفة وجوده فيؤمن العبد بانه موجود. معرفة وجوده فيؤمن العبد بانه موجود وثانيها معرفة ربوبيته فيؤمن به العبد ربا فيؤمن العبد بانه رب كل شيء. فيؤمن العبد بانه رب كل شيء وثالثها معرفة الوهيته معرفة الوهيته فيؤمن العبد انه هو المستحق للعبادة فيؤمن العبد انه هو المستحق للعبادة. ورابعها معرفة اسمائه وصفاته فيؤمن العبد بان لله اسماء حسنى وصفات علا فيؤمن العبد بان لله اسماء حسنى وصفات علا وقول المصنف رحمه الله وكل من سوى الله عالم مقالة تبع فيها غيره مقالة تبع فيها غيره. والعرب لا تعرف العالم بهذا المعنى والعرب لا تعرف العالم بهذا المعنى. فالعالم فالعالم عند العرب اسم للمخلوقات المشتركة بجنس واحد اسم للمخلوقات المشتركة بجنس واحد كعالم الملائكة وعالم الجن وعالمي الانس واصل هذه المقالة من مقدمتين منطقيتين الاولى الله قديم والثانية العالم حادث ونتيجتهما كل من سوى الله عالم ثم شاعت هذه النتيجة المنطقية حتى ظن انها حقيقة شرعية او مواظعة لغوية. افاده ابن عاشور في التحرير والتنوير وليست كل مخلوقات الله عوالم وليست كل مخلوقات الله عوالم. فان المخلوقات نوعان فان المخلوقات نوعان احدهما الافراد التي لا نظير لها من جنسها الافراد التي لا نظير لها من جنسها كالعرش والكرسي كالعرش والكرسي والاخر الافراد المتجانسة اي المشتركة في جنس واحد الافراد المتجانسة اي المشتركة بجنس احد كعالم الملائكة وعالم الانس ويسمى مجموعها بالعالمين ويسمى مجموعها بالعالمين وفهم اوضاع الكتاب والسنة يكون بلغة العرب الاقحاح لا بلغة الناس اليوم يأتي واحد يقول العرش والكرسي ايضا عالم. كيف؟ قال عالم الجماد العرب ما تعرف هذه المعاني الان صاروا حتى طلاب العلم يفسرون الكواكب والنجوم بما في علوم الهيئة الحديثة والمعنى الذي اصطلح عليه في علوم الهيئة الحديثة للكوكب والنجم وان النجم هو المضيء والكوكب جرم معتم هذا مخالف للكتاب والسنة ثم يأتي الانسان ليبين الكتاب والسنة وفق ما تعلم في علم الهيئة الجديدة اذا اردت ان تبين معاني الكتاب والسنة ترجع الى كلام العرب لا ترجع الى ما شهر عند الناس. وان وجد في كلام المتأخرين. فانت تجد عند الفيروز ابادي في القاموس وابن في اللسان وغيرهما اشياء ليست في كلام الاوائل كالخليل ابن احمد واضرابه نشأت من دخول علوم الكلام والمنطق وغيرها في لغة العرب. حتى هذه العلوم افسدت علوم العرب. ومن هذا الجنس هذا الموضع الذي ذكرناه ثم كشف المصنف عن الدليل المرشد الى معرفة الله وهو نوعان احدهما التفكر في اياته الكونية التفكر في اياته الكونية والاخر التدبر في اياته الشرعية التدبر في اياته الشرعية وهما مذكوران في قول المصنف باياته لان الايات شرعا تقع على معنيين احدهما الايات الكونية وهي المخلوقات. الايات الكونية وهي المخلوقات والاخر الايات الشرعية وهي ما اوحاه الله عز وجل الى انبيائه فالعطف في قول المصنف باياته ومخلوقاته من عطف الخاص على العام لان المخلوقات بعض الايات والايات التي ساقها المصنف تقوي ارادته الايات الكونية والايات القرآنية التي ساقها المصنف تقوي ارادته الايات الكونية في حصول معرفة ربي سبحانه وتعالى بها ووجه تخصيصها بالذكر امران. ووجه تخصيصها بالذكر امران. احدهما ان دلالة ايات في الربوبية على معرفة الله اجلى. ان دلالة ايات الربوبية على معرفة الله والاخر ان معرفة تلك الايات مما يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر. ان