بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين لهم والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين قال شيخنا حفظه الله تعالى في كتابه البينة باقتباس العلم والحذق فيه. والحذق فيه بسم الله الرحمن الرحيم الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى فله الحمد في الاخرة والاولى واصلي واسلم وعلى محمد وآله صلاة وسلاما للمكيال الأوفى. اما بعد فانه لم يكن الذين يقتبسون العلم منفكين عن عن خطهم زائلين عن خلطهم حتى تأتيهم بينة واضحة حجة موضحة توجه حائرهم وتنبه غافلهم. وقضي لي فيما سلف تصدير مقيدة في مدارج العلم. بعشر وصايا شرقت واغربت ما شاء الله فتلقفها فئام يستشهدون واستفاد منها اخيار مرشدون وامتدت اليها يد جائرة افرغتها في وعاء موقع من مواقع الشبكة العنكبوتية منحولة لداعي لم يخترع معنا ولم يخترع مبنى فاهوت اليه يد العدل تهتك ستره وتفضح سره وكرهت لجتهم فارتفعت عن لجتهم لان المقصود اصابة الاجر الفخر وانتحال المقال لا يسوء صادقا طلبته بث العلم وهداية الخلق. فالله يغفر لي وله ثم حسنني موفق سل نصالها وضوح وصالها توسعة في الإفادة فأجبت الداعي وحققت مؤمله فأبرزت في اقتباس العلم والحذق فيه من خدرها تنفع الملتمس وترفع المقتبس وتدفع المختلس. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم المصنف وفقه الله في ديباجة هذه الرسالة ان طلاب العلم لن يزالوا آخذين في خبطهم متقلبين في طرائق اخذ العلم لجهلهم بطريقه والجهل بالطريق يضيع معه عمر كثير في نفع قليل كما قال ابن القيم والجهل بالطريق والمقصود والافات تضيع عمرا كثيرا في فائدة قليلة فاذا جهل الانسان الطريق او جهل المقصود منها او جهل افاتها تكاثرت عليه هذه ذهب عليه كثير من عمره فيما لا ينفعه وهذه الرسالة فيها بيان لجملة مما ينبغي سلوكه في طريق اخذ العلم نعم احسن الله اليكم البينة الاولى العلم صيد وشراكه النية. فمن صحت نيته وحسن قصده صاد من العلم درره. ونال منه ومن فسدت نيته وساء قصده لم يصب من الصيد الا ارذله مما لا يقصده صائد ولا يبشر به ومن كنوز السنة انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. وبتصحيح النيات تدرك الغايات ومدار نية العلم على اربعة امور من اجتمع له قصدها كمنت نيته في العلم اولها رفع الجهل عن النفس طريق العبودية وثانيها رفع الجهل عن الخلق بإرشادهم الى مصالح دنياهم واخرتهم وثالثها العمل به فان العمل يراد للعلم. فان العلم يراد للعمل. ورابعها احياءه وحفظه من الضياع وهذا المعنى متأكد في حق المتأهل المهيأ له القادر عليه. واليه النشرت بقولي نية للعلم رفع الجهل عما ان ونية ونية للعلم رأف الجهل عن عن نفسه فغيره من النسم والثالث التحسين للعلوم منه وعمل به زكن وما نهى عما شمل والنسم النفوس جمع نسمة وسكن اي ثبت. ابتدأ المصنف وفقه الله بذكر البينة الاولى المشتملة على الاعلام بحاجة متقفي العلم وملتمسه الى تصحيح نيته لان العلم صيد وهو صيد الارواح وشراكه النية اي الحبالة التي تنصب لاغتنامه والظفر به هي النية. فاذا صلحت نية الانسان حاز مأموله من العلم وادرك بغيته قال ابن عباس رضي الله عنه انما يحفظ الرجل على قدر نيته رواه ابن عساكر في اماليه وذكر المصنف في هذه الجملة مدار نية العلم اي الاصول الاربعة التي متى تحققت للعبد فقد نيته في العلم فاولها رفع الجهل عن النفس بتعريفها طريق العبودية اي بان ينوي بتعلم العلم ان يرفع الجهل على عن نفسه في عبادة الله عز وجل وثانيها رفع الجهل عن الخلق بارشادهم الى مصالح دنياهم واخرتهم فيكون من مقاصد طلبه العلم ان يسعى بعد كمال عدته واشتداد الته في رفع الجهل عن الخلق بارشادهم الى مصالح الدنيا والاخرة وثالثها العمل به اي العمل بالعلم فان العلم لا يراد لذاته. قال ابن القيم رحمه الله تعالى لو نفع علم بلا عمل لما ذم الله احبار اهل الكتاب يعني في قوله تعالى بسورة البقرة ايش ثالث سورة البقرة اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون. فانكر الله عز وجل عليهم ذلك ورابعها احياؤه وحفظه من الضياع وهذا المعنى متأكد في حق المتأهل له القادر عليه وقد ذكر القرار في الفروق ان من جاهد حفظه وحسن فهمه فان وجوب العلم عليه اعظم من وجوبه على غيره. وربما انقلبت بعض فروض الكفاية من العلم عليه. فصارت فرض عين في حقه للقدس عليه ثم ذكرت بيتين جمعت فيهما مقاصد نية العلم. نعم السلام عليكم البينة الثانية العزم مركب الصادقين. ومن لم تكن له عزيمة لم يفرح بغنيمة. فإن العزائم جلابة تلغى نايم فزم تغنم واياك واماني البطالين. قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد اذا طلع نجم والهمة في ظلام ليل البطالة وردفه قمر وردفه قمر العزيمة اشرقت الارض بنور ربها وان انما يقل عقدة العزم ثلاث اي. اولها الف العوائد مما جرى عليه الخلق في رسومهم واحوالهم وثانيها وصل العلائق وهي تعلقات القلب وصلاته. وثالثها قبول العوائق من الحوادث القدرية التي لتكتسحوا العبد من قبل غيره فان لهن سلطانا على النفس يحول بين العبد وبين مطلوبه. ويقعده عن مرغوبه لا يدفع الا بحسم مادة ما مادتهن فالعوائد تحسم بالهجر والعلائق تحسم بالقطع والعوائق تحسم بالرفض. فمن هجر العوائد وقطع العلائق ورفض العوائق فهو سلطان نفسه. وحسام النفوس اجل من حسام الرؤوس. وتمد قوة العزم ثلاث وتمد احسن وتمد قوة العزم ثلاثة موارد اولها مورد الحرص على ما ينفع وثانيها مورد الاستعانة لله عز وجل وثالثها مورد خلع ثوب العجز والكسل وهن في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. فجملة فجمله الثلاث. فجمله فجمله فجمله وله الثلاث فجمله الثلاث منابع الموارد واحدا واحدا حذو القذة بالقذة ومما يحرك العزائم ادمان طالعت سير المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فالاعتبار بحالهم وتعرض وتعرف مصاعد مصاعد هممهم يثور عزمتك ويقوي شكيمتك فلا تحرم نفسك من اثارهم قال ما استطعت من سيرهم ذكر المصنف وفقه الله في البينة الثانية ان العزم يعني الارادة الجازمة مركب الصادقين ومن لم تكن له عزيمة لم يفرح بغنيمة فان العزائم جلابة الغنائم يعني هي التي توردها على العبد وتحصنها له واياك واماني البطالين اهل الفراغ واللعب ثم ذكر ان عقدة العزم تحل بثلاث ايد اولها الف العوائد اي العادات التي جرت بين الناس اذا الفها الانسان واعتادها ولازمها وثانيها وصل العلائق وهي تعلقات القلب وصلاته. وثالثها قبول العوائد من الحوادث القدرية التي تكتسح العبد من قبل غيره والفرق بين واصل العلائق وقبول العوائق ان العلائق تتعلق بالعلائق الداخلية الخاصة بالمرء وان العوائق تتعلق الحوادث الخارجية المنفصلة عن العبد ثم ذكر ان العوائد تحسب بالهجر اي بان يهجرها الانسان. والعلاية تحسب بالقطع والعوائق تحسب للرفض فاذا حصل هذا حصل الانسان العزم على ما يريد ثم ذكر ان العزم يقوى بثلاثة موارد اولها مورد الحرص على ما ينفع ان تحرص على ما ينفعك وثانيها مورد الاستعانة بالله عز وجل لانه اذا لم يكن من الله عون للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده وثالثها مولد خلع ثوب العجز والكسل لانه ولم ارى في عيوب الناس عيبا كعيب القادرين على التمام. فاذا كان للانسان قدرة واقعده كسله وعجزه فهذا من اعظم الحرمان فمن اراد ان يقوى عزمه فليحرص على ما ينفعه وليشتغل بذلك اعظم الاشتغال ولا يصرفنه شيء عنه فانك اذا ادركت ما ينفعك فمن قلة العقل انصرافك عنه باي امر كان. لان العاقل يقبل على ما ينفعه ثم لا يتم مراده منه الا اذا استعان بالله عز وجل. فمن ظن انه في العلم بقوة حفظه وجودة فهمه وتأثره موقعا فيه انه يترأس وينفع فيه فلا يكون كذلك لان العلم امانة الله في الارض ولا يضع الله عز وجل هذه الامانة الا في القلوب التي تصلح لها. لا ينظر في ذلك الى الالوان ولا الى الرئاسات. ولا الى الاموال وانما ينظر فيما يفي به حاملها في ادائها. فان علم الله عز وجل منه خيانة طلب منه العلم وحرمه اياه. فان الجواهل لا تجعل في المزابل والعلم اعظم الجواهر وهو ميراث النبوة. فلا يجعله الله عز وجل في قلب بمنزلة المزبلة. تجتمع فيه الاهواء والشهوات الشبهات والتعلقات والرغبة في الدنيا والنظر الى مدح الناس وثنائهم والاجتماع عليه وتقديمه واعظامه فان مثل فهذا لو كان عنده شيء انما يكون عنده صورة العلم اما حقيقة العلم المتين الراسخ الذي يثمره القربى من الله عز وجل وخشيته فان قلبه يكون فارغا منه لا يتمكن الانسان من تمام الانتفاع بالحرص على ما ينفع بعد الاستعانة بالله الا خلع ثوب الكسل والعجز بان يلقي جلباب العجز والكسل عن ظهره لان الحياة قصيرة فلا ينبغي ان تظاع في غير عزيمة والعاجز المتثاقل فيها لا يقطع شيئا ولا يجمع امره. اما الحازم العاقل المقبل عليها بما ينفعه منها فهذا هو الذي يجمع شيئا مع الايام والليالي. فان من سلك الطريق وصل ولا تكن مقطوعا بقلة ما تجمع بل كن مشغولا بما تجمع فانك اذا جمعت القليل الى القليل صار كثيرا قال ابن النحاس ما ذكره السيوطي في بغيت الوعاة اليوم شيء وغدا مثله من نخب العلم التي تنفق يزداد بها المرء حكمة وانما السيد اجتماع النقط. فلو جمعت نقطة النقطة فانك ستجمع بعد ذلك خيرا كثيرا. لكنه يأتي مع ايام والليالي وعظ الحسن البصري الناس فابكاهم فقال له رجل يا ابا سعيد انك ذكرت اقواما على خير دهم بهم ونحن على حمر عرج. فان والقوم يعني يبعد منا ان نكون متهم. قال من سار على طريق في القوم وصل فاذا سلك الانسان مثلما سلكوا واخذ بما اخذوا فان المرء يصل الى ما وصلوا اليه والامر كما قال ابن مالك رحمه الله تعالى يقال والعلم اختصاصات ربانية ومنح الهية فليس بمستكثر على الله عز وجل ان يجعل للمتأخر ما ليس للمتقدم فلا تظن ان اكرم الاكرمين يبخل عليك اذا عاملته تمام المعاملة ولذلك من لطائف الافادات وجميل العنايات التي تدل على كمال اتصال العبد بالله ان رجلا قرأ على الشيخ عبد الله بن سعود رحمه الله تعالى فقال وقال خاتمة المحققين فلان من فلان قال وما يعلم الناس الا خاتمة المحققين هذا استصغار لفضل الله عز وجل فضل الله لا ينقطع قد يخرج الله عز وجل من المتأخر ما يفوق المتقدم فهذا المهدي الذي يكون في اخر الزمان من اصحاب الولايات يجعل الله له مع عيسى ابن مريم من الولاية والحكم ما لم يكن لقبله من المتقدمين من ملوك هذه الامة نعم السلام عليكم البينة الثالثة التبحر في العلم فضيلة. والمشاركة في كل فن غنيمة. قال يحيى ابن مجاهد رحمه الله كنت اخذ من كنت اخذ من كل علم طرفا. فان سماع الانسان قوما يتحدثون وهو لا يدري ما يقول غمة عظيمة. قال ابو محمد ابن حزم كتيبة الاندلسيين. عقب ذكره له ولقد صداقة وما احسن عند اهل الذوق والوجد من معنى قال ابو محمد بن حزم كتيبة الاندلسيين منجنيق الغرب يسميه ابن القيم لكن حنا قلنا كتيبة الاندلسيين لانه واحد كالالف الا امر عنا. يعني هو واحد لكنه كالكتيبة غزارة علمه رحمه الله نعم وما احسن عند اهل الذوق والوجد من طلاب المعاني قول ابن الورد من كل فن خذ ولا تجهل به فالحر مطلع على الاسرار ويقبح بالمرء ان تكون له قدرة وليست له همة فيقعد عن استنباط علم مع القدرة عليه ويتباعد عنه مع قرب مع قرب طريق وصوله اليه. وهذا ضرب من الحرمان فان العلم خير وان المؤمن لا يشبع من الخير حتى يكون منتهاه الى اصله الزخار ومنازله الاولى. فحي على جنات عدن انها منازلك الاولى وفيها المخيم. ومن خصائص علوم الديانة ارتباط بعضها ببعض. فمحلها الى النور نورين القرآن والسنة وهما وحي من الله واذا كان المنبع واحدا كان الارتباط واضحا. قال قال رحمه الله في الفية السند فان انواع العلوم تختلط وبعضها بشرط بعض مرتبط والتفريق بينها بالاقتصار على فن واحد دون تحصيل سوء اصول بقية الفنون من اثار الاقتداء بعلوم اهل الدنيا التي في كثير من المشتغلين بعلوم الشريعة وثبوت القدم على الصراط الاتم هو في تحصيل اصول الفنون دون اتساع فيها ثم التشاغل بما شاء العبد منها مما وجد قوته فيه وقدرته عليه. اما بلوغ الغاية وحصول الكفاية في علوم الديانة جميعا فليس متهيئا لكل احد. بل يختص به الله من يشاء من خلقه وملاحظة الاختصاص تهون المغامرة فيه. وتجشم على وتجشم العناء حتى ينال المنى استسهل النصاب او ادرك المنى. فمن قادت الامال الا لصابر. ذكر المصنف وفقه الله بهذه الجملة ما يرومه من الانباه الى العناية بالمشاركة في كل فن وذلك باخذ اصل من اصوله دون التبحر فيه بل انما يكون التبحر فيما وجد فيه الانسان قوته والميل اليه لكن لا ينبغي ان يكون غفلا من اصل وثيق من كل فن لان علوم الشريعة يرتبط بعضها ببعض فاذا حصل الانسان اصول العلوم في المختصرات ثم علق بقلبه فن او فنين اشتغل بهما. واما التبحر وذلك الحصول على العناية بفنون الشريعة كافة فهذا انما ينبل فيه الواحد بعد الواحد في المدة الطويلة وليس ذلك مما يكلف وبه عموم المشتغلين بطلب العلم لكن الذي لا ينبغي ان يكونوا غفلا منه هو ان يكون احدهم اصوليا لا يفهم النحو فان هذا محال وهو درب من الخيال والاعتبار او يكون احدهم عالما في العقيدة ولا يدرك ما يلزمه من تفسير كلام الله سبحانه وتعالى. او يكون فقيها ولا يعرف علوم الحديث التي يحتاج اليها في علم الفقه فمثل هذا شيء مما كان في الخيال ثم صار في واقع الحياة الممارسة الان وهو غلط وانما يحمد التخصص اذا ادرك الانسان هو اصلا وثيقا في كل فن فله ان يتخصص فيما شاء من الفنون نعم احسن الله اليكم البينة الرابعة ينبغي ان يكون هم الطالب الاعظم تحصيل علوم المقاصد والتفقه في الوحيين فلا بغيرها الا بقدر ما يقف به على مقاصد العلم المنظور فيه. دون ادامة نظر تبلغه غوره. فان علوم الالية كثيرة العدد ثقيلة العدد وهي للعلم بمنزلة الملح للطعام ان زاد ساء وان نقص ساعة قال ابن خلدون في رحمه الله في المقدمة اعلم ان العلوم المتعارفة بين اهل العمران على صنفين علوم مقصودة بالذات كالشرعيات وعلوم هي آلة ووسيلة لهذه العلوم. فاما العلوم التي هي مقاصد لا حرج في توسعة الكلام فيها وتفريع المسائل واستكشاف الادلة والانظار فان ذلك يزيد طالبها وايضاحا لمعانيها المقصودة. واما العلوم التي هي الة لغيرها. مثل العربية والمنطق وامثالها فلا ينبغي ان ينظر فيها الا من حيث هي الة لذلك الغير فقط ولا يوسع فيها الكلام ولا تفرع المسائل. لان ذلك مخرج لها عن المقصود. اذ المقصود منها ما هي الة له لا فكلما خرجت عن ذلك خرجت عن المقصود. وصار الاشتغال بها لغوا مع ما فيه من صعوبة الحصول على ملكتها بطولها وكثرة فروعها وربما يكون ذلك عائقا عن تحصيل العلوم المقصودة بالذات بطول وسائلها مع ان شأنها ما اهم والعمر يقصر عن تحصيل الجميع على هذه الصورة. انتهى ولا يتأتى للطالب الظفر بما يؤمله من علوم المقاصد والوسائل حتى يكون نهازا للفرص مبتدئا للعلم من اوله آتيا له من مدخله منصرفا عن التشاغل بطلب ما لا يضر جهله ملحا في ابتغاء درك ما استصعب عليه غير مؤمن له قال الماوردي رحمه الله في ادب الدنيا والدين فينبغي لطالب العلم الا ينفي الا يني في طلبه وينتهز الفرصة به فربما شح الزمان بما سمح وظن بما منح. ويبتدأ من العلم باوله. ويأتيه من مدخله قال ايه؟ فيمنعه ذلك من ادراك ما ما لا يسعه جهله. فان لكل علم من فضول مذهلة وشذورا مشغلة انصرف انصرف اليها نفسه قطعته عما هو اهم منها انتهى ثم قال ولا ينبغي ان يدعو ان يدعوه ذلك الى ترك ما استصعب عليه. اشعارا لنفسه ان ذلك من فضول علمه واذا رلها في ترك الاشتغال به فان ذلك مطية النوكى وعذر المقصرين. ومن ومن اخذ من العلم ما تسهل وترك منه ما تعذر. كان كالقناص اذا امتنع عليه الصيد تركه فلا يرجع الا خائبا. اذ ليس يرى الصيد الا ممتنعا كذلك العلم طلبه صعب على من جهله سهل على من علمه لان معانيه التي ووصلوا اليها مستودعات في كلام مترجم عنها. وكل كلام مستعمل فهو يجمع لفظا مسموعا. ومعنى مفهوم فاللفظ كلام يعقل بالسمع والمعنى والمعنى تحت اللفظ يفهم بالقلب انتهى. ذكر المصنف وفقه الله في هذه البينة انه ينبغي هم الطالب الاعظم تحصيل علوم المقاصد والتفقه في في الوحيين لانها هي المرادة للذات. وما سوى ذلك من العلوم فهي الات بمنزلة السلم الذي يوصل اليها فيتخذ من هذه الالات ما يكون قدر الحاجة دون ايظال في التوسع في فروعها الا غاية لهذه الفروع ولا نهاية لها وما من علم الا وهو طويل الدين كثير الفروع. لكن ما يحصل منه هو ما تستدعيه الحاجة فيؤخذ من هذه العلوم الالية كالنحو والصرف والبلاغة واشباهها ما يحتاج اليه الانسان في فهم الكتاب والسنة. ثم ذكر كلاما لابن في عز ذلك ونصره ثم ذكر انه لا يتأتى للطالب الظفر بما يؤمله من علوم المقاصد والوسائل حتى يكون نهازا للفرص اي للفرص فلا يفوت فرصة تلوح له. مبتدأ للعلم من اوله. يعني باخذه من مبادئه له من مدخله وهي المتون التي صنفها اهل العلم فيه. فان هذه المتون بمنزلة المداخل الى العلوم. منصرفا عن التشاغل بطلب ما لا يضر جهله لان ما لا يضر جهله لا ينبغي اضاعة الوقت فيه ملحا بابتغاء درك ما استصعب عليه غير مهمل له فلا يقطعه عن روم ما يريد استصعابه بل يكابد مشقته مرة بعد مرة بعد مرة حتى يلين له. وقد ذكر ابو هلال العسكري في كتابه بالحث على طلب العلم انه كان يكابد عند الحفظ مشقة فربما بقي ليلة طويلة بحفظ الشيء اليسير فلم يزل يأخذ نفسه بالرياضة حتى حفظ في ليلة واحدة قصيدة رقبة ابن العجاج قاتم الاعماق خاوي المخترق وهي اكثر من مئتي بيت بليلة واحدة لانه لازم هذه الرياظة ولم ينقطع عنها بسبب العجز وقد ذكر ان بعض المشتغلين بالعلم التمس العلم مدة ثم رام تركه لمشقته على نفسه وانه لا يقدر عليه فخرج يتنزه فجلس ازاء صخرة واذا تلك الصخرة ينزل عليها قطر قطرة من ما ان وقد اثر فيها نقرة مع طول المدة فهي قطرة بعد قطرة اثرت في الصخر نقرة فقال الماء مع لطافته الثرى في الصخر مع كثافته فجدير ان يؤثر قلبه يؤثر العلم في قلبه قلبه الطف من هذا الصخر والعلم الطف من الماء فقمين ان يؤثر القلب العلم في قلبه ولكن يحتاج الى مواصلة ومصابرة في ذلك نعم. البينة الخامسة مما يعين الطالب على الاتصاف بما سبق جمع نفسه على تلقي الاصول تحفظا وتفهما. فان افراغ زهرة العمر وقوة النفس في طلابها احسن الانتهاز للفرصة واكمله. وبها ابتداء العلوم من اوائلها. واتيانها من مداخلها وهي سلم الارتقاء الى الحذق في العلم وتحصيل ملكة الفن فان الحذق يدرك بثلاثة امور او اولها الاحاطة بمبادئ العلم وقواعده. ثانيها الوقوف على مسائله. ثالثها استنباط فروعه من اصوله وايسر سبيل للتحقق بهذه الامور الثلاثة بقر الاصول واستبطان منطوقها ومفهومها حتى يمتلئ القلب بحقائقها وتثبت في النفس مقاصدها. فيصير الممارس لها ذا حق وبصيرة بها. قال ابن خلدون في مقدمته بعد كلام سبق وذلك ان الحذق في العلم والتفنن فيه والاستيلاء عليه انما هو بحصول ملكة ان في الاحاطة بمبادئه وقواعده. والوقوف على مسائله واستنباط فروعه من اصوله. وما لم تحصل هذه الملكة لم يكن الحذق في ذلك الفن المتناول المتناول حاصلا. وهذه الملكة وهذه الملكة غير غير الفهم والوعي لانا نجد فهم المسألة الواحدة من الفن الواحد ووعيها مشتركا بين منشدا في ذلك الفن وبين من هو مبتدأ فيه وبين العامي الذي لم يحصل علما وبين العالم التحرير والملكة انما هي للعالم او الشادي في الفنون دون من سواهما. فدل ان على ان هذه الملكة غير الفهم والوعي. انتهى نعم البينة السادسة ان الوصول الى الحذف في العلم لا يتهيأ بأخذه دفعة واحدة بل لا بد من تدريج النفس فيهم شيئا فشيئا ويتحقق هذا بتكرار دراسة الفن في علم بتكرار دراسة الفن في عدة اصول له تنتظم ارتفاعا من الايجاز الى التوسط ثم الطول. وقد يكون لكل مرتبة واحد وقد تضم اصلين اثنين معا وتختص الاصول الموجزة بكونها جامعة للمسائل الكبار في كل باب ثم تزايد مسائله في الاصول المتوسطة والمطولة. ومفتاح الانتفاع بكل هو ان يتلقى الطالب الاصول الموجزة على سبيل الاجمال ليتهيأ بذلك له فهم الفن وتحصيل مسائله. ويتلقى بعدها الاصول المتوسطة مستوفاة كالشرح والبيان مع ذكر ما هنالك من الخلاف ووجهه. فتقوى بذلك ملكته في الفن. ثم يتلقى بعدها الاصول المطولة مستكملا شرحها وبيانها ومعرفة خلافياتها ويزاد له حل المشكلات وتوضيح المبهمات وتوضيح المبهمات وفتح المقفلات فيصل بهذه العدة الى ملكة الفن. والمرشد فيها الى هذا كله هو الدراكة البصير احسن الله اليكم. والمرشد الى هذا كله هو الدراكة البصير ابن خلدون اذ يقول في مقدمته اعلم ان تلقين العلوم للمتعلمين انما يكون مفيدا اذا كان على التدريج شيئا فشيئا وقليلا قليلا يلقي عليه اولا مسائل من كل باب من كل باب من الفن هي اصول ذلك الباب ويقرب له في شرحها على سبيل الاجمال. ويراعي في ذلك قوة عقله واستعداده لقبول ما يورد ما يريد عليه حتى ينتهي الى اخر الفن وعند ذلك يحصل له ملكة في ذلك العلم الا انها جزئية وضعيفة وغايتها انه وهيئته وغايتها انها هيأته لفهم الفن وتحصين مسائله. ثم يرجع به الى الفن ثانية. فيرفعه بالتلقين عن تلك عن تلك الرتبة الى اعلى منها واستوفي الشرح والبيان ويخرج عن الاجمال ويذكر ويذكر له ما هنالك من الخلاف ووجهه الى ان ينتهي الى اخر الفن فتجود ملكته ثم يرجع به وقد شدى فلا يترك عويصا ولا مبهما ولا منغلقا الا وضحه وفتح له مقفله فيخلص من الفن وقد استولى على ملكته هذا وجه التعليم المفيد وهو كما رأيت انما يحصل في ثلاث تكرار في ثلاث تكرارات وقد يحصل للبعض في اقل من ذلك بحسب ما يخلق له ويتيسر عليه انتهى كلامه وهو شبيه باجتماع الخلق على ترتيب الدراسة النظامية فيما دون الجامعة في مراحل ثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية البينة السابعة تؤخذ اصول الفنون حفظا وفهما عن شيخ عارف متصف بوصفين اثنين احدهما الاهلية بالفن بتمكنه في النفس والاخر النصح وحسن المعرفة بطرق التعليم. فان العلم خزانة الشريعة ومفاتيح بايدي العلماء لانهم ورثة الانبياء. ومن لم يفتح ومن لم يفتح له الخازن كيف ينال مبتغاه. ودلائل والعقل متواطئة على تقرير هذا المعنى. ومن ظن انه يدرك العلم دون شيخ مرشد فلا يتعن. والشيوخ لهم درجات ومراتب يتفاضلون فيها والذي تنبغي رعايته فيهم الوصفان المذكوران آنفا فمن اجتمعا فيه من الشيوخ كيف هو اولى بالاخذ عنه؟ وان كان غيره اعلم منه فمن لم يكن ناصحا عارفا بطرق التعليم اضر بالمتعلمين. واوردهم موارد الاذى. فاحرص على من تقدم وصفه لم يتيسر مثله او او من يقاربه من الشيوخ وفقد الشيخ المعلم في بلد او زمن او شق الوصول اليه امكن سلوك احد الطرق الاتية الاول استحضار شرح معتمد للاصل المقصود وتفهم معانيه مع مراجعة شيخ عارف بالفن فيما اشكل منه. الثاني الزيادة على شرح واحد مع سلوك ما مضى. ومحل هذا اذا كانت شروح الاصل تقصر عن توضيح معانيه. فلا بد من ضم بعضها الى بعض. او كان الطالب جيد الفهم قوي العقل الثالث الزيادة على المرتبة السابقة لمطالعة مدونات الفن المعتمدة ولا يصلح هذا الطريق الا اذا كانت الشروح وعلى الحال المذكورة سابقا والطالب فوق ما تقدم وما وكما عرفت فإن اختيار طريق دون اخر يختلف خلاف قوة الفهم ومحل الفن المقصود من العلوم ومنزلة الاصل الموصل الى فهمه بين كتبه. ومن اصول العلمية ما يمكن تحصيله دون الحاجة الى عرضه على شيخ. مع كون ذلك اكمل كالبداية والنهاية مثلا. لكن ان هذا الضرب من الاصول لا تحسن مطالعته الا بعد التضلع من مهمات العلوم. منفعته وقد يحتاج الطالب الى عرض شيء منه على شيخ يكشف معناه ويوضح مغزاه هذا كله حظ الطالب من من صناعة الفهم عند فقد اما صناعة الحفظ فله ان يعرض محفوظه من نسخة مصححة للاصل على قرين له. ذي معرفة بالفن. فان عدم القرين الموصوف قصد غيره مع الالتزام بنسخ الاصول المتقنة الموثوق بها فان لم يجد فليرتحل من بلده فان ان العلم لا لا ينعش فيها. وليطلب بلدا يجد فيه بغيته. والا بقي في ظلمة الجهل والحيرة البينة الثامنة من القواعد الاصول في ادراك العلم المأمول تقليل الدروس واحكام المدروس وعروة الاحكام طاهر ملازمة التكرار للدرس والحرص على مذاكرة الاقران. ففي المذاكرة احياء الذاكرة. والعلم غرس القلب غرس بلا ثقب بلا سقيا يموت وسقيا العلم مذاكرته ومن بدائل الالفاظ المستجابة من قرائح الحفاظ قول ابي حجاج المزي الحافظ رحمه الله من حاز العلم وذاكره ومن حاز العلم وذاكره حسنت دنياه وآخرته. فأدم للعلم مذاكرة فحياة العلم مذاكرته عاقبة ترك المذاكرة فقد العلم. قال ابن فهاشها ابن الزهري رحمه الله انما يذهب العلم النسيان وترك المذاكرة وترك الاستذكار بعد التحفظ والتفهم يضيع به زمن طويل في ابتغاء استرجاع مفهوم ذهب ذهبت معانيه او قوض نسيت مبانيه. وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الابل المعلقة ان عاهد عليها امسكها وان اطلقها ذهبت. قال بن عبدالبر رحمه الله في كتابه التمهيدي يبين معناه. واذا كان القرآن الميسر للذكر كالابل المعلقة من تعاهدها امسك الابلي بالابل المعقدة احسن الله اليكم. واذا كان القرآن الميسر الملاهي يعني التي شد عليها عقالها قيدها. نعم واذا كان القرآن الميسر للذكر كالابل المعقلة. من تعاهدها امسكها فكيف بسائر العلوم البينة التاسعة في التأني نيل بغية المتمني والثبات نبات وانما يجمع العلم بطول بطول المدة وتجويد العدة. قال الزهري يوصي صاحبه يونس ابن يزيد الايدي. يا يونس لا تكابر العلم ان العلم اودي فأيها اخذت فيه قطع بك قبل ان تبلغه ولكن خذه مع الايام والليالي ولا تأخذ جملة فان من رام اخذه جملة ذهب عنه جملة. ولكن ولكن الشيء بعد الشيء مع الايام واللي مع الليالي والايام. فمن طلب العلم في ايام وليال فقد طلب المحال. ومن حشى قلبه به شيئا فشيئا سال وادي واروى قاصديه ونهاية العجول تشتت وافول. قال الخطيب البغدادي رحمه الله في الفقيه والمتفقه اعلم ان القلب جارحة من الجوارح تحتمل اشياء وتعجز عن اشياء كالجسم الذي يحتمل بعض الناس ان يحمل مائتي قل ومنهم من يعجز عن عشرين رقلا وكذلك منهم من يمشي فراسخ في يوم لا يعجزه ومنهم من يمشي بعض ميم فيضر ذلك به. ومنهم من يأكل الطعام من الطعام ارطالا. ومنهم من يتخمه الرطل فما دونه كذلك القلب من الناس من يحفظ عشر ورقات في ساعة ومنهم من لا يحفظ نصف صفحة في ايام. فاذا ذهب الذي ارحق به نصف صفحة يروم ان يحفظ عشر ورقات تشبها بغيره لحقه الملل وادركه الضجر ونسي ما حفظ ولم ينتفع بما سمع البينة العاشرة لكل صناعة عدة تقرب نوالها وتذلل صعابها وعدة التعلم الة الم تعلم فمن كانت معه الآلة بلغ ذروة العلم والا وقف دونها. واوعى مقالة بينت الة العلم مما طالعته. ما ساقه وردي في ادب الدنيا والدين. وقد جعلتها تسعة امور مع ما يلاحظ المتعلم. مع ما يلاحظ المتعلم من التوفيق مدوا به من الموت احسن الله اليكم. ويمد به من المعونة الاول العقل الذي تدرك به الذي به تدرك حقائق الامور. والثاني الفطنة التي يتصور بها غوامض العلوم والثالث الذكاء الذي يستقر به حفظ ما تصوره وفهم ما علمه. والرابع الشهوة التي يدوم بها الطلب ولا يسرع اليها الملل والخامس الاكتفاء بمادة تغنيه عن كلف الطلب. والسادس الفراغ الذي يكون معه التوفر ويحصل للاستكثار والسابع عدم القواطع المذهلة من هموم واشغال وامراض. والثامن طول العمر واتساع المدة لينتهي بالاستكثار الى مراتب الكمال والتاسع الظفر بعالم سمح بعلمه متأن في تعليمه. قوله خامس الاكتفاء بمادة تغنيه عن كلف الطلب اي بمال يغنيه عما يحتاج اليه في اثناء طلبه نعم احسن الله اليكم. الخاتمة قال محمد مرتضى ابن محمد الحسيني الزبيدي. روى ابن عبدالبر ذو الاتقان في طرة من جامع البيان ارجوزة تعجب من رآها الى الامام اللؤلؤي عزاها منظومة ظهر مكنون وقيل عزوها الى المأمون اوردتها هنا لحسن سوقها في الغائصين في بحار ذوقها ونصها من بعد حمد الله مصليا على رسول الله يلم بان العلم بالتعلم والحفظ والاتقان والتفهم والعلم قد والعلم قد يرزقه الصغير في سنه ويحرم الكبير فانما المرء باصغره ليسا برجليه ولا يديه لسانه وقلبه المركب في صدره وذاك خلق عجب. والعلم بالفهم مذاكرة والدرس والفكرات والمناظرة فرب انسان ينال الحفظ ويورد النص ويحكي اللفظ وماله في غير نصيب مما حواه العالم الاديب ورب ذي حرص شديد الحب للعلم والذكر بليد القلب معجز في الحفظ والرواية ليست له عن مرة وحكاية وآخر يعطى بلا اجتهاد حفظا لمن بما قد جاء في الإسناد يفيده بالقلب لا بناظره ليس الى قناطره فالتمس العلم واجمل في الطلب. والعلم لا يحصل الا بالادب. الادب النافع حسن الصمت ففي كثير القول بعض المقت فكن لحسن الصمت ما حييت. مقارنا تحمد تحمد ما بقيت. وان وان بدت بين اناس مسألة معروفة في العلم او او مفتعلة. فلا تكن الى الجواب حتى حتى ترى غيرك فيه ناطقا. كم رأيت من عجول سابقي من غير فهم بالخطاء ناطقي ازرى به ذلك في المجالس بين ذوي الالباب والتنافس. الصمت فاعلم بك حقا ازين ان لم يكن عندك علم المهم متقن وقل اذا اعياك ذاك ذاك الامر وقل اذا اعياك ذاك الامر ما لي بما تسأل عنه خضر فذاك شطر العلم عند العلماء كذا كما زالت تقول الحكماء. اياك والعجب بفضل رأيك. واحذر واحذر ابواب القول من خطابك كمن جواب اعقب الندامة. فاغتنم الصمت مع السلامة العلم بحر منتهاه يبعد ليس له حد اليه يقصد وليس كل العلم قد حويته. اجل ولا العشر ولو احصيته وما بقي عليك منه اكثر مما علمت والجواد يعثر. فكل ما علمته مستفحما. ان كنت لا تفهم منه الكلمة القول قولان فقول تعلمه. واخر تسمعه فتجهله. وكل قول فله جواب يجمعه الباطل والصواب. وللكلام اول واخر. فافهمهما والذهن منك حاضر. لا تدفع القول ولا ترده حتى يؤدي حتى يؤديك الى ما بعده. فربما اعيى ذوي الفضائل جواب ما يقال من المسائل فيمسك بالصمت عن جواله عند اعتراض الشك في صوابه. ولو يكون القول عند الناس من فضة بيضة بلا التباس اذا لكان الصمت من عين الذهب فافهم هداك الله اداب الطلب الى هنا قد انتهى المنقول فاسمع هديت الرشد ما اقول العلم اصل الدين والاحسان طريق كل الخير والجنان على تفضيله البرهان وسنة النبي وسنة النبي والقرآن. هل يستوي الذين يعلمون قم بالعلم يجهلون لا تدعو الا العلماء لا تدعوا الا العلماء ناسا لغيرهم لترفعن رأسا ومع التقى هدى ونور وهو مع الزيغ بدن وبر. فالعلم ان زاد ولم يزدد هدى. صاحبه لم يستفد الا اراد فلا فلا تعد فلا تعد ذاته فضيلة ان لم يكن على الهدى وسيلة فانه كالكذب والخيال يكون عند الخلق للاعمال فحق اهل العلم صدق النية فحق اهل العلم صدق النية والاجتهاد في الطوية والجد في التقوى بخير سيرتي ليستقر العلم في البصيرة فعلم فعلم ذي الانوار في جنانه وعلم ذي الاوزان في لسانه وان عنوان علوم الدين في الصدق والخشية واليقين. وافضل وافضل العلوم علم يقترب هذه الفتاة من ربه فيما يحب فليبذل الجهد بما يزيده نور الهدى في كل ما يفيده وبالاهم اهمية تقي من كل فن ما يفيد ما بقي فان انواع العلوم تختلط وبعضها بشرط بعض مرتبط ما حوى الغايات في الف سنة شخص فخذ من كل فن احسنه بحفظ متن جامع للراجح تأخذه خذه على مفيد تأخذه على مفيد الناصح ثم مع المدة فابحث عنه حقق ودقق ما استمد منه لكن ذاك باختلاف الفهم مختلف وباختلاف العلم فالمبتدئ والفدم لا يطيق بحثا بعلم بعلم ودقيق ومن يكن في فهمه بلاده فليصرف الوقت الى العبادة او غيرها من كل ذي ثواب ولو بحسن بالاسباب فليعمر العمرة فكل ذرة فليعمر العمرة فكل ذرة رخيصة منه بالف درة فيضبط فيضبط الاوقات بالموقوت من قبل سبق فتنة وفوت والعلم ذكر الله في احكامه على الوراء كالشكر في انعامه فذكره في الذات والصفات كالذكر في الاحكام والايات لكن كثير اغفلوا بالعلم وحكمه عن ربه ذي الحكم وادخلوا فيه الجدال والنور فكثرت كما ترى فصار فيهم حاجبا لنوره عنه فما ذاقوا جنى مأسوره. فهالكوا بقسوة وكبر حسد وعجب ومكر نعوذ بالله من الخبال والعوذ بعد الحق في الضلال. فالذم منهم لا من العلوم انها من طلعة القيوم فحق من يخشى مقام ربه انياتا ان يعتني بعين معنى قلبه وليجتهد كل ما في دينه يزيده بالحق في يقينه. وان يديم الذكر بالإيمان والفكر فيه في جميع الشأن يغرس التحقيق باليقين في قلبه بالحق والتمكين. حتى يكون عند موت جسمه حي الحجاب نوره طوبى لمن طاب له فؤاده بالعلم والتقوى عليه زاده فسار في الحق على طريقه بالحق به الى الحقيقة على اتباع المصطفى مبنية في القول والفعل وعقد النية. هذا اخر البينة وتمام معان مبينة الحمد لله رب العالمين. وبهذا نكون قد اكملنا قراءة الكتاب الاخير