السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد عبده ورسوله اما بعد فهذا هو الدرس السادس والعشرون من برنامج الدرس الواحد التاسع والكتاب المقروء فيه هو شرح القصيدة للعلامة عبدالرحمن البراك حفظه الله قبل الشروع في اطرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين. المقدمة الاولى التعريف بالمصنف. وتنتظم بثلاثة مقاصد المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة عبدالرحمن ابن ناصر ابن براك البراك يكنى بابي عبد الله. وتقدم الانباه اذا ان هذا البناء المشهور في النسب في البلاد النجدية لا يستقيم على قواعد العربية فاما ان يضاف اليه ما يدل عليه في الوضع العربي وهو الياء او ان تحذف وتعوض بابن. فيقال الفوزان او ابن فوزان. والبراكي او ابن براك واما هذا المشهور الشائع فانه ليس عربيا. المقصد الثاني تاريخ مولده ولد سنة اثنتين وخمسين. بعد الثلاثمائة والالف المقصد الثالث تاريخ وفاته لا يزال الشيخ حيا بين اظهرنا ممتعا بالصحة وله من العمر تسع وسبعون سنة. حفظه الله وامتع به المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وينتظم في ثلاثة مقاصد ايضا. المقصد الاول تحقيق عنوانه طبع هذا الكتاب في حياة مصنفه باسم شرح القصيدة الدارية وما وقع من المصنفات مطبوعا في حياة مصنفيها علم رضاهم بما فيه اسما ومحتوى. الا ان يبلغ منهم خلاف ذلك فعلم بذلك ان اسم الكتاب هو الذي طبع به. المقصد الثاني بيان موضوعه موضوع هذا الكتاب شرح قصيدة لطيفة في الاعتقاد رويها الدال والروي اسم للحرف الاخير من القصيدة. وناظم هذه القصيدة هو العلامة ابو الخطاب الكلوذان احد علماء الحنابلة. المقصد الثالث توضيح منهجه اصل هذا الشرح دروس حفظت بالوجادة الصوتية ثم اعيد اخراجها في قالب مكتوب بعد تحريرها من مصنفها بمساعدة بعض اصحابه. وقد اتبع المصنف حفظه الله كل بيت يضاحي معناه. وظهرت فيه عنايته ببيان مقالات المخالفين مع تزييفها وذكر عقيدة اهل السنة والجماعة. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا ارحم الراحمين قال المؤلف حفظه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد فهذا شرح مختصر وتعليق وجيز على المنظومة الدالية لابي الخطاب الكل وذاني رحمه الله. وقد سلك الناظم في قصيدته طريقة السؤال والجواب في عرض المسائل فبينتم رحمه الله وما نحاه في جواباته وبينت مذهب اهل السنة والجماعة في المسائل التي تعرض لها ونبهت على ما ظهر لي فيه مخالفة لمذهب اهل السنة والجماعة واصل هذا الشرح دروس علمية القيتها في احدى الدورات العلمية. فقد قام الشيخ ياسر ابن سادن العسكر بتفريغ في الشرح وتهذيبه وتنسيقه وتحقيقه والعناية به واجتهد في ذلك ليعم الانتفاع به فاجزل الله له المثوبة وبارك له في علمه وعمله وهذا او ان الشروع في شرح ابيات القصيدة قال الناظم رحمه الله دع عنك تذكار الخليط المنجد والشوق نحو الانسة الخرة هذه القصيدة من بحر الكامن والبحور العروضية معروفة قوله دع عنك تذكار يعني ترك الاشتغال بتذكر الاصدقاء والخليط هو الصديق والصاحب المخالط والمنجد هو الوفي الذي ينجد صاحبه عند الازمات والشدائد وهذا هو الصديق حقا والمعنى لا تشغل نفسك بتذكر الاصدقاء ونزهها عن الاشتغال بما بينك وبينهم من وداد. حفظا للوقت واقبالا على ما هو اهم. وقوله جمع انسة وهي المرأة الانسة المؤنسة او قوله الخرد جمع خريدة وهو من الجموع غير المشهورة في هذا الاسم وفي وزن بل القياس الكثير ان خريدة تجمع على خرائطه مثل صحيفة وصحائف وهرية وغرائب. كما ان خريجة تجمع ايضا على خروج والمراد بالخريدة البكر الناعمة. والمعنى دع عنك الشوق والتوقان. قوله رحمه الله والمراد بالخليجة البكر الناعمة والبكر اسم لا يتمحض في المرأة. فكان ينبغي زيادة ما يدل على ان المراد من الابكار المرأة منهن فيقال والمراد بالخليدة المرأة البكر الناعمة. نعم. والمعنى داع الشوق والتوبان بتذكر الانسات والنساء الناعمات ولا تعلق قلبك وفكرك بهن ولا تشغل نفسك بذلك. ولا شك ان فتنة النساء هي اعظم وفتنة للرجال كما جاء في الصحيحين عن اسامة بن زيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تركت بابي فتنة اضرها بالرجال من نساء وما اكثر ما صرفته وما اكثر ما صرفت فتنة النساء النفوس عن مطالب الالية. فلابد حينئذ مال راضي عن التعلق بالانسة الربيع الشوقي نحوهم قال الناظم رحمه الله والنوح في اطلال سعداء انما تذكار سعدا شغل من لم يسعد هذا البيت متصل المعنى بالبيت الذي قبله فقوله والنوح في اطلال اي ولعنت النوح وهو البكاء في اطنان جمع طنل وهو البناء الدارس البالي العشاق انهم يذهبون الى ديار محبوباتهم ومعشوقاتهم وينوحون اليهم وهذا مثل قول الشاعر امر على الديار ديار ليلة اقبل اذا رود الجدار وما حب الديار شرف لقلبي ولكن حب من سكن الديار. فالناظر رحمه الله يقول ايضا دع عنك النوح والبكاء على من تعلق قلبك بها وكأن المرأة بسعدة ثم قال انما الاذكار سعدا شغل من لم يسعد يعني ان الاشتغال بتذكر الجمال وتذكري حبي وتذكري المتعة هذا كله شغل من لم يسعد السعادة الحقيقية فتضيع عليه اوقاته بهذه الذكريات الذاهبة الضائعة فيبقى قلبك يطوف في مواطن ومحاسن من فتن بهن من النساء وفي محاسنهن. وقول ومن لم يسعد اصله من لم يسع به. بجزم الفعل المضارع ولكن وقع الكسر من اجل القاذية. قال الناظم رحمه الله قوله رحمه الله وكنا عن جنس المرأة بسعدا اي انه لا يريد امرأة بعينها اسمها سعدا. لكن الشعراء جروا على التعريض بذكر المرأة بايراد اسم من الاسماء التي شهرت باخبار العشق. ومن هذا الجنس قول صاحب غرام صحيح اوري بسعدا والرباب وزينب وانت الذي ترجى وانت المؤمل نعم احسن الله اليك. قال الناظم رحمه الله واسمع مقالي ان اردت تخلصا يوم الحساب وخذ بهذا تهتدي بدأ الناظم رحمه الله بتقديم النصائح لقارئ هذه المنظومة فقال واسمع مقالي اسمع سماع قبول واستجابة لما ساقوله واغيره لك ان اردت تخلصا يوم الحساب اي ان اردت النجاة يوم الحساب من العذاب ومن شدائد يوم القيامة نسمع مقالي واصغيني ما اقول لما فساقوله لك وقوله وخذ بهذا تهتدي وفي نسخة وخذ بهديه تهتدي وكل منهما له وجه فنسخة خذ بهذا يعني خذ بهذا القول الذي ساقوله لك في هذه المنظومة. واما نسخة خذ بهديه يعني خذ بما ساقدمه لك من دلالة وارشاد تهتدي به الى الصواب. وطريق الحق ايضا نصيحة من النصائح فمعنى هذا انه صدر هذه المنظومة بنصائح لكل مسلم ولا سيما طالب العلم قال الناظم رحمه الله وقع صدري فاني قد قفيت موفقا نهج ابن حنبل الامام الاوحد قوله قصد اي اقصد بقلبك وسعيك نهج الامام احمد ابن حنبل رحمه الله فكأنه يقول اقصد ما قصدت وما قفيت من مذهب الامام احمد ومنهجه. وقوله وقل صدق اني قد كفيت وهذه نسخة يقصد بها اني قد قصدت وكلا النسختين مؤداهما متقارب فان من قضى وتبع اماما فانه يتبعه بقصده وموافقته وقوله هي حال من الفاعل يعني حال كونه موفقا ويحتمل ان تكون حالا من ضمير الفاعل فاقصده. فهو المخاطب وهذا اما ان يكون من باب الرجاء يمينا ارجو ان اكون موفقا واما ان يكون لبيان ان ما سلكه من عقيدة الامام احمد واحمد حق وصواب فان الانسان اذا سرى على طريق الحق والصواب فلا غير ان يقول اني ولله الحمد موفق حيث سلكت هذا الطريق. وقوله نجى ابن حنبل اي منهجه وسبيله الذي سار عليه في اعتقاده. وفي رحمه الله ورضي عنه وابن حنبل هو الامام احمد ابن حنبل وهو مشهور بهذه النسبة. فاذا قيل ابن حنبل فلا ينصرف الا الى الامام احمد ابن محمد ابن الامام الشهير نسبة العقائد السنية السلفية الى احد من ائمة الهدى كاحمد وغيره لا يراد اختصاصه بها او انه هو الذي انشأها ابتداء. وانما لمعنى اقترن بذلك اوجب النسبة اليه. ولما كان الامام احمد رحمه الله تعالى قام في زمانه قياما عظيما في نصرة العقيدة السنية السلفية نسبت اليه هذه العقائد حتى شهر في زمانه فما بعده نسبة طريقة السلف في المعتقد الى الحنابلة وربما ذكر من ليس حنبليا في المذهب من الحنفية او المالكية او الشافعية بقولهم كان من الحنابلة اي في المعتقد. وانما اتفق هذا في ترك نسبة شيء من المعتقد الى امام مشهور على وجه الاستقلال لان العقائد لا تؤخذ منهم. وانما هم مبلغون لها كما ذكر ذلك ابو العباس ابن تيمية الحفيد فما عليه احمد رحمه الله تعالى وغيره من ائمة الهدى انما هو جاء في الكتاب والسنة وجرى عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين واتباع التابعين ومن طرائق اهل السنة والحديث انهم لا ينسبون شيئا من عقائدهم الى احد بغيره ولا ينتسبون الى احد بعينه ولا ينتسبون اليه دون غيره. فلا يقول احدهم بانني او يقول بانني حنبلي على ارادة نسبة ان هذا المعتقد مختص بمن انتسب اليه فان هذه طريقة اهل البدع فان البدع ينسب اتباع مقدميها اليهم. كما قيل في الجهمية جهمية لانهم منسوبون الى الجهم ابن صفوان وكما قيل في الاشعرية اشعرية لانهم منسوبون الى ابي الحسن الاشعري ولذلك فان كتب عقائد اهل السنة الاكمل الا تنسب اليهم الامام المشهور ابو العباس ابن تيمية وهو ممن قام مقاما عظيما في نصرة عقائد السلف في المتأخرين لا تنسب كتبه اليه بل العقائد التي صنفها سميت باسماء الناسبت الحال كالواسطية نسبة الى سائلها رضي الدين الواسطي او التدبيرية نسبة الى البلد المعروف او غيرها. وما وقع من كتب اهل السنة على غير هذا النمط كعقيدة الطحاوي او عقيدة المزني فالمراد بذلك انه هو الذي جمعها وصنفها لا انه هو الذي انشأها وابتدأها. نعم. وقوله الامام هذا صحيح فانه رحمه الله كان اماما في زمانه حتى صار قدوة لمن بعده. وقوله الاوحد هو افعال تفضيل من الوحدة والتوحد. لانه صار فريدا في زمانه وهذا مثل قولهم فريد نصره ووحيد عصره. فالامام احمد رحمه الله اوحد من غيره واكثر تفردا من غيره وهذا ما يقتضيه اثر التفضيل التي عبر بها الناظم. الناظم رحمه الله لم يقل الامام الوحيد بل زاد في الثناء فقال الامام الاوحد. قال الشارح حفظه الله ان الناظم اشار الى تقديم الامام احمد رحمه الله تعالى مع حفظ حق فانه اشار الى ذلك بافعل التفضيل التي تقتضي اشتراك جماعة في الفضل احدهم عليهم فقوله مثلا الاوحد يراد به المتقدم على غيره ممن في نصرة الحق. وقولنا فلان الاكرم اي الذي شاركه غيره في الكرم لانه تقدمهم وهذا المقام الذي صار اليه الامام احمد في تقدمه في زمانه هو ما جرى منه رحمه الله من ثبوته في فتنة القول بخلق القرآن. فانه كان اشد الصادين لتلك البقالة الردية المنابدين لها الصابرين على الفتنة فيها حتى اعزه الله واظهره قال علي ابن المديني رحمه الله تعالى اعز الله الاسلام برجلين ابو بكر في الردة واحمد في الفتنة انتهى كلامه. فكان مقام احمد رحمه الله تعالى في مسلمين في فتنة خلق القرآن كقيام ابي بكر الصديق في الردة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فان ابا بكر رضي الله عنه بادر الى قتالهم وشن الغارة عليهم. وكان بعض الصحابة قد توقفوا في ذلك وراجعوا ابا بكر رضي الله عنه فابى موافقته واصر على المضي في ما رآه فظهر لهم الحق بعد ووافقوه عليه وقاموا في نصره رضي الله عنهم اجمعين. وكذلك لما وقعت فتنة القول بخلق القرآن الكريم هب احمد رحمه الله تعالى في تزييف هذه المقالة وبيان انها من البدع المحدثة وحرض لداته من العلماء على ترك الموافقة عليها فاجابه من اجابه ممن ثبته الله سبحانه وتعالى فلم يجب ممن بذلك او هرب بدينه او اجاب القوم بغير ما يريدون فقل من اظهر الموافقة للمعتزلة على مذهبهم من اهل الحديث والاثار. وكان للامام احمد رحمه الله تعالى في ذلك مقام جليل يعلم من النظر فيما صنف في فتنة خلق القرآن في ذلك الزمان ولا سيما في الكتب التي افردت في مناقب الامام احمد ككتاب حنبل وكتاب ابي الفرج ابن الجوزي رحمهم الله نعم. قال الناظم رحمه الله خير البرية بعد صحب محمد والتابعين امام كل موحد يواصل الناظم رحمه الله الثناء على الامام احمد رحمه الله فيقول خير البرية خير البرية مطلقا هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لكن الناظم رحمه الله قيد الامام احمد بقوله بعد صحب محمد والتابعين. وفي هذا التقييد خراج عظيم خرج به الناظم الشديدة في المديح وما قاله النعوم في حق الامام احمد يقتضي تفضيله على كل احد ما للصحابة والتابعين. وفي هذا الاطلاق والتعميم نظر فكأنه يقول هو خير الناس بعد الصحابة والتابعين. فمع دلالة الامام احمد وعظم شأنه وما اكرمه الله به من العلم والسنة والفقه في الدين والصلابة فيه وقمع البدع والمبتدعين لا يصح ان نقول عنه انه خير الناس. فهو رحمه الله من خير ائمة اهل السنة بل امتاز بلقب امام اهل السنة وهذا امر معروف يعترف به كل كل احد. فانه لما وقعت فتنة القول بخلق القرآن كان هو اعظم من واجه هذه الفتنة بربه وصبره على البلاء ومع هذا كله لم يلجأ الى التأويل الذي يتلخص الذي يتخلص به من هذا البلاء مع ان له به فسحة لكنه صبر وصابر وصدع بالحق فبذلك ذا عصيتوه وجعل الله له بهذا الصبر لسان صدق في الامة. وصار قدوة لمن جاء بعده وكما قيل بالصبر تنال الامامة في الدين وقوله امام كل موحد هذا تابع عن كون الامام احمد امام اهل السنة فهو امام كل واحد من اهل عصره ومن جعل يدهم والموحد هو كل من وحد الله باسمائه وصفاته والوهيته سبحانه وتعالى. قال قوله رحمه الله وكما قيل بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين. حفظت هذه الجملة عن ابي العباس ابن تيمية الحفيد نقلها عنه تلميذه ابن القيم في كتاب مدارج السالكين ومعناها ان من احرز الصبر واليقين فانه يوفق الى الامامة في الدين. واصلها في كتاب الله عز وجل قوله تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا قال سفيان ابن عيينة رحمه الله فيما نقله عنه الفيروز ابادي في كتاب البصائر اخذوا رأس الامر فكانوا رؤوسا اي اخذوا بمهمات ما ينبغي استعماله فجعلهم الله عز وجل وانما كان الصبر واليقين من رأس ما ينبغي للعبد استعماله ذلك ان ابدأ تحتوشه نوعان من انواع الفتن التي يعرض عليها احدهما فتن الشبهات والاخر فتن الشهوات. والحسن الواقي من الاول اليقين. والحسن من الثاني الصبر. فاذا كان للانسان يقين اندفعت عنه الشبهات. واذا كان للعبد صبر اندفعت عنه فتن الشهوات. ومن قوي حصنه وعظم علمه التقى بذلك الى الامامة في دين الله سبحانه وتعالى. وهذا معنى قوله تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. نعم. قال الناظم رحمه الله بالعلم والرأي يرى. ابن حجر رحمه الله تعالى في الدرر الكامنة او غيره من كتبه في ترجمة عبد الله ابن القيم تلميذ ابي العباس ابن تيمية انه كان يقول بالفقر واليقين تنال الامامة في الدين ومراده بالفقر يعني بالالتجاء الى الله سبحانه وتعالى ودوام اللياز به وهذا مما يرجع الى معنى الصبر. نعم. للعلم والرأي الاصيل ومنحوى شرفا على فوق السهى هذا هو البيت الثالث في الثناء على الامام احمد رحمه الله قوله ذو العلم اي صاحب العلم الواسع بالكتاب والسنة واثار الصحابة للدين وقوله والرأي الاصيل اي وصاحب الرأي المكين في السداد والصواب وقوله ومن حوى شرفا هذه الجملة معطوفة على قوله ذي العلم يعني والذي حوى شرفه قوله ذوق السهى والفرقد وفي نسخة فوق السماء والفرقد وكأن ذكر السفهاء انسب لان كثيرا ما يقرن بين والفرق بك وهما نجمان معروفان يعرفهما اهل الشأن ويقال لهما من باب التغليب الفرقدان والسؤال يقال انه نجم خفي واما فارقد فهو نجم واضح يعرفون المهتمون بالنجوم ومنازلها ويحتمل ان يكون قوله ومن حوى شرفا كلاما مستأنفا يبين به الناظم ان من حوى شرفا فقد علا فوق السهى يعني على قبره وارتفعت منزلته والامام احمد كذلك حوى شرفا عظيما. شرف العلم والتقى وشرف الجهاد والصبر ان يتبوأ رحمه الله هذه المنزلة العظيمة. ولان هذا التوجيه هو الاقرب وهو اعتبار ان هذه الجملة مستأنفة. قال رحمه الله واعلم باني قد نغمت مسائلا لم اعل فيها النصح غير مقلدي. يقول رحمه الله واعلم ان يا طالب العلم هذا يعبر به ام لا قصد اليه في هذه المنظومة وتصوير المؤلفين كلامهم بقول لم يدل على اهمية ما يأتي بعده. قوله قد نظمت من مسائل الاعتقاد وقوله مسائل هي بالتنوين من اجل الوزن. والا فمسائل من صيغ منتهى الجموع وهو لا ينصرف. وقوله لم ال فيها النصح لم اقصر في هذا اللي اجتهدت فيها بل اجتهدت في نومها نصحا للعباد وقوله غير مقلدي اي انا فيها متبع غير مقلد فيها لاحده الناظم رحمه الله وان ذكر انه مكتف لنهج الامام احمد الا انه متبع له لا مقلد له. وفرق بين الاتباع والتقليد اتباعه هو الموافقة والاقتداء او السلف الصالح في مناجمهم الواضح؟ ام بينة واردة وبصيرة بما هم عليه؟ الاتباع بالعالم انما هو باتباع منهجه بعد معرفة انه على الحق والامتناع بفهمه وبيانه وروايته وهذا ليس بتقليد بل هو اتباع. واما التقليد فهو قبول القول بغير حجة يعني تقليد اعمى. فالناظم بهذا يتبرأ من التقليد وهذا شيء طيب وهكذا ينبغي لطالب العلم ان يكون مقتديا بالسلف الصالح. وبالائمة المرضيين على بينة وعلى بصيرة. لا يكون مقلدا لاحد من الناس لا يقول بالقول الفلاني ان الامام المعين الذي يعظمه يقول به بل عليه ان يكون متبعا لا مقلدا لكن الانتفاع بدم اولئك الائمة واستنباطهم وبيانهم هذا لا بد منه لان هذا العلم انما جاءنا من طريقهم فلا نستبد عنهم الا من يخالف مهما السلف الصالح من الصحابة والتابعين. ذكرا الشارح رحمه الله تعالى معنى قول الناظم غير مقلد انه بمعنى انا فيها غير مقلد فيها لاحد. فهو وان ذكر انه مقتف لنهج الامام احمد الا انه متبع له لا مقلد له. وفرق بين الاتباع والتقليد. ومأخذ هذه المسألة ما اذكره الاصوليون رحمهم الله تعالى من ان العبد له ان يقلد في اخر ابواب بهم ثم يذكرون فيه الاجتهاد والتقليد لتعلق اصول الفقه عندهم بالمجتهد فهم قد جعلوا احد اركان اصول الفقه الثلاثة حال المستفيد وهو المجتهد. ثم لما بينوا حد المجتهد سلموا على مسألة التقليد وبينوا حدها. وقد ذكر المصنف حد التقليد انه هو قبول بغير حجة واحسن من هذا كما مضى ان التقليد هو تعلق العبد في حكم من شرعي بمن ليس حجة لذاته تعلق العبد في حكم شرعي بمن ليس حجة لذاته. ثم ان بعض الاصوليين ذكروا مرتبة متوسطة بين الاجتهاد والتقليد كما ذكرها الشاطبي والشوكاني رحمهم الله تعالى وهذه المرتبة هي وحقيقتها انها تعلق العبد في حكم شرعي بمن ليس حجة مع العلم بحجته. فهي حقيقة تشارك التقليد في شيء وتفارقه في شيء فاما مشاركتها للتقليد فذلك ان التقليد كما سبق هو تعلق عبدي في حكم شرعي بمن ليس حجة لذاته. وتفارقها بزيادة مع العلم بحجته فان المقلد قد يتعلق قولا لاحد ولا يعلم حجته. واما فانه يتعلق قولا لاحد مع العلم بالحجة. والمقصود بالعلم بالحجة معرفتها ومعرفة صحة الاستدلال بها. وهذه المرتبة مرتبة متوسطة بين حال المجتهدين. وحال المقلدين وهي التي ينبغي ان يكون عليها المرء اذا ترشح لتمييز الحجج ومعرفة وجوهها فان التقليد حال تناسب الابتداء والاتباع حال تناسب فان المرء يترقى من تعلقه باقوال معظميه من العلماء شيئا فشيئا حتى يطلع حججهم وتظهر له قوتها ويوافق عليها فحينئذ يكون قد ارتقى الى الاتباع اما التزايد في ذلك حتى يفضي الى الاجتهاد فلعله لا يفوز بذلك الا الواحد بعد الواحد في قرون متطاولة. نعم. قال الناظم رحمه الله واجبت ان تسأل كل مهذب في صولة يوم الجدال مسود. قوله رحمه الله واجبت ايدي هذا النظم عن تساري كل مهذب التسأل مصدر بمعنى السؤال والمعنى اني اجبت في هذا النظم عن سؤال كل طالب علم مهذب الاخلاق مؤدب في طلبه للعلم من حيث قصده ومطلوبه واسلوبه في السؤال وقوله في صولة يعني صاحب قوة في البيان والمناظرة مقتدر على اداء مقتدر في ذلك. لا للانتصار للرأي بل بل لبيان الحق واظهاره اذا هذا هو الذي يمدح في الجدال والبيان والمناظرة والحجاج. وقوله يوم الجدال وقع في بعض النسخ عند الجدال وهي انسب. وقوله مسودية سيادة باخلاقه وحصافة عقله وحسن بيانه وحسن بيانه ومقدرته ومن كانت هذه صفته كان جديرا ان يتخذه الناس اذا قال الناظم رحمه الله هجر الرقاد وبات ساهر ليله اي همة لا يستلذ بمرقد في هذا في بيت اذن النعيم رحمه الله على هذا الصنف من طلاب العلم ذي ذوي الهمم العالية فقال عنهم هجر الرغاذ يعني ترك النوم والمراد به النوم الفضوري واما انه من حيث هو فلابد للانسان منه يستجم به ويستعيذ به نشاطه وقوته. وقوله ومات ساهر ليله فهو يسهر لكن لا كسهر اكثر الناس اليوم تجدهم يسهرون في الفضول او على باطل وحرام. واما هذا فسهروا في طلب العلم من مذاكرة والمجالسة لاهله وبالقراءة واستخراج العلم المستودعاته. وخزائن التي هي تراث العلماء ومؤلفاتهم وقوله وبهمة يعني صاحب همة عالية له طموح واهداف لا يقنع باليسير ولا بالقليل بل يسعى في تحصيل معاني ولا يسترد بمرقبه اي لا يستلذ بالنوم بهذه الهمة العالية والمطلب الكبير الذي يسعى له فلا يأخذ من النوم الا باقل القليل وهذا وصف جميل قال الناظم رحمه الله قوم طعام قوم طعامهم ودراسة علمهم يتسابقون الى العلا والسؤدد في هذا البيت انتقل الناظم رحمه الله من وصف هذا النموذج من ذويهم العالية وهذا يعبر عن المجموعة وعن الانس فقال عنهم قوم طعام دراسة علمهم اي هذا الصنف الذي سبق وصفه في الابيات السابقة رظا عنهم وغذاؤهم هو دراسة العلم ومذاكرتهم فهم يتلذذون لطلب العلم والسعي في تحصيل ويتحملون المشاق في سبيل ذلك اكثر مما يتلذذ اصحاب المطاعم واللذات والمطاعم بالطعام والشراب وسائر اللذات فهؤلاء للعقول والارواح واولئك طعامهم غذاء للبطون والابدان والفرق بين الفريقين كالفرق بين الثرى والثريا وقوله يتسابقون الى العلا ان يتسابقون الى الخيرات ويتنافسون في تحصيلها وهذا ولا شك مطلب مهم. ومن ذلك المنافسة في طلب العلم وفي الاعمال الصالحة وفي القيام بالمهام العظيمة فنحن في هذه الدنيا في ميدان تنافس وسباق فنسأل الله ان يصلح احوالنا واحوال المسلمين. وقد امر الله عز وجل عباده بالمسابقة الى الخيرات وقال لا نستبق الخيرات في موضعين من كتابه وقال سبحانه سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت الذين امنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وامرهم بالمسارعة فقال تعالى وسارعوا الى بمغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. وامرهم بالمنافسة اذا قال وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وقوله الى العياء الى المنازل العالية والرتب الرفيعة وذلك بالاعمال الصالحة النافعة ومن الجهود المخلصة المخلصة الصادقة وقوله والسؤدد اي السيادة ولا ريب ان ان من امن واتقانا على السعادة والسيادة ولا ريب كذلك ان تحصيل العلم النافع من اعظم اسباب السيادة فهذا هذه هي سيرة هذه الشهادة الصنف من اهل العلم وطلابه. فالناظم رحمه الله يستثير في هذه الابيات هنا وطلاب العلم. ويستمر همم المبتدئين من او المتقاعسين لتحصيل ما سيذكره من مسائل وما سيقرره من تأصيل فهو يستثير هممهم بوصف هذا النوع من طلاب العلم بالجد والاجتهاد وطلب المنال والصبر والمصابرة وسهل الله عليه. تسمية ما تتقوت به العقول والارواح. طعاما يدل عليه قول الله سبحانه وتعالى وهو يطعم ولا يطعم. فان من جملة ما يمن الله وبه على من شاء من خلقه من الطعون بل هو اجلها ما يتقوت به عقله وروحه. وقد بسق هذا المعنى ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى في رسالة مفردة في تفسير هذه الاية تقدم آآ اقرؤها في برنامج الدرس الواحد الثامن. ويدل على ذلك ما ثبت في الصحيح في اوصاله صلى الله عليه وسلم مع قوله فيه ابيت يطعمني ربي ويسقيني فان الاطعام والاسقاء المذكورا ليس بالطعام والشراب الحسي والا لم يكن صائما. ولكنه بما يفتح عليه من المعارف في الربانية والانس بالله سبحانه وتعالى. فيغنيه ذلك عما اعتاده الناس من وشراب فان القلوب اذا حشيت باللذات الايمانية والمعارف الربانية مع كمال الايمان ووصوف اليقين شغلت بذلك عن المطاعم والمشارب. كمن هفى قلبه الى محبوب به فاستغنى بمواصلته عن النظر الى طعامه وشرابه لانشغاله به. فكذلك غذاء الارواح والقلوب اذا استوى فيها اغنى صاحبها عما اعتاده الناس من احوالهم وهذا الطعام القلبي تجد النفس اثره. كما جاء في الصحيحين من حديث رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان وفي صحيح مسلم من حديث عباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ذاق طعم الايمان من رضي فبالله ربا وبالاسلام دينا الحديث. فان هذا الوجدان والذوق حقيقي لانه المتبادر من اللفظ. وقد جزم بذلك او الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى وانتصر له في فتح الباري ومن دامت حاله على الكمال وتمام الاحوال انس هذا من نفسه فوجد اوقاتا ينشرح فيها صدره وتستقر نفسه وتقوى روحه حتى لا يعدل بتلك النعمة نعمة سواها. وفي هذا قال بعض السلف انه لتمر بنا احوال كانما المرء في الجنة. ومن هذا الجنس قول ابي عباس ابن تيمية فيما نقله عنه تلميذه ابن القيم في المدارج ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخلها الجنة الاخرة انتهى كلامه. وهذه الجنة هي الجنة التي يذوق فيها القلب الانسى بالله سبحانه وتعالى ويتلدد بمناجاته والانطراح بين يديه من اجل النعماء التي ينتفع بها طالب العلم من طلب العلم انه يفوز بنيل هذه الحلاوة ويترقى الى ذوق هذه الطعون وهذه الطعوم والاذواق والمواجيد لا توجد بمثل العلم. فان من فتح الله سبحانه وتعالى له ابواب المعرفة والفهم وسهل عليه استنباط العلم وجد من اثار هذه المعارف ما يشرك به قلبه. فينبغي ان يتحرى طالب العلم في طلبه ان ينال هذه المكرمات وان يجتهد في تحصيل هذه اللذات وان يعلم انه لا يوقفه عليها مثل طلبه للعلم وان كل طريق سوى العلم لو افضى بصاحبه الى لذة ايمانية فانه لا تكون تلك اللذة كاملة كما تكون بكمالها في طلب العلم. واذا استقرت هذه اللذات في القلب لم يقع في القلب توجه الى سواها. بل رأى ان كل شيء سواها فهو دونها كما قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى لما قال له السلطان انك تريد الملك فقال له ان ملكك وملك المغل يعني المغول لا يساوي عندي فلسين وانما سقط من عينه لذة الملك ولم ترتفع اليها نفسه ولم تتوق اليها لما هو فيه من شغل بالمعارف الايمانية التي يستغني بها القلب عن مثل حطام الدنيا وزخرفها. نعم قال الناظم رحمه الله قالوا بما عرف المكلف ربه فاجبت بالنظر الصحيح المرشدي. هذا الشروع في المقصود وقد ذكر الناظم رحمه الله المسائل التي قصد بيانها بطريقة السؤال والجواب فكل بيت فيه سؤال وجواب قوله قالوا ما عرف المكلف ربه بما بما لعل الاشباع هنا للوزن والا فالاصل انما الاستفهامية اذا دخل عليها حرف الجدر كالكلام او الباء مثلا تحذف الفه الف الفها فيقال بما ولما؟ والمكلف اجتراح الاصوليين هو الانسان العاقل ذلك. وهذا الذي ذكره الناظم رحمه الله هنا هو من بليس قول شيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله في الاصول الثلاثة. اذا عقد لك بما عرفت ربك فقل باياته ومخلوقاته. فلما ذكر الناظم رحمه الله على عقبة بذكر الجواب فقال فادمت من نظر الصحيح المرشد اي عرف المكلف ربه بالنظر الصحيح المرشد وحلف الناظر جملة عرف المكلف ربه ومن الجواب اكتفاء بورود هذا السؤال. وقوله بالنظر الصحيح المرشدي اي بنظر العقل المستقيم المرشد الى المطلوب. وذلك بالتفكر في مخلوقاته الله عز وجل ولا شك ان النظر والتفكر في مخلوقات الله طريق الى معرفة الله عز وجل. فمعرفة الله عز وجل تحصل في ثلاثة طرق الاول بالفطرة والثاني العقل وذلك بالنظر والتفكر في مخلوقات الله عز وجل. ثالثا وبالوحي لكن المعرفة الحاصلة بالفطرة وبالعقل هي معرفة اجمالية. فالعبد يعرف رب او يكتوى الهترات اذا هو مفطور على انه لابد له من خالقه بل لابد لهذا العالم كله من خالق وهذا امر فطري. ثمان النظر في السماوات والارض والتفكر في الى مما تحصل به مما تحصل به معرفة الله عز وجل. هذا العالم لابد له من خالق وصانع وصانعه قادر وحكيم وعليم وهكذا النظر الصحيح ضيق من طرق المعرفة لكن الطريق الاعظم لمعرفة الله معرفة تفصيلية. هو بمعرفة اسمائه الحسنى وصفاته العليا وافعاله الحبيبة الخدمة والعدل والرحمة وهذه المعرفة طريقها الوحي الذي بعث الله به رسله وانزل به كتبه قل ان ضللت فانما اضل على نفسي وان هديت بما يوحي الي ربي انه سميع قريب. ولهذا سمى الله الوحي الذي بعث به محمدا نورا وروحا. لانه هو الذي الابصار التام قال الله عز وجل وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن ان جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وائمة لتهدي الى صراط مستقيم. فقوله بالنظر هذا صحيح فانه للنظر التذكر يورث الله عز وجل لكنه ليس هو الطريق الوحيد لمعرفته سبحانه. وهذه المسألة التي ذكرها الناظم غير مسألة اول واجب هو النظر فنحن وان قلنا ان النظر صحيح طريق الى معرفة الله عز وجل لكننا لا نقول بان اول واجب على المكلف هو النظر او القصد الى النظر بل هذا اهل الكلام وهو قول مبتدع بل ان اول واجب على المقلد هو الشهادتان. شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هو مذهب اهل السنة في هذه المسألة قوله حفظه الله لعل الاشباع هنا للوزن اي لعل تقوية الفتحة حتى صارت الفا في قوله بما انها لاقامة الوزن لان ما اذا دخل عليها حرف الجر تحذف الفها فيقال بما ولم؟ فالمبالغة في الفتحة افضت الى الالف وهو اشباع الحركة حتى انقلبت حرفا من جنسها حمل عليه اقامة الشعري والشعر تراعى فيه اوزانه كما قال الحريري في ملحته وجائز في صنعة الشعر الصلف ان يصرف الشاعر ما لا ينصرف. فللشعر ضرورات تجيز لاربابه او الخروج عن مقتضى قواعد العربية. وان كان اعمال ذلك قوة وضعفا يختلف باختلاف داعيه كما هو مبين عندهم ولابن فارس رحمه الله تعالى كتاب مفرد في تقدير ضرورة الشعر وقوله رحمه الله تعالى والمكلف باصطلاح الاصوليين هو الانسان العاقل البالغ سمي مكلفا نسبة الى التكليف فهو مخاطب بالتكليف دون غيره. والتكليف عندهم هو الزام ما فيه مشقة من الامر والنهي. وانما جعل هؤلاء الامر والنهي مشقة بناء على قولهم في افعال الله عز وجل اذ نفوا عنها الحكمة والتعديل. فهم يقولون ان الله يأمر بلا حكمة ولا علة. وينهى بلا حكمة ولا علة. فاذا ارتفع عن الامر والنهي حكمة وتعليله كانت المخاطبة به الزاما بما فيه مشقة وهذه هي حقيقة التكليف ومعلوم بطلان هذا الاصل وان افعال الله عز وجل جارية وفق الحكمة. وان لها علل منبئة من حكمها ومصالحها. وانما وقع هذا الاصطلاح طبق عقيدة الاشاعرة في في الحكمة والتعديل. وقد انكره ابو العباس ابن تيمية الحبيب وتلميذه ابو عبدالله ابن القيم. والاسم الذي الله سبحانه وتعالى لخلقه وخاطبهم به هو اسم العبودية. كما قال سبحانه تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم فسماهم عبادا. وقال في ذكر رسوله سبحان الذي اسرى بعبده ولم يقع قط المخاطبة باسم المكلفين ولا ذكر اسم المكلف في الخطاب الشرعي. واما الايات التي وقع فيها هذا الفعل في قوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها فهذا جار على معنى اللغوي لا على اصطلاح علمي فان معنى الاية لا يكلف الله نفسا الا وسعها اي لا يعلق بها من الامر والنهي الا ما هو في قدرتها ومرد الاصل اللغوي الى التعلق فان الكلف اسم موضوع لما كان مشتملا على التعلق ومنه سمي ما يكون في الوجه من بثور كلفا لتعلقه به فينبغي ان يخاطب العبد بما سماه الله عز وجل به. ثم ذكر الناظم في وبسؤاله قوله فاجبت بالنظر الصحيح المرشدي واشار الشارح الى ان هذا من جنس قول امام الدعوة في ثلاثة اذا قيل لك بما عرفت ربك فقل باياته ومخلوقاته. ثم بين ان مقصود الناظم في قوله بالنظر الصحيح المرشدي ان المراد بنظر العقل المستقيم. والدال على ذلك هو ان النظر عند علماء العقليات هو حركة النفس لادراك المطلوب. وهذه الحركة تكون بالعقل فيكون قوله بالنوي الصحيح المرشد اي بنظر العقل المستقيم. وطريق نظر العقل هو التفكر في مخلوقات الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر ان معرفة الله تحصل بثلاثة طرق اولها الفطرة وثانيها اقل وثالثها الوحي. والفرق بين المعرفة الحاصلة بالوحي وغيره هو ان المعرفة التي تحدث بالفطرة والعقل هي معرفة اجمالية. واما المعرفة التي تقع بالوحي كيف هي المعرفة التفصيلية؟ ثم ذكر ان هذه المسألة التي ذكرها الناظم غير مسألة اول واجب على العبد التي يذكرها المتكلمون فيقولون اول واجب هو النظر انما قصد الشارح الى التفريق بين المسألتين جريا منه على ان ابا الخطاب على طريقة الامام احمد في ذلك وانه لا يرى ان اول واجب هو النظر وفي الامر نفسه فان ابا الخطاب يذهب هذا المذهب كما صرح به في كتاب التمهيد. فيكون حينئذ تقديمه لهذا الاصل في مبتدأ اشارة منه الى ما يعتقده ان اول واجب هو النظر وقول من قال ان اول واجب هو والنظر او القصد اليه او الشك الموجب الى النظر هو قول مبتدع حدث في الامة. واول بل واجب على العبد هو شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في حديث ابن عمر في الصحيحين امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله الحديث ولم يقل حتى ينظروا في لا اله الا الله ولما ذكر اركان الاسلام في حديث ابن عمر في الصحيحين ايضا قال بني الاسلام على خمس وجعل اولها الشهادة ان لا اله الا الله ولم يجعل مقدمها النظر الى معرفة الله سبحانه وتعالى فاول واجب على العبد هو ان يبادر الى الشهادتين كما صرح بذلك مطولا والعباس ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل والتلميذه ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابن وبالعز في شرح العقيدة الطحاوية. نعم. قال الناظم رحمه الله قالوا فهل رب الخلائق واحد قلت الكمال لربنا المتفرد. قوله قالوا فهل رب الخلائق واحد؟ هذا هو السؤال ايه الرب المخلوقات واحد؟ او مخلوقات اربابا متعددين فاجاب الناظم عن هذا السؤال بقوله قلت الكمال لربنا المتفرد. يعني ان الكمال في الصفات والافعال هو لربنا سبحانه وتعالى وقوله المتفرد عن المتوحد هو سبحانه الفرد الذي لا رب غيره ولا اله سواه فهو سبحانه لا شريك له او في ربوبيته ولا في الهيته ولا في اسمائه وصفاته. وهذه كلمة عامة فاذا قلنا الله واحد ومعناه انه واحد في ربوبيته والهيته واسمائه وصفاته فان وصف الله تعالى بالتخرج مطلقا يتضمن انواع التوحيد الثلاثة هو سبحانه واحد في ربوبيته فلا رب غيره وواحد في ايته فلا معبود سواه واحد في اسمائه وصفاته فلا شريك له ولا مثل له في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله على حد قوله تعالى شيء وهو السميع البصير. واصبروا سبحانه بالكمال مطلقا يتضمن اثبات جميع صفات الكمال على وجه الاجمال. وتنزيهه عن جميع النقائص على وجه الادمان وجواب الناظم عن السؤال بقوله قلت الكمال لربنا المتفرد. مفاده ان رب الخلائق واحد لا رب سواه فهو سبحانه خالق كل شيء. ومليكه هو والاله الحق الذي لا يستحق العبادة احد سواه. قال الناظم رحمه الله الشارح رحمه الله تعالى من طوى عليه هذا البيت في اثبات وحدانية الله سبحانه وتعالى. وان الناظم اشار بقوله المتفرد الى توحيد الله سبحانه وتعالى. ولو ان الناظم قال قلت الكمال لربنا المتوحد. لكان انا اولى من قوله المتفرد لان لفظ الوحدانية هو الذي اختاره الله لنفسه واخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى قل هو الله احد وفي صحيح في قصة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال فأهلا بالتوحيد ولم يثبت تسمية الله سبحانه وتعالى بالفرد بل رويت في بعض الفاظ حديث عد الاسماء ولا يصح وما اختاره الله عز وجل لنفسه وجرى به الخطاب الشرعي اكمل من غيره. فلو قال قلت الكمال لربنا المتوحد لدل على ان هذه الفردانية المراد بها الوحدانية المتمحضة لله سبحانه وتعالى فان المتفرد قد يشركه احد لكن يقصر عنه. واما المتوحد فهو الذي لا احد ابدا والله عز وجل لا يشركه احد ابدا. ووحدانية الله سبحانه وتعالى ترجع الى ثلاثة اصول احدها وحدانيته في ربوبيته. اي في ذاته وافعاله وثانيها وحدانيته في الهيته. اي في عبادته وثالثها وحدانية في اسمائه وصفاته. نعم. قال الناظم رحمه الله قالوا فهل تصف الهبلنا قلت الصفات لذي الجلال السرمدي. قوله قالوا فهل تصف الاله هذا السؤال معناه؟ وهل تثبت لله ابل لنا اي لنا مذهبك او بين لنا الصواب في هذه المسألة. فاجاب رحمه الله بقوله قلت الصفات لذي الجيال السرمدي يعني صفات الله ذي الجلال السرمد والسرمد هو الدائم وقوله السرمد يحتمل ان تكون صفة للجلال. يعني الجلالة الدائم الله دائمة ويحتمل ان تكون صلة بالله عز وجل. فهو سبحانه الدائم الذي لا يزول فهو الاول الذي ليس قبله شيء. والاخر الذي ليس شيء كما عبر عن ذلك الطحاوي في عقيدته المشهورة بقوله قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء. وهذا الجواب من لديه نوع اجماع وهو جواب مقتضب ولعله اجرم في ذلك انه مقام نظم بل هو نظم مختصر. فلا يكون الجواب فيه واضحا كما ينبغي والمهم اننا نأخذ من هذا ان الناظم رحمه الله يجدد الصفات في الجملة فليس هو من النفاة المعطلة كالجهمية والمعتزلة الذين يقولون انه سبحانه وتعالى الصفات لكن العلماء انه اذا قيل مثبتة ويدخل فيهم من كان يثبت ويباع الصفات كالاشاعرة لان الاشاعرة والكلابيتهم من المثبتة للجملة فليسوا من المعطلات التاقين العام كالمعتزلة والجهمية ذكر الشارح حفظه الله معنى قول الناظم لذي الجلال السرمد وان معنى السرمد هو الدائم والمراد بالسرمد مع ديمومته اتصاله فهو تتابع لا ينقطع. وقد سئل عنه بعض قدماء اللغويين فقال احذف الميم. يعني ان السرمد هو السرد فهو المتتابع المتصل الذي لا ينقطع. وذكر الشارح ان جواب الناظم في نوع ادمان والحامل عليه ضيق النظم. فان من عيوب النظم مع نفعه في ضبط المسائل للعلمية انه ربما ضاق عن الوفاء بمقصود بيانها. كقول الافضل في السلم ما احتمل الصدق لذاته جرى لديهم قضية وخبرا. فانه يدخل في جملة القضية والخبر احتماله ايضا للكذب فهو محتمل الصدق والكذب. لكن ضاق النظم عن الكذب اهمله الناظم فاذا قرأ هذا من لا معرفة له بالفن ظن انه مقصور على الصدق فقط. وكذلك مثل هذا المقام فان نظم ابي الخطاب وقع فيه نوع اجمال في محال منها هذا المحل واستفيد من قوله رحمه الله الصفات لذي الجلال السرمدي انه ممن يذهب الى اثبات الصفات فان صفات الله سبحانه وتعالى مما تنازع فيه المتكلمون في هذا الباب. فانقسموا الى طائفتين اثنتين احداهما طائفة مثبتة وهي التي اثبتت الصفات لله عز وجل والثانية طائفة نافية وهي التي نفت الصفات عن الله سبحانه وتعالى. والطائفة المثبتة اتخذت طرائق قددا فان منهم من يثبت اثباتا عاما تاما كاهل السنة حديث ومنهم من يثبت بعض الصفات كالاشاعرة والكلابية. كما ان فيمن يثبت والصفات اثباتا تاما عاما من يسميها بالصفات وهم جمهور المثبتة اثباتا تاما ومنهم من يمتنع من تسميتها صفات ويسميها بالاضافات كابي الوفاء ابن عقيل وابي الفرج ابن الجوزي رحمهم الله من الحنابلة. والذي تظاهرت عليه الادلة هو اثبات هذه الكمالات لله عز وجل وانها تسمى صفات كما ثبت في حديث ابي هريرة في صحيح البخاري في قصة الرجل الذي كان اذا الا فقرأ سورة وقرأ بعدها قل هو الله احد فلما سئل عن ذلك قال انها صفة الرحمن. فقوله في انها صفة الرحمن دليل على اثبات الصفات لله عز وجل. وقد اقره النبي صلى الله عليه وسلم على كذلك لما اخبر خبره فهذا دال على ان وضع كلمة صفة للدلالة على الكمال الالهي مأتور في سنة نبوية وكذلك وقع في الاثار كاثر ابن عباس عند عبد الرزاق وغيره ان رجلا ارتعد عنده لما ذكر حديث من احاديث الصفات فقال ما فرق هؤلاء يهلكون عند تشابهه ويؤمنون بمحكمه وهو مذكور في كتاب التوحيد. فتسمية الكمال الالهي صفة له اصل وثيق من السنة ومن الاثار السلفية. فلا يمتنع من تسميتها كذلك ولا يقال انها اضافات فمذهب اهل السنة والحديث هو اثبات الصفات مع تسميتها بذلك. وقد يشاركهم بعض الطوائف ممن يثبت شيئا من الصفات اختلف عدها او قل او زاد فيسمون ايضا من مثبتة الصفات لانه في مقابل يفاتها وهم المعتزلة والجهمية فان المعتزلة تنفي صفات الله عز وجل مع اثباتها الاسماء. واما الجهمية تنفي الاسماء والصفات جميعا. نعم. قال الناظم رحمه الله قالوا فهل تلك الصفات قديمة قلت كذاك لم تتجدد. قوله رحمه الله قالوا فهل تلك الصفات قديمة كالذات؟ يعني هل هذه الصفات التي اثبتها في البيت السابق قديمة كذاته ام لا؟ فاجاب رحمه الله بقوله قلت كذاك يعني ان الامر كما قلتم من ان صفات الله قديمة كذاته ويؤكد الناظم ذلك بقوله لم تتجددي فقوله لم تتجدد شرح وبيان وتأكيد لقوله قلت كذاك يعني كما ذكر من ان صفات الله كذاته قديمة لم تتجدده. والمراد بالقديم في مثل هذا المقام مقام الكلام في ذات الله وصفاته والذي لا بداية ولم يسبق بعدم فالله قريب بهذا الاعتبار ولكن لا يصح ان يطلق القديم باعتباره اسم من اسماء الله عز وجل واما على الاخبار فيصح اطلاقه على الله عز وجل. فيقال الله قد معنى انه لا بداية لوجوده. وقول الناظم رحمه الله قلت كذلك لم تجددي يعني ان صفاته ذاته قديمة لم تتجدده. وفي هذا الاطلاق نظر فان صفات الله نوعان. اولا صفات قديمة لا بداية لها كذاته وهي ما يسمى باصطلاح اهل العلم بالصفات الذاتية وهي الصفات اللازمة لذاته التي لا تنفك عن ذات الرب ولا تنفك عن ولا تتعلق بها المشيئة مثل حياته سبحانه وتعالى فحياة الله قديمة علمه قديم وسمعه قديم فانه انه لم يزل سميعا ولم يزل بصيرا ولم يزل عليما ولم يزل عزيزا ولم يزل حيا قيوما الى اخره ثانيا صفات فعلية السبعة التي تتعلق بها المشيئة كما كما نقول انه تعالى ينزل من السماء الدنيا اذا شاء واستوى على العرش قين شاء وهو يعطي اذا شاء انه يشع ويذهب ويشاء وينزعه ممن يشاء. هذه افعال متعلقة بمشيئته سبحانه وتعالى. ومن الصفات ايضا صفات فعلية فهي قديمة من وراء حادثة من وجه اخر. ومثاله الكلام والخلق. فانه سبحانه لبز المتكلم اذا شاء لم يحدث صار متكلما بعد ان لم يكن ولكن احد كلامه سبحانه تحويج تبعا لمشيئته. ولهذا يعبر عن هذا بان قديم النوع هادئ الاهادئ. فعبارة الناظم مجملة وهذا الاطلاق غلط وعبارة مشيرة بانه ممن يقول بقدم جميع وانه تعالى لا تقوم به صلاته الفعلية او ان ما يسمى به الصلات الفعلية قديمة لا تتعلق بها المشيئة بهذا لا يتضح لنا في هذه المسألة فهو اما انه ينتهج منهج القائمين باثبات صفات فعلية لكن قديمة لا تتعلق بها المشيئة او انه ينتهج منهج الاشارة او السالمية وكلهم ممن ينفي قيام الافعال الاختيارية به سبحانه كالنزول والوديء وحقيقة الاستواء وما ذلك قال الناظم رحمه الله الشارح حفظه الله من طوى عليه قول الناظم قالوا فهل تلك الصفات قديمة كن كالذات قلت كذا فلم تتجددي. والقدم المذكور في العقائد مما يتعلق بالله سبحانه وتعالى نوعان اثنان احدهما قدم الذات ومعناه اعتقاد انه لا بداية لوجود الله وانه لم يسبق بعدم. وهذا المعنى معنى صحيح. الا انه لم يقع الاخبار به اسما من اسماء الله سبحانه وتعالى. وانما وقع عوظه الاخبار بالاول اولية فان الله عز وجل هو الاول بنص القرآن والسنة. ووقع ذكر اسم القديم في حديث عد الاسماء في بعض الروايات ولا يصح. فحين اذ يكون معنى قدم الذات صحيح في نفسه الا انه معدول عن الخبر عنه باسم في الخطاب الشرعي بل هجر وترك عوضا عنه اسم الاول. فلا يكون القديم من اسماء الله سبحانه وتعالى. واما الاخبار عن الله عز وجل بانه قديم دون ارادة الاسم فهذا جائز تبعا باب الاخبار عن الله سبحانه وتعالى. وهذه السعة ليست مطلقة كما يتوهم بل الخبر عن الله سبحانه وتعالى بما ليس اسما او صفة له مظبوط بشرطين ذكره ابو العباس ابن تيمية الحفيد في درء تعارض العقل والنقل. احدهما ان تدعو الحاجة اليه الا يتمحض في معنى قبيح. بل يكون دالا على معنى عام مشترك فيه حسن وقبح. فمثلا قولنا الله موجود. هو من باب الخبر الذي دعت اليه الحاجة لاثبات شيء مندرج في ربوبية الله وهو اعتقاد وجوده. والوجود لا يتمحض في معنى سيء بل من الموجودات من هو محمود ممدوح ومنها ما هو قبيح مطروح. واما النوع الثاني مما يذكر في القدم فهو قدم الصفات قدم الصفات يقع على معنيين اثنين. احدهما الاعلام بانها غير مخلوقة فيقال صفات الله قديمة اي غير مخلوقة. لان الله يطلق عليه بانه قديم بمعنى انه غير حادث فاذا قيل انها صفاته قديمة اي غير مخلوقة ولا حادثة كان هذا المعنى صحيحا. والثاني ان يراد بذلك تقدمها في الازل ان الله عز وجل موصوف بها ازلا. واطلاق هذا المعنى له محلان. احدهم صفات الذات والاخر صفات الفعل. فاما صفات الدات فانها قديمة لا بداية لها كذاته. فلم تزل ملازمة له لم تنفك عنه كحياة الله وعلمه وسمعه وبصره. واما صفات الفعل فانها قديمة النوع حادثة الاحاد. فالله سبحانه وتعالى موصوف بجنسها قديما وتحدث احاد تتعلق بذلك الجنس. والمراد بالحدوث ما يقع من من اختياره ومشيئته سبحانه وتعالى. وذلك كنزوله واستوائه وخلقه سبحانه وتعالى. فاذا قيل ان صفات الله عز وجل قديمة على ارادة نفي الصفات المتعلقة بالاختيار والمشيئة كان هذا مخالفا اهل السنة والجماعة في اثبات صفات الاختيار والمشيئة. فعلم بهذا ان في عبارة الناظم اجمالا وان هذا الاطلاق على عواهنه غلط. واللفظ اذا التبس به الحق والباطل وصار محتملا لهذا وهذا لم ينبغي اطلاقه في مثل هذه المواضع المشكلة. وعبارة كما قال الشارح مشعرة بانه ممن يقول بقدم جميع الصفات. وان الله لا تقم به الصفات الفعلية وهو اما ممن يجري على طريقة اتباع ابن كلاب القائلين باثبات صفات فعلية لكن قد قيمة لا تتعلق بها المشيئة او انه على طريقة الاشاعرة والسالمية الذين ينفون قيام الافعال الاختيارية به سبحانه وتعالى كالنزول والمجيء والاستواء. وحملهم على ذلك ما ظنوه من ان اثباتها يتضمن اثبات حلول الحوادث بالله سبحانه وتعالى. وهو مبني على اصلهم في اثبات الصانع كما تقدم ذلك في كلام ابي العباس ابن تيمية في جوابه الذي قرأناه البارحة بعد صلاة العشاء. نعم قال الناظم رحمه الله قالوا فهل لله عندك مشبه؟ قلت المشبه في الجحيم الموصد. قوله رحم الله قالوا هل لله عندك مشبه؟ يعني هل انت تقول بان لله شبيها من خلقه؟ فاجاب رحمه الله بقوله قلت المشبه بالجحيم وهذا الجواب مقتضاه انه يكفر المشبه. ولذا قال ان المشبه في الجحيم الموصد اي في جهنم دار العذاب الموصدة على اصحابها نعوذ بالله منها والمشبه هو الذي يقول ان صفات الله مثل صفات عباده. فيقول له سمعك سمعي وبصر كبصري ابي وحب كحبي ونحو ذلك. فقد قال بعض اهل السنة من شبه الله بخلقه كفر. ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم تشبيه. قال الناظم رحمه الله قالوا تتراه جسما قل لنا قل ذو المجسم عندنا كالملحدين. قوله قالوا فانت تراه جسما قل لنا. وفي نسخة مثلنا اي هل انت ممن يقول ويعتقد بان الله جسم قل لنا اي بين لنا ثم اجاب الناظم رحمه الله عن هذا السؤال قوله قل ذو الميسر عند ذاك الملحد وظاهر من دوابه انه ينفي ان يكون الله جسما وان من قال ان الله الاسم فانه كالملحد هذا جوابه ووصف الله عز وجل بانه اسم او ليس برسم هو مما لم يتكلم به السلف. ولم يرد في كتاب الله عز وجل ولا في رسوله صلى الله عليه وسلم ذكر هذا اللفظ وهكذا اهل السنة لم يتكلموا في رب العالمين لمثل هذا لم يقولوا ان الله تعالى رشم ولا انه ليس برشم. ولا يرترون اطلاق هذا اللفظ في النفي ولا في الاثبات وذلك لامرين. اولا لانه لم يرد الله عز وجل بهذا اللفظ يا نفيا ولا اثباتا. وهم يقفون مع النصوص فهل يملئن لفظ الجسم لفظ مجمل يحتمل معاني كثيرة منها ما هو حق يمكن اضافته الى الله عز وجل. منها ما هو باطل لا تجوز اضافته الى الله عز وجل. فالجسم له معنى لغوي وهو الجسد والبدن كما يقولون الجسم والروح. قال تعالى عن طالوت وزاده بسطا في العلم والجسم. وله ايضا نائم اصطلاحية عند منها الموجود والقائم بنفسه والمركب من الجواهل المفردة. وعلى هذا فيقول باسم مجمل. ولهذا قال اهل السنة ان من هذا اللي هو الى الله عز وجل لنا فيه او مثبتات يقال له ماذا تريد الجسم؟ فان اراد حقا قضي وان اراد باطل مد وان اراد حقا وباطل ان وجد اللفظ وبصر واثبت ما يجب اثباته ونفي ما يجب نفيه اذا فنحن لا نطلق هذا اللغو ولا يجوز ان نقول ان الله اسم ولا انه ليس هذا هو منهج اهل السنة والجماعة في هذا اللفظ وامثاله من الفاظ المبتدعة. واما طوائف المتكلمين فجمهورهم والمعتزلة بل اجمل والاشاعرة ايضا كلهم ينفون ان يكون الله جسما فهم يطلقون هذا اللغو على سبيل النفي وكلام الناظم هنا على هذا المسلك وعند المعتزلة ان جميع الصفات تستلزم الجسمية ولذلك ينفون جميع الصفات لانه لو قامت به الصفات لكان اسمع واما الاشاعرة فعندهم فعندهم تفضيل في ذلك فهم يقولون ان بعض الصفات يستلزم الجسمية وبعضها لا يستلزم ذلك والصفات التي ينفونها تستلزم التجسيم عندهم. واما الصفات التي يثبتونها فلا تستلزم التجسيم. وهذا من التناقض الذي عليه مذهبهم فان مذهب الاسرة قائم على التناقض والتذبذب والتلفيق. ويقابل هؤلاء كلهم الكرامية. فانهم يثبتون والجسم لله عز وجل ويقولون ان الله الاسم فكل هؤلاء النافل والمدرك مبتدع فقول الناظم رحمه الله عنا وعنه قلت ملسم عندنا كالملحد لا ندري ماذا تحته هل يعني بالمجسم من يطلق هذا اللفظ على الله ويقول ان الله الاسم كالكرامية او يعني بهما من يصف الله عز وجل هو يرى ان اثبات هذا الجسيم فمثلا الجهمية والمعتزلة يعدون الاشاعرة مجسمة لاثباتهم بعض الصفات يعدون اهل السنة مجسمات لانهم يثبتون ما تنبيه مشاعرهم من الصفات. فعند الاشاعرة ان من يثبت الوجه او اليدين او القدمين او مثلا النزول او المجيء او ما اشبه ذلك من الصفات التي ينفونها يعتبرونه مجسم. فجواب الناظم فيه اجمال كثير لكن واضح من جوابه انه يجزم بنفي الجسم فسبيله سبيل جمهور المتكلمين في نفي الجسم عن الله عز وجل. ثم اننا لا ندري ما الذي يستلزم تجسيم عنده. وقوله المجسم عند ذاك الملحد. الملحد هو الكافر بالله عز وجل. ولعل البعض ما اراد بهذا ان المجسم يشبه الملح الافتراء الى الله وتنقصه في وصف الله تعالى بما لا يليق به والله اعلم. ذكر الشارح حفظه الله تعالى ان من الالفاظ التي جرى القول بها في ابواب الاعتقاد لفظ الجسم. وهذا اللفظ يستكن تحته معان باطلة ومعان صحيحة فانه قد يطلق الجسم ويراد به الجسد والبدن وقد يطلق الجسم ويراد به الموجود والقائم بنفسه المستغني عن غيره بعض هذه المعاني باطل وبعض هذه المعاني حق فان الله سبحانه وتعالى موجود وهو قائم نفسه مستغن عن غيره. واما الجسدية والبدنية له سبحانه وتعالى فانها باطلة فحينئذ فان هذا اللفظ الذي ينطوي على حق وباطل لا ينبغي المسارعة الى نفي او اثباته بل لا بد من النظر الى ما يريده مطلقه بما يريد من هذه المعاني فيتوقف عن امراض هذا اللفظ والاعتداد به فلا يطلق على الله عز وجل بانه جسم ولا ليس بجسم واذا ذكر لنا نظر في مقصود المتكلم منه. واكثر من ينفي ان يكون الله جسما انما اراد بذلك ان ينفي صفات الله سبحانه وتعالى عنه. فان نفاة الصفات قوموا مذهبهم بانهم يريدون تنزيه الله سبحانه وتعالى. ولذلك ينفون ان يكون الله جسما وبشعوا منهج مثبتة الصفات بنسبة مذهبهم الى التجسيم. فزعموا ان مثبتة صفاتي مجسمة يجعلون الله سبحانه وتعالى جسما ومثبتة الصفات لا يلتزمون هذه الدعوة ولا يقرون بها فانهم يقولون ان صفات الله سبحانه وتعالى لائقة بجلاله وهذا اللفظ الذي ذكرتموه فيه حق وباطل. ومن الطوائف من جعل بعض الاثبات تجسيما واخرج بعضه كما نهاه الاشاعرة فان الاشاعرة جعلوا ما اثبتوه من الصفات خارجا عن معنى التجسيم فهم يثبتون لله مثلا السمع والبصر ولكنهم يزعمون انها لا تقتضي تجسيما. ثم ينفون اليد والقدم ويزعمون انها تقتضي تجسيما. وكل هؤلاء من ضل عن الصراط المستقيم فان هذه الدعوة تحتاج الى دليل يصدقها بان تلك الصفات لا تستلزم جسمية وان سواها مما نفوه يستلزم الجسمية فان الباب واحد. والاصل ان القول في الصفات وهذا من قواعد الباب. فما يقال في صفة يقال في نظيرها. وليس لشيء من صفات الله عز وجل حكم دون بقية الصفات وقابلت هؤلاء النفاة الكرامية اتباع محمد بن كرام فانهم يثبتون لفظ الجسم لله سبحانه وتعالى. ويقولون ان الله جسم ووافقتهم ايضا طوائف من رافضة بل هشامية وغيرها الذين يقولون ان الله جسم ويبالغون في اثبات هذه الجسمية حتى شبه الله سبحانه وتعالى بخلقه تعالى الله عما يقول المبطلون علوا عظيما. نعم قال الناظم رحمه الله قالوا فهل هو في الاماكن كلها؟ قلت الاماكن لا تحيط بسيدي رحمه الله قالوا فهل هو في الاماكن كلها؟ اي هل الله عز وجل في كل مكان حال في شيء من مخلوقاته؟ كما يقوله من الجهمية الحلولية الذين يقولون ان الله بذاته حال في كل مكان تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا رحمه الله بقوله قلت الاماكن لا تحيط بسيدي. وهذا الجواب يتضمن فيه الحلول. الله سبحانه عظيم من اعظم من ان يحيط فيه شيء من مخلوقاته لان القول بالحلول يتضمن ان المخلوقات تحوي الرب سبحانه وتعالى وانها محيطة به. وقوله لا تحيط بسيدي اي سبحانه السيد بالصفات العظيمة وله العظمة والسيادة المطلقة فجواب الناظم رحمه الله يتضمن نفع الحدود وانه تعالى لا تحيط به اماكن وذكر الاماكن هناك نهاية عن المخلوقات لان القائلين يقولون ان الله في كل مكان يعني انه في الارض وفي السماء وفي باطن الارض تعالى الله عن ذلك وتقدس فان مطلق هذا القول يقتضي امورا بشعة قبيحة ولهذا رد عليهم الائمة كالامام احمد بان يتضمن ان الله في البطون وفي الحشود وفي الاماكن المستقبحة الرديئة. وكفى بها هذا دليلا عقليا على بطلان هذا المذهب الخبيث العقل والشرع هنا ينبغي ان يعلم ان تلك الحلول لا يستلزم لك العلو عند نفائته لان منهم من يقول انه تعالى لا داخل العالم ولا هذا فهنا ينبغي ان يعلم ان نفي الحلول لا يستلزم اثبات العلو عند نفاته يعني ان من ينفي الحلول لا يستلزم ان يثبت العلو. نعم. لان منهم من يقول انه تعالى لا داخل العالم لا خارجة ان من نفاة الحلول من لا يلتزم اثبات العلو بل يقول ان الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه ولا ان الله في العلا. نعم. هذا وقد اختلفت النسخ في رواية هذا البيت فمنها ما تقدم الشرح عليه من قول ناظم قلت الاماكن لا تحيط بسيدي وقع في بعض النسخ مكان هذه الجملة فاجبت بل في العلو مذهب احمد. وهذه الرواية المعنى الحق الرواية الاولى بان فيها تصريح بعلو الله على خلقه دون الرواية الاولى فهي محتملة كما سبق التنبيه عليه. ذكر الشارح حفظه الله هنا ما تضمنه هذا البيت من ابطال عقيدة اهل الحلول الذين يقولون ان الله بذاته حال في كل والاماكن المذكورة في البيت يراد بها المخلوقات فهي كناية عنها. فان القائل الا بذلك يقولون ان الله في كل مكان في الارض وفي السماء وفي باطن الارض. وهذا قول بشع قبيح ذكر المصنف عن الامام احمد رحمه الله تعالى فيما ذكره في الرد على الزنادقة والجهمية. وقوله لا تحيط بين السالف ان معناه اي بربي. لانه سبحانه السيد ذو الصفات العظيمة وله العظمة والسيادة اطلاقا ويصدق هذا حديث مطرف رضي الله عنه الذي رواه ابو داوود وغيره بسند صحيح وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال السيد الله وسيادته سبحانه وتعالى في كماله وعظمة في صفاته فله سبحانه وتعالى السيادة المطلقة. والعظمة التامة. نعم الناظم رحمه الله قالوا اتزعم ان على العرش استوى؟ قلت الصواب كذاك اخبر سيدي. قوله رحمه الله قال وتزعم ان على العرش استوى يعني اذا كنت تقول ان الله تعالى لا تحيط به الامكنة فكيف تزعم انه تعالى على العرش استوى يعني هل تزعم ان الله فوق المخلوقات اذا اجاب رحمه الله بقوله قلت الصواب كذاك اي ان الصواب ما ذكر وانه سبحانه مستو على عرشه سوى ان يليق بجلاله وكماله. فقوله كذلك اخبر سيدي اي كذاك اخبر ربي عز وجل انه مستو على العرش. وقد اخبر الله سبحانه انه استوى على العرش في سبعة مواضع من القرآن في سورة الاعراف ويونس وطه والفرقان والسجدة والحديد. في ستة مواضع يقول سبحانه وتعالى مخبرا عن خلق السماوات والارض ثم استوى على العرش. وفي سورة طه قال سبحانه وتعالى الرحمن قال الناظم رحمه الله قالوا فما معنى استواه ابلنا؟ فاجبتهم هذا سؤال المعتدي قولهم قالوا فما لنا سواه وما معنى ان الله استوى على العرش ابا لنا اي وضح لنا وبين وقوله فاجبتهم هذا سؤال المعتدين في هذا الجواب يتضمن وفض الجواب وهو السؤال. مضمونه ان باب الاستواء غير معلوم. فقوله هذا سؤال معتدي. اي هذا سؤال ان السؤال عن كيفية الاستواء لا يجوز. واذا قال الامام ما لك في رده على من قال الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ قال قالوا عنه اذا وما السؤال عن معنى الاستواء فلا حرج فيه وليس هو من الاعتداء بالسؤال واذا قال الامام مالك رحمه الله في جوابه السابق التواء معلوم يعني ان الاستواء معلوم معناه لانه لفظ معروف معناه للغة العربية والقرآن نزل بلسان نوابي والله خاطئ عباده الذي يعرفونه كما قال عز وجل نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين. ان سألنا عربي مبين وهذا البيت يمكن ان يؤخذ منه ان الناظم رحمه الله يذهب في اثبات الاستواء والقول بالتفويض فهو يثبت الاستواء ولكنه لا يثبت له مانا معلوما تبرزت على السؤال وهذا مذهب اهل التفويض لانهم يقولون ان نصوص الصفات ليس لها معنى مفهوم بل يجب اجراؤها على ظاهرها الفاظا من غير فهم لها والناظم رحمه الله في البيت سابقيا في الحلول وفي هذا البيت يثبت الاستواء ولكن المسلم انه يمتنع من تسع تسجيل الاستواء ويقدح في السؤال عن معناه فهو اذا يثبت لفظ النص ويقول نعم ان الله سبحانه مستوي على العرش ولكن من غير تفسير لذلك لانه قال لمن سأله عن معاني استواء الله فاجبتهم هذا سؤال معتدي ويظهر من هذا انه يبذل السواء لا يبصروا لشيء هذا هو المحصن جوابه فكأنه يقول نعم الواجب ان نقول ان الله مستغني على العرش كما اخبر سبحانه وتعالى ولا لا ندري ما معنى السواة ولا يجوز ان نسأل عما استوى. وهذا غلط فانه بهذا لا يكون مثبتا للاستواء على حقيقته. فهو اثبت النص القرآني واذا منه لا هو من لم يفهم المعنى فانه لا يمكن له ان يثبت حقيقة ذلك اللفظ. فهو لم يثبت لله معنى مفهوما يصف الله به من يقول الله جعل استوى على العرش كما اخبر ولا ندري ما معناه وهذا خلاف المأثور عن السلف وقد جاء تفسير الاستواء بالفاظ معروفة علا وارتفع واستقر وصعدا قال الامام مالك كما تقدم الاستواء معلوم فلو ان هذا السائل قال للامام مالك ما معي الاستواء امكن ان يقولا على وارتفع ولكن السائل كان معتديا في سؤاله فقال كيف استوى؟ فجعل بهذا الجواب المحكم السديد. قال الاستواء معلوم والقيم الايمان به يواعدنا السؤال عن الهداة ولا اراك الا رجل سوء فامر به فاخرج فاستعظم رحمه الله هذا السؤال المنكر لانه سؤال عما لا سبيل الى العلم به. قال الناظر رحمه. رحمه الله تعالى هذا سؤال المعتدي اي هذا سؤال المتعدي في سؤاله والمتعدي في سؤاله هو المجاوز للحد المأذون به. فان هو مجاوزة الحد المأذون به. كما قال تعالى تلك حدود الله فلا تعتدوها اي فلا تتجاوزوها وصير الناظم رحمه الله تعالى السؤال عن معنى الاستواء اعتداء وهذه هي طريقة المفوضة الذين يزعمون اثبات الصفات باثبات دون تعويل على ما يتعلق بمعانيها. وهذا المذهب هو من شر المذاهب كما ذكر ابن عباس ابن تيمية الحفيد في اخر الحموية لان مقتضاه ان يكون الله خاطبنا بما لا ناقل معناه. وهذا محال فان الله سبحانه وتعالى قال نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين اي بكلام عربي بين ولا يراد في بيانه وضوح الفاظه فقط بل ان البيان يشمل وضوح الفاظه ومعانيه فمعاني الصفات هي التي تعرفها العرب في لسانها. فما نحى اليه مخالف لطريقة اهل السنة والجماعة. وانما يكون الاعتداء في ذلك اذا كان السؤال عن الكيف فان الكيف هو الذي ينكر السؤال عنه. اما المعاني فانها تعرف من لسان لان الكيف يخفى عنا. فلا سبيل الى معرفته. فيمتنع حينئذ عن الجواب فيه ويغلظ على سائله. وانما امتنع الجواب عن الكيف لجهلنا به. فاننا نعلم ان لله سبحانه وتعالى صفات فنثبت وجودها. لكن عمي عنا معرفة حقائق تلك الصفات فلا نتطاول بالكلام في ما خفي علينا فكما خفيت علينا حقيقة الذات فاثبتنا وجودها فكذلك نجعل القول في الصفات فيثبتها اثبات وجود دون علمنا بكيفياتها وهذا معنى قول الخطاب والخطيب والاصبهاني في اخرين الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات اي كما ايمتنع القول بالكيف في الذات يمتنع القول بالكيف في الصفات ويكون اثبات هذا وذاك هو اثبات وجود كما اشرت الى ذلك بقول عقيدة السني في الصفات فرع الذي يقوله في الذات فيثبت الوجود دون علمي بكيفها اذ ذاك سر عمي. ومن يقل معاندا كيف مستوى الهنا فقل له كيف هو. ومعنى امتناعنا عن الكيف لا يراد به نفي ان يكون للصفات كيفيات وانما المراد نفي علمنا بتلك الكيفيات. والعبد في باب الصفات مأمور باثبات المعاني ومنهي عن التطاول في القول بالكيفيات. فمثلا صفة اذا قد بثبتها السلف رحمهم الله تعالى اخذا بما جاء في الدلائل القرآنية والنبوية. وفسروا معناها بما تعرفه العرب في لسانها من الفاظها المعروفة على وارتفع واستقر وصعد. فان العربة تفسرها بهذه الاربعة كما بسطه ابن القيم في الصواعق المرسلة. واما الكيف فاننا لا نجيب عنه ولا نتكلم فيه وما احسن جواب مالك رحمه الله تعالى لما سئل فقيل له كيف استوى فهو سئل عن الكيفية ولم يسأل عن معنى الاستواء. فلما سئل عن الكيفية قال الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة ولا اراك الا رجل سوء ثم امر به فاخرج. فاستعظم رحمه الله هذا سؤال المنكر لانه تكلف وسؤال عما لا سبيل الى العلم به. وهذا الجواب لم ينفرد به ما لك رحمه الله تعالى فليست درة مالكية اختص بها بل هي عقيدة اهل السنة والجماعة في الاستواء وغيره وقد روي هذا المعنى عن ام سلمة رضي الله عنها عند الملكاء وغيره واسناده ضعيف. وصح عن شيخ ما لك ربيعة بن عبدالرحمن معروفة بربيعة الرأي فانه اجاب بمثل هذا الجواب. وكما سلف فان ذلك لا يختص بالاستواء. بل القول في سائر الصفات كالقول في هذا الباب. كما روى الخطيب البغدادي في ترجمة محمد ابن ابن حسن ابي جعفر الترمذي انه سئل عن النزول. فقال النزول معقول والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وهذا حذو كلام الامام مالك رحمه الله تعالى لكن كلام مالك في الاستواء كلام ابي جعفر الترمذي في النزول وهذا يدلك على ان مخرج العلم واحد وهو دلالة الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة والتابعون رحمهم الله تعالى. نعم. قال الناظم رحمه الله قالوا النزول فقلت لنا قوم هم نقلوا شريعة احمد. المراد بالنزول هو النزول الالهي الذي جاءت به النصوص. وتواترت الروايات وهو نزول الرب عز وجل الى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر فقوله قالوا لجوء اي ما تقول كنزول الرب عز وجل هل تثبته او تتأوله؟ كما يقول المعطلة تنزل رحمته او ينزل ملك من الملائكة او نحو ذلك. فجاء بقوله تناقله لنا قوم هم ونقلوا شريعة احمد مضمون هذا الجواب ان خبر النزول الهي الى السماء الدنيا نقله لنا الرواة الرواة الثقات الذين نقلوا لنا الشريعة فهم الذين نقلوا لنا الصلاة والزكاة والصيام والحج واحكامها فكيف يرد حديثا ونقول منهم احاديث؟ لا شك ان هذا تناقض فلابد حينئذ من قبول ما هو من الاخبار في النزول الالهي. وهذا الجواب ايضا مضمونه ان نزولا الالهية حق وصدق لثقة النقلة وكثرتهن فقد نقل حديث النزول جمع من اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم. فقد ذكر بعض العلماء انه نقله ثلاثون من الصحابة الكرام فخبر النزول الالهي متواتر لا مدفع له. فاهل السنة والجماعة يثبتون النزول حقيقة ويقولون ان الله عز وجل ينزل كيف شاء اذا شاء فليس المراد عندهم من قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا تنزل رحمته او ملائكته او امره او نحو ذلك مما المبتدعة بل هذا تحريف للكلم عن مواضعه اذ كيف يصح ان يقال هذا مع قوله صلى الله عليه وسلم اذا نزل من يدعوني استجيبوا يا اهل من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له. فالملك لا يجوز له ان يقول من يدعوني ويسألني من يستغفرني الرحمة ليست شيئا قائما بنفسه حتى تتكلم فهذا نص قاطع بان الذي ينزل هو الله عز وجل وانه هو الذي يقول اذا نزل من يدعو ويسألني من يستغفرني فالنعظيم اجاب عن السؤال دعاء يتضمن انه ممن يثبت النزول ويقر به والنزول صفة فعلية بلا شك لان يتعلق بمشيئة الله سبحانه فنقول انه سبحانه وتعالى ينزل اذا شاء وليس النزول عبارة عن شيء او عن مال قائم من رب لم يزل ولا يزال بل هو فعل يقوم به سبحانه اذا شاء كيف شاء. فالذين ينفون سميع الصفات ينفون صلة النزول كغيرها. وهناك من ينفي الصفات الفعلية الاختيارية ومنها النزول كالاشاعرة فان المشهور من مذهبهم هو نفي الصيغة الاختيارية كالنزول والاستواء والغضب والرضا وهذا يجعلهم يتأولون صفة من بنزول الملك او نزول الرحمة او ما اشبه ذلك. واما اهل السنة فيثبتون له الصفات الفعلية الاختيارية. ومعنى انها اختيارية انها متعلقة بمشيئته سبحانه فهذا هو ضابط الصفات الفعلية الاختيارية. قال الناظم رحمه الله قالوا فكيف نزول فاجبتهم لم ينقذ التكييف لي في مسندي. هذا سؤال متعلق بالمسألة السابقة وهي مسألة النزول. فقال رحمه الله قالوا فكيف نزوله يعني اذا كنت تثبت النزوع لله عز وجل بين لنا كيف ينزل. فاجابهم بقوله فاجبتم من قرد التكييف في مسنده اي ان كيفية لجوء الرب عز وجل لم تنقل لنا في خبر المستمع عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومع دام الامر كذلك فيجب علينا ان فنحن نؤمن باجوره سبحانه ولكننا لا نعلم كيفية نزوله اذ لم ينقل لنا ذلك في خبر من الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله في مسنده اي في حديث مسند عن النبي صلى الله عليه وسلم والحديث المسند في اصطلاح اهل الحديث هو الخبر المنقول بسند متصل الى النبي صلى الله عليه وسلم فلابد فيه من اتصال الصمد وان يكون مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم وهذان البيتان في اثبات نسبة النزول ونفي التكييف هما من اوضح ما جاء في هذه القصيدة. ففي البيت الاول اثبت رحمه الله النزول الهي الذين قالت الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. وفي البيت وهذا هو الواجب في هذه الصفة وفي كل صفات اثبات مع نفي التمثيل ونفي العيوب الكيفية وهو المراد بقول اهل السنة بلا تكليف وفرق بين نفي الكيدية العلم فلصفات الله كيفية لا يعلمها غيره سبحانه كما قال الامام مالك وغيره. والكليف مجهول فلم ينفي الكيفية بالمثل علم بها فنزول الله عز وجل له كيفية لكننا لا نعلمها واستوائه سبحانه ولكننا لا نعلمها ولهذا قال الامام مالك في روابه المسدد الاستواء معلوم كيف ومجهول الاستواء له معنى معروف في اللغة العربية والله خاطب عباده بلسان عظيم فنحن نثبته بمعناه المعروف عند عند العرب. ولكن كيفية استوائه سبحانه مجهولة لنا. وهكذا نقول في نزوله سبحانه فاذا قال القائل كيف النزول؟ قلنا له النزول معلوم اي ان له معنى معقولا. فالنزول فيه معنى الدنو والاقتراب والله تعالى هو هو وهو فوق سماواته على عرشه يقوم من خلقه اذا شاء كيف شاء ولا يصح ان نطلق للعقول الاعيان في التفكير في كيفية نزول الله عز وجل بل لا يجوز ان نفكر في كيفية النزول وايضا لا يجوز ان نفكر في ذات الله سبحانه. وهنا اصل ذكره اهل العلم ومنه شيخ الاسلام ابن تيمية وهو ان القول في الصفات كقول في الذاتي ومن هذا الاصل نقول فكما انه لا يعلم كيف هو الا هو سبحانه فكذلك لا يعلم نزوله الا هو سبحانه. فالعلم بكيفية الصفة فرعون عن العلم بالكيفية بكيفية الموصوف. فمن قال لنا كيف ينزل الرب عز الرب عز قلنا له كيفه واذا قال لا يعلم كيف هو الا هو قلنا له كذلك لا يعلم كيف نزوله الا هو. ذكر الشارح حفظه الله ما تضمنه بيتان من هذه القصيدة هم من اجل ما فيها يتعلقان بصفة نزول الله سبحانه وتعالى فان قوله في الاول قالوا النزول يراد به النزول الالهي. فان النزول اذا اطلق في ابواب العقائد اريدت به الصفة الالهية لله عز وجل. وهو نزول الرب عز وجل الى سماء الدنيا ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر. ونزول الله سبحانه وتعالى الى السماء الدنيا لا ينحصر في نزوله في كل ليلة فان الله ينزل يوم عرفة. ولكن الشيخ ذكر هذه الصفة مقرونة باشهر ما يتعلق بها ونزول الله كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر هو اكثر ما في الاحاديث النبوية. وقد ذكر الشارح ان مضمون هذا الجواب ان الناظم يثبت نزول الله سبحانه وتعالى تمسكا بصحة الاخبار الواردة في ذلك وان الذي اخبر بنزول الرب سبحانه وتعالى هم الذين نقلوا الينا شريعة احمد واحمد من اسماء النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا محمد واحمد فاسمه صلى الله عليه وسلم احمد. واضافة الشريعة اليه صلى الله عليه وسلم على ارادة كونه مبلغا لها فان النبي صلى الله عليه وسلم مبلغ للشريعة الالهية وليس واضعا للشرع. فان وضع الشرع اختص بالله سبحانه وتعالى ولم يأت في دلائل القرآن والسنة ما يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم يشرع وانما يبلغ صلى الله عليه وسلم كما تظاهرت بذلك ايات كثيرة. وترك هذا في دلائل الوحيين اي عدم اضافة التشريع الى النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي جرى به لسان المخاطبة في السلف فلم يأتي لاحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انه قال شرع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانما اخبروا في اخبار تدل على انه يبلغ كقول ابن عمر فرض لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح فهذا واشباهه يراد به انه صلى الله عليه وسلم مبلغ. واشرت الى ذلك بقول الشرع حق الله رسوله بالنص اثبت لا بقول فلان. وما رأيت الله حين اشاده ما جاء في الايات ذكر الثاني. او ما رأيت الله حين اشاده يعني لما ذكره ما جاء في الايات ذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم شرع وانما فيه ضابط الشرع الى الله عز وجل. وجميع صحب محمد لم يخبروا شرع رسول وشاهدي برهاني. فحينئذ تكون الاضافة هنا اليه على ارادة انه هو المبلغ للشريعة الالهية وهذا الجواب كما ذكر الشارح مضمونه ان النزول الالهي حق وصدق لثقة النقلة وكثرته فقد نقل حديث النزول جمع كثير من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وافرد الدارقبي كتابا سماه كتابا نزول ذكر فيه الاحاديث الدالة على ذلك. فاهل السنة والجماعة يثبتون نزول الله حقيقة ويقولون ان نزول الله بمشيئته واختياره فينزل كيف شاء اذا شاء. ولم يعمدوا الى تأويله بان يقولوا انه تنزل رحمته وملائكته او امره لان ذلك تحريف للكلم عن مواضعه مخالف لدلالة النصوص. وقابلتهم طوائف نزول الله سبحانه وتعالى وهم نفاة الصفات الفعلية الاختيارية ومن ورائهم من نفاة الصفات مطلقا. فالاشاعرة والمعتزلة والجهمية كلهم ممن ينفي صفة النزول اما تبعا لاصله في نفي الصفات كالمعتزلة والجهمية واما تبعا لاصله في نفي الصفات الاختيارية كما هو مذهب الاشاعرة. ثم اورد السارح ما يتعلق ببيان البيت المتعلق بالنزول ومظمنه ان الامتناع عن تكييف النزول هو تبع للتسليم بما جاء في فانه لم يأتي في النصوص بيان كيفية ذلك النزول. ولذلك قال النوم لم يوقد التكييف لي في مسندي. وذكر ان المسند باصطلاح اهل الحديث هو الخبر المنقول بسند متصل الى النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ما حضره ابن هاجر رحمه الله تعالى في نخبة الفكر وفي الافصاح فان المسند هو مرفوع صحابي بسند ظاهره والاتصال وقوله بسند ظاهره الاتصال يفارق قول الشارح هنا بسند متصل لان قول الشارح بسند المتصل لا يدخل فيه الا المتصل الظاهر المجزوم به. واما كلام ابن حجر رحمه الله تعالى فيندرج فيه المتصل المجزوم به وما صورته الاتصال؟ وان كان منقطعا على الحقيقة. ثم ذكر وما تقدم تقريره من ان نفي الكيفية لا يعني نفي وجودها. لكن المقصود نفي العلم بها فنحن لا نعلم كيفية صفات الله سبحانه وتعالى وهذا مبني كما سلف على قاعدة ان القول في الصفات كقول في الدات وهي قاعدة قديمة كما سبق جماعة من العلماء قبل ابن تيمية كالخطاب والخطيب وقوام السنة الاصبهاني صاحب كتاب الحجة. نعم قال الناظم رحمه الله قالوا فينظر بالعيون ابلنا فاجبت رؤيته لمن هو مهتدي قوله قالوا فينظر بالعيون يعني افينظر الله سبحانه بالعيون وعلى هذا تقدير حذف همزة الاستفهام وهو كثير في لغة والمعنى هل ينظر الله سبحانه وتعالى بالابصار نظرا حقيقيا؟ وقوله اذلنا يعني ايها الشيخ الصواب في هذه المسألة ان الناس اختلفوا في رؤية العباد لربهم يوم القيامة وقوله فاجبت رؤيته هذا مصدر مضاف الى المفعول اي رؤية العباد لربهم. وقوله لمن هو مهتدي اي انه رؤيته سبحانه وتعالى حاصلة وواقعة يوم القيامة لكل من هو مهتدي. فمن اسم موصول من صيام العموم فتشمل كل مهتد بهدى الله. من الاولين والاخرين ايها النبي من الله والسائرون على صراط الله يرون ربهم سبحانه وتعالى يوم القيامة. رؤية بصرية حقيقية. وهذا الجواب ينبع بجواب لكنه مجل كما سيأتي. والادلة على اثبات الرؤية معلومة من الكتاب والسنة. اما الكتاب في قوله تعالى وجوه يومئذ الناظرة الى ربها ناظرة. فقوله سبحانه وجوه يومئذ ناضرة. اي بهية مشرقة نظرة الى ربها يعني تنظر الى ربها وهذا هو الصواب في تفسير الاية. وهذه الاية اصح اية استدل بها اهل السنة على اثبات الرؤية على ذلك ايضا قوله تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. فبهذه الاية توعد الله الكفار بانهم محجوبون عن ربهم لا يرونه فذل ذلك على ان المسلمين على خلاف ذلك وانهم يرونه سبحانه وتعالى وهو راض عنهم قال سبحانه بعد هذه الاية ان الابرار لفي نعيم على الارائك ينظرون. قيل ينظرون الى ربهم الى ربهم داخل في هذه الاية على كل تقدير. سواء قيل ان لا يتخاصمون بهذا النور او شاملة لكل ما ينظرون اليه. فقوله تعالى ان الابرار لفي نعيم على الاوائق ينظرون. تعرف في وجوههم نظرة النائم. هذه الاية التي تضمن الذكر نظارة وجوه وغيرهم بابصارهم الى ربهم فاشبهت هذه الاية قوله تعالى وجوههم يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة من الايات الدالة فيها على اثبات الرؤية قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة فقوله تعالى لهم ما يشاؤون فيها والذين مزيدا قد فسر النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم والتابعون الزيادة والمزيد في هاتين الايتين بالنظر الى وجهه الكريم وتعالى واما السنة فلا ذلة الدالة على ذلك كثيرة شهيرة ولهذا قيل ان السنة متواترة على رؤية المؤمنين لربهم ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث جرير ابن عبدالله رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم اذ اذ نظر الى القمر ليلة البدر فقال انكم سترون ربكم كما ترون هذا القبر اصوامون في رؤيته. وفي الصحيحين ايضا من حديث ابي ابي هريرة رضي الله عنه قال قال اناس يا رسول الله هل نوى ربنا يوم القيامة؟ فقال صلى الله عليه وسلم تضار ولذي يشفي الشمس ليس دونها سحاب. قالوا لا يا رسول الله قال هل تضارون في القبر ليلة البدر ليس دونه سحابا؟ قالوا يا رسول الله قال فانكم ترونه يوم القيامة كذلك فقوله صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم هم كما ترون القمر وليلة البدر وكما ترون الشمس صحوها. ليس دونهما سحاب. في هذا تشبيه للرؤية والرؤية لا تشبيه المرء بالمرء فالمشبه هو رؤية المؤمنين الى ربهم والمشبه به هو رؤية ومن الشمس والقمر. وذلك انهم يرونه سبحانه وتعالى بابصارهم من غير احاطة ويرونه رؤية دلية لا قضاء فيها ويونا وعظا في ذيات العلو. فعدا هو وجه الشبهية المشبه والمشبه به. فوجه الشبه بين رؤية المؤمنين مولى من رؤيته من الشمس والقمر انما هو من هذه الوجوه من كونها رؤية بصرية واضحة ومن غير احاطة وفي جهة العلوم فاهل السنة والجماعة امورنا بان الله سبحانه وتعالى يرى بالابصار حقيقة. وان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانا بابصارهم. وخالف في ذلك الجهمية والمعتدلة فقالوا انه تعالى لا يبلغ صاره وحره كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. وفسروا الايات والاحاديث بخلاف ما تدلوا عليه واستدلوا يا مذهبهم الباطل بقوله تعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وقوله سبحانه وداع موسى عليه السلام لما قال له ربي ارني انظر اليك قال لن تراني وقد بين اهل العلم بطلان هذا الاستدلال وبين وان هاتين الايتين حجة عليهم لا لهم. لان قوله تعالى لا تدركه الابصار. هو نفي من الادراك الذي هو الاحاطة فهو لا تحيط به الابصار فليس في هذا نفع للرؤية مطلقا بل هو نفع للرؤية التي يكون معها الاحاطة ولو كان سبحانه وتعالى الادراج فلا يصح ان يقال حينئذ لا تدركه الابصار فليقال لا تراه الابصار فلما نفى ادراك الابصار له سبحانه دل على ان يرى لكن من غير احاطة فالابصار لا تجير به سبحانه لكمال عظمته عز وجل. وهكذا قوله تعالى لن تراني فقد يصلون بهذه الايات هذه الرؤية بناء على ان لن تدل على التبييض. يعني لن تراني ابدا. وقد رد المحققون من اهل اللغة القول بان لن تهيب كما قال ابن مالك في الكافية. ومن يرى النفي بلا مؤبدا فقوله اردد وخلافه مرددا. فالصحيح ان لم تكونوا صحيح ان لم تكون للتأبيد ولغير التأبيد وما يدل على ذلك قوله سبحانه وتعالى في اليهود ولن يتمنوه يعني الموت ابدا بما قدمت ايديهم فاجتمع في هذه الاية اما ذكر التأبيد وقد اخبر سبحانه وتعالى ان اهل النار يتمنون الموت. كما قال سبحانه ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال انكم ماقزون. فعلم ان النفي في اية البقرة وهو وهو نفي تمنيهم الموت انما هو هو في الدنيا بغير تمنيهما الموت في الاخرة بعد دخولهم النار كما في اية الزخف. وايضا فانه تعالى لو كان لا يرى ابدا لم يقل لموسى عليه السلام لن تراني ولا قال له اني لا ارى ففرق بين اللفظين فان قوله وانه تعالى يوعى ولكن موسى لن يراه الوقت الذي طلب فيه الرؤية وقد اطال مولانا في رد الاستدلال بهذه الاية على مثل الرؤية وفصلوا القول في ابطاء ذلك من وجوه كثيرة مأخوذة من نفسها ومن هؤلاء العلماء رحمهم الله في كتابه الارواح فقد نص قوله في هذه المسألة وهذا وقال الاستدلال بهذه الاية سبعة اوجه ومن اقوال اهل البدع المنحرف هذه مسألة الرؤية او العشائر انهم يقولون انه تعالى يرى لكن لا في جهة يعني لا يرى من فوق ولا عنيمهن ولا عن شمال ولا من اسفل. وهذا داج على طريقتهم في التلفيق في بعض الصفات. كما صنعوا في اثبات الصفات وذلك مثل قولهم في صفة الكلام فانهم اثبتوا الكلام النفسي ونهوا الكلام المسموع هكذا قولهم في الرؤية ملفق اهل السنة ومن مذهب المعتزلة والحقيقة قولهم بالرؤية اولياء الرؤية. فان الرؤية في غير جهة غير معقولة لانه لابد ان يكون المرء في جهة من الراعي ولذا اهل السنة والجماعة يقولون ان الله تعالى يرى في العلو ومن شاء قول انه من انه تعالى يرى في جهة هو انهم ينفون صلة العلو لله عز وجل. فهم ينفون علو الله عز وجل على خلقه فالله عنده وفي كل مكان ولا يوصف بانه فوق المخلوقات بمعنى انه فوق امنياته. لكن اذا قالوا ان الله لان الله فوق المخلوقات فيعنون بذلك الفوقية وهي فوقية القدر فمذهب اهل السنة والجماعة حق خالص هو ذوي الجهمية والمعتزلة باطل ليس فيه من الحق شيء ومذهب الاشاعرة الحق نباطل فقولهم انه يرى بالابصار حق وقولهم لا ذي جهة باطل. فالمهم ان الناضل رحمه الله اجاب في هذا الجواب رؤيته لمن هو ومهتدي وهذا الجواب جواب مجمل لا تفصيل فيه. فلا يمكن من خلاله تحريم المذهب الناظم. هل هو من العمل باهل السنة من انه تعالى الابصار وان المؤمنين يرون ربهم من فوقهم او انه جار على طريقة الاشاعرة من انه تعالى يرى لكن في غير جهة فالجزم بهذا اولى يحتاج الى الرجوع الى ما يريد من كلامه في هذه المسألة لغير هذا الموضع. ومن المسائل المتعلقة بالرؤية ان المؤمنين يتهاوتون في رؤيتهم لربهم عز عز وجل فليسوا همة على درجة واحدة بذلك وقد جاءنا يدل على هذا وهذا هو موجب حكمة الرب وفضله اي اولياءه فلا يساوي من يكون في ادنى درجات الغنة من هو في اعلى درجاتها بالانبياء والصديقين والكمل من اتباع الرسل بل بينهم تفاضل وفي ذلك فكما انهم متناولون الدرجات فكذلك هم متفاضلون في نظرهم الى ربهم عز وجل. وقد جاء ما يدل على ان اهل الجنة لهم موعد في الاخرة يرون فيه ربهم وهو يقابل يوم الجمعة للدنيا وان ذلك اليوم يسمى يوم المزيد واما اهل الدرجات العلياء الانبياء والصديقون وقد جاء الصحيحين من حديث موسى العثني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال جنتان من فضلة انيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب انيتهما وما فيه وما بين القوم غير ان ينظروا الى ربهم الا رجال كبرياء الا وجهه في جنة عدن ومن المسائل اعظم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يا رب عز وجل ليلة المعراج والخلاف في هذه المسألة مشهور بين اهل السنة والصالح فيها المسألة انه صلى الله عليه وسلم لم ير ربه بعيني رأسه افاض المصنف حفظه الله في تقرير ما يتعلق بمسألة من مسائل الاعتقاد وهي مسألة رؤية رب العالمين. وهذه المسألة وهي مسألة الرؤية. ليست من صفات الله سبحانه وتعالى وانما هي من الافعال المتعلقة بالمخلوقين. اما صفة الله عز وجل التي تعلق بها هذا الفعل فهي ابد التجلي كما وقع التصريح به في صحيح مسلم فيتجلى له اي فيرون الرب سبحانه وتعالى وجماع ما يرجع اليه اعتقاد اهل السنة في مسألة رؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتعالى انه يقوم على عدة اصول احدها ان الله سبحانه وتعالى لا يرى في الدنيا وانما تكون رؤيته سبحانه وتعالى في الآخرة. وثانيها ان رؤيته تكون في الاخرة تقع بالابصار حقيقة. وثالثها ان تلك رؤية لا تقتضي احاطة به عز وجل. ورابعها ان تلك الرؤية تكون الى جهة العلو. وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الادلة على اثبات الرؤية معلومة من الكتاب والسنة اورد ايات من الكتاب الكريم. فكان مما ذكره قول الله تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ محجوبون ففي هذه الاية توعد الله الكفار بانهم محجوبون عن ربهم لا يرونه. وهذا الحجم المذكور في الاية للكفار يراد به حجم رؤية التنعيم. واما رؤية الامتحان والتعريف فانها تقع لهم. كما قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه. فان الضمير يصح ان يكون عوده الى الاسم الاحسن المذكور قبل وهو ربك واللقاء لا يكون الا مع رؤية. كما ذكر هذا المعنى ابو نصر السجزي في رسالته وابن القيم رحمه الله تعالى ودل على وقوع الرؤية لهم احاديث العرض فان الله سبحانه وتعالى كما ثبت في الصحيح يتجلى للخلق ثم يقول ليتبع كل من كان يعبد غير الله فيتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت الحديث حتى يبقى بعد ذلك المؤمنون ومعهم المنافقون فيبتلون بالسجود الى اخر الحديث ففيه ان رؤية الله تقع في عرصات يوم القيامة لكل الخلق الا ان هذه رؤية امتحان وتعريف. واما المذكورة في سورة المطففين فهي رؤية الانعام والتشريف. فهي التي تمتنع عن الكفار ويحجبون عنها. وهذا اصح اقوال اهل السنة الثلاثة في رؤية الكفار لربهم. وان يرونه رؤية امتحان وتعريف لا انعام وتشريف. ثم ذكر ان في السنة ادلة كثيرة تدل على اثبات الرؤية وان الاحاديث في ذلك متواترة وذكر جملة من هذه الاحاديث. ثم بين ان اهل السنة والجماعة يؤمنون بان الله تعالى يرى بالابصار حقيقة وان المؤمنون يرون ربهم يوم القيامة بابصارهم ووقع التصريح بذلك في حديث جرير ابن عبدالله عند البخاري. وفيه انكم سترون ربكم عيانا وهذه اللفظة قد ذهب بعضهم الى تضعيفها متوهما انفراد ابي شهاب الحناط بها وهو راويها عند البخاري والصحيح انه لم ينفرد بها بل تبعه زيد ابن ابي موسى عند الطبراني في كتاب السنة. ثم ذكر ان هذه المسألة خالف فيها الجهمية والمعتزلة كما خالفت فيها الاشاعرة لكن ثمة فرق بين خلاف هذه الطوائف فان الجهمية والمعتزلة قالوا ان الله لا يرى بالابصار. وحرفوا كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم واستدلوا على مذاهبهم بايات شبه لهم انها تدل على ذلك منها قول الله سبحانه وتعالى لا تدركه الابصار وزعموا ان معناها لا تراه الابصار. وهذا باطل لان الادراك هو الاحاطة. كما قال اصحاب موسى لمدركون لما جرى خلفهم فرعون وجنوده. فقالوا انا لمدركون اي انا لمحاط بنا مع ان الرؤية واقعة قبل فان الله عز وجل قال فلما تراءى الجمعان يعني جمع فرعون وجمع بني اسرائيل فهذا يدل على ان قوله انا لمدركون اي انا لمحاط بنا. فيكون ما نفته الاية في قوله تعالى لا تدركه الابصار اي لا تحيط به الابصار. واما قوله تعالى لن تراني فقد زعم المستدلون بها ان لن تدل على التأبيد اي لن تراني ابدا. وهذا المذهب من كوني لن للتأبيد مطلقا رده محقق اهل اللغة كما قال ابن مالك في الكافية الشافية. وهي اصل الخلاصة. فان الخلاصة مأخوذة منها مختصرة على وجه الايجاز وفي الكافية زوائد معاني منها هذا وهي في ثلاثة الاف بيت فانه قال فيها ومن يرى النفي وابدا فقوله اردد وخلافه اعددا. فالصحيح ان لن تكون للتأبيد ولغير التأبيد. كما وقع ذلك لليهود الذين قيل لهم في ذكر الموت ولن يتمنوه ثم وقع منهم انهم تمنوا الموت مع من تمناه من اهل النار. كما ان لما طلب الرؤيا قال الله له لن تراني ولم يقل الله سبحانه وتعالى له اني لا ارى ولو كان الله لا يرى قال اني لا ارى وفرق بين اللفظين. واما الاشاعرة فزعموا ان الله تعالى يرى لكن الى غير جهة. فلا من فوق ولا عن يمين ولا عن شمال ولا من اسفل. وهذا المذهب مذهب المشتبه. مشتمل على النفي اثبات فكأنه يقول ان الله يرى ولا يرى. لان نفي الجهة يستلزم ان المرء لا وجود له فاذا قلت ثم قلت الى غير جهة فمعناه انه غير موجود فحينئذ كيف تكون الرؤيا معقولة وهذا الذي ذهبوا اليه مبني على اصلهم في نفي العلو. فانهم لما نفوا العلو طردوا ذلك في رؤية الله عز وجل فقالوا ان الله يرى لكن الى غي جهة. واما اهل السنة فيقولون ان الله يرى الى جهة العلو. ثم ذكر والشارع من المسائل المتعلقة بالرؤيا ان المؤمنين يتفاوتون في رؤيتهم لربهم وان قوة رؤيتهم لربهم بحسب درجاتهم الجنة المقدرة وفق اعمالهم التي عملوها. ثم ذكر من المسائل ايضا رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه ليلة المعراج وخلافه في هذه المسألة مشهور بين اهل السنة. والصحيح فيها انه صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه عيني رأسه. والدليل المفصح عن ذلك ما ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال واعلموا ان احدا منكم لن يرى ربه حتى يموت. والنبي صلى الله عليه وسلم يدخل في الخطاب لانه قال ان احد منكم لن يرى ربه وهو صلى الله عليه وسلم من جملة ما يدخل في قوله منكم. ما الدليل الدليل حديث ابي هريرة في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لن يدخل الجنة احد منكم بعمل قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ايتها مدنا الله برحمة منه وفضل. فانهم قالوا ولا انت يا رسول الله لدخوله عنده في قوله لن يدخل احد منكم الجنة. فكذلك في هذا المحل يكون النبي الله عليه وسلم مندرجا فلن يرى النبي صلى الله عليه وسلم ربه الا بعد موته صلى الله عليه وسلم ثم مصيره الى ربه في الاخرة. نعم. قال الناظم رحمه الله قالوا فهل لله علم قلت ما من عالم الا بعلم مرتدي قوله قالوا فهل لله علم يعني هل يوصف الله عز وجل بالعلم؟ فيقال عند الله كما يقال حياته وسمعه وبصره فاجاب الناظم رحمه الله بقوله قلت ما من عالم الا بعلم مرتدي يعني كل من قيل عنه انه عالم فلا ان يكون العلم صفة له خلافا للمعتزلة الذين يقولون اليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر. وهذا بناء على اصل الفاسد في اثبات الاسماء ونفع الصفات فلما كان اصل مذهبيون في صفات الباري سبحانه وتعالى واثبات الاسماء اثبت الاسماء اوله ما يدل عليه من المعالي. ففي هذا البيت رد المذهب المعتزلة تحقيق للمذهب الحق في ان اسمائه تعالى متضمنة لزبل الصيام فكل اسم متضمن لسنة فكل اسم من اسماء الله عز وجل يدل على ايات الله وعلى صلته بالمطابقة وعلى احدهما وعلى ما يستلزمه هذا الوصف بطريق النجوم فاسمه العين يدل على ذات الله وعلى صلة العلم بالمطابقة وعلى احدهما صلة الحياة بضيق اللزوم. لان العلم مستهزئ للحياة وعلى هذا لا تكون اسماء الله متواجدة هو العزيز وهو الحكيم وهو القدير. لان المسماة بها واحد. ومتباينة في دلالتها على الصنادق يصح ان تقول وغير الحكيم والعزيز غير القدير والسميع غير البصير. وذلك بالنظر الى الثلاث معاني هذه الاسماء. وقوله ما من عالم الا بعلم مرتدي مرتدي كأنه اخذها من الرداء اي متصف بالعلم فالعلم صفة قائمة بالله عز وجل. فلا يعقل وان يردها لهم بعلم فكل من وصف بانه عالم او عليم فلا بد وان يكون العلم صلة له قائمة به. وبهذا يعلم ان اسماء الله عز وجل ليست اعلاما محضة كما هو مقتوى قول المعتزلة من ان اسماء الله اعلام محرج لا تدل على معالم بل الصحيح انها اعلام وصفات في الرحمن على منها الرب وهاء وصفة له سبحانه وتعالى. ونظير هذا اسماء الرسول صلى الله عليه وسلم فانها وصفات فاسمه صلى الله عليه وسلم محمد ليس كسب محمد من سائر الناس فاسماء الناس هي اعلام فقره لا تدل على صلة صلى الله عليه وسلم محمد فانه علم على شخصه صلى الله عليه وسلم ودال منا على كثرة محامده وكثرة ما يحمده فمحمد مفعول من من حمد وهكذا اسمه احمد من الحمد فهو صلى الله عليه وسلم احمد من غيره. اي اكثروا حمدا لله عز وجل وغيره واكثروا من غيره حمدا يعني حظه من حمد الناس له اكثر من غيره فاسمه احمد قيل انه مشتق ان حمد وقيام الشرق من حميدة وكلا المعنيين صحيح في حقه صلى الله عليه وسلم. وهكذا اسماؤه الاخرى كلها تدل على معان البشير النذير السراج المنير وغيرها من الاسماء وقد ثبت في صحيحه انه صلى الله عليه وسلم قال ان لي اسماء انا تأملي وانا احمد وانا الماحي الذي يمحو الله بالكفر. وانا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وانا العاقل الذي ليس بعده احد. وهذا يدل على ان اسماءه صلى الله عليه وسلم هي اعلام مصحف ايضا وكذلك اسماء الرب سبحانه وتعالى ليس شيء منها علما محضاه لا يدل على معنى بل حتى اسم الله الذي هو اخص اسمائه به سبحانه وتعالى هو علم وصفة والتحقيق ان هذا الاسم مشتق وليس فالله اصلها الاله قيل حذفت الهمزة واجذبت اللام في اللام مع التفحيم فصار الله فهو يدل على الالوهية فالله للالوهية والعبودية على خلقه اجمعين كما قال ابن عباس رضي الله عنه. وهذا الجواب من الناظم رحمه الله ويتبين منه انه الصفة فهو سبحانه عليم علما وقد احسن في هذا رحمه الله واصاب الصواب فجزاه الله خيرا. ذكر الشارح حفظه الله ما يتعلق ببيان معنى الذي ذكره الناظم بقوله قالوا فهل لله علم قلتما من عالم الا بعلم مرتدي وبين ان معنى قوله ما من عالم اي ما من احد يوصف بانه عالم الا تضمن ذلك اثبات صفة العلم له فهذا يدل على ان المصنف يذهب الى اثبات الاسماء والصفات وان اسماء الله سبحانه وتعالى تتضمن صفات الله عز وجل. وبين الشارح ان كل اسم متظمن لصفة وان كل اسم من اسماء الله يدل على ذات الله. وعلى صفته بالمطابقة وعلى احدهما بالتضمن. وعلى ما يستلزمه وهذا الوصف بطريق اللزوم. وقوله فكل اسم متضمن لصفة اي اصل الصفة. وقد يكون متضمنا لصفة واحدة وقد يكون متضمنا اكثر من صفة ثم ما بعده هو بيان لنوع الدلالات اللفظية الوضعية على اسماء الله وصفاته فاسماء الله عز وجل كل واحد منها يدل على ذات الله وعلى صفته بالمطابقة اي بما وضع له اللفظ اصلا ويدل على احدهما بالتضمن فيدل على الذات بالتظمن وعلى الصفة بالتظمن اي بما يندرج فيه من معنى ويدل على ما يستلزمه هذا الوصف من وصف اخر بطريق اللزوم كأن يوصف الله سبحانه وتعالى بالعلم فيلزم اثبات الحياة. لانه لا علم الا ان كانت له حياة اكتسب بها هذا العلم. وضرب المصنف على ذلك مثلا باسمه العليم فان اسم العليم يدل على ذات الله وعلى صفة العلم بمطابقة وعلى احدهما بالتظمن. فهو يدل على ذات الله وعلى صفة العلم بالمطابقة وكان ينبغي حذف الفاصلة التي بعد كلمة ذات الله. لانه بالمطابقة يدل على شيئين على ذات الله وعلى صفة العلم ويدل على احدهما اي على واحد منهما بالتظمن. اي بما يندرج في اللفظ. ويدل على صفة الحياة بطريق اللزوم ان العلم مستلزم للحياة. وعلى هذا فتكون اسماء الله مترادفة في دلالتها على الدات. اي انها جميعا على ذات واحدة. فالعليم هو العزيز هو الحكيم هو القدير لان المسمى بها واحد وهي متعلقة بذات واحدة متباينة في دلالتها على الصفات. فالعلم غير القدرة والقدرة غير السمع والسمع غير البصر. فيصح ان قل العليم غير الحكيم والعزيز غير القدير على هذا المعنى. وقد سبق بيان هذه القاعدة والافاضة فيها في شرح نظم القواعد المثلى ثم بين الشارخ حفظه الله انه يعلم من هذا ان اسماء الله ليست اعلاما محضة اي ليست موضوعة للدلالة على الذوات فان العلم هو ما دل على ذات. ولكن اسماء الله عز وجل هي اعلام وهي اوصاف لله سبحانه وتعالى. نعم. قال الناظم رحمه الله قالوا تصفه بانه قلت السكوت نقيصة بالسيد. يقول الناظم رحمه الله قالوا تصف بسكون الفاء لضرورة الوزن. والا فالاصل انه مرفوع لانه فعل مضارع تجرد من الناصب والجازم وقع في المنتظم قالوا فيوصف انه متكلم هذا السؤال اي هل الله متكلم؟ وهل بالكلام اذا اجاب الناظم رحمه الله عن هذا السؤال بقوله قلت السكوت نقيظة بالسيد يفهم من هذا الجواب ان الله متكلم خلافا للجهمية القائلين بانه تعالى غير متتمم. ولا يقوم به الكلام بل لا تقوم به اي صلة من الصلات تعالى الله عن قول الظالمين والجاهلين والمهتدين علوا كبيرا سبحانك هذا بهتان عظيم فعدم القدرة على الكلام نقيصة واي نقيصة. والله عز وجل قد احتج على بني اسرائيل وبين لهم بطلان الهية العجل بان لا يتكلم والذي لا يتكلم يكون ناقصا والناقص لا يصلح ان يكون الها كما قال تعالى واتخذ قوم موسى من بابه من حيهم عجلا جسدا له خوار. الم يروا انه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا. اتخذوه وكانوا ظالمين. وقال في اخرى فاخرج لهم عجلا جسدا له خوار. فقالوا هذا الهكم واله موسى فنسي. افلا يرون الا اليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا. فالكلام ضده الخرس والخرس عيب واي عيب. الجهمية عطله سبحانه عن صفات الكلام ومنها الكمال وتعبير الناظم رحمه الله بالسكوت هنا اما ان يكون اراد به الخرس لكنه لجأ الى التعبير بالسكوت لاجل النظم اذ لم يسعفه التعبير بالخرس واما ان يكون ممن يذهب الى ان الله تعالى يصاوب السكوت. وثمة فرق بين الخرس والسقوط فالخرس هو العجز وعدم القدرة على التكلم. فالاخرس قال لابي كم؟ واما السكوت فهو ترك الكلام ممن هو قادر عليه فالقادر على الكلام يتكلم اذا شاع ويسكت اذا شاء. فالسكوت ذاته ليست عيبا على الاطلاق وانما والعيب سجود الاخرس والادب تكلمه فاذا كان السكوت بسبب العجز عن الثاني فهو عيب ونقص بلا ريب واما اذا كان السكوت عن اختيار وشيعة فهذا لا يعد عيبا ولا نقصا فكان الاجدر بالناظم ان يعد بغير السكوت ولكن لا ريب ان مقصوده بالسكوت السكوت عن عجز عن مشيئة واختيار. قوله نقيصة اي خصلة ذميمة فالعز الكلام يعد نقصا في المخلوق فكيف بالخالق؟ فاذا كان الكلام صلة كمال في المخلوق. فالله تعالى اولى واحرى ان يكون متكلما. وقوله بالسيد السيد والله عز وجل هو اسم من اسمائه سبحانه هذا وقد اختلف الناس في كلام الله عز وجل فذهبت الجهمية والمعتدين الى نفي الكلام عن الله تعالى كسائر الصفات فذهب الطلابية والاشياء العضوية الى ان كلام الله معنى واحد نفسي او هو اربعة معاني لكن كلامه ليس بحر ولا صوت فكلامه لا يسمع منه بل هو امر معنوي قائل بنفسه فليجعل العوف يقولون كلام الله ومعنى نفسي واحد قديم. فقولهم هو معنى نفسي يعني ليس بحرف ولا صوت. وقولهم واحد يعني ليس فيه تعدده وقوله قديم الليالي ليس بمشيئة سبحانه وتعالى بل هو لازم لذاته كحياته. وفي مسألة مذاهب اخرى وكل هذه المذاهب الكلامية فيها حق وباطل الحق الخالص من الباطل ومذهب اهل السنة والجماعة فحقيقة مذهبهم ان الله تعالى يتكلم اذا شاء بما شاءته فشاء فكلامه عز وجل قد يمن عليه حادث الله سبحانه نادى الاولين ادم وحواء ونادى الامام موسى عليه السلام ونادى خاتم رسله صلى الله عليه وسلم وخيرة خلقه نبينا محمد وهو سبحانه ينادي ملائكته وهو من شاء من ملائكته واخبر سبحانه انه ينادي المشركين موبخا لهم يوم القيامة. فقال تعالى فيقول اين شركائي الذين انتم تزعمون وقال ومن يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين؟ فاهل السنة عندهم ان كلام الله سنة قائمة به تابعة لمشيئته فعلية وانه سبحانه يتكلم بصوت يسمعه من شاء سبحانه وتعالى. فموسى كلمه ربه فسمع كلام رب به منه اليه بها واسطة ولكن من وراء حجابه وليس كلام الله ككلام البشر او احد من خالقه في سائر صفاته سبحانه وتعالى وهذا مذهب اهل السنة والجماعة كلام الله عز وجل. واذا كان الله عز وجل يتكلم اذا شاءت اذا شاء. فكان يقضي انه سبحانه يتكلم اذا شاء ولا يتكلم ان يشاء. وهذا هو السكوت السكوت الى الله عز وجل قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله فرض فرائضه فلا فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وسكن عن اشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها ذكر الشارخ حفظه الله مما انتظم في هذه القصيدة من مسائل الاعتقاد اثبات الكلام لله سبحانه وتعالى وهذا هو مقتضى كمال الرب سبحانه وتعالى فان الخرس وعدم القدرة على الكلام نقصد الله عز وجل منزه عنه. فالكلام صفة من صفات الله سبحانه وتعالى. وقد ذكر ان الناس اختلفوا في اعتقاداتهم فيما يتعلق بكلام الله. فذهبت الجهمية والمعتزلة الى نفي الكلام عن الله تبعا لاصلهم في نفي الصفات وذهبت الكلابية والاشاعرة الى ان كلام الله معنى واحد نفسي او هو اربعة معان لكن كلامه ليس بحرف ولا فكلامه لا يسمع منه بل هو امر معنوي قائم بنفسه. ثم افترقا فقالت الكلابية ان كلام الله سبحانه وتعالى يكون بالحكاية. وقالت الاشاعرة ان كلام الله يكون بالعبارة. وانما ترك الاشاعرة القولى بالحكاية لانه قالوا ان ذلك يقتضي ان يكون كلام غير الله مماثلا لكلامه. فاختاروا لفظ العبارة عدولا عن ما يتضمنه لفظ الحكاية من ايهام المشابهة والمماثلة بين كلام الله وكلام غيره وفي المسألة في مذاهب اخرى بسطها ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته وهو من اوسع من ذكر تلك المذاهب ويستفاد من شروحها في استبالتها كشرح ابن عيسى وشرح محمد خليل هراس رحمهم الله تعالى. واما اهل السنة والجماعة فانهم اثبتوا كلام الله عز وجل وقالوا كلام الله صفة قائمة به اي من صفاته المتعلقة به سبحانه وتعالى وانه تابع لمشيئته فالكلام صفة ذاتية فعلية فلم يزل الله سبحانه وتعالى متكلما الكلام صفة قديمة النوع حديثة الاحاد وهو سبحانه يتكلم بحرف وصوت يسمعه من شاء كما كلم موسى فسمع كلام ربه منه اليه بدون واسطة. كما قال تعالى فاستمع لما يوحى فهو محل لان يكون مسموعا ثم ذكر المصنف انه اذا قلنا بان صفة الكلام تتعلق بمشيئة الله سبحانه وتعالى وانه واذا شاء تكلم واذا شاء لم يتكلم قال ان هذا هو السكوت. ومما ورد في نسبة السكوت الى الله عز وجل قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله فرض الفرائض حتى قال وسكت عن اشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها. ولا ريب ان السكوت من صفات الله عز وجل. فان ابا العباس ابن تيمية ذكر انه ثابت بالنص والاجماع. فاما النص النبوي فالاحاديث مروية في ذلك ضعيفة. واما عن الصحابة فصح ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه موقوفا عند ابي داود فالسكوت من صفات الله سبحانه وتعالى. ولكن الذي يظهر ان السكوت ليس معناه ان الله لا يتكلم اذا شاء كيف شاء وان كنا نقول ان الله يتكلم اذا شاء كيف شاء تبعا لكون صفة الكلام تتعلق بها والاختيار ولكن السكوت هنا هو عدم اظهار الاحكام وابالتها. والدليل على هذا ملاحظة السياق الذي ورد فيه ذكر السكوت فان الاحاديث المرفوعة والاثار الموقوفة التي ذكر فيها السكوت ذكر فيها تقدير الاحكام فيكون قد بين احكاما واظهرها ففرض فرائض وحدودا. ويكون قد سفت اي لم يبين احكامه ولم يظهرها فان السكوت يراد به ايضا عدم الابانة. فالظاهر ان السكوت يحمل على هذا المعنى. واما انه يحمل على ان الله يتكلم اذا شاء كيف شاف في ذلك نظره وان كان قولنا ان الله يتكلم كيف جاء اذا شاء هو الذي نعتقده يمكن تسمية ذلك سكوتا فيها نظر نعم. قال الناظم رحمه الله قالوا فما القرآن قلت كلامه لا ريب فيه عند كل موحد يقول الناظم رحمه الله قالوا فما القرآن يعني ما الذي تعتقده في القرآن؟ وهذا السؤال اخص من السؤال السابق فجعل رحمه الله بقوله قلت كلامه اي ان القرآن كلام الله وهذا كلام شديد وجيد. لكنه لا يظهر به مذهب اهل السنة بشكل واضح مع تعدد المذاهب في كلام الله عز وجل. فغاية ما في هذا الجواب انه يتضمن الرد على الجهمية والمعتزلة الذين يقولون القرآن مخلوق واما اهل السنة والجماعة فيقولون القرآن كلام الله منزل غير مخلوق. جواب الناظم هنا مقتدر وفيه اجماع وكثير من اجومته في هذه القصيدة مقتضبة وموجزة ومجملة لا يتضح بها مذهبه على وجه التحديد. فقوله قلت كلامه هذا حق في القرآن كلام الله لكنه في الحقيقة جواب مجمل من غير تفصيل فكل الطوائف يقولون القرآن كلام الله لكنهم عند التفصيل لكل واحد من الطوائف مذهبا. الجهمية والمعتزلة يقولون القرآن كلام الله. لكن اضافته الى الله عندهم من اضافة المخلوق الى طالبة لا من اضافة الصفة الى الموصوف. واما الاشاعرة والكلابية فيقولون القرآن كلام الله لكن كلام الله ومع النفس. فيقولون ان القرآن ما المكتوب هو عبارة عن كلام الله فكلام الله عندهم هو المعنى القائم بذات الرب عز وجل. فهو ادارة عن كلام الله القرآن بانه كلام الله هو على جهة المجازر. فكلام الله حقيقة هو المعنى النفسي وهذا القرآن المسموع المدلول والمكتوب هو كلام الله. لانه عبارة هذا المال النفسي ومن ضعف المتكلمين ايضا السالمية في كلام الله انه حروف واصوات لكنها كلها قديمة. لا يتقدم بعضها قبل السين ولا السين قبل الميم في البسملة ولذلك يعرفون بالاقترانية ومعنى هذا ان الله لم يزل متكلما بكل كلامه اذا نزل قائلا يا موسى او يا ادم وهذا ظاهر الفساد عقلا وشرعا. فظهر بهذا انه لا يمكن ان يتبين مذهب الشخص الا بالتفصيل. فمن بالسنة المحوث حمل كلامه المجمل الا ما هو من مذهبه. ومن عرف بالبدعة فمل كلامه على ما هو معروف من مذهب اما من لم يعرف فله على وجه التحديد فيصبح كلامه مجبلا يحتاج الى بيان. وذلك بالنظر النسائي كلامه او بالنظر في مواضع اخرى له ومن اي الطوائف وفي هذه المسألة وقوله لا ريب فيه عند كل موحد اي ان كل من يؤمن بالله وكتابه فعنده وان القرآن كلام الله لا شك من ذلك ولا ريب فيه وهذا الكلام فيه من الاجماع ما فيه. ووايته ان كل واحد يقول القرآن كلام الله لكن على اي وقع عند ابن الجوزي في المنتظم كان الشطر الثاني من غير ما حدث وهذا التعبير اوضح واصلح وفيه ان يقول ان القرآن كلام الله وانه قديم فالشهر الثاني فيه ذمة. فيه ذمة للجواد فكلام الله قديم عنده فالقرآن بهذا قديم. وهذا يتفق اطرحه فيما مضى لان صفات الله قديمة لم تتجدد وقد سبق بيان ذلك وتقدم ايضا مناقص للناظير في حكمه على جميع الصهاد اذا هذا الاطلاق يقوي ان الناظم يقوم بقدر كلام الله يعني ان كلام الله قديم. فالقرآن ايضا قديم. فاللفظ الذي اراد ان من جوزيه اتفقوا على ما ذكره الناظم في سائر صفاته من انها قديمة غير متجددة وهذا هو مذهب الاشاعرة من ان معناه ان كلام الله عن نفسي واحد ومعنا قديم اي انه لا اول له ولا تتعلق به المشيئة. وهذا باطل. وكلام الله ومشيئته فهو سبحانه يتكلم اذا شاء بما شاء فكيف شاء ولكنه لم يزل سبحانه وتعالى متكلما اذا شاء والكلابية والاشاعرة والسالمية وكلهم يقولون الكلام يعني ان كلام الله والله قديم اي ليس بمشيئته سبحانه بل هو قائم بي كحياته وعلمه. الى الجماعة وهو موجب العقل والسمع اذا الكمال هو يتكلم القادر اذا شاء ويترك الكلام اذا شاء. فكلامه بمشيئته قال الناظر رحمه الله قالوا الذين قلت كلامه لا ريب فيه عند كل موحد. هذا السؤال اورده الناظم رحمه الله عن هذا القرآن الذي نتلوه بالسنتنا اكتبه في مصاحفنا ونسمعه بآذائنا ونحفظه في صدورنا. ويظهر من هذا السؤال وانه تكرار لقوله في البيت السابق قالوا فالقرآن قلت كلام الا انه قيده في هذا البيت بالتلاوة فقال قالوا الذين اتلوه يعني ما تقول لي كلامي هذا الكلام الذي نتلوه اهو كلام الله عن كلام الله فاجاب رحمه الله عن هذا السؤال بقوله قلت كلامه اي ان هذا الذي يتلوه هو كلام الله حقا ولا ريب ان القرآن كلام الله سواء كان مطلوبا من الاجر او مكتوبا في المصاحف او محفوظا في الصدور. كل ذلك لا يخرجه عن كونه كلام الله وهو كلام اذا ما تصرف وهذا ما عليه اهل السنة والجماعة ولكن اذا نظرنا الى قول رحمه الله في البيت السابق من غير ما حدث فان كلامه هذا يقتضي انه ينهب مذهب كل ما الذهاب من يقول كلام الله وعلى هذا فقوله هنا انه كلام الله هو على سبيل المجاز لان هذا الذي يتلوه هو عبارة عن الايمان النفسي القائم بالرب سبحانه وتعالى. وعلى هذا فالالفاظ الذي ومخلوقة عبر بها عن المعنى القائم بالرب سبحانه وتعالى. فظهر من هذا ان مذهب الاشاعرة في هذا القرآن الذي نتلوه لا يختلف عن مذهب الجهمي وقولهم انه مخلوق وعند الاشاعرة ان كلام الله كظاغة على ذلك المعنى النفسي القائل من ربه تعالى ويطلق مجازا هذا الكلام الذي يتلوه ونسمعه ونكتبه. واما الجهمية والمعتزلة فانهم ان هذا الكلام الذي قوى القرآن المكتوب هو صاحب ومتلوب الالسن ولم يقم بذات الرب شيء منه لا معنى ولا رفض. وقول رحمه الله قلت كلامه لا ريب فيه عند كل موحد. يؤكد ان القول بان كما يتلوه وكلام الله بما هو متفق عليه بعد كل الموحدين. اي كل المسلمين فليس عندهم شك في ذلك ولا ريب. وقع في مصحف عند كل مسدد اي لا غير في ذلك عند كل مسبح وموفق لوعيد الحق واعتقاده. ولا يخفى انك يا من عظيم رحمه الله في هذا البيت لا يتضمن وردني بوضوح لكن قد تقدم معنى من مجموع كلامه في اول نظم واخره ما يقتضي انه يذهب في القرآن مثلا لقوله في البيت السابق من غير ما حدث من غير تردد. ويحتمل انه يذهب في كلام الله مذهب الاكرامية السالمية القائلين بان القرآن حروف واصوات قديمة في الازل وهو قول مبتدأ مخالف لندب اهل السنة مناضل لعقل شرع واحتمال ان الناضل يذهب في كلام الله لاقاربه واما اطلاقه على القرآن او الذي نتلوه انه كلام الله فقد تقدم معنا ان اطلاق اسم كلام الله على القرآن ليتلوه قدر مشترك بين الطائف لكن اهل السنة والجماعة يقولون ان القرآن الذي نتلوه ونكسبوه هو كلام الله عن الحقيقة. اما الاساورة فعندهم ان اطلاق اسم كلام الله على الذي نتلوه من قبيل المجاز وعند الجهمية والمعتزلة اضافته الى الله هو كاظافة بعض المخلوقات اليه كما يقال بيت الله وناقة الله فاظافة الى الله عندهم من باب ارادة المخلوق الى خالقه. والواجب على المسلم ان يعتصم ما روى عليه الصدر الاول. ومن تبعهم باحسان قبل ان تفترق الامة وان يتجعل بهم المذاهب والاراء المحدثة. والله يهدي من يشاء الى الصراط المستقيم. ذكر الشارخ حفظه الله في هذه الجملة ما يتعلق بالاعتقاد في القرآن الكريم. فان الناظم قال قالوا فما القرآن؟ قلت كلامه اي كلام الله سبحانه وتعالى وهذا حق لكنه جواب غير مفصل لضيق النظم عن مثل ذلك. فان الطوائف والمختلفة في هذه المسألة كلها تقول ان القرآن كلام الله لكن الجهمية والمعتزلة يقولون القرآن كلام الله بالاضافة انه من اضافة المخلوق الى خالقه. لا من اضافة الصفة الى الموصوف فهو مخلوق لله. كما يقال الكعبة بيت الله واية صالح ناقة الله فهي مخلوقة لله سبحانه وتعالى. فاذا قالت الجهمية والمعتزلة القرآن كلام الله يريدون انه مضاف اليه اضافة خلق لا وصف. وكذلك الاشاعرة والكلابية يقولون القرآن كلام الله لكن ان الكلام عندهم معنى نفسي ويقولون ان القرآن المكتوب هو حكاية عنه كما تقوله الكلابية او عبارة عنه كما تقوله الاشاعرة على ما تقدم من مذهب كل. والسالمية ايضا يقولون ان القرآن كلام الله لكنهم يعتقدون انه عروف واصوات قديمة لا يتقدم بعضها على بعض فليست الباء في بسم الله الرحمن الرحيم قبل السين ولا السين قبل الميم ولذلك يعرفون بالاقترانية لاعتقادهم هذا ومعنى هذا الاعتقاد واراد ان الله لم يزل متكلما بكل كلام يضاف اليه. فلم يزل قائلا يا موسى او يا ادم وهذا كما ذكر السالف مظاهر الفساد عقلا وشرعا. لان كل نداء له معناه فليس نداء موسى كنداء ادم وليس نداء ادم فنداء موسى فكيف يقع موقعا واحدا؟ ثم بين السارح ان مذاهب القائلين بمثل هذه المقالات لا تميزوا الا بمعرفة المتكلم بها. فان كان من اهل السنة نسب الى عقيدة السنة وان كان من المعتزلة نسب الى عقيدتهم وان كان من الاشاعرة والطلابية نسب الى عقيدتهم. وفي هذا يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في في كلام بديع له في مدارج السالكين قال والكلمة الواحدة يتكلم بها اثنان يريد بها احد لهما مخض الحق ويريد بها الاخر ابطل الباطل. والكلمة الواحدة يتكلم بها اثنان يريد بها احدهم محض الحق ويريد بها الاخر ابطل الباطل ويدل على كل سيرته وهديه وما يدعو اليه او كلاما هذا معناه فقد يتكلم اثنان بكلمة واحدة لكن احدهما يريد الحق والاخر يريد الباطل والذي يفصح عن هذا هو سيرته وهديه وما يدعو اليه فيعرف بذلك تمييز حاله كهذا الموضع من المعتقد. ثم ذكر الشارح ان كلام فيه اجمال ووقع في بعض النسخ لهذه الدالية انه قال في الشطر الثاني من غير ما حدث وغير تجدد. وهذا يتفق مع ما اطلقه من ان صفات الله كذاته قديمة لم تتجدد. فمعنى ذلك انه لا يقول كون الكلام متعلقا بمشيئة الله سبحانه وتعالى. بل هو ركن الى القائلين بقدم الكلام من الكلابية والاشاعرة والسالمية وهذا المذهب مذهب باطل لتعلق كلام الله بمشيئته كما سلف. ثم خص القول بعد ذلك في السؤال عن ما يتلوه التالي ويقرعه القارئ هل هو كلام الله سبحانه وتعالى؟ واجاب عنه قوله قلت كلامه اي ان هذا الذي نتلوه بالسنتنا ونكتبه بايدينا هو كلام الله عز وجل. فلا يخرج اذا تلاه التالي او كتبه الكاتب من كونه كلاما لله سبحانه وتعالى. وهذه النسبة من كونه كلاما لله عز وجل اي القرآن الذي بايدينا انما هي على مذهب المصنف على وجه المجاز. لانه يرى ان الكلام قديم حينئذ يكون القرآن كلام الله على وجه المجاز وليس على وجه الحقيقة. لانهم يعتقدون ان الكلام معنى قائم بذات الله عز وجل وانما حكي او عبر عنه بالقرآن الكريم. واهل السنة والجماعة يقولون ان القرآن كلام الله حقيقة ولا يخرج عن ذلك اذا قرأه القارئ او كتبه الكاتب او بلغه المبلغ بل يقولون القول قول الباري والصوت صوت القارئ اي ان الكلام هو كلام الله عز وجل واما الصوت الذي نسمعه او المكتوب الذي نقرأه فهو فعل المخلوق. نعم. قال الناظوري رحمه الله قالوا فافعل العباد فقلت من خارج غير الاله الامجد. قوله رحمه الله قالوا فافعال العباد يعني ما تقول في اثار العباد وسبق على العباد بمسائل التي وقع فيها اختلاف بين الناس. الجبرية يقولون ان العبد لا فعل له اصوات. فافعاله عندهم كصفاته كطوله افعال مخلوقة لله وليس للعبد فيها مشيئة ولا اختيار ولا قدرة بل هو مضطر اليها كحوادث المرتعش والنائم وحركة الريش الريح فهذه طريقة الجبرية الذين يقولون ان العبد مجبور على افعاله ليس له فيها مشيئة ولا اختيار بل ولا قدرة انما هي حركات الية مثل حركة الالة التي هي جمال ليس لها ارادة ولا مشيئة وانما تتحرك بحسب ما صنعها فهؤلاء يقولون ان العباد مخلوقة لله وهذا حق اما قولهم انها ليست افعال للعبد حقيقة وان اقامتها ونسوتها اليه نسبة مجازية وان العبد واخيارنا هذا باطل. ويقابل الجذرية المعتزلة. فان المعتزلة ينفون القدر فيخرجون الافعال للعباد عن ان تكون من مشيئة الله وخلقه افعال العباد عندهم ليست واقعة بمشيئة الله ولا بقدرته ولا هي خلق من مخلوقات الله فيخرجون اثر العباد عن ملك الله فالمعتزلة نفاة الغد عندهم ان افعال العباد غالية عن مقلة وقدوته ومشيته بل العبد عندهم هو الذي يخلق فعل نفسه ومشيئة وبها مستقل عن مشيئة الله فالعبد يشاء ولو لم يشأ الله. وعلى مذهبهم الباطل فان الله عز وجل لا يقدر على ان يجعل البقية والعاصي مضيئة ولا يدافر مؤمنا ولا المؤمن كافرا فمذهبهم يتضمن تأجيج الرب وانه غير قادر وانه يقع في وجهه ما لا واما يقول الجبرية بل وكما يقول اهل السنة ولان اهل السنة يقولون هي مخلوقة لله لكن الاشاعرة لا يقولون انها فعل العباد بل هي كشف منهم. وهذا هو المراد بكسب وهو احد الثلاثة التي لا حقيقة لها وهي كسب الاشعري واحوال ابي هاشم وطفرة فالاشاعرة يقولون ان افعال العباد مخلوقة وهذا كلام طيب وكسب من العباد وهذا كلام فيه من اجمع ما فيه وتفسير الكسب عندهم انه وقوع الفعل مقارنة للقدرة للحادثة فيكون العبد له قدرة ولكنها قدرة على تأثير لها في افعاله بل غاية الامر ان تكون القدرة على مثلا على الافعال كما هو مذهبهم في الاسلوب في الاصابع عندهم اي مؤثرة في مسبباتها لكنها امارات وهم بذلك يقتربون جدا من مذهب الجبرية. اما اهل السنة والجماعة فيقولون ان افعال العباد هي افعال لهم حقيقة وهي واقعة منهم بقدرتهم ومشيئتهم وان مشيئة العباد تابعة لمشيئة الله على حد قوله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. والله جعل خالق العباد وخالق قدرتهم وخالق افعالهم. فافعال العباد حقيقة ولكنها في الوقت نفسه هي مفعولة وفرق بين الفعل ومفعولها مفعولة لله اي مخلوقة له لكنها ليست انما يقوم بالفاعل الكلام بالمعنى المصدري يقول المتكلم والخلق يقوم بالخالق والضرب يقوم بالظالم هكذا والاصل في هذا ان المصدر في اللغة العربية وما يطلق ويراد به اسم المفعول مثل الفعل والخلق والرد. فهذه مصادر تطلق بها المفعول والمخلوق والمردود فانت تقول مثلا هذا خلق الله تشير بذلك الى باب المخلوقات كالسماوات والارض وغيرهما فقولك هذا خلق ويعني مخلوق لله وتقول الخلق من صفات الله وهذا حق فان الخلق صلة من صفات الله عز وجل وفعل من افعاله القائمة به سبحانه انها في نفس الوقت هي مفعولة مخلوقة لله عز وجل. وبعد هذا نأتي الى عبارة عظيمة رحمه الله وقوله فقلت ما من قال ان غير الاله الامجد فغير خبر خالق فانه مبتدع. دخلت عليه من الزائدة فهو مجرور في محل رفع او ناظم هذا يتظمن ان الله خالط افعال عباده وواضح منه انه يرد قول المعتزلة ويقول ان افعال العباد مخلوقة لله ليس هناك خالق الا الله فالله عز وجل خالق العباد وهو خالق افعالهم اذا بافعال العباد مخلوقة لله فهذا القدر مشترك بين الجبرية والاشارة واهل السنة كما تقدمت وبهذا لم يتضح مذهب الناظم على وجه التحديد هل هو على مذهب الاشعري او لا؟ نعم مستبعد ان يكون الناظر من يقول القائلين بان افعال العباد مخلوقة لله وان العباد لا قدرة لهم على ذلك ولا مشيئة. لكن هل هو ممن يقول اهل السنة وهو ان للعباد مخلوقة لله ويفعل لهم حقيقة او يقول بمذهب وهو ان افعال العباد مخلوقة لله وكسب من العبادة فلا تأتي ومشيئتهم في افعالهم واحتمال اقربه. وذلك بحسب ما وظع النوم من المسائل التي رحمه الله وعفا عنا وعنه قال الناظم رحمه الله قالوا فهل فعل القبيح مراده؟ الارادة كلها للسيد. انتقل الناظم رحمه الله هنا الى اخرى متصلة باساس افعال العباد. فقال رحمه الله قالوا فهل فعل القبيح مراده يعني ان افعال العباد منها الحسن ومن القبيح. ومنها والاعمال الصالحات ومنها الكفر والفسوق والعصيان فهل اذا قلت ان افعال العباد كلها مخلوقة لله عز وجل؟ هل معنى هذا ان الله الكفر من الكافر والمعصية من المعاصي. فالمعتزلة القائلون بان افعال العباد غير مخلوقة لله يريدون هذا الارادة على من خالفهم بانه من القول بان افعال العباد مخلوقة لله. ان يكون الله مريدا للقبيح فاعلا له بان افعال العباد فيها الحسن والقبيح والخير الناظم رحمه الله يجيبها عن هذا الايراد. بقوله قلت الارادة كلها للسيد اي الارادة كلها لله عز وجل فما شاءت كان وما لم يشاء لم يقل ولا يكون في ملكه ما لا يريد. فالكفر والمعاصي الواقعة للوجود هي واقعة بمشيئة الله وحكمته وارادة الكونية الخير والشر كله بمشيئة الله الكونية خلافا للمعتزلة الذين يقولون ان افعال العباد غير مرادة لله ويعترظون ذلك يستلم ان يكون الله مريدا للقبيح من افعال العباد. قال الناظم رحمه الله لو لم يرده وكان كان نقيصا سبحانه عن ان يعجزه الردوي. قوله رحمه الله لو لم يرده وكان هذا تتمة للجواب السابق. وكأنه جوابه سابقه فيذكر دنيا عقليا على ان ارادة الله ومشيئته شاملة لكل ما في الوجود. فكل ما في الوجود فهو بمشيئته سبحانه لا يكون الا ما يريد ولا يكون في السماوات والارض من حركة ولا سكون الا بمشيئته سبحانه وارادته فالارادة كلها للسيد. فقوله لو لم يرده وكان كان نقيصة اي ان الله عز وجل لو لم يرد ما يقع في وجود من القبائح من كفر ومعاص ونحو ذلك ثم ثم كانت لكان ذلك نقصا في قدرته سبحانه اذ كيف يقع في ملكه شيئا لم لم يرده؟ وكيف يقع شيء بخلاف مراده سبحانه القول بهذا يلزم منه تنقص الرب وتهجيجه ومضمون قول القدرية ان الكافر شاء الكبر وان الاعاصي شاء المعصية والله تعالى شاء منهما الايمان والطاعة فوقع مرادهما دون مراد الله عز وجل. وهذا مذهب باطل شرعا وعقلا. لانه يتضمن تعجيز الرب وانه يكون في ملكه ما لا ايريده والله عز وجل قد اكثره في غير ما اية من كتابه الكريم. من ذلك قوله تعالى ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد فجاءتهم البينات ولكن اختلفوا فانهم من امن ومنهم من كفروا ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد وقال تعالى ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم ولا يفترون. وقال عز وجل ولو شاء ربك لامن من الارض كلهم جميعا. وقال سبحانه ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها. وقد ورد ان القاضي عبد الجبار الهمداني المرتدي دخل على ابي اسحاق الاسكراعي فقال عبدالجبار سبحان من تنزه عن الفحشاء وهذا كلام وفي ظاهره لكنه يرمز به الى شيء من مذهبه. فهو يريد ان يعترض به على من يثبت القدر فقوله سبحان من تنزه عن اذا شاء يعني سبحان من تنزه عن ان يريد الكفر والمعاصي. ففهم ابو اسحاق قائلا سبحان من لا يكون في ملكه الا ما يشاء. فمن قال ان الله تعالى لم يشأ الكفر والمعاصي فان ان الله عاجز وانه يكون في ملكه ما لا يشاء. ويعم المعتزلة حتى الطاعة لم تقع بمشيئته سبحانه. لان اثار عندهم طاعتهم ومعصيتهم كلها واقعة ببعض مشيئتهم وقدرتهم دون مشيئة الله تعالى وقدرته باشار الناظم رحمه الله في هذا البيت الى البرهان العقلية على ان افعال العباد مخلوقة لله عز وجل واقعة بارادته افعالهم كلها طاعة ومعاصيهم وايمانهم وكفرهم كل ذلك بمشيئة الله وقدرته وتدبيره الحكيم فله الحكمة البالغة في كل ما يقدره ويقضيه. وقوله رحمه الله سبحانه عن ان يعجزه لانه يريد بالردية الكافر مثلا لان مقتضى كلام المعتزلة كما تقدم ان الله شاء من الكافر للايمان وشاء الكافرون كفرا فغلبت مشيئة الكافر مشيئة الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا بل الله تعالى يضل من يشاء ويهدي من يشاء ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها وينبغي ان يعلم ان مشيئة الله كفر ومعاصي مع بغضه لها وكراهتها ارجع الى حكمته البالغة وهذا هو الجاري على مدن اهل السنة. فانهم يثبتون عموم مشيئته يثبتون الامر والنهي. وانه تعالى يأمر ما يحب ويرضى وينهى عن كل ما يسخطه ويبغضه وانه سبحانه حكيما في شرعه وقدره وبهذا يخص بعض اهل السنة منك عن كل باطل مداعب المخالفين لهم من الجبرية والمعتزلة والاشاعرة. ذكر المصنف حفظه الله تعالى في هذه الجملة ما انتظم في هذه الابيات الثلاثة مما يتعلق بمسألة عظيمة من مسائل الاعتقاد تسمى بمسألة افعال العباد اي اعمالهم التي يفعلونها وقد اختلف الناس في هذه المسألة فذهبت الجبرية الى ان العبد لا فعل له اصلا وان الافعال مخلوقة لله وليس للعبد في ذلك فعل اذ لا مشيئة له وهم فيما ادعوه من ان افعال العباد مخلوقة لله موافقون للحق لكنهم فيما ادعوه من انها ليست افعالا للعبد وانى لا مشيئة له فهذا باطل فان الله اثبت مشيئة للعبد. وقابلت هؤلاء الجبرية المعتزلة الذين نفوا القدر افعال العبد عن ان تكون بمشيئة الله وقالوا ان العبد يخلق فعله ومآل هذا الى ان الله عز وجل لم يقدر على العباد شيئا ورامت الاشاعرة التوسط بين المذهبين فذهبوا الى ان افعال الله عز وجل لا يقال بانها في حق العبد افعال له. وانما يقال هي كسب له. فافعال العباد يعبر عنها بعقيدة الكسب. وهذا الكسب الذي اصطلحوا عليه غمض على حجاجهم حتى اختلفوا فيه الى بضعة عشر قولا وان الامر الى ان صرح الاذكياء بان هذا المصطلح الذي اخترعه الاشعري لا حقيقة له كما قال الناظم مما يقال ولا حقيقة تحته. معقولة تدنو الى الافهام. الحال عند والكسب عند الاشعري وطفرة النضامي. فهم لم يقولوا ان افعال العباد افعال لهم وانما قالوا لهم ويفسرون الكسب بانه وقوع الفعل مقارنا لقدرة الحادثة وليس للقدرة القديمة التي الله سبحانه وتعالى فيقولون ان الفعل وجد بلا تأثير للقدرة في الافعال لكنها قدرة جعلت علامة على الافعال فهي قدرة ليس في ظرفها اي اقتدار. ولكنها قدرة جعلت فقط كي تكون امارة على الفعل. وقد يعبر بهذا الاصل في ايضاح بعض معاني الاحاديث ثم ينقلها بعض اهل السنة يتوهمون ان المراد بذلك الكسب بمعناه اللغوي فان الكسب بمعناه اللغوي هو الفعل علم كما قال تعالى لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. لكن اذا وقع في كلام احد من الاشاعرة فانما يريد به ما هم عليه من اعتقاد كما وقع في كلام جماعة في ايضاح معنى كلام الشافعي وغيره حديث انما الاعمال بالنيات ثلث العلم فنقل كلام البيهقي ان كسب العبد ثلاثة اقسام الى اخره. والبيهيقي يريد بالكسب ما عليه الاشاعرة في معتقدهم ولا يريد المعنى اللغوي. ومثل هذه المسائل هي مما يقال فيها ان النار الرماد فربما دخلت على بعض اهل السنة للغفلة عن اصول المسائل ثم ذكر بعد ذلك ان عقيدة اهل السنة يقولون ان افعال العباد هي افعال لهم حقيقة. وهي واقعة منهم بقدرتهم ومشيئتهم. وانها مخلوقة لله سبحانه وتعالى فهي تابعة لمشيئة الله سبحانه وتعالى. وهذا المعتقد راد على الطوائف المتقدمة وادلته كثيرة فان الله عز وجل قال والله خلقكم وما تعملون. ففي هذا اثبات ان افعال العباد مخلوقة وما تشاؤون الا ان يشاء الله. فاثبت للعباد مشيئة مما يدل على ان لهم اختيارا في الفعل ثم انتقل الى مسألة تتصل بها وهي ان افعال العباد كلها مخلوقة لله سبحانه وتعالى قبيحها وحسنها ومنها الطاعات والاعمال والصالحات والكفر والعصيان والفسوق. لانها جميعا جارية تحت ارادة الله عز وجل فلا يخرج شيء منها عن ارادة الله. ولا يكون شيء في ملك الله سبحانه وتعالى سوى ما يريده عز وجل. ويدل على هذا انه لو كان يقع في ملكه ما لم يرده لم يكن ملكه تاما بل صارت هذه نقيصة منسوبة الى الرب سبحانه وتعالى. فمن زعم ان الله عز وجل لم يشأ الكفر والمعاصي وانها وقعت في ملكه دون مشيئته فمآل قوله الى القول بان الله سبحانه وتعالى عاجز فافعال العباد كلها طاعاتهم ومعاصيهم مخلوقة لله تعالى وكل ذلك واقع بمشيئته عز ووقوع ما لا يحبه الله ويرضاه كالكفر والفسوق والعصيان راجع الى حكمة الله عز وجل فانه لمن يشاء فضلا ويضل من يشاء عدلا. فنؤمن بذلك تبعا لكون الله عز وجل حكيما لا يقدر شيئا الا بحكمة تامة نعم. قال الناظم رحمه الله قالوا فما الايمان قلت مجاوبا عمل وتصديق بغير قال له دي انتظر الناظم رحمه الله في هذا البيت الى مسألة اخرى من مسائل الاعتقاد وهي مسألة الايمان وسائر مسألة الايمان من المسائل التي وقع فيها اختلاف بين الناس وافترقت فيها الامة على مذاهب متعددة. فالجهمية يقولون الايمان هو المعرفة يقولونها وتصديقك والمرجئات يقولون هو التصديق بالقلب والاقرار باللسان. يقولون هو الاقرار باللسان فحسب. من غير اعتبار لتصديق القلب واهل السنة والجماعة يقولون هو قول وعمل اخر واعتقاد بالجلال واقرار باللسان وعمل بالاركان فقوله قالوا فما الايمان يعني ما يسمى الايمان عندك ثم اجاب الناظم رحمه الله وان هذا السؤال بقوله عمل وتصديق يعني ان الايمان عمل وتصديقه وجواب الناظم هنا يا اهل السنة والجماعة يعني ان الايمان امر بالجوارح من اللسان تصديق من دلالة الايمان على هذا قول وعمل وهذا من احسن ما ورد في هذه المنظومة وقوله بغير تملده يعني بغير تحيل ولا تردد ولا شك وهذه الجملة يحتمل ان تكون حالا من قوله وقلت هؤلاء وهي اما حال من الضمير المنتصر في قوله فقلت اوحال من الضمير المستكن في قوله مجاوبا اي قلت مجاوبا بما يرث وليد مني ولا تحيض ولا ترددا في ذلك ويحتمل ان تكون صلة للتصديق. اي تصديق بلا تردد ولا شك فالجار والمجرور اما حال الى الضمير المتصل او المستقيم مثل قوله المجاورة او صلة للتصديق. ذكر المصنف حفظه الله من طوى في هذه المنظومة ومن مسألة اخرى من المسائل الكبار في الاعتقاد وهي حقيقة الايمان وهذه المسألة مما اختلف فيه الناس وتعجب حددت فيه مذاهبهم على ما ذكر الشارح حفظه الله ومذهب اهل السنة انهم يقولون ان كان قول ذو عمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان وبتعبير اخر هو اعتقاد بالجنابة وعقابا باللسان وعمل بالاركان. وسمعت الشيخ حماد الانصاري رحمه الله تعالى يقول ان اعتقاد اهل السنة في الايمان اضبط بخمس نونات. فهو اعتقاد بالجنان. وقول باللسان بالاركان ها كملوا النونات. اسدد الطاعات ما فيها نون. يزيد بطاعة الرحمن ينقص بطاعة الشيطان فتكتمل النونات الخمس فيه. وكما قال الشارح هذا الجواب مطابق لمعتقد اهل السنة ومن احسن ما ورد في هذه المنظومة واوضحه. نعم. قال الناظم رحمه الله قالوا فمن بعد النبي خليفة قلت الموحد قبله كل موحد بعد ان فرغ الناظر رحمه الله من ذكر بعض المسائل المتعلقة بصفات الله عز وجل وذكر ما يتعلق بالقدر والايمان انتقل في هذه الابيات الى ما يتعلق بالصحابة الكرام رضي الله عنهم. وهذه القضايا التي عرض لها الناظم رحمه الله وهي الصفات والقدم والايمان والصحابة تعد من اهم قضاياته التي وقع فيها النزاع وافترقت الامة فيها الامة فرقا متعددة. اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انقسم الناس وابتغت فيهم الامة والرافضة يبغضون جمهور الصحابة ويرعون فيهم ويسبونهم ومنهم من يكفرهم كلهم اذا نظرا قليلا منهم مثل سلمان الفارسي واما وابا ياسر وابي ذر الغثاري رضي الله عنهم وكذلك من يروون فيهم من اهل البيت ويقابلهم الخوارج وخصوصا في موقفهم من اهل البيت وبالاخص بعلي رضي الله عنهم فانهم يكفرونه. ومن مذهب الرافضة الباطيقة عنهم في ابي بكر عثمان رضي الله عنهما في غيابتهم. فرأى ثلاثة منهم من يكفر الشيخين ويكفر جمهور الصحابة. ومنهم من يسب ابا بكر وعمر وسائر الصحابة بالظلم وانهم ظلموا عليا رضي الله عنه واغتصبوا حقه. واما اهل السنة والجماعة فهم بين هؤلاء وهؤلاء هم وسط بين الرافضة والخوارج النواصب الذين ينصفون العداوة لاهل البيت. الناظم رحمه الله يريد ان يبين في هذه الابيات السنة والجماعة في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخصوصا الخلهاء الراشدين فقال رحمه الله قالوا فمن بعد النبي خليفة يعني من والمستحق للخلافة باب النبي صلى الله عليه وسلم. فجاء بقوله قلت الموحد قبل كل موحد. ويعني به خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم انها لك من الصديق رضي الله عنه وفي هذا الباب اشارة الى سبت ابي بكر رضي الله عنه من الاسلام وانه اول من امن بالرسول صلى الله عليه وسلم اول من دخل في الاسلام من الرجال كما قيل فابي بكر رضي الله عنه والخليفة بخط بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم واما الرابع فيقولون هو الخليفة بعد رسول صلى الله عليه وسلم لكن بغير حق وهو ظالم مغتصب وهو هو من بايعه فلاحق بالادارة عنده علي بن ابي طالب رظي الله عنه وكل من وليأت الله فقد قبله فهو معتد وظالم هذه عقيدة الروافض في تلاوة رضي الله عنهم. واما اهل السنة لهم ان ابا بكر هو خالد بحق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو احق الناس بقراءة وولاية الامر بعد الرسول صلى الله عليه وسلم. واختلف اهل السنة ابو بكر رضي الله عنه هل ثبتت من نص الخفي والاشارة؟ ام الاختيار؟ فذهب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الى انها حكما بالنص على ابي بكر لكن قد يكون ذلك النص الجليل او النص الخفي. والاشارة وثبتت في علم الاختيار. وذلك مما الصحابة من المهاجرين والانصار الى ابي بكر في سفينة بني ساعدة. فصار خليفة فعلا بمبايعة الصحابة له. قال الناظم رحمه الله حميد في يوم العريش ومن له في الغار اسعد يا له من مسعديه. في البيت السابق اشار الناظور رحمه الله الى ابي بكر رضي الله عنه الى الدخول في الاسلام وذلك بقوله الموحد يقل لكل موحدين. وفي هذا البيت ذكر له مناقب اخرى فقال حاميه في يوم العرش حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم في عريش له يدعو ربه ويناشده ويستغيث به ابو بكر عند اهله ويحميه ولما عاجبة الحاح النبي صلى الله عليه وسلم بدعائه قال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فانه سينجز لك ما وعدك فان الله عز وجل اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين. فامده الله فهذا ما يشير اليه الناظم بقوله حاميه في يوم العريش. ثم ذكر الماظي رحمه الله من قرية ثالثة لابي بكر رضي الله عنه قال ومن له يعني والذي له في الغار يعني في غار ثور وهذا فيه اشارة الى ما حصل في قصة خروج النبي صلى الله عليه وسلم وابي بكر رضي الله عنه من ازوى الهجرة الى المدينة فقد خرج مستخفيين فلجأ الى الغار حتى يهدأ الطلب عنهما حتى وصل طلبوا اليهما الطلب في الغار يتتبعون اثرهما الا ان الله برحمته وحكمته اعمى بصائرهم وابصارهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل من الاسباب ما يصرف انظارهم وعقولهم عنها عنهما. وقد اشار الله عز وجل الى هذا النصر بقوله تعالى الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الوارث يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها. وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا. والله عزيز حكيم فابو بكر رضي الله عنه اسأل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم ايما اسعاده فقد اسعده بصحبته وموافقته وحمايته له حتى انه قد جاء في اخبار عزوة انها عائشة رضي الله عنه كان يمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وتارة يكون امامه وتارة يكون خلفه وتارة يكونوا عن يمينه وتارة عن يساره فلما سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن سير ذلك قال اني اذكر العدو ما يمرصني فاكون امامك واذكر من الطلب اذا اكون خلفك واخشى ان تؤتى من يمينك او من شمالك فهو يدور عن النبي صلى الله عليه وسلم من اجل حمايته. وقوله يعلم ابن مسعف والحين يعني انه هو المسلم الصادق في صحبته وفي حمايته بل وفي ايمانه قبل ذلك رضي الله عنه وارضاه. لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من بيان جملة من مهمات المعتقد تتعلق بصفات الله والقدر والايمان انتقل الى ذكر ما يتعلق بالصحابة الكرام ودأب اهل السنة على ذكر ما يعتقد في الصحابة في كتب الاعتقاد لانهم نقلة الاعتقاد الينا. فان الدين الذي صار الينا من القرآن والسنة وما فيه من الخبر والطلب انما هو بنقل الصحابة. فلا بد من معرفة ما ينبغي اعتقاده فيهم ثم بين الشارخ ان الفرق قد اختلفت في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فالرافضة يبغضون جمهور الصحابة ويكفرونهم الا نفرا قليلا منهم هم ستة عد منهم ثلاثة سلمان الفارسي وعمار ابن ياسر وابي ذر الغفاري من ما يعرف المقداد بن اسود رضي الله عنه. ها يا ابو عمر؟ جاء ابن عبد الله باقي واحد. ها يا اخوان الجهة هذي انس ابن مالك رضي الله عنه فهؤلاء هم الستة الذين انتخبتهم الرافضة وقابلتهم الخوارج فكفروا عليا وذموا اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. واما اهل السنة والجماعة فهم بين هؤلاء وهؤلاء فهم يحفظون حرمة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويحفظون لهم حقهم وابتدأ الناظم وتبعه الشرع في بيان اعظم الصحابة منزلة واعلاهم مقامة واولاهم بالخلافة وهو وابو بكر الصديق رضي الله عنه واهل السنة مجتمعون على اثبات انه احق الخلق بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لكنه مختلف في معرفة الطريق الذي ادى الى نصبه هل هو النص ام الاختيار؟ وهل ذلك النص جلي ام ففي على اقوال البصر رأى شيخ الاسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية. نعم. قال الناظم رحمه الله قالوا فمن ثاني ابي بكر الرضا قلت الامارة بالامام الازهدي قوله رحمه الله قالوا فمن ثاني ابي بكر رضا؟ وقع عند ابن الجوزي في المنتظم قالوا فمن تالي ابي ابي بكر يعني من التائب لابي بكر بالخلافة او من الثاني بدأ في الخلافة وقوله قلت الامارة في الامام الازهري يريد به الخليفة الراشد والامام الزاهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهو الخليفة الثاني بعد ابي بكر الصديق رضي الله عنه ووطى عليه في الفضل وفي وقد ولي رظي الله عنه امر المسلمين بعهد من الخليفة الاول والناصع لهذه الامة ابي بكر رظي الله عنه. واجمع الصحابة رضي الله عنهم عليه ولم يختلفوا فلم ينازع رضي الله عنه في امر الخلافة ولم يختلف عليه البتة ولا اذكر انه عمل له بيعة بل اكتفي بمجرد العهد ولا اذكر ايضا انه قد ورد في التاريخ ان الناس جاءوا اليه ليبايعوه بل انتقل اليه الامر بهذا العهد وقت ما المسلمون به. قال رحمه الله فاروق احمد والمهذب بعده سند الشريعة باللسان وباليد. في هذا البيت اتى الناظر رحمه الله الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونعته بعدة اوصاف سردها في هذا البيت فقال فاروق احمد هذا اشهر لقب لقي به عمر رضي الله عنه حتى قيل له عمر الفاروق وسبب تلقيبه بذلك ما ذكره بعضهم من انه حصل باسلامه الفرق بين الحق والباطل فباسلامه رضي الله عنه وكان ينقذه روحه ظهور حيث كان المسلمون من مكة في اول امرهم يستخفون ويخافوا ويخافون. فلما اسلم عمر رضي الله عنه وكان معروفا بقوته طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم الا يستخف وان يخرجوا فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من الدار التي كانوا مستخدمين فيها خرجوا في صفينا احدهما فيه عمر رضي الله عنه. خرجوا في صفين احدهما فيه عمر رضي الله عنه والثاني فيه حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم فاعز الله باسلامه الدين فهذا هو السر في تلقينه بهذا اللقب. وقول الناظم رحمه الله فاروق احمد احمد اسم من اسماء الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد ورد هذا الاسم فيما اخبر الله به عن عبده ورسوله عيسى ابن مريم عليه السلام بقوله مبشرا برسول من بعد اسمه احمد واضافة هذا اللقب الى الرسول صلى الله عليه وسلم. فاروق احمد من باب التشريف والتكريم. وقوله والمهذب بعد اي مهذب الاخلاق فهو ذو الاخلاق الكريمة العالية. المنزه عن سفاسدها. ولو قال الناظم فاروق احمد والمحدث بعده لكان اولى لا لان هذا الوصف جاء قد جاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك في قوله قد كان في الامم قبلكم محدثون. وان يكن في امتي منهم فاحد فعمر فهو يعرف عند اهل العلم بالمحدث عن الملهم. ومن اثار ولامه انه اقربه في احكام عديدة اقترح الصلاة داخل المقام وعرض النبي صلى الله عليه وسلم لما اراد باجتهاد منه ان يصلي على رأس المنافقين عبد الله ابن ابي ابن سلول فانزل الله ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره. انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون. الى غير ذلك بموافقاته رضي الله عنه وقوله سند الشريعة باللسان وباليمين اي حامي الشريعة والمدافع عنها والناصر لها ومما يدل على ذلك كثرة الفتوح الاسلامية في عهده وانتشار الاسلام بالانصار. فكان رضي الله عنهم عظيم الهم في نشر الاسلام وتجهيز الجيوش لاجل ذلك فانه قد جاء عنه انه كان يجهز الجيوش وهو للصلاة يجهزها بفكره وعقله. فذكره وعقله رضي الله عنه مشحون بهموم المسلمين الاسلام واهله ولعلها هذا مما يبين قول الناظم سند الشريعة باللسان وباليدين. قال الناظم رحمه الله قالوا جائزهم فقلت اجاوبا من بايع المختار عنه باليد. انتقل الناظم رحمه الله في هذا البيت الى الاشادة بذات الخلفاء رضي الله عنهم عثمان بن عفان رضي الله عنه والثناء عليه فقال قالوا فثالثهم اي من ثائر الخلفاء الراشدين. فاجاب رحمه الله لقوله فقلت مجاوبا من بائع المختار عنه باليد المختار هو الرسول صلى الله عليه وسلم والناظم رحمه الله يشير بهذا الى ما وقع في عامة عن صلح الحديبية يوم ارسل النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه الى اهل مكة يخبرهم بمقصودهم وانهم ما جاءوا في حرب وقتال وانما جاءوا معتمرين. قاصدين بيت الله وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ان عثمان رضي الله عنه قد قتل. فطلب الرسول صلى الله عليه وسلم من اصحابه رضي الله عنهم ان يبايعوه اهل الموت او على الا يفر ويخضع في الروايات بذلك فبعضهم يقول بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على اي على القتال حتى الموت وبعضهم يقول بايعنا على ان لا نفر فبايعه الصحابة رضي الله عنهم وتنافسوا في هذه البيعة حتى ان منهم من يبايع ويخرج ليبايع مرة اخرى. وهذه البيعة هي بيعة الرضوان التي اشار الله عز وجل اليها بقوله لقد رضي الله المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا. فبايع الصحابة رسول الله صلى الله عليه وكان عثمان غائبا لما جاءت نوبة عثمان رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم وهذه عثمان ثم وضع يده صلى الله عليه وسلم على الاخرى وهذه والله فضيلة لعثمان واي رضية اما بايع الرسول صلى الله عليه وسلم عنه بيده الكريمة ومما يدرون انه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم لعل عثمان قضى نهمته من البيت وطائف وقره عمرته فلما رجع عثمان لقي له في هذا فقال ما كنت لافعل هذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسدود ومحبوس عن البيت. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذاك الظن بك او كما ورد في القصة قال الناظم رحمه الله صهر النبي على اليدي والحوافظلين فضل تلاوة وتهجد قوله رحمه الله صهر النبي على يديه هذه من فضائل عثمان التي اشتهر بها وهي انه تزوج بين يدي رسوله صلى الله عليه وسلم رقية وام كلثوم رضي الله عنهما وقد ماتت هذه حياة النبي صلى الله عليه وسلم وقوله ومن حافظ لين يعني حاز الفضلين وتهجد ايضا وقراءة القرآن هو قيام الليل. الناظم رحمه الله اثنى على عثمان رضي الله عنه بثلاثة امور. اولا من وبايات النبي صلى الله عليه وسلم كان بيده الشريفة ثانيا المظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم وتزوجه من ابنتيه. ثالثا وبما عرف عنه من تلاوة تلاوته لكتاب الله عز فطور ذا جوده بالليل وهذا مما اشتهر به رضي الله عنه. وهؤلاء ثلاثة ابو بكر وعمر وعثمان هم الخلفاء الراشدون على التوالي رضي الله عنه تمت بعد مشاورات لان عمر رضي الله عنه جاء الى الامر في الستة الذين قال عنهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وهو عنهم راض عثمان وعلي راحة والزبير وعبدالرحمن بن عوف وسعد بن ابي وقاص رضي الله عنه وبعد مداولة قال بها عبدالرحمن ابن عوف مع هؤلاء الستة انتهى الى الى عثمان رضي الله عنه فبايعه عبد الرحمن ابن عوف ابن البقية ثم بايعه الناس بعد ذلك فثم له الامر حين حينئذ وهؤلاء الثلاثة ايضا هم افضل الصحابة جاء عن ابن عمر رضي الله عنه في الصحيح انه قال كنا نقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حي افضل هذه امتي بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ثم عثمان. وما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينكر ذلك. فهذا دليل على ان عثمان افضل الصحابة بعد ابي بكر وعمر رضي الله عنهم ثم يليهم علي رضي الله عنه وعلى ما وقع فيه شيء من الخلاف القديم ومن السند من قدم علي ومنهم من قدم عثمان على علي ومنه من توقف قال شيخ الاسلام الواسطية لكن استقر الامر اهل السنة على تقديم العتمان وهذا هو الصواب فقد استقر الامر على ان افضل الصحابة ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين. قال هذا رحمه الله. قال الناظم رحمه الله اعن ابن عثمان الشهيد ومن دعي ان اسيدي النورين صهر محمد. في هذا البيت زيادة توضيح والا فقد وضح يعني بما ذكر وقد وضح المعني بما ذكر من سداده رضي الله عنه قوله واذا فعل الشهيد اي الذي قتله البغاة الطغاة قتلوه وهو يتلوا الله بعد ما احظروه لداره اياما رضي الله عنه الصحابة من الدفاع عنه لانه لا يريد ان يشفك في سبيله دم مسلم فما قال لي رؤوس الفتنة حتى اقتحموا عليه داره فقتلوه. وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى هذا في الحديث الصحيح لما قال لابي موسى رضي الله عنه اي لعثمان وبشره بالجنة عذابا وتصيبه. فلما اولى رواه ابو موسى بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من البشارة مع البلوى قال الله المستعان. فقوله ومن دعي للناس والنورين هذا لقب مشهور لعثمان رضي الله عنه. وينبغي على لسان كثير من اهل العلم والمؤرخين فهو معروف بذي النورين الا انه لقي بهذا ازواجه النبي من ابنتين من بنات النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا اللقب ليس مأثور النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن احد من الصحابة رضي الله عنهم لكنه مما علم به عند كثير من المؤرخين واهل العلم واشتهر اطلاقه وقوله سير محمد قد سبق الكلام على هذه المصاورة في الورد السابق المقصود ان الناظم رحمه الله اثنى على عثمان رضي الله عنه واية ثناء بهذه الاوصاف من ذلك رضي الله عنهم وارضاه. ذكر الشارح حفظه الله ان قول الناظم ومن دعي في الناس النورين ان هذا لقب مشهور لعثمان. ويرد على لسان كثير من اهل العلم والمؤرخين. ورواجه قديم فانه وقع في كلام ابي بكر ابن خزيمة كما نقله عنه البيهقي في كتاب الاعتقاد وكذلك في كلام ابن شاهين في كتابه اللطيف في مذاهب اهل السنة. فهو لقب قديم لقب بهذا عند من لقبه لزواجه من ابنتين من ابنات النبي صلى الله عليه وسلم هما رقية وام كلثوم. وماتا بحياة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا اللقب ليس مأتورا وعن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن احد من الصحابة رضي الله عنهم ولا من التابعين ولا من اتباع التابعين وانما وجد في كلام من تأخر في القرن الرابع ومن بعده وفيه اشكال. ما هو هذا الاشكال؟ الاشكال تسمية المخلوق نورا تسمية المخلوق نورا لان ذي النورين يعني تزوج رقية وتزوج ام كلثوم وان كل واحدة منهما وهل المخلوق نور؟ ام الله وحده هو النور؟ ما الجواب؟ ها يا عبد الله يعني الله نور الله سبحانه وتعالى نور كما قال الله عز وجل الله نور السماوات والارض. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله ابو ذر هل رأيت ربك؟ فقال نور انا اراه. وفي حديث ابي موسى في صحيح مسلم حجابه النور. والله سبحانه وتعالى نور. فهذه النورانية لا تكون الا للذات الالهية. واما الذات البشرية فانها الا تكونوا نورا والا اقتضى هذا التسوية بين كمال الخالق وكمال المخلوق. وكل ما جاء على خلاف ذلك فانه لا يثبت فمثلا جاء في حديث في صحيح مسلم واجعلني نورا. وهذه الرواية الشاذة والصحيح لفظ الصحيحين واجعل لي نورا. وليس واجعلني يعني في ذاتي نورا وانما واجعل لي نورا وفرق بين فضيل فان قال قائل قال الله تعالى قد جاءكم من الله ايش؟ نور وكتاب مبين فالنور محمد صلى الله عليه وسلم والكتاب المبين القرآن. ما الجواب؟ الجواب ايه؟ صفة لايش؟ اللي هو الكتاب نعم اللي هو القرآن احسنت نقول ان النور المذكور ها هنا هو القرآن لاطلاق هذا الوصف عليه في مواضع اخرى فيكون العطف هنا ليس في تغاير الدوات وانما في تغاير الصفات. فالنور والكتاب المبين كلاهما وصف للقرآن. وليس المراد هو النبي صلى الله عليه وسلم وحينئذ فالذي يظهر ان النورانية مختصة بالذات الالهية. وانه لا يطلق على احد من الخلق بانه نور فيكون في هذا اللفظ ما فيه. والاصل ان باب الالقاب يفتح باب الغلو الاشخاص ولهذا لم تكن العرب تعرفه كما سبق تقريره في غير هذا المحل. نعم. قال الناظم رحمه الله قالوا ثرابعهم فقلتم بادرا. من حاز دونهم اخوة احمد. يقول الناظم رحمه الله مراتب الخلفاء الراشدين قالوا فرابعهم يعني بعد ما ذكرت الخلفاء الثلاثة ابا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم اذا وقوله فقلتم بادرا يعني قلت مسارعا الى الجواب دون توقف ولا ترددا وذلك لان المسألة واضحة والحق في هذا معروفا ومعيا وهو علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وقوله من حاز دونه اخوة احمد يعني اخوة النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنون كلهم اخوة واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم اخوته واصحابه. ولكن من قال له الرسول صلى الله عليه وسلم انت اخي. فله في هذه الاضافة طويلة على غيره كما قال سبحانه وتعالى في جانب ابي بكر رضي الله عنه يوم كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن فنصوا سبحانه وتعالى على ان ابا بكر رضي الله عنه صاحب للنبي صلى الله عليه وسلم مع ان صفة الصحبة مشتركة بين عموم الصحابة رضي الله عنهم لا في وسط علامة رضي الله عنه بالنص عليهم من الله عز وجل. ومن النبي صلى الله عليه وسلم بانه صاحبه وقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم هل انتم تاركون لصاحبي؟ وهكذا علي رضي الله عنه جاء في الحديث الذي اخرجه الترمذي وقال عنه حسن غريب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له انت اخي في الدنيا والاخرة. لكن الحديث وعنه اهل العلم. ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية من اهل السنة. والحافظ العراقي بتخريج هذه اللحية وغيرهما من قال شيخ الاسلام احاديث المؤاخاة لعلي رضي الله عنه كلها موضوعة والنبي صلى الله عليه وسلم لم يؤاخي احدا قال العراقي كل ما هو من اخوته صلى الله رضي الله عنه فضعيف لا يصح منه شيء. فيحتمل ان الناظم رحمه الله يشير الى هذا الحديث للتصريح فيه باخوة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخرة ويحتمل ايضا ولعله الاقرب انه يشير الى قول النبي صلى الله عليه وسلم لما استخلف رضي الله عنه عن المدينة في غزوة تبوك وشق عليه ذلك قال له صلى الله عليه وسلم اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون موسى وهارون هو اخو موسى عليه السلام وحمل كلام الناظم رحمه الله على هذا لعله اشد. لان هذا الحديث صحيح بخلاف الحديث السابق وقد دل كلام النووي رحمه الله في هذا البيت على ان علي رضي الله عنه هو رابع الخلفاء الراشدين فهو رابعهم في الفضل وفي الخيابة فهو امر الصحابة على الاطلاق ثلاثة ومسألة المفاولة بين علي وعثمان رضي الله عنهما من المسائل التي وقع فيها اله بين السلف رحمهم الله فمنهم من ذكر فضل وقال افضل الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ثم عثمان وسكت ومنهم من ربع بعين ومنهم من قدم عليا على عثمان ومنهم من وقد ذكر هذه الاقوال واشار اليها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية حيث يقول مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم ابي بكر وعمر ايهما افضل؟ فقدم قوم عثمان وسكتوا او ربوا باله وقدموا وهم عليا او وقوم توقبوا لاتهم استقروا اموال السنة على تقديم عثمان وهذا هو الصواب. وقد صح عن ابن عمر رضي الله عنه انه قال كنا نقول ورسول صلى الله عليه وسلم حي خير هذه الامة على نبيها ابو بكر ثم عمر ثم عثمان. فما ذكره الناظم هنا من ان علي رضي الله عنه قال للعلماء الراشدين هو الحق والصواب رضي الله عنه فظائل ومناقب جاءت بها السنة منها ما تقدم من قوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى ومنها ما جاء في حديث سهل ابن سعد رضي الله عنه المتفق عليه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لاعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليلتهم ايهم يعطاها فلما اصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يطاه وقال علي بن ابي طالب فاعطاه الراية هذا نص على فضل علي رضي الله عنه انه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وفي هذا رد من الخوارج والنواصب الذين يسبونه ومنها ايضا انه افضل قرابة النبي صلى الله عليه وسلم على الاطلاق فهو افضل بني هاشم بعد النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي ومن مواعينه انه صهر النبي صلى الله عليه وسلم على ابنته فاطمة فضلى بنات النبي صلى الله عليه وسلم بل فؤى نساء هذه الامة بل هي سيدة نساء لاهل الجنة كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على قولها ومنزلتها رضي الله عنها وارضاها وقد ولي ولي امر رضي الله عنه زنامة العلماء رضي الله عنه سنة خمس وثلاثين بعدما قتل عثمان رضي الله عنه اضطربت الامة وافترقت وبايع جمهورهم علي رضي الله عنه ولكن الامة لم تتفق على مبايعته فقد امتنع من ذلك اهل الشام لشبهات لهم. رضي الله عنه امر الامر قرابة خمس شيء افضل ما جرى في عهده رضي الله عنه قتال الخوارج الذين بشر النبي صلى الله النبي صلى الله عليه وسلم من قاتلهم بالاجر العظيم فلما قاتلهم علي رضي الله عنه وولد الرؤيا فرح بذلك وشر. وذلك لما ورد في الحث على قتال الخوارج والتنظيم في ذلك الثناء على من قاتلهم وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تمر مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها اولى الطائفتين بالحق فهذا نص صريح آآ ان وليا اولى بالحق من غيره ولا خلاف بين الامة كلها ان علي رضي الله عنه كان اولى بان يتجاوز من غيره حتى ان وان من خالفه قوم معاوية ثم اهل الشام يقرون بهذا ولا ينكرونه ولكنهم توقفوا وامتنعوا من المبايعة لبعض الشبهات التي عرظت لهم. قال الناظم رحمه الله زوج البتول وخير من وطئ الحصى بعد الثلاثة والكريم المحتدي. في هذا البيت اصل الناظم رحمه الله المهتدي. زوج البتول وخير من وطأ الحصى. بعد الثلاثة والكريم في هذا البيت وصف الناظم رحمه الله عليه رضي الله عنه من ثلاث صفات اولا انه زوج فاطمة البتوري رضي الله عنها ثانيا انه خير من وطأ الحصى بالثلاثة. ثالثا وانه كريم المحفذين. فقوله زوجل وجلبته لهذا من فضائله رضي الله عنه انه زوج البتول والمظالم البتول هنا فاضلة رضي الله عنها والا هو ايضا على مريرة بنت عمران الصديقة رضي وقيل لمريم انها بثور يعني منقطعة عن عن الرجال فلم يمسها بشر ونمسك بغيا وقيل في معنى ان فاطمة متول يعني عن نساء زمانها فلا يضيع لها في نساء الامة في الفضل والدين والشرف وعلى كل حال. فلفظ البتول يدل على العفاف والطور والفضل. وقوله مواضع الحصى وفي نسخته الثرى بعد الثلاثة هذا فيه هذا تنصيص على مرتبة رضي الله عنه بالفضل وانه افضل الصحابة بعد ابي بكر وعمر وعثمان فهو اذا افضل افضل الامة وخير من وطأ الثرى بعد هؤلاء الثلاثة. وقوله والكريم المهتدي. اي كريم الأبومة والأصل وهو رضي الله عنه كريم النسب كيف لا وهو علي ابن أبي طالب عبد المطلب ابن هاشم فهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وصهره على ابنته فاطمة رضي الله عنها وهو اول بني هاشم بعد النبي صلى الله عليه وسلم هو داخل بالاصطفاء والاختيار في قوله صلى الله عليه وسلم ان الله اصطفاك ثلاثة من ولد اسماعيل والصداق ليس من كيانه واصطفى من قريش من بني هاشم واصطفاني من بني هاشم فهو كريم النسب اذ جمع الله له بين فضل الصحبة وفضل القرابة فيجب ان يعرف لعلي رضي الله عنه فهو له ايحب لايمانه وفضله في الدين ويحب كذلك قرابته من النبي صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم من ما شت اليه عمه العباس رضي الله عنه ان قريشا يجفون بني هاشم قال والله لا يدخل قلب امرئ ايمان حتى يحبكم لله عز وجل. يعني لدينكم وايمانكم وفي رواية حتى يحبكم لله ولرسوله. قال النارضي رحمه الله اعني ابا الحسن الامام ومن له بين الانام طوائر لم تجحد في هذا البيت صرح الناظم رحمه الله بمعنى في البيتين السابقين فلما ذكر صفاتهم ويعاقبه اولا عينه وبينه بعد ذلك بقوله ابا الحسن وهذه كنية علي رضي الله عنه وهذا مشهور بها لان الحسنة اكبر من الحسين رضي الله عنهما فالحسن هو اكبر ولديه رضي الله عنهم اجمعين. وقوله الامام لم يكن عمر رضي الله عنه بخلاف خلافته بالامام بل كان يلقب بامير المؤمنين بأمير المؤمنين بدأ منذ زمن عمر رضي الله عنه. اما الذين يلقبونه عليا رضي الله عنه بالامام فهم ولكن قد يجري على السنة بعض اهل السنة اطلاق اسم امام على علي رضي الله عنه وهو لا شك امام ولكن الامامة بالدين لا تختص به بل هي متحققة له ولغيره من الخلفاء الراشدين والسائرين مع الصحابة رضي الله عنهم اجمعين وقوله ومن له بين الانام اي بين الخليقة جمع فضيلة وهو من صيغ منتهى الجموع التي لا تنصرف ولا تنون ولونت هنا من اجل استقامة النظم وهذا جائز في الشعر. قول لم تجحدي اي لا سبيل الى جحدها وانكارها. ومن مضائله التي لا تجحد ما تقدمت الاشارة اليه وايضا فقد جمع الله له الايمان والهجرة والنصرة والجهاد والصحبة العظيمة الطويلة من صغره رضي الله عنه حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صاحبه وصغيره رضي الله عنه وارضاه ورزقنا حبه وحب جميع الصحابة والقرابة. قال الناظم رحمه الله ولابن هند ذي الفؤاد محبة ومودة فليرغمن مفندي. فلما فرغ الناظم رحمه الله من ذكر الخلفاء الراشدين وما لهم من المناقل والفوائد والفوائد بذكر معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه فقال وابن هند قطع همزة ابن الوزن ونسبه النار لامه هند بنت رضي الله عنها واما ابوها وابو سفيان صخر بن حرب سيد قريش وهند بنت عتبة امرأة فاضلة عاقلة وهي في قاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال السارح ونسبه الناظم لامه هند وترك نسبته لابيه هل هذا يحمد؟ ما الجواب؟ لا يحمد لان العرب اذا ارادت ان تعيب رجلا نسبته الى الى من؟ الى امه. الى امه او احدى عمود نسبه من امهاته. ولم ينبه الشارح على هذا الا ان يكن فيما سيأتي ولو انه قال ولابن حرب في الفؤاد محبة لكان بوزنها واغنى عن مثل ذلك الحرب هو جده فهو معاوية ابن صخر ابن حرب. نعم. وهي التي قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما بايع الا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين. اوتزني الحرة؟ وهي ايضا التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان ابا سفيان رجل شحيح لا يعطيني الا وقد ما يكفيني ويكفيني ويكفي بني الا ما اخذت من ماله بغير علمه. فهلا ان في ذلك من جناح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك واكفي بنيكي ومعاوية رضي الله عنه من الذين اسلموا بعد صلح الحديبية وقبل مكة بخلاف ابيه رضي الله عنه فانه لم يسلم الا في فتح مكة. وقد سار رضي الله عنه بجملة من المناقب والاخلاق الفاضلة فقد استكتبه النبي صلى الله عليه سنة واتخذه احد كتاب الوحي وامرهم انه رضي الله عنه على الشام فكان اميرا على الشام عشرين سنة حتى ال اليه امر خلافته سنة اربعين للهجرة صار امير المؤمنين وعشرين سنة فكانت مدة امارته الخاصة والعامة اربعين سنة. وقوله ولابن هند في الفؤاد يعني في القلب محبة ومودة المحبة والمودة معناه واحد او متقارب. وقوله من يرغمن اللام هنا لام القسم. يعني فوالله لارغمنا من الرغام من الرغام الذي ترابك فقوله يعني من ينكر علي ويعيبني على محبتي لمعاوية رضي الله عنه ووقع في مصحف المحسنين وهي قريبة سابقتها فالمفند للناظم على حبه وولده رضي الله عنه هو معتد في تثنيده له وهو ايضا معتد في معاوية رضي الله عنه وكأن الناظم رحمه الله يشير بهذا الى الرافضة لانهم يبغضون معاوية رضي الله عنه بسبب غلوهم في علي رضي الله عنه الناظم رحمه الله عمد الى التنصيص على فضل الخلفاء الراشدين ثم فضل معاوية رضي الله عنه وفي هذا ارغام ومراغبة من رافضة التي تضمر العداء والكيد والبغض ولاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم لكل من جاء بعدهم ممن سار على اثرهم وسأل سبيلهم من اهل السنة والجماعة. هؤلاء الروافض الروافض يبغضون وخيار الامة ابا بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابي رضي الله عنهم ولذا لمعاوية ليس امرا خاصا به لكن بعض الشيعة من غير الرافضة يبغضون ايضا وان كان لا يبغض ابا بكر وعمر وذلك لما كان بينه وبين رضي الله عنهما من خلاف فهم يبغضون معاوية لحب علي رضي الله عنه والواجب معاذ رضي الله عنه صحابي جليل لكنه ليس بمعصوم من الخطأ والذال بل ولا احد من الصحابة كذلك بل كلهم تجوز عليهم الذنوب لكن لهم من الحسنات ما يرجى ان تكون ذنوبهم مأمورة فيها. فالواجب ومعرفة فضلهم وانزالهم منزلتهم. والتماس العذر لهم فيما صدر منهم هذا هو منهج اهل السنة والجماعة فيما تجر بين الصحابة الكرام رضي الله عنهم فهو يتلخص في اولا الكتف اذا كان هذا واجبا في حق جميع المسلمين فهو في حق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم واوجب قال الناظم رحمه الله ذاك الامين المجتبى لكتابة الوحي المنزل ذي التقى والسؤدد ذكر رحمه الله في هذا البيت بعضا من المناطق والهوائل التي اشتهر بها معاوية رضي الله عنه فقال ذاك اشارة الى ما سماه ابن هند وهو معاوية ابي سفيان رضي الله عنه الامير المجدبى وصفه هنا بالامانة ذو حقا انه لامين. ودلل على ذلك بان الرسول صلى الله عليه وسلم اجتباه واختاره لكتابة الوحي وهو القرآن وهذا ادل دليل على امتي رضي الله عنه. وهذه عظيمة لمعاوية رضي الله عنه تدل على عظيم سنته بالنبي صلى الله الله عليه وسلم وعلى منزلته عنده. ولهذا اختاره لهذا الشأن العظيم. ثم صار بعد ذلك منزلة عالية عند ابي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم اجمعين للتقى والسؤدد هذا تأكيد لما قبله فهو رضي الله عنه من المؤمنين الصالحين المتقين. وهو ايضا له شؤدد وكانت عالية بين قومه وعشيرته وله من الاخلاق الكريمة وصفاته الحميدة لما اشتهر به من الحلم وحسن النوال والحنكة والقدرة العظيمة في سياسة الامة حتى يذكر عنه انه قال لو كان بيني وبين الناس جارة لم تنقطع ان ارخوها سددتها وان شدوها ارخيتها وقد ثبت رضي الله عنهم بامرته عظيمة ومن غير ما حصل في عهده انه جيش الجيوش وركبوا البحر ففي عهده وقعت اولى غزوات البحرية حيث غزا بلال على مما يحتسب له رضي الله عنه. قال الناظم رحمه الله فعليهم وعلى الصحابة كلهم صلوات ربي تروح وتهتدي قوله فعليهم اشارة الى كل من تقدم ذكره من الصحابة الكرام رضي الله عنهم وقوله على الصحابة كلهم يعني ممن لم يذكر ولم يصرح باسمه وقوله صلوات ربي الرواح والذهاب في المساء والعيون في الصباح قوله تروح وتغدى به يعني عليهم صلوات صلى الله عليه وسلم وهذا يساوي ان يقول عليهم صلوات الله بها وابدا لانه يعبر عن دعمه وحصوله صباحا ومساء. قال رحمه الله اني لارجو ان افوز بحبهم وبما اعتقدت من الشريعة في غده. خدم الناظم رحمه الله هذه المنظومة بقوله اني لارجو ان افوز بحبهم يعني اني لارجو ان افوز ويسوي حبي لهم رضي الله عنهم لان حبهم دين وايمان واحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان كما يقول الطحاوي رحمه الله المشهورة وحبهم رضي الله عنهم من اوامر مراتب الحب في الله عز وجل وقوله وبما اعتقدت من الشريعة يعني ما اعتقدت من الاعتقادات الشرعية صحيحة لله عز وجل وملائكته وكتبه ورسله وغيرها من عقائد الدين. وقوله في غد يوم في يوم المعاد فانه يعبر اليوم الاخر بالغد كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله انظروا نفس ما قدمت لرجل الا وهو اليوم الموعود الاتي لا محالة وهو اليوم الذي فاز فيه الذي من فاز فيه فاز بالسعادة الابدية ومن شقي فيه باع بالحسرة والشقاء الدائم وهذا الذي تراه الناظم رحمه الله واللائق بكل من من الله عليه بالاسلام ان يجعل همته في الوجه في الفوز في ذلك اليوم الموعود وذلك لدخول الجنة والنجاة من النار الفوز بمغفرة الله ومرضاته. فان الفوز في ذلك اليوم هو الفوز العظيم. وهو الفوز الكبير وهو الفوز الحقيقي. فلا ريب ان حب الصحابة رضي الله عنهم وحب من يحبه الله من انبيائه وعباده الصالحين والايمان بشرعه ظاهرا وباطنا سبب الفوز في ذلك اليوم العظيم يوم القيامة قال الناظم رحمه الله قالوا ابانا كالوداني الهدى قل ذو الذي فوق السماء مؤيديه قوله قالوا الذين القوا اليه هذه المسائل يشكرونه ويقولون ابان لك الولداني الهدى يعني باجلوسه المتقدمة في قلبه والصواب في هذه المسائل التي المعاناة فرد عليهم بقوله قلت الذي فوق السماء مؤيدي يعني ان الذي فوق السماء هو الله سبحانه وتعالى هو الذي من به وايده وفقني لهذا من اضافة النعمة الى موريها. يعني ما اجبت به من نصاب والهدى والبيان انما كان بتأييد الله ومدحه سبحانه فانه ما من نعمة للعباد الا وهي من الله عز وجل. كما قال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله. وهكذا ينبغي للمسلم في جميع ما انعم الله به علينا من النعم والدنيوية ان يضيف ذلك كله الى الله عز وجل. كما جاء في حديث سيد الاستغفار ابوء لك بنعمتك علي. يعني يعترف لك بالانعام قال فكل ما عندي من نعمة فهي منك يا الله. وبهذا يكون الاب شاكرا لنعمة الله عليك. فان اول الشكر الاعتراف بحق المنعم المنعم وعظيم وقد احسن الناس رحمه الله في هذا الختام حيث بين مقصوده وبين كذلك رضوان الله عليه ولم ينسب ذلك الى نفس ولم يخبر فيه بل اضاف ذلك الى ربه عز وجل وانه هو الذي امده وايده نسأل الله سبحانه وتعالى ان يمدنا بتوفيقه وتأييده. فجزى الله خيرا على ما بينه وقصد اليه في هذه القصيدة من بيان الحق وما قربه منها من اهل السنة والجماعة في الايمان وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واما لاحظنا بالمواضع من هذه القصيدة من ملاحظة او استدراك او نحو ذلك سواء كان له ما اجمله الناظم او بما صرح بهما نص عليه فله اسوة بغيره من اهل العلم وكثير من اهل العلم دخلت عليهم هذه المذاهب الكلامية ووقعوا فيها عن اجتهاد وحسن النية فغفر الله لهم ورحمهم ورضي عنهم وعلى كل حال فابو الخطاب الكلوزاني احد العلماء المعروفين بالفقه والدين الصلاح فرحمه الله وجزاه خيرا فيجب ان يكون الحق ضالة المؤمن وان نعرف الرجال بالحق وان نعرف الحق بالرجال فكل يؤخذ من قوله ويرد مذهب اهل السنة والجماعة انما يتلقى عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الائمة المرضيين كالامام مالك الشافعي واحمد ابن حنبل وغيرهم من ائمة اهل السنة كالبخاري ومسلم وغيرهما من ائمة هؤلاء هم الاصل في معرفة اهل السنة والجماعة في هذه المسائل التي بها الناس كمسألة الاسماء والصفات ومسألة القدر ومسألة الايمان ومسألة الصحابة هذه هي المسائل الكبار التي ارتبطت فيها الامة. الله تعالى حافظ دينه. فلابد ان يبقى لهذا الدين من يحفظه ويدليه. ويبقى للسنة من يحيي من درس منها ويزيح الغشاوة عنها ويقمع البدع والمحدثات ومن اعذاب اولئك شرف الاسلام ابن تيمية رحمه الله الذي احيا الله به كثيرا من السنن فطمع الله به نداء المبتدعين ونفع الله به من جاء بعده ومن كان في عصره من المسلمين ولا يزال المسلمون ونحن منهم من خلال هذه الجهود والدعوات المباركة لسلفنا الصالح. فجزاهم الله عنا وعن المسلمين احسن الجزاء ونفعنا واياكم من علمنا وثبتنا على دينه انه سميع الدعاء. وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم الى هنا انتهى شرح المصنف رحمه الله تعالى على هذه القصيدة البديعة. وقد بعضكم بعد قراءته هذه الشرح ان يحفظ هذه القصيدة. وما كان بهذا السبيل فانه ليس من الاصول التي تحفظ وانما مما ينتخب منه. فينبغي وخاصة في الاعتقاد ان يحفظ الانسان المصنفات التي قرنت بالادلة التوحيد وهات الاصول وقواعد اربع والواسطية واشباهها. ويتخذ اصلا منظوما لان المنظومة يبقى والمختار هو الوصول للشيخ حافظ الحكمي وما عدا ذلك فانه ينتخب منه احسن ما فيه من المعاني. فينتخب ابياتا قليلة من مستجاد هذه قصيدة ويحفظه كقوله قالوا فكيف نزوله؟ فاجبتم لم يذكر التكييف لي في مسندي. فمثل هذا بيت جيد في بيان موجب ابطال التكييف وانه لم يروى اسندا عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومثل هذا قل في السفارينية او في غيرها من العقائد المنظومة وهذا اخر التقليد على هذا الكتاب وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين