الشرك هو الكفر فيدخل فيها الشرك والكفر والبدعة ولكنها خصت اصطلاحا بجعلها مرتبة منفصلة عن الشرك وعن البدعة قصة اصطلاحا بجعلها مرتبة منفصلة عن الشرك والبدعة فيقال شرك بدعة وكبيرة الكبيرة هنا الحقيقة فيها شرعية ام اصطلاحية لانها على الحقيقة الشرعية تشمل الكفر والبدعة ايضا لكن في اصطلاح العلماء يروا على التفريق بينهما على النحو الذي ذكرت لكم واشتداد البدعة حتى صارت اعظم من كبيرة هو بالنظر الى متعلقها اشتداد البدعة حتى صارت اعظم من الكبيرة هو بالنظر الى متعلقها لان البدعة عند فاعلها منسوبة الى الدين لان البدعة عند فاعليها منسوبة الى الدين فهي شرع ما لم يأذن الله عز وجل به وفاعلها يتخذها قربة وفاعلها يتخذها قربة اما الكبيرة فانها عند فاعلها تنسب للدين او ما تنسب لا تنسب الى الدين واما الكبيرة فانها عند فاعلها لا تنسب الى الدين ولا يتخذها دينا فبالنظر الى المتعلق وهو هذا الامر العظيم طارت البدعة اعظم من الكبيرة نعم اسأل الله لنا ولكم قال المصنف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به وقوله تعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم وقوله تعالى ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة. وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج اينما لقيتموهم فقتلوا لقيتمو. احسن الله اليكم اينما لقيتموهم فاقتلوهم وقال صلى الله عليه وسلم لئن لقيتهم لاقتلنهم قتل عاد. وفيه ايضا انه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل امراء الجور ما صلوا وفيه ان وفيه ايضا انه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل امراء الجور ما صلوا وعن جرير رضي الله تعالى عنه ان رجلا تصدق بصدقة ثم تتابع الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من اجورهم شيء. ومن سن في الاسلام سنة ومن سن في الاسلام سنة جاهلية كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده الى يوم القيامة من غير ان ينقص من اوزارهم شيء. رواه مسلم. وله مثله من حديث ابي هريرة الله تعالى عنه ولفظه من دعا الى هداه ثم قال ومن دعا الى ضلالة قال سبعة انبياء. فالدليل الاول قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به الاية ودلالته في كون الشرك غير مغفور لمن مات عليه وان ما دونه تحت مشيئة الله والذي دون الشرك منه البدع والكبائر والذي دون الشرك منه البدع والكبائر والبدع اشبه بالشرك من الكبائر والبدع اشبه بالشرك من الكبائر لانهما يتخذان دينا لانهما يتخذان دينا ويتعبد بهما فالشرك يفعل على ارادة القربى والبدعة تفعل على ارادة القربة فالبدعة حين اذ اعظم واخوف على صاحبها في العقوبة لشدة مشابهتها الشرك الذي لا يغفر الله ويغفره الله عز وجل فالخوف على صاحب البدعة الا يغفر ذنبه اشد من الخوف على صاحب الكبيرة الا يغفر ذنبه واضح والدليل الثاني قوله تعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا الاية ودلالته على مقصود الترجمة ان المبتدع ممن يفتري على الله كذبا ليضل الناس بغير علم ان المبتدعة ممن يفتري على الله كذبا ليضل الناس بغير علم ولا احد اظلم منه لان هذا الترتيب من النفي بالقرآن لان هذا النفي لان هذا التركيب من النفي في القرآن تدل على بلوغ الغاية فمثلا قوله تعالى ومن اضل اي لا احد اظل وقوله ومن اظلم اي لا احد اظلم فما جناه المبتدع من البدع اشد مما يجنيه فاعل الكبيرة من الكبائر لان فاعل الكبيرة لا يفتري على الله بنسبة عمله اليه فلا يجعلها دينا واما صاحب البدعة فانه يفتري على الله عز وجل بجعل بدعته دينا والدليل الثالث قوله تعالى ليحملوا اوزارهم كاملة الاية ودلالته على مقصود الترجمة انه كما ان الكافر المضل بغير انه كما ان الكافر المضل يحمل او زار من اضل كاملة مع وزره فكذلك المبتدع المضل يحمل يوم القيامة ذنوبه وذنوب من اتبعه ممن لا يعلم انه ضال ممن لا يعلم انه ضال فقوله تعالى ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم الموصوفون بانهم ليسوا باولي علم هم المضلون لا المضلون باحسن قولي اهل العلم وممن اختاره الالوسي في تفسيره ووجه ذلك ان هذا اعظم في تقبيح ذنب المضل لان المظل الذي تولى اضلاله جاهل لا علم له فاضلاله الجاهل اعظم ذنبا واشد قبحا من اظلاله في علم بان اظلال ذي علم لا بد ان يواقع هوى عند ذلك المضل فيوافق المضل فيما يدعوه اليه مع علمه بمخالفته لكن اذا كان المضل لا علم له كان قبح حال المضل اشد وابلغ لما فيه من شدة الجناية على الجاهل وتغريره وايقاعه فيما حرمه الله سبحانه وتعالى عليه ومن جنس من يضل الناس المبتدع فانه مضل كالكافر فكما قبح ذنب الكافر باضلالهم من لا علم له يقبح فعل الداعية الى الى البدع في اظلاله من لا علم له والدليل الرابع حديث انه صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج اينما لقيتموهم فاقتلوهم اخرجه البخاري ومسلم من حديث علي رضي الله عنه ودلالته على مقصود الترجمة بامره صلى الله عليه وسلم بقتل الخوارج استعظاما لبدعتهم ولم يأتي مثله في الكبائر ولم يأتي مثله في الكبائر فدل على ان البدعة اشد من الكبيرة والدليل الخامس حديث لئن لقيتهم لاقتلنهم قتل عاد اخرجه البخاري ومسلم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عن فدلالته على مقصود الترجمة في خبره الصادق صلى الله عليه وسلم عن عزمه على قتل طائفة من اهل البدع هم الخوارج ولم يأت نظير هذا في اهل الكبائر فدل هذا على تعظيم البدعة وتقبيحها وانها اشد من الكبيرة واضح طيب لو قال قائل ما في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد هممت ان امر بالصلاة فتقام واخالف الى قوم لا يشهدون الصلاة فاحرق عليهم بيوتهم الذين يتخلفون عن الصلاة يكونون واقعين في كبيرة فعلى هذا يكون ايضا قد توعد اهل الكبائر كما توعد خوارج واضح ما الجواب عن هذا الاشكال اولا خلنا وحدة وحدة اولا ان الهم غير الفعل لان الهم يدل على توجه ارادة والفعل يدل على تحققها فقوله لئن لقيتهم لاقتلنهم هذا يدل على تحققها هذا وجه الثاني نعم يقول الاخ انها تتعلق بالمنافقين وهذا في في قول وابطال الاشكال وحل الاشكال وابطال المشتبه لا يكون بالاقوال التي فيها ضعف انا عندي مقولة ضعيف بس هذا يعني قول مذكور لكن دائما حل الاشكال وابطال الشبهة لا يكون بفوض ضعيف مثلا احيانا تشتري بعض المسائل يقول اهل العلم الجواب عنه بان اقل الجماعة اثنين وهذا على قول ضعيف والجمهور على خلاف لان الجماعة ثلاثة اعلى فلا يحال على حل الاشكال وابطال المشتبه بقول ضعيف فتحقق عندنا الوجه الاول وهو ان الهم غير الفعل والثاني يقول الاخ ان تارك الصلاة يكون كافرا وليس ذا كبيرة وليس ذا كبيرة هذا اذا قطعنا بان هؤلاء كانوا تاركين الصلاة والفقهاء يذكرون هذا الحديث في اي باب لا بصلاة الجماعة لا يدل على ترك صلاة الجماعة وانما يقال ان هذا الحديث خرج مخرج التقبيح والتشديد في ترك الجماعة لا على القطع به لان الجماعة عند جمهور اهل العلم وذهب بعضهم الى انها واجب فمثل هذا لا يحال فيه على انه اراد فعل ذلك بهم لاجل انهم تركوا الصلاة وانما تشديدا وتعظيما للامر فهو لم يرد حقيقته. هذا الوجه الثاني ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد حقيقته وانما اراد التخويف والتهديد بفعله لينكفوا. ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد حقيقته وانما اراد التهديد التهديد والوعيد لينكفوا والدليل السادس حديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل امراء الجور ما صلوا اخرجه مسلم بمعناه ودلالته على مقصود الترجمة ان جور الامراء وهو ظلم الرعية كبيرة من الكبائر ان جور الامراء وهو ظلم الرعية كبيرة من الكبائر وحرم شرعا قتالهم وحرم شرعا قتالهم. مع الامر بقتال الخوارج مع الامن بقتال الخوارج فدل على ان البدعة اشد من الكبيرة والدليل السابع حديث جرير رضي الله عنه ان رجلا تصدق بصدقة الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ومن سن في الاسلام سنة سيئة هذا لفظ مسلم والسنة السيئة في الاسلام هي البدعة لانها تنسب اليه وليست منه لانها تنسب اليه وليست منه ويعظم ذنب صاحبها حتى يكون عليه وزره وزر من تبعه كاملا لا ينقص من وزرهم شيء فمن دعا الى البدعة فاجيب اليها كان عليه وزره ووزر من تبعه الى يوم القيامة واما من دعا الى الكبيرة فانه لا يكون عليه وزر الضلال وانما يكون عليه وزر الاضلال فيكون عليه حظ من ذنبي غيره دون كماله فيكون عليه حظ من ذنب غيره لا كماله يعني الفرق بين من دعا الى بدعة فاجيب ان هذا الذي عمل بعمله فان الداعي يتحمل وزره كاملا واما من فعل كبيرة فان اجيب فان المتابع له لا يلحق بالداعي وزره كله وانما يلحق به قدر منه فالدليل الاول ان صاحب البدعة اذا دعا اليها فتبع حمل اوزار غيره هذا الحديث من سن في الاسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الحديث واما دليل الثاني ما هو الدليل الاول من القرآن وهو قوله تعالى ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له اثم منه والكسل يعني النصيب والحظ المماثل حظ غيب فلم يذكر انه يكون عليه الذنب تاما في وزره وانما يكون عليه نصيب منه لان من ذي التبعيض هذا من القرآن ومن السنة لهذا في نفس الفاعل هو بنفس التابع له قل ليوسف قتل قابيل هذه مقابل وهابيل اسمان لم يثبت ذكرهما في القرآن ولا في السنة وانما الذي في القرآن واذكر نبأ ابني ادم قرب قربانا فذكرهما باسم ابني ادم ولم يذكرهما باسم قابيل وهابيل. وانما الدليل الا في الصحيح صحيح. وما في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من نفس تقتل ظلما الا كان على ابن ادم الاول ايش كيف لومة الا كان على ابن ادم الاول يعني الذي قتل اولا من ابني ادم كفل منها فذكر ان عليه نصيبا من الذنب فالذي يلحق من دعا الى الكبيرة هو كفل من الذنب متعلقه اظلاله طفل من الذنب متعلقه اضلاله واما البدع فانه تعظيما لشأنها وتقبيحا لاثمها يحمل الداعي وزرا من تبعه فتكون البدعة اشد من الكبيرة. والدليل الثامن حديث ابي هريرة رضي الله عنه ولفظه من دعا الى هدى ثم قال ومن دعا الى ضلالة وهو بمعنى حديث جرير وهو عند مسلم ايضا ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه الحديث على ما تقدم بيانه انفا وقوله في هذا الحديث من دعا الى ضلالة يفسر الحديث المتقدم ومن دعا الى سنة ومن سن في الاسلام سنة سيئة فالضلالة هي السنة السيئة في الاسلام والضلالة هي السنة السيئة في الاسلام. والحقائق التي يفتقر اليها الناس في معرفة دينهم تأتي جلية في الشرع فمثلا البدعة جاءت مبينة في الشرع وذلك في حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. فتكون البدعة ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد او التقرب والضلالة جاء بيانها في حديث ابي هريرة رضي الله عنه انها السنة السيئة في الاسلام فاعتبر هذا في سائر ما تروم الكشف عليه. والوقوف على معانيه من الحقائق الشرعية انك تجدها في ثنايا الكتاب والسنة نعم اسأل الله عملكم قال المؤلف قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء ان الله احتجر التوبة عن صاحب البدعة. مقصود الترجمة هو المقصود المتقدم في سابقتها من تقبيح البدعة وتعظيم خطرها لكن من جهة اخرى وهي بيان ان من شؤم البدعة وجنايتها على صاحبها ان من شؤم البدعة وجنايتها على صاحبها ان الله احتجر عنه التوبة ان الله احتجر عنه التوبة وهو لفظ حديث مرفوع سيأتي اي منعه منها فلا تكون له رغبة فيها ولا مكنة منها اي منعه منها فلا تكون له رغبة فيها ولا مكنة منها بان هواه غلبه فاستسلم له لان هواه غلبه فاستسلم له. قال الله تعالى واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه قال بعض السلف هو الرجل يريد ان يتوب فلا يتوب ويريد ان يهتدي فلا يهتدي بغلبة هواه عليه فلا يوفق الى التوبة اسأل الله لنا ولكم قال المصنف رحمه الله تعالى هذا مروي من حديث انس رضي الله تعالى عنه ومن مراسيل وذكر ابن وضاح عن ايوب قال كان عندنا رجل يرى رأيا فتركه. فأتيت محمدا ابن سيرين فقلت اشعرت ان فلانا ترك رأيه؟ قال انظر الى ماذا يتحول ان اخر الحديث اشد عليهم من اوله يمرقون من الاسلام ثم لا يعودون اليه وسئل احمد بن حنبل رحمه الله تعالى عن معنى ذلك الكتاب نسأل الله عملكم وسئل احمد بن حنبل رحمه الله تعالى دايم هذي جعفر وحنبل الناس يمنعونها من الصرف في مصروفة عن ابي جعفر ان احمد بن حنبل. احسن الله اليك مفتوحة يعني يا شيخ صححوه سجلوها يا اخوان شوفوا نسأل الله لنا ولكم وسئل احمد بن حنبل رحمه الله تعالى عن معنى ذلك. فقال لا يوفق للتوبة ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة فالدليل الاول حديث انس مرفوعا ان الله حجب التوبة عن صاحب كل بدعة اخرجه اسحاق بن لاهويه في مسنده الطبراني في المعجم الكبير في المعجم الاوسط ولا يصح ويروى الحديث بلفظ احتجر واحتجز وحجب وكلها بمعنى واحد ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة للمطابقة بينهما والدليل الثاني حديث الحسن البصري اخرجه ابن وضاح في البدع والنهي عنها وهو احسن ما في الباب والحديث المرسل هو ايش ما رفعه التابعي الى النبي صلى الله عليه وسلم ما رفعه التابعي الى النبي صلى الله عليه وسلم وحكمه الظعف اليوم ذكرنا لكم بيت نظمته في حقيقته وحكمه ومرسل الحديث ها يا عبد الله هو الشطر الاول ومرسل للحديث ما قد وصف تابع له وضعف ومرسل الحديث ما قد وصف برفع تابع له وضعف هذا يجمع بين حقيقته وحكمه فيكون اثر الحسن مرسلا وهو ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة كسابقه لانه بمعناه والدليل الثالث حديث يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون اليه وهو في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري وليس عند مسلم ثم لا يعودون اليه والقصة التي ساقها المصنف صحيحة الاسناد والحديث وقع فيها مرسلا لان الذي رفعه من محمد ابن سيرين لان الذي رفعه محمد ابن سيرين لكنه جاء في الصحيحين موصولا من حديث ابي سعيد الخدري والعمدة عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ثم لا يعودون اليه فتتجارى بهم الاهواء وتشرب قلوبهم البدع فلا يرجعون عنها ولا ينزعون عما ولجوا فيه من اقترافها وصدق ابن سيرين فانه من كرع من مستنقع بدعة لا يزال متلونا قال عمر بن عبد العزيز من اكثر الخصومات اكثر التنقل وقال بعض السلف من جعل دينه عرظة للخصومات اكثر التنقل وقال بعض السلف اياكم والتلون قال حذيفة فيما رواه ابن ابي شيبة وغيره اذا اردت ان تعلم ان الرجل افتتن فانظر ما كان يراه حراما بالامس كيف يراه حلالا اليوم فالمرء اذا اشرب قلبه البدعة لا يزال يتنقل من بلاء الى بلاء وينتقل من هوى الى هوى فلا يمكن ان ينزع عن بدعته الا اذا غسل قلبه بماء السنة فانه اذا غسله بماء السنة طهر واما اذا امعن في النظر برأيه وهواه فانه اليوم على هوى وغدا على هوى وبعد غد على هوى مما يدل على شدة خطر الاهواء وان من يقال انه تغير قد يكون معناه انه تحير فهو تغير من سيء الى سيء او من سيء الى اسوأ. ولهذا لم يأتي التغيير بالكتاب والسنة الا على وجه الذم والنقص له ولم يأتي ممدوحا ابدا وانما الممدوح في الشرع هو التجديد واما قوله تعالى ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم فان الناس يخطئون في معناه فمعناها ان الله لا يغير ما بقوم من السعة وحسن الحال حتى يتغير فيغير الله ذلك وليس معناها ان الناس اذا حسنوا احوالهم غيرهم الله لان التغيير في الشرع منفي وفي صحيح مسلم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من رأى منكم منكرا ايش فليغيره فالتغيير يقع في الشرع على موقعين احدهما تغيير يراد به الحكم القدري وهو عقوبة من العقوبات تغيير يراد تغيير يراد به الحكم القدري وهو عقوبة من العقوبات والثاني تغيير يراد به الحكم الشرعي وهو ازالة المنكرات تغيير يراد به الحكم الشرعي وهو ازالة المنكرات واضحة هذه جملة او غير واضحة نقول ان التغيير في الكتاب والسنة لم يأتي على وجه المدح له ولا الحث عليه وانما جاء واقعا اما على ارادة معنى قدري او على ارادة معنى شرعي فان كان المراد المعنى القدري فيكون عقوبة من العقوبات فقوله ان الله لا يغير ما بقوم اي ما بهم من السعة وحسن حال حتى يغيروا ما بانفسهم هذا حكم قدري ترى عقوبة واما المراد الشرعي فحديث ابي سعيد من رأى منكم منكرا فليغيره فالمطلوب في التغيير ازالة المنكرات وليس من التغيير الترقي في الدرجات ولا تحصيل المصالح العاليات هذا لا يسمى في الشرع تغييرا وانما يسمى تجديده واضح ولذلك لا اعلم من الله لا اعلم من الله ما يوجد الان في العالم الاسلامي والعربي مما يسمى بالتغيير هو جاري على هذه القاعدة فهو حكم قدري اراد الله عز وجل به معاقبة الناس لان الناس لم ينزعوا عما كانوا عليه من الهوى والفسق والبدعة والشرك الى الاسلام والسنة والطاعة وانما ضجوا لحقوقهم وهذا امر مطلوب شرعا فان الظلم محرم ولكن اعظم منه ان يغضب الانسان لاجل حق الله. لا لاجل حق نفسه فاراد الله ان ينبه العارفين بالله وبأمره ان ما يجزي من ذلك ليس على وفق احكام الشرع ثم اراد الله عز وجل ان ينبه الى ان الامة لا تزداد تمسكا بدينها بل تزداد بعدا عنه فانها لما عجزت عن التجديد وقعت في التغيير فالتجديد كنا نسمعه قبل خمسة عشر سنة كدعوة عالمة لتجديد الدين واصلاح الامة لكن لما بان النفوس لا تقدر عليه اوقعوا فيما اوقعوا فيه والان تسمعون التجديد ما تسمعون والجهاد ما تسمعون الجهاد الاحسان تغيرت الدين ما يتغير الاسلام لا تغيره الايام لا يغير الاسلام وانما الناس هم الذين تغيرون. واما دين الله دين الله فانه باق. بعز عزيز او ذل ذليل. فليس الخوف على الاسلام واما الخوف على اسلامك انت الاسلام هو الذي اراده الله عز وجل منك ام لا واذا كان ابو العباس ابن تيمية رحمه الله يقول في اخر عمره كما ذكر تلميذه ابن القيم عنه اني لا ازال اجدد ديني لا يزال يجدد دينه يعني بالمعارف