معرفة تلك الايات الكونية من ما يشترك فيه المؤمن والكافر والبر والفاجر ثم ذكر المصنف ان من ايات الله ان من ايات الله الليل والنهار والشمس والقمر وان من مخلوقاته السماوات السبع والاراضون السبع وما بينهما واسم الايات يشمل هذه جميعا واسم المخلوقات يشمل هذه جميعا فهي ايات وهي مخلوقات وفرق المصنف بينهما اتباعا للواقع في القرآن الكريم وفرق المصنف بينهما اتباعا للواقع في القرآن الكريم. فان الليل والنهار والشمس والقمر اذا ذكرت غالبا ذكر انها ايش اية فان الشمس والقمر والليل والنهار اذا ذكرت في القرآن ذكر غالبا انها اية. والسماوات والارض وما بينهما من الافلات وغيرهما اذا ذكرت في القرآن ذكرت غالبا بانها مخلوقة وموجب هذا في القرآن ملاحظة الوضع اللغوي وموجب هذا في القرآن ملاحظة المعنى اللغوي. فان الاية في كلام العرب ايش العلامة وظهور هذا المعنى في الليل والنهار والشمس والقمر اجلى. وظهور هذا المعنى في الليل والنهار والشمس والقمر اجلى فانهن علامات فانهن علامات ظاهرات جليات والمخلوقات في لسان العرب اصلها من التقدير وهو جعل الشيء على صورة الماء. وظهور هذا المعنى في السماوات والارض وما بينهما اجلى لان السماوات والارض مجعولتان تقديرا على صورة واحدة لا تتغير في الليل والنهار. فاذا فهمت هذا في القرآن فهمت تصرف المصنف اذ جعل الليل والنهار والشمس والقمر ايات وجعل السماوات والارض وما بينهما مخلوقات ثم المصنف ان الله هو المستحق للعبادة بقوله والرب هو المعبود ومعنى قوله والرب هو المعبود اي المستحق للعبادة. فتقدير الكلام والرب هو المستحق ان يكون معبودا فلربوبيته استحق عبادته. وليس من معاني الرب انه المعبود وليس من معاني الرب انه المعبود. وان ذكره بعض متأخري اهل اللغة فان هذا تفسير للرب باللازم لا بما وضع له في لسان العرب فالرب في لسان العرب يرجع الى ثلاثة معان السيد والمالك والقائم على الشيء المتصرف فيه. السيد والمالك والقائم على الشيء المتصرف فيه ولما كان الله ربا وجب ان يكون معبودا فاذا فسر الرب بانه المعبود فهذا يسمى تفسيرا باللازم وكلام العرب يفسر بما وضع له لا يلازمه ومنه تفسير الحنيفية بانها الميل عن الشرك فهذا تفسير لها باللازم. والحنيفية في اصل كلام العرب ايش الاقبال ومنه سمي الرجل احنفه لان كل واحدة من قدميه تقبل على الاخرى والميل لازمها اشار الى هذا ابو عبد الله ابن القيم في مدارج السالكين وهذا واحد من الوان الغلط في تفسير اللغة الذي كثر عند المتأخرين حتى فان الرب بلغه احمد بن احمد الشجاعي الازهري ثلاثين معنى في كلام العرب. مع ان حذاق اهل العربية من الاوائل من الانبار وغيره ذكروا انه يرجع الى معان ثلاثة فشققه المتأخرون بلوازمه حتى صار ثلاثين معنى وعلم الاوائل اجمع وامتع فالعبد ينصح في ابواب العلم كله ومنها معرفة اللسان العربي ان يرجع الى كلام الاوائل وذكر المصنف الدليل على استحقاق الله للعبودية وهو قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم ثم ذكر موجبها وهو اتصافه بالربوبية الذي خلقكم والذين من قبلكم ثم ذكر كلام ابن كثير رحمه الله تعالى في تبيين هذا المعنى وهو ان الله لما كان ربا متصفا بالربوبية مقرا له لذلك وجب ان يكون سبحانه وتعالى هو المعبود الذي تجعل له العبادة. وهذا اخر البيان على هذا القدر من الكتاب ونستكمل وبقيته بعد صلاة العشاء باذن الله تعالى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين