السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل العلم للخير اساس والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله محمد سيد الناس وعلى اله وصحبه البررة اكياس اما بعد فهذا قرح الكتاب الثالث من برنامج اساس العلم بسنته الثانية ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف بمدينته الثانية مدينة الركيلية والكتاب المقروء هو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام للعلامة يحيى بن شرف النووي رحمه الله تعالى المتوفى سنة ست وسبعين ست مئة بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين والمسلمين يا رب العالمين بسم الله الرحمن الرحيم قال المصنف قال المصنف رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والاراضين. مدبر الخلائق اجمعين باعث الرسل صلواته وسلامه عليهم الى المكلفين ان لهدايتهم وبيان شرائع الدين بالدلائل القطعية وواضحات البراهين. احمده على جميع نعمه واسهله المزيد من فضله وكرمه. واشهد ان لا اله الا الله الله وحده لا شريك له الواحد القهار. الكريم الغفار. واشهد ان محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله وابن المخلوقين المكرم بالقرآن العزيز المعجزة المستمرة على تعاقب السنين. وبالسنن المستنيرة للمسترشدين بجوامع الكلم وسماحة الدين صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين. والكل من وسائل الصالحين قوله رحمه الله بجوامع الكلم الجامع من الفيلم ما قلب ابناه وعظم معناه ما قل مبناه وعظم معناه وجوامع الكلم التي خص بها نبينا صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما القرآن الكريم والآخر ما صدق عليه الوصف المتقدم من كلامه صلى الله عليه وسلم في قلة المبنى وعظم المعنى لقوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة اما بعد فقد روينا عن علي بن ابي طالب وعبدالله بن مسعود ومعاذ بن جبل وابي الدرداء وابي وابي الدرداء وبني عمر وابن عباس انس ابن مالك وابي هريرة وابي سعيد الخدريري الخدري رضي الله عنهم اجمعين. من طرق كثيرات بروايات متنوعة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفظ على امتي اربعين حديثا من امر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء. وفي رواية بعثه الله العالم وفي رواية ابي الدرداء وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا. وفي رواية ابن مسعود قيل له ادخل من اي ابواب الجنة شئت. وفي رواية ابن عمر كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء. واتفق الحفاظ على انه حديث ضعيف وان كثرت طرقه وقد صنف العلماء رضي الله عنهم في هذا الباب ما لا يحصى من المصنفات. فاول من علمته صنف به عبدالله ابن المبارك ثم محمد ابن اسامة الطوسي الطوسي العالم الرباني ثم الحسن بن سفيان النسوي وابو بكري وابو بكر محمد بن ابراهيم الاصبح والدار قطني والحاكم وابو نعيم وابو عبدالرحمن السلمي وابو سعد المالني وابو عثمان الصابوني وعبدالله ابن الانصاري وابو بكر البيهقي وخلائق لا يحصون من المتقدمين والمتأخرين وقد استخرت الله تعالى في جمع اربعين حديثا اقتداء بهؤلاء الائمة الاعلام وحفاظ الاسلام وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث بل على قوله صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة ليبلغ الشاهد منكم الغائب. وقوله صلى الله عليه وسلم نظر الله امرء سمع مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها قوله رحمه الله بوينا فيه ضان احدهما ضم اوله وكسر ثانيه اي روى لنا شيوخنا وثانيهما فتح اوله وثانيه من غير تشديد روينا ولكل منهما مقامه اللائق به فمن تفضل عليه شيوخه فرووا له الحديث قال قوينا ومن اجتهد واستنبط مغوي شيوخه قال روينا وذكر بعض المتأخرين ضبطا ثالثا وضم اوله قسم ثانيه مخففا روينا وهو بمعنى الاول والحديث المقدم في كلام المصنف رحمه الله وهو حديث من حفظ على امتي اربعين حديثا الحديث معتمد جماعة ممن صنفوا الاربعينيات الا انه حديث ضعيف مع كثرة طرقه فقد نقل المصنف اتفاق الحفاظ على ضعفه وفي وقوع الاتفاق نظر فان ظاهر كلام الحافظ ابي طاهر السلفي في مقدمة الاربعين البلدانية له ثبوته عنده ولعل المصنف اراد حكاية اتفاق قديم تقدمي على ابي طه على ابي طاهر السلفي مع القطع بضعف الحديث كما قال ثم ذكر المصنف جماعة ممن تقدمه من المصنفين في الاربعينيات واردحه بذكر الباعث له على جمع الاربعين وهو شيئان احدهما الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام من حفاظ الاسلام والاخر بذل جهدي في بث العلم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم ليبلغ الشاهد منكم الغائب متفق عليه من حديث ابي بكرة رضي الله عنه وقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها رواه ابو داود والترمذي من حديث زيد ابن ثابت رضي الله عنه واسناده صحيح وما ذكره اثناء كلامه من اتفاق العلماء على جوازي العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال فيه نظر من وجهين احدهما في حكاية الاتفاق عليه وما حكاه ان نصنف باتفاق العلماء على العمل بالحديث الضعيف فيه نظر من وجهين احدهما حكاية الاتفاق عليه فالمخالف فيه جماعة من من الاكابر بابي الحسين مسلم ابن الحسين مسلم ابن الحجاج النيسابوري صاحبي الصحيح ولو قيل انه قول الجمهور لكان اقرب وهو الذي اكاه المصنف في كتاب الاذكار فانه عزا القول فيه الى جمهور اهل العلم ولم يحفه اتفاقا والثاني ان الصحيح عدم جواز العمل بالحديث في فضائل الاعمال ما لم يقترن بما يدعو اليه باجماع او قول صحابي لا مخالف لا هو واشباههما مما هو مبين في محله اللائق به اليك ثم من العلماء من جمال الاربعين في اصول الدين وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد وبعضهم في الزهد وبعضهم في الاداب وبعضهم في الخطب لها مقاصد صالحة رضي الله عنها قاصديها فقد رأيت جمع اربعين اهم من هذا كله وهي اربع من احاديث مشتملة على جميع ذلك وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين قد وصفه العلماء بان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلثه او نحو ذلك ثم التزموا في هذه الاربعين ان تكون صحيحة ومعظمها في صحيحي البخاري ومسلم. واذكرها محذوفة الدفاع بها ان شاء الله تعالى ثم اتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها وينبغي لكل راغب في الاخرة ان يعرف هذه الاحاديث اشتملت عليه من المهمات واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبره وعلى الله الكريم اعتماد واليه تفويض واستناد وله الحمد والنعمة وبه التوفيق والعصمة ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة كرط كتابه وانه يرجع الى سبعة امور الاول انه مشتمل على اربعين حديثا وهو كذلك بالغاء الكسر فان عدتها اثنان واربعين فان عدتها اثنان واربعون حديث بحسب التراجم وثلاثة واربعون حديثا بحسب تفصيل عددها الثاني ان هذه الاربعين كاملة لاصول الدين كاملة لابواب الدين اصولا وفروعا وقارب رحمه الله وترك شيئا للمتعقب بعده الثالث ان كل حديث منها قاعدة من قواعد الدين العلماء لانه مدار الاسلام او نصفه او ربعه او ثلثه مما يبين علو شأنه الرابع ان كل هذه الاحاديث صحيحة فيما اداه اليه اجتهاده وخورف في بعضها بما ستعلم خبره في مواضعه ووسطه جملة منها بالحسن لا يخالف شرطه لان من اهل العلم من يدلج نوع الحسن اسمي الصحيح بمعنى الخبر الثابت فيكون قوله صحيحة يعني ايش اي ثابتة فيكون معنى قوله صحيحا اي ثابتة وقد تكون صحيحة وقد تكون حسنة بحسب المعنى المستقر اصطلاح الخامس ان معظمها في صحيحي البخاري ومسلم ان معظمها في صحيحي البخاري ومسلم اعدت ما فيها من احاديث الصحيحين اتفاقا وافتراقا تسعة وعشرون حديثا السادس انه يذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها فالمقصود بحفظ هو اللفظ النبوي المسمى بالمتن اما الاسناد فزينة له لا تراد لذاتها والسابع انه يتبعها بباب في ضبط قصيء الفاظها وهذا الباب ساقط من اكثر طبعاات الكتاب وهو من الاهمية بمكان لانه بمنزلة الشرح الوجيز جدا والنووي له عناية بهذا المورد في كتبه فقد ختم كتاب الاربعين وبستان العارفين بباب في ضبط خفي الفاظهما وصنف كتابين مفردين في هذا المعنى تم احدهما وهو تهذيب الاسماء واللغات واما الثاني وهو الاشارات فيوجد قطعة منه لا بتمامه وتتأكد العناية بضبط الفاظ الحديث النبوي بان لا يقع العبد بتحريف الحديث وتصحيحه فيجره الى الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم قال العراقي في الفيته ليحذر اللحان والمحرك على حديثه بان يحرف فيدخلا في قوله من كذب حق النحو على من طلب نعم اليك الحديث الاول عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله من كانت هجرته الى دنيا يصيبها امرأتي ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه رواه امام المحدثين ابو عبد الله ابن محمد ابن اسماعيل محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم ابن المغيرة ابن البخاري البعثي البخاري الجعفي وابو الحسين مسلم ابن الحجاج ابن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما الذين هما اصح الكتب المصنفة هذا الحديث لا يوجد بهذا السياق التام في كتاب البخاري ولا في كتاب مسلم بل هو ملفق من روايتين منفصلتين للبخاري وقوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى جملتان تتضمنان قبرين الجملة الاولى قبر عن حكم الشريعة على العمل والجملة الثانية قبر عن حكم الشريعة على العامل والنية شرعا هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله وقوله صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله الى اخر الحديث تكميل للبيان بضرب المثال فان النبي صلى الله عليه وسلم لما بين ما يعتد به من الاعمال في قوله انما الاعمال بالنيات وبين حظ العامل من عمله في قوله وانما لكل امرئ ما نوى اتم البيان بضرب المثال بعمل واحد اثرت النية فيه قبولا ورد وهو الهجرة فقال فمن كانت هجرته الى الله ورسوله رصدا وعملا فهجرته الى الله ورسوله جزاء واجرى ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه اي فليس له من هجرته الا العمل الذي اراد فالاول تاجر والثاني نكح واختار النبي صلى الله عليه وسلم ضربا مثالي بالهجرة لان العرب كانت لا تعرف التخلي عن بلادها الا لغلبة عليها واخراج منها فان العربي ضنين بارضه شديد التعلق بها يعز عليه ان يفارقها فلما جاء الشرع بالامر بخروجهم من دار الكفر الى دار الاسلام صار هذا العمل من الاعمال التي يتميز بها المسلمون عن الكافرين فضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل به واضح واضح لماذا اختار ضرب المثل قلنا وانما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل بالهجرة وهي ترك العبد بلده الى غيرها لان العرب كانت لا تعرف التخلي عن ارضها والخروج منها الا اذا غلبت عليها وقهرت بالاخراج منها او انتجعت في طلب كلأ ومرعى لمدة ثم تعود الى موطنها فلما جاء الشرع بامرهم بالخروج من ديار من ديار الكفر الى ديار الاسلام صار هذا العمل مما يتميز به المسلمون عن الكافرين واضح نعم الله اليك الحديث الثاني عن عمران رضي الله عن عمر رضي الله عنه ايضا قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ طلعنا اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر. لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى فجلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه. وقال يا محمد اخبرني الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا قال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فاخبرني عن الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم من الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال صدقت قال فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك قال فاخبرني عن الساعة. قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ قال فاخبرني عن امارتها. قال ان تلد الامة ربتها وانت الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان. قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال يا عمر اتدري من السائل قلت الله ورسوله اعلم. قال فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم. رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم وليس في النسخ التي منه بايدينا قوله جلوس ووقع في اخره ثم قال لي يا عمر بزيادة كلمة لي وقوله فيه فاسند ركبتيه الى ركبتيه وضع كفيه على فخذيه اي اسند ركبتيه الى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ووضع كفيه على ايش على اخذي النبي صلى الله عليه وسلم كما وقع مصرحا به عند النسائي من حديث ابي ذر وابي هريرة رضي الله عنهما مقرونين اسناده صحيح يعني من الذي وضع يديه تائب وضعهما على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم واضحة الصورة في اذهانكم طيب لماذا فعل هذا نعم ايش الصحابة كان وضعها على فخذه ايضا انضر الصحابة يقول واحد ثاني على ان اللفت والصرف لفت نظره يعني صرف نظره مو بوجهة نظره هذا اسم توجيه النظر اما معروف عند الناس يقول اه نريد لفت الانظار المعنى عكسها يعني يريد صرف الانظار نريد توجيه الانظار ليه يفعلون الاعراب والاعراض كلهم العرب سواء اعراب او قبر اهل بلدة يفعلون هذا وباعثه المبالغة في اظهار حاجة السائل وافتقاره الى مقصوده وباعثه مبالغة في اظهار حاجز السائل انتقاله الى مقصودة ما تسمعون في القصص فدخل عليه ورمى نفسه عليه اذا كان يريد حاجة جواب بلى يعرفنا في هذه البلاد او دخل عليه ورمى عمامته عليه هذه اصلها عند العرب هي الاستجداء واستنهاض همة المطلوب لاجل ان يجيبه في حاجته هذه هي باعث هذا العمل وقوله اخبرني عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله الحديث سيأتي بيان هذه الجملة في حديث الثالث باذن الله وقوله اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته الحديث متضمنة لبيان ببيان حقيقة الايمان واركانه فالايمان بالشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقته التصديق الجازم باطنا وظاهرا تعبدا لله بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والثاني خاص وهو الاعتقادات الباطنة وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان واما اركانه فعدت في هذا الحديث جثة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وقوله فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه متضمنة الخبر عن حقيقة الاحسان واركانه فاما حقيقة الاحسان فان الاحسان في الشرع له معنيان بحسب تصرفه اللغوي فان الاحسان في اللسان يطلق على معنيين الاول ايصال النفع ومحله المخلوق دون الخالق والثاني الاتقان واجادة الشيء ومحله المخلوق والخالق والمذكور منه في الحديث هو الاحسان مع الخالق بان يعبده العبد كانه يراه فان لم يكن يراه فان الله عز وجل يراه فالاحسان في الشرع له معنيان احدهما عام وهو اتقان الباطن والظاهر ادخال الباطن والظاهر تعبدا لله بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم والثاني قاص وهو اتقان الباطن والظاهر وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاحسان بالاسلام والايمان فيتحرر مما سبق ان الاسلام والايمان والاحسان تقع كل لفظة منها دالة على الاخريين اذا انفردت فاذا ذكر الاسلام وحده دخل فيه الايمان والاحسان واذا ذكر الايمان وحده دخل فيه الاسلام والاحسان واذا ذكر الاحسان وحده دخل فيه الايمان والاسلام فان جمعنا في نسق واحد كقولنا مراتب الدين ثلاثة الاسلام والايمان والاحسان انفردت كل كلمة بمعنى فصار الاسلام اجي الاعمال الظاهرة الاعمال الظاهرة وصار الايمان الاعتقادات الباطنة وصار الاحسان اتقانهما وصار الاحسان اتقانهما وقوله فاخبرني عن امارتها الامارة بفتح الهمزة العلامة وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث علامتين للساعة الاولى ان تلد الامة ربتها والامة الجارية المملوكة وربتها الربة مؤنث الرب اي مالكتها جيدتها والمصلحة لها على ما تقدم ان الرب في لسان العرب له ثلاثة معان هي سيد والمالك والمصلح للشيء القائم عليه ذكره ابن الانباري ترغو ابن الانباري في الزاهد فان قال قائل فان الشجاعية وغيره ذكروا نحو ثلاثين معنى للرب سوى هذه الثلاثة فما الجواب يستلحق بها ان الزائد عن هذه الثلاثة يرجع يرجع الى واحد منها لانه لازم له يرجع الى واحد من هذه الثلاثة لانه لازم من لوازمه فلو قيل مثلا الرب من معانيه المنعم رجع الى معنى المصلح للشيء القائم عليه لان الاصلاح لا يتم الا بانعام فانه اذا عدم الانعام عدم عدم الاصلاح والثانية ان يتطاول الحفاة العراة رعاء الشاي في البنيان والحفاة هم الذين لا ينتعلون والعراة هم الذين لا يلبسون ما يستروا عوراتهم والعالة فتح اللام المخففة هم الفقراء والرعاء بكسر الراء هم الذين يرعون بهائم الانعام الابل والبقر والغنم وقوله لبثت هكذا وقع في كتاب الاربعين اخره تاء وهو مروي بدونها لبس وكلاهما صحيح ذكره المصنف طرح صحيح مسلم وقوله مليا اي زمنا طويلا وهو بفتح الميم وكسر اللام وتشديد الياء مفتوحة وصح عند اصحاب السنن تقديره بثلاث ليال بعد وقوع القصة فاخبره النبي صلى الله عليه وسلم خبر السائل بعدها الله اليك قال رحمه الله الحديث الثالث عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم وقوله بني الاسلام المراد به الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقته الشرعية استسلام الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والمذكور في الحديث هو اركان الاسلام فقد مثل الاسلام ببنيان له خمس دعائم قد اقامه الله عليها وما عداها من شرائع الاسلام فهي تتمة البنيان فشرائع الاسلام بالنظر الى الركنية وعدمها نوعان احدهما طلائع الاسلام التي هي اركانه وهي الخمس المذكورة في الحديث ولا سادس لها والاخر شرائع الاسلام التي ليست باركان له شرائع الاسلام التي ليست باركان له مما هو واجب او نفل وعد النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث اركان الاسلام واحدا واحدا فذكر الركن الاول في قوله شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فالشهادة التي هي ركن للاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم ماشي بالرسالة وذكر الركن الثاني في قوله واقام الصلاة الصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي صلاة اليوم والليلة وهي الصلوات الخمس المفروضة وذكر الركن الثالث في قوله وايتاء الزكاة والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المفروضة في الاموال المعينة وذكر الركن الرابع في قوله وحج البيت وحج البيت الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج بيت الله الحرام في العمر مرة واحدة وذكر الركن الخامس في قوله وصوم رمضان والركن منه صوم شهر رمضان في كل تلاتين وببيان هذه المقادير المحققة للاركان يدرى ان ما ورائها زائد عن الركنية ولو كان واجبا فمثلا الشهادة في خصومة او بيع واجبة الاداء على من توقف الحق فيها عليه فان كتمها لم يقدح ذلك في ركن الشهادة لماذا من حصار ركن الشهادة بالشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة تال اخر لو نذر احد ان يحج بيت الله الحرام وقد ادى فرضه قبل فان حجه فرض عليه لنذره فان لم يحج لم يقدح بالحج الذي هو ركن لماذا لانه قد تقدم منه قظاء نسكه وهذا واجب لا بسبب الاسلام وانما بسبب النذر الذي نذره على نفسه نعم الله اعلم رحمه الله الحديث الرابع عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما. ثم يكون علقة مثل ذلك. ثم يكون مضغة مثل ذلك. ثم يرسله الملك سوف ينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكثر رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد. فوالذي لا اله غيره ان احد انكم ليعملوا بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع. فيسير عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة دخولها رواه البخاري ومسلم هذا الحديث مخرج في الصحيحين كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه الا انه ليس بهذا اللفظ عند احدهما بل السياقات الواردة فيهما تختلف عنه وقوله صلى الله عليه وسلم ان احدكم يجمع خلقه المراد بالجمع الضم ومحله الرحم فحقيقته على ما ذكر اهل الطب ان الله يجمع خلقه في الاربعين الاولى جمعا خفيا تتميز فيه صورة الجنين تميزا اجماليا لا تفصيليا ذكره ابن القيم في كتاب التبيان وقوله ثم يكون علقة اي بعد كونه نطفة والنطفة هي ماء الرجل والمرأة اذا اجتمعا والعلقة هي القطعة من اللحم وفيها يبدأ تفصيل اجمال خلق الجنين كما جاء مصرحا به في صحيح مسلم من حديث حذيفة بن اسيد الغفاري رضي الله عنه في هذا الطور يتبين جنس الجنين اذكر ام انثى وقوله ثم يكون مضغة بعد ذلك المضغة القطعة الصغيرة من اللحم فيلتقي فيها الجنين من مرحلة العلقة الى مرحلة اعلى وقوله ثم يرسل اليه الملك ثم ينفخ فيه الروح ثم ينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات وقع في رواية عند البخاري التصريح بان النفخ متأخر عن كتابة الكلمات المذكورة فتتقدم كتابة الكلمات المذكورة اولا ثم تنفخ الروح ثانيا وهي رواية مفسرة للعطف المسوى هنا بالواو فان العطف المذكور عند البخاري بثم ثم تقتضي الترتيب والتعقيب فتقدير الكلام ثم يؤمر باربع كلمات ثم ينفخ فيه الروح وكتابة المقادير تقع مرتين في الرحم وكتابة المقادير تقع مرتين في الرحم الاولى بعد الاربعين الاولى في اول الثانية بعد الاربعين الاولى في اول الثانية قد جاء ذكرها في حديث حذيفة عند مسلم والثانية بعد الاربعين الثالثة اي بعد اربعة اشهر وهي المذكورة في حديث ابن مسعود هنا والقول بتكرار كتابة المقاليد مرتين هو الذي تجتمع به الادلة وتدل عليه واختاره ابو عبد الله ابن القيم في كتاب التبيان وكتاب شفاء العليل وكتابه قاشية تهذيب سنن ابي داوود هذا المحل معترف انظار اذ ذهب بعض اهل العلم الى الجزم بان الكتابة تكون بعد الاربعين الاولى لحديث حذيفة عند مسلم وذهب قوم الى انها لا تكون الا بعد الاربعين الثالثة وغلطوا القول بتقدم كتابة قبلها والصحيح تكرار الكتابة مرتين جمعا بين الحديثين طيب لماذا تقع الكتابة مرتين اذا كرر الفعل فالمراد منه التأكيد والمراد من ذلك تأكيد ثبوت المقادير ونفوذها وقوله ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة هو باعتبار ما يبدو للناس ففي الصحيحين من حديث سهل ابن سعد رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يظهر للناس فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها فان الرجل ليعمل بعمل اهل النار فيما يظهر للناس فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها فالعامل بعمل اهل النار الكائن من اهل الجنة وبحسب ما يعلم الناس منه وله في داخلة امره قصيصة بالخوف من ربه اوجبت سبق الكتاب عليه فتاب واناب ودخل الجنة والعامل بعمل اهل الجنة فيما يظهر للناس له خسيسة مع ربه يخفيها فيسبق عليه الكتاب فتغلب عليه فيظهرها فيموت عليها فيدخله الله عز وجل النار وهذا يوجب على العبد الخوف من خاصة امره مع ربه الذي ينفرد به دون الناس هل هو خصيصة يتميز بها ام خسيسة يهوي بها فاذا كان ذلك خصيصة فليحمد الله فان العبد لا يخلو من المعصية واذا صار عند خلوه بربه يخاف ذنبه رجيته الرحمة فاذا كانت له خسيسة فليتدارك نفسه فانه اذا استهان بنظر ربه اليه اهانه الله عز وجل بظهور تلك المعصية عليه فسبق الكتاب بها فقضى عليه ربه عز وجل بما ختم له فادخله النار اي نعم هذا الفرق بينهما نعم خصيصة خصيصة لما يشرف ويبطل فجزاك الله خير لك خصيصة بحضورك لهذا الدرس انت ممن نستفيد منك ان شاء الله تعالى الخسيسة هي الامر الرديء الذي ينفر منه والعرب لها في حروفها اسرار قد تجعل الحرف عوض اخر للدلالة على معنى ابلغ او يقابل طاحبة فهم يفرقون مثلا بين قولهم جرح وقرح فالجرح لما لطف والقرح لما اشتد ومثله المس والمش فالمس لما خف ومنه قول الفقهاء مس الرجل المرأة ومز الرجل ذكره والمش ايش المشي لما اشتد المشي بالشين لما اشتد عندنا في عرفة النجد يقولون ايش؟ اذا كان في اليد دهن يقولون مش هاديك يعني بشدة وليس وليس برفق فالعرب لهم في حروفهم اسرار. ولابن القيم في جلاء الافهام كلام عظيم في الدلالة على ذلك نعم قال المصنف رحمه الله في الحديث الخامس عن ام المؤمنين ام عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رب فهو رد رواه البخاري ومسلم. وفي رواية للمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وقد علقها البخاري هذا الحديث مخرج في الصحيحين ايضا واللفظ المذكور هو لمسلم لم تختلف نسخه فيه اما البخاري ففي اكثر النسخ من احدث في امرنا هذا ما ليس فيه والرواية الاخرى عند مسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو قال هي عند البخاري ايضا لكنها عند البخاري معلقة ما معنى معلقة ما سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف واحد او اكثر المعلق عند المحدثين ما سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف واحد او اكثر فمثلا اذا قال البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد فهذا يسمى معلقا. فاذا قال البخاري حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا امظلة ابن ابي سفيان عن عكيمة ابن خالد عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الاسلام على خمس هذا يسمى موصولا لانه ذكر اسناده وفي هذا الحديث بيان مسألتين عظيمتين الاولى في قوله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه ففيه بيان حد المحدثة في الدين التي سمتها الشريعة بدعة وبينت حقيقة البدعة بامور اربعة اولها ان البدعة ايش احداثا ان البدعة احداث وثانيها ان ذلك الاحداث في الدين لا الدنيا ان ذلك الاحداث بالدين لا الدنيا وثالثها انه احداث في الدين بما ليس منه انه احداث في الدين بما ليس منه فلا يرجع الى اصوله ولا مقاصده ولا يمكن بناؤه على قواعده ورابعها ان هذا الاحداث بالدين بما ليس منه يقصد به التعبد ان هذا الاحداث في الدين بما ليس منه يقصد به التعبد لان حقيقة جعله دينا ارادة التقرب الى الله به لان حقيقة جعله دينا ارادة التقرب الى الله به فالحد الشرعي للبدعة يرحمك الله فالحد الشرعي للبدعة مستفادا من الحديث ايش ما احدث بالدين مما ليس منه بقصد التعبد او التقرب ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد اما المسألة الثانية فهي بيان حكم البدعة وهو في قوله صلى الله عليه وسلم رد اي مردود فهي لا تقبل من صاحبها وقوله في الرواية التي عند مسلم وعلقها البخاري من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اعم من اللفظ الاول لانها تبين رد نوعين من العمل احدهما عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على حكم الشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على حكم الشريعة والاخر عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا لحكم الشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا لحكم الشريعة فهذا الحديث بروايتيه اصل جليل في ابطال في ابطال البدع الحادثات وان كان المنكرات الواقعات فهذا الحديث بروايتيه اصل جليل في ابطال البدع المحدثات وانكار المنكرات فيسلط للرد على المبتدعة الضلال والرد على مشيعي المنكرات من اهل الفساد والانحلال فيسلط بالرد على اهل البدعة والضلال وعلى مشيعي المنكرات اهل الفساد والانحلال وهو مع وجازة لفظه ميزان للاعمال الظاهر كما ان حديث عمر رضي الله عنه انما الاعمال بالنيات ميزان للاعمال الباطنة فالشريعة لها ميزان مركب من شيئين احدهما ما يتعلق بالباطل وهو المذكور في حديث عمر انما الاعمال بالنيات والثاني ما يتعلق بالظاهر وهو المذكور في حديث عائشة رضي الله عنها ومن اللطائف المستجابة والفوائد المستظرفة ان حديث انما الاعمال بالنيات لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم الا من رواية عمر وان حديث من احدث في امرنا هذا ما ليس منه لم يصح الا من رواية عائشة فيمثل في ذلك تعرفون ان الحديث قد يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من واحد ولكن هذان الحديثان مع جلالتهما وكونهما ميزان الشرع لم يصح الا من حديث واحد وواحد عن النبي صلى الله عليه وسلم لماذا طيب كن مستقرا مثلي لماذا ما رواه غيرهما لماذا يعني قدر الله عز وجل الا يروى الا من حديث واحد وحديث واحد فيه تنبيه لطيف الى ان الميزان لا يستقيم الا بيد واحد لانه اذا كثر الوزنون اختلف الميزان والطرب لكن لما روي هذا الامر من حديث واحد وواحد عن الصحابة استقام هذا الميزان الشرعي فلا تجدوا في حديث انما الاعمال بالنيات اختلافا في رواياته ولا اضطرابا بين رواته ولا تجد هذا ايضا في حديث من احدث بامرنا هذا ما ليس منه فتنبيها الى صفوف حال الميزان وانه لا ينضبط الا بيد واحد لم تقع روايته في هذا وذاك الا من حديث واحد من الصحابة نعم الله اليك قال المصنف رحمه الله الحديث السادس عن ابي عبد الله النعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين فان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس طب انا اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. ومن وقائع الشبهات وقع في الحرام. كالراعي يرعى حول الحمى. يوشك ان يرتع الا وان لكل ملك حمى الا وان حمى الله محارمه. الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه وفي الحديث اخبار بان الاحكام الشرعية الطلبية من جهة ظهورها نوعان النوع الاول بين جلي فالحلال بين والحرام بين يحل بهيمة الانعام وحرمة الزنا والثاني مشتبه متشابه مشتبه متشابه والمتشابه بالاحكام الشرعية الطلبية هو ما لم يتضح معناه ولا تبينت دلالته والمتشابه بالاحكام الشرعية الطلبية ما لم يتضح معناه ولا تبينت دلالته والناس فيما يشتبه عليهم من الاحكام الشرعية الطلبية قسمان الاول من كان متبينا لها عالما بها ان كان متبينا لها عالما بها واشير اليه بقوله لا يعلمهن كثير من الناس فان نسي علم المتشابه عن كثير من الناس يدل على اثبات علمه لكثير من الناس فانه لا يخفى على الناس كلهم بل يكون فيهم من يعلمه ومن لا يعلمه والقسم الثاني من لم يتبين امرها ولا علم حكم الله فيها وهؤلاء صنفان احدهما المتقي للشبهات التارك لها والاخر الواقع فيها الرافع في جنباتها والواجب على العبد اذا لم يتبين مشتبهة من الحكم الشرعي الطلبي ان يتقيه مجتنبا له بامرين احدهما الاستبراء لدينه وعرضه اي طلب البراءة والثاني ان من وقع في الشبهات جرته الى المحرمات وضرب له النبي صلى الله عليه وسلم مثلا للراعي يرعى حول الحمى وهو ما يمنعه الملوك من الارض لمصلحة خاصة او عامة فانه اذا رعى حوله اوشك ان تدخل غنمه الى الحمى فيؤخذ بذلك ويعاقب عليه وحمى الله عز وجل محارمه فان الله عز وجل منعها العباد وحماها قال تعالى تلك حدود الله فلا تقربوها فمن تجرأ على الشبهات اوشك ان يتجرأ على ايش على الحرام ومن مزلات القدم ومضلات الخلق التساهل في تعاطي الشبهات لكونها شبهات فتجد احدهم يقول اذا لم يكن الامر محرما فلا بأس بان ارجه ولو كان مشتبها وهذا خلاف طريقة الشريعة تجد ان من الناس من اذا تكلم في المسائل التي يتنازع فيها المفتون في احكام البيع وغيرها قال ما دام ليس محرما وانما هو مشتبه فلا بأس ان ادخل فيه واما حكم الشرع يدخل ولا ما يدخل فانه لا يدخل فيه بل يمتنع منه لكونه مشتبها عليه وفي قوله في اخر الحديث وان في الجسد مضغة بيان عظيم اثر القلب صلاحا وفسادا فان من صلح قلبه صلحت جواركم ومن فسد قلبه فسدت جواركم قال ابو العباس ابن تيمية الحفيد القلب ملك البدن والاعضاء جنوده فاذا خاب الملك طابت جنوده فاذا خبث الملك ابو فتح جنوده انتهى ويروى قريبا منه موقوفا من كلام ابي هريرة رضي الله عنه اسناد فيه ضعف نعم الله اليك قال المصنف رحمه الله الحديث السابع عن ابي رقية تميم ابن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال قال لله ولكتابه ولرسوله وللائمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم قوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة اي الدين كله هو النصيحة وحقيقة النصيحة شرعا قيام العبد بما لغيره من حق قيام العبد بما لغيره من حق فالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم هي القيام بحقوقهم وهذا المعنى هو هو الحج الجامع بحقيقة النصيحة شرعا وما عداؤه فانه يرجع اليه والنصيحة باعتبار منفعتها نوعان احدهما ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح وهي النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم والثاني ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح والمنصوح وهي النصيحة يا ائمة المسلمين وعامتهم فالمنتفع من بذل النصيحة في الاول من هو الناصح والمنتفع من بذل النصيحة في الثاني والناصح والمنصوح معا وقوله ولائمة المسلمين اي اصحاب الولايات فيهم فائمة المسلمين هم كل من ولي فيهم ولاية صغيرة او كبيرة كصاحب السلطان والمفتي والقاضي مدير الادارة والمعلم واشباههم فان هؤلاء هؤلاء يجتمعون في كونهم يلون ولاية مخصوصة من ولايات المسلمين فهم من ائمتهم فجمع ائمة المسلمين على هذا المعنى اما اذا افرد امام المسلمين المقصود به صاحب السلطان المقصود به طاعموا السلطان نعم الله اليك قال المصنف رحمه الله الحديث الثامن عن عبدالله نعمة رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله الله وان محمدا رسول الله. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا حق الاسلام وحسابهم على الله تعالى. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ للبخاري وليس فيما بايدينا من نسخ الكتاب الوثيقة لفظة تعالى ومثلها يجوز ذكره تأدبا لا بقصد الرواية وذلك مبين في اداب اثابة الحديث وروايته وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث جملة من شرائع الاسلام ترجع الى نوعين احدهما ما يثبت به الاسلام وهو الشهادتان فمن جاء بهما ثبت له عقد الاسلام وصار مسلما معصوم الدم والمال النوع الثاني ما يبقى به الاسلام ما يبقى به الاسلام واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة ولهذا ذكرا في الحديث وليس معنى الحديث ان الكافر يقاتل حتى يأتي بالشهادتين ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة فلا تثبت له العصمة الا باجتماعها لان دلائل الوحيين متكاثرة بالكف عن قتال من قال لا اله الا الله فانه اذا قالها ثبتت له عصمة الحال ولا تبقى له هذه العصمة مستمرة الا اذا اتى بما تقتضيه الشهادتان فاذا التزم مقتضى الشهادتين ثبتت له عصمة المآل وقوله فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم اي صارت دمائهم واموالهم حراما غير حلال لما علم من ظاهرهم دون اعتداد بباطنهم وهذه العصمة نوعان احدهما عصمة الحال ويكتفى فيها بالشهادتين فمن شهد بهما ثبتت له العصمة في دمه وماله حالا والثاني عصمة المآل يعني العاقبة ولا يكتفى فيها بالشهادتين بل لا بد من الاتيان بحقوقهما من اركان الاسلام وحينئذ يحكم ببقاء اسلامه وتستمر العصمة التي ثبتت له ابتداء وقوله الا بحق الاسلام اي لا تنتفي عنه تلك العصمة الا بحق الاسلام وهو نوعان احدهما ما يبيح دم المسلم وماله من الفرائض ترك ما يبيح دم المسلم وماله من الفرائض والثاني انتهاك ما يبيح دم المسلم وماله من المحرمات فاذا وجد احدهما ابيح المحرم من دمه وماله بحق الاسلام مثل ايش الاول ترك ما يبيح دمه وماله من الفرائض فانه يبيح جمعه ترك الصلاة فانه يبيح دمه مثل ايش ترك الذي يبيح ماله الزكاة فانه يبيح اي شيء من المال يبيح اخذ الواجب عليه فيه اتفاقا وشطره عند جماعة من الفقهاء تعزيرا له مثل ايش الثاني؟ انتهاك ما يبيح دم دمه وماله فانه يبيح دمه لمن كان محصنا انتهاك الفرج المحرم للزنا فانه يبيح جمع مثل ما له المال هل خلصنا من نفس نحن نبي شيء في يبيح ما له التالتة كيف سبح ماذا وهو ما له مال ذلك الرجل يرد اليه له ما في يده من مال غيره فان هذا يبيح اخذ مثله من ماله بامانة عنده فاتلفها لا بتفريط فانه انتهك ما حرمه الله عليه من حفظ المال فيؤخذ من ماله بقدر ما يرد الى مالكه نعم الله اليك؟ قال المصنف رحمه الله الحديث التاسع عن ابي هريرة عبد الرحمن بن صخر من دوسي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم لكنه قال فافعلوا منه عوض قوله فاتوا منه وفي الحديث بيان الواجب علينا في الامر والنهي فالواجب بالنهي الاجتناب وهو الترك مع مباعدة السبب الموصل اليه وهو الترك مع مباعدة السبب الموصل اليه وهذه قاعدة الشريعة فيما ينهى عنه الامر بالمباعدة مع النهي عن المواقعة الامر بالمواعدة بالمباعدة مع النهي عن المواقعة لا مجرد النهي لقوله تعالى لا تقربوا الزنا فان هذا يشمل النهي عن الزنا والنهي عن كل سبب يقرب ويوصل اليه والواجب في الامر فعل ما استطيع منه والواجب في الامر فعل ما استطيع منه فقوله وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم دليل على ان فعل المأمور معلق بالاستطاعة الا ان فعل المأمور معلق بالاستطاعة وقوله فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم هم اليهود والنصارى هم اليهود والنصارى هلكوا بكثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم الله اليك قال المصنف رحمه الله الحديث العاشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا. وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. وقال يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات مع رزقناكم ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اخبر يمد يديه يمد يده يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغلي بالحرام فانى يستجاب لذلك؟ رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم واوله عنده ايها الناس وذكر اية المؤمنون الى قوله اني بما تعملون عليم وقوله ان الله طيب اي قدوس متنزه عن النقائص والعيوب وقوله الا طيبا اي الا فعلا طيبا والمراد بالفعل الايجاد فيندرج فيه القول ويندرج فيه الاعتقاد والقول والعمل والطيب منها ما اجتمع فيه امران احدهما الاخلاص لله عز وجل والثاني متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فقوله وان الله امر المؤمنين لما امر به المرسلين تعظيم للمأمور به لانه كما امر به المؤمنون فقد امر به ساداتهم وهم الموصلون عليهم الصلاة والسلام في ذلك اغراء بفعله وحظ على التزامه والمأمور به في الايتين شيئان احدهما اكل الطيبات والاخر عمل الصالحات وقوله ثم ذكر الرجل يطيل السفر الى اخره اشتملت هذه الجملة على اربعة امور من مقتضيات الاجابة واربعة امور من مقتضيات منعها هذا من احسن البيان واكمله في المقابلة بين شيئين مبنى ومعنى فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر اربعة امور قوبلت باربعة فاما المقتضيات للاجابة فاطالة السفر ومد اليدين الى السماء والتوسل الى الله باسم الرب والالحاح عليه بالدعاء بتكرار ذكر الربوبية وانما ذكرت اطالة السفر مع ان اصله كاف تأكيدا لاستحقاق الاجابة تأكيدا لاستحقاق الاجابة فانه على سفر عظيم وصف بالطول والشعث والاغتراب واضح لماذا قال يطيل السفر مع ان السفر مجردا كونوا من اسباب اجابة الدعوة لكن وصف باطالة السفر تأكيدا لاستحقاقه اجابة الدعاء بالنظر الى اله في طول سفره وشعته وغبره واما موانع الاجابة فالمطعم الحرام والمشرب الحرام الملبس الحرام والغذاء الحرام كيف الغذاء الحرام غداء مأكل ومشرب فكيف قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد وغلي بالحرام واضح الاشكال واضح يعني قال وملبسه حرام قالوا مطعمه حرام مشربه حرام ثم قال في الاخير وغذي للحرام مشكل ولا غير مشكل طيب ما الجواب الاخوان اللي في الخلف ان كان من اهل الاستناد قوي عليه الاعتماد انتم الاخوان عليكم في حل الاشكال معتمدون عليكم وراكم طيب قبل ولا بعد يدخل في الغذاء ولا ما يدخل شو الفرق بين الغذاء وبين المطعم والمشا طيب من مدة من زمن بايش باكل وشرب صح ولا بغيره ايش كيف ترضي عبدي طيب والمطعم الحرامي والشرب الحرام جواب ان الغذاء اسم جامع لكل ما به نماء البدن وقوامه ولا ينحصر ذلك في المطعم والمشرب ومنه النوم دواء النوم والدواء هذا غذاء للبدن فاذا قيل مطعمه حرام مشربه حرام خرج ما لم يكن من هذا الجنس كالنوم مثلا فان الانسان لا يمكن ان يرحمك الله فان الانسان لا يمكن ان يقوى بدنه وينمو بلا نوم هذا غير متصور فالنوم غذاء وليس اكثر ولا تناظر والدواء غذاء وليس اكلا ولا شرابا لان الانسان حال الاختيار لا يذهب الى دواء فيأكله او يشرب وانما لاجل الاعتدال يغذي بدنه بما يقويه وينميه هذا باعتبار المأخذ اللغوي لكلمة الغذاء. فلا يكون قوله صلى الله عليه وسلم غذي بالحرام اعادة لهما وقوله فانى يستجاب لذلك اي كيف يستجاب له وغايته استبعاد حصول مقصوده وغايته استبعاد حصول مقصوده فمن كانت هذه حاله بعودة اجابة دعائه وربما عرض من الحكمة الالهية ما يجاب به دعاؤه لذلك لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم فلا يستجاب دعاؤه وانما قال فانى يستجاب له ان يبعد ادعاء استجابة دعائه مع احتمال وقوعه لان الله عز وجل اجيب دعاء الكافرين وهم اشد منه حالا قال تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر هداهم مشركون فهؤلاء قوم كافرون اجاب الله دعائه دعاءه فأرجى ان يستجاب فاحق ان يستجاب دعاء المسلم ولو كان عاصيا لكن قوله فانى يستجاب لذلك ان يبعد مع هذه الموانع ان يستجيب الله عز وجل دعاء العبد نعم بنى الله اليك قال المصنف رحمه الله الحديث الحادي عشر عن ابي محمد الحسن ابن علي ابن ابي طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنهما قال حفظتم من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعما يريبك الى ما لا يريبك رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي. حديث حسن صحيح هذا الحديث صحيح اخرجه ابو عيسى الترمذي في الجامع والنسائي في المجتبى من السنن المسندة واللفظ المذكور هو لفظ الترمذي وزاد فان الصدق اطمأنينة وان الكذب غيبة اطمأنينة لزيادة همزة في اوله هذا اكثر نسخ الترمذي وفي بعضها طمأنينة وكلاهما صحيح اللغة وفيه تقسيم الواردات القلبية الى قسمين فيه تقسيم الواردات القلبية الى قسمين الاول الوالد الذي يريبك الوارد الذي يريبك والمريب ما ولد الريب في النفس ما ولد الريب بالنفس والثاني الوالد الذي لا يريد وهو الذي لا يتولد منه الريث وهو الذي لا يتولد منه الريب والريب هو ايش شك وش رايك فيه ايش يعني قلق النفس واضطرابه فالريب قلق النفس واضطرابها وليس الشك والريف قلق النفس واضطرابها ذكره ابو العباس ابن تيمية وابو عبدالله ابن القيم وابو الفرج ابن رجب رحمهم الله والشك منه ما يكون ريبا ومنه ما لا يكون غيبا فانه اذا تولد منه قلق للنفس قال ريبا واذا كان مجرد دخول شيء في شيء عند الناظر كان شكا ولم يكن ريبا وورود الريب يكون في الامور المشتبهة اما الامور البينة من حلال وحرام فلا يرد فيها الريب عند من صح دينه وقوي يقينه من المسلمين والمأمور به شرعا في القسم الاول انتزعه وفي القسم الثاني ان تأتيه والحديث اصل بالرجوع الى ما تحوزه القلوب والحديث اصل بالرجوع اذا ما تحوزه القلوب وتشتمل عليه وعليه فتوى الصحابة رضي الله عنهم احسن الله اليك قال المصنف رحمه الله في الحديث الثاني عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه. حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع وابن ماجه في السنن من حديث ابي هريرة مسندا ثم رواه الترمذي من حديث علي بن الحسين رحمه الله احد التابعين مرسلا وهو المحفوظ في الباب فلا يثبت هذا الحديث مسندا وهو وان كان مضعفا من جهة الرواية فهو صحيح من جهة الدراية ما الفرق بينهما قلنا من جهة الرواية مضعف من جهة الدراية صحيح مرت علينا عاد يمكن امس ولا بمعنى يكون ايش ومن جهة الى النبي صلى الله عليه وسلم يكون ضعيفا يعني من جهة نسبته الى النبي صلى الله عليه وسلم رواية لا اما من جهة معناه فانه صحيح لان اصول الشرع وقواعده تدل عليه وتشهد له وفي الحديث الارشاد الى ما يقع به حسن الاسلام والاسلام اسم لجميع شرائع الدين الباطنة والظاهرة وله مرتبتان الاولى مطلق الاسلام وهو القدر الذي يثبت به الاسلام. فمتى التزمه العبد صار مسلما داخلا في جملة اهل القبلة وحقيقته التزام شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله والثانية حسن الاسلام والتانية حسن الاسلام حقيقتها امتثال شرائع الاسلام ظاهرا وباطنا باستحضار مشاهدة الله او مراقبته العبد وهذه المرتبة هي حقيقة التحقق بمقام الاحسان الذي تقدم في حديث عمر رضي الله عنه في قصة جبيل وفيه قوله اعود الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك فحديث الباب يتعلق بمرتبة الثانية فمن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه ومعنى يعنيه ما تتعلق به عنايته وتتوجه اليه همته سيكون مقصوده ومطلوبة والذي لا يعني المرء وما لا يحتاج اليه بالقيام بمصالح دينه ودنياه ما لا يحتاج اليه للقيام بمصالح دينه ودنياه وافراده لا تنحصر ولكنها ترجع الى اربعة اصول احدها المحرمات ثانيها المكروهات ثالثها المشتبهات في حق من لا يتبينها المشتبهات في حق من لا يتبينها رابعها قبول المباحات التي لا يحتاج العبد اليها قبول المباحات التي لا يحتاج العبد اليها فاذا هؤلاء الاربع يرجع جماع ماذا يعني العبد؟ فكل فرد مندرجا فيها فان من حسن اسلام المرء ان يتركه فكل فرد مندرج فيها فان من حسن اسلام المرء ايش ان يتركه فمثلا كثرة النوم الزائدة عن الحاجة هذه ترجع الى اي اصل الى الرابع وهو فضول المباحات والمراد في ظل المباحات ايش الزائد عما يحتاج اليه العبد فيكون اشتغاله بتكفير نومه اشتغالا بما لا يعنيه وما يتوقف حسن اسلامه على تركه وعدم توجه همته اليه نعم احسن الله اليك قال المصنب رحمه الله في الحديث الثالث عشر عن ابي حمزة انس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكره مصنف واللفظ للبخاري ومعنى قوله لا يؤمن احدكم اي لا يكمل ايمانه فالمراد بنفي الايمان هنا نفي كماله المتضمن بلوغ حقيقته ونهايته لا نفي اصله فمحبة المؤمن لاخيه ما يحبه لنفسه من كمال الايمان وهي من الفرائض ام من النوافل لماذا من ذكره ومحبة المؤمن لاخيه ما يحبه لنفسه من الفرائض لان كل بناء جاء في الحديث النبوي متضمنا نفي الايمان عن العبد فان المذكورة بعده يكون واجبا طرح به ابو العباس ابن تيمية الحفيظ بكتاب الايمان وابو الفرج ابن رجب في فتح الباري وقوله لاخيه اي المسلم بان عقد الاخوة الايمانية كائن معه والذي يحبه العبد لنفسه هو الخير ووقع التصريح به عند النسائي وابن حبان ونصها ما يحبه لنفسه من الخير وهو يستلزم ان يكره لاخيه ما يكرهه لنفسه من الشر وانما ترك ذكر ذلك في الحديث اكتفاء بان حب الشيء يستلزم كراهية ضده والخير في الشرع اسم لكل ما يرغب فيه شرعا اسم لكل ما يرغب فيه شرعا وهو نوعان احدهما الخير المطلق وهو المرغب فيه شرعا من كل وجه الخير المطلق وهو المرغب فيه شرعا من كل وجه كطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والخيرية فيه مرجعها الى اصله خيرية فيه مرجعها الى اصله والثاني الخير المقيد وهو المرغب فيه شرعا من وجه دون وجه المال وسعة الحال والخيرية فيه مرجعها الى قصده لا اصله مرجعها فيه الى قصده لا اصله واضح الفرق بينهما الخير المطلق يرغب فيه من كل وجه كطاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. والخيرية هنا تكون في الاصل والثاني الخير المقيد وهو ما يرغب فيه بوجه دون وجه كالمال وسعة الحال. والخيرية فيه بقصد لا اصل فالمال اذا انفق في المعروف عليه العبد واذا انفق في المنكر عوقب عليه عقب عليه العبد فما كان من الخير المطلق ومحله امور الدين وجب على العبد ان يحبه لاخيه كما يحبه لنفسه فما كان للخير المطلق ومحله امور الدين وجب على العبد ان يحبه لاخيه كما يحبه لنفسه وما كان من الخير المطلق ومحله امور الدنيا فما علم او غل او غلب على ظنه ان لاخيه فيه خيرا وجب عليه ان يحبه له كما يحبه لنفسه وان عائم او غلب على ظنه انه لا خير له فيه لم يجب عليه ان يحبه لاخيه كما يحبه لنفسه وبهذا يتبين موقع العموم من الحديث وانه يعم في الخير المطلق دون الخير المقيد واظحة مثاله لو ان اخاك اشتغل بحفظ القرآن واندرج في برنامج لحفظه حفظ القرآن خير مطلق ام خير مقيد غير مطلق فيجب عليك ان تحب لاخيك ان يتم البرنامج كما تحبه لنفسك ولو ان هذا الرجل رشح لوظيفة من الوظائف فيها صدارة ورئاسة ادارة فغلب على ظنك انه اذا تأثر الادارة سقطت الجدارة يعني بدأ في الانحدار وهنا يجب عليك ان تحبه لك له ام لا يجب لا يجب اذا علمت او غلب على ظنك انه يتضرر بذلك في دينه لم يجب عليك ان تحب له ذلك وان كنت تحبه لنفسك اذا كنت ذا اهلية له وقدرة عليه نعم احسن الله اليك. قال المصنف رحمه الله الحديث الرابع عائشة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف واللفظ لمسلم الا انه قال دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله وقوله الا باحدى ثلاث استثناء بعد نفي وهو يفيد القصر عند علماء المعاني وهو يفيد الغصى عند علماء المعاني وقد رويت احاديث عدة فيها زيادة على الثلاث وعامتها ضعاف لا يعرف قائل به من الفقهاء والمقبول من الاحاديث المتضمنة لما يحل عندما المسلم يمكن ردها الى حديث ابن مسعود بينه ابن رجب في جامع العلوم والحكم فان اصول ما يحل دم المسلم ثلاثة فان اصول ما يحل دم المسلم ثلاثة. الاول انتهاك الفرج الحرام والمذكور منه في الحديث ماشي الزنا بعد الاحصان والثاني سفك الدم الحرام والمذكور منه في الحديث قتل النفس والمراد بها المكافئة اي المساوية شرعا والثالث ترك الدين ومفارقة الجماعة وذلك بالردة عن الاسلام وهو المنصوص عليه في حديث ابن مسعود رضي الله عنه فعلم من هذا ان الاحاديث التي فيها قصار زائدة يبيح دم المسلم فهي اما ضعيفة واما ثابتة ترجع الى هذه الاصول الثلاثة التي اشير اليها في حديث ابن مسعود رضي الله عنه اه الله اليك. قال المصنف رحمه الله الحديث الخامس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم واتفقا عليه من حديث ابي هريرة بلفظ فلا يؤذي جاره اما جملة فليكرم جاره فعند مسلم وحده وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاثا من خصال الايمان المتعلقة بكماله الواجب احدها يتعلق بحق الله عز وجل وهو قول الخير او الصمت عما عداه والاخران يتعلقان بحقوق العباد وهما اكرام الجار والضيف وليس للاكرام حج يوقف عنده تبرأ الذمة بفعله بل كل ما يدخل في الاكرام عرفا فهو مأمور به شرعا وحد الجوار من الدار لم يصح فيه حديث فيوزع في تقديره الى ماشي الى العرف واما الضيف فانه من الجواب يا اخوان يأتي من خارج بلد طيب والضيف هو من قصدك من غير بلدك من قصدك من غير بلدك فيجتمع فيه وصفان احدهما ان يكون من خارج البلد والثاني ان يكون متوجها اليك نازلا بك ليكون متوجها اليك نازلا بك فهذا هو الضيف الذي يجب له حق الاكرام اما من كان من البلد فهو زائل فهو زائد ولذلك لو ان زائرا جاءك فطرق عليك الباب وسعة ان وسعك ان تعتذر منه بشغل فان كان ضيفا من خارج البلد لم يسعك ذلك شرعا بوجوب حقه وهو الضيافة عند بعض اهل العلم خلافا للجمهور والقول بإيجاب الضيافة اقوى ففرق بين الضيف والزائد واضح طيب لو انك وانت ماشي في البكيرية وجدت واحد من اهل الرياض وجدت في بقالة او في مطعم هذا ضيف ام ليس بضيف ليس بضيف شرعا لانه لم يقصدك ولم يحط رحاله عندك فلا يجب له حق الضيافة واضح فان قال قائل ان رجل انصاريا رأى النبي صلى الله عليه وسلم وابا بكر وعمر في داره كان خارجة فقال ما احد اكرم اليوم اضيافا مني سماهم اضيافا مع كونهم من اهل المدينة فما الجواب بموافقتهم حال الاضياف بالصورة بموافقتهم حال الاضياف في الصورة. لان الزائر اذا قصد بيتا ثم لم يجد صاحبه ووجد امرأته فانه لا يدخله عند العرب واما الضيف اذا قصد دارا فلم يجد صاحبه دخله بحق الظيافة ولو لم تكن الا امرأة هذا امر معروف عند العرب الى يومنا هذا حتى ضعف هذا الشأن في الناس فهم جاؤوا والضيف ورب البيت غير موجود ودخلوا مع ذلك وانتظروا فصاروا في صورة الضيف نعم احسن الله اليك رحمه الله الحديث الثالث عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصني قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب. رواه البخاري في هذا الحديث النهي عن الغضب ونهيه صلى الله عليه وسلم عنه يشمل امرين الاول النهي عن تعاطي الاسباب الموصلة اليه النهي عن تعاطي الاسباب الموصلة اليه من كل ما يحمل على الغضب ويهيجه من كل ما يحمل على الغضب ويهيجه والثاني النهي عن انفاذ مقتضى الغضب النهي عن انفاذ مقتضى الغضب فلا يمتثل ما امره به غضبه بل يراجع نفسه حتى اسكن والذي ينهى عنه من الغضب ما كان انتقاما للنفس اما اذا غضب الانتهاك حرمات الله عز وجل فان غضبه مأمور به فان غضبه مأمور به وهو من دلائل ايمانه لكن لا يجعل في محله الا وفق ما اذنت به الشريعة فلا يجوز له ان يغضب لله فيسخط الله كيف واحد يغضب لله ويسخط الله يعني مر على واحد والصلاة يصلي فغضب وقال له صلى الله عليه قال لذاك الرجل واحصن واحصن لبق السيارة واخذ العجلة ونزلوا كسر راسه هذا غضب لله وفق ما اراده الله ولا وفق هواه والقهوة هذه من اعظم ما يفسد به الغضب لله وهو كثير في الناس يخرجون الغضب مخرج الغضب لله وهم يخالفون فيه امر الله وفتش عن هذا تضع حقائقه في نفسك وفي الناس من حولك نعم احسن الله اليك قال المصنف رحمه الله الحديث السابع عشر عن نبيه على شدى لابن اوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب الاحسان على كل شيء. فاذا قاتلتم فاحسنوا القتلة. واذا ذبحتم فاحسن الذبحة. وليحل احدكم الشفاء رفعه فليرح نبيه وليحد احدكم شفرته فليرح ذبيحته. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم عن شداد ابن اوس رضي الله عنه قال اثنتان حفظتما من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم ذكر الحديث ولفظه في النسخ التي بايدينا فاحسنوا الذبح وقال فليرح ذبيحته وقوله كتب الاحسان على كل شيء الجملة المذكورة تحتمل احد معنيين احدهما ان تكون الكتابة قدرية فيكون المعنى ان الاشياء جارية على الاحسان بتقدير الله ان الاشياء جارية على الاحسان بتقدير الله الذي سيرها عليه فالمكتوب هو الاحسان والمكتوب عليه هو كل شيء والاخر ان تكون الكتابة شرعية فيكون المعنى ان الله كتب على عباده الاحسانا الى كل شيء اي امرهم به فالمكتوب هنا هو الاحسان والمكتوب عليه هم العباد وهم غير مذكورين في الحديث وانما المذكور المحسن اليه وهو كل شيء والحديث صالح للكتابتين القدرية والشرعية معا على المعنى المتقدم في كل وذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثالا من الاحسان يتضح به المقال وهو الاحسان في قتل ما يجوز قتله من الناس والبهائم فقال فاذا خذلتم فاحسنوا القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبح فامر باحسانهما وذلك بايقاعهما على الصفة ايش الشرعية نعم الله اليك قال رحمه الله الحديث الثامن عشر عن ابي ذر وابي عبد الرحمن معاذ ابن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي بعض النسخ حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي من حديث ابي ذر رضي الله عنه وقال هذا حديث حسن ثم رواه من حديث معاذ وقال نحوه ولم يسق لفظه ثم قال قال محمود بن غيلان وهو احد شيوخه والصحيح حديث ابي ذر اي ان الحديث مروي عن ابي ذر لا مدخل لمعاذ فيه وانما غلط بعض الرواة فجعلوه عن معاذ بن جبل واسناده ضعيف وروي من غير وجه لا يثبت منها شيء ورويت وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ من وجوه عديدة منها جمل صحيحة كحديث ابن عباس في الصحيحين ان النبي ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا قال له انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن او اول ما تدعوهم اليه ان يشهدوا ان لا اله الا الله الحديث ومنها جمل لا تثبت بل هي ضعيفة وجمعت وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بين حقوق الله وحقوق عباده فان على العبد حقين احدهما حق الله والمذكور منه هنا التقوى واتباع السيئة الحسنة احدها احدهما حق الله. والمذكور منه هنا التقوى واتباع السيئة الحسنة والاخر حق العباد والمذكور منه هنا معاملة الخلق بالخلق الحسن معاملة الخلق بالخلق الحسن والمراد بالتقوى شرعا ماشي تقوى قال العبد اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بايش بامتثال خطاب الشرع اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرف واتباع السيئة الحسنة اي فعلها بعدها اي فعلها بعدها وله مرتبتان الاولى الاتباع بقصد اذهاب السيئة الاتباع بقصد اذهاب السيئة فالحسنة مفعولة بقصد الاذهاب والثانية الاتباع من غير قصد الاذهاب الاتباع من غير قصد الاذهاب. فالحسنة مفعولة لله مع قصد مع عدم قصد محو السيئة وحق العباد المذكور في الحديث هو معاملتهم بالخلق الحسن وهو من جملة التقوى لكنه افرد تعظيما لشأنه وتنبيها لمقامه والخلق في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين وحقيقته امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب المقترن بالحب والخضوع ومنه قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم اي دين عظيم قاله مجاهد وغيره والاخر خاص وهو المعاملة مع الناس وهو المقصود في الحديث وجاء وصفه بالحسن في احاديثها كثيرة وحقيقته الاحسان الى الخلق بالقول والفعل الاحسان الى الخلق بالقول والفعل نعم انا الله اليك قال المصنف رحمه الله الحديث التاسع عشر عن ابي عباس عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام اني اعلمك الكلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان مثلا لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت لنا قلم وجفت الصحف رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وفي رواية غير الترمذي احفظ الله احفظ الله تجده امامك. تعرف الى الله بالرخاء يعرفك في الشدة. واعلم ان ما اخطاك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك. واعلم ان النصر مع الصبر الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا. هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع لكن ليس فيه وان اجتمعوا على ان يضروك بل لفظه ولو اجتمعوا ان يضروك واسناده جيد اما الرواية الاخرى التي ذكرها المصنف فهي عند عبد ابن حميد في مسنده وفي سياقه زيادة عن المذكور هنا واسنادها ضعيف ورويت هذه الجملة من طرق اخرى تحسن بها الا قوله واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك فليس في طرق الحديث ما يشهد لمجيءها في وصية النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس وان كانت ثابتة في احاديث اخرى تأتي معنا باذن الله لا بما جاء في منكر القدر في كتاب التوحيد والمراد بحفظ الله لقوله احفظ الله حفظ امره وامر الله نوعان احدهما قدري وحفظه بايش بالصبر عليه حفظه بالصبر عليه والاخر شرعي وحفظه بتصديق الخبر وامتثال والطلب الله وبين النبي صلى الله عليه وسلم جزاء من حفظ امر الله في قوله يحفظه في قوله تجده تجاه وفي الرواية الاخرى امامك فيتحقق للعبد اذا حفظ امر الله شيئان احدهما تحصيل حفظ الله له وهذه وقاية تحصيل حفظ الله له وهذه وقاية والاخر تحصيل نصره وتأييده تحصيل نصره وتأييده وهذه رعاية وقوله رفعت الاقلام وجفت الصحف اي ثبتت المقادير وفرغ من كتابتها وقوله تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة مشتمل على عمل وجزاء تأمل العمل فمعرفة العبد ربه واما الجزاء فمعرفة الرب عبده فالمبتدئ للعمل العبد والمتفضل بالجزاء هو الله سبحانه وتعالى ومعرفة العبد ربه نوعان احدهما معرفة الاقرار بربوبيته معرفة الاقرار بربوبيته وهذه المعرفة يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر والثاني معرفة الاقرار بالوهيته هذه المعرفة تختص باهل الاسلام ومعرفة الله عبده نوعان ومعرفة الله عبده نوعان احدهما معرفة عامة تقتضي شمولا علم الله بعبده واطلاعه عليه والآخر معرفة خاصة تقتضي معرفة الله عبده بالنصر والتأييد احسن الله اليك قال المصنف رحمه الله الحديث العشرون انا ديما مسعود عقبة ابن عمر الانصاري البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس ان مما ادرك الناس ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. رواه البخاري. قوله ان مما ادرك الناس من كلام النبوة في الاولى اي مما اثر من كلام الانبياء السابقين صار محفوظا بين الناس يتناقلون هجيلا بعد جيل وقوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت له معنيان احدهما انه امر على ظاهره فاذا كان ما تريد فعله لا يستحي منه لا من الله ولا من الناس فاصنع ما شئت فلا تثريب عليه فاصنع ما شئت فلا تثريب عليه والثاني انه ليس من باب الامر الذي تقصد حقيقته انه ليس من باب الامر الذي تقصد حقيقته والقائلون بهذا القول يحملونه على احد معنيين احدهما انه امر بمعنى التهديد اي اذا لم يكن لك حياء يمنعك فاصنع ما شئت فلتجدن ما تكره اذا لم يكن لك حياء يمنعك فاصنع ما شئت فلا تجدن ما تكره والاخر انه امر بمعنى الخبر انه امر بمعنى الخبر اي اذا لم تستحي فاصنع ما شئت لان من كان له حياء منعه من فعل القبائح ومن لم يكن له حياء لم يمنعه منها فهو خبر عن الناس وما يصنعونه بحسب الحياء جاء الفطور يا شيخ وليد جزاك الله خير طيب اسمحوا لنا بحديث واحد الله عليك. قال المصنف رحمه الله الحديث الحادي والعشرون عن ابي عمرو وقيل ابي عمرة سفيان ابن سفيان ابن عبد الله رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قول الناس يسألوا عنه احدا غيرك قال قل امنت بالله ثم استقم. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه الا انه قال في النسخ التي بايدينا قل امنت بالله فاستقم فجعل الفاء موضع ثم وفي لفظ له لا اسأل عنه احدا بعدك وحقيقة الاستقامة طلب اقامة النفس على الصراط المستقيم طلبوا اقامة النفس على الصراط المستقيم الذي هو الاسلام كما ثبت تفسيره في حديث النواس بن سمعان عند احمد بسند حسن فالمستقيم هو المقيم على شرائع الاسلام المتمسك بها باضيا وظاهرا المستقيم والمقيم على شرائع الاسلام المتمسك بها باطنا وظاهرا واضح طيب والملتزم تواب ها اخر ها ولو يهودي او نصراني لله الحين فلان ملتزم يعني يهودي او نصراني ها لا الان يسبقونها يقولون فلان ملتزم اذا شافوا واحد من الناس الطيبين قالوا فلان ملتزم ها دراع عرفي طيب في حاجة لهذا السلاح العرفي الجواب لا لان الشرع وضع حقيقة شرعية فسماه مستقيما او مهتديا او مطيعا هذه هي الاسماء الشرعية. فاذا وجد الاسم الشرعي استغني عن الحقيقة العرفية لانها تؤول الى مفاسد ومن اقل مفاسدها تقسيم الناس الى ملتزم وغير ملتزم باعتبار الظاهر فقط واهمال الباطل والشرع ظاهر وباطن او ظاهر فقط ظاهر وباطل فالموافق للشرع ان يقال فلان مستقيم فلان مهتدي ولا نطيع كما يقال فلان مفرط فلان عاصي وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته ان شاء الله بعد صلاة العصر ابشر ان شاء الله الشيخ وليد يقول لا احد يذهب منكم وصول للجميع لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين