السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل العلم للخير الاساس والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث رحمة للناس. وعلى اله وصحبه البررة الاكياس اما بعد فهذا المجلس الاول في شرح الكتاب الثاني من برنامج اساس العلم في سنته الثامنة سبع ثمان وثلاثين واربع مئة والف وتسع وثلاثين واربع مئة والف بمدينته العاشرة مدينة نجران وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها بامام دعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست ومائتين والف نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد. وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولمشايخه وللحاضرين وللمسلمين قال الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله تعالى في متن ثلاثة الاصول وادلتها بسم الله الرحمن الرحيم اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل الاولى العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام بالادلة الثانية العمل به. الثالثة الدعوة اليه. الرابعة الصبر على الاذى فيه. والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم. وقال البخاري رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك. فبدأ بالعلم قبل القول والعمل ابتدأ المصنف رحمه الله رسالته بالبسملة مقتصرا عليها اتباعا للوارد في السنة النبوية في مكاتباته ومراسلاته صلى الله عليه وسلم الى الملوك والتصانيف تجري مجراها ثم ذكر انه يجب علينا تعلم اربع مسائل الاولى العلم وهو شرعا ادراك خطاب الشرع وهو شرعا ادراك خطاب الشرع اي الوصول اليه والوقوف عليه والعلم المأمور به شرعا وفق ما ذكره المصنف له وصفان والعلم المأمور به شرعا وفق ما ذكره المصنف له اصفان. احدهما ما يطلب منه وهو معرفة الله ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم احدهما ما يطلب منه وهو معرفة الله ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم والاخر ما يطلب فيه وهو اقترانه بالادلة ما يطلب فيه وهو اقترانه بالادلة والمقصود بالاقتران بالادلة اعتقاد العبد اعتقادا جازما. والمقصود بالاقتران بالادلة اعتقاد العبد اعتقادا جازما ان ما امن به ربا ودينا ونبيا ثابت بادلة شرعية. ان ما امن به ربا ودينا ونبيا ثابت بادلة شرعية فمتى وجد هذا الاعتقاد؟ كان مصحوبا بالادلة فمتى وجد هذا الاعتقاد كان مصحوبا بالادلة وهذه المعرفة هي المعرفة الاجمالية التي تجب على كل احد واما المعرفة التفصيلية فهي تجب في حق جملة من الخلق واما المعرفة التفصيلية فهي تجب في حق جملة من الخلق ممن قام بهم معنى يستدعي التفصيل ممن قام بهم معنى يستدعي التفصيل كالحاكم او القاضي او المفتي او المعلم فهؤلاء يجب عليهم من المعرفة التفصيلية ما لا يجب على غيرهم فالمعرفة المأمور بها نوعان فالمعرفة المأمور بها نوعان احدهما المعرفة الاجمالية وتتعلق باصول الاسلام وكلياته وتتعلق باصول الاسلام وكلياته. وهي واجبة على كل احد والاخر المعرفة التفصيلية وتتعلق بتفاصيل الاسلام وجزئياته وتتعلق بتفاصيل الاسلام وجزئياته وهي واجبة في حق من قام به سبب يستدعي التفصيل وهي واجبة في حق من قام به سبب يستدعي التفصيل كالحكم او القضاء او التعليم او الافتاء والمسألة الثانية العمل به اي العمل بالشرع والعمل شرعا هو ظهور صورة خطاب الشرع هو ظهور سورة خطاب الشرع وخطاب الشرع نوعان احدهما الخطاب الشرعي الخبري الخطاب الشرعي الخبري وظهور صورته بامتثال التصديق اثباتا ونفيا وظهور صورته بامتثال التصديق اثباتا ونفيا والاخر الخطاب الشرعي الطلبي الخطاب الشرعي الطلبي وظهور صورته بامتثال الامر والنهي واعتقاده حل الحلال بامتثال الامر والنهي واعتقاد حل الحلال فمن اراد ان يعمل بالعلم الوارد في الشرع فانه ينظر الى نوعه فان كان خبريا امتثله بالتصديق وان كان طلبيا امتثله بالامر او النهي او اعتقاد حل الحلال فمثلا قوله تعالى ان الساعة اتية لا ريب فيها خطاب خبري ام طلبي خطاب خبري فامتثاله بالتصديق باثبات يوم القيامة مثال اخر قوله تعالى ولا تقربوا الزنا خطاب خبري ام طلبي خطاب طلبي فيكون امتثاله فيكون ظهور صورته بامتثال النهي بان لا يقرب الزنا. والمسألة الثالثة الدعوة اليه اي الدعوة الى العلم والمراد بها الدعوة الى الله لان العلم باعتبار ما يطلب منه مرده الى المعارف الثلاث لان العلم باعتبار ما يطلب منه مرده الى المعارف الثلاث معرفة الله ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم معرفة الله ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم والمراد منها اصالة هي معرفة الله والمراد منها اصالة هي معرفة الله. فالمعرفتان الاخريان تابعتان لها فالمعرفتان الاخريان تابعتان لها فمن دعا الى العلم الذي جاء في الشرع فانما يدعو الى الله فمن دعا الى العلم الذي جاء في الشرع فانما يدعو الى الله. والدعوة الى الله شرعا طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة والدعوة الى الله شرعا طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة. والمسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه الصبر على الاذى فيه اي في العلم تعلما وعملا ودعوة اي في العلم تعلما وعملا ودعوة والصبر شرعا هو حبس النفس على حكم الله هو حبس النفس على حكم الله وحكم الله نوعان احدهما حكم الله القدري احدهما حكم الله القدري والاخر حكم الله الشرعي حكم الله الشرعي فالاول محله الاقدار المقدرة من الله فالاول محله الاقدار المقدرة من الله والتاني محله الشرع الوارد في دين الله والثاني محله الشرع الوارد في دين الله والصبر على الاذى في العلم هو باعتبار متعلقه اصلا صبر على قدر الله وباعتبار متعلقه قدرا هو باعتبار متعلقه اصلا هو من الصبر على قدر الله لان ان جريان الاذى من تقدير الله وهو باعتبار كون العلم مأمورا به من الصبر على حكم الله الشرعي. وهو باعتبار كون العلم مأمورا به من الصبر على حكم الله الشرعي فالعلم يجتمع في الصبر عليه الصبر على حكم الله الشرعي والصبر على حكم الله القدري. والدليل على وجوب تعلم هذه المسائل الاربع هو سورة العصر والدليل على وجوب تعلم هذه المسائل الاربع هو سورة العصر لان الله اخبر فيها عن توقف النجاة على العلم والعمل والدعوة والصبر لان الله اخبر فيها عن توقف النجاة على العلم والعمل والدعوة والصبر فلا ينجو العبد الا بتعلم هذه المسائل الاربع فلا ينجو العبد الا بتعلم هذه المسائل الاربع فدليل العلم فيها قوله تعالى الا الذين امنوا فدليل العلم فيها قوله تعالى الا الذين امنوا لان تحصيل الايمان اصلا وكمالا لا يكون الا بالعلم لان تحصيل الايمان اصلا وكمالا لا يكون الا بالعلم فلا ايمان بلا علم ودليل العمل فيها قوله تعالى ايش وعملوا الصالحات وعملوا الصالحات ودليل الدعوة فيها. قوله تعالى وتواصوا بالحق اي امر بعضهم بعضا بالمعروف ونهى بعضهم بعضا عن المنكر ودليل الصبر فيها قوله تعالى وتواصوا بالصبر فصارت هذه السورة جامعة المسائل الاربعة المذكورة مع بيان وجوبها لتوقف النجاة عليها. فكل الناس في خسر الا الذين تحققوا بهذه الخصال الاربع المذكورة في هذه السورة ولجلالة هذه السورة وعظم قدرها قال الشافعي فيها ما قال هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم اي كفتهم في قيام الحجة عليهم اي كفتهم في قيام الحجة عليهم بوجوب امتثال حكم الله خبرا وطلبا. بوجوب امتثال حكم الله خبرا وطلبا ذكر هذا جماعة منهم ابن تيمية الحفيد وعبد اللطيف ابن عبدالرحمن ال الشيخ وعبد العزيز ابن باز رحمهم الله فمعنى كون سورة العصر كافية اي في قيام الحجة على وجوب امتثال شرع الله لا انه يريد انها كافية في جميع احكام الدين لا انه يريد انها كافية في جميع احكام الدين وذكر المصنف في تعظيم منزلة العلم من هذه المسائل قول البخاري في صحيحه باب العلم قبل القول والعمل فمقدم هذه المسائل العلم فهو اصلها الذي تنشأ عنه وتتفرع منه فالعمل تابع للعلم والدعوة تابعة للعلم. والصبر تابع للعلم. فالعلم هو المقدم منها وذكر البخاري دليله من القرآن وهو قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك الاية فهي اصل في تقديم العلم على القول والعمل فاما القول في الاية ففي قوله تعالى ايش واستغفر لذنبك واما العمل فيها اين العمل في الاية سم كيف صار قول هذا لان اسم الاستغفار اذا اطلق يشمل التوبة لان اسم الاستغفار اذا اطلق يشمل التوبة وهي تستغرق جميع اعمال العبد وهي تستغرق جميع اعمال العبد. فحقيقة التوبة رجوع العبد الى ما يحبه الله ويرضاه. فحقيقة التوبة رجوع العبد الى ما يحبه الله ويرضاه. ذكره ابن تيمية الحفيد وابن رجب رحمهما الله فالقول والعمل كلاهما في قوله تعالى واستغفر لذنبك فالاستغفار باعتبار جريان اللسان به هو قول فالاستغفار باعتبار جريان اللسان به هو قول. وباعتبار حقيقته فهو مشتمل على العمل. وباعتبار حقيقته فهو مشتمل على العمل لما في الاستغفار من طلب المغفرة بحصول التوبة ولا تكون الا بعمل. نعم احسن الله اليكم ثم قال المصنف رحمه الله اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن الاولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل ارسل الينا رسولا. فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. والدليل تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا الثانية ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته. لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا غيرهما. والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. الثالثة ان من اطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من ادى الله ورسوله ولو كان اقرب قريب. والدليل قوله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حادى الله ورسوله ولو كانوا ابائهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروحهم منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها. رضي الله عنهم ورضوا عنه. اولئك حزب الله الا ان حزب والله هم المفلحون. ذكر المصنف رحمه الله هنا ثلاث مسائل عظيمة يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمهن والعمل بهن تأمل مسألة الاولى فمقصودها وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فاما المسألة الاولى فمقصودها وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا اي مهملين لا نؤمر ولا ننهى. بل ارسل الينا رسولا فمن اطاعه دخل الجنة. ومن عصاه دخل النار واما المسألة الثانية فمقصودها ابطال الشرك في العبادة فمقصودها ابطال الشرك في العبادة. واحقاق توحيد الله واحقاق توحيد الله ببيان ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عباده ببيان ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته. كائنا من كان لان العبادة حقه والله لا يقبل الشركة في حقه. واما المسألة الثالثة فمقصودها بيان وجوب البراءة من المشركين فمقصودها بيان وجوب البراءة من المشركين لان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وابطال الشرك وتوحيد الله لا يتحققان الا بالبراءة من المشركين لا يتحققان الا بالبراءة من المشركين فالمسألة الثالثة بمنزلة التابع اللازم للمسألتين الاوليين المسألة الثالثة بمنزلة التابع اللازم لما للمسألة الاوليين. فمن اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم وابطل الشرك وحقق التوحيد فانه قطعا يتبرأ من اعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الذين هم المشركون نعم احسن الله اليكم ثم قال المصنف رحمه الله اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له والدين وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ومعنى يعبدون واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. ذكر المصنف رحمه الله ان الحنيفية ملة ابراهيم عليه عليه السلام مبينا حقيقتها بقول جامع يندرج فيه ما يراد بها شرعا فان الحنيفية في الشرع لها معنيان فان الحنيفية في الشرع لها معنيان احدهما عام وهو دين الاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم دين الاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد وهو الاقبال على الله بالتوحيد ولازمه البراءة من الشرك ولازمه البراءة من الشرك وهي دين الانبياء جميعا فلا تختص بابراهيم عليه الصلاة والسلام ووقع في كلام المصنف وغيره نسبتها الى ابراهيم اتباعا للوارد في القرآن ووقع في كلام المصنف وغيره نسبتها الى ابراهيم اتباعا للوالد في القرآن فان الحنيفية اذا ذكرت في القرآن جعلت له كقوله تعالى ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا الاية وجعلت الحنيفية منسوبة الى ابراهيم لامور ثلاثة وجعلت الحنيفية منسوبة الى ابراهيم لامور ثلاثة احدها ان الذين بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم ينتسبون الى ابراهيم. ان الذين بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم ينتسبون الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام ويذكرون انهم من ذريته ويذكرون انهم من ذريتي فاجدر بهم ان يكونوا مثله حنفاء لله غير مشركين به. فاجدروا بهم ان يكونوا مثله حنفاء لله غير مشركين به وثانيها ان الله جعل ابراهيم اماما لمن بعده من الانبياء ان الله جعل ابراهيم اماما لمن بعده من الانبياء ولم يجعل ذلك لغيره ذكره ابو جعفر ابن جرير في تفسيره وثالثها ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام هو اكمل الخلق تحقيقا للتوحيد ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام هو اكمل الخلق تكميلا تحقيقا للتوحيد الذي هو غاية الحنيفية الذي هو غاية الحنيفية ولم يشاركه في هذا سوى نبينا صلى الله عليه وسلم ولم يشاركه في هذا سوى نبينا صلى الله عليه وسلم وابراهيم متقدم وهو اب له وابراهيم متقدم وهو اب له والنسبة الى الاب المتقدم اولى من النسبة الى الابن المتأخر والنسبة الى الاب المتقدم اولى من النسبة الى الابن المتأخر فللامور الثلاثة المذكورة وقع في القرآن نسبة الحنيفية الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام مع كونها دين الانبياء جميعا ثم ذكر المصنف رحمه الله ان الله سبحانه وتعالى امر الخلق امر جميع الناس بالعبادة وخلقهم له. كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فالناس مخلوقون لاجل العبادة ومأمورون بها فاما كونهم مخلوقين لاجلها فتدل عليه الاية صراحة فاما كونهم مخلوقين لاجلها فتدل عليه الاية صراحة لقوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون واما كونهم مأمورين بها فيدل عليه لازم الاية. واما كونهم مأمورين بها فيدل عليه لازم الاية فانهم اذا كانوا مخلوقين للعبادة فهم مأمورون بها. فانهم اذا كانوا مخلوقين للعبادة فان انهم مأمورون بها فالاية المذكورة تدل على المسألتين فالاية المذكورة تدل على المسألتين. وعبادة الله شرعا لها معنيان وعبادة الله شرعا لها معنيان. احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. والاخر خاص وهو التوحيد والاخر خاص وهو التوحيد والمراد منهما عند الاطلاق في خطاب الشرع هو الثاني والمراد منهما في خطاب الشرع عند الاطلاق هو الثاني وذكر المصنف ان معنى قوله تعالى يعبدون يوحدون وله وجهان وله وجهان احدهما انه من تفسير اللفظ باخص افراده انه من تفسير اللفظ باخص افراده فاعظم افراد العبادة توحيد الله فاعظم افراد العبادة توحيد الله والاخر انه تفسير اللفظ بما وضع له شرعا انه تفسير اللفظ بما وضع له شرعا فان العبادة اذا اطلقت في الكتاب والسنة فالمراد بها التوحيد. فان العبادة اذا اطلقت في الكتاب والسنة فالمراد بها التوحيد قال ابن عباس رضي الله عنهما كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد. ذكره البغوي في تفسيره يعني كقوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم معناه وحدوا ربكم ولهذا جاء عن ابن عباس في تفسير اية البقرة يا ايها الناس اعبدوا ربكم قال وحدوه ثم ذكر المصنف ان اعظم ما امر الله به التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك مع بيان حقيقة التوحيد والشرك لان الحنيفية كما تقدم هي في معناها الخاص الاقبال على الله بالتوحيد والميل ولازمه الميل عن الشرك والتوحيد شرعا له معنيان والتوحيد شرعا له معنيان. احدهما عام احدهما عام وهو افراد الله بحقه وهو افراد الله بحقه وحقوق الله وحق الله نوعان وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والقصد والطلب حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والقصد والطلب وينشأ من هذين الحقين ان انواع التوحيد الواجبة علينا ثلاثة وينشأ من هذين الحقين ان انواع التوحيد انواع التوحيد الواجبة علينا ثلاثا توحيد الربوبية توحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة وهذا المعنى هو المراد عند ذكر التوحيد في خطاب الشرع وهذا المعنى هو المراد عند ذكر التوحيد في خطاب الشرع. فاذا ذكر التوحيد في خطاب الشرع فالمراد به المعنى الخاص وهو ايش افراد الله بالعبادة. كقول جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما في صحيح مسلم في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم وفيه انه قال فاهل النبي صلى الله عليه وسلم بالتوحيد. يعني لما فقال لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الى اخر التلبية فان الوارد في هذه التلبية هو توحيد العبادة يعني افراد الله بالالوهية واما الشرك شرعا فله معنيان واما الشرك شرعا فله معنيان احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره وهو جعل شيء من حق الله لغيره والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله وهو جاعل شيء من العبادة لغير الله وهذا المعنى الخاص هو المراد عند ذكر الشرك في خطاب الشر. وهذا المعنى الخاص هو المراد عند اطلاق اسم الشرك في خطاب الشرع. ثم ذكر المصنف الدليل على ان اعظم ما امر الله به التوحيد وان اعظم ما نهى عنه الشرك هو قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا كيف تدل الاية على هذا كيف تدل الاية على ما ذكر ما الجواب ها يا احمد وقعت وبعدين اذا وقعت كذلك نعم ودلالتها على الاعظمية المذكورة انها وقعت في صدر اية الحقوق العشرة انها وقعت في صدر اية الحقوق العشرة واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا الى تمام الاية وهذا يدل على الاعظمية من وجهين وهذا يدل على الاعظمية من وجهين احدهما تقديمهما على غيرهما وانما يقدم المقدم تقديمهما على غيرهما وانما يقدم المقدم والاخر جعل غيرهما من الامر والنهي تابعا لهما جعل غيرهما من الامر والنهي تابعا لهما فاعظم ما امر الله به هو التوحيد واعظم ما نهى الله عز وجل عنه هو الشرك. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها؟ فقل معرفة العبد ربه ودينه هو نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. لما بين المصنف رحمه الله ان جميع الناس مخلوقون للعبادة ومأمورون بها ذكر انه يجب على الانسان معرفة اصول ثلاثة. هي معرفة ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم لانه لا يمكن القيام بالعبادة الا بمعرفة ثلاثة امور. لانه لا يمكن بالعبادة الا بمعرفة ثلاثة امور اولها معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة وهذه هي معرفة من معرفة الله وثانيها معرفة المبلغ عن المعبود معرفة المبلغ عن المعبود وهذه هي معرفة النبي صلى الله عليه وسلم وثالثها معرفة صفة العبادة التي تجعل للمعبود معرفة صفة العبادة التي تجعل للمعبود. وهذه هي معرفة دين الاسلام فلا يمكن للمرء ان يتحقق بالعبادة المأمور بها حتى يعرف ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم فكل امر بالعبادة هو امر بمعرفة هذه الاصول الثلاثة فكل امر بالعبادة هو امر بمعرفة هذه الاصول الثلاثة. فقوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم هذا امر بالعبادة. وفيه الامر بمعرفة هذه الاصول الثلاث. لان الذي امرنا ان نعبده نحتاج الى معرفة وهذه معرفتي وهي هذه معرفة الله. ونحتاج ايضا الى معرفة من يبلغنا عنه. وهذه معرفة النبي الله عليه وسلم ونحتاج ايضا الى معرفة صفة العبادة التي نجعلها له. وهذه هي معرفة دين الاسلام نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله فاذا قيل لك من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس معبود سواه. والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين. وكل ما سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم. فاذا قيل لك بما عرفت ربك فقل باياته ومخلوقاته. ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر. ومن مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن نوى الاراضون السبع ومن فيهن وما بينهما. والدليل قوله تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس. وقوله تعالى ومن هاته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. وقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم ومسخرات بامره الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. والرب هو المعبود. والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء. فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى الخالق لهذه الاشياء هو المستحق وللعبادة لما بين المصنف رحمه الله وجوب الاصول الثلاثة كما تقدم تقريره شرع يبين هذه الاصول واحدا واحدا فابتدأ بالاصل الاول منها وهو معرفة العبد ربه فقال فاذا قيل لك من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني الى اخره فالرب هو الله وربوبيته من تربيته خلقه بنعمه الظاهرة والباطنة. فالرب هو الله وربوبيته من تربيته خلقه بنعمه الظاهرة والباطنة فاذا كان الله مربيهم وله الربوبية عليهم فهو المستحق للعبادة. فاذا كان الله ربيهم وله الربوبية عليهم فهو المستحق للعباد. ولهذا قال المصنف بعد ذكر ربوبية الله وهو معبودي. ليس لي معبود سواه. ثم ذكر دليل الربوبية والالوهية فقال والدليل قوله تعالى الحمدلله رب العالمين فالربوبية في قوله رب العالمين والالوهية في قوله الحمد لله فهو محمود لانه المألوه المستحق للعبادة فهو محمود لانه المألوه المستحق للعبادة. ومن معرفة الله سبحانه وتعالى قدر يجب على كل احد من الخلق وهو يرجع الى اربعة اصول اولها معرفة وجوده فيؤمن العبد بانه موجود. معرفة وجوده فيؤمن العبد انه موجود وثانيها معرفة ربوبيته. معرفة ربوبيته فيؤمن العبد انه رب كل شيء. فيؤمن العبد انه رب كل شيء وثالثها معرفة الوهيته فيؤمن العبد ان الله هو الذي يعبد بحق وحده فيؤمن العبد ان الله هو الذي يعبد بحق وحده ورابعها معرفة اسمائه وصفاته معرفة اسمائه وصفاته. فيؤمن العبد ان لله اسماء حسنى وصفات علا. فيؤمن العبد ان لله اسماء حسنى وصفات علا فهؤلاء الاربع من الاصول الواجبة في معرفة الله على كل احد من الناس ثم كشف المصنف عن الدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل وهو شيئان احدهما التفكر في اياته الكونية التفكر في اياته الكونية والاخر التدبر في اياته الشرعية التدبر في اياته الشرعية. وهما مذكوران في قوله باياته وهما مذكوران في قوله باياته. فان ايات الله نوعان احدهما ايات كونية وهي المخلوقات ايات كونية وهي المخلوقات والاخر ايات شرعية وهي الوحي النازل على الانبياء وهي الوحي النازل على الانبياء واعظمه القرآن الذي انزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم فيكون قوله باياته ومخلوقاته من عطف الخاص على العام لان المخلوقات هي بعض الايات فانها الايات الكونية لان الايات لان المخلوقات بعض الايات. فهي الايات الكونية والامثلة التي ساقها المصنف عند ذكر الايات والمخلوقات كلها مما يرجع الى الايات الكونية فالسماوات والارض والليل والنهار والشمس والقمر كلها ايات وكلها مخلوقات وفرق المصنف بينهما فجعل الشمس والقمر والليل والنهار ايش ايات وجعل السماوات والارض وما فيهما ايش؟ مخلوقات والداعي الى هذا هو متابعة الوارد في القرآن والداعي الى هذا هو متابعة الوارد في القرآن. فان الشمس والقمر والليل والنهار اذا ذكرت في القرآن اشير اليهن اسم الاية فان الشمس والقمر والليل والنهار اذا ذكرنا في القرآن اشير اليهن باسم الاية واما السماوات والارض فانهن اذا ذكرن في القرآن اشير اليهن باسم الخلق اشير اليهن باسم الخلق وموجب ذلك في القرآن ملاحظة الاصل اللغوي للكلمتين. وموجب ذلك في القرآن ملاحظة الاصل اللغوية للكلمتين فالاية في اللغة العلامة والخلق في اللغة التقدير الاية في اللغة العلامة هو الخلق في اللغة التقدير فمعنى العلامة اظهر في الشمس والقمر والليل والنهار فمعنى العلامة اظهروا في الشمس والقمر والليل والنهار ومعنى التقدير اظهر في السماوات والارض ومعنى التقدير اظهر في السماوات والارض فان الشمس والقمر والليل والنهار يتتابعان فترتفع الشمس ثم تغيب ثم يطلع القمر ثم يغيب ويظهر النهار ويبزغ فجره ويتطاول يومه ثم يسدل الليل ستاره ويتبعه الليل وهكذا دواليك فهن علامات ظاهرات على ربوبية الله والوهيته واما السماوات والارض فانهن مقدرات على هذه الصورة. لا يتغيرن. واما السماوات والارض فانهن مقدرات على هذه الصورة لا يتغيرن فالليل والنهار والشمس والقمر احق باسم الاية الشليل والنهار والشمس والقمر احق باسم الاية. والسماوات والارض احق باسم الخلق مع كون المذكورات كلهن ايات وكلهن مخلوقات لله سبحانه وتعالى وذكر المصنف ايات من القرآن الكريم تدل على الايات والمخلوقات. كلها مما يتعلق بالايات الكونية مخلوقة التي بتها الله سبحانه وتعالى في كونه. ثم بين المصنف ان الرب هو المستحق للعبادة ثم بين المصنف ان الرب هو المستحق للعباد. وهذا معنى قوله والرب هو المعبود اي الرب هو المستحق للعباد اي الرب هو المستحق للعبادة. فليس كلامه تفسيرا لكلمة الرب. فليس كلامه تفسيرا لكلمة الرب فان المعبود ليس من معاني الرب. فان المعبود ليس من معاني الرب في اصح قولي اهل اللغة وانما مراده تقرير استحقاق الرب الذي هو الله للعبادة. وانما مراده تقرير استحقاق الرب الذي هو الله للعبادة. وذكر في ذلك قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم فان الله امر بعبادته مع ذكر موجب الاستحقاق وهو الربوبية. فقال الذي خلقكم والذين من قبلكم الى تمام الاية والتي بعدها من سورة البقرة. وذكر المصنف كلام ابن كثير في تفسيره بمعناه في تصديقها هذا وان من كان ربا هو المستحق ان يكون معبودا. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله وانواع العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع. والخشية والانابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر. وغير ذلك من انواع العبادة التي التي امر الله بها كلها لله تعالى. والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. فمن صرف منها شيئا لغير فهو مشرك كافر والدليل قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا الكافرون. لما قرر المصنف رحمه الله وجوب عبادة الله علينا وان الله هو المستحق للعبادة لما له من الربوبية شرع يبين حقيقة العبادة بالارشاد الى انواعها شرع يبين حقيقة العبادة بالارشاد الى انواعها. لان الافراد المندرجة تحت اصل لين تبينه وتدل عليه لان الافراد المندرجة تحت اصل كلي تبينه وتدل عليه فذكر انواعا من العبادة المأمور بها اجمالا وتفصيلا. فاجمالها في الاسلام والايمان والاحسان وتفصيلها في الدعاء والخوف والرجاء والتوكل الى اخر ما ذكره من العبادات ثم بين ان تلك العبادات كلها لله عز وجل. والدليل قوله تعالى وان المساجد لله الاية ودلالة الاية على ذلك من وجهين ودلالة الاية على ذلك من وجهين. احدهما في قوله وان المساجد لله ومدار المنقول في تفسيرها ان جميع انواع التعظيمات والاجلال والعبادة تكون لله. ومدار المنقول في تفسيرها ان جميع انواع التعظيمات والاجلال والعبادة تكون لله. والاخر في قوله فلا تدعوا مع الله احد اداء وهو نهي عن عبادة غير الله سبحانه وتعالى يستلزم الامر بعبادة الله يستلزموا الامر بعبادة الله. وان جميع العبادة تكون له وحده ثم ذكر المصنف ان من صرف شيئا من العبادات لغير الله فهو مشرك كافر واستدل باية المؤمنون ووجه الدلالة منها مركب من امرين ووجه الدلالة منها مركب من امرين. احدهما ذكر فعل متوعد عليه ذكر فعل متوعد عليه. في قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فالفعل المذكور هنا هو عبادة غير الله سبحانه وتعالى واشير اليها بالدعاء. ومعنى قوله لا برهان له به. اي لا حجة له على ذلك اي لا حجة له على ذلك. وكل من عبد غير الله فلا حجة له وكل من عبد غير الله فلا حجة له والاخر تهديده بالحساب مع بيان المآل تهديده بالحساب مع بيان المآل. في قوله فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح فذكر الحساب على وجه التهديد ثم قوله انه لا يفلح الكافرون اخبار عن وقوعه بهذا الفعل في الكفر اخباره عن وقوعه بهذا الفعل بالكفر. في الكفر. فمن جعل شيئا من العبادة لغير لله فانه يصير كافرا بذلك. نعم احسن الله اليكم وغفر لكم ثم قال رحمه الله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم من الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. ودليل الخوف قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا دليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ودليل الرغبة والرهبة خشوعي قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم يخشون ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له. ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله. ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق. وقوله تعالى قل اعوذ برب الناس. ودليل استغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب لا شريك له ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله ودليل النذر قوله تعالى يوفون بالنذر يخافون يوما كان شره مستطيرا شرع المصنف رحمه الله يورد انواعا من العبادة فذكر اربع عشرة عبادة مقرونة بما يدل على كونها عبادة. فكل عبادة مذكورة صحبت بدليل من القرآن او من القرآن والسنة يدل على كونها عبادة يتعبد لله بها. ومجموع الادلة المذكورة ستة عشر دليلا اربعة عشر اربعة عشرة اية وحديثان حديث اذا استعنت فاستعن بالله رواه الترمذي واسناده حسن وحديث لعن الله من ذبح لغير الله رواه مسلم وابتدأ المصنف العبادات الاربعة عشرة بالدعاء وجعل الحديث الذي ذكره كالترجمة له فقوله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة شروع بذكر انواع العبادة واولها الدعاء. انتهى بنا البيان الى ان قول المصنف رحمه الله في الحديث الدعاء مخ العبادة شروع في بيان انواع العبادات بتقديم الدعاء فيها فتقدير الكلام ودليل الدعاء قوله تعالى جعل الحديث بمنزلة الترجمة الدالة على المعنى المقصود. جعل الحديث بمنزلة الترجمة الدالة على المعنى المذكور والحديث الذي ساقه رواه الترمذي باسناد ضعيف فالعبادة الاولى الدعاء ودعاء الله شرعا له معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع وهذا المعنى هو المعنى المتقدم وهذا المعنى هو المعنى المتقدم للعبادة فالدعاء يقع أسماء للعبادة كله فالدعاء يقع أسماء للعبادة كلها ومنه قوله صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة الدعاء هو العبادة. رواه اصحاب السنن من حديث النعمان واسناده صحيح. والاخر خاص وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه. وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه او دفع ما يضره ورفعه او دفع ما يضره ورفعه ويسمى الاول دعاء العبادة ويسمى الثاني دعاء المسألة ويسمى الاول دعاء العبادة ويسمى الثاني دعاء المسألة والعبادة الثانية هي الخوف وخوف الله شرعا هو فرار القلب الى الله فزعا وذعرا فرار القلب الى الله فزعا وذعرا والعبادة الثالثة هي الرجاء ورجاء الله شرعا هو امل العبد بربه في حصول المقصود هو امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل مع بذل الجهد وحسن التوكل والعبادة الرابعة هي التوكل والتوكل على الله شرعا هو اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه واظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه والعبادة الخامسة هي الرغبة والعبادة السادسة هي الرهبة والعبادة السابعة هي الخشوع وقرن المصنف بينهن لاشتراكهن في الدليل وقرن المصنف بينهن لاشتراكهن في الدليل والرغبة الى الله شرعا هي ارادة مرضاة الله في الوصول الى المقصود هي ارادة مرضاة الله في الوصول الى المقصود محبة له ورجاء. محبة له ورجاء والرهبة من الله شرعا هي فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه والخشوع لله شرعا هو فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له والعبادة الثامنة هي الخشية وخشية الله شرعا هي فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع العلم به وبامره قرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع العلم به وبامره. والعبادة التاسعة هي الانابة والانابة الى الله شرعا هي رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء. رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء والعبادة العاشرة هي الاستعانة والاستعانة بالله شرعا هي طلب العون من الله في الوصول الى المقصود طلب العون من الله في الوصول الى المقصود والعون هو المساعدة والعبادة الحادية عشرة هي الاستعاذة والاستعاذة بالله شرعا هي طلب العوذ من الله عند ورود المخوف طلب العوذ من الله عند ورود المخوف والعود هو الالتجاء والعوذ هو الالتجاء. والعبادة الثانية عشرة هي الاستغاثة والاستغاثة بالله شرعا هي طلب العبد الغوث من الله عند ورود الضرر طلبوا الغوث من الله عند ورود الضرر والغوص هو المساعدة في الشدة والغوث هو المساعدة في الشدة. والعبادة الثالثة عشرة هي الذبح والذبح لله شرعا هو ايش ما الجواب ايش الذبح ما في جواب ايش كيف التذكية تزكية الذبيحة ازهاق الروح كيف ازهاق الروح يعني ها انا فهمت كلامك الاخ بس ها كيف كيف الذبح الذكاء نعم من مكان اي مكان والذبح لله شرعا هو قطع الحلقوم والمريء هو قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة معلومة. قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة معلومة وبهيمة الانعام هي الابل والبقر والغنم. فهذه العبادة تتعلق بهن وقولنا على صفة معلومة اي على الصفة الشرعية المقررة عند الفقهاء. والعبادة الرابعة عشرة النذر والنذر لله شرعا له معنيان والنذر لله شرعا له معنيان احدهما عام وهو الزام العبد نفسه لله امتثال خطاب الشرع الزام العبد نفسه لله امتثال خطاب الشرع اي الالتزام بدين الاسلام كله اي الالتزام بدين الاسلام كله والاخر خاص وهو الزام العبد نفسه لله نفلا معينا غير معلق الزام العبد نفسه لله نفلا معينا غير معلق وهذا الحد الشرعي لعبادة النذر بالمعنى الخاص يتحقق به كون النذر لاذة فقولنا نفلا خرج به الفرض لانه واجب اصالته خرج به الفرظ لانه واجب اصالة وقولنا معينا خرج به المبهم خرج به المبهم فانه لا وفاء فيه وانما فيه كفارة يمين كأن يقول المرء لله علي نذر فهذا يسمى نذرا مبهما وليس فيه الا كفارة النذر وهي كفارة اليمين وقولنا غير معلق اي لا على وجه المقابلة اي لا على وجه المقابلة وانما تبررا وتطوعا فانه اذا صار على وجه المقابلة صار معلقا كأن يقول لله علي ان شفى مريضي ان اصوم ثلاثة ايام فهذا لا يقع به النذر عبادة يتقرب بها الى الله وانما يكون النذر عبادة يتقرب بها الى الله اذا جمع الاوصاف الثلاثة المذكورة من كونه نفلا معينا غير معلق فان اقترن به معنى غير هذه المعان غير هذه المعاني لم يكن عبادة يتقرب بها الى الله وان وجب الوفاء بها. فمثلا لو قال انسان لله علي ان اصوم ثلاثة ايام ان شفى مريظي هذا ليس عبادة نذر يتقرب بها الى الله لكن يجب عليه ان يفي بهذا النذر. لكن اذا قال العبد لله علي ان اصوم ثلاثة ايام هذا عبادة ام ليس بعبادة عبادة طيب ما الدليل على ان النذر يكون عبادة ما الدليل على ان النذر يكون عبادة نعم لا يوفون هذا ايش الوفاء الانشاء والا الوفاء الوفاء احنا نتكلم عن العقد عقد النذر عن عقد النذر ها محمد احسنت قوله تعالى وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه. يعني يعلمه علم رضا به وجزاء عليه اما حديث نهى عن النذر وحديث انه لا يأتي بخير وحديث انما يستخرج به من البخيل هذا ما كان على وجه المقابلة والتعليق اما ما كان عن الوصف الذي ذكرناه فهو عبادة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة. وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله وهو ثلاث مراتب. الاسلام والايمان والاحسان. لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الاول اتبعه ببيان الاصل التاني وهو معرفة العبد دين الاسلام بالادلة. والدين يطلق في الشرع على معني والدين يطلق في الشرع على معنيين احدهما عام وهو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته والاخر خاص وهو التوحيد والاسلام الشرعي له اطلاقان احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله. وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله. وهذا هو دين الانبياء جميعا والاخر خاص وله معنيان والاخر خاص وله معنيان الاول الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فانه يسمى اسلاما والثاني الشرائع والاعمال الظاهرة. الشرائع والاعمال الظاهرة كالصلاة والصيام والحج والزكاة فانها تسمى اسلاما وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان والاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم له ثلاث مراتب كما ذكر المصلي والاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم له ثلاث مراتب كما له ثلاث مراتب كما ذكر المصنف الاول او الاولى مرتبة الاعمال الظاهرة مرتبة الاعمال الظاهرة وتسمى الاسلام والثانية مرتبة الاعتقادات الباطنة وتسمى الايمان مرتبة الاعتقادات الباطنة وتسمى الايمان والمرتبة الثالثة مرتبة اتقانهما وتسمى الاحسان مرتبة اتقانهما. اي اتقان الظاهر والباطن وتسمى الايمان اما الاحسان ومن اهم مهمات الديانة معرفة الواجب عليك في هذه المراتب في اسلامك وايمانك واحسانك والواجب منها يرجع الى ثلاثة اصول والواجب منها يرجع الى ثلاثة اصول فالاصل الاول الاعتقاد والواجب كونه موافقا للحق في نفسه والواجب كونه موافقا للحق في نفسه وجماعه اركان الايمان الستة. وما يرجع اليها ويتصل بها. وجماعه اركان الايمان الستة وما يتصل بها ويرجع اليها والحق من الاعتقاد ما جاء به الشرع والحق من الاعتقاد ما جاء به الشرع والاصل الثاني الفعل والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية ظاهرا وباطنا للشرع موافقة والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية. ظاهرا وباطنا للشرع امرا وحلا امرا وحلا والحركات الاختيارية هي ما صدر عن ارادة وقصد من العبد هي ما صدر عن ارادة وقصد من العبد والامر الفرض والحلم الفرض والامر الفرض والنفي والحل هو الحلال فيجب ان تكون افعال العبد موافقة للشرع فيما امر به فرضا ونفلا فيما احل له. وفعل العبد نوعان احدهما فعله مع ربه فعله مع ربه وجماعه اركان الاسلام واجماعه شرائع الاسلام اللازمة له شرائع الاسلام اللازمة له كالصلاة والصيام والزكاة والحج وتوابعها من الاركان والشروط والمبطلات والاخر فعله مع الخلق وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة معه وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة معهم. والاصل الثالث الترك والاصل الثالث الترك والواجب فيه موافقة ترك العبد واجتنابه مرضاة الله والواجب فيه موافقة ترك العبد واجتنابه مرضاة الله وجماع المحرمات الخمس التي اتفقت عليها الانبياء. وجماعه المحرمات الخمس التي اتفقت عليها الانبياء وهي الفواحش والاثم والبغي والشرك والقول على الله بغير علم. وهي الفواحش والاثم والبغي والشرك والقول على الله بغير علم وما يرجع الى هذه ويتصل بها فالواجب على العبد في دينه يرجع الى ما يجب عليه في اسلامه وايمانه واحسانه ومرده الى هذه الاصول الثلاثة بالاعتقاد والفعل والترك وهذه المسألة من اهم المهمات في معرفة دين الاسلام مع قلة من نوه اليها ومن احسن من قررها على ما يناسب مقام كلامه في كتابه هو ابو عبد الله ابن القيم في مفتاح دار السعادة فالعبد يجب عليه في معرفة دينه ان يلاحظ ما تعلق به وجوبا في اعتقاده وفعله وتركه على النحو الذي ذكرناه وفصل في غير هذا المقام. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب نستكمل بقيته بعد الصلاة باذن الله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين