السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل العلم للخير الاساس والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث رحمة للناس وعلى اله وصحبه البررة الاكياس اما بعد فهذا المجلس الاول في شرح الكتاب الرابع من برنامج اساس العلم في سنته الثامنة ثمان وثلاثين واربعمائة والف وتسع وثلاثين واربعمائة والف بمدينته العاشرة مدينة نجران وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المعروف شهرة بالاربعين النووية للعلامة يحيى بن شرف النووي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم اجعلنا هداة مهتدين الذين لا ضالين ولا مضلين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولمشايخه وللحاضرين باسنادكم حفظكم الله تعالى الى العلامة يحيى بن شرف النووي في كتابه المسمى الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المشهورة بالاربعين النووية انه قال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والاراضين مدبر الخلائق اجمعين. باعث الرسل صلواته وسلامه عليهم الى المكلفين. لهدايتهم وبيان شرائع الدين بالدلائل القطعية وواضحات البراهين. احمده على جميع نعمه واسأله المزيد من فضله وكرمه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الواحد القهار الكريم الغفار. واشهد ان محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله افضل المخلوقين. المكرم بالقرآن العزيز المعجزة المستمرة على تعاقب السنين وبالسنن المستنيرة للمسترشدين المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين وال كل وسائر الصالحين. اما بعد فقد روينا عن علي ابن ابي طالب عبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وابي الدرداء وابن عمر وابن عباس وانس ابن مالك وابي هريرة وابي سعيد الخدري رضي الله عنهم اجمعين من طرق كثيرات بروايات متنوعات ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفظ على امتي اربعين حديثا من امر دينها بعثه الله ويوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء. وفي رواية بعثه الله فقيها عالما. وفي رواية ابي الدرداء وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا وفي رواية ابن مسعود قيل له ادخل من اي ابواب الجنة شئت. وفي رواية ابن عمر كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء. واتفق الحفاظ على انه حديث ضعيف وان كثرت طرقه. وقد صنف العلماء رضي الله عنهم في هذا الباب ما لا يحصى من المصنفات. فاول من علمته فيه عبدالله بن المبارك ثم محمد بن اسلم الطوسي العالم الرباني ثم الحسن بن سفيان النسوي وابو بكر الاجري وابو بكر محمد بن ابراهيم الاصبهاني والدارقطني والحاكم وابو نعيم وابو عبدالرحمن وابو عبدالرحمن السلمي وابو سعد الماليني وابو عثمان الصابوني وعبدالله بن محمد الانصاري وابي بكر البيهقي وخلائق لا من المتقدمين والمتأخرين وقد استخرت الله تعالى في جمع اربعين حديثا اقتداء بهؤلاء الائمة الاعلام وحفاظ الاسلام. وقد اتفق العلماء او على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال. ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث. بل على قوله صلى الله عليه وسلم في في الاحاديث ليبلغ الشاهد منكم الغائب. وقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها. ثم من اما اي من جمع الاربعين في اصول الدين وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد وبعضهم في الزهد وبعضهم في الاداب وبعضهم في الخطب وكلها مقاصد رضي الله عن قاصديها وقد رأيت جمع وقد رأيت جمع اربعين اهم من هذا كله وهي اربعون حديثا مشتملة على جميع ذلك وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين قد وصفه العلماء بان بان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلث او نحو ذلك ثم التزم في هذه الاربعين ان تكون صحيحة ومعظمها في صحيحي البخاري ومسلم. واذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها ان شاء الله تعالى ثم اتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها وينبغي لكل راغب في الاخرة ان يعرف هذه الاحاديث لما اشتملت عليه من المهمات واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبره وعلى الله الكريم اعتمادي واليه واستنادي وله الحمد والنعمة وبه التوفيق والعصمة ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة ثم ثنى بالحمدلة ثم ثلث بذكر الشهادتين لله عز وجل بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة وقرن الشهادة الثانية بالصلاة والسلام عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين وال كل وسائر الصالحين واشار في ديباجة كلامه اشارة لطيفة الى مقصود كلامه. الى مقصود كتابه وهو كونه مخصوصا بجوامع كلم من كلمه صلى الله عليه وسلم وجوامع الكلم هو ما قل لفظه ومبناه وعظم معناه ما قل لفظه ومبناه وعظم معناه وجوامع الكلم التي اوتيها النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما القرآن الكريم والاخر ما صدق عليه الوصف المتقدم من كلامه ما صدق عليه الوصف المتقدم من كلامه مما يكون فيه اللفظ قليلا ويكون المعنى جليلا مما يكون فيه اللفظ قليلا ويكون المعنى جليلا ثم ذكر الحديث الذي هو معتمد المصنفين في الاربعينيات الحديثية وهو حديث من حفظ على امتي اربعين حديثا فذكره من رواية جماعة من الصحابة بالفاظ مختلفة متفقة على فضل حفظ اربعين حديث وهذا الحديث حديث ضعيف وقد نقل المصنف اتفاق الحفاظ على كونه لا يصح وان كثرت طرقه ثم ذكر جماعة ممن تقدمه من المصنفين في الاربعينيات واردفه بذكر الباعث له على جمع الاربعين وهو شيئان احدهما الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام وحفاظ الاسلام الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام وحفاظ الاسلام والاخر بذل الجهد في بث العلم بذل الجهد في بث العلم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم يبلغ الشاهد منكم الغائب متفق عليه من حديث ابي بكرة رضي الله عنه وقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها رواه ابو داوود والترمذي من حديث زيد ابن ثابت رضي الله عنه واسناده صحيح وما ذكره في اثناء ذلك من اتفاق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال فيه نظر من جهتين احداهما استبعاد وقوع الاتفاق لان المخالف فيه شهير فجماعة من الائمة لا يرون العمل بالحديث الضعيف مطلقا ويرون ان في الصحيح غنية عنهم ومنهم ابو الحسين مسلم ابن الحجاج النيسابوري صاحب الصحيح فانه قرر هذا في مقدمته وتصح نسبة هذا القول الى الجمهور دون ذكر اتفاق وتصح نسبة هذا القول الى الجمهور دون ذكر اتفاق والاخر ان المقطوع برجحانه انه لا يعمل بالحديث الضعيف استقلالا بل يكون مقرونا بما يقويه في العمل كالاجماع او قول صحابي او اكثر او دلالة النظر وغير ذلك من القرائن التي تحتف به فيعمل حينئذ بالحديث الضعيف ثم ذكر المصنف اخرا شرط كتابه وهو سبعة امور الاول انه مشتمل على اربعين حديثا وهو كذلك بالغاء الكسر فاحاديثه باعتبار التراجم اثنان واربعون حديثا والعرب اذا نقص العدد عن الخمسة الحقوه بما دونه فيصح في الاثنين والاربعين ان يقال اربعون وهي باعتبار التفصيل تلاتة واربعون حديثا فترجمة الحديث السابع والعشرين فيها حديثان عن النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي والثاني ان هذه الاربعين شاملة ابواب الدين اصولا وفروعا ان هذه الاربعين شاملة ابواب الدين اصولا وفروعا وقد قارب رحمه الله وترك شيئا يسيرا للمتعقب عليه والثالث ان كل حديث منها قاعدة من قواعد الدين ان كل حديث منها قاعدة من قواعد دين الدين الدين وصفه العلماء بان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلثه او ربعه تعظيما لقدره وتعريفا بعلو مقامه والرابع ان كل هذه الاحاديث صحيحة ان كل هذه الاحاديث صحيحة وفق ما اداه اليه اجتهاده وقد خولف في بعضها كما ستعلمه في مواقعه ووقع في كلامه وصف بعض تلك الاحاديث انها حسنة ووقع في كلامه وصف بعض تلك الاحاديث انها حسنة وهو لا يخالف ما ذكره من كونها صحيحة وهو ما لا يخالف ما ذكره من كونها صحيحة لما تقرر من ان بعض اهل العلم يريد بالصحيح ما يشمل الصحيح والحسب. من ان بعض اهل العلم يريد بالصحيح ما يشمل الصحيح والحسن فالصحيح عنده بمعنى الثابت فالصحيح عنده بمعنى الثابت والخامس ان معظمها في صحيحي البخاري ومسلم وعدة ما فيها من احاديث البخاري ومسلم اتفاقا وانفرادا تسعة وعشرون حديثا وعدة ما فيها من احاديث الصحيحين اتفاقا وانفرادا تسعة وعشرون حديثا. والسادس انه يذكر محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم ليسهل حفظها ويعم نفعها فالمقصود بالحفظ هو اللفظ النبوي والاسناد سلم موصل اليه كان محتاجا له عند رواية تلك الاحاديث قبل تدوينها في الكتب فلما قيدت الاحاديث في الكتب صار حفظ الاسناد زينة لا اصلا مطلوبا في حفظ العلم فالمطلوب في حفظ الاحاديث النبوية هو لفظه صلى الله عليه وسلم. والسابع انه يتبعها فبباب في ضبط خفي الفاظه انه يتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها فلما فرغ من ذكر هذه الاحاديث عقد بابا بين فيه معاني ما يحتاج الى معرفة معناه من الفاظ تلك الاحاديث المذكورة احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله الحديث الاول عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. رواه اماما المحدثين ابو عبد الله محمد بن اسماعيل بن ابن المغيرة ابن بردزبة البخاري الجعفي وابي الحسين مسلم ابن الحجاج ابن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما الذين هما اصح الكتب المصنفة هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ المذكور مؤلف من رواياتهما واللفظ المذكور مؤلف من رواياتهما وقوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى جملتان تتضمنان خبرين جملتان تتضمنان خبرين احدهما خبر عن حكم الشريعة على العمل خبر عن حكم الشريعة على العمل وهو في قوله انما الاعمال بالنية والاخر خبر عن حكم الشريعة على العامل خبر عن حكم الشريعة على العامل وهو في قوله وانما لكل امرئ ما نوى والنية شرعا ارادة القلب العمل تقربا الى الله ارادة القلب العمل تقربا الى الله ثم لما قرر النبي صلى الله عليه وسلم هاتين القاعدتين الجامعتين من ان الاعمال معلقة بالنيات وان للعامل من الثواب على عمله بحسب نيته بين المقال بالمثال فذكر عملا واحدا اختلف الحكم عليه عملا وعاملا بحسب اختلاف النية وهو الهجرة فذكر النبي صلى الله عليه وسلم نوعين منها احدهما الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والاخر الهجرة الى دنيا يصيبها العبد او امرأة ينكحها الهجرة الى دنيا يصيبها العبد او امرأة ينكحها وهذان العملان في صورتهما الظاهرة هما عمل واحد وهذان العملان في صورتهما الظاهرة هما عمل واحد واما في حقيقتهما الباطنة فالاول مهاجر الى الله ورسوله والثاني مهاجر الى دنيا يصيبها او امرأة يتزوجها ثم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الحكم على العمل وعامله في كل فقال في الاول فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله اي من كانت هجرته اليهما قصدا وعملا فهجرته اليهما جزاء وثوابا اي من كانت هجرته اليهما قصدا وعملا فهجرته اليهما جزاء وثوابا وذكر الجزاء باسم العمل للدلالة على تحقق وقوعه وذكر الجزاء باسم العمل للدلالة على تحقق وقوعه واما الثاني وهو المهاجر الى دنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فان جزاءه هو المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم فهجرته الى ما هجر اليه اي انه لا ينال من فضيلة الهجرة الا ما اراد بنيته اي انه لا ينال من فضيلة الهجرة الا من اراد الا ما اراد بنيته ولحقارة ذلك اضمره النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكره مبينا بل قال هجرته الى ما هاجر اليه والذي هجر اليه هو امرأة ينكحها او دنيا يصيبها واختار النبي صلى الله عليه وسلم ضرب المثال بالهجرة لان الهجرة كانت عملا لا تعرفه العرب في احوالها فالعربي شديد اللصوق بارضه قوي المحبة لها لا يخرج عنها الا بغلبة عدو عليها او في طلب الكلأ والرعي في زمن الربيع ثم يرجع اليها فلما جاء دين الاسلام كان من فرائضه الهجرة من بلد الكفر الى بلد الاسلام فابتغاء تحبيبهم في هذا العمل وترغيبهم فيه ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثال في الهجرة لتتطلع نفوسهم الى عظم اجرها الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله الحديث الثاني عن عمر رضي الله عنه ايضا قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه. وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا قال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال فاخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن القدر خيره وشره. قال صدقت. قال فاخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال فاخبرني عن قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ قال فاخبرني عن اماراتها. قال ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاي طاولون في البنيان قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال فانه جبريل اتاكم اعلمكم دينكم رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم وحده دون البخاري من حديث عمر رضي الله عنه ويسمى ام السنة لجلالة قدره وعظم شأنه كما ان الفاتحة ام القرآن لانها اعظم ما فيه وجميع سوره واياته ترجع معانيها الى الفاتحة فان هذا الحديث لجلالة قدره وعظم موقعه في يسمى ام السنة وقول عمر رضي الله عنه بالحديث حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه اي انه قصد النبي صلى الله عليه وسلم فجلسا اليه وقرب جلوسه منه حتى اسند ركبتيه الى ركبتيه. اي جعل معتمد ركبتيه ركبة اتى النبي صلى الله عليه وسلم فصارتا ملتصقتين وجعل كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم وجعل كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم بان مدهما حتى جعلهما على فخذيه ثبت هذا في حديث ابي هريرة وابي ذر رضي الله عنهما عند النسائي في السنن الصغرى واضح طب لماذا فعل هذا لماذا فعل هذا نعم ايش الاخ اللي رافع الدكان اللي في الاخير اللي يشد ايش الانتباه يبين انه من الاعراب وكيف هذا من الاعراب شديد بياض وشديد سواد الشعر ها بالغ في من وين عرفت انه يظهر حاجته للمسؤول وكيف عرفت ان هالجلسة هذا تدل عليه انت حاضر الدروس قبل يعني انت وصلت نص الحل باقي نصه بس احسنت والحامل له على هذا بيان شدة حاجته الى جواب مسألته بيان شدة حاجته الى جواب مسألته فان من عادة العرب الى يومنا هذا انهم اذا ارادوا الاجابة الى مطلوبهم انطرحوا على المسؤول انهم اذا ارادوا اجابة مطلوبهم انطرحوا على المسؤول فاما ان يضعوا اكفهم على فخذيه كما وقع في هذا الحديث او ان يلقي احدهم بنفسه عليه او ان ليرمي عليه شيئا من ثيابه كعمامته او غير ذلك. فالحامل له هو المعنى المذكور وقوله اخبرني عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول رسول الله الى اخره فيه بيان اركان الاسلام الخمسة وستأتي في الحديث الثالث وقوله اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله الى اخره فيه بيان اركان الايمان الستة وان الايمان قائم على هذه الاركان وهي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وتقدم بيانها مفصلة في كتاب ايش ثلاثة الاصول والعقيدة الواسطية وقوله اخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه وفيه بيان اركان الاحسان وهي كما تقدم كم ركن ركنان احدهما عبادة الله والاخر فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة والمشاهدة هي استحضار العبد حضور ربه عند عمله كأنه يراه استحضار العبد حضور ربه عند عمله كانه يراه والمراقبة استحضار العبد حضور ربه عند عمله انه مطلع عليه مراقب له انه مطلع عليه مراقب له وهما المذكوران في قوله صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله كأنك تراه اي مشاهدة فان لم تكن تراه فانه يراك اي مراقبة ثم لما ذكر هذه الامور الثلاثة وهي كما تقدم مراتب الدين الاسلام والايمان والاحسان سأله عن الساعة فاعتذر اليه النبي صلى الله عليه وسلم عن علمها وقال ما المسؤول عنها باعلم من السائل اي انها مخفية تستوي حاله صلى الله عليه وسلم وحال غيره في العلم بها لان الله استأثر بعلمها فلما لم يقع جواب سؤاله في تعيين وقت الساعة سأله عن امارتها ليستعد لها سأله عن امارتها ليستعد لها. فان معرفة امارة الشيء تدل على وقته فان معرفة امارة الشيء تدل على وقته والامارة هي العلامة وذكر النبي صلى الله عليه وسلم علامتين للساعة احداهما في قوله ان تلد الامة ربتها والامة هي الجارية المملوكة وربتها هي السيدة المالكة لها وربتها هي السيدة المالكة لها والثانية في قوله وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان اي ان ترى من كان فقيرا معدما فتحت له الدنيا حتى صار يفاخر غيره في رفع بنائه اي ان ترى من كان فقيرا معدما تفتح له الدنيا حتى يفاخر غيره برفع بنائه والتطاول به في السماء فالاوصاف المذكورة في قوله الحفاة العراة العالة رعاء الشاة اشارة الى ثقرهم فالحفاة هم الذين لا ينتعلون والعراة هم الذين لا يلبسون ما يستر عوراتهم والعالة هم الفقراء فهاتان علامتان للساعة يدل ظهورهما على قرب وقتها يدل ظهورهما على قرب وقتها فموجب سؤالي الرجل عن الامارات لانها تدل على قرب وقت ما سأل عنه لانها تدل على قرب وقت ما سأل عنه وهو القيامة وسأل الرجل عن وقت الساعة بعد ذكر الاسلامي والايمان والاحسان لماذا يعني هو سأله ايش عن الاسلام والايمان والاحسان بعدين قال له ايش متى الساعة؟ ليش سأل عن الساعة ابو بكر فسأله عن الساعة لمعرفة وقت الجزاء في المآل على تلك الاعمال لمعرفة وقت الجزاء في المآل على تلك الاعمال اي ما اخبرت به من الاسلام والايمان والاحسان. متى يكون الجزاء عليه وهو بالساعة فسأل عنها للارشاد الى الوقت الذي يحصل به للعبد الجزاء على تلك المذكورات في حديث ثم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان هذا الرجل هو جبريل عليه السلام وان الباعث له على ما فعل تعليم المسلمين دينهم بان يتعلموا من سؤاله الذي سأله ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من الدين وقوله في الحديث فلبثت مليا وقع في رواية اصحاب السنن انه اخبره بعد ثلاث انه اخبره بعد ثلاث ولم يذكر المعدود فيحتمل ان يكون بعد ثلاثة ايام او بعد ثلاث ليال نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله الحديث الثالث عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نعم. بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم وقوله فيه بني الاسلام اي الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم اي الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو مبني على هذه الاركان شبه الاسلام ببيت مرفوع اركانه هي المذكورات في هذا الحديث شبه الاسلام ببيت مرفوع مبني اركانه هي المذكورات في هذا الحديث فاركان الاسلام خمسة اولها الشهادتان والشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم رسالة وثانيها اقامة الصلاة والصلاة التي اقامتها ركن من اركان الاسلام هي ايش الصلوات الخمس المكتوبة في اليوم والليلة وثالثها ايتاء الزكاة والزكاة التي ايتاؤها ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المفروضة في الاموال المعينة ورابعها صوم رمضان وصوم رمضان الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم شهر رمضان في كل سنة وخامسها حج البيت وحج البيت الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج بيت الله الحرام كل سنة ها وش رايكم هو حج بيت الله الحرام مرة واحدة في العمر فهذه الاقدار المذكورة هي حدود الاركان الخمسة فما زاد عليها؟ وان كان واجبا فلا يدخل في الركن فما زاد عليها وان كان واجبا فلا يدخل بالركن المذكور فيها كالذي ذكرناه قبل في زكاة الفطر انها واجبة. لكنها ليست من جملة الزكاة التي هي ركن. لان الزكاة التي هي ركن هي زكاة ايش؟ الاموال وزكاة الفطر هي زكاة بدن ونفس. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله الحديث الرابع عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل ثم يرسل ملكوا فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد. فوالذي لا اله غيره ان احدهم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها رواه البخاري ومسلم هذا الحديث مخرج في الصحيحين كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه واللفظ المذكور مؤلف من سياقاتهما وقوله صلى الله عليه وسلم ان احدكم يجمع خلقه المراد بالجمع الضم ومحله الرحم اذا التقى ماء الرجل والمرأة فصار نطفة اذا التقى ماء الرجل والمرأة فصار نطفة وقوله ثم يكون علقة اي بعد كونه نطفة اي بعد كونه نطفة والعلقة هي القطعة من الدم هي القطعة من الدم وقوله ثم يكون مضغة اي بعد كونه علقة والمضغة هي القطعة من اللحم والمضغة هي القطعة من اللحم وقوله ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد وقع في رواية للبخاري ذكر ان النفخ متأخر عن كتابة هذه الكلمة وقع في رواية للبخاري فذكر ان النفخ متأخر عن كتابة هذه الكلمات فتكتب هذه الكلمات الاربع ثم تنفخ فيه الروح. فرواية البخاري مفسرة للاجمال الواقع في هذه الرواية عند البخاري ومسلمه وكتابة المقادير في الرحم تقع مرتين وكتابة المقاليد المقادير في الرحم تقع مرتين الاولى او احداهما بعد الاربعين الاولى فاذا انقضت الاربعين الاولى كتبت مقادير العبد في الكلمات الاربع ورد هذا في حديث حذيفة الغفاري رضي الله عنه عند مسلم والاخرى كتابتها بعد الاربعين التالتة. كتابتها بعد الاربعين التالتة اي بعد اربعة اشهر حر وهي الواردة في حديث ابن مسعود هذا في الصحيحين وهي الواردة في حديث ابن مسعود هذا في الصحيحين والقول بتكرار كتابة المقادير هو الذي تجتمع به الادلة. والقول بتكرار كتابة المقادير هو الذي تجتمع به الادلة واختاره ابو عبد الله ابن القيم في شفاء العليل وفي كتاب التبيان وفي تهذيب سنن ابي داوود واضح ان هذه مسألة تنزع فيها. احسن الاقوال ان الكتابة تقع مرتين طيب لماذا تقع مرتين ما الجواب ايوسف احسن وكررت كتابة المقادير تأكيدا لثبوتها ونفوذها وانها لا تتخلى وكررت كتابة المقادير تأكيدا لثبوتها ونفوذها وانها لا تتخلف كحال احدنا اذا كتب شيئا ثم اعاده عليه بقلمه مرة ثانية. فان الكتابة تكون اثبتوا واقوى فتكرار كتابة المقادير مرة بعد مرة لتأكيد ثبوتها وانها نافذة لا تتخلف وقوله ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة الى اخره قوة باعتبار ما يبدو للناس هو باعتبار ما يبدو للناس ثبت التصريح بهذا في حديث سهل ابن سعد في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليعمل اهل الجنة فيما يظهر للناس ثم ذكر مثله في من يعمل بعمل اهل النار فالاجمال الواقع في حديث ابن مسعود يفسره حديث سهل بن سعد وان من الناس من يعمل فيما يظهر للناس بعمل اهل الجنة وهو في باطنه خلاف ذلك ومثله ايضا من يعمل في ظاهره بعمل اهل النار وهو في باطنه خلاف ذلك فذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان الاول يعمل بعمل اهل الجنة فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. وذكر ان الثاني يعمل بعمل اهل النار فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها فانتهى الاول الى النار وانتهى الثاني الى الجنة باعتبار ما في باطنهما باعتبار ما في باطنهما فالاول له خسيسة اردته فالاول له خسيسة اردته والثاني له خصيصة رقته والثاني له خصيصة رقته الاول عنده من الخزي المستور ما كان سببا لهلاكه فهو يعمل بعمل اهل الجنة فيما يظهر للناس. وله مخبئات من الموبقات فاردته تلك الخسائس والثاني يعمل بعمل اهل النار فيما يظهر للناس وله مخبئات من الاعمال الصالحة رقته فصار منتهى الاول باعتبار الخسيسة النار ومنتهى الثاني باعتبار الخصيصة اي الامر ذي الفضل الجنة اعاذنا الله واياكم من حال الاول وجعلنا جميعا من اهل الجنة نعم احسن الله اليكم وغفر لكم ثم قال رحمه الله الحديث الخامس عن ام المؤمنين ام عبدالله عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امر هنا فهو رد وقد علقها البخاري هذا الحديث مخرج في الصحيحين فهو متفق عليه باللفظ الاول واما باللفظ الثاني فهو عند مسلم وحده وعلقه البخاري وما كان من هذا النوع اي ما كان موصولا في احد الصحيحين ومعلقا في الاخر فلا يقال فيه متفق عليه فلا يقال فيه متفق عليه فمن شرط المتفق عليه ان يكون الحديث مرويا عندهما بالاسناد فمن شرط المتفق عليه ان يكون الحديث مرويا عندهما بالاسناد عن صحابي واحد وفي الحديث بيان مسألتين عظيمتين الاولى في قوله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا منه ما من احدث في امرنا هذا ما ليس منه ففيه بيان حد المحدثة في الدين التي سمتها الشريعة بدعة فبينت حقيقة البدعة باربعة امور اولها ان البدعة احداث ان البدعة احداث. اي ايجاد شيء لم يكن موجودا. اي ايجاد شيء لم يكن موجودا وتانيها ان ذلك الاحداث في الدين لا الدنيا. ان ذلك الاحداث في الدين لا الدنيا وثالثها ان انه احداث في الدين مما ليس منه انها احداث في الدين مما ليس منه اي ما لا يرجع الى اصوله ولا تشهد له قواعده اي ما لا يرجع الى اصوله ولا تشهد له قواعده ورابعها ان ذلك الاحداث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد ان ذلك الاحداث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد لان فاعل البدعة يريدها دينا يتقرب به الى الله لان فاعل البدعة يريدها دينا يتقرب به الى الله البدعة شرعا ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعظ فالبدعة شرعا ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد. والمسألة الثانية في قوله صلى الله عليه وسلم فهو رد اي مردود غير مقبول ففيه بيان حكم البدعة وانها مردودة غير مقبولة وانها مردودة غير مقبولة وكل ما كان غير مقبول فهو محرم وكل ما كان غير مقبول فهو محرم. فالبدع من اعظم المحرمات فالبدع من اعظم المحرمات ولا شيء بعد الشرك اعظم من البدع وفي اللفظ الثاني عند مسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا زيادة على اللفظ الاول زيادة على اللفظ الاول. فان اللفظ الثاني يبين رد نوعين من العمل فان اللفظ الثاني يبين رد نوعين من العمل احدهما عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على حكم الشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على حكم الشريعة والاخر عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا حكم الشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا حكم الشريعة فمن الاول مثلا ذكر الله بالضمير الى اخره. فمن الاول ذكر الله بالضمير هو هو الى اخره ومن التاني شرب الخمر ومن الثاني شرب الخمر فالحديث بروايته الثانية في ابطال المنكرات فالحديث في رواية ثانية في ابطال المنكرات. ورد البدع الحادثة ورد البدع الحديثة. فهو اعم من اللفظ الاول فهو اعم من اللفظ الاول نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله الحديث السادس عن ابي عبدالله النعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات. وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام. كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه الاوان لكل ملك حمى. الاوان حمى الله محارمه. الاوان في الجسد مضغة. اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه وفيه الاخبار بان الاحكام الشرعية الطلبية نوعان الاخبار بان الاحكام الشرعية الطلبية نوعان احدهما بين جلي فالحلال بين والحرام بين بين جلي فالحلال بين والحرام بين كحل شرب الماء وحرمة شرب الخمر كحل شرب الماء وحرمة شرب الخمر والاخر مشتبه متشابه مشتبه متشابه وهو ما لم يتضح معناه ولا تبينت دلالته وهو ما لم يتضح معناه ولا تبينت دلالته فهو متجاذب بين الحل والحرمة. فهو متجاذب بين الحل والحرمة والناس فيما يشتبه عليهم من الاحكام الشرعية الطلبية نوعان والناس فيما يشتبه عليهم من الاحكام الشرعية الطلبية نوعان احدهما من يكون متبينا لها عالما بها احدهما من يكون متبينا لها عالما من يكون متبينا لها عالما بها والاخر من لا يتبينها ولا يعلم حكمها. من لا يتبينها ولا يعلم حكمها. وهما مذكوران في قوله صلى الله عليه وسلم لا يعلمها كثير لا يعلمهن كثير من الناس لا يعلمهن كثير من الناس فنفى العلم عن كثير من الناس ولم ينفه عن الناس كلهم فنفى العلم عن كثير من الناس ولم ينفه عن الناس كلهم فيكون فيهم من يعلمها وفيهم من لا يعلمها ومن لم يتبين المشتبه ولا ظهرت له دلالته فهو واحد من صفين فهو واحد من صنفين. احدهما المتقي الشبهات التارك لها المتقي الشبهات التارك لها والاخر الواقع فيها المسارع اليه الواقع فيها المسارع اليها والواجب على العبد في المجتبهات عدم الدخول فيها والواجب على العبد في المشتبهات عدم الدخول فيها لامرين احدهما الاستبراء لدينه وعرضه الاستبراء لدينه وعرضه اي طلب البراءة لهما فيسلم عند ربه وعند الناس فيسلم دينه عند ربه ويسلم عرضه عند الناس. والاخر ان من وقع في الشبهات جرته الى المحرمات ان من وقع في الشبهات جرته الى المحرمات فيدخل في الشبهات ثم ينتقل بعدها الى المحرمات فالشبهات حجاب المحرمات. ومن هتك هذا الحجاب دخل على المحرمات ونستكمل بقيته بعد الاذان باذن الله تعالى. انتهى بنا البيان الى ان الشبهات حجاب المحرمات وان من هتك هذا الحجاب وقع في المحرمات وضرب له النبي صلى الله عليه وسلم مثلا بالراعي الذي يرعى حول الحمى وهو ما يحميه الملوك من الارض لمصلحة خاصة او عامة فان من ساق دوابه يرعاها حول الحمى اوشك ان تنفلت تلك الدواب فتدخل الحمى فيؤاخذ على ذلك ويعاقب عليه وكذلك من قرب نفسه من الشبهات بمواقعتها فانها تحمله الى المحرمات ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم ان حمى الله محارمه فهي ما حماه الله سبحانه وتعالى عن عباده اي منعهم من قربانه واتيانه فمن تساهل في المشتبهات دخل في هذا الحمى ووقع المحرمات التي حرمها الله سبحانه وتعالى ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم في اخر الحديث عظم اثر القلب وانه اذا صلح صلح سائر الجسد واذا فسد فسد سائر الجسد وذكر هذا للحث على الحذر من المشتبهات لئلا تفسد القلب وذكر هذا للحث على اجتناب الشبهات لئلا تفسد القلب الشبهات اذا دخلت في القلب افسدته واذا حفظ منها القلب بقي القلب حيا قويا ومن حسن صيانة العبد دينه وحفظه له ان ينأى بنفسه عن الشبهات وعند ابي داوود باسناد حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا سمع احدكم بالدجال فلينأى عنه فان الرجل يأتيه ليرد عليه فيتبعه لما يرى من الشبهات وهكذا في كل دجال دون الدجال الاكبر فانه يبث من الشبهات كالكلاليب التي تخطف قلوب الناس فتخرجهم من الهدى الى الضلال ومن السنة الى البدعة بل ربما اخرجتهم من الاسلام الى الكفر فقوله صلى الله عليه وسلم اذا سمع احدكم بالدجال فلينأى عنه اصل نافع في حفظ الانسان نفسه ودينه من ايرادها على الشبهات. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله الحديث السابع عن ابي رقية تميم ابن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه وقوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة اي الدين كله هو النصيحة اي الدين كله هو النصيحة فاليها يرجع الدين اجمع وحقيقة النصيحة شرعا وحقيقة النصيحة شرعا قيام الناصح او قيام العبد بما لغيره من حق قيام العبد بما لغيره من حق فالنصيحة لاحد هي القيام بحقوقه فالنصيحة لاحد هي القيام بحقوقه وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ان موارد النصيحة خمسة ان موارد النصيحة خمسة اولها النصيحة لله وثانيها النصيحة لكتابه وثالثها النصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم رابعها النصيحة لائمة المسلمين وخامسها النصيحة لعامة المسلمين والنصيحة باعتبار منفعتها نوعان والنصيحة باعتبار منفعتها نوعان احدها ما منفعتها للناصح ما منفعتها للناصح وهي النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم والاخر ما منفعتها للناصح والمنصوح معا ما منفعتها للناصح والمنصوح معا وهي النصيحة لائمة المسلمين وعامتي وهي النصيحة لائمة المسلمين وعامتهم وفي رد الدين كله الى النصيحة تعظيم لقدرها ومن طريقة اهل السنة والجماعة انهم نصحة ليسوا غششة وصدق نصحهم اتباعهم هدي الشريعة فيه فمن اراد ان يمتثل النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولائمة المسلمين وعامتهم فينبغي ان يتحرى هدي الشريعة وان ينصح وفق ما بينته الشريعة. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله الحديث الثامن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال امرت اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. فاذا فعلوا ذلك عصموا مني واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله تعالى. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ للبخاري وذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم جملة من شرائع الاسلام ترجع الى نوعين احدهما ما يثبت به الاسلام ما يثبت به الاسلام وهو الشهادتان فمن جاء بهما ثبت اسلامه وصار معصوم الدم والمال. فمن جاء بهما بهما ثبت اسلامه وصار معصوم الدم والمال والاخر ما يبقى به الاسلام ما يبقى به الاسلام واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة ولهذا ذكر في هذا الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم اي صارت دماؤهم وامواتهم هم حراما غير حلال اي صارت دماؤهم واموالهم حلالا غير احراما غير حلال فمن جاء بالشهادتين ثبتت له عصمة الحال ومن التزم حقوقهما ثبتت له عصمة المآل فالعصمة نوعان فالعصمة نوعان احدهما عصمة الحال ويكتفى فيها بالشهادتين ويكتفى فيها بالشهادتين. فمن جاء بهما صار معصوم الدم والمال والاخر عصمة المآل عصمة المآل يعني العاقبة. يعني العاقبة ولا يكتفى فيها بالشهادتين بل لا بد من الاتيان بحقوقهما. بل لابد من الاتيان بحقوقهما فمن جاء بحقوق الشهادتين ثبتت له العصمة مآلا التي كانت ثابتة له حالا فلو قدر ان احدا من الكفار على عليه مسلم السيف يريد قتله في معركته فلما رأى بريق السيف قال لا اله الا الله فانه يصير معصوم الدم والمال ولا يجوز قتله فاذا انضم الى عسكر المسلمين ورجع معهم الى بلادهم واظهر الدخول في الاسلام ثم اطلع عليه بعد مدة انه لا زال يعبد صنما كان يعبده من قبل فتبقى العصمة ام تزول فان العصمة تزول لانه صار بذلك مرتدا ارتفعت عنه عصمة الحال الذي ثبتت له اولا وقوله الا بحق الاسلام اي لا تنتفي عنه تلك العصمة الا بحق الاسلام. اي لا تنتفي عنه تلك العصمة الا بحق الاسلام وانتفاؤها عنه يكون باحد امرين وانتفاؤها عنه يكون باحد امرين. الاول ترك ما يبيح دمه وماله من الفرائض ترك ما يبيح دمه وماله من الفرائض والاخر انتهاك ما يبيح دمه وماله من المحرمات. انتهاك ما يبيح دمه وما اله من المحرمات فمثلا لو ان احدا امتنع من دفع الزكاة تؤخذ منه قهرا ام لا تؤخذ تؤخذ يأخذها ولي الامر منه تؤخذ منه قهرا. الان هذا اخذ من ماله ولا ما اخذ اخذ ولا ما اخذ؟ اخذ لماذا بحق الاسلام بحق الاسلام لانه ترك ما اباح ما له من الفرائض. ترك ما اباح ما له من الفرائض. مثال اخر لو ان احدا قتل نفسا بغير حق يقتل ام لا يقتل يقتل وان كان يقول لا اله الا الله لماذا لانه انتهك ما اباح دمه من المحرمات. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله الحديث التاسع عن ابي هريرة عبدالرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه. واللفظ لمسلم لكنه قال فافعلوا منه بدل قوله فاتوا منه وفي الحديث بيان الواجب علينا في الامر والنهي فالواجب علينا في النهي الاجتناب فالواجب علينا في النهي الاجتناب وهو الترك مع مباعدة السبب الموصل اليه وهو الترك مع مباعدة السبب الموصل اليه والواجب علينا في الامر فعل ما استطيع منه والواجب علينا في الامر فعل ما استطيع منه فقوله في الجملة الاولى ما نهيتكم عنه فاجتنبوه فيها بيان الواجب في النهي وقوله بالجملة الثانية وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم فيه بيان الواجب علينا في الامر. ثم قال صلى الله عليه وسلم فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة واختلافهم على انبيائهم وهم اليهود والنصارى. هلكوا بكثرة مسائلهم والاختلاف على انبيائهم وذكر حالهم للحث على التسليم لما ذكر في الامر والنهي. وذكر حالهم للحث على التسليم لما ذكر الامر والنهي. فالعبد اذا سلم للنهي باجتنابه. واذا سلم للامر بفعل ما استطاع منه ثبت دينه واذا لم يسلم وحصلت منه المنازعة هلك كما هلك اهل الكتاب من قبلنا. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله الحديث العاشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين. فقال يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. وقال يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم. ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء. يا رب يا رب حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب لذلك؟ رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه واوله عنده يا ايها الناس ان الله تعالى طيب الى تمام الحديث. وقوله ان الله تعالى طيب اي متصف بالطيب اي متصف بالطيب منزه عن النقائص والعيوب. منزه عن النقائص والعيوب وقوله لا يقبل الا طيبا اي الا فعلا طيبا اي الا فعلا طيبا والمراد بالفعل الايجاد. فيندرج فيه الاعتقاد والقول والعمل والمراد بالفعل الايجاد فيندرج فيه الاعتقاد والقول والعمل. والطيب منها ما اجتمع فيه امران والطيب منها ما اجتمع فيه امران احدهما الاخلاص لله وحده لا شريك له والاخر الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم وقوله صلى الله عليه وسلم وان الله امر المؤمنين بما امر به المسلمين تعظيم للمأمور به تعظيم للمأمور به. وانه مما امر به مع المؤمنين ساداتهم وان مما امر به مع وان ممن امر به مع المؤمنين ساداتهم من الانبياء والرسل وما جمع فيه الامر للانبياء وغيرهم فهو اعظم. وما جمع فيه الامر للانبياء وغيرهم فهو والمأمور به في الايتين شيئان. والمأمور به في الايتين شيئان. احدهما اكل الطيبات احدهما اكل الطيبات والاخر عمل الصالحات والاخر عمل الصالحات وقوله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر الى تمام الحديث اشتملت هذه الجملة على ذكر اربعة من مقتضيات اجابة الدعاء واربعة من موانع اجابة الدعاء فاما مقتضيات الاجابة فاولها اطالة السفر اطالة السفر والسفر ولو كان قصيرا من مقتضيات الاجابة وطوله اكد في الاجابة وطوله اكد في الاجابة. وثانيها مد اليدين الى السماء. مد اليدين الى السماء. اي رفعهما والثالث التوسل الى الله باسم الرب التوسل الى الله باسم الرب والرابع الالحاح عليه بتكرار ذكر الربوبية الالحاح عليه بتكرار ذكر ربوبيته واما موانع الاجابة الاربعة واما موانع الاجابة الاربعة فالمطعم الحرام والمشرب الحرام والملبس الحرام والغذاء الحرام فالمطعم الحرام المشرب الحرام والملبس الحرام والغذاء الحرام ليش ذكر الغذاء؟ كان يكفي عنه الطعام والشراب الغذي بالحرام وهو قال اول ذكر الاكل والشرب ما الجواب ايش الدواء يكون الغذاء لان الغذاء اسم لما يقوى به البدن وينميه لان لان الغذاء اسم لما يقوى به البدن وينمو ولو لم يكن اكلا ولا شربا ولو لم يكن اكلا ولا شربا. مثل ايش مثل النوم مثل النوم النوم غذاء للبدن ومثل الدواء في حال في حال المرض. فلما كان هؤلاء الاربع من حرام صرنا من موانع اجابة الدعاء. وقوله فانى يستجاب لذلك اي كيف يستجاب له اي كيف يستجاب له؟ والمراد تبعيد وقوع اجابة الدعاء لا منع ذلك تبعيد وقوع اجابة الدعاء لا منع ذلك. فان الله قد يستجيب للكافر. فان الله قد يستجيب للكافر لحكمة اقتضت ذلك ومنه قوله تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر وهو اجاب دعاؤهم فالمراد في قوله صلى الله عليه وسلم فانى يستجاب لذلك ان يبعد حصول الاجابة تخويفا من هذه الحالة تخويفا من هذه الحال بان العبد اذا اكل حراما وشرب حراما ولبس حراما وتغدى حراما فانه ربما يدعو ويدعو ويدعو ولا يستجيب الله سبحانه وتعالى له وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته بعد صلاة العشاء باذن الله تعالى والحمد لله رب العالمين