والعلوم والوقوف على احكام الشرع ومنازله ومواقعه من الامور فما بالك بأحدنا مع شدة تقصيره في ابواب العلم والعمل والدعوة والجهاد والإصلاح ونصرة المظلومين ونصح الظالمين فتجد اننا نحن احوج واحوج الى تشييد هذه الحقيقة في قلوبنا. والمقصود من شوق الكلام ان يجعل المنور من طلاب العلم له مسبارا يتبين به حقائق الدعوات التي تروج. وانه لا يكتفي بمجرد لمعانها بل لا بد ان ينفد بصره في معرفة حقيقتها فليس كل بيضاء شحم ليس كل بيضاء شحم وكم من شيء تراه فتقول انه شحم فاذا اتيته واذا هو غيره ولكن الناس نوعان احدهما من ينفذ بصره فيقول بعد ان تبين انها وان كانت بيضاء ليست بشحم ومنهم من يأتي اليها فيراها منديلا ابيض فيقول بل هي شحمة ولكن الشحم انواع هذا على قول القائل عنز ولو طارت هذا يوجد من الناس يجد يرى الضلال ويرى المخالفة للسنة والشريعة. ومع ذلك يقول لا هذا صور هذا هو الذي تقتضيه المرحلة هذا هو فقه المرحلة المعاصرة هذه جهالات الدين لا يتغير والعارفون بما يدعو اليه الدين مما يصلح الناس هم المتمسكون بالعلم به ولذلك العالمون به اذا رجعوا الى الكتاب والسنة لم يجدوا الا هذا المعنى للتغيير. وانتم دعوا كلامي جانبا ودعوا كلام غيري جانبا وابحروا في انوار الكتاب والسنة. انظروا الى معاني التغيير فيهما باي المعنيين جاءت باي المعاني جاءت هل هي دعوة مطلوبة او دعوة مغلوبة. فاذا جعل الانسان هذا المراد هو مستقبل قلبه الذي يقبل عليه سيقف على جلية الامر واذا جعل اذنه صماء وربما وقع في جزاء صم اذنه عن الحق وتضييعه للاتعاظ والاعتبار بما يذكر الله عز وجل من احوال الامم السابقة وقد قال الاوزاعي ان الفتنة اذا جاءت مقبلة عرفها العالم وخفيت على الجاهل فاذا ولت مدبرة استوى فيها العالم والجاهل وانتم لا تتعلمون العلم الا لتقوا انفسكم من الشر لا ينبغي ان يتعلم الانسان العلم ليتزين بكونه طالب علم او بالحصول على درجة علمية او بالترأس بين الناس وانما ابلغ النية واصدقها ان تطلب العلم لتقي نفسك من الشر فان العبد موقوف ومسئول فاحذر ان تقع فيما حرمه الله عز وجل لتفريطك في حقيقة العلم هذا واقع ترى من ينتسب الى العلم ويخالف عمله علما لانه يغلبه هواه وطلاب العلم ليسوا ملائكة منزهين ولا المشايخ ملائكة منزهين يقع منهم الخطأ فاذا كان الخطأ يجري جوازا على الانبياء فما بالك بمن دونه والخوف عليك ان تقع في الخطأ فلابد ان تتقي بحسن يقيك والحسن الذي يقيك هو العلم والعلم لا يستقل بنفسه ان لم يصحبه كمال الاقبال على الله عز وجل اذا لم تتعلم بالله عز وجل تعلقا عظيما فانك لا تنجو من الفتن روى ابن ابي شيبة بسند صحيح عن حذيفة رضي الله عنه انه قال تكون فتن لا ينجو منها الا من دعاك دعاء الغليق تكون فتن لا ينجو منها الا من دعاك دعاء الغليظ دعاء الغريب كيف شديد فهو يخاف الهلك على نفسه ويستغيث بشدة فتأتي فتن لا ينجو منها الا من دعا كدعاء الغريق يعني ابتهل الى الله عز وجل ابتهالا عظيما ان يقيه شر الفتن واليوم تمر الفتن بالناس صباحا ومساء ويستثقل احدنا ان يسأل الله عز وجل ان يعيذه من الفتن وان يقي بلاد المسلمين شرورها واعتبر هذا في نفسك. فكم مرة دعيت لنفسك ودعيت للمسلمين في الوقاية من الفتن ستجد ان كثيرا منا يغفلون عن هذا الامر لضعف الصلة بحقيقة العلم فحقيقة العلم لم تعد موجودة في نفوس اكثر المنتسبين اليه بل صارت العلوم عندهم مسائل ومعارف ورسوم وعادات والقاب ومقامات اما ان يوجد العلم في القلب حتى يكف اللسان ويعف وتمسك الجوارح وتنقبض فهذا قليل ولا ادل على ذلك من مبادرته كثير من المنتسبين الى العلم الى ابداء ارائهم في كل شيء يقع وكأن هذا محمدا وكان السلف يحمدون الصمت ويذمون كثرة الكلام ويقولون من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه قلت هيبته ولا ابلغ من شاهد على ذلك ما بلي الناس به من وسائل التواصل الحديثة فانه لا تسقط نملة في البخيرية مثلا الا وجدت لها في التويتر نبأ وهذا دليل على ان الناس لا يبالون ولا اقول عوام الناس لا اقول عوام الناس المنتسبون الى الشرع صار التويتر غير مدرك حقيقته التي تراد منه من نفع الناس فاذا قام احدهم قال الان قمت من كرسي الدرس واذا خرج قال الان خرجت من المسجد هذا اضاعة لوقتك واضاعة لوقت الناس واستغاثة بما لا ينفع المقصود من مثل هذه الوسائل ان تستعمل فيما ينفع الناس واذا نخلت بعض من يرتاده جمع الغفير دخلت ما يحتاجه الناس ويستفيدون منه لم تجد شيئا وان لم نحن ننتبه الى تصحيح احوالنا فممن نرجو ان يصحح حالنا اذا كان طالب العلم لا يعرف منزلة مثل هذه الوسائل من الاستعمال فكيف بحال غيرنا فلا ينبغي ان يجازف الانسان بكل امر يلوح يحمل على نفسه في ولوجه دون تبين مقاصده لان لا يقع فيما انجر الكلام عليه من نقل الحقائق الشرعية الى غيرها مما ولده الناس نعم نسأل الله امانكم قال المصنف رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى يا اهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم الى قوله وما كان من المشركين مقصود الترجمة بيان ان مآل البدعة رغبة صاحبها عن الاسلام بيان ان مآل البدعة رغبة صاحبها عن الاسلام وهذا معنى قولهم البدعة شرك الاشراك هذا معنى قولهم البدعة شرف الاشراك فهي قنطرة توصل اليه والشرك قسم للحبالة التي ينصبها الصائد والشرك اسم للحبالة التي ينصبها الصائب لتكنس الصيد فمن استحسن البدع اوشك ان يتخذ غير الاسلام دينا. فمن استحسن البدع اوشك ان يتخذ غير الاسلام معروف الحبالة سجون حمام الشرك هذا الذي يوضع مثلا للحمام هذا شرك وبعض العوام يسميه عندنا الى الان شرك نعم اسأل الله لنا ولكم قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه وفي حديث الخوارج وقد تقدم. وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء. انما اوليائي المتقون. وفيه ايضا عن انس رضي الله الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له ان بعض الصحابة قال ها انا فلا اكل اللحم وقال الآخر اما انا فأقوم ولا انام. وقال الآخر واما انا فلا اتزوج النساء. وقال الاخر اما انا فاصوم الدهر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكني انام واقوم واصوم واصوم وافطر زوجوا النساء واكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني. فتأمل اذا كان افاضل الصحابة لما ارادوا التبتل للعبادة قال فيه هذا الكلام الغليظ. وسمي فعل رغوبا عن السنة فما ظنك بغير هذا من البدع؟ وما ظنك بغير الصحابة ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة والدليل الاول قوله تعالى يا اهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم الاية الى قوله وما كان من المشركين ودلالته على مقصود الترجمة ان اليهود والنصارى لما تفرقوا واختلفوا رغبوا عن ملة ابراهيم ان اليهود والنصارى لما اختلفوا وتفرقوا وغيبوا عن ملة ابراهيم وجادلوا فيه بغير علم وكذلك الذين ابتدعوا من هذه الامة فذلك الذين ابتدعوا من هذه الامة فانهم بما صنعوا مختلفون مخالفون فانهم بما صنعوا مختلفون مخالفون وحقيقة مسلكهم الرغبة عن الاسلام حقيقة مسلكهم الرغبة عن الاسلام والدليل الثاني قوله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه وسفه الدين النفاق والكفر سفه الدين النفاق والكفر فمن خرج عن ملة إبراهيم من توحيد رب العالمين واتباع المرسلين اصابه سفه الدين وممن له حظ من سفه الدين صاحب البدعة وممن له حظ من سفه الدين صاحب البدعة وربما زاد سفهه كما يزيد السفه فيصير طيشا فيزيد سفهه فيكون كفرا فربما زاد سفهه فصار كفرا كما يزيد السفه فيصير طيشا والدليل الثالث حديث الخوارج المتقدم وهو حديث يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون اليه الحديث وهو في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري واللفظ للبخاري والرمية المقصودة بالرمي وهي المصيد المقصودة بالرمي وهي المصيد وجلالته على مقصود الترجمة بي مروقهم وعدم رجوعهم الى الاسلام في مروقهم وعدم رجوعهم الى الاسلام لرغبتهم عنه بالبدعة ومروقهم خروجهم من السنة الى البدعة ومروغهم خروجهم من السنة الى البدعة عند الجمهور وقيل بل خروجهم من الاسلام الى الكفر وقيل بل خروجهم من الاسلام الى الكفر يعني ان الخوارج قيل فيهم ان مروقهم من السنة اذا البدعة وهذا قول الجمهور. القول الثاني ان فروقهم هو بالخروج من الاسلام الى الكفر فيكون الخوارج كفارا عند جمع من اهل العلم والصحيح من القولين ما الدليل مارقة من الاسلام يقول يعني تخرج من الاسلام والاشتراك كله في كلمة المروء من ناقة له ان شاء الله نعم نقول اصح القولين انهم ليسوا بكفار لاجماع الصحابة على ذلك اجماع الصحابة على ذلك نقله ابو العباس ابن تيمية الحديث في منهاج السنة النبوية فيكون مروقهم هنا مروقا كليا ام مروقا جزئيا مروقا جزئيا لا كليا مع شدة قبحه وعظم خطاياه وانه ربما تمادى بالعبد فخرج من الاسلام والدليل الرابع حديث ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء الحديث وهو بهذا اللفظ لا يوجد مع تتابع جمع من العلماء عليه وانما في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء انما ولي الله وصالح المؤمنين انما ولي الله ولي الله وصالح المؤمنين وابهم ال فلان لعدم الحاجة بذكرهم سترا سترا عليهم ولعله دخل على من ذكره هذا اللفظ بحديث اخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم ان اولى الناس بالمتقون من كانوا وحيث كانوا ان اولى ان اولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا اخرجه احمد صححه ابن حبان من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه واسناده جيد ودلالته على مقصود الترجمة ان من احدث بالاسلام ولو كان من قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد برئ منه الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يكن له وليا ويعلم منه ان البدعة تقطع صاحبها عن تولي المؤمنين له ان البدعة تقطع صاحبها عن تولي المؤمنين له وهو بفعله راغب عن الاسلام وهو بفعله راغب عن الاسلام وربما عظمت به رغبته عن الاسلام فتخرجه من الاسلام الى الكفر والدليل الخامس حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له ان بعض الصحابة قال الحديث متفق عليه بالفاظ متقاربة ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم من رغب عن سنتي فليس مني والمراد بالرغبة عن سنته ترك طريقته سيكون معنى الحديث من ترك سنتي فليس مني والرغبة عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما ان يرغب عنها الى غيرها مع اعتقادي ان هدي غيره اكمل من هديه صلى الله عليه وسلم ليرغب عنها الى غيرها مع اعتقاد ان غير هديه اكمل من هديه صلى الله عليه وسلم فهذا كفر مخرج من الملة فهذا كفر مخرج من الملة والاخر ان يرغب عنها الى غيرها دون اعتقاد كونه اكمل من هديه ان يرغب عنها الى غيرها غيرها مع دون اعتقادي كونه اكمل من هديه صلى الله عليه وسلم فهذا لا يخرج به صاحبه من الملة وهو اما فاسق او مبتدع فعلى الاول يكون قوله صلى الله عليه وسلم فليس مني يراد انه قد تبرأ منه براءة كاملة لانه كافر وعلى الثاني يكون قد تبرأ منه براءة مقيدة على ارادة انه ناقص الديانة اما فسقا واما بدعة نسأل الله عملهم قال المصنف رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة والله التي فطر الناس عليها مقصود الترجمة الامر بالاستقامة على الاسلام الامر بالاستقامة على الاسلام والثبات عليه وانه دين الفطرة والتحذير من البدع لانها تغيير له واعوجاج عنه لانها تغيير له وعجاج عنه نعم احسن الله عملكم قال المصنف رحمه الله تعالى وقول وقوله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب وقوله تعالى ثم اوحينا في الاية بعدها اسم الاية موجود سلام عليكم وقوله تعالى ما اعراب الاية به تعلن محذوف تقديره عن الاية يعنيها بماذا ما نوع الدخان اكمل الاية فعل تقديره اكمل الاية او احفظ الاية هذا اولى من اعني منصوبة بالفعل المحذوف تقديره اكمل الاية او اقرأ الاية طيب في اعراظ غيره ينزع على ينصب على نزع الخافض اللي هو وش تقديره لاخر الاية ان يكون النصب ايضا على نزع الخافض. يعني حذفه ويكون بالحرف ما بعده منصوبا طيب وغيره الرفع الاية المذكورة او الاية المعروفة او وتلك الاية اما ان يكون مبتدأ لخبر محذوف او خبرا لمبتدأ محذوف. كلاهما يجوز والثالث الجرح الاية على مذهب بعض الكوفيين الذين يبقون عمل الخافض مع حذفه وهو مذهب ضعيف واقوى المذاهب الثلاثة في المحل ان يكون منصوبا الاية متى يظهر هذا الرسم ما يتغير الاية الاية والاية في كلا واحد لكن في اذا كان مثنى تكون ايش الايتين الايتين نصوم بالياء. نعم. احسن الله عملكم وقوله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب. الاية وقوله تعالى ثم اوحينا اليك ان اتبع ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا اية وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لكل نبي ولاة من النبيين. وان وليي منهم ابي ابراهيم وخليل ربي ثم قرأ وهذا النبي الذين امنوا والله ولي المؤمنين. رواه الترمذي. وله عنه ايضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى اجسامكم ولا الى اموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم. ولهما عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا فرضكم على الحوض مناطقهم احسن الله اليكم انا فرطكم على الحوض وليرفعن الي رجال من امتي. حتى اذا اهويت لاناولهم مختلج دوني فاقول اي رب اصحابي فيقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك ولهما عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وددت ان لقد رأينا اخواننا قالوا اولسنا اخوانك يا رسول الله؟ قال انتم اصحابي اخواننا الذين لم يأتوا بعد قالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من امتك؟ قال ارأيتم لو ان رجلا له خير غر محجلة بين ظهراني خيل دهن به. الا يعرف خيلا على الحوض الا ليباذن رجال يوم القيامة عن حوضي. كما يذاب البعير الضال الا هلم فيقال انهم قد بدلوا بعدك. فاقول سحقا سحقا وللبخاري بينما انا قائم اذا زمرة حتى عرفتهم سم حتى اذا عرفت بينما انا قائم اذا زمرة حتى اذا عرفتهم وعرفوني خرج رجل بيني وبينهم فقال هلم فقلت الى اين؟ قال الى النار والله. قلت ما شأنهم؟ قال انه مرتد بعدك على ادبارهم القهقر. ثم اذا زمرة القهقرة يسمى امرك قال انهم مرتدوا بعدك على ادبارهم القهقرة. يعني السير الى الخلف. نعم نسأل الله لنا ولكم ثم اذا زمرة فذكر مثله قال فلا فقال فلا اراه يخلص منهم الا مثل همل النعل نعم الا مثل همل النعم. ولهما في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. فاقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم. الاية ولهما عنه مرفوع ما من مولود يولد الا على الفطرة. فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه كما كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدع؟ حتى تكونوا انتم تدعونها. ثم قرأ ابو هريرة الله تعالى عنه فطرة الله التي فطر الناس عليها. الاية متفق عليه وعن حذيفة بن الياء وعن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه عن الخير وفي جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم قلت وهل بعد هذا الشر من خير؟ قال نعم وفيه دخن. قلت وما دخنه؟ قال قوم يستنون بغير سنتي ويهتدون بغير هدي. تعرف منهم وتنكر. قلت فهل بعدها الخير من شر؟ قال نعم فتنة عمياء ودعاة على ابواب جهنم جابهم اليها قذفوه فيها. قلت يا رسول الله صفهم لنا. قال قوم من من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا. قلت يا رسول الله فما تأمرني ان ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم ولا امام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو انت عض على اصل شجرة حتى يأتيك الموت وانت على ذلك اخرجه اسأل الله ان قال ثم يخرج الدجال معه نهر منا. قال معه نهر. قال معه نهر ونار فمن وقع في ناره وجب اجره وحط عنه وزره. ومن وقع في نهره وجب وزره وحط اجره قلت ثم ماذا؟ قال هي قيام الساعة. نهر ولا نهر في القرآن نهر لكنه مسكنة ويجزي هذا فتح نهر ونهر وبها بهما قرئ احسن الله لنا ولكم وقال ابو العالية تعلموا الاسلام فاذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط اطل مستقيم فانه الاسلام ولا تنحرفوا عن الصراط شمالا ولا يمينا وعليكم بسنة نبيكم واياكم وهذه الاهواء. بالمناسبة للفائدة احيانا بعض الاحكام تتعلق بالقراءات تجد بعض اهل العلم يقولون لا يوجد في القرآن هذا مثلا اللهم اجعلها ريحا ولا تجعلها اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا هذا لم يثبت فيه شيء لكن بعض اهل العلم يقولون لان الرياح ما جاءت في القرآن الا على العذاب العذاب هذا عن القراءة التي يقرأون بها قد تأتي في قراءة اخرى الريح وهي في مقام في مقام الرحمة يسوق الرياح بشرا بين يدي رحمته ريح الرياح جاء في هذا الموضع فجاءت الريح والريح كلاهما في موقع البشرى والمدح دائما من منافع علم القراءات الايقاف على تمام الاحكام الشرعية سواء في ابواب الخبر وفي ابواب الطلب حتى في ابواب الادب يعني في قوله تعالى وقولوا للناس حسنا في قراءة وقولوا للناس حسنا يكون استحسانا للكلمة التي يقولها الناس حسنا حسنا المقصود من هذه الجماع الاشارة دائما لا يبادر الانسان الى النفي حتى يتحقق بانه لم يوجد او لم يقرأ بالقرآن اما اذا ظن ان منتهى القرآن هو ما يعلم وقع في الغلط ومن ابشع الغلط ان تجد ان بعض اهل العلم بما يتكلم فيه في مسائل العلم اذا وردت قراءة ليست قراءة ولده قال هذه القراءة شاذة وقد تكون من القراءات السبعية التي انعقد الاجماع على على انها قراءة صحيحة معتمدة. فعلم القراءات علم نافع جدا. ولو لم تدرسه يكفيك الفرش يعني اختلاف الكلمات ستقف على معاني كبيرة حتى في القراءات زائدة عن العشر كما يقال تجد معاني التي ذكرنا اليوم في تشديد الداد تشديد الدال قلنا التنازل والتناد فالتناج يعني النداء والدعاء باسمائهم والتناد يعني الفرار وهو متحقق في يوم القيامة. ومثل هذا يعلم من مجرد الفرش يعني اختلاف الكلمات لا يلزم ان تقرأ بقراءة وان كان هذا نافع لكن الذي يلزم ان ان تكون لك عناية بمعرفة القراءات المختلفة واثرها في الاحكام سواء في العقيدة او في الابواب الطلبية مثل الفقه والاداب وغيره. نعم. احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى تأمل كلام ابي العالية هذا قال ابو العالية احسن الله عملكم وقال ابو العالية تعلموا الاسلام فاذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط مستقيم فانه اسلام ولا تنحرفوا عن الصراط شمالا ولا يمينا. وعليكم سنة نبيكم واياكم وعليكم بسنة نبيكم. واياكم وهذه الاهواء. تأمل كلام ابي العالية هذا ما اجل واعرف زمانه الذي يحذر منه واعرف زمانه الذي يحذر فيه من الاهواء التي من اتبعها فقد رغب عن الاسلام وتفسير الاسلام بالسنة والاسلام. وخوفه على اعلام التابعين وعلمائهم من الخروج عن الاسلام والسنة. يتبين لك معنى قوله تعالى اذ قال له ربه اسلم وقوله تعالى ووصى بها ابراهيم بن ويعقوب وقوله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه واشباه هذه الاصول الكبار الكبار التي هي اصل الاصول. والناس عنها في غفلة وبمعرفة هذا يتبين يتبين لك معنى الاحاديث في هذا الباب وامثالها. واما الانسان الذي يقرأ واما الانسان الذي يقرأها واشباهها وهو امن مطمئن مطمئن انها لا تناله. ويظنها في ناس كانوا فبانوا امنا مكر الله. فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال انا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا. ثم قال هذا سبيل الله. ثم خط عن يمينه وعن شماله ثم قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليه وقرأ وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوه السبل فتفرق بكم عن سبيله. رواه الامام احمد والنسائي. ذكر المصنف رحمه الله تحقيق مقصود الترجمة ثلاثة عشر دليلا فالدليل الاول قوله تعالى فاقموا وجهك للدين حنيفا الاية وجلالته على مقصود الترجمة ما فيه من الامر باسلام الوجه لله ما فيه من الامر باسلام الوجه لله والاقبال عليه وذلك هو الموافق للفطرة وهو الدين المستقيم فمن بدله خرج عنه كن له او بعضه والبدعة تنافي اسلام الوجه لله وتناقض الفطرة والبدعة تنافي اسلام الوجه لله وتناقض الفطرة والدليل الثاني قوله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيه الآية ودلالته على مقصود الترجمة في وصية إبراهيم ويعقوبا عليهما الصلاة والسلام بلزوم الاسلام حتى الموت لانه الدين المصطفى ومن رغب عن شيء منه اخل بوصيتهما وليس وراء الدين المصطفى الا الرديء المطرح وليس وراء دين المصطفى الا الرديء المطرح قال الله تعالى فماذا بعد الحق الا الضلال والبدع من ذلك والدليل الثالث قوله تعالى ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من اتبع ملة ابراهيم حنيفا فامر باتباعها لكونها حنيفة لله تتضمن الاقبال عليه الحنيفية شرعا ماشي عبد الله فالحنيفية شرعا الاقبال على الله والميل عما سواه ومن الاقبال عليه عبادته بما شرع والانكفاف عن البدع قل من الاقبال عليه عبادته بما والانكفاف عن البدع والدليل الرابع حديث ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لكل نبي ولاة الحديث رواه الترمذي ولا يصح وجلالته على مقصود الترجمة في موالاته صلى الله عليه وسلم ابراهيم وكونه قوى والذين امنوا اولى به وكونه هو والذين امنوا اولى به باتباعهم ملته واستقامتهم عليها وملة إبراهيم تتضمن الاقبال على الله ومنه عبادته بالشرع لا بالهوى ومنها عبادته بالشرع لا بالاهواء والبدع والدليل سادس او الخامس الدليل الخامس حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى اجسامكم الحديد ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من بيان ان محل نظر الله من العبد هو قلبه وعمله ما فيه من بيان ان محل نظر الله من العبد هو عمله وقلبه فهو احق بالرعاية واولى بالعناية فهو احق بالرعاية واولى بالعناية واسو رعايته والعناية به واس رعايته والعناية به هو الاستقامة على الاسلام تبات عليه صينه من عواد الابتداع والدليل السادس حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال انا فرطكم على الحوض الحديث متفق عليه ومعنى انا فرطكم انا سابقكم ومتقدمكم الى الحوض ودلالته على مقصود الترجمة في بيان سوء عاقبة الاحداث ففيه ان رجالا من امتي رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعوا له حتى اذا اهوى ليناولهم من حوضه اقتلوا اختلجوا دونه اي اقتطعوا واخذوا دونه وموجب حرمانهم هو احداثهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وموجب حرمانهم هو احداثهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا صحبوه ثم نافقوا وارتجوا كانوا صحبوه ثم نافقوا وارتدوا وظنهم هو انهم باقون على صحبته فشفع لهم بها وظنهم هو انهم باقون على صحبته فشفع لهم بها فقال اي رب اصحابي اصحابي فقيل له انك لا تدري ما احدثوا بعدك واذا كان من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ثم احدث منع من حوضه ودفع فغيرهم اولى ممن يحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم فهو اولى بالدفع عنه كما قال قحطاني رحمه الله تعالى في نونيته يسقى بها السني اعذب كربته ويزاد كل مخالف فتان يشقى بها السني اعدم شربة ويزاد كل مخالف فالتاني والدليل السابع حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وددت ان قد رأينا اخواننا الحديث متفق عليه واللفظ لمسلم وسياق البخاري مختصر ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في فضيلة الاقامة على الاسلام في فضيلة الاستقامة على الاسلام واستحقاق اخوة الرسول صلى الله عليه وسلم الدينية به استحقاق اخوة الرسول صلى الله عليه وسلم الدينية به وان بعد الزمان فالمستقيمون على الاسلام وان تأخروا زمنا فهم اخوان للنبي صلى الله عليه وسلم والاخر سوء عاقبة الاحداث بالمنع عن الحوض ضوء عاقبة الاحداث بالمنع عن الحوض كما تقدم بيانه وفيه زيادة تقرير للمعنى ببراءته صلى الله عليه وسلم من المحدثين ودعائه عليهم في قوله زحقا تحقى يعني قال النبي صلى الله عليه وسلم سحقا سعقا المعنى اجي اللهم حقهم وابعدهم اللهم ابعدهم واسحقهم والدليل الثامن حديث بينما انا نائم انا قائم فاذا زمرة الحديث اخرجه البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ودلالته على مقصود الترجمة كسابقيه في بيان سوء عاقبة الاحداث وقوله فيه فلا اراه بالفتح وبالضم اراه يخلص منهم الا مثل همل النعم اي لا يخلص من النار الا قليل والهمل هو ما يترك ولا يتعاهد من الانعام واكثر ما يكون المراد به الابل يهمل ولا يرعى حتى يهلك والفتح في قوله وراه بمعنى اظن والنصر في قوله اراه بمعنى اعلم معنى قوله فلا اراه يعني فلا اظن انه ينجو معنى قوله فلا اراه يعني فلا اعلم متحققا انه ينجم منهم الا قليل منهم والدليل التاسع حديث ابن عباس رضي الله عنهما فأقول كما قال العبد الصالح الحديث متفق عليه ايضا ودلالته على مقصود الترجمة في براءته صلى الله عليه وسلم من المحدثين المبدلين والعبد الصالح هو عيسى ابن مريم العبد الصالح في هذا الحديث وعيسى ابن مريم ووقع التصريح باسمه عند البخاري في صحيحه ووقع التصريح باسمه عند البخاري في صحيحه والدليل العاشر حديث ابي هريرة رضي الله عنه ما من مولود يولد الحديث متفق عليه ايضا ودلالته على مقصود الترجمة بالخبر عن ان الناس يولدون على الفطرة بالخبر عن ان الناس يولدون على الفطرة اي الاسلام وانها الاصل الديني والخروج عنها يكون بالتبذير والاحداث والدليل الحادي عشر الله حديث حذيفة قال كان الناس يسألون عن الخير يعني الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير الحديث متفق عليه ايضا وزيادة المذكورة بعده في الكتاب المعزوة الى مسلم ليست فيه بالنسخ التي بايدينا وانما رواها ابو داوود ابو داوود في سننه وفي ثبوتها نظر فربما كانت في نسخة من الصحيح لم تصل الينا وربما اراد المصنف اصل الحديث وربما كانت في نسخة لم تصل الينا وربما اراد المصنف اصل الحديث ما معنى اراد اصل الحديث اما اللفظ المذكور فليس فيه نعم يعني ان اصل الحديث من رواية عن ذلك الصحابي في مسلم لكن ذلك اللفظ ليس عند مسلمين مثل حديث كتاب التوحيد في باب ما جاء بالسحر عن بجالة ابن عبدة قال كتب الينا عمر ان اقتلوا كل ساحر ساحرة فقتلنا ثلاث سواحل متفق عليه بهذا اللفظ لا يوجد او قال اخرجه البخاري قال اخرجه البخاري وبهذا اللفظ ليس في البخاري لكن اصل الحديث في البخاري وهذا اللفظ خارج عن البخاري فالعلماء قد يعزون يريدون اصل الحديث قال العراقي في الالفية والاصل يعني البيهقي ومن عزى وليت اذ زاد الحميدي ميزه. لان من اهل العلم من يقول هو في البخاري ومسلم لا يريد هذا اللفظ وانما قصده ولعل هذا هو المراد ها هنا. ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما ذكره صلى الله عليه وسلم ما سيقع بعده من الاحداث تحذيرا منه وتنفيرا عنه ذكره صلى الله عليه وسلم ما سيقع بعده من الاحداث تحذيرا منه تنفيرا عنه والاخر وصيته صلى الله عليه وسلم بالاستقامة والثبات على الاسلام بلزوم جماعة المسلمين وامامهم وصيته صلى الله عليه وسلم بالاستقامة والثبات على الاسلام بلزوم جماعة المسلمين وامامهم فان لم يكن لهم امام ولا جماعة فليعتزل تلك الفرق فان لم يكن لهم امام ولا جماعة فليعتزل تلك الفرق كلها ولو ان يعض اي باسنانه على اصل شجرة حتى يدركه الموت وهو كذلك والدليل الثالث عشر والثاني عشر اثر ابي العالية الرياحي قال تعلموا الاسلام الحديث رواه عبدالرزاق الصنعاني في مصنفه واسناده صحيح وزاد واياكم وهذه الامور واياكم وهذه الامور فانها تلقي بين الناس العداوة والبغضاء اياكم وهذه الامور التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء ودلالته على مقصود الترجمة امره بتعلم الاسلام وعدم الرغبة عنه ولزوم صراطه المستقيم والتحذير من الانحراف عنه يمينا وشمالا والوصية بالسنة والزجر عن الاهواء والاهواء هي ماشي والاهواء هي البدع والاهواء هي البدع سميت هوا لامرين احدهما انها تطرح الانسان عن الصراط المستقيم في الدنيا فتهوي به انها تطرح الانسان عن الصراط المستقيم في الدنيا فتهوي به ثاني انها تهوي بالانسان عن الصراط في الاخرة فيقع في النار انها تهوي بالانسان عن اشتراطه في الاخرة فيقع في النار ومن وبيل اثرها في الدنيا ما ذكره ابو العارية رحمه الله في قوله واياكم وهذه الامور التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء لان السنة اجمع والبدع تفرغ والله عز وجل امرنا بالاجتماع ونهانا عن التفرق فالاجتماع عن السنة قوة في الجماعة والوقوع في البدع موجب للتفريق عنها حتى يقع الناس في العداوة والبغضاء بينهم فيبغض بعضهم بعضا ويعادي بعضهم بعضا فيبغض الاب ابنه ويعادي الاخ اخو اخو اخوه بسبب ما اسلب قلب كل واحد منهما من هوى فارق فيه الشريعة وربما حملت الاهواء اربابها على تفك دماء بعضهم بعضا هذا نذير عظيم في التحذير من الاهواء وهي التي يمتطيها كثير من الناس اليوم فكل احد معجب بهواه راض بمنتهى اليه ذكره هو او من يعظمه اما ان يجعل الانسان الكتاب والسنة حاكما على نفسه فذلك في الناس قليل والناس اليوم يقولون كثر التفرق لقلة العلماء او لذهاب العلماء. وليس هذا بصحيح بل العلماء موجودون ولكن كثر التفرق لان الناس ركبوا الاهواء فقبل كان العلماء كان الناس يسلمون لعلمائهم اذا قالوا واما اليوم فزين لهم الشيطان الاهواه والعجائز في قعر دورهن اعلم بالسنة وترك الهوى من كثير ممن ينتسب الى الخير ومن جلائل ذلك قصة لطيفة ببعض قرابة اذ تنازع ابنان صالحان امام امهما بصلاحية اشرطة صوتية ما للاستماع اليه فقال احدهما لا يصلح الاستماع اليها لان العلماء حذروا منها ابن باز ابن غديان الله تعالى قال الاخر انا معي عقل فاستطيع ان اسمع واحكم فقالت امهما وهي عجوز بلسان الفطرة ان كان العلماء حذروا منها فلا خير فيها لان الفطرة سليمة لم تشب بهوى ولا يعني ان اجتماع الانسان لشيء ممنوع منه وانه يحكم على عقله بانه ليس له قدرة على التمييز ولكن ينبغي ان ينظر مبلغ قوته فان القلوب ضعيفة والشبهة خطاه وربما سمع الانسان شيئا فتعلق به ومن كملت الته واستقامت عقيدته ورسخت قدمه فله ان يسمع ما شاء للامن على دينه من ذلك رغبة في بيان حكمه اذا احتاج الناس اليه واما من لم يكن كذلك فلا ينبغي له ان يعرض قلبه بالشبه ولا ان يخالط اهلها وعلى هذا كان السلف قال الذهبي رحمه الله تعالى كانوا يكرهونه سماع البدع بان القلوب ضعيفة والشبهة خطافة لماذا القلب ضعيف من ماذا مخلوق القلب من دم انتم ولحقوا من دم ولحم هذا القلب فهذا القلب يتغير تغيرا سريعا لضعفه ايهما اشد القلب المخلوق من دم ولحم ام الحجارة الصلباء ايهم اسد الحجارة الصلدة قال المحب الطبري قال فانظر الى عظم الذنب كيف غير الحجر الاسود من البياض الى السواد فكيف يكون اثره في القلب الذي هو من لحم ودم الحجر الاسود نزل من الجنة ابيظ كما عند الترمذي بسند حسن لما صار المذنبون يلامسونه تغير من البياض الى هذا هو حجر فكيف يكون اثر ذلك في القلب اشد واعلى لذلك ينبغي ان يحفظ الانسان قلبه وان يحرزه في حصن امن والا يعرضه للشبه والا يركن الى قواه لان الانسان اذا نقل الى قواه خذل فاذا اغتر بنفسه وقع واذكر ان قليلا كان محافظا على الصلاة وكان يصحب بعض البطالين فكنت انصحه الا يصحبه وانهم سيغيرون دينه كان يقول لي انا اعرف نفسي انا اعرف نفسي ربما يعرف نفسه لكن لا يعرف عدوه الهوى والشيطان فما هي الا ثنيات اذا به يترك الصلاة كما يترك اقرانه الصلاة فلا ينبغي للانسان ان يغتر بنفسه وفي اذكار الصباح والمساء كما في حديث فاطمة عند النسائي وغيره ولا تكلني الى نفسي طرفة عين طرفة عين يدعو الانسان ربه الا يكل نفسه اليها لانه اذا وكل اليها وكل الى ضعيف كالانسان اذا اراد ان يعتمد على جدار يوشك ان ينهار فاذا وضع يده عليه سقط الجدار وسقط هو معه وربما اضر بنفسه فينبغي ان يحرز الانسان نفسه من هذه الشرور والا يعرض قلبه لهذه الاهواء والا يجعل قلبه كما قال ابو العباس ابن تيمية لابن القيم لا تجعل قلبك كالاسفنجة ولكن يجعلك المرآة الاسفنجة اذا وضعتها الان في الماء تأخذ تاخذ اللي تشرب الماء كله وكدرة لكن الزجاج الان خارج المسجد هذا يوجد غبار ويوجد ضياء الزجاج هذا ايهما يدخل يدخل الضياء النافع اما الغبار فانه ينفيه فينبغي ان يجعل الانسان ولا سيما طالب العلم قلبه بهذه المنزلة والدليل الثالث عشر حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا الحديث رواه احمد والنسائي في كبراه ويروى هذا الكلام عن عبد الله من غير وجه فلا ريب في صحته وقد صححه الحاكم وابن القيم ودلالته على مقصود الترجمة في بيان ان سبيل الله عز وجل هو صراطه المستقيم ببيان ان سبيل الله عز وجل هو صراطه المستقيم وذلك هو الاسلام وان من خرج عن هذا السبيل وقع في السبل وهذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليها تلك الشياطين اما انسية واما دينية تلك الشياطين اما انسية واما جنية فالواجب على احدنا هو اتباع سبيل الله ومجانبة ما سواه صلوا عملكم قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في غروبة الاسلام وفضل الغرباء مقصود الترجمة بيان وقوع غربة الاسلام وفضل الغرباء وغربة الاسلام تكون بقلة العاملين به وانفرادهم عن غيره كونوا بقلة العاملين به وانفرادهم عن غيره ولفظ الغربة شرعا يراد به الباقون على الهدي النبوي دون سائر المسلمين فالمناقب المأثورة والفضائل المذكورة هي حظهم دون بقية المسلمين فمن الغريب شرعا من الغريب شرعا هو المسلم المتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم فليس كل مسلم غريبة ولكن الغريب شرعا هو المسلم المتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم هذه هي الغربة الشرعية فان قيل المسلم ايا كان بالنسبة للكافر فهو غريب هذا حق على ارادة الغربة القدرية هذا حق على ارادة الغربة القدرية الغربة نوعان احدهما الغربة الشرعية وهي للمسلمين كافة بين الكافرين وهي للمسلمين كافة بين الكافرين الغربة واهل ايش قدرية وهي للمسلمين كافة بين الكافرين والاخر الغربة الشرعية وهي للمسلم المتبع الهدي النبوي خاصة وهي للمسلم المتبع الهدي النبوي خاصة واضح واضح ام غير واضح؟ واضح طيب الناس يقولون ما غريب الا الشيطان هذي دايم نسمعها بكلمات الان عن الالسنة حتى تصدر من طالب علم ولا المغرب الا الشيطان الامور تمشي بالبركة ما حكم هالكلمات هذي ما الجواب؟ مغرب للشيطان ها يمكن لا وزيرات تخصص المؤمن ومكافرهم المقصود بالغريب في قول الناس ما غريب الا الشيطان ان حال الانفراد والانحياز عن الناس هذه حال الشيطان ومنه حديث الراكب الشيطان والراكبان شيطانان فمعنى قولهم ما غريب الا الشيطان يقصدون ان ان الذي يتفرد وينحاز عن الناس ويكون في في جهة مشابه للشيطان. لا انه شيطان في نفسه. مثل الشيطان يعني انه مشابه في تفرده للشيطان في تفرده هذا معنى كلام الناس فلا بأس بهذه الكلمة لاننا مقصودون بهذا المعنى لكن قولهم الامور تمشي بالبركة هذا لا يجوز لان البركة هي دوام الخير وكثرته اذا كانت الامور ما تمشي بالبركة تمشي بايش فقولهم الامور تمشي بالبركة هذا اعلى مراتب ما تمشي به الامور ان تكون بكثرة للخير ودوامه هي كلمة لا يجوز اطلاقها لا يجوز اطلاقها نعم احسن الله عملكم قال المصنف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى فلولا كان من القرون من قبلكم اولوا بقية ينهون عن الفساد في الارض. الاية وعن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعا. بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ. فطوبى للغرباء. رواه مسلم رواه الامام احمد من حديث ابن مسعود وفيه قيل ومن الغرباء؟ قال النزاع من القبائل وفيه رواية وفي رواية الغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس ورواه الامام احمد من حديث سعد ابن ابي وقاص وفيه فطوبى يومئذ للغرباء اذا فسد الناس. وللترمذي من حديث كثير ابن عبد الله عن ابيه عن جده. طوبى للغرباء الذين يصلحون ما افسد الناس من سنتي. وعن ابي امية قال سألت ابا ثعلبة فالخشني سألت ابا ثعلبة الخشني. فقلت يا ابا ثعلبة كيف تقول في هذه الاية يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديت ثم الاية قال اما والله لقد سألت عنها خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى اذا رأيتم شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة. واعجاب كل ذي رأى مبصرة احسن الله امانكم ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك. ودع عنك العوام فان من ايام الصبر القابض فيه النعل القابض فيهن على دينه كالقابض على الجمر للعامل فيهن مثل اجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم قال بل منكم قلنا منا او منهم؟ قال بل منكم رواه ابو داوود والترمذي. وروى ابن وضاح معناه من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه ولفظه ان من بعدكم اياما الصابر فيها متمسك بمثل ما انتم عليه اليوم له اجر خمسين منكم. ثم قال انبأنا محمد بن عيد انبأنا اسد قال سفيان بن عيينة عن اسلم البصري عن عن اخي الحسن يرفعه قال انكم يوم قال انكم اليوم على بينة من ربكم بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله. ولم تظهروا ولم تظهر فيكم السترتان سكرة الجهل وسكرة حب العيش. وستحولون عن ذلك يومئذ بالكتاب والسنة له اجر خمسين. قيل منهم؟ قال بل منكم باسناده عن المعافري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى للغرباء الذين يتمسكون بكتاب الله حين يترك. ويعملون بالسنة حين تطفى. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة تسعة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى فلولا كان من القرون من قبلكم اولوا بقية ينهون عن الفساد الاية ودلالته على مفصول الترجمة في قوله الا قليلا ممن اذينا منهم الناجي قليل والقليل غريب بين الكثير ناجي قليل والقليل غريب بين كثير ونجاته دال على دالة على فضله ونجاته دالة على فضله وقد قفل المصنف رحمه الله تعالى في ايراد هذه الاية دليلا على غربة الاسلام ابا اسماعيل الهروي في منازل السائلين فانه جعل من منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة الغربة واستدل عليها بالاية هذا دليل على وسوف قدمه وشفوف نظره في فهم كلام الله عز وجل ذكره ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين طرح منازل السائلين عند المنزلة المذكورة والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه بدأ الاسلام غريبا الحديث اخرجه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة ففيه خبر صادق عن فضل الغرباء بقوله طوبى وطوبى اعلى من الطيب فلهم كل طيب في الدنيا والاخرة والدليل الثالث حديث ابن مسعود حديث ابن مسعود وفيه بمثل حديث ابي هريرة وفيه ومن الغرباء قال النزاع من القبائل اخرجه احمد وهو عند الترمذي دون الزيادة واسنادها صحيح اما الرواية الاخرى في حديث الغرباء حديث ابن مسعود الغرباء الذين يصلحون ما اذا فسد الناس فهي عند الاجر في الغرباء والداني في الفتن ولا تصح وانما يصح موقوفة من كلام عبد الله ابن عمرو رضي الله عنه قال طوبى للغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس طوبى للغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس رواه ابن مبارك في كتاب الجهد وفي كتاب الجهاد اسناده صحيح واما الاحاديث المروية في هذا المعنى فلا تثبت ودلالته على مقصود الترجمة كسابقه بذكر فضل الغرباء بقوله طوبى ووصف الغرباء انهم النزاع من القبائل اي منزوعون من اعراق شتى وانساب متفرقة واجناس مختلفة وثبوت الغربة لهم هو في معنى انهم يصلحون اذا فسد الناس وثبوت وصف الغربة لهم هو في معنى انهم يصلحون اذا فسد الناس فهذا الوصف متحقق دراية لا رواية ما معنى هذا الوصف متحقق؟ دراية لا رواية اي اي معنى يصلحون اذا يفسد الناس يعني ذلك المعنى ثابت بدلائله لكن اللفظ الذي وضع للدلالة عليه وهو الاحاديث المصفحة لا تثبت والدليل الرابع حديث سعد ابن ابي وقاص وفيه فطوبى يومئذ للغرباء اذا فسد الناس رواه الامام احمد ورجاله ثقات وابن لسعد وقع ذكره مبهمان ورجاله ثقات سوى ابن لسعد وقع اسمه مبهمان والاشبه انه ابنه عامر احد الثقات والاشبه انه ابنه عامر احد الثقات فيكون الاسناد صحيحا يعني هذا الحديث عن ابن سعد عن ابيه سعد ابن ابي وقاص. ابن سعد هذا مبهم ولا اشبه انه ابنه عامر احد الثقات المخرج حديث في الصحيح ودلالته على مقصود الترجمة كسابقه والدليل الخامس حديث عوف ابن ابن زيد طوبى للغرباء الحديث اخرجه الترمذي واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة لسابقيه وحقيقة الغربة انهم يصلحون ويصلحون حقيقة الغربة انهم يصلحون ويصلحون فاغلت هذه الحقيقة الثابتة معنى عن اللفظ المظاعف رواية المذكور في حديث عوف رضي الله عنه والدليل الثالث حديث ابي ثعلبة الخشني بل ائتمروا بالمعروف في الحديث اخرجه اصحاب السنن الا النسائي اسناده ضعيف لكن لجمله شواهد تقويها ولا سيما جملة اجر العامل في ايام الصبر ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما بيان غربة الاسلام في ايام الصبر والقبض على الجمر بيان غربة الاسلام في ايام الصبر والقبض على الجمر والاخر ان للعامل فيها اجر خمسين من اصحاب سيد المرسلين ان للعامل فيها اجر خمسين من اصحاب سيد المرسلين والدليل السابع حديث ابن عمر حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان بعدكم اياما اخرجه ابن وضاح في البدع والنهي عنها ولم يصح اسناده لكن معناه في حديث غيره كما سلف ودلالته على مقصود الترجمة تقدمت في سابقه والدليل الثامن حديث سعيد البصري اخي الحسن انكم اليوم على بينة من ربكم الحديث اخرجه ابن وضاح ايضا وهو مرسل فيضعف بذلك ودلالته على مقصود الترجمة حذو نظيريه السابقين فانه في معناهما والدليل التاسع حديث بكر ابن عمر المعافري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى للغرباء الحديث اخرجه ابن وضاح بالبدع والنهي عنها وهو مرسل فيضعف لذلك ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة ببيان ما لهم من الجزاء المقتضي فضله وما فيه من نعت الغرباء وحليتهم فيه نظر فانه لا يزال الله عز وجل يقيم في الارض من يأخذ بكتابه ويتبع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية فقوله الذين يستمسكون بكتاب الله حين يترك ويعملون بالسنة حين تطفئ لا يراد به حقيقته من زوال العمل بالكتاب والسنة بل لا بد من بقاء ذلك حتى يرث الله الارض ومن عليها ما الدليل احاديث في القنادي والطائفة النصوح وفي القرآن وجعلها كلمة باقية في عقبه يعني عقب من إبراهيم عليه الصلاة والسلام فكلمة التوحيد وتوحيد الله واعظامه واجلاله باق في ذرية ابراهيم عليه الصلاة والسلام نعم اسأل الله لنا ولكم قال المصنف رحمه الله باب التحذير من البدع. مقصود الترجمة التحذير من البدع والتخويف منها لتجتنب فلا يركن العبد اليها ولا الى اهلها وهذا المعنى تقدمت فيه ترجمتان ما هما البنت الاول باب ما جاء ان البدعة اشد من الكبائر والثاني باب ان الله احتجز التوبة عن كل صاحب بدعة فتقدم فيهما فيها بابان وهذا التالي لماذا واعاد المصنف رحمه الله تعالى مقصوده المتقدمة في تلك الترجمتين مبالغة في التنفيذ من البدع وتبغيضها الى النفوس نعم احسن الله اعمالكم قال المصنف رحمه الله تعالى عن العرباض ابن سارية رضي الله تعالى عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. فقلنا يا رسول الله كأنها مودع فأوصنا قال اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنتي الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ اياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة. قال الترمذي حديث حسن صحيح. وعن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال كل عبادة لا تعبدها اصحاب رسول الله لا يتعبدها اصحاب رسول الله صلى الله عليه اصحابه نسأل الله كل عبادة لا يتعبدها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوها. فان الاول لم يدع للاخر مقالا فاتقوا الله يا معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلك كن رواه ابو داوود. وقال الدارمي واخبرنا الحكم ابن المبارك انبأنا عمرو ابن يحيى قال سمعت ابي يحدث عن ابيه قال كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قبل الصلاة ابو موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه فقال اخرج عليكم ابو عبدالرحمن بعد فقل قال فجلس معنا فلما خرج قمنا اليه جميعا. فقال له ابو موسى يا ابا عبد الرحمن اني رأيت انفا في المسجد امرا انكرته. والحمد لله لم ارى الا خيرا. قال فما هو؟ قال ان عشت فستره. قال رأيت في قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة. في كل حلقة رجل وفي ايديهم حصى فيقول كبروا مئة فيكبرون مئة. فيقول هللوا مئة فيهللون مئة فيقول سبحوا مئة فيسبحون مئة. قال فماذا قلت لهم؟ قال ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك قال افلا امرتهم ان يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم الا يفوت من شيء ثم مضى ومضينا معه حتى اتى حلقة من تلك الحلق. فقال هذا الذي اراكم تصنعون. فقالوا يا ابا عبد الرحمن حصى نعده بهم صنعت به التكبير والتهليل والتسبيح. قال فعدوا سيئاتكم فانا ضامن الا من حسناتكم شيء. ويحكم يا امة محمد ما اسرع هلكتكم. هؤلاء اي اصحاب محمد بينكم متوافرون. وهذه ثيابه لم تبلى. وانيته لم والذي نفسي بيده انكم بضلالة قالوا والله يا ابا عبد الرحمن ما اردنا الا الخير عيد للخير لن يصيبه. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا ان قوما يقرأون القرآن لا يجاور تراقيهم. وايم الله احسن الله عملكم. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا ان قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم وايم الله لا ادري لعل اكثرهم يكون منكم الله وصل ويم الله صلوا على النبي ويم الله لا ادري لعل اكثرهم يكون منكم. ثم تولى عنهم قال عمرو ابن سلمة رأيت عامة اولئك الحلق. رأيت عامة اولئك الحلق يطاعنوننا يوم روان مع الخوارج. والله اعلم بالصواب. وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين ما عندكم الا بلى اسأل الله لنا ولكم. وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة فالدليل الاول حديث العرباض ابن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الحديث اخرجه اصحاب السنن الا النسائي اسناده قوي ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة اوجه اولها امره صلى الله عليه وسلم بلزوم سنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده وانها كافية مغنية عما سواها فما خرج عنها اقيكم بالحذر منه والبدع ليست من سنته ولا سنة خلفائه الراشدين وثانيها تصليحه صلى الله عليه وسلم بالتحذير من البدع في قوله واياكم ومحدثات الامور فالمحدثة هي البدعة وثالثها اخباره صلى الله عليه وسلم ان كل بدعة ضلالة والضلال يفر منه ويحذر عنه والدليل الثاني حديث حذيفة قال كل عبادة لم يتعبدها اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الحديث رواه ابو داوود كما عزاه اليه المصنف تابعا في ذلك من سبقه واقدمهم ابو شامة المقدس في كتاب الباعث هذا الحديث عزاه ابو شامة المقدسي بكتاب الباعث الى ابي داوود وتبعه بعده غيره وليس هو في نسخ السنن المتداولة ولا وجدته مرويا عند غيره فهو اثر سيار ليس له خطام ولا امام ومن الاثار ما يوجد كذلك فيكون مما اشتهر اشتهارا اغنى عن نقل اسناد خاص فيه او يكون مما لا اصل له اصلا فهذا وهذا محتملان لكن هذا الاثر موقوف عن الجزم بحكمه بعدم الوقوف عليه ودلالته على مقصود الترجمة في نهيه عن التعبد بعبادة لم يتعبدها اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم لانهم على هديه اوقف وبطريقته صلى الله عليه وسلم اعرف فكل ما تركوه ينهى عنه ويحذر منه واكد هذا بالامر بلزوم طريق الاولين السابقين السالمين من البدع والدليل الثالث حديث عمرو ابن سلمة قال كنا نجلس على باب عبد الله ابن مسعود الحديث اخرجه الدارمي في سننه بتمامه واسناده جيد والمرفوع منه في اخره اخرجه الترمذي وابن ماجة باسناد اخر حسن ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في انكاره صلى الله عليه في انكاره رضي الله عنه عليهم وتغليظه القول لهم حتى قال انكم لعلى ملة هي اهدى من ملة محمد صلى الله عليه وسلم او مفتتحوا باب ضلالة فلهم كم حال انا احدهما انهم كافرون خارجون من الملة اذا اعتقدوا ان غير ملة النبي صلى الله عليه وسلم اهدى من ملته وطريقته والثاني الا يكونوا كذلك ولكنهم مفتتحوا باب ضلالة على الامة في الاحداث والابتداع في الدين. فهم على شر عظيم والآخر تفرسه رضي الله عنه فيهم بما سيؤول اليه حالهم تفرسه رضي الله عنه بما سيحول اليه حالهم وينتهي عليه امرهم بانهم ستعظم بدعتهم وتتشعب بهم الاهواء حتى يحملوا السيف على المسلمين فوقع ما وقع من امر الخوارج في الصدر الاول فكان هؤلاء هم النواة الاولى للخوارج الذين حملوا السيف على المسلمين كما قال عمر فرأيت اكثرهم يطاعنوننا يوم النهروان يعني الخوارج وهذا يورث العبد الخوف من البدعة والهوى وان صغر قدره لان الصغير يعود مع الايام كبيرة قال في شرح السنة ان البدع تبدو صغارا حتى تعود في بعض فيبدأ الشيء يسيرا ثم يتطاول مع الايام بتلاعب الشيطان وتزيينه للناس حتى يهون عليهم ما كانوا يستعظمون من قبل وقد وقع هذا في الازمنة المتأخرة كما وقع في الصدر الاول فمن الناس من نشأ على امر يسير يخالف الهدي النبوي فلم يزل يتسع به هذا حتى حمل السيف على المسلمين وقتل من لا يجوز قتله باجماع المسلمين ممن ثبتت ممن ثبتت حرمته ولم يحمل سلاحا ضد احد فهذا مهما اختلف الناس في شيء لم يختلفوا في ان من برأت عهدته ولم تظهر عداوته ولا تعلق به اقدام ولا احجام ولا حل ولا عقد فمثل هذا الجناية عليه بالقتل محرم عظيم ومستقبح بشع في كل الملل وقد وقع هذا ممن كان امره صغيرا ثم عاد كبيرا وهذه البلاد كانت بحمد الله محفوظة من الاهواء لما كان العلم منشورا والسنة قوية فلما ضعفوا بالناس هذا لا تزال تلك الاهواء تترقى بهم شيئا فشيئا حتى وقعوا فيما حرم الله عز وجل مع نسبته الى الشريعة فهم ينسبونه الى الشريعة وانه من الشرع وربما كانت الفتوى مستقرة على تحريمه. وربما كان ممن يقول بحله اليوم كان ممن يقول بحرمته امس وليس هو مما تتغير الفتوى فيه بتغير زمانها ومكانها فان هذا مأخذا معتدا به في الاحكام ولكن ليست كل الاحكام تجري على ذلك فمثلا محبة الكافرين وان العداوة بين المسلم والكافر انما هي العداوة مع من يعادينا ويقاتلونه هل هذا صحيح ما الجواب لا ليس بصحيح فكل كافر عدو للمسلمين والعداوة شيء غير المعاملة العداوة تقتضي بغضه وبغض ما هو عليه واما معاملته بالاحسان فلها منزلتها في الشر واليوم صار من يقول ممن ينتسب الى الدين من يقول ان الكافر الذي لا يعادينا ولا يقاتلنا ولا يحرض علينا صديق لنا هذا هوى ليس دين لانه مخالف الثابت المقطوع به من الكتاب والسنة وليس مع قائده متمسك الا التواصل الحضاري والتقاء الثقافات واتساع الافق وكونية القرية اشبه هذه المقالات التي لا يثبت بها دين فينبغي ان يخاف العبد على دينه من ان يتسارع الى امر يسير فيقع في امر كبير فان الشيطان لا ينصب حبائل يتبين بها الناس الباطل وانما ينسب لهم ما يشبه فيه الباطل بالحق قال ابن القيم رحمه الله تعالى في غزة اللهفان كل صاحب باطل لا يتمكن من اخراج باطنه الا في قالب حق انتهى كلامه فلا بد ان تحذر على نفسك حفظا لدينك لا مراغبة للخلق ولا منازعة لهم ولا خصومة فيما هم عليه السلامة لا يعدلها شيء الوقاية نفسك وقلبك في دينك مقدمة على كل شيء والبصيرة في العلم ان تعلم كيفية اعمال هذا العلم الذي تتعلمه في حياتك اليوم وانت تعجب ان يقرأ الانسان مثل هذه التأليف كفضل الاسلام وكتاب التوحيد وما فيها من بيان عداوة الكافرين ووجوب الحكم الى الله الى الله عز وجل والتحاكم بشرعه والاتباع لنبيه صلى الله عليه وسلم ثم تجد عند من ينتسب الى دراستها وتدريسها من تحلو له انظمة الحكم المعاصرة في الديموقراطية او غيرها من بنيات افكار الناس هذا يدل على ان علمه غير عمله وان دينه غير ما يتعلمه فعنده انفصام نكد ربما لا يشعر به هو. ولكن العارف لا يجتمع عنده هذا وهذا الا كما تجتمع العقرب والحوت العقرب في يحييها البري لا تجتمع مع الحوت بجحره البحري الا عند من لا يعقل فينبغي ان تحرص على نفسك ان تتعلق بشيء من هذا فتركن الى الذين ظلموا ويمسك العذاب فيذهب دينك هذا اغلى ما تملكه ليس اغلى ما تملكه اسمك ونسبك وحسبك ومالك وحفظك لا ليس هذا اغلى ما تملكه اغلى ما تملكه الدين الذي تدين به الله عز وجل فاحرص على حفظ دينك وصيانته بصحة العلم وتكميله بالعمل الذي تعلمته من هذا العلم الصحيح مع الحرص على محبة المسلمين والاجتهاد في هدايتهم تعليمهم احكام الدين واحسان الظن بهم حمل كلامهم على احسن المواقع ووكل الامر الى اهله فاذا سلك الانسان هذا المسلك نجا واذا داهن في دين الله عز وجل فانه يهلك ويهلك وبهذا نكون بحمد الله عز وجل قد فرغنا من الكتاب الاول وهو كتاب فضل الاسلام وبعد المغرب نبدأ ان شاء الله تعالى في كتاب ثلاثة الاصول وفي ختام الدرس اسأل الله سبحانه وتعالى ان يتغمد الامير نايف برحمته وان يجبر مصيبة المسلمين وان يعوضهم خيرا وان يؤلف قلوبهم على الحق وان يهدي ولاتهم لما فيه مصالح الدين والدنيا ليجنبهم شر الاشرار وكيد الفجار والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين