السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل العلم للخير اساس والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد سيد الناس وعلى اله وصحبه البررة الاكياس اما بعد فهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الثاني من برنامج اساس العلم في سنته الثانية ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف بمدينته الثانية مدينة البكيرية والكتاب المقروء فيه هو ثلاثة الاصول وادلتها لشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وقد انتهى بنا البيان الى قوله ومنه وفي الحديث الدعاء نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولعموم المسلمين. قال قال شيخ الاسلام امام الدعوة محمد ابن عبدالوهاب رحمه الله تعالى رحمة واسعة وفي الحديث الدعاء مخ العبادة والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ودليل الخوف قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة به احدا ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعونها رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ذليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له. الاية ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله. ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ اعوذ برب الفلق وقوله تعالى قل اعوذ برب الناس ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجابوا لكم ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله ودليل النذر قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا شرع المصنف رحمه الله يورد انواعا من العبادة فذكر اربع عشرة عبادة يتقرب بها الى الله ابتدأها بالدعاء وجعل الحديث كالترجمة عليه فقوله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة ليس دليلا اخر للمسألة المتقدمة بل هو استئناف كلام تقديره ومن انواع العبادة الدعاء واختار المصنف دلالة على مقصوده الانباء بحديث جامع في ذلك وهو حديث رواه الترمذي عن انس باسناد ضعيف واهل العلم يتسمحون بالترجمة بما ضعف فان البخاري ربما عقد ترجمة بما لم يثبتوا بما لم يثبت عنده والكلام الذي شرع يذكره المصنف هو بيان جملة من العبادات رأسها الدعاء فاولها على ما تقدم هو الدعاء وتقديره سلام ودليل الدعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني الاية ودعاء الله شرعا نوعان هو دعاء الله شرعا له معنيان دعاء الله شرعا له معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع فيشمل جميع افراد العبادة والاخر خاص وهو ظلم العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه طلب العبد من ربه اصول ما ينفعه ودوامه او دفع ما يضره ورفعه او دفع ما يضره ورفعه ويسمى الاول دعاء العبادة ويسمى الثاني دعاء المسألة هذه هي العبادة الاولى والعبادة الثانية هي الخوف وخوف الله شرعا هو فرار قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا فرار قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا والعبادة الثالثة هي الرجاء ورجاء الله شرعا هو امل العبد بربه في حصول المقصود امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد حسن التوكل مع بذل الجهد وحسن التوكل والعبادة الرابعة دير التوكل والتوكل على الله شرعا هو اظهار العبد عزه لله واعتماده عليه اظهار العبد عزه لله واعتماده عليه طيب اين فعل الاسباب لماذا قلنا مع فعل الاسباب وانما التوكل اضعاف العبد اظهار العبد عزه لله واعتماده عليه ملازم طيب ليش ما قلنا ما في الا اذا كان اللازم محتاجا اليه صلح به لا تكون من شرط التوبة لان فعل الاسباب فرق للتوكل لا حقيقته اضرب لكم مثال رفع الحدث وازالة النجس من الصلاة ام شرط لها شرط لها وحقيقة الشيء غير شرطه فكذا التوكل حقيقة اظهار العجز والاعتماد على الله عز وجل وشرطه فعل الاسباب والعبادة الخامسة والسادسة التابعة الرغبة والرهبة والخشوع قرن المصنف بينهن لاشتراكهن في الدليل فالرغبة الى الله شرعا هي ارادة العبد مرضاة الله ارادة العبد مرضاة الله بالوصول الى المقصود محبة له ورجاء ارادة العبد مرضاة الله بالوصول الى المقصود محبة له ورجاء والرهبة من الله شرعا هي فرار قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا هذي تقدم معنى اين فاذا قلنا مع عمل ما يرضيه تبين القبور مع عمل ما يرضيه الرهبة تبينت الرهبة الرحمة فرار قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه والخشوع لله شرعا هو فراره قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له عن خضوع له والعبادة الثامنة هي الخشية وخشية الله شرعا هي فرار قلب العبد الى الله زعرا وفزعا مع العلم بالله وبامره مع العلم لله وبأمره تقدم الان معنا جملة من العبادات تشترك في اصل وهو فراغ قلب العبد الى الله. ثم تتميز باعراض بعد ذلك فاذا اقترنت بالعلم بالله وبامره صار ذلك الذرار واذا اغترن بعمل ما يرضيه صار ذلك الفرار رهبة رهبة وهلم جرة ولذلك هذه المسائل مسائل عظيمة بعض الناس يظن انها بسهولة يعني يفهم الخشية يفهم العبادة اذا لم تتبين حقيقتها كيف تفهمها ولذلك مما يؤسف له ان تجد جل شروح كافة الاصول لا تعتني ببيان هذه الحقائق مع جلالتها وانما يعتنى متى تكون عبادة لله ومتى تكون جائزة ومتى تكون شركا وهذا امر حسن لكن الاعلى الذي هو في المقام الاسمى ان تعرف هذه العبادة التي تراد منك فاذا عرفتها امكن ان تأتي بها واذا لم تعرفها لم يمكن ان تأتي به مثلا الانسان لا يطلب العلم يريد ان يقول انا اريد ان احقق عبادة الخشية هذه تحقق من الخشية حقق الخشية لماذا لان الخشية تقترن بالعلم بالله وبامره فاذا لم يكن للانسان علم بعمله فانه لا يكون له حظ وافر من الخشية يتزايد هذا الحظ بقدر تزايد العلم ولذلك قال الله هذي يسمونها يعني قضية حصرية انما يخشى الله من عباده علماء فاهل خشيته هم العلماء والعبادة التاسعة هي الانابة والانابة الى الله شرعا هي رجوع قلب العبد الى الله محبة وخوفا ورجاء يرجوع قلب العبد الى الله هبة وخوفا ورجاء والعبادة العاشرة هي الاستعانة والاستعانة بالله شرعا هي طلب العبد من الله هي طلب العبد العون من الله في الوصول الى المقصود طلب العبد العون من الله في الوصول الى المقصود والعون المساعدة والعبادة الحادية عشرة هي الاستعاذة والاستعاذة بالله ترعى هي طلب العود باب العبد العودة من الله عند ورود المخوف طلب العبد العودة من الله عند ورود المخوف والعوذ الالتجاء والعبادة الثانية عشرة هي الاستغاثة والاستغاثة بالله شرعا هي طلب العبد الغوث من الله عند ورود الضرر طلب العبد الغوث من الله عند ورود الضرر والغوث المساعدة في الشدة والعبادة الثالثة عشرة هي الذبح والذبح لله شرعا ماشي ها واضحة ايه ما هو ايش كيف يكون ذبح لله الان مثلا الخوف يكون في فراغ القلب الى الله فرارا وفزع كيف يكون الذبح يعني واحد جاء صلى ركعتين هذا الذبح لله لا انسان امسك من الصباح الى المساء عن مفطرات بنية هذا ذبح ام صيام ينظر ما هو الذئب مثل انا التعريف ايش تقرب الى الله هذه عبادة بايش يعني صار الذبح اراقة الدماء يعني الذبح ارادة الدم تقربا الى الله موافقين ولا غير موافقين يحط لي الرسائل بهيمة الانعام هذا قيد حسن يعني ليس كل مذبوح يتقرب به الى الله الاضاحي حقائق والهدي انما جاءت في بهيمة الانعام صار المذبوح متعلق به مثل الانعام هذا قيد حسن باقي قيد اخر على صفة مخصوصة وهذا على صفة مخصوصة تقربا الى الله لكن هناك قيد مهم اراقة الدماء مثل ما يقول اخونا لو انك جيت مع جنبها وغسل السكين فيها خرج الدم او ما يخرج لكن هل هذه قربة؟ صفة للقربى؟ لا ولذلك اي ما هي البلعوم قطع الحلقوم والمريء قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة مخصوصة قطع الحلقومي والمريء من بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة مخصوصة هذا هو الذي يتحقق به التقرب الذبح اما تفسيره اما تفسيره بسفك الدم فهذا تفسيره بلازمه وليس تفسيرا له بحقيقته وتقدم ان الشيء يفسر بحقيقته لا لا بلازمه وبهيمة الانعام اختصت بها الذبائح الشرعية وما عداها لا يتقرب الى الله بذبحها بل بلحمها وجلدها وريشها صدقة او هدية واضحة المسألة يعني لو ان انسانا مثلا جاء بتقرب الى الله عز وجل جاء يتقرب الى الله عز وجل بذبح دجاجة لهذا هل هذه عبادة لذبح ام لا الجواب لا لاختصاص القربى ببهيمة الانعام طيب لو انه اخذ الدجاجة وذهب الى صنم وذبح لذلك الصنم يكفر ام لا يكفر طيب كيف ما صارت قربة لله وصارت كفر مع انها لا تصح قربة عندنا. نعم لانها مفعولة على ارادة التقرب مع ان هذه لا تصح قربة عندنا اضرب لكم مثال لو ان انسانا ذهب الى صنم وركع له وقع في الكفر والشرك ام لا طيب لو انه دخل المسجد الان واسع ركعة وطلع قام بعبادة ام لا لا لان الركعة لا تستقل الركوع لا يستقل بكونه عبادة. فكذلك المذبوحات لا تستقل بكونها مما يتقرب به الا بهيمة الانعام والعبادة الرابعة عشرة اذا كان عندي سؤال اكتبه عشان ما نسهركم الليلة العبادة الرابعة عشرة هي النذر والنذر لله شرعا يقع على معنيين احدهما عام وهو الزام العبد نفسه لله تعالى امتثال خطاب الشرع الزام العبد نفسه لله تعالى امتثال خطاب الشرع اي التزام بدين الله بدين الاسلام كله الالتزام بدين الاسلام كله ومنه قوله تعالى يوفون بالنذر اي يلتزمون بالدين كله والآخر خاص وهو الزام العبد نفسه لله تعالى نفلا معينا غير معلق العبد نفسه لله تعالى نفلا معينا غير معلق هذه قيود اولا ان يكون نفلة والثاني ان يكون ابي معين والثالث ان يكون غير معلق. الاول النفل لانه لو نذر واجبا فهو عبث لماذا؟ لان الواجب لازم له اصلا واحد قال علي نجلس اصلي العشاء هذا واجب تجدد بالنذر او هو واجب باصله واجب باصله طيب لو قال لله علي نذر هذا معين ام غير معين غير معين فلا يكون فيه قربة يكون فيه كفارة يمين لابد ان يقول مثلا لله علي ان اصلي ركعتين نفلا طيب غير معلق لو قال لله علي ان اصلي ركعتين ان شفى الله مريضي صار معلقا وهذا الذي ورد في الشرع ذمه لانه على المقابلة والعوظ. لكن ان قال الانسان لله علي ان اصلي ركعتين بعد العشاء او قال لله علي ان اصوم ثلاثة ايام من الشهر نفلا فهذا يكون النذر عبادة وقربة يكون النذر عبادة قربتاه لان احيانا تكون يقع فيه معنى العبادة لا يكون لكن لا يكون قربه مثل النذر النذر من جهة عقله انسان قال لله عليه نذر ان رد الله ضائعي ان اصوم ثلاثة ايام هذا من جهة عقده عبادة نذره لله لكن من جهة تعليقه ليس هو المطلوب شرعا مثله لو حلف الانسان يمينا كاذبا من جهة لو حلف بالله يمينا كاذبة هو من جهة عقده بالله لماذا؟ لانه لو انه حلف بغير الله كان شركة ولكنه من جهة كونه كاذبا فهو غير مطلوب شرعا هذه المسائل لها متعلقات مختلفة ولاجل اختلاف المعلقات وقع الغلط فيها. فذهب قوم الى ان النذر مطلقا عبادة. وذهب قوم الى ان النذر ليس بعبادة لانه مبغظ مكروه ففي الصحيح انه لا يأتي بخير وانما يستخرج به من البخيل قال بعض اهل العلم بكراهتهم كابي العباس ابن تيمية والتلميذ ابن القيم لكن الصحيح ان المكروه هو العوض المقابل فان تجرد من ذلك وكان تبررا لم يكن للكراهة محل نعم احسن الله اليكم قال امام الدعوة رحمه الله تعالى الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد لهم بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله. وهو ثلاث مراتب الاسلام والايمان والاحسان لما قرأ رحمه الله من بيان الاصل الاول اتبعه ببيان الاصل الثاني وهو معرفة العبد دين الاسلام بالادلة والدين يطلق في الشرع على معنيين احدهما عام وهو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته ما انزله الله على الانبياء في تحقيق عبادته. والاخر خاص وهو التوحيد والاسلام الشرعي له اطلاقان والاسلام الشرعي له اطلاقان احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد القياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله وهذا هو دين الانبياء جميعا والاخر خاص وله معنيان احدهما الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فانه يسمى ومنه حديث بني الاسلام على قنص متفق عليه وحقيقته شرعا استسلامه العبد لله بامتثال الشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المراقبة او المشاهدة والاخر الاعمال الظاهرة فانها تسمى اسلاما وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان يعني اذا قيل الاسلام والايمان والاحسان الاسلام هنا يراد به الاعمال الظاهرة. واذا قيل الاسلام وحده دل على الجميع استسلام العبد لله بالتعبد له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة والمراقبة والاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم له ثلاث مراتب كما ذكر المصنف الاولى مرتبة الاعمال الظاهرة وتسمى الاسلام والثانية مرتبة الاعتقادات الباطنة تسمى ايمان ثالثة مرتبة اتقانهما وتسمى الاحسان وحقيقتها عبادة الله على مقام المراقبة او المشاهدة ومن اهم مهمات الديانة معرفة الواجب عليك في هذه المراتب في اسلامك ايمانك واحسانك والواجب منها يرجع الى ثلاثة اصول الاصل الاول الاعتقاد والواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه الواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه وجماعه اصول الايمان الستة وستأتي باذن الله والحق من الاعتقاد ما جاء في الشرع اخف من الاعتقاد ما جاء في الشرع والاصل الثاني الفعل والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية ظاهرا وباطنا للشرع موافقة حركات العبد الاختيارية باطنا وظاهرا بالشرع امرا وحلا امرا محلا والحركات الاختيارية ما يصدر عن العبد بارادة وقصد ظاهرا وباطنا فينبغي ان تكون افعال العبد الظاهرة والباطنة دائرة بين الامر والحلال وفعل العبد نوعان احدهما فعله مع ربه وجماع شرائع الاسلام اللازمة له جماعه شرائع الاسلام اللازمة له الصلاة الزكاة والصيام الحج شروطها وتوابعها ومبطلاتها والاخر فعله مع الخلق فعله مع الخلق وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة معهم كافة احكام المعاشرة والمعاملة معهم كافة والاصل الثالث الترك والواجب فيه موافقة الكف والامتناع عن الفعل لمرضاة الله موافقة الكف والامتناع عن الفعل بمرضات الله وجماعه علم المحرمات الخمس التي اتفقت عليها الانبياء جماعه علم المحرمات الخمس التي اتفقت عليها الانبياء وهي فواحش والاثم والبغي والقول على الله بغير علم وما يرجع الى هذه ويتصل بها والكف هو الترك والاجتناب وتفصيل ما يجب من هذه الاصول الثلاثة الاعتقاد والفعل من هذه الاصول الثلاثة الاعتقاد والفعل والترك لا يمكن ضبطه لاختلاف الناس في اسباب العلم الواجبة ذكره ابن القيم في مفتاح دار السعادة وهذه المسألة مسألة جليلة وهي من اهم ما ينبغي التنويه به عند شرح ثلاثة الاصول لتعرف الواجب عليك مما ذكر منها وهي مع جلالتها لم يحققها كما ينبغي في من علمت الا ابن القيم في مفتاح دار السعادة وبسطت على الوجه المناسب في تعليقي على شرح ثلاثة الاصول في العلامة ابن باز المسمى بالاملاء المأمول ها احسن الله اليكم قال امام الدعوة رحمه الله تعالى وهو ثلاث مراتب الاسلام والايمان والاحسان وكل مرتبة لها اركان فاركان الاسلام خمسة والدليل من السنة حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت والدليل كل مرتبة من مراتب الثلاث لها اركان فاركان الاسلام خمسة هي المذكورة في حديث ابن عمر المتفق عليه الذي اورده المصنف واركان الايمان ستة وهي ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر خيره وشره وستأتي بكلام المصنف واركان الاحسان اثنان احدهما ان تعبد الله والاخر ان يكون ايقاع تلك العبادة على مقام المراقبة او المشاهدة ان يكون ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة احسن الله اليكم قال امام الدعوة رحمه الله تعالى والدليل قوله تعالى وقوله تعالى ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ودليل الشهادة قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. ومعنىها لا معبود بحق الا الله. لا اله نافيا جميع ما يعبد من دون الله. الا الله اثبتا العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته كما انه لا شريك له في ملكه. وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى. وان قال لابيه وقومه واذ قال ابراهيم لابيه وقومه ان لي براء مما تعبدون الا الذي قطرني الاية وقوله قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله الا انعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. فان تولوا فقولوا اشهدوا انا مسلمون ودليل شهادة ان محمدا رسول الله قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ومعنى شهادة ان محمدا رسول الله طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر واجتناب ما عنه نهى وسجر والا يعبد الله والا يعبد والله الا بما شرع ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين قيمة ودليل الصيام قوله تعالى يا ايها الذين امنوا عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ودليل الحج قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين. لما بين المصنف رحمه الله حقيقة دين الاسلام ومراتبه واركانه قال والدليل قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام اي الدليل على ان الدين الذي يجب اتباعه هو الاسلام قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ثم سرد المصنف رحمه الله تعالى اركان الاسلام مقرونة بادلتها والشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام اي شهادة هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة والشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة والصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام اي صلاة هي الصلاة هي صلاة اليوم والليلة وهي الخمس المكتوبات والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام ماشي اي شيء في اي شيء اي هي الزكاة المعينة بالاموال وعلى هذا زكاة الفطر ليست من ضمن الركن وان كانت واجبة والصوم الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم رمضان في كل سنة والحج الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج الفرض الى بيت الله الحرام في العمر مرة واحدة هو حج بيت الله الحرام بالعمر مرة واحدة فما خرج عن هذه الاركان عن هذه الحقائق لا يكون من ضمن الركن وان كان واجبة مثاله لو ان انسان حج ثم رجع الى اهله فبعد سنتين نذر ان يحج لله عز وجل هذا الحج الثاني هل هو الحج الذي هو ركن من اركان الاسلام ام لا لا انما هو حج واجب لكنه ليس وركنا من اركان الاسلام وقول المصنف رحمه الله تعالى في معنى شهادة ان محمدا رسول الله وان لا يعبد الله الا بما شرع تقدير الكلام فيه الا بما شرعه الله والضمير المستتر في الفعل شرع يرجع الى الاسم الاحسن الله لا الى الرسول صلى الله عليه وسلم لان الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له حق الشرع وانما هو حق خاص بالله فلا يقال قال الشارع على ارادة غير الله عز وجل ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يقال المشرع القانوني او المجلس التشريعي او السلطة التشريعية بان وضع الشرع حق لله عز وجل لا ينازعه في غيره لا ينازعه فيه غيره والدليل على اختصاص نسبة الشرع الى الله امران احدهما ان فعل الشرع لم يأتي مضافا في القرآن والسنة الا الى الله ان فعل الشرع لم يأتي مضافا في القرآن والسنة الى الا الى الله وجريانه هكذا بمعنى اقتضاه وهو تحقيق جعل الشرع لله وحده والاخر انه لم يوجد في كلام احد من الصحابة رضي الله عنهم انه قال شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم بل قالوا طرد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم فان وبينهما فرض فان التشريع وضع ما يتقرب به الى الله وفرضه وسنه وبيان يبلغ به الشرع وفرضه وسنه هو بيان يبلغ به الشرع واشرت الى هذا بقول الشرع حق الله دون رسوله بالنص اثبت لا بقول فلان اوما رأيت الله حين اشاده ما جاء في الآيات ذكر الثاني. وجميع صحب محمد لم يخبروا. شرع الرسول وشاهد برهان احسن الله اليكم قال امام الدعوة رحمه الله تعالى المرتبة الثانية الايمان وهو بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اما في الاذان عن الطريق والحياء شعبة من الايمان واركانه ستة ان يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره به كله من الله والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن ومن امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقنا بقدر الايمان في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقته التصديق الجازم باطنا وظاهرا بالله تصديق الجازم باطلا وظاهرا بالله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو ايش الاعتقادات الباطنة فانها تسمى ايمانا وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الايمان الاسلام والاحسان والايمان بضع وستون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان ثبت ذلك في الصحيحين واختلف لفظهما في عد شعب الايمان فوقع عند البخاري بضع وستون وعند مسلم بضع وسبعون وفي رواية له بضع وستون او وسبعون والمحفوظ هو لفظ البخاري بضع وستون وشعب الايمان هي اجزاؤه وخصاله الجامعة هي اجزاؤه وخصاله الجامعة ومنها قولي مثل بقول لا اله الا الله و عملي اماطة الاذى عن الطريق وقلبي كالحياء فجمعت انواع شعب الايمان في حديث واحد فجمعت انواع شعب الايمان في حديث واحد ورأس ما ينبغي تعلمه من اركان الايمان الستة هو معرفة القدر المجزئ الواجب من الايمان بكل ركن مما هو واجب على العبد ابتداء لا يسعه جهله وهذه المسألة مع جلالتها قل من ينبه اليه الواجب عليك الايمان بالله واجب عليك الايمان بالملائكة واجب عليك الايمان بالرسل الى تمامها اذ ما هو القدر الواجب من الايمان بكل ركن حتى يتحقق اني مؤمن به هادي مسألة مهمة ان تعرف القدر الذي تصير به مؤمنا وان تعرف ما وراءه لان منها قدر يلزم كل مسلم ومنها قدر ما لا يكون كذلك كما سيأتي واستقراء ادلة الشرع يفيد ان من الايمان بالله قدرا يجب تعلمه ليصح ايمانك به. وقل مثل هذا فيه سائل اركان الايمان فالقدر الواجب المجزي من الايمان بالله والايمان بوجوده ربا معبودا له الاسماء الحسنى والصفات العلى والايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة له الاسماء الحسنى والصفات العلى والقدر الواجب المجزي من الايمان بالملائكة هو الايمان بانه عباد من خلق الله والايمان بانهم عباد من خلق الله وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالكتب والايمان لان الله انزل على من شاء من الرسل كتبا هي كلامه عز وجل ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه وكلها منسوخة بالقرآن والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالرسل هو الايمان بان الله فارسل الى الناس رسلا منهم والايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم ليأمروهم بعبادة الله وان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم والقدر الواجب المجزئ من الايمان باليوم الاخر والايمان للدعث في يوم عظيم هو يوم القيامة بمجازاة الخلق فمن احسن فله الحسنى ومن اساء فله ما عمل وجزاؤه النار من احسن فله الحسنى وهي الجنة. ومن اساء فله ما عمل وجزاؤه النار والقدر الواجب المجزئ من الايمان باليوم بالقدر هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر ازلا والايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر ازلا لا يكون شيء الا بعلمه ومشيئته فهذه الجملة هي عمودك الاقدار المجزئة من الايمان بكل ركن مما يجب على كل عبد ابتداء واذا فرغ قلبه من معرفتها انتفى الايمان عنه اذا فرغ قلبهم معرفتها انتفى الايمان عنه لان العلماء يعدون في نواقض الاسلام الناقد العاشر وهو الاعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به والمراد قولهم الاعراض عن دين الله اي عن اصله الذي لا يكون مسلما الا به اي الاعراض عن اصله الذي لا يكون مسلما الا به ذكره عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن الحسن وسليمان بن سحمان رحمهم الله تعالى فاذا اعرض عما يلزمه من ايمانه لا يكون مسلما ولو قال انا مسلم فمثلا لو قيل لعامي هل تعرف الملائكة فقال ما في شيء اسمه انت يا ولدي رح تعلم وتعال علمني هذا ما حكم اسلامه زكاة خارج من الملة لانه اعرض عما لا يكون مسلما الا به فان امتثل معرفة ما يجب عليه ابتداء فوراء ذلك قدر لا يجب عليه بالابتداء. ولكن يجب عليه بقيام الدليل لا يجب عليه ابتداء لكن يجب بقيام الدليل. فلو قيل لي عامي هل تعرف الملائكة قال نعم خلق من خلق الله فان قيل له جبريل منهم قال ما اعرف احد اسمه جبريل فان ذكرت له الايات والاحاديث في ذلك فانكرها فانه يكفر بانكاره المقطوعة به وهو القرآن خاصة وما تواتر من الاحاديث في هذا المعنى فهذا صار واجبا عليه بالابتداء ام بظهور الدليل نزول الدرس فان قيل له ثالث الملائكة قال نعم فان قيل له تعرف جبريل منهم قال والنعم معروف فان قيل له هل يموت جبريل ام لا يموت قال والله يا ولدي فان ذكرت له ما قيل من الادلة واختلاف المجتهدين في موت الملائكة وعدمه فقال لا ادري عما تقول لغموض المسألة فان هذا يقدح في ايمانه ولا ما يقدح لا يقدح في ايمانه لا يقدح في ايمانه. والقول في كل ركن من اركان الاسلام كالقول في في من اركان الايمان كالقول فيما متنا واضحة هذه مسألة مهمة وهي اولى ما ينبغي ان يبين للناس وان يعتني فيه الانسان قبل غيره ان يعتني الانسان بمعرفته ما يجب عليه ابتداء في هذه الاركان ثم يبينه لي للناس والا وقع في الاشتغال بالفضول كما قال ابو عبيدة معمر ابن ثنى عجبت لمن اشتغل بالفضول ترك الاصول يأتي واحد يبحث عن مسائل يعني لا يترتب عليها عمل في مثل هذه المسائل ويترك معرفة ما يجب عليه من هذه الاركان هذا خلط في اخذ الدين نعم احسن الله اليكم قال امام الدعوة رحمه الله تعالى المرتبة الثالثة الاحسان ركن واحد وهو ان تعبد الله وحده كأنك تراه فان لم تكن تراه انه يراك والدليل قوله تعالى ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك من عروة وثقى وقوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه وقوله تعالى وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في تاجرين انه هو السميع العليم. وقوله وما تكونوا في شأنه وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا اذ تفيضون فيه والدليل من السنة حديث جبرائيل عليه السلام المشهور عن عن عمر رضي الله عنهما قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ طلع علينا رجل شديد وبثياب شديد وسواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد. فجلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسد ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخه فقال يا محمد اخبرني عن الاسلام فقال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا فقال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال اخبرني عن الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر قدر خيره وشره قال صدقت. قال اخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك. قال صدق. قال اخبرني عن الساعة قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ قال اخبرني عن اماراتها. قال اخبرني عن اماراتها. قال ان تلد الامة ربتها. وانت الحفاة العراة العالة رعاة الشاي يتطاولون في البنيان. قال فمضى فلبسنا فلبسنا مليا فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر اتدري من السائل؟ قلنا الله ورسوله اعلم. قال هذا جبريل اتاكم يعلمكم امر دينكم ذكر المصنف رحمه الله تعالى المرتبة الثالثة من مراتب الدين وهي الاحسان والاحسان له معنيان في اللغة توقف عليهما حقيقته الشرعية الاول ايصال النفع ايصال النفع ومحله المخلوق دون الخالق والثاني الاتقان واجادة الشيء ومحله الخالق والمخلوق معا وهذا المعنى هو المراد في كلام المصنف والمذكور منه الاحسان مع الخالق وله اطلاقان شرعيان يعني ان الاحسان مع الخالق يجيء على اطلاقين احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم حقيقته اتقان الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد اتقانه الباطل الظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والثاني خاص وهو اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة قانون الاعتقادات الباطنة الاعمال الظاهرة على مقام المشاهدة او المراقبة فانه يسمى احسانا وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاحسان بالايمان والاسلام والقدر الواجب المجزئ من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين احدهما احسان معه في حكمه القدري احسان معه في حكمه القدري للصبر على الاقدار والثاني احسان معه في حكمه الشرعي بامتثال خبره بالتصديق ذاتا ونفيا بامتثال خبره بالتصديق امتثالا ونفيا وامتثال طلبه ليش فعل الواجبات درس المحرمات واعتقادي اللي الحلال واعتقادي حل الحلال وقول المصنف الاحسان ركن واحد اي شيء واحد نص عليه ابن قاسم العاصم في حاشية ثلاثة الاصول وهو متعين لتوجيه كلامه لماذا يتعين ان شرط الرقي ان يتعدد شرط الركن ان يتعجل تقول هذا البيت قائم على الركنين او ثلاثة او اربعة لكن اذا كان على ركن واحد فهو ذلك الشيء نفسه وتقدم ان الاحسان له ركنان احدهما عبادة الله والثاني ان يكون ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة كأنك تراه او المراقبة فانه يراك ثم ذكر رحمه الله تعالى حديث جبريل وهو حديث عظيم مخرج في المسند الصحيح لمسلم من حديث عمر ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم مراتب الدين الاسلام والايمان والاحسان ثم سماهن دينا بقوله في اخره يعلمكم امر دينكم ففيه بيان مراتب الدين وهن الثلاث المذكورات ولفظ امر ليس عند مسلم بل عند النسائي من الستة وختم المصنف بهذا الحديث اشتماله على جميع المسائل المتقدمة بمعرفة الدين احسن الله اليكم قال امام الدعوة رحمه الله تعالى الاصل الثالث معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وهو محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب. والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. ولهم من العمر ثلاث وستون سنة منها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا. نبئ باقرأ وارسل بالمدثر وبلده مكة ما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الثاني اتبعه ببيان الاصل الثالث. وهو معرفة العبد نبيه صلى الله عليه وسلم. والنبي له في شرعي معنيان احدهما عام وهو رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم فيندرج فيه الرسول يندرج فيه الرسول مثل قوله تعالى فبعث الله النبيين مبشرين مبشرين ومنذرين النبيين هنا يدخل فيه ايضا الرسول لانه بالمعنى العام والاخر خاص وهو رجل انسي اوفي اليه وبعث الى قوم موافقين فلا يندرج فيه الرسول منه قوله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبيا الا اذا تمنى الاية فهنا فرق بين النبي والرسول وسبق ان عرفت ان الاصل الاول منه قدر واجب. وان الاصل الثاني منه قدر واجب وكذلك معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم منها قدر واجب متعين على كل احد. لا يصح دينه الا به والواجب في معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم اربعة امور الاول معرفة اسمه محمد دون بقية نسبه معرفة اسمه محمد دون بقية نسبه فالواجب على كل احد من المسلمين معرفة ان الذي ارسل الينا اسمه محمد لان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بشخصه ووصفه وحقيقة بعثه لان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بشخصه ووصفه وحقيقة بعثه فمن لم يعرف اسمه كيف يعرف كونه رسولا واسمه الاول كاف في تحقيق هذا المقصود ولذلك لم يأتي في القرآن الزيادة عليه فلو قلت لقائل ما اسم من ارسل الينا؟ قال لا ادري فكيف يعرف انه ارسل الينا وهو لا يدري من اسمه ولهذا الفقهاء قالوا حكم تسمية المولود ايش واجب لزلك ولد ما تخليه بدون اسم يجب ان تسميه الناس الان عندهم هذا امر جبلي طبعي لكن شرعا واجب لماذا واجب هذا الدليل لكن لماذا؟ العلة في الحكم؟ لانه لا يتميز ما له من حق وما عليه الا باسمه كيف يتميز الله حقا من فرض او هبة او غيرها الا باسمه ولو ترك غفلا لم يعرف ما له وما عليه من حق. ودليله الاجماع على وجوب ذلك نقله ابن حزم في مراتب الاجماع والثاني معرفة انه عبد الله ورسوله اختاره الله واصطفاه من البشر وفظله بالرسالة خليفة انه عبد الله ورسوله اختاره الله واصطفاه من البشر وفضله بالرسالة وهو خاتم الانبياء والمرسلين والثالث معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق فتجب طاعته معرفة انه جاءنا البينات والهدى ودين الحق فتجب طاعته والرابع معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو كتاب الله معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو كتاب الله وقد عمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا وستين سنة قسمت شطرين فمنها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا اوحي اليه وبعث وهو ابن اربعين سنة ووحي البعث الذي يصطفي الله به من يشاء من عباده نوعان ووحي البعث الذي يصطفي به الله من يشاء من عباده نوعان احدهما وحي نبوة والاخر وحي رسالة وهي درجة اعلى من النبوة وكان اول الموحى الى نبينا صلى الله عليه وسلم اجي صدر سورة العلق واولها اقرأ وهو ابتداء وحي البعث اليه فثبتت له به مرتبة النبوة ثم لما انزلت عليه سورة المدثر المتضمنة امره بندارة قوم مخالفين ثبتت له مرتبة الرسالة فارتقى من النبوة الى الى اللسان فمعنى قول المصنف نبئ باقرأ وارسل بمدثر اي ثبتت له النبوة بانزال فواكه سورة العلق واولها اقرأ وثبتت له الرسالة بانزال سورة المدثر عليه نعم احسن الله اليكم قال امام الدعوة رحمه الله تعالى بعثه الله بالنذارة عن الشرك ويدعو الى التوحيد اني دعوة بعثه الله بالنذارة عن الشرك ويدعو الى التوحيد والادارة كالبشارة وزنا ومقابلها معنى ان يكثروا ان دارهم نذاره انما هي النذارة تحفظها كيف مقابلها البشارة احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى بعثه الله بالندا رجع الاشرك ويدعو الى التوحيد والدليل قوله تعالى يا ايها المدثر قم فانذر ربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمن وتستكثر ولربك فاصبر. ومعنى قم فانذر ينذر عن الشرك ويدعو الى التوحيد ربك فكبر اي عظمه بالتوحيد وثيابك فطهر اي طهر اعمالك عن الشرك والرجز فاهجر الرجز الاصنام وهجرها تركها واهلها والبراءة منها واهلها وعداوتها واهلها وفراقها واهلها اخذ على هذا عشر سنين يدعو الى التوحيد وبعد العشر عرج به الى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس وصلى في مكة ثلاث سنين وبعدها امر الهجرة الى المدينة والهجرة فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي باقية الى ان تقوم الساعة والدليل قوله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجر فيها. فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. الا المستضعفين من الرجال النساء والوجان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا. وقوله تعالى يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي تعبدون. قال البغوي رحمه الله تعالى سبب نزول هذه الاية في المسلمين الذين بمكة لم يهاجروا ناداهم الله باسم والدليل على الهجرة من السنة قوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها المقصود من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم امران الاول النجارة عن الشرك ولفظ الانذار يشتمل على التحذير والترهيب والثاني الدعوة الى التوحيد ولفظ الدعوة يشتمل على الطلب والترغيب لفظ الدعوة تشتمل على الطلب والترغيب والدليل قوله تعالى قم فانذر وربك فكبر فقوله قم فانذر دال على الاول لان لانه امر بالنذارة من كل ما يحذر منه واعظم ما يحذر منه الشرك فقوله وربك فكبر امر بالثاني لانه امر بتكبير الله وتعظيمه واعظم ما يكبر الله به هو التوحيد وفسر المصنف رحمه الله قوله وثيابك فطهر لقوله اي طهر اعمالك عن الشرك وعليه اكثر السلف اتاه ابن جرير الطبري والثياب تعم الاعمال واللباس والثياب تعم الاعمال واللباس والسياق تدل على ان الاولى وتفسيرها بالاعمال الملابسات لا بالثياب الملبوسة السياق يدل على ان اولى تفسيرها بالاعمال الملابسات لا بالثياب الملبوسات ومن القواعد النافعة رعاية السياق والاستعانة به في تفسير كلام الخلاق اما في السورة نفسها او بحسب القرآن كله. فالسياق يعين على بيان المجملات تعييني المحتملات احلي الاشكالات ذكره ابو محمد ابن عبد السلام في كتاب الامام ثم ذكر اصول هجر عبادة الاصنام وهي اربعة اصول الاول تركها وترك اهلها والثاني فراقها وفراق اهلها وهذا قدر زائد عن الترك لماذا لان المفارق مباعد لان المفارق مباعد والثالث البراءة منها ومن اهلها ثالث البراءة منها ومن اهلها والرابع عداوتها وعداوة اهلها وفيه زيادة على سابقه باظهار العداوة لان المتبرأ قد يعادي وقد لا يعادي وهذه الاصول لا تختص بعبادة الاصنام بل تعم عبادة ما يتخذ من الالهة دون الله ثم ذكر المصنف انه لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يدعو الى التوحيد وبعد مضي العشر به الى السماء اي صعد به ورفع اليها وكان معراجه بعد الاسراء الى بيت المقدس وفرضت عليه الصلوات الخمس في تلك الليلة فصلى بمكة ثلاث سنين وبعدها امر بالهجرة الى المدينة النبوية وكانت تسمى ايش يثلب والهجرة شرعا ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه وهي ثلاثة انواع احدها هجرة عمل السوء هجرة عمل السوء بترك الكفر والفسوق والعصيان والثاني هجرة بلد السوء بمفارقته والتحول عنه والثالث هجرة اصحاب السوء بمجانبة من يؤمر بهجره من الكفرة والمبتدعة والفساق بمجانبة من يؤمر بهجره من الكفرة والمبتدعة والفساق ومن هجرة البلد المأمور بها الهجرة من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي فريضة في حق من جمع وصفين وهي فريضة في حق من جمع وصفين اولهما عدم القدرة على اظهار الدين عدم القدرة على اظهار الدين والتاني القدرة على على الخروج من بلد الكفر القدرة على الخروج من بلد الكفر فمن اجتمع فيه هذان الوصفان وجبت عليه الهجرة ومن لا يكون قادرا فانه يعذر لعجزه من لا يكون قادرا فانه يعذر لعجزه ومن كان متمكنا من اظهار دينه بين الكفار فالهجرة في حقه تحابى لكن ما معنى اظهار الدين كيف طيب وابطال دين المشركين احسنت اظهار الدين هو اعلان شعائره وابطال دين المشركين واظهار شعائره وابطال دين المشركين نص على هذا جماعة من المحققين منهم عبد اللطيف واسحاق ابنا عبد الرحمن ابن حسن ال الشيخ وحمد ابن عتيق ومحمد لابراهيم ال الشيخ وعبدالرحمن ابن سعدي رحمهم الله فالذي لا يتمكن من عيب دين المشركين لا يكون متمكنا من اظهار دينه فليس اظهار الدين مقصورا على اعلان الشعائر الظاهرة كالاذان والصلاة والصيام والافطار جماعة في مركز اسلامي بل لابد من عيب دين المشركين لا السكوت عنه فضلا عن تصحيحه فان الساكت عنه لا يكون مظهرا للدين ويجب عليه ان يهاجر من ذلك البلد القائل بمدحه على شفا جرف هارف فهو اما كافر واما فاسق بحسب ما يمدح به بالنظر الى كلامه الذي يتكلم به فان صحح دينهم ايش من صحح دينهم فحكمه كافر وهذا الامر بلي به المسلمون لغلبة الجهل حتى صاروا لا يظنون ان اظهار الدين الا انك تصلي وتصوم وتزكي اما ان تقول ان دين اليهودية باطل دين نصرانية باطل قل لا نحن لا نقول هذا الكلام ليس المقصود بعيب دين المشركين هو التطاول عليهم والاعتداء عليها في بلدانهم المقصود ان يعلم منه اظهار دين المسلمين. فاذا خطب الخطيب لذلك واقره المسلمون على ذلك وكان من شعائرهم الظاهرة هذا اظهار للدين لكن ان تمر السنين ولا يخطب في مثل هذا ولا يكون من الدين الظاهر المعلوم عند المسلمين هذا فهم على خطر في ما هم فيه احسن الله اليكم قال امام الدعوة رحمه الله تعالى فلما استقر بالمدينة امر فيها ببقية شرائع الاسلام مثل الزكاة والصوم والحج والاذان والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من شرائع الاسلام. اخذ على هذا عشر سنين وبعدها توفي صلوات الله وسلامه عليه. ودينه وهذا دينه لا خير الا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها عنه. والخير الذي دل عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه بعثه الله الى الناس كافة وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والانس والدليل قوله تعالى قل يا ايها الناس اني طول الله اليكم جميعا واكمل الله له الدين والدليل قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا والدليل على موته صلى الله عليه وسلم قوله تعالى انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون والناس اذا ماتوا يبعثون والدليل قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى فقوله تعالى والله انبتكم من الارض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا وبعد محاسبون ومجزيون باعمالهم ومجزيون باعمالهم والدليل قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى ومن كذب ببعث كفر والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما ثم ذلك على الله يسير. وارسل الله النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بعد هجرته اليها وامر فيها ببقية شرائع الاسلام وكانت مدة بقائه فيها عشر سنين ثم توفي صلوات الله وسلامه عليه وبقي بعده دينه وهو دين الاسلام وقد بلغ صلى الله عليه وسلم الرسالة وادى الامانة وهدى الامة فابلغ في النصيحة فلا خير الا دلها عليه ولا شر الا حذرها منه والخير الذي دلها عليه هو التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه والشر الذي حذرها منه هو الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه والتوحيد طرد من افراد ما يحبه الله ويرضاه. والشرك فرد من افراد ما يكرهه الله ويأباه. وافردا بالذكر لماذا تعظيما لقدرهما في الخير والشر تعظيما لقدرهما في الخير والشر. فاعظم الخير توحيد الله واعظم الشر الشرك بالله عز وجل. ثم ذكر المصنف ان الله بعث النبي صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة اي من الجن والانس لان الناس يشمل هؤلاء وهؤلاء فهو مأخوذ من النوس وهو الحركة والاضطراب وقد بينه المصنف بقوله وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والانس فاسم الناس يشمل الانس والجن جميعا واكمل الله له الدين كما اخبر عز وجل ثم مات صلى الله عليه وسلم تصديقا لخبر الله انك ميت وانهم ميتون والناس اذا ماتوا يبعثون والبعث في الشرع هو قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان صيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور الثانية وبعد البعث يحاسب الناس ويجزون باعمالهم بعد البعث يحاسب الناس ويجزون باعمالهم والحساب في الشرع ايش عدوا اعمال العبد يوم القيامة عدوا اعمال العبد يوم القيامة والجزاء هو الثواب بالنعيم المقيم وداره الجنة او العذاب الاليم وداره النار هو الثواب من نعيم المقيم ودار الجنة او العذاب الاليم وجاره النار احسن الله اليكم قال امام الدعوة رحمه الله تعالى وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين والدليل قوله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. واولهم نوح واخرهم محمد عليهم الصلاة والسلام وهو خاتم النبيين لا نبي بعده والدليل قوله تعالى ما كان محمد ابا ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبي والدليل على ان نوحا اول والدليل على ان نوحا اول الرسل قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى والنبيين من بعده. وكل امة بعث الله اليها رسولا من نوح الى محمد عليهم الصلاة والسلام يأمرهم بعبادة الله وحده نهاهم عن عبادة الطاغوت والدليل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وافترض على جميع الكفر بالطاغوت والايمان بالله. قال ابن القيم رحمه الله تعالى ومعنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او والطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة. ابليس لعنه الله. ومن عبد وهو راض ومن ومن ادعى شيئا من علم الغيب ومن دعا الناس اليه عبادة نفسه ومن حكم بغير ما انزل الله والدليل قوله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر الطاغوت ويؤمنون بالله فقد استمسك من عروة مثقالا فصام لها والله سميع عليم. وهذا هو معنى لا اله الا الله. وفي الحديث رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيله والله اعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان ما يتعلق ببعثة رسولنا صلى الله عليه وسلم ذكر قاعدة كلية في بعث الرسل فقال فارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين فبعثهم يتضمن امرين احدهما البشارة لمن اطاعهم بالفلاح في الدنيا والاخرة البشارة لمن اطاعه بالفلاح في الدنيا والاخرة والثاني النجارة لمن عصاهم من الخسران في الدنيا والاخرة النذارة لمن عصاهم من الخسران في الدنيا والاخرة. ثم ذكر المصنف مسألتين الاولى ان اول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام والثانية ان اخرهم هو محمد صلى الله عليه وسلم وهو خاتم النبيين لا نبي بعد وقدم دليل المسألة الاولى المسألة الثانية لجلالتها وهو قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ثم ذكر دليل المسألة الاولى وهو قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده كيف تدل هذه الاية على اولية نوح يجيب بس يرفع يده حتى ينتظم المجلس وادم طيب اللي بعده اختلف فيه وان كان الراجح انه قبله ادم نفخ الجن والانس على انه نوح عليه الصلاة والسلام دلالته تقديم نوح في ذكر الايحاء اليه على سائر النبيين. تقديم نوح بالايحاء عليه على سائر النبيين والايحاء الذي قدم فيه نوح على غيره اي ايحاء هو ايحاء الرسالة اما ايحاء النبوة وقد تقدمه قبله عدم اتفاقا وادريس في اصح القولين عند اهل العلم ويتحرر منه ان اول ايحاء بالنبوة كان اذا ادم عليه الصلاة والسلام وان او اول ايحاء بالرسالة كان اذا نوح عليه الصلاة والسلام ووقع التصريح في الدلالة على اولية نوح بالرسالة في حديث انس في الصحيحين وهو حديث الشفاعة الطويل وفيه ان ادم يقول ائتوا نوحا اول رسول ارسله الله الى اهل الارض ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان كل امة بعث الله اليها رسولا قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا الاية ودعوات الانبياء والرسل تجتمع في اصلين احدهما الامر بعبادة الله وحده الامر بعبادة الله وحده المتضمن النهي عن الشرك وهذا مذكور في قوله تعالى ان اعبدوا الله والاخر النهي عن عبادة الطاغوت النهي عن عبادة الطاغوت المتضمن الكفر به المتضمن الكفر به وهذا مذكور في قوله واجتنبوا الطاغوت وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان به. قال تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرسل من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها. والعروة ما يتعلق ويستمسك به مؤنث الاوثق اي الاقوى ومعنى لا انفصام لها ماشي لا انقطاع لها والطاغوت له معنيان احدهما عام او خاص مقدم الخاص لانه اضيع احدهما خاص وهو الشيطان فاذا اطلق الطاغوت في القرآن كان هو المراد فاذا اطلق الطاغوت بالقرآن كان هو المراد. والثاني عام وهو المراد في القرآن اذا كان فعله المذكور معه للجمع وهو المراد في القرآن اذا كان فعله المذكور معه للجمع مثل والذين كفروا اولياء مطاغوت ايش؟ يخرجونه من النور الى الظلمات وهو المقصود بقول ابن القيم في اعلام الموقعين الذي نقله المصنف وهو المقصود لقول ابن القيم في العلم الموقعين الذين نقله المصنف وهذا احسن ما قيل في حده قاله عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد يعني كلام ابن القيم كل ما تجاوز به العبد حده الى اخره تعلق بالطاغوت بمعنى عام ام معنى خاص بالمعنى العام وجماع انواع الطواغيت ثلاثة سوى الشيطان اولها طاغوت عبادة اولها طاغوت عبادة والثاني طاغوت اتباع والثالث طاغوس طاعة ذكره سليمان ابن سحمان رحمه الله واشار المصنف الى معنى الطاغوت الخاص وبعض افراد العام في قوله والطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة ابليس لعنه الله الى اخره والمراد بالرؤوس اعظمهم خطرا واشدهم شرا اعظمهم خطرا واشدهم شرا والغيب الذي يعد مدعيه طاغوتا اي غيب هو الغيب المطلق الذي لا يعلمه الا الله اما الغيب النسبي فليس هذا مقصودا لانه يعلمه الخلق دون بعضهم دون بعض والكفر بالطاغوت والايمان بالله هو حقيقة لا اله الا الله المتضمنة للنفي والاثبات النفي في الكفر والطاغوت والاثبات في الايمان بالله وشاهده في الحديث رأس الامر للاسلام وعموده الصلاة ذروة سنامه الجهاد في سبيل الله فالامر هو الدين والمراد بالاسلام معناه المتقدم المتضمن الكفر بالطاغوت والايمان بالله والحديث المذكور قطعة من حديث معاذ ابن جبل الطويل الذي رواه الترمذي وابن ماجة باسناد منقطع وله طرق يحسن بها سيأتي معنا ان شاء الله تعالى في كتاب الاربعين النووية غدا فبتمام هذا الكتاب نكون قد فرغنا من كتابين هما فضل الاسلام و ثلاثة الاصول ونشرع غدا فجرا ان شاء الله تعالى في الاربعين النووية ثم نستكملها عصرا ثم بعد المغرب والعشاء العقيدة الواسطية وبتمام هذين الكتابين اجزتكم برواية بروايتها عني بالاسانيد التي ستمر معنا في رفع النبراس كل واحد يضبط مقروءة كل واحد ينبغي ان يعرف مقروءة هل سمع الكتاب كاملا ام سمع بعضه نعم فاذا اراد ان يفسد يعرف ماذا قرأ ما لا يدري ان كان لا يدري الناس يدرون نعم مثل مثلا اقرب الناس الى خادم شرايكم سمع كامل ثلاثة اصول ام بعضها كامل ام بعضها انه حصل له صوت وان كان لا يعلم وهناك من يعلم والاخوان اللي خرجوا ورجعوا كذلك حصل لهم فوز في السماع فينبغي ان يضبط ما دام فاته والذي كان في اثناء الشرح لا يكون فاته سماع الكتاب لكن الشرح ان يتحقق انه لم يفوته كتاب والذي له قراءة سابقة تجبر هذه القراءة النقص اذا كان عنده قراءة كاملة سابقة او كملت هذه تجبرها والناس كانوا يعتنون بهذا يقيد ماذا سمع؟ وماذا فاته؟ فيعرف ماذا اخذ هذا من اخذ العلم بحقه فلابد ان تحرصوا على اخذ العلم بحقه وبهذا نكون قد كملنا بحمد الله عز وجل هذا الدرس ووفينا بساعة ونصف لان الاخوان قالوا كم تبقى في الدرس؟ قلت ساعة ونصف. نحن كم بدأنا التاسعة وعشر او احداش دقيقة لكن عشر الان ان شاء الله اما الناس ساعة ونصف الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين