السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فهذا هو الدرس الثاني عشر من برنامج الدرس الواحد التاسع. والكتاب المقروء فيه هو كتاب الثبوت في ضبط قنوت العلامة السيوطي رحمه الله تعالى. وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر مقدمتين المقدمة الاولى التعريف بالمصنف. وتنتظم في ثلاثة مقاصد. المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ابي بكر بن محمد السيوطي الشافعي المصري يلقب بجلال الدين. ويقال في نسبه السيوطي والاسيوطي بحذف الهمزة واثباتها. المقصد الثاني تاريخ مولده ولد ليلة الاحد مستهل رجب سنة تسع واربعين وثمانمائة. المقصد الثالث تاريخ وفاته توفي رحمه الله يوم الجمعة التاسع عشر من جمادى الاولى سنة احدى عشرة وتسعمائة وله من العمر اثنتان وتسعون سنة. المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد اذا ايضا المقصد الاول تحقيق عنوانه ذكر المصنف رحمه الله تعالى اسم كتابه هذا في كتابه الحاوي فسماه الثبوت في ضبط القنوت. المقصد الثاني بيان موضوع موضوع هذا الكتاب بيان الوجه المعتد به في ضبط الفعل المضاد يعز من قول الداعي في قنوته ولا يعز من عاديت. المقصد الثالث توضيح منهجه ساق المصنف رحمه الله تعالى كتابه متصل المقاصد غير مميز بما يفصلها وجعل صدره مقدمة نفيسة في الحض على الاعتناء بضبط الفاظ المرويات ثم اورد نقولا عن جماعة من اهل العربية في بيان كيفيات لسانية التي يأتي عليها الفعل المضارع يعز كسرا وفتحا وضما ثم نظم مقاصد هذا في ابيات ختم بها كتابه والسيوطي رحمه الله ممن يجمع في بيانه النثر والنظم. نعم. احسن الله اليكم. قال العلامة رحمه الله تعالى في كتابه الثبوت في ضبط لفظ القنوت الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين المصطفى فرد علي سؤال في قوله صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت ولا يعز من عاديت. وذكر السائل انه قرأ بكسر العين من يعز فرد عليه رجل وقال انما هو يعز بضم العين من باب وصار ينصر وذكر انه قال ان عزوا بالكلمة يعز بالكسر انما هو مضارع عز بمعنى قل واما عز من العز الذي لابد الذي هو ضد الظلم فان مضارعه بالضم هذا ما ذكره السائل. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان موجب تدوين هذه الرسالة رفع سؤال اليه عن قوله صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت ولا يعز من عاديت المروي في حديث الحسن ابن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم علمه ان يقول في قنوته اللهم اهدنا فيمن هديت الحديد عند ابي داوود وغيره وهذا الحديث صح دعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم دون تقييده لفظ القنوت فان تقييده بلفظ القنوت الوارد في بعظ الطرق شاذ كما حكم به جماعة من الحفاظ قطني رحمه الله تعالى فالمحفوظ ان النبي صلى الله عليه وسلم علم الحسن ابن علي دعاء يدعو به واستعمال هذا الدعاء في القنوت لا مانع منه لانه من جملة الادعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. والمراد هنا دعاء الداعي في وتره كما هو مذهب جمهور اهل العلم. وانفردت الشافعية بالقنوط في صلاة الصبح. وروي في ذلك حديث عن انس لا يصح. ثم ان المصنف رحمه الله تعالى ذكر الواقعة وهي ان الرجل قرأ هذا الحرف بكسر العين فرد عليه من رد عليه وقال انما هو يعز بضم العين من ابي نصر ينصره ولم يذكر المصنف رحمه الله تعالى هذا الرد وانما عرض به رحمه الله تعالى في اخر قصيدته فكأنه من المشتغلين بالعلوم العقلية وليس له اخذ في العلوم النقلية كما سيأتي ذكره في موضعه من القصيدة. نعم. احسن الله اليكم. واقول ان ضابط هذا اللفظ من مهمات الدين من وجوه احدها انه لفظ ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضبط الالفاظ الواردة عنه صلى الله عليه وسلم من اهم الواجبات واكد كما نص عليه ائمة الحديث في كتبهم بان لا يدخل من رواه على الخلل في قوله صلى الله عليه وسلم من طول علي ما لم اقل فليتبوأ مقعده من النار. فقال الحافظ زين الدين العراقي رحمه الله تعالى في الفيته وليحذر اللحام والمصحف على حديثه بان يحرف. فيدخلا في قوله من كذبا حق النحو على من طلب. الثاني انه ذكر من الاذكار والفاظ الاذكار متعبد بها. فاذا حرفت عن الوارد فيها لم بقولها الثواب المرتب عليها. الثالث انه من اكد اذكار الصلاة فيتأكد فيه الضبط لان التخريف واللحن في لاذكار الصلاة من اقبح الاشياء. وضبطها وتصحيحها واعرابها من احسن الامور. وقد ورد في بعض الاثار الموقوفة ان الله تعالى لا يقول دعاء ملحونا. ولا شك ان التحريف اسوأ حالا من اللحن بكثير لانه يوحي بالمعنى ويخرج اللفظ عن موضوعه. فمن تحرى ضبط اللفظ على ما ورد فقد دخل في حديث من احسن صلاته وشمله الثواب الموعود به فيه. ومن قصر في ضبطه وحرفه لم يذقه فيه. فحق على كل مصل المحافظة كان عقودنا الفاضل الواردة في الصلاة ليكون محسنا لها ما امكنه. وهو اكد من الاشتغال بكثير من المعقولات لانه ويترتب عليه جزيل الاجر والثواب. والساعي في بيان ذلك معين على الخير حقيق بالاجر الجزيل الدال على الخير كفاعله خصوصا وهو سعي في ضبط لفظ النبوة وصيانته من التحريف وفي ذلك من الثواب ما لا تخفى ذكر المصنف رحمه الله تعالى جملة نفيسة في بيان موجب العناية بضبط الفاظ الحديث النبوي فان هذه الوجوه لا تختص بهذه الكلمة بل الاحاديث النبوية جميعا ينبغي ان يعتنى ضبطها ومعرفة كيفية قراءتها والتلفظ بها وذلك لانها من مهمات الدين من وجوه عدة ذكرها المصنف رحمه الله تعالى احدها ان تلك الالفاظ صادرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وضبط الالفاظ الواردة عنه صلى الله عليه وسلم من اهم الواجبات واكد المهمات. كما نص عليه ائمة الحديث في كتبهم والا يدخل من رواه على الخلل في قوله صلى الله عليه وسلم من تقول علي ما لم اقل فليتبوأ مقعده من النار فالذي يروي الحديث على خلاف ما نطق به النبي صلى الله عليه وسلم يخشى عليه ان يندرج في جملة عليه ما لم يقم صلى الله عليه وسلم لان من يصرفه عن الوجه المعروف عنه صلى الله عليه وسلم فقد قال عليه قول لم يقله صلى الله عليه وسلم. واورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث المشهور بلفظ من تقول علي وهو عند ابن ماجة من حديث ابي هريرة بهذا اللفظ. واسناده حسن وهو عند من هو اعلى منه وهو البخاري من حديث سلمة للأكواع ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يقل علي ما لم اقل فليتبوأ مقعده من النار. وحديث سلمة من افراد البخاري التي انفرد بها عن بقية الستة. والحديث مشهور في الصحيحين وغيرهما بلفظ من كذب علي لكن لفظ من يقل هو المناسب للمحل. لان من حرف البعض الاحاديث النبوية داخل في القول عليه صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ثم اورد رحمه الله تعالى ما يدل على تقرير هذه القاعدة عند اهل الحديث بالنقل عن كتاب التبصرة والتذكرة المعروف بالفية العراق للحافظ العراقي رحمه الله تعالى وفيها قوله وليحذر اللحال والمصحف على حديثه بان يحرف فيدخلا في قوله من كذب فحق النحو على من طلب وانما ذكر النحو لان اكثر ما يحتاج اليه في ظبط الفاظ الحديث النبوي هو قواعد العربية ووراء ذلك مفرداتها. فمن اراد ان يتقن ضبط الفاظ الحديث النبوي فانه يتقن قواعد العربية ثم نتعرف الى مفردات اللغة عند العرب حتى يعرف هل يجوز ذلك الوجه في كيفية الكلمة اللسانية على وجه واحد او على وجهين او على اكثرا. ومما ينبغي ان يتنبه له ان اللفظ قد يكون واقعا في لسان العرب على اكثر من وجه. لكن الرواية تكون مختصة بوجه واحد هذا يوجد التنبيه عليه في بعض الشروح فيقال بعد تعديد وجوه منقولة عن العرب الا ان الرواية لم ترد بوجه واحد ويذكر. واذا تعذر معرفة ذلك جاز ان يكون لفظ الحديث النبوي بهذه لان النبي صلى الله عليه وسلم عربي. واذا كانت الكلمة تعرف عند العرب باكثر من ضبط فانه يجوز ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم قالها بواحد من تلك الالفاظ ثم ذكر الوجه الثاني وهو ان هذا الدعاء المسؤول عنه ذكر من الاذكار والفاظ الاذكار متعبد بها ولاجل كونها مما بها صينة عن بعظ ما سوغه المحدثون كالاختصار فان المحدثين صرحوا بجواز اختصار لعارف بمعناه الا انهم جعلوا لذلك شروطا منها الا يكون من الاذكار المتعبد بها فالاذكار المتعبد بها لا يجوز اختصارها. بل يتعبد بها بالفاظها. وكذلك ينبغي ان يقع التعبد بضبطها على الوجه المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال المصنف في تعليل ذلك فاذا حرفت عن الوارد فيها لم يحصل بقولها الثواب المرتب عليها. وليس مراده انتفاء الثواب بالكلية. لانه لا قائل وانما المراد به نقصان الثواب عن الوجه الاكمل. فالذي يأتي بشيء من الاذكار لا على الوجه التام من جهة يبعد منعه من وقوع الثواب واستحقاقه. وانما يمكن منعه من تحصيل الثواب الاتم. لان الثواب الاتم انما يحصل بكمال الضبط كما يستفاد من الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري وان كان من اهل العلم من وسع في ذلك وقال ان المقصود هو الدعاء فعلى اي وجه وقع معربا او ملحونا حصل بذلك الثواب وانما ينظر الى اخلاص العبد فيه. والى ذهب ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى وما ذهب اليه ابو العباس ابن تيمية من التسوية بين معرب الدعاء من يلحن فيه انما يستقيم اذا كان من يلحن فيه عاجزا عن الصواب فهذا قد يقال ان دعاءه له الثواب فيه كدعاء من يعرب الدعاء ويتعبد به على وجه صحيح. واما مع القدرة والتفريط فلا ريب انهما لا يستويان وان من جاء به على الوجه الاكمل استحق الثواب الاكمل. ثم ذكر الوجه الثالث وهو ان الذكر المسئول عنه من اكد اذكار الصلاة فيتأكد فيه الضبط لان التحريف واللحن في اذكار الصلاة من اقبح الاشياء وضبطها وتصحيحها واعرابها من احسن الامور. لان الصلاة احسن موضوع واعظم عبادة يتعبد بها العبد وهي عبادة تتكرر في اليوم والليلة فينبغي ان تكون العناية بها اشد واعظم ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ما يقوي ذلك مما ورد في بعض الاثار المنقولة الموقوفة ان الله تعالى اول دعاء ملحونا وهذا الكلام لا اصل له كما ذكره ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى ولم يأتي في ادلة الشرع تعليق القبول بذلك وانما يمكن على ما سبق تعليق كمال الثواب. اما اصل قبوله ففي ذلك نظر. ثم قال ولا شك ان التحريف اسوأ حالا من اللحن بكثير لانه يحيل المعنى ويخرج اللفظ عن موضوعه فهو يرى ان التحريف مفارق للحن. وان التحريف هو ما احال المعنى. واما اللحم فلا يحيل المعنى ولا يخرج اللفظ عن موضوعه ومن اهل العلم من سوى بينهما وجعل التحريف لحنا واللحن تحريفا ولا ريب ان هذين الامرين يشتركان في خروجهما عن سنن الكلام المنقول. لكن قوة الخروج تختلف قوة متعلق فما ادى الى احالة المعنى وتغييره اشد مما كان لحنا لا يؤدي الى ذلك. ثم قال المصنف من تحرر ضبط اللفظ على ما ورد فقد دخل في حديث من احسن صلاته وشمله الثواب الموعود به فيه. وهو رحمه الله تعالى في ما يظهر لا يشير الى حديث معين لكنه يريد الاحاديث الواردة في تحسين الصلاة وتكميلها والاهتمام بها. اذ لا يوجد في الاحاديث المئوية حديث اوله من احسن صلاته يدل على مقصود المصنف وانما فيها حديث هو الذي ذكره المعتني في الحاشية من احسن الصلاة حيث يراه الناس. ثم اساءها حين يخلو فتلك استهانة بالله. وهو حديث لا يصح وليس مناسبا لمقصود المصنف في كلامه. ولكنه يريد الاحاديث العامة في تحسين الصلاة وتكميلها. فان من حسن صلاته وكملها حصل الثواب الموعود به عليها. ومن قصر في ضبطه وحرفه لم يدخل في ذلك كما ترى المصنف رحمه الله تعالى ومعنى لم يدخل اي لم يدخل في الوجه الاتم منه كما تقدم. واما اخراجه الكلية في فيه نظر لكنه يكون قد قصر فيما ينبغي عليه من تحسين صلاته. وحينئذ فينبغي ان يجتهد المصلي في ضبط الفاظ ما يتعلق بالصلاة من تعبدات في احكامها من اذكارها كادعية استفتاحها وتشهداتها وغيرها. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان السعي في بيان ذلك من الاعانة على الخير وان الساعي فيه معين على الخير حقيق بالاجر الجزيل. لان الدال على الخير كفاعله خصوصا وهو سعي في ضبط الفاظ النبوة وصيانتها من التحريف وفي ذلك من الثواب ما لا يخفى. فانفاق الاوقات في العناية بضبط الفاظ المرويات من وجوه العلم التي ينبغي ان يعتني بها طالبه. واما اهمال ذلك وقراءة الاحاديث النبوية كيفما اتفقا فذلك من عدم المبالاة بلفظ الحديث النبوي الشريف. والعناية بذلك تستفاد من دوام النظر في الحديث التي تعتني بضبط الفاظ الحديث النبوي الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن جملتها الكتب المصنفة في غريبه فان المصنفين في الغريب يذكرون ضبط الكلمة ووجهها ثم يفسرون وكذلك مطولات الشروح كفتح الباري لابن حجر وشرح النووي لمسلم يوجد فيهما العناية بهذا الاصل ويستصعب الانسان المعاجم اللغوية التي تفيده في ذلك. ومن احسن المعاجم التي ينبغي ان تكون صحبة طالب العلم كتاب المصباح المنير للعلامة الفيومي فان هذا الكتاب مع وجازته عظيم وهو انفع من القاموس المحيط وفيه من ضبط المعاني والعناية بوجوه اللغة والاشارة الى جملة من قواعدها ما لا يوجد في غيره فهو كتاب حسن بديع. نعم. احسن الله اليكم اقول لا خلاف بين العلماء من اهل الحديث واللغة ان يعز من العز المقابل للذل بكسر العين في المضارع. قال ابن في كتاب النهاية في غريب الحديث العزيز في اسماء الله تعالى والغالب القوي الذي لا يغلب. يقال عز عز بالكسر اذا صار عزيزا وعز يعز بالفتح اذا اشتد وشق. يقال عز علي يعز ان اراك بحال سيئة ان يشتد ويشق عليه ان يشتد ويشق علي وذكر الراغب في مفردات القرآن نحوه وذكر في الغريبين نحوه. وقال النووي في تهذيب الاسماء واللغات. قال الفراء يقال عز الشيء يعز بالكسر عزة اذا قل فعز الرجل يعز عزا وعزة اذا قوي بعد ذلة ويقال عز يعز بالفتح اذا اشتد يقال عز علي ما اصاب فلانا لاشتد. فيقال عز فلان فلانا يعزه بالظن عزا اذا غلبه قال الله تعالى وعزني في الخطاب. فقال الفاعرابي في ديوان الادب ابواب فعل يفعل بفتح العين من الماضي وضمها من المستقبل. واورد فيه افعالا كثيرة الى ان قال وعزه ايضا ابه ثم قال باب فعل يفعل بفتح العين من الماضي وكسرها من المستقبل. فاورد فيه لافعالا كثيرة الى ان قال وعز من العزة نقيب الذلة واصلحها من الشدة. فقال الزمخشري في كتاب الافعال باب فباب فعل يفعل بالكسر من المضاعف ثم اورد فيه ضج يضج فيصح وفي الرافر وضل يضل واشياء كثيرة الى ان قال وعز يعز اذا صار عزيزا وعز الشيء اعز وعزتنا اذا قال ابو بكر بن القوطية في كتاب الافعال عز يعز بالكسرة عزة وعزا صار عزيزا اذا والشيء عزا وعزازة تعذر والشيء عظم والرجل علي كرم وعززت رجل اعزه بالضم عزا غلبته. وايضا اعنته. والحاصل ان عز له معاني. ذكر المصنف رحمه الله تعالى نقولا عن جملة من اهل العربية كابن الاثير والراغب الاصفهاني والهروي صاحب الغريبين والنووي الناقد ذلك عن الفراء والزمخشري والفارابي وابن رحمهم الله تعالى والحاصل من كلامهم رحمهم الله تعالى ان الفعل الماضي عز يجيء على ثلاثة انحاء اولها عز يعز بضم عين مضارعه بمعنى غلبه. وثانيها عزا. يعز بفتح عين مضارعه بمعنى اشتد وضاق. وثالثها عزى. يعز عيني مضارعه. بمعنى قل او عظم او كرم او ضد الذل. وحينئذ يكون المناسب من هذه المعاني في مضارعه في قول الداعي اي كما جاء في الحديث هو الكسر فيكون ضبطه ولا يعز من عاديت اي لا يحصل العزة من عاداه الله سبحانه وتعالى بل تكتب عليه الدلة. كما قال تعالى ان الذين يحادون الله ورسوله اولئك في الاجلين. فالمعادين لله سبحانه وتعالى حقيقون بالذلة. ولا تحصل لهم العزة وحينئذ نعم. احسن الله اليكم. والحاصل ان عز له معان فبعضها بكسر العين في مضارع وبعضها بالفتح وبعضها بالضم. فقد نظمت في ذلك ابياتا فقلت يا قارئ الكتب الاداب يقظا وحرر الفرق في الافعال تحريرا. عز المضاعف يأتي في مضارعه تثنيث عين بفرق جاء مشهورا فمات قل وضد الذل مع عظم كذا كرمت علينا جاء مكسورا ومات عز اين الحال اي صعبت؟ فافتح مضارعه ان كنت نحريرا. وهذه الخمسة الافعال لازمة وابن مضارع فعل ليس مقصورا. عززت زيدا بمعنى قد غلبتك كذا. اعنته فكنا ذا جاء مأثورا. فقل اذا كنت في ذكر القنوت وما يعز يا رب من عاديت مكسورا. واشكر لاهل علوم الشرع اذ شرحوا لك تواضع وابدو فيه تذكيرا. واصلحوا لك لفظا انت مفتقر اليه في كل صبح ليس منكورا. لا تحسبن منطقا يحكى وفلسفة سوى لدى علماء الشرع قطميرا. ختم المصنف رحمه الله تعالى كتابه وهذا بنظم ما قرره فيه من المنقول عن الائمة وهو الذي سبق بيانه. ومعنى قوله رحمه الله تعالى واضمن مضارع فعل ليس مقصورا اي ليس لازما. واللازم هو الذي لا يستدعي مفعولا بل ينتهي الى الفاعل فالافعال المتقدمة كلها لازمة الا ما كان بمعنى غلبته وهو عز لا يعز بضم عينه فانه يكون فعلا متعديا. ثم عرض المصنف في البيت الاخير بحال من ذكر فكان الذي تكلم ورد على السائل رجل لا عناية له بعلوم الشرع وانما عنايته بالعلوم العقلية هي النكتة في ذكر ذلك فكأنه قال ان من يعتني بالعلوم العقلية من منطق وفلسفة ويهمل علوم الشرع فتلك العلوم لا تساوي لدى علماء الشرع قطميرا وهو اللفافة التي تكون على النواة هذا اخر التقرير على هذا الكتاب وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على عبدي ